العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النحل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيرًا للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةً ولدار الآخرة خيرٌ ولنعم دار المتّقين}.
يقول تعالى ذكره: وقيل للفريق الآخر الّذين هم أهل إيمانٍ وتقوى للّه: {ماذا أنزل ربّكم، قالوا خيرًا} يقول: قالوا: أنزل خيرًا.
وكان بعض أهل العربيّة من الكوفيّين يقول: إنّما اختلف الإعراب في قوله: {قالوا أساطير الأوّلين} وقوله: {خيرًا} والمسألة قبل الجوابين كليهما واحدةٌ، وهي قوله: {ماذا أنزل ربّكم} لأنّ الكفّار جحدوا التّنزيل، فقالوا حين سمعوه: أساطير الأوّلين، أي هذا الّذي جئت به أساطير الأوّلين ولم ينزّل اللّه منه شيئًا، وأمّا المؤمنون فصدّقوا التّنزيل، فقالوا: خيرًا، بمعنى أنّه أنزل خيرًا، فانتصب بوقوع الفعل من اللّه على الخير، فلهذا افترقا، ثمّ ابتدأ الخبر، فقال: {للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةً} وقد بيّنّا القول في ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته
وقوله: {للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةً} يقول تعالى ذكره: للّذين آمنوا باللّه في هذه الدّنيا ورسوله، وأطاعوه فيها، ودعوا عباد اللّه إلى الإيمان والعمل بما أمر اللّه به {حسنةً} يقول: كرامةً من اللّه.
{ولدار الآخرة خيرٌ} يقول: ولدار الآخرة خيرٌ لهم من دار الدّنيا، وكرامة اللّه الّتي أعدّها لهم فيها أعظم من كرامته الّتي عجّلها لهم في الدّنيا.
{ولنعم دار المتّقين} يقول: ولنعم دار الّذين خافوا اللّه في الدّنيا فاتّقوا عقابه بأداء فرائضه، وتجنّب معاصيه، دار الآخرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم، قالوا خيرًا، للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةً} وهؤلاء مؤمنون، فيقال لهم: {ماذا أنزل ربّكم} فيقولون {خيرًا، للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةً} أي آمنوا باللّه وأمروا بطاعة اللّه، وحثّوا أهل طاعة اللّه على الخير ودعوهم إليه "). [جامع البيان: 14/209-211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 30 - 31.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وقيل للذين اتقوا} قال: هؤلاء المؤمنون يقال لهم: {ماذا أنزل ربكم} فيقولون {خيرا للذين أحسنوا} أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه). [الدر المنثور: 9/43-44]

تفسير قوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {جنّات عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللّه المتّقين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {جنّات عدنٍ} بساتين للمقام، وقد بيّنّا اختلاف أهل التّأويل في معنى عدنٍ فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
{يدخلونها} يقول: يدخلون جنّات عدنٍ وفي رفع " جنّات " أوجهٍ ثلاثٌ: أحدها: أن يكون مرفوعًا على الابتداء، والآخر: بالعائد من الذّكر في قوله: " يدخلونها "، والثّالث: على أن يكون خبرًا لنعم، فيكون المعنى إذا جعلت خبرًا لنعم: ولنعم دار المتّقين جنّات عدنٍ، ويكون " يدخلونها " في موضع حالٍ، كما يقال: نعم الدّار دارٌ تسكنها أنت، وقد يجوز أن يكون إذا كان الكلام بهذا التّأويل " يدخلونها " من صلة " جنّات عدنٍ "
وقوله: {تجري من تحتها الأنهار}.
يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار {لهم فيها ما يشاءون} يقول: للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا في جنّات عدنٍ ما يشاءون ممّا تشتهي أنفسهم وتلذّ أعينهم. {كذلك يجزي اللّه المتّقين} يقول: كما يجزي اللّه هؤلاء الّذين أحسنوا في هذه الدّنيا بما وصف لكم أيّها النّاس أنّه جزاهم به في الدّنيا والآخرة، كذلك يجزي الّذين اتّقوه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه). [جامع البيان: 14/211-212]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا حيوة، قال: أخبرني أبو صخر، عن محمد بن كعب القرظي، قال: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك فقال له: السلام عليك ولي الله، الله يقرأ عليك السلام، ثم نزع بهذه الآية: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم} [سورة النحل: 32] ). [الزهد لابن المبارك: 2/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين يقولون سلامٌ عليكم ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون}.

يقول تعالى ذكره: كذلك يجزي اللّه المتّقين الّذين تقبض أرواحهم ملائكة اللّه، وهم طيّبون بتطييب اللّه إيّاهم بنظافة الإيمان، وطهر الإسلام، في حال حياتهم وحال مماتهم، كما؛
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين} قال: " أحياءً وأمواتًا، قدّر اللّه ذلك لهم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
وقوله: {يقولون سلامٌ عليكم} يعني جلّ ثناؤه أنّ الملائكة تقبض أرواح هؤلاء المتّقين، وهي تقول لهم: سلامٌ عليكم، صيروا إلى الجنّة، بشارةً من اللّه تبشّرهم بها الملائكة، كما؛
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أبو صخرٍ، أنّه سمع محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول: " إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملكٌ فقال: السّلام عليك وليّ اللّه، اللّه يقرأ عليك السّلام، ثمّ نزع بهذه الآية: {الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين} إلى آخر الآية "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فسلامٌ لك من أصحاب اليمين}، قال: " الملائكة يأتونه بالسّلام من قبل اللّه، وتخبره أنّه من أصحاب اليمين "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا الأشيبّ أبو عليٍّ، عن أبي رجاءٍ، عن محمّد بن مالكٍ، عن البراء، قال: قوله: {سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيمٍ}، قال: " يسلّم عليه عند الموت "
وقوله: {بما كنتم تعملون} يقول: بما كنتم تصيبون في الدّنيا أيّام حياتكم فيها طاعة اللّه طلب مرضاته). [جامع البيان: 14/212-214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 32.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين} قال: أحياء وأمواتا قدر الله ذلك لهم ). [الدر المنثور: 9/44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مالك، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والبيهقي في شعب الإيمان عن محمد بن كعب القرظي قال: إذا استقافت نفس العبد المؤمن جاءه الملك فقال: السلام عليك يا ولي الله الله يقرأ عليك السلام، ثم نزع بهذه الآية {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم} ). [الدر المنثور: 9/44]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:57 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيرًا} ، أي: أنزل خيرًا.
ثمّ انقطع الكلام.
ثمّ قال: {للّذين أحسنوا} آمنوا.
{في هذه الدّنيا حسنةٌ ولدار الآخرة خيرٌ}
- همّامٌ عن قتادة عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه لا يظلم المؤمن حسنةً يثاب عليها الرّزق في الدّنيا ويجزى بها في الآخر)).
قال يحيى: وبلغني عن عليٍّ في تفسيرها نحو ذلك.
وتفسير الحسن يقول: للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا تكون لهم حسنتهم في الآخرة الجنّة.
قال: {ولدار الآخرة خيرٌ} من الدّنيا.
{ولنعم دار المتّقين} الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/61]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولنعم دار المتّقين...}
{جنّات عدنٍ...} ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول: نعم الدار دارٌ تنزلها. وأن شئت جعلت {ولنعم دار المتّقين} مكتفياً بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف.
وإن شئت رفعتها بما عاد من ذكرها في {يدخلونها}). [معاني القرآن: 2/99]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيراً لّلّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنةٌ ولدار الآخرة خيرٌ ولنعم دار المتّقين}
وقال: {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيراً} فجعل "ماذا" بمنزلة "ما" وحدها). [معاني القرآن: 2/65]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقيل للّذين اتّقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيرا للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتّقين}
" ما " و "ذا " كالشيء الواحد، والمعنى أي شيء أنزل ربكم.
{قالوا خيرا}.
على جواب " ماذا " المعنى أنزل خيرا.
{للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنة}.
جائز أن يكون هذا الكلام ذكر ليدل على أن الذي قالوه اكتسبوا به حسنة، وجائز أن يكون تفسيرا لقولهم خيرا، وحسنة، بالرفع القراءة. ويجوز " للذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنة "، ولا تقرأنّ بها،
وجوازها أن معناها أن " أنزل خيرا " - جعل للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، أي جعل لهم مكافأة في الدنيا قبل الآخرة.
وقوله: {ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتّقين}.
المعنى، ولنعم دار المتقين دار الآخرة، ولكن المبيّن لقوله {دار المتقين} هو، قوله: {جنّات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللّه المتّقين}
وهي مرفوعة بإضمار " هي " كأنك لما قلت، ولنعم دار المتقين على جواب السائل أي دار هي هذه الممدوحة، فقلت: (جنّات عدن يدخلونها).
وإن شئت رفعت على الابتداء، ويكون المعنى: جنات عدن نعم دار المتقين). [معاني القرآن: 3/196]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {جنّات عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار} وقد فسّرنا (عدنٍ) قبل هذا الموضع.
نسبت الجنان كلّها إليها.
قال: {لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللّه المتّقين}. [تفسير القرآن العظيم: 1/61]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولنعم دار المتّقين...}
{جنّات عدنٍ...} ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول: نعم الدار دارٌ تنزلها.
وأن شئت جعلت {ولنعم دار المتّقين} مكتفياً بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف.
وإن شئت رفعتها بما عاد من ذكرها في {يدخلونها} ). [معاني القرآن: 2/99] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتّقين}.
المعنى، ولنعم دار المتقين دار الآخرة، ولكن المبيّن لقوله {دار المتقين} هو، قوله: {جنّات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللّه المتّقين}
وهي مرفوعة بإضمار " هي " كأنك لما قلت، ولنعم دار المتقين على جواب السائل أي دار هي هذه الممدوحة، فقلت: {جنّات عدن يدخلونها}.
وإن شئت رفعت على الابتداء، ويكون المعنى: جنات عدن نعم دار المتقين). [معاني القرآن: 3/196]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {الّذين تتوفّاهم الملائكة} تقبض أرواحهم.
{طيّبين}
قال ابن مجاهدٍ عن أبيه: أحياءً وأمواتًا، قدّر اللّه ذلك لهم.
{يقولون سلامٌ عليكم ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون} حيوة بن شريحٍ، ذكره بإسنادٍ قال: إنّ الملائكة تأتي وليّ اللّه عند الموت فتقول: السّلام عليك يا وليّ اللّه، اللّه يقرأ عليك السّلام.
وتبشّره بالجنّة.
قال يحيى: فهو قوله: {تتوفّاهم الملائكة طيّبين يقولون سلامٌ عليكم}.
الخليل بن مرّة ذكره بإسنادٍ قال: يقول اللّه: ادخلوا الجنّة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم.
- إسماعيل بن مسلمٍ عن أبي المتوكّل النّاجيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (( الدّرجة فوق الدّرجة كما بين السّماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له برقٌ يكاد أن يختطف بصره، فيفزع لذلك فيقول: ما هذا؟ فيقال له: هذا نور أخيك فلانٍ، فيقول: أخي فلانٌ، كنّا في الدّنيا نعمل جميعًا وقد فضّل عليّ هكذا.فيقال له إنّه كان أفضل منك عملا.
ثمّ يجعل في قلبه الرّضى حتّى يرضى)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/61-62]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 10:03 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إجرائهم ذا وحده بمنزلة الذي
وليس يكون كالذي إلا مع ما ومن في الاستفهام فيكون ذا بمنزلة الذي ويكون ما حرف الاستفهام وإجرائهم إياه مع ما بمنزلة اسم واحد
أما إجراؤهم ذا بمنزلة الذي فهو قولك ماذا رأيت فيقول متاع حسن وقال الشاعر لبيد بن ربيعة:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول = أنحبٌ فيقضى أم ضلالٌ وباطل
وأما إجراؤهم إياه مع ما بمنزلة اسم واحد فهو قولك ماذا رأيت فتقول خيرا كأنك قلت ما رأيت؟
ومثل ذلك قولهم ماذا ترى فتقول خيرا. وقال جل ثناؤه: {ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا}. فلو كان ذا لغوا لما قالت العرب عماذا تسأل
ولقالوا عم ذا تسأل [كأنهم قالوا عم تسأل] ولكنهم جعلوا ما وذا اسما واحدا كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حين قالوا إنما. ومثل ذلك كأنما وحينما في الجزاء. ولو كان ذا بمنزلة الذي في ذا الموضع ألبتة لكان الوجه في ماذا رأيت إذا أجاب أن يقول خير. وقال الشاعر وسمعنا بعض العرب يقوله:
دعى ماذا علمت سأتّقيه = ولكن بالمغيّب نبّئيني
فالذي لا يجوز في هذا الموضع وما لا يحسن أن تلغيها.
وقد يجوز أن يقول الرجل ماذا رأيت فيقول خير إذا جعل ما وذا اسما واحدا كأنه قال ما رأيت خير ولم يجبه على ما رأيت.
ومثل ذلك قولهم في جواب كيف أصبحت فيقول صالح وفي من رأيت فيقول زيد كأنه قال أنا صالح ومن رأيت زيد. والنصب في هذا الوجه لأنه الجواب على كلام المخاطب وهو أقرب إلى أن
تأخذ به. وقال عز وجل: {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين}. وقد يجوز أن تقول إذا قلت من الذي رأيت زيدا لأن هاهنا معنى فعل فيجوز النصب هاهنا كما جاز الرفع في الأول). [الكتاب: 2/416-419]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} قال: هذا استئنافٌ، وكأنهم قالوا لم ينزل شيئًا، هذه أساطير الأولين. ويجوز في مثل هذا الاستئناف والنصب جميعًا، مثل قوله: {قَالُوا خَيْرًا} ). [مجالس ثعلب: 592] (م)

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة