العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 71 إلى 89]

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) )

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم...}
والإجماع: الإعداد والعزيمة على الأمر. ونصبت الشركاء بفعل مضمر؛ كأنك قلت: فأجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم. وكذلك هي في قراءة عبد الله. والضمير ها هنا يصلح إلقاؤه؛ لأن معناه يشاكل ما أظهرت؛ كما قال الشاعر:

ورأيت زوجك في الوغى =متقلّدا سيفا ورمحا
فنصبت الرمح بضمير الحمل؛ غير أن الضمير صلح حذفه لأنهما سلاح يعرف ذا بذا، وفعل هذا مع فعل هذا.
وقد قرأها الحسن {وشركاؤكم} بالرفع، وإنما الشركاء ها هنا آلهتهم؛ كأنه أراد: أجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم. ولست أشتهيه لخلافه للكتاب، ولأن المعنى فيه ضعيف؛ لأن الآلهة لا تعمل ولا تجمع . وقال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع =هل أغدون يوما وأمري مجمع
فإذا أردت جمع الشيء المتفرّق قلت: جمعت القوم فهم مجموعون؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} وإذا أردت كسب المال قلت: جمّعت المال؛ كقول الله تبارك وتعالى: {الذي جمّع مالا وعدّده} وقد يجوز جمع مالا وعدّده. وهذا من نحو قتلوا وقتّلوا.
وقوله: {ثمّ اقضوا إليّ} وقد قرأها بعضهم: {ثم أفضوا إليّ} بالفاء. فأما قوله: {اقضوا إليّ} فمعناه: امضوا إليّ، كما يقال قد قضى فلان، يراد: قد مات ومضى. وأما الإفضاء فكأنه قال: ثم توجّهوا إليّ حتى تصلوا، كما تقول: قد أفضت إليّ الخلافة والوجع، وما أشبهه). [معاني القرآن: 1/473-474]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً} مجازها: ظلمة وضيق وهمٌّ، قال العجّاج:
بل لو شهدت الناس إذ تكموا= بغمّةٍ لو لم تفرّج غمّوا
تكمّوا: تغمّدوا، يقال تكمّيت فلاناً أي تغمّدته، وقد كميت شهادتك إذا كتمتها، وفارس كميّ وهو الذي لا يظهر شجاعته إلا عند الحاجة إلى ذلك.
{ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون} مجازه كمجاز الآية الأخرى:
{وقضينا إلى بني إسرائيل} أي أمرناهم). [مجاز القرآن: 1/279-280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مّقامي وتذكيري بآيات اللّه فعلى اللّه توكّلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}
وقال: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} وقال بعضهم {وشركاؤكم} والنصب أحسن لأنك لا تجري الظاهر المرفوع على المضمر المرفوع إلا أنه قد حسن في هذا للفصل الذي بينهما كما قال: {أإذا كنّا تراباً وآباؤنا} فحسن لأنه فصل بينهما بقوله ترابا. وقال بعضهم (فأجمعوا) لأنهم ذهبوا به إلى "العزم" لأنّ العرب تقول "أجمعت أمري" أي: أجمعت على أن أقول كذا وكذا. أي عزمت عليه. وبالمقطوع نقرأ.
وقال: {ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً} فـ(يكن) جزم بالنهي). [معاني القرآن: 2/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أمركم عليكم غمة}: ملتبسا مغطى لا تدرون ما هو). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً} أي غمّا عليكم. كما يقال: كرب وكربة.
{ثمّ اقضوا إليّ} أي اعملوا بي ما تريدون {ولا تنظرون} ومثله.
{فاقض ما أنت قاضٍ} أي فاعمل ما أنت عامل). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن توقع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، وتضمر للآخر فعله.
كقوله سبحانه: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}.
ثم قال: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ} والفاكهة واللحم والحور العين لا يطاف بها، وإنما أراد: ويؤتون بلحم طير.
ومثله قوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} أي: وادعوا شركاءكم، وكذلك هو في مصحف عبد الله.
قال الشاعر:
تراهُ كأنّ الله يجدع أنفَهُ = وعينيه إنْ مولاه ثابَ له وَفْرُ
أي يجدع أنفه، ويفقأ عينيه.
وأنشد الفراء:
علَّفْتُهَا تِبناً وماءً باردًا = حَتى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيناهَا
أي علفتها تبنا، وسقيتها ماء باردا.
وقال آخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما = وَزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا
والعيون لا تزجّج، وإنما أراد: وزجّجن الحواجب، وكحّلن العيون. وقال الآخر:
ورأيتُ زوجَكِ في الوَغَى = متقلِّدًا سَيفًا وَرُمْحَا
أي متقلدا سيفا، وحاملا رمحا). [تأويل مشكل القرآن: 212-215] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات اللّه فعلى اللّه توكّلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}
{فأجمعوا أمركم وشركاءكم}.
ويقرأ فاجمعوا أمركم وشركاءكم.
زعم القراء أنّ معناه: فاجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم.
وهذا غلط لأن الكلام لا فائدة فيه، لأنهم إن كانوا يدعون شركاءهم لأن يجمعوا أمرهم،
فالمعنى فأجمعوا أمركم مع شركائكم، كما تقول لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها، المعنى لو تركت مع فصيلها لرضعها.
ومن قرأ - {وشركاؤكم } جاز أن يعطف به على الواو، لأن المنصوب قد قوّى الكلام.
لو قلت لو تركت اليوم وزيد لعلمت جاز، ولو قلت لو تركت وزيد لقبح، لأنك لا تعطف على الضمير المرفوع حتى تقوّي المرفوع بلفظ معه.
ومن قرأ {وشركاءكم} في قوله فاجمعو أمركم - بوصل الألف.
فنصبه على ضربين:
أحدهما العطف على الأمر، المعنى فاجمعوا أمركم واجمعوا شركاءكم، ويكون فاجمعوا مع شركائكم أمركم.
{ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة} أي ليكن أمركم ظاهرا منكشفا،
كما قال رؤبة:
بل لو شهدت النّاس إذ تكمّوا= بغمة لو لم تفرّج غمّوا
غموا بالمكروه، بغمّة، أي ما يسترهم، واشتقاق ذلك من الغمامة التي تستر، ويجوز ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة أي غمّا.
{ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون} قرئت ثم أفضوا إليّ،
فمن قال: {ثمّ اقضوا إليّ} فالمعنى: ثم افعلوا ما تريدون. و " ثمّ افضوا " - بالفاء - وهي قريبة المعنى منها). [معاني القرآن: 3/27-29]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم}
قال الفراء معناه وادعوا شركاءكم قال والإجماع الإعداد والعزيمة على الأمر
وقال أبو العباس هو محمول على المعنى لأن معنى أجمعوا واجمعوا واحد
وقال أبو إسحاق المعنى مع شركائكم قال وقول الفراء لا معنى له لأنه إن كان يذهب إلى أن المعنى وادعوا شركاءكم ليعينوكم فمعناه معنى مع وإن كان يذهب إلى الدعاء فقط فلا
معنى لدعائهم لغير شيء
وقرأ الجحدري ويروى عن الأعرج فأجمعوا أمركم يوصل الألف وفتح الميم
وقرأ الحسن فأجمعوا أمركم وشركاؤكم
قال أبو جعفر وهذا يدل على أنهما لغتان بمعنى واحد
وقوله جل وعز: {ثم لا يكن أمركم عليكم غمة}
فيه قولان:
أحدهما أن معنى غمة كمعنى غم
والآخر وهو أصح في اللغة أن المعنى ليكن أمركم ظاهرا يقال القوم في غمة إذا عمي عليهم أمرهم والتبس ومن هذا غم الهلال على الناس أي غشية ما غطاه
والغم من هذا إنما هو ما غشي القلب من الكرب فضيقه وأصل هذا مشتق من الغمامة
وقوله جل وعز: {ثم اقضوا إلي ولا تنظرون}
أي ثم افعلوا ما بدا لكم
قال الكسائي ويقرأ وأفضوا إلي بقطع الألف والفاء). [معاني القرآن: 3/305-307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثُمَّ اقْضُواْ إلي} أي اعملوا ما تريدون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غُمَّةً}: مغطى). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بما كذّبوا به من قبل كذلك نطبع...}
يقول: لم يكونوا ليؤمنوا لك يا محمد بما كذّبوا به في الكتاب الأوّل، يعني اللوح المحفوظ). [معاني القرآن: 1/474]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلى فرعون وملائه} أي أشراف قومه). [مجاز القرآن: 1/280]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا...}
يقول القائل: كيف أدخل ألف الاستفهام في قوله {أسحر هذا} وهم قد قالوا {هذا سحر} بغير استفهام؟
قلت: قد يكون هذا من قولهم على أنه سحر عندهم وإن استفهموا؛ كما ترى الرجل تأتيه الجائزة فيقول: أحقّ هذا؟ وهو يعلم أنه حقّ لا شكّ فيه. فهذا وجه.
ويكون أن تزيد الألف في قولهم وإن كانوا لم يقولوها، فيخرج الكلام على لفظه وإن كانوا لم يتكلّموا به؛ كما يقول الرجل: فلان أعلم منك، فيقول المتكلم: أقلت أحدٌ أعلم بذا منّي؟ فكأنه هو القائل: أأحد أعلم بهذا مني. ويكون على أن تجعل القول بمنزلة الصلة لأنه فضل في الكلام؛ ألا ترى أنك تقول الرجل: أتقول عندك مال؟
فيكفيك من قوله أن تقول: ألك مال؟ فالمعنى قائم ظهر القول أو لم يظهر). [معاني القرآن: 1/474]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون}
وقال: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا} على الحكاية لقولهم، لأنهم قالوا: أسحرٌ هذا" فقال {أتقولون} {أسحرٌ هذا} ). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحر هذا ولا يفلح السّاحرون}
هذا الكلام تقرير لقولهم:
{فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحر مبين * قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم}.
هذا اللفظ؛ أي إنّ هذا لسحر مبين.
ثمّ قررهم فقال:{أسحر هذا ولا يفلح السّاحرون}.
والمفلح الذي يفوز بإرادته أي فكيف يكون هذا سحرا وقد أفلح الذي أتى به، أي فاز، وفلح في حجته). [معاني القرآن: 3/29]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أجئتنا لتلفتنا...}
اللفت: الصرف؛ تقول: ما لفتك عن فلان؟ أي ما صرفك عنه.
ويقول القائل: كيف قالوا {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم إذا صدّق صارت مقاليد أمّته وملكهم إليه، فقالوه على ملك ملوكهم من التكبر).
[معاني القرآن: 1/475]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا} أي لتصرفنا عنه وتميلنا وتلوينا عنه، ويقال: لفت عنقه.
كقول رؤبة:
يدقّ صلّبات العظام لفتى= لفتاً وتهزيعاً سواء اللّفت
التهزيع: الدّق؛ واللّفت: اللّي). [مجاز القرآن: 1/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}
وقال: {لتلفتنا} لأنك تقول: "لفته" فـ"أنا ألفته" "لفتاً" أي: ألويه عن حقه). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أجئتنا لتلفتنا}: لتصرفنا يقال ما يلفت فلان إلي، ولفت فلان عنق فلان إذا لواها). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أجئتنا لتلفتنا} أي لتصرفنا. يقال: لفتّ فلانا عن كذا إذا صرفته. والالتفات [منه] إنما هو الانصراف عما كنت مقبلا عليه.
{وتكون لكما الكبرياء في الأرض} أي الملك والشّرف). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}
أي لتصرفنا وتعدلنا، يقال لفتّه عن الأمر ألفته لفتا إذا عدلته عنه، ومن هذا قولهم التفت إليه أي عدل وجهه إليه.
{وتكون لكما الكبرياء في الأرض}.
الكبرياء: الملك، وإنما سمّي الملك كبرياء لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا). [معاني القرآن: 3/29]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا}
قال قتادة أي لتلوينا
قال أبو جعفر وهذا معروف في اللغة يقال لفته يلفته إذا عدله ومن هذا التفت إنما هو عدل عن الجهة التي بين يديه
ثم قال تعالى: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض}
قال مجاهد أي الملك وذلك معروف في اللغة وإنما قيل للملك كبرياء لأنه أكبر ما ينال في الدنيا). [معاني القرآن: 3/307-308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{الكبرياء} أي: العظمة، والغلبة). [ياقوتة الصراط: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِتَلْفِتَنَا} أي لتصرفنا.
{الْكِبْرِيَاءُ} الملك والشرف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِتَلْفِتَنَا}: لتصرفنا). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما جئتم به السّحر...}
{ما} في موضع الذي؛ كما تقول: ما جئت به باطل. وهي في قراءة عبد الله {ما جئتم به سحر} وإنما قال {السحر} بالألف واللام لأنه جواب لكلام قد سبق؛
ألا ترى أنهم قالوا لما جاءهم به موسى: أهذا سحر؟ فقال: بل ما جئتم به السحر. وكل حرف ذكره متكلم نكرة فرددت عليها لفظها في جواب المتكلم زدت فيها ألفا ولاما؛
كقول الرجل: قد وجدت درهما، فتقول أنت: فأين الدرهم؟ أو: فأرني الدرهم. ولو قلت: فأرني درهما، كنت كأنك سألته أن يريك غير ما وجده.
وكان مجاهد وأصحابه يقرءون: ما جئتم به آلسحر: فيستفهم ويرفع السحر من نيّة الاستفهام، وتكون {ما} في مذهب أي كأنه قال: أي شيء جئتم به؟ آلسحر هو؟
وفي حرف أبيّ {ما أتيتم به سحر} ... وأشكّ فيه.
وقد يكون {ما جئتم به السحر} تجعل السحر منصوبا؛ كما تقول: ما جئت به الباطل والزور. ثم تجعل {ما} في معنى جزاء و{جئتم} في موضع جزم إذا نصبت، وتضمر الفاء في قوله: {إنّ اللّه سيبطله} فيكون جوابا للجزاء. والجزاء لا بدّ له أن
يجاب بجزم مثله أو بالفاء. فإن كان ما بعد الفاء حرفا من حروف الاستئناف وكان يرفع أو ينصب أو يجزم صلح فيه إضمار الفاء. وإن كان فعلا أوّله الياء أو التاء أو كان على جهة فعل أو فعلوا لم يصلح فيه إضمار الفاء؛ لأنه يجزم إذا لم تكن الفاء، ويرفع إذا أدخلت الفاء. وصلح فيما قد جزم قبل أن تكون الفاء لأنها إن دخلت أو لم تدخل فما بعدها جزم؛ كقولك للرجل: إن شئت فقم؛ ألا ترى أنّ (قم) مجزومة ولو لم يكن فيها الفاء، لأنك إذا قلت إن شئت قم جزمتها بالأمر، فكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات اللّه يشكرها = والشرّ بالشرّ عند اللّه مثلان
ألا ترى أن قولك: {الله يشكرها} مرفوع كانت فيه الفاء أو لم تكن، فلذلك صلح ضميرها). [معاني القرآن: 1/475-476]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال موسى ما جئتم به السّحر} مجاز ما ها هنا: الذي؛ ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام، كقولك: آلسّحر؟). [مجاز القرآن: 1/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
وقال: {ما جئتم به السّحر} يقول: "الذي جئتم به السحر" وقال بعضهم {آلسّحر} بالاستفهام). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
{ما جئتم به السّحر} أي قال موسى: الذي جئتم به السّحر، ويقرأ ما جئتم به، آلسّحر.
والمعنى أي شيء جئتم به آلسّحر. هو على جهة التوبيخ لهم). [معاني القرآن: 3/29-30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر}
من قرأ آلسحر فمعناه عنده التوبيخ أي أي شيء جئتم به آلسحر هو). [معاني القرآن: 3/308]

تفسير قوله تعالى: روَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}

تفسير قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ مّن قومه...}
ففسّر المفسرون الذرّيّة: القليل. وكانوا - فيما بلغنا - سبعين أهل بيت. وإنما سموا الذرّية لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم كنّ من بني إسرائيل، فسموا الذرّية؛ كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن فسمّوا ذراريّهم الأبناء؛ لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم.
وقوله: {على خوفٍ مّن فرعون وملئهم}، وإنما قال {وملئهم} وفرعون واحد لان الملك إذا ذكر بخوف أو بسفر أو قدوم من سفر ذهب الوهم إليه وإلى من معه؛ ألا ترى أنك تقول: قدم الخليفة فكثر الناس، تريد: بمن معه، وقدم
فقلت الأسعار؛ لأنك تنوي بقدومه قدوم من معه. وقد يكون أن تريد بفرعون آل فرعون وتحذف الآل فيجوز؛ كما قال {واسأل القرية} تريد أهل القرية والله أعلم. ومن ذلك قوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} ). [معاني القرآن: 1/476-477]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ مّن قومه على خوفٍ مّن فرعون وملئهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين}
وقال: {على خوفٍ مّن فرعون وملئهم} يعني ملأ الذرّيّة). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على خوفٍ من فرعون وملائهم} وهم أشراف أصحابه.
{أن يفتنهم} أي يقتلهم ويعذّبهم). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم.
يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} ). [تأويل مشكل القرآن: 293-294] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فما آمن لموسى إلّا ذرّيّة من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعال في الأرض وإنّه لمن المسرفين}
قيل إنه مكث يدعو الآباء فلم يؤمنوا، وآمنت طائفة من أولادهم.
{على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم}.
جاز أن يقال - ملئهم لأن فرعون ذو أصحاب يأتمرون له، والملأ من القوم الرؤساء الذين يرجع إلى قولهم). [معاني القرآن: 3/30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه}
قال ابن عباس أي قليل
وقال مجاهد يعني أنه لم يؤمن به منهم أحد وإنما آمن أولادهم
وقال بعض أهل اللغة إنما قيل لهم ذرية لأن آباءهم قبط وأمهاتهم من بني إسرائيل كما قيل لمن سقط من فارس إلى اليمن
الأبناء يذهب إلى أنهم رجال مذكورون
ثم قال جل وعز: {على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم}
فقال وملئهم لأنه قد علم أن معه من يأتمر له ويرجع إلى قوله
وقيل المعنى على خوف من آل فرعون). [معاني القرآن: 3/308-309]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن يَفْتِنَهُمْ} أن يقتلهم ويعذبهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}


تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: العبرة، كقوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وفي موضع آخر: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي:
يعتبرون أمرهم بأمرنا، فإذا رأونا في ضرّ وبلاء ورأوا أنفسهم في غبطة ورخاء- ظنّوا أنهم على حق، ونحن على باطل.
وكذلك قوله: {فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 473-474]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظّالمين}
أي لا تهلكنا وتعذبنا فيظن آل فرعون إنا إنما عذبنا لأننا على ضلال). [معاني القرآن: 3/30]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجنا برحمتك من القوم الكافرين}
قال مجاهد أي لا تهلكنا بأيدي أعدائنا ولا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول أعداؤنا لو كانوا على حق لما سلطنا عليهم ولما عذبوا أي فيفتتنوا بذلك
وقال أبو مجلز لا يظهروا فيروا أنهم خير منا). [معاني القرآن: 3/309]

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واجعلوا بيوتكم قبلةً...}
كان فرعون قد أمر بتهديم المساجد، فأمر موسى وأخوه أن يتّخذ المساجد في جوف الدور لتخفى من فرعون. وقوله: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} إلى الكعبة.
وقوله: {ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدّنيا...}
ثم قال موسى {ربنا} فعلت ذلك بهم {ليضلّوا} الناس {عن سبيلك} وتقرأ {ليضلّوا} هم {عن سبيلك} وهذه لام كي.
ثم استأنف موسى بالدعاء عليهم فقال: {ربّنا اطمس على أموالهم}. يقول: غيّرها. فذكر أنها صارت حجارة. وهو كقوله: {من قبل أن نطمس وجوها}. يقول: نمسخها.
قوله: {واشدد على قلوبهم}. يقول: واختم عليها.
قوله: {فلا يؤمنوا}. كلّ ذلك دعاء، كأنه قال اللهم {فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} وإن شئت جعلت {فلا يؤمنوا} جوابا لمسألة موسى عليه
السلام إياه؛ لأن المسألة خرجت على لفظ الأمر، فتجعل {فلا يؤمنوا} في موضع نصب على الجواب، فيكون كقول الشاعر:

يا ناق سيري عنقاً فسيحا= إلى سليمان فنستريحا
وليس الجواب يسهل في الدعاء لأنه ليس بشرط). [معاني القرآن: 1/477-478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واجعلوا بيوتكم قبلةً} أي نحو القبلة. ويقال: اجعلوها مساجد). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين}
{واجعلوا بيوتكم قبلة}.
جاء في التفسير: اجعلوا صلاتكم إلى البيت الحرام، وقيل: اجعلوا بيوتكم قبلة أي صلوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف لأنهم آمنوا على خوف من فرعون). [معاني القرآن: 3/30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {واجعلوا بيوتكم قبلة}
قال ابن عباس أي مساجد
وقال مجاهد أي نحو الكعبة
وقال إبراهيم النخعي كانوا على خوف كما أخبر الله جل وعز فأمروا أن يصلوا في بيوتهم لئلا يلحقهم أذى). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} أي مساجد، وقيل: نحو القبلة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اطمس على أموالهم} أي أذهب أموالهم، ويقال: طمست عينه وذهبت، وطمست الريح على الديار.
{واشدد على قلوبهم} مجازه ها هنا كمجاز {اشدد الباب}، ألا نرى بعده: {فلا يؤمنوا} جزم، لأنه دعاء عليهم، أي فلا يؤمننّ). [مجاز القرآن: 1/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}
وقال: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا} فنصبها لأن جواب الدعاء بالفاء نصب وكذلك في الدعاء إذا عصوا.
وقال: {ربّنا ليضلّوا عن سبيلك} أيّ: فضلّوا. كما قال: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً} أي: فكان.
وهم لم يلقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا [و] إنما لقطوه فكان [فـ] هذه اللام تجيء في هذا المعنى.
وقوله: {فلا يؤمنوا} عطف على {ليضلوّا} ). [معاني القرآن: 2/37-38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّنا اطمس على أموالهم} أي أهلكها. وهو من قولك: طمس الطريق: إذا عفا ودرس.
{واشدد على قلوبهم} أي قسّها). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}
{ربّنا ليضلّوا عن سبيلك}.
ويقرأ {ليضلّوا عن سبيلك} أي، إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا فأصارهم ذلك إلى الضلال كما قال - جلّ وعزّ - {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا} أي فالتقطوه وآل أمره أن صار لهم عدوّا وحزنا، لا أنهم قصدوا إلى أتى يكون لهم عدوا وحزنا.
{ربّنا اطمس على أموالهم}.
جاء في التفسير أي اجعل سكرهم حجارة. وتأويل تطميس الشيء إذهابه عن صورته والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها.
{واشدد على قلوبهم} أي اطبع على قلوبهم.
{فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}.
دعاء أيضا عليهم.
ويجوز - واللّه أعلم - ما قاله محمد بن يزيد.
ذكر أن قوله: {فلا يؤمنوا} عطف على قوله: {ليضلّوا عن سبيلك}
أي ربنا إنك آتيتهم ليضلوا فلا يؤمنوا). [معاني القرآن: 3/30-31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك}
وليضلوا المعنى فأصارهم ذلك إلى الضلال كما قال جل وعز: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} أي فآل أمرهم إلى ذلك وكأنهم فعلوا ذلك لهذا
وبعض أهل اللغة يقول لام الصيرورة وهي لام كي على الحقيقة
وقوله جل وعز: {ربنا اطمس على أموالهم}
قال قتادة بلغنا أن أموالهم وزروعهم صارت حجارة
قال مجاهد أي أهلكها
قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يقال طمس الموضع إذا عفا ودرس
ثم قال جل وعز: {واشدد على قلوبهم}
قال مجاهد أي بالضلالة
وقال غيره أي قسها
والمعنى واحد
ثم قال عز وجل: {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}
قال مجاهد دعا عليهم
قال أبو جعفر وهذا لأنهم إذا رأوا العذاب لم ينفعهم الإيمان فقد دعا عليهم
قال أبو إسحاق قال أبو العباس هو معطوف على قوله: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} ). [معاني القرآن: 3/310-312]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} أي أهلكها.
{وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي قسها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103-104]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قد أجيبت دّعوتكما...}
نسبت الدعوة إليهما وموسى كان الداعي وهارون المؤمّن، فالتأمين كالدعاء. ويقرأ (دعواتكما).
وقوله: {فاستقيما} أمرا بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. ويقال: إنه كان بينهما أربعون سنة.
{قال آمنت أنه} قرأها أصحاب عبد الله بالكسر على الاستئناف. وتقرأ {أنه} على وقوع الإيمان عليها. زعموا أن فرعون قالها حين ألجمه الماء). [معاني القرآن: 1/478]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}
يروى في التفسير أن موسى دعا، وأن هارون أمّن على دعائه.
وفي الآية دليل أنهما دعوا جميعا لأن قوله: {قد أجيبت دعوتكما}
يدل أن الدعوة منهما جميعا، والمؤمّن على دعاء الداعي داع أيضا لأن قوله " آمين " تأويله استجب فهو سائل كسؤال الداعي.
وقوله: {ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}.
موضع {تتّبعانّ} جزم، إلا أن النون الشديدة دخلت للنهي مؤكّدة.
وكسرت لسكونها وسكون النون التي قبلها، واختير لها الكسر لأنها بعد الألف، فشبهت بنون الاثنين). [معاني القرآن: 3/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}
قال قتادة دعا موسى وأمن هارون
حدثنا محمد بن الحسين بن سماعة بالكوفة قال نا أبو نعيم قال نا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعا موسى فأمن هارون صلى الله عليهما
قال أبو جعفر وهو حسن عند أهل اللغة لأن التأمين دعاء ألا ترى أن معنى آمين استجب). [معاني القرآن: 3/312]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 90 إلى آخر السورة]

(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) )

تفسير قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتبعهم فرعون} مجازه: تبعهم، هما سواء.
{بغياً وعدواً} مجازه: عدواناً). [مجاز القرآن: 1/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أتبعهم}: مثل تبعهم). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتبعهم فرعون} لحقهم. يقال: أتبعت القوم، أي لحقتهم. وتبعتهم: كنت في أثرهم.
{وعدواً} أي ظلما). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتّى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}
جعله الله يبسا حتى جاوزوه). [معاني القرآن: 3/31-32]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجاورنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا}
وقرأ قتادة فاتبعهم فرعون وجنوده بوصل الألف
قال الأصمعي يقال أتبعه بقطع الألف إذا لحقه وأدركه واتبعه بوصل الألف إذا اتبع أثره أدركه أو لم يدركه وكذلك قال أبو زيد
وقيل اتبعه بوصل الآلف في الأمر اقتدى به واتبعه بقطع الآلف خيرا أو شرا هذا قول أبي عمرو
وقيل هما واحد
وقرأ قتادة بغيا وعدوا والعدو الظلم
وقوله جل وعز: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}
روى شعبة عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب قالا:
سمعنا سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال شعبة رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبرائيل عليه السلام كان يدس الطين فيجعله في فيّ فرعون قال مخافة أن يقول لا إله إلا أنت فيغفر له
وقال عون بن عبد الله بلغني أن جبرائيل قال للنبي عليه السلام ما ولد إبليس ولدا قط أبغض إلي من فرعون وأنه لما أدركه الغرق قال آمنت الآية فخشيت أن يقولها فيرحم فأخذت تربة أو طينة فحشوتها في فيه
وقيل إن جبرائيل إنما فعل هذا به عقوبة له على عظيم ما كان يأتي). [معاني القرآن: 3/312-314]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَغْيًا وَعَدْوًا} أي ظلما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَدْوًا}: من العدوان). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الآن
الآن: هو الوقت الذي أنت فيه، وهو حدّ الزّمانين: حدّ الماضي من آخره، وحدّ الزمان المستقبل من أوله.
قال الفراء: «هو حرف بني على الألف واللام، ولم يخلعا منه، وترك على مذهب الصّفة، لأنه في المعنى واللفظ، كما رأيتهم فعلوا بالذي، فتركوه على مذهب الأداة، والألف واللام له لازمة غير مفارقة.
وأرى أصله: أوان، حذفت منه الألف، وغيّرت واوه إلى الألف، كما قالوا في الرّاح: الرّياح. وأنشد:

كأنّ مكاكيّ الجواء غديّة =نشاوى تساقوا بالرّياح المفلفل
قال: فهي مرّة على تقدير (فعل) ومرّة على تقدير (فعال) كما قالوا: زمن، وزمان.
وإن شئت جعلتها من قولك: آن لك أن تفعل كذا وكذا، أدخلت عليها الألف واللام ثم تركتها على مذهب (فعل) منصوبة، كما قالوا:
«نهى رسول الله، صلّى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السّؤال»
فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان، ولو خفضتا على النّقل لهما من حدّ الأفعال إلى الأسماء في النّية- كان صوابا.
وسمعت العرب تقول: من شبّ إلى دبّ، ومن شبّ إلى دبّ، مخفوض منون، يذهبون به مذهب الأسماء. والمعنى: مذ كان صغيرا فشبّ إلى أن دبّ كبيرا.
قال الله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} {آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} أي أفي هذا الوقت وفي هذا الأوان تتوب وقد عصيت قبل؟).
[تأويل مشكل القرآن: 523-524] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاليوم ننجّيك ببدنك} مجازه: نلقيك على نجوة، أي ارتفاع ليصر علماً أنه قد غرق.
{لتكون لمن خلفك آية} أي علامة، ومجاز خلفك: بعدك.
{إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ} ). [مجاز القرآن: 1/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيةً وإنّ كثيراً مّن النّاس عن آياتنا لغافلون}
وقال: {فاليوم ننجّيك ببدنك} وقال بعضهم {ننجيك} وقوله: {ببدنك} أيّ: لا روح فيه.
وقال بعضهم: {ننجّيك}: نرفعك على نجوة من الأرض. وليس قولهم: "أنّ البدن ههنا" "الدرع" بشيء ولا له معنى). [معاني القرآن: 2/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ننجيك ببدنك}: نلقيك على نجوة من الأرض أي ارتفاع.
{لمن خلفك آية}: لمن بعدك). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاليوم ننجّيك ببدنك} قال أبو عبيدة: نلقيك على نجوة من الأرض، أي ارتفاع. والنّجوة والنّبوة: ما ارتفع من الأرض.
{ببدنك} أي [بجسدك] وحدك {لتكون لمن خلفك آيةً}: لمن بعدك). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإنّ كثيرا من النّاس عن آياتنا لغافلون}
{ننجّيك ببدنك} نلقيك عريانا وقيل ننجيك ببدنك نلقيك على نجوة من الأرض، وإنما كان ذلك آية لأنه كان يدّعي أنّه إله وكان يعبده قومه، فبيّن اللّه أمره وأنه عبد.
وفيه من الآية أنه غرق القوم وأخرج هو من بينهم فكان في ذلك آية). [معاني القرآن: 3/32]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية}
قال قتادة لم تصدق طائفة من الناس أنه غرق فأخرج لهم
ليكون عظة وآية
وقال غيره الآية فيه أنه يدعي أنه رب وكان قومه يعبدونه فأراهم الله إياه بعدما غرقه
ومن الآية فيه أنه غرق هو وقومه فأخرج دونهم
قال أبو عبيدة معنى ننجيك نلقيك على نجوة من الأرض
وقال غيره النجوة والنبوة ما ارتفع من الأرض
وقرئ {ننجيك} والمعنى واحد
وروي عن يزيد المكي أنه قرأ فاليوم ننحيك بالحاء
ببدنك قيل أي وحدك وقيل بدرعك
وقال مجاهد بجسدك وهذا أحسن الأقوال
قيل معناه بجسدك فقط أي عريانا بغير روح). [معاني القرآن: 3/314-315]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فاليوم}: واحد الأيام). [ياقوتة الصراط: 257]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ننجيك ببدنك} ننجيك من النجاة، ببدنك، أي: بجسمك، وننجيك من: النجوة، وهي: الدكة.
ببدنك، أي: بدرعك. قال أبو عبد الله: وذلك أن بني إسرائيل شكوا في غرق فرعون، فأمر الله البحر أن يقذفه على دكة في البحر ببدنه، أي: بدرعه، وكانت من لؤلؤ منظوم،
فلما قذفه البحر رأته بنو إسرائيل، فقالوا: نعم يا موسى، هذا فرعون قد غرق، فخرج الشك من قلوبهم، وابتلع البحر فرعون كما كان). [ياقوتة الصراط: 257-258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} أي نلقيك على نجوة من الأرض، أي ارتفاع. {بِبَدَنِكَ} بدرعك الذي تعرف به).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نُنَجِّيكَ}: نلقيك نجوة من الأرض
{خَلْفَكَ}: لمن تبعك
{آيَةً}: علامة ونكالاً). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما اختلفوا حتّى جاءهم العلم...}
يعني بني إسرائيل أنهم كانوا مجتمعين على الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فلمّا بعث كذّبه بعض وآمن به بعض. فذلك اختلافهم. و{العلم} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وصفته). [معاني القرآن: 1/478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بوّأنا بني إسرائيل مبوّأ صدقٍ} أي أنزلناهم منزل صدق). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق} أي أنزلناهم
قال قتادة يعني الشام وبيت المقدس
وقال الضحاك مصر والشام). [معاني القرآن: 3/316]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَوَّأْنَا} أنزلنا.
{مُبَوَّأَ صِدْقٍ} أي منزل صدق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 104]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإن كنت في شكٍّ...}
قاله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنه غير شاكّ، ولم يشكك عليه السلام فلم يسأل. ومثله في العربية أنك تقول لغلامك الذي لا يشكّ في ملكك إياه:
إن كنت عبدي فاسمع وأطع. وقال الله تبارك وتعالى لنبيه عيسى صلى الله عليه وسلم {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} وهو يعلم أنه لم يقله،
فقال الموفّق معتذرا بأحسن العذر: (إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) ). [معاني القرآن: 1/479]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك} المخاطبة للنبي صلى اللّه عليه وعلى آله، والمراد غيره، كما بينت في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} فإن المخاطبة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والمراد غيره من الشّكاك، لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلّها، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره.
والجواب عن هذا مستقصى في (باب الكناية والتعريض) فكرهت إعادته في هذا الموضع). [تأويل مشكل القرآن: 81-82]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله سبحانه: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} ففيه تأويلان:
أحدهما : أن تكون المخاطبة لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره من الشّكّاك، لأنّ القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرّجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثّلهم: «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».
ومثله قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
ولم يقل بما تعمل خبيرا.
ومثل هذه الآية قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ}، أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا، يعني أهل الكتاب،
فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم والمراد المشركون.
ومثل هذا قول الكميت في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

إلى السّراج المنير أحمد لا = يعدلني رغبةٌ ولا رَهَبُ
عنه إلى غيره ولو رفع النَّـ = ـاسُ إليَّ العيون وارتقبوا
وقيل: أفرطتَ، بل قصدتُ = ولو عنَّفني القائلون أو ثلبوا
لَجَّ بتفضيلك اللّسانُ ولو = أُكثرَ فيك اللَّجاجُ واللَّجَبُ
أنت المصفَّى المحضُ المهذَّب في النِّسْـ = ـبَةِ إنْ نصَّ قومك النَّسَبُ
فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم، والمراد أهل بيته، فورّى عن ذكرهم به، وأراد بالعائبين واللائمين بني أمية.
وليس يجوز أن يكون هذا للنبي صلّى الله عليه وسلم، لأنه ليس أحد من المسلمين يسوءه مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يعنّف قائلا عليه،
ومن ذا يساوى به، ويفضّل عليه، حتى يكثر في مدحه الضّجاج واللّجب؟.
وإن الشعراء ليمدحون الرجل من أوساط الناس فيفرطون ويفرّطون فيغلون وما يرفع الناس إليهم العيون ولا يرتقبون، فكيف يلام هذا على الاقتصاد في مدح من الإفراط في مدحه غير تفريط، ولكنه أراد أهل بيته.
والتأويل الآخر: أن الناس كانوا في عصر النبي صلّى الله عليه وسلم أصنافا: منهم كافر به مكذّب، لا يرى إلا أن ما جاء به الباطل.
وآخر مؤمن به مصدّق يعلم أن ما جاء به الحق.
وشاك في الأمر لا يدري كيف هو، فهو يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى.
فخاطب الله سبحانه هذا الصّنف من الناس فقال: فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد صلّى الله عليه وسلم فسل الأكابر من أهل الكتاب والعلماء الذين يقرؤون الكتاب من قبلك، مثل: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وتميم الدّاري وأشباههم، ولم يرد المعاندين منهم فيشهدون على صدقه، ويخبرونك بنبوّته، وما قدّمه الله في الكتب من ذكره فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} ، وهو يريد غير النبي، صلّى الله عليه وسلم.
كما قال في موضع آخر: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}
وحّد وهو يريد الجمع، كما قال: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
و{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.
وقال: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ}.
ولم يرد في جميع هذا إنسانا بعينه، إنما هو لجماعة الناس.
ومثله قول الشاعر:

إذا كنت متّخذا صاحبا = فلا تصحبنَّ فتى دارميّا
لم يرد بالخطاب رجلا بعينه، إنما أراد: من كان متّخذا صاحبا فلا يجعله من دارم.
وهذا، وإن كان جائزا حسنا، فإنّ المذهب الأول أعجب إليّ، لأنّ الكلام اتصل حتى قال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
وهذا لا يجوز أن يكون إلّا لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 269-274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين}
هذه آية قد كثر سؤال الناس عنها وخوضهم فيها جدّا، وفي السورة ما يدل على بيانها وكشف حقيقتها:
والمعنى أن اللّه - جلّ وعزّ - خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك الخطاب شامل للخلق فالمعنى: إن كنتم في شك فاسألوا.
والدليل على ذلك قوله في آخر السورة:
{قل يا أيّها النّاس إن كنتم في شكّ من ديني فلا أعبد الّذين تعبدون من دون اللّه ولكن أعبد اللّه الّذي يتوفّاكم}.
فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أن نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليس في شكّ، وأمره أن يتلو عليهم ذلك.
ويروى عن الحسن أنه قال: لم يسأل ولم يشك، فهذا بيّن جدا.
والدليل على أن المخاطبة للنبي مخاطبة للناس قوله:
{يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ}.
فقال (طلّقتم) ولفظ أول الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم – وحده فهذا أحسن الأقوال وفيها قولان آخران.
{فإن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين}، كما تقول للرجل: إن كنت أبي فتعطف عليّ، أي إن كنت أبي فواجب أن تتعطف على، ليس أنه شك في أنه أبوه.
وفيها وجه ثالث: أن تكون " أن " في معنى " ما " فيكون المعنى ما كنت في شك مما أنزلنا إليك، فاسأل الذين يقرأون، أي لسنا نأمرك لأنك شاك.
ولكن لتزداد، كما قال إبراهيم: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي} فالزيادة في التثبيت ليست مما يبطل صحة القصد). [معاني القرآن: 3/32-33]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك}
في معناه أقوال:
1- منها أن المخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته فالمعنى على هذا فإن كنتم في شك كما قال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}
2 - وقيل هذا كما يقال إن كنت أبي فافعل كذا وهو أبوه.
3- وقيل إن ههنا بمعنى ما كما قال جل وعز: {إن الكافرون إلا في غرور} والمعنى فما كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك سؤال ازدياد كما قال تعالى إخبارا عن إبراهيم {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}
وقال أبو العباس محمد بن يزيد المعنى يا محمد قل للشاك إن كنت في شك فاسأل الذين يقرءون الكتاب أي سل من آمن من أهل الكتاب فيخبرك بصفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه
قال الحسن لم يسأل ولم يشك
وقال الضحاك الذين يقرءون الكتاب يعني بهم من آمن من أهل الكتاب وكان من أهل التقوى). [معاني القرآن: 3/316-318]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( قال أبو عمر: سمعت الإمامين ثعلبا والمبرد يقولان: معنى {فإن كنت في شك} أي: قل يا محمد للكافر:
فإن كنت في شك من القرآن فاسأل من أسلم من اليهود، الذين يقرءون الكتاب من
قبلك، أي: يا عابد الوثن، إن كنت في شك من القرآن فاسأل من أسلم من اليهود - يعني: عبد الله بن سلام، وأمثاله - لأن عبدة الأوثان كانوا يقرون لليهود أنهم أعلم منهم،
من أجل أنهم أصحاب كتاب، فدعاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يسألوا من يقرون بأنهم أعلم منهم: هل بعث الله رسولا من بعد موسى - عليه السلام؟).
[ياقوتة الصراط:258- 259]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون}
قال قتادة أي إن الذين حق عليهم غضب الله وسخطه بمعصيتهم لا يؤمنون). [معاني القرآن: 3/318]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حتّى يروا العذاب الأليم} مجازه: المؤلم وهو الموجع، والعرب تضع فعيل في موضع مفعل،
وقال في آية أخرى: {سميعٌ بصيرٌ} أي مبصرٌ وقال عمرو بن معد يكرب.
أمن ريحانة الداعي السميع
يريد المسمع. ريحانة: أخت عمرو بن معد يكرب كان الصّمّة أغار عليها وذهب بها، وقال أبو عبيدة: كانت ريحانة أخت عمرو فسباها الصّمّة وهي أم دريد وخالد). [مجاز القرآن: 1/282]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم}
وقال: {ولو جاءتهم كلّ آيةٍ} فأنث فعل الكل لأنه أضافه إلى الآية وهي مؤنثة). [معاني القرآن: 2/38]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها...}
وهي في قراءة أبيّ (فهلاّ) ومعناها: أنهم لم يؤمنوا، ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله: ألا ترى أن ما بعد (إلاّ) في الجحد يتبع ما قبلها، فتقول: ما قام أحد إلا أبوك، وهل قام أحد إلا أبوك؛ لأن الأب من الأحد؛ فإذا قلت: ما فيها أحد إلا كلبا وحمارا، نصبت؛ لأنها منقطعة ممّا قبل إلا؛ إذ لم تكن من جنسه، كذلك كان قوم يونس منقطعين من قوم غيره من الأنبياء. ولو كان الاستثناء ها هنا وقع على طائفة منهم لكان رفعا. وقد يجوز الرفع فيها، كما أن المختلف في الجنس قد يتبع فيه ما بعد إلا ما قبل إلا؛
كما قال الشاعر:
وبلدٍ ليس به أنيس= إلا اليعافير وإلا العيس
وهذا قوة للرفع، والنصب في قوله: {ما لهم به من علم إلا اتّباع الظنّ}. لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم. وأنشدونا بيت النابغة:
*... ... وما بالربع من أحد *
* إلا أواريّ ما إن لا أبيّنها *
جمع في هذا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد: لا، وإن، وما. والنصب في هذا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز، والإتباع من كلام تميم). [معاني القرآن: 1/479-480]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلا قوم يونس} مجاز إلاّ ها هنا مجاز الواو، كقولك: وقوم يونس لم يؤمنوا حتى رأوا العذاب الأليم فآمنوا فـكشفنا عنهم عذاب الخزي)،
وقال في ذلك عنز بن دجاجة المازنيّ:

من كان أسرع في تفرّق فالجٍ= فلبونه جربت معاً وأغدّت
إلاّ كنا شرة الذي ضيّعتم= كالغصن في غلوائه المتنبّت
وقال الأعشى:

من مبلغٌ كسرى إذا ما جئته= عنّي قوافٍ غارماتٍ شرّدا
إلاّ كخارجة المكلّف نفسه= وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا
أي وكخارجة وابنّي قبيصة؛ ثم جاء معنى هذا {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها} ). [مجاز القرآن: 1/282-284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها}
مجازه: فهّلا كانت قرية إذا رأت بأسنا آمنت فكانت مثل قوم يونس. ولها مجاز آخر قالوا فيه: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} ثم استثنى منهم فقال: إلاّ أن قوم يونس لمّا رأوا العذاب آمنوا فنفعهم إيمانهم فكشفنا عنهم عذاب الخزي.
ويقال: يونس ويؤنس كأنه يفعل من: آنسته). [مجاز القرآن: 1/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فلولا كانت قرية}: فهلا). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلو لا كانت قريةٌ آمنت فنفعها} إيمانها عند نزول العذاب.
{إلّا قوم يونس} فإنهم آمنوا قبل نزول العذاب. أي فهلا آمنت قرية غير قوم يونس فنفعها إيمانها.
ويقال: فلم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها عند نزول العذاب إلّا قوم يونس). [تفسير غريب القرآن:199- 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وبعض المفسرين يجعل لولا في قوله: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ} بمعنى (لم) أي: فلم تكن قرية آمنت {فنفعها إيمانها} عند نزول العذاب {إلّا قوم يونس}.
وكذلك قوله: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي فلم يكن). [تأويل مشكل القرآن: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلّا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حين}
فهلّا كانت قرية.
قال الشاعر:

تعّدون عقر النّيب أفضل مجدكم= بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
أي فهلّا تعدّون الكميّ، والكمي الداخل في السلاح.
والمعنى: فهلّا كان أهل قرية آمنوا.
وقوله {إلّا قوم يونس} استثناء ليس من الأول، كأنه قال لكن قوم يونس لما آمنوا.
وقوله: {فنفعها إيمانها} معناه هلّا كانت قرية آمنت في وقت ينفعهم الإيمان، وجرى هذا بعقب
قول فرعون لما أدركه الغرق: {آمنت أنّه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}.
فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أن الإيمان لا ينفع عند وقوع العذاب ولا عند حضور الموت الذي لا يشك فيه.
قال اللّه - جلّ وعزّ -: {وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن ولا الّذين يموتون وهم كفّار}.
وقوم يونس - واللّه أعلم - لم يقع بهم العذاب، إنما رأوا الآية التي تدل على العذاب، فلما آمنوا كشفت عنهم.
ومثل ذلك العليل الذي يتوب في مرضه وهو يرجو في مرضه العافية ولا يخاف الموت فتوبته صحيحة أما الذي يعاين فلا توبة له،
قال اللّه - عزّ وجلّ في قصته: {وإن من أهل الكتاب إلّا ليؤمننّ به قبل موته}.
فأما النصب في قوله {إلّا قوم يونس} فمثله من الشعر قول النابغة:

وقفت فيها أصيلالا أسائلها=عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد
إلاّ الأواريّ لأيا ما أبيّنها= والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
ويجوز الرفع على أن يكون على معنى فهلّا كانت قرية آمنت غير قوم يونس، فيكون{إلّا قوم يونس} صفة.
ويجوز أن يكون بدلا من الأول، لأن معنى قوم يونس محمول على معنى هلّا كان قوم قرية، أو قوم نبي آمنوا إلا قوم يونس.
ولا أعلم أحدا قرأ بالرفع.
وفي الرفع وجه آخر وهو البدل، وإن لم يكن الثاني من جنس الأول، كما قال الشاعر:
وبلدة ليس بها أنيس= إلا اليعافير وإلا العيس
). [معاني القرآن: 3/33-35]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس}
قال قتادة لم يؤمن قوم حين رأوا العذاب إلا قوم يونس
وقال غيره لم يروا العذاب وإنما رأوا دليله فقبلت توبتهم
وذكر هذا على أثر قصة فرعون لأنه آمن حين رأى العذاب فلم ينفعه ذلك
قال قتادة خرج قوم يونس ففرقوا بين البهائم وأولادها وأقاموا يدعون الله جل وعز فتاب عليهم
وقوله جل وعز: {إلا قوم يونس}
هذا عند الخليل وسيبويه استثناء ليس من الأول
وقال غيرهما هو استثناء منقطع لأنهم أمة غير الأمم الذين استثنوا منهم ومن غير جنسهم وشكلهم وإن كانوا من بني آدم
ومعنى إلى حين إلى حين فناء آجالهم). [معاني القرآن: 3/318-319]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين}
وقال: {لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً} فجاء بقوله {جميعاً} توكيدا، كما قال: {لا تتّخذوا إلهين اثنين} ففي قوله: {إلهين} دليل على الاثنين). [معاني القرآن: 2/38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}
فيه قولان:
أحدهما أنه قد سبق في علمه أنه لن يؤمن إلا من قد سبقت له السعادة في الكتاب الأول كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال خبره جل وعز أنه لن يؤمن إلا من قد سبق له من الله سعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول
والقول الآخر ولو شاء ربك لعاجل الكافر بالعقوبة فآمن الناس كلهم ولكن لو كان ذلك لم يكن لهم في الإيمان ثواب فوقعت المحنة بالحكمة
وعن ابن عباس ويجعل الرجس قال السخط
ثم قال على الذين لا يعقلون أي لا يعقلون عن الله حججه ومواعظه وبراهينه الدالة على النبوة). [معاني القرآن: 3/319-320]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون...}
العذاب والغضب. وهو مضارع لقوله الرجز، ولعلهما لغتان بدّلت السين زايا كما قيل الأسد والأزد). [معاني القرآن: 1/480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كان لنفس أن تؤمن إلّا بإذن اللّه ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون}
معناها وما كان لنفس الوصلة إلى الإيمان إلا بما أعلمها اللّه منه.
ويكون أيضا إلا بتوفيق اللّه، وهو إذنه.
{ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون}.
والرجس العذاب، ويقال هو الرجز). [معاني القرآن: 3/35-36]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قل انظروا ماذا في السّماوات} من الدلائل {والأرض} واعتبروا). [تفسير غريب القرآن: 200]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قل انظروا ماذا في السموات والأرض}
أي من الدليل على قدرة الله جل ذكره
ثم قال: {وما تغني الآيات والنذر} أي الأدلة والنذر جمع نذير وهو الرسول عن قوم لا يؤمنون أي لا يصدقون حتى يروا العذاب). [معاني القرآن: 3/320-321]

تفسير قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم}
يعني هؤلاء المكذبين من العقاب
إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم
قال قتادة يقول وقائع الله جل وعز في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود). [معاني القرآن: 3/321]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ثمّ ننجّي رسلنا والّذين آمنوا كذلك حقّاً علينا ننج المؤمنين}
وقال: {كذلك حقّاً علينا ننج المؤمنين} يقول: {كذلك ننجي المؤمنين حقّاً علينا} ). [معاني القرآن: 2/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ ننجّي رسلنا والّذين آمنوا كذلك حقّا علينا ننج المؤمنين}
وننجى، أي إذا أهلكت قرية أنجى الله الأنبياء، والمؤمنين مما ينزل بأهلها.
فإن قال قائل: فهلّا كانت قرية آمنت، ألم يؤمن أحد من أهل القرى؟
فالمعنى أن أهل القرى ذكر الله في جمهورهم الكفر، فقال:
{ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}.
فأما من قرأ " نجّي المؤمنين " فلا وجه له.
وقد نجّي النجاء المؤمنين
وهذا روي في القراءة عن عاصم في سورة الأنبياء ولا وجه له). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا}
أي من ذلك الهلاك كذلك أي كما فعلنا بالماضين). [معاني القرآن: 3/321]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني}
أي الذي أدعوكم إليه فلم تعلموا أنه حق فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله من الأوثان وغيرها التي لا تنفع شيئا ولا تضر ولكن أعبد الله الذي لا ينبغي أن تشكو فيه الذي يتوفاكم أي يقبض الخلق فيميتهم وأمرت أن أكون من المؤمنين أي وهو أمرني أن أكون من المصدقين). [معاني القرآن: 3/321-322]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأن أقم وجهك للدّين حنيفاً ولا تكوننّ من المشركين}
وقال: {وأن أقم وجهك للدّين حنيفاً} أي: وأمرت أن أقم وجهك للدين). [معاني القرآن: 2/38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأن أقم وجهك للدين حنيفا}
أن الثانية عطف على الأولى أي أقم نفسك على دين الإسلام حنيفا مائلا إلى الإسلام ولا تكونن من المشركين أي ممن أشرك في عبادته الأنداد). [معاني القرآن: 3/322]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك}
أي في دين ولا دنيا فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين أي فإن فعلت ذلك فعبدتها فإنك إذا من الظالمين لأنفسهم). [معاني القرآن: 3/322]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}
أي دون ما يعبده هؤلاء المشركون وإن يردك بخير أي برخاء ونعمة وعافية وسرور فلا راد لفضله أي فلا يقدر أحد أن يحول بينك وبين ذلك ولا يرده عنك لأنه الذي بيده ذلك لا إلى غيره). [معاني القرآن: 3/323]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإنّما يضلٌّ عليها} مجازه: يضل لها أي لنفسه، وهداه لنفسه). [مجاز القرآن: 1/284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم}
أي القرآن الذي فيه بيان ما بالناس إليه حاجة فمن اهتدى سلك سبيل الحق فإنما يهتدي لنفسه أي فإنما يستقيم على الهدى لخير نفسه ومن ضل أي عدل عن الحق الذي أتاه فإنما يضل عليها أي فإنما يجني به على نفسه لا على غيرها
وقوله جل وعز: {وما أنا عليكم بوكيل}
أي بمسلط على تقويمكم إنما أمركم إلى الله جل وعز هو الذي يقوم من شاء منكم وإنما أنا مبلغ). [معاني القرآن: 3/323]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتبع ما يوحى إليك}أي اعمل به
ثم قال جل وعز: {واصبر أي على ما أصابك} في الله من مشركي قومك حتى يحكم الله أي حتى يقضي فيهم
وقيل أمره بفعل فاصل وهو خير الحاكمين أي خير القاضين وأعدل الفاصلين
وقال ابن زيد هذا منسوخ حكم الله بجهادهم وأمر بالغلظة عليم وقال غيره حكم بينه وبينهم يوم بدر فقتلهم بالسيف وأمر نبيه فيمن بقي منهم أن يسلك بهم سبيل من أهلك منهم أو يتوبوا). [معاني القرآن: 3/323-324]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة