العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذلك نجزي كلّ كفورٍ (36)
قرأ أبو عمر وحده (كذلك يجزي كلّ كفورٍ) برفع اللام، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون بالنون والنصب.
قال أبو منصور: والمعنى فيهما يرجع إلى شيء واحد؛ لأن الله جلّ وعزّ هو الجازي). [معاني القراءات وعللها: 2/299]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {كذلك نجزي كل كفور} [36].
قرأ أبو عمرو وحده: {يجزي} على مالم يسم فاعله بالياء. و«كل» رفع؛ لأنه أقيم مقام الفاعل، وه نصب في المعنى، لأنه مفعول.
وقرأ الباقون: {كذلك نجزي} بالنون؛ الله تعالى يخبر عن نفسه {كل كفور} نصب مفعول بهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله جلّ وعزّ: كذلك يجزى كل كفور [فاطر/ 36]، فقرأ أبو عمرو، وكذلك يجزى* بالياء كل كفور رفع.
وقرأ الباقون: نجزى بالنون كل كفور نصبا.
[قال أبو علي]: وجه النون قوله سبحانه: أولم نعمركم [فاطر/ 37] ويجزى* في المعنى مثل نجزي، ومثله: فزع عن قلوبهم وفزع*، وهل يجازى ونجازي، ومن حجة يجزى قوله:
ولا يخفف عنهم من عذابها [فاطر/ 36] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/27]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُون]، وكذلك الثقفي.
[المحتسب: 2/201]
قال أبو الفتح: "يموتون" عطف على [يُقْضَى]، أي: لا يُقْضَى عليهم، ولا يموتون. والمفعول محذوف، أي: لا يُقْضَى عليهم الموت. وحسن حذفه هنا لأنه لو قيل: لا يُقْضَى عليهم الموت فيموتون، كان تكريرا يغني من جميعه بعضه، ولا توكيد أيضا فيه فيحتمل لفظه. وعلى كل حال فقد بينا في كتابنا هذا -وفي غيره- حسن حذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وأنه لا يصدر إلا عن فصاحة عذبة.
وقراءة العامة في هذا أوضح وأشرح؛ وذلك أن فيه نفي سبب الموت، وهو القضاء عليهم. وإذا حذف السبب فالمسبب أشد انتفاء، ومن هذا قولهم: لم يقم زيد أمس؛ فنفي الماضي بلفظ المستقبل؛ وذلك أن المستقبل أسبق رتبة في النفس من الماضي، فإذا نفي الأصل كان الفرع أشد انتفاء، ونظائره كثيرة، فتأمله). [المحتسب: 2/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور}
قرأ أبو عمرو {كذلك يجزي} بضم الياء وفتح الزّاي {كل} رفع على ما لم يسم فاعله وحجته أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على لفظ ما لم يسم فاعله من ذلك {اليوم تجزى كل نفس} ويقوّي الياء قوله {ولا يخفف عنهم من عذابها}
وقرأ الباقون {نجزي} بالنّون {كل} نصب أي نحن نجزي كل كفور ويقوّي النّون قوله بعدها {أولم نعمّركم} 37). [حجة القراءات: 593]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {كذلك نجزي كل كفور} قرأه أبو عمرو بياء مضمومة، وفتح الزاي على لفظ الغيبة، ورفع {كل} بنى الفعل للمفعول، فرفعه بالفعل، لقيامه مقام الفاعل، وهو {كل} ويقوي ذلك أن قبله فعلًا بُني للمفعول بلفظ الغيبة أيضًا، وهو قوله: {لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم}، وقرأ الباقون بنون مفتوحة، وكسر الزاي، ونصب {كل} بنوا الفعل للفاعل، وهو الله جل ذكره، فهو إخبار من الله عن نفسه، ويقوي ذلك قوله بعده: {أولم نعمركم} «37» وهو في العلة مثل قوله: {وهل نجازي إلا الكفور} «سبأ 17» في القراءتين جميعًا، والنون أحب إلي؛ لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {كَذَلِكَ يُجْزى كُلُّ كَفُورٍ} [آية/ 36] بضم الياء وفتح الزاي من {يُجْزَى} ورفع {كُلُّ}:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على ما لم يُسم فاعله وهو مسندٌ إلى {كُلُّ} ورفعه بذلك، وإنما بُني لما لم يسم فاعله لموافقة ما قبله وهو قوله {وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
[الموضح: 1063]
وقرأ الباقون {نَجْزِي} بالنون مفتوحةً، والزاي مكسورةً، ونصب {كُلَّ}.
والوجه أن الفعل لله تعالى فجاء الإخبار عنه بالنون تعظيمًا، لقوله بعده {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} بالنون). [الموضح: 1064]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}


قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)}
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فهم على بيّنتٍ منه (40)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وحمزة وحفص (على بينة) واحدة.
وقرأ الباقون (على بيّناتٍ) جماعة.
روى المفضل عن عاصم (على بيّناتٍ) مثل أبي بكر.
[معاني القراءات وعللها: 2/299]
(بينة) واحدة، وجمعها (بينات) ). [معاني القراءات وعللها: 2/300]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {فهم على بينت منه} [40].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم {بينت} بالتوحيد لقوله: {قد جاءكم بينة من ربكم}.
وقرأ الباقون: {بينت} بالجماع، لنه مكتوبة في المصحف بالألف والتاء. والبينة، والبينات: القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم في قوله: {حتى تأتيهم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
البينة} ويقال: بان الشيء وابان: إذا تبين فهو بائن ومبين، وأبنته أنا وبينته لا غير، والبينة: وزنها فيعله فاجتمع ياآن فأدغموا فالتشديد من جلل ذلك، وليس يجوز التخفيف، وأما البينة فمن العرب من يقول: البينة بالتخفيف تشبيها بالية، والاختيار التشديد، لأن النية وزنها فعله من نويت، والأصل: نوية وصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهو النون فأدغمت الياء المبدلة من الواو في الياء الأصلية، فوقع التشديد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/226]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله سبحانه: فهم على بينة منه [فاطر/ 40] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة على بينة واحدة، وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم والكسائي: بينات* جماعة، حفص عن عاصم بينة واحدة، المفضل عن عاصم على بينات جماعة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/29]
[قال أبو علي] وجه الإفراد: أن يجعل ما في الكتاب، أو ما يأتي به النّبي [صلى اللّه عليه وآله وسلم] بيّنة على لفظ الإفراد، وإن كانت عدة اشياء، كما قال: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي [هود/ 28 - 88] وقد جاءتكم بينة من ربكم [الأعراف/ 73 - 85].
فأمّا قوله سبحانه: جاؤوا بالبينات والزبر فإنّما هو على قوله: فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر [آل عمران/ 184] فلأنّ مع كل [واحد من الأنبياء] بيّنة، فإذا جمعوا جمعت البيّنة لجمعهم. وقال سبحانه: حتى تأتيهم البينة رسول من الله [البينة/ 1 - 2] وزعموا أنّ في مصحف عبد اللّه بالهاء، فهذا دليل على الإفراد، والجمع في البيّنات على أنّ في الكتاب ضروبا من البيّنة، فجمع كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/30]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أم آتيناهم كتابا فهم على بيّنة منه} 40
[حجة القراءات: 593]
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائيّ (فهم على بيّنات منه) بالألف وحجتهم أنّها مرسومة في المصاحف بالتّاء فدلّ ذلك على الجمع
وقرأ الباقون {فهم على بيّنة} بغير ألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال يعني على بصيرة قال وإنّما كتبوها بالتّاء كما كتبوا {بقيت الله} بالتّاء وفي التّنزيل ما يدل عليه وهو قوله {أفمن كان على بيّنة من ربه} وقوله {قل إنّي على بيّنة من ربّي} ). [حجة القراءات: 594]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {على بينةٍ منه} قرأه نافع وابن عامر والكسائي أبو بكر بالجمع، لكثرة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات والبراهين على صحة صدقه ونبوته من القرآن، وغير ذلك، فوجب أن يُقرأ بالجمع ليظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بآيات تدل على نبوته، ويقوي الجمع أنها في المصاحف كلها بالتاء، ولو كانت موحدة لكانت بالهاء، وهو الاختيار؛ لأن المعنى عليه والمصحف «عليه».
وقرأ الباقون بالتوحيد، على إرادة ما في كتاب الله، أو ما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم من البراهين على صدقه، وهو وإن كان مفردًا يدل على الجمع،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/211]
ودليله قوله: {إن كنت على بينة من ربي} «هود 28»، وقوله: {قد جاءتكم بينة من ربكم} «الأعراف 73» ويدل على التوحيد أنها في مصحف ابن مسعود بالهاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/212]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ} [آية/ 40] بالوحدة:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة و-ص- عن عاصمٍ.
والوجه أنه وحَّد البينة؛ لأنه وحّد الكتاب قبله، فقال: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا}، والمعنى: هل أعطينا هؤلاء الكفار كتابًا دالًّا على أن لهؤلاء الأصنام شركًا في السموات والأرض، والكتاب هو البينة، فلذلك وحَّدها.
ويجوز أن تكون البيّنة واحدةً يُراد بها الجمع، كقوله تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا}.
وقرأ الباقون {عَلَى بَيِّنَاتٍ} بالجمع.
والوجه أن المراد دلائل، وأراد: فَهُمْ على دلائل تدل على حصول الشرك للأصنام في السموات والأرض، وكان ذلك الكتاب يتضمن دلائل من وجوه
[الموضح: 1064]
عدة على أن لهم شركًا في السموات والأرض). [الموضح: 1065]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}


قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}
قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومكر السّيّئ ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله (43)
قرأ حمزة وحده (ومكر السّيّئ) ساكنة الهمزة.
وقرأ الباقون (ومكر السّيّئ) بكسر الهمزة.
واتفقوا على ضم الهمزة في قوله: (ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله)
قال أبو منصور: تسكين الهمزة في قوله: (ومكر السّيّئ) عند أهل العربية غير جائزة.
وقد قال الفراء: جزم الأعمش وحمزة (ومكر السّيّئ) لكثرة الحركات، كما قرئ (لا يحزنهم)) بالجزم.
وكما قال:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم
[معاني القراءات وعللها: 2/300]
والأصل: صاحب أو صاحب، على النداء المفرد أو المضاف، فجزم لكثرة الحركات.
قال أبو منصور: ومثل هذا يسوغ للشاعر الذي يضطر إلى تسكين متحرك ليستقيم له وزن الشعر.
فأما كتاب الله فقد أمر الله جلّ وعزّ بترتيله وتبيينه، وقارئ القرآن غير مضطر إلى تسكين متحرك، أو تحريك ساكن.
وأنشد المبرد البيت:
إذا اعوججن قلت صاح قوّم). [معاني القراءات وعللها: 2/301]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {ومكر السييء} [43].
قرأ حمزة وحده: {السيئ} بجزم الهمزة، وإنما فعل ذلك لتوالي الكسرات مع الياء والهمزة، فأسكنه تخفيفًا، كما يفعل أبو عمرو في نحو: {خدعهم} و{ينصركم} و{يأمركم} وقد نسب بعض من لا يعرف العربية واتساع العرب حمزة إلى اللحن، وليس لحنًا لما أخبرتك.
وقرأ الباقون: {السيئ} بكسر الهمزة على الأصل.
وفيها قراءة ثالثة: روى شبل عن ابن كثير {السيئ} قال ابن مجاهد: وهو خطأ.
وأجمعوا على {ولا يحيق المكر السيئ} أن همزتها مرفوعة.
فإن قيل لك: فهلا أسكن حمزة الثاني كما أسكن الأول؟
فقيل: إنما أسكن الأول استثقالا لاجتماع الكسرة مع الياء ولما انضمت الهمزة في الثانية لم يستثقل فأتي به على الأصل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/227]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ حمزة وحده: ومكر السيئ ولا.. [فاطر/ 43] ساكنة الهمزة، ولا يحيق المكر السييء إلا [فاطر/ 43] مرفوعة الهمزة.
وقرأ الباقون بالكسر في الهمزة الأولى وبالضم في الثانية.
قال أبو علي: التقدير في قوله عزّ وجلّ: استكبارا في
[الحجة للقراء السبعة: 6/30]
الأرض [فاطر/ 43] استكبروا استكبارا في الأرض ومكر السّيّئ.
أي: مكروا المكر السّيّئ، فأضيف المصدر إلى صفة المصدر، المعنى: ومكروا المكر السّيّئ، ألا ترى أنّه قد جاء بعد ولا يحيق المكر السييء إلا بأهله [فاطر/ 43] فكما أنّ السّيّئ صفة للمصدر، كذلك الّذي قبل. تقديره: ومكروا المكر السّيّئ. وكذلك قوله:
أفأمن الذين مكروا السيآت [النحل/ 45] تقديره: الّذين مكروا المكرات السيئات. إلّا أنّك إذا أضفت إلى السّيّئ قدّرت الصفة وصفا لشيء غير المكر، كما أنّ من قال: دار الآخرة، وجانب الغربي، قدّره كذلك، فحذف المصدر من قوله: المكرات السيئات، وأقام صفته مقامه، فوقعت الإضافة إليه، كما كانت تقع على موصوفه [الذي هو المصدر]. فأمّا قراءة حمزة: ومكر السيئ وإسكانه الهمزة في الإدراج، فإنّ ذلك يكون على إجرائها في الوصل مجراها في الوقف، فهو مثل:
سبسبا، وعيهل، والقصبا، وجدببا.
وهو في الشعر كثير. وممّا يقوّي ذلك: أنّ قوما قالوا في الوقف:
أفعي وأفعو، فأبدلوا من الألف الواو والياء ثم أجروها في الوصل مجراها في الوقف، فقالوا: هذا أفعو يا هذا، فكذلك عمل حمزة بالهمزة في هذا الموضع لأنها كالألف في أنها حرف علة، كما أن الألف كذلك. ويقوّي مقاربتها الألف أن قوما يبدلون منها الهمزة في
[الحجة للقراء السبعة: 6/31]
الوقف فيقولون: رأيت رجلا ورأيت حبلا. ويحتمل وجها آخر: وهو أن تجعل يىء ولا من قوله: ومكر السيئ ولا بمنزلة إبل، ثم أسكن الحرف الثاني كما أسكن من إبل لتوالي الكسرتين إحداهما ياء قبلها ياء فخفّف بالإسكان لاجتماع الياءات والكسرات كما خفّفت العرب نحو ذلك بالحذف من نحو: أسيديّ وبالقلب في نحو رحويّ، ونزّل حركة الإعراب بمنزلة غير حركة الإعراب، كما فعلوا في قولهم:
فاليوم أشرب غير مستحقب وقد بدا هنك من المئزر..... ولا تعرفكم العرب وكما أن حركة غير الإعراب نزلت منزلة حركة الإعراب في نحو: ردّ وفرّ، وعضّ. فأدغم كما أدغم يعضّ، ويفرّ لمّا تعاقب حركات غير الإعراب على لامها، وهي حركة التقاء الساكنين، وحركة الهمزة المخفّفة، وحركة النونين فنزلت هذه الحركات منزلة حركة الإعراب حتّى أدغم فيما يتعاقب عليه فيها، كما أدغم المعرب، وكذلك نزلت حركة الإعراب منزلة غير حركة الإعراب، في أن استجيز
[الحجة للقراء السبعة: 6/32]
فيها من التخفيف ما استجيز في غيرها، وليس يختلّ بذلك دلالة الإعراب، لأنّ الحكم بمواضعها معلوم، كما كان معلوما في المعتل، والإسكان للوقف. فإذا ساغ ما ذكرنا في هذه القراءة من التأويل لم يسغ لقائل أن يقول: إنّه لحن، ألا ترى أنّ العرب قد استعملت ما في قياس ذلك؟ فلو جاز لقائل أن يقول: إنّه لحن للزمه أن يقول:
إنّ قول من قال: إفعوا في الوصل لحن، فإذا كان ما قرأ به على قياس ما استعملوه في كلامهم المنثور، لم يكن لحنا، [وإذا لم يكن لحنا] لم يكن لقادح بذلك قدح، وهذه القراءة وإن كان لها مخلص من الطعن، فالوجه قراءة الحرف على ما عليه الجمهور في الدرج ويقال:
سيّئ مثل سيّد، ويخفّف كما يخفّف. قال أبو زيد: سؤته أسوؤه مساءة، وقال أبو عبيدة: يحيق المكر السيئ لا إلا بأهله). [الحجة للقراء السبعة: 6/33]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَمَكْرًا سَيئًا].
قال أبو الفتح: يشهد لتنكيره تنكير ما قبله من قول الله سبحانه: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ}، وقراءة العامة أقوى معنى؛ وذلك أن "المكر" فيها معرفة لإضافته إلى معرفة، أعنى [السَّيِّئ]، فكأنه قال: والمكرَ السَّيِّئ الذي هو عالٍ مستكرَه مستنكَر في النفوس. وعليه قال من بعد: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، وأبدل "استكبارا" وما بعده من النكرة قبله، وهي هو من قوله: {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}، وحسن تنكير الاستكبار لأنه أدنى إلى "نفور" مما بعده. وقد يحسن مع القرب فيه ما لا يحسن مع البعد، واعتمد ذلك لقوة معناه بتعريفه، والإخبار عنه بأن مثله لا يخفى، لعظمه وشناعته). [المحتسب: 2/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({استكبارا في الأرض ومكر السيء}
قرأ حمزة {ومكر السيء} ساكنة الهمزة قال الفراء إنّما فعل ذلك لكثرة الحركات مع الياء والهمزة فأسكنه تخفيفًا كما فعل أبو عمرو في قوله {يأمركم} و{ينصركم} وقرأ الباقون {ومكر السيء} بكسر الهمز). [حجة القراءات: 594]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ومكر السيء} قرأه حمزة بإسكان الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها.
وحجة من أسكن أنه استثقل كسرة على ياء مشددة، فهي مقام كسرتين، والكسرة ثقيلة، وهي على الياء المشددة أثقل ثم كسرة على همزة، والكسر على الهمز ثقيل أيضًا، مع ثقل الكسر في نفسه، فاجتمع أشياء ثقيلة، فأسكن الهمزة استخفافًا، وهو على ذلك ضعيف؛ لأنه حذف علامة الإعراب، وقد قيل: إنه نوى الوقف على الهمزة، وهو ضعيف؛ لأنه لو نوى الوقف لخفف الهمزة في الوصل؛ لأن أصله تخفيف كل همزة في الوقف، وهو لا يخففها إلا إذا وقف عليها وقفًا صحيحًا، فيبدل منها ياء ساكنة إن وقف بالسكون، أو يجعلها بين الهمزة والياء إن وقف بالروم، ومثله هشام في الوقف، وقرأ الباقون بهمزة مكسورة على الأصل، وهو المختار؛ لأنه الأصل، فأما وقف حمزة وهشام على قوله: {ولا يحيق المكر السيء} فإنهما يقفان بالسكون، ويبدلان من الهمزة ياء؛ لأنها همزة ساكنة قبلها كسرة، ولا يحسن أن يوقف عليه بين بين، بين الهمزة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/212]
والواو؛ لأن الخط ليس فيه واو، فلا يوقف وقف يخالف الخط، وقد تقدم ذكر هذا كله وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/213]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَمَكْرَ السَّيِّءْ} [آية/ 43] بإسكان الهمزة:
قرأها حمزة وحده، فإذا وقف ترك الهمز.
والوجه أنه يوز أن يكون إسكان الهمزة على إجراء الوصل مجرى الوقف؛ لأنها في الوقف ساكنةٌ لا محالة، فأُجريت حالة الوصل عليه أيضًا.
ويجوز أن يكون على تسكين الأوسط من الحركات المختلفة إذا توالت، والأوسط منها غير فتحةٍ نحو إبلٍ وإطلٍ، وفخذٍ وعضدٍ، فهذا في المتصل، ومن المنفصل قوله:
138- فاليوم أشرب غير مستحقبٍ
139- ... ولا تعرفكم العرب
140- وقد بدا هَنْكِ من المِئْزَرِ
[الموضح: 1065]
ألا ترى أن قوله: يئي ولا، بمنزلة إبل، كما أن: رَبُ غَيْ، مِنْ قوله: فاليوم أشرب غير مستحقبٍ، بمنزلة فعلٍ فأُسكنت كما أُسكن نحو عضدٍ.
وأما تركه الهمز في حال الوقف، فلأن الوقف موضع تغييرٍ، فقلبت الهمزة فيه ياءً.
وقرأ الباقون {السَّيِّئِ} بكسر الهمزة.
والوجه أنه هو الأصل، وهو المشهور.
ولم يختلفوا في رفع الثانية وهي قوله {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ). [الموضح: 1066]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}
قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة