العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:19 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الّذي أنشأكم وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد للّذين يكذّبون بالبعث من المشركين: اللّه الّذي أنشأكم فخلقكم، وجعل لكم السّمع تسمعون به والأبصار تبصرون بها والأفئدة تعقلون بها. {قليلاً ما تشكرون} يقول: قليلاً ما تشكرون ربّكم على هذه النّعم الّتي أنعمها عليكم). [جامع البيان: 23 / 134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه، وابن المنذر عن ابن عباس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون}».
وأخرج الدارقطنى في الأفراد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر} (سورة الأنعام 98) إلى قوله: {يفقهون} {هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع} إلى {تشكرون} فإنه يبرأ بإذن الله تعالى»). [الدر المنثور: 14 / 610]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون (24) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد، اللّه {الّذي ذرأكم في الأرض} يقول: اللّه الّذي خلقكم في الأرض. {وإليه تحشرون} يقول: وإلى اللّه تحشرون، فتجمعون من قبوركم لموقف الحساب). [جامع البيان: 23 / 134]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}. يقول جلّ ثناؤه: ويقول المشركون: متى يكون ما تعدنا من الحشر إلى اللّه {إن كنتم صادقين}. في وعدكم إيّانا ما تعدوننا؟). [جامع البيان: 23 / 134]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما العلم عند اللّه وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ (26) فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المستعجليك بالعذاب وقيام السّاعة: إنّما علم السّاعة، ومتى تقوم القيامة عند اللّه لا يعلم ذلك غيره. {وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ}. يقول: وما أنا إلاّ نذيرٌ لكم أنذركم عذاب اللّه على كفركم به {مبينٌ} قد أبان لكم إنذاره). [جامع البيان: 23 / 135]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {فلما رأوه زلفة} سيئت قال: لما رأوا عذاب الله زلفة سيئت وجوههم حين عاينوا من عذاب الله وخزية ما عاينوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 306]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تدّعون} : وتدعون واحدٌ، مثل تذّكّرون وتذكرون). [صحيح البخاري: 6 / 158-159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تدّعون وتدعون واحدٌ مثل تذّكّرون وتذكرون هو قول الفرّاء قال: في قوله: {الّذي كنتم به تدعون} «يريد تدعون بالتّخفيف وهو مثل تذّكّرون وتذكرون قال: والمعنى واحدٌ وأشار إلى أنّه لم يقرأ بالتّخفيف» وقال أبو عبيدة في قوله:{الّذي كنتم به تدعون} «أي تدّعون به وتكذّبون»). [فتح الباري: 8 / 660-661]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تدّعون وتدعون مثل: تذّكّرون وتذكرون
أشار به إلى قوله تعالى: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدعون} [تبارك: 27] وأشار به إلى أن معناهما واحد، وأن التّخفيف ليس بقراءة فلأجل ذلك. قال: مثل تذكرون وتذكرون). [عمدة القاري: 19 / 254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تدعون}) بالتشديد في قوله تعالى: {وقيل هذا الذي نتم به تدعون} (وتدعون) بسكون الدال مخففًا وهي قراءة يعقوب زاد أبو ذر واحد (مثل تذكرون) بالتشديد (وتذكرون) بالتخفيف وقيل التشديد من الدعوى أي تدعون أنه لا جنة ولا نار وقيل من الدعاء أي تطلبونه وتستعجلونه وعلى التخفيف قيل إن الكفار كانوا يدعون على الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه -رضي الله عنهم- بالهلاك). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا}. يقول تعالى ذكره: فلمّا رأى هؤلاء المشركون عذاب اللّه {زلفةً}: يقول: قريبًا، وعاينوه {سيئت وجوه الّذين كفروا}. يقول: ساء اللّه بذلك وجوه الكافرين.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {زلفةً} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت}. قال: «لمّا عاينوه».
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، قال: سألت الحسن، عن قوله: {فلمّا رأوه زلفةً}. قال: «معاينةً».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فلمّا رأوه زلفةً}. قال: «قد اقترب».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا}: «لما عاينت من عذاب اللّه».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا رأوه زلفةً} قال: «لمّا رأوا عذاب اللّه» {زلفةً}. يقول: «سيئت وجوههم حين عاينوا من عذاب اللّه وخزيه ما عاينوا».
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت}. قيل: «الزّلفة حاضرٌ قد حضرهم عذاب اللّه عزّ وجلّ».
{وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون} يقول: «وقال اللّه لهم: هذا العذاب الّذي كنتم به تذكّرون ربّكم أن يعجّله لكم».
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}. قال: «استعجالهم بالعذاب».
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الأمصار {هذا الّذي كنتم به تدّعون} بتشديد الدّالّ، بمعنى تفتعلون من الدّعاء.
وذكر عن قتادة والضّحّاك أنّهما قرأا ذلك: (تدعون) بمعنى: تفعلون في الدّنيا.
- حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: أخبرنا أبان العطّار وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أنّه قرأها: الّذي كنتم به تدعون خفيفةً؛ ويقول: «كانوا يدعون بالعذاب»، ثمّ قرأ: {وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}.
والصّواب من القراءة في ذلك، ما عليه قرأة الأمصار لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 23 / 135-137]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {فلما رأوه زلفة} يقول: «رأوه قد اقترب»). [تفسير مجاهد: 2/ 681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {أفمن يمشي مكبا} قال: «في الضلال» {أم من يمشي سويا} قال: «مهتديا».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال: «هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله يوم القيامة على وجهه» {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} «يعني المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته »وفي قوله: {فلما رأوه} قال: «لما رأوا عذاب الله» {زلفة سيئت وجوه الذين كفروا} قال: «ساءت بما رأت من عذاب الله وهوانه»). [الدر المنثور: 14 / 612-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما رأوه زلفة} قال: «قد اقترب»). [الدر المنثور: 14 / 613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ {وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} مخففة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم أنه قرأ {تدعون} مثقلة قال أبو بكر: «تفسير تدعون تستعجلون»). [الدر المنثور: 14 / 613]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذابٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للمشركين من قومك: أرأيتم أيّها النّاس إن أهلكني اللّه فأماتني ومن معي أو رحمنا فأخّر في آجالنا، {فمن يجير الكافرين} باللّه من عذابٍ موجعٍ مؤلمٍ؟ وذلك عذاب النّار. يقول: ليس ينجّي الكفّار من عذاب اللّه موتنا وحياتنا، فلا حاجة بكم إلى أن تستعجلوا قيام السّاعة، ونزول العذاب، فإنّ ذلك غير نافعكم، بل ذلك بلاءٌ عليكم عظيمٌ). [جامع البيان: 23 / 137-138]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد: ربّنا الرّحمن آمنّا به يقول: صدّقنا به. {وعليه توكّلنا} يقول: وعليه اعتمدنا في أمورنا، وبه وثقنا فيها، {فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ} يقول: فستعلمون أيّها المشركون باللّه الّذي هو في ذهابٍ عن الحقّ، والّذي هو على غير طريقٍ مستقيمٍ منّا ومنكم إذا صرنا إليه، وحشرنا جميعًا). [جامع البيان: 23 / 138]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: أرأيتم أيّها القوم العادلون باللّه {إن أصبح ماؤكم غورًا} يقول: غائرًا لا تناله الدّلاء {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ} يقول: فمن يجيئكم بماءٍ معينٍ، يعني بالمعين: الّذي تراه العيون ظاهرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. يقول: «بماءٍ عذبٍ».
- حدّثنا عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثني عبيد بن هاشمٍ البزّاز، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {إن أصبح ماؤكم غورًا} لا تناله الدّلاء {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. قال: «الظّاهر».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا} «أي ذاهبًا» {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. قال: «الماء المعين: الجاري».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {ماؤكم غورًا} «ذاهبًا» {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. «جارٍ».
وقيل غورًا فوصف الماء بالمصدر، كما يقال: ليلةٌ غمٌّ، يراد: ليلةٌ غامّةٌ). [جامع البيان: 23 / 138-139]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن جابر، عن عكرمة، {فمن يأتيكم بماء معين} قال: «المعين الظاهر»). [تفسير مجاهد: 2/ 686]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يقال غورًا غائرًا يقال لا تناله الدّلاء كلّ شيءٍ غرت فيه فهي مغارةٌ ماءٌ غورٌ وبئرٌ غورٌ ومياهٌ غورٌ بمنزلة الزّور وهؤلاء زورٌ وهؤلاء ضيفٌ ومعناه أضيافٌ وزوّارٌ لأنّها مصدرٌ مثل قومٍ عدلٍ وقومٍ رضًا ومقنعٌ ثبت هذا عند النّسفيّ هنا وكذا رأيته في المستخرج لأبي نعيمٍ ووقع أكثره للباقين في كتاب الأدب وهو كلام الفرّاء من قوله ماءٌ غورٌ إلى ومقنعٌ لكن قال بدل بئرٍ غورٍ ماءٌ غورٌ وزاد ولا يجمعون غورٌ ولا يثنّونه والباقي سواء وأما أول الكلام فهو من وأخرج الفاكهي عن بن أبي عمر، عن سفيان، عن بن الكلبيّ قال نزلت هذه الآية {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضرميّ وكانت جاهليّةٌ قال الفاكهيّ: «وكانت آبار مكّة تغور سراعًا»). [فتح الباري: 8 / 660-661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (
- أخرج ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبي رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر وكانت جاهلية، قال الفاكهي: «وكانت آبار مكة تغور سراعا».
- وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن أصبح ماؤكم غورا} قال: «داخلا في الأرض» {فمن يأتيكم بماء معين} قال: «الجاري».
- وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن أصبح ماؤكم غورا} قال: «يرجع في الأرض».
- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {غورا} قال: «ذاهبا» وفي قوله: {بماء معين} قال: «الجاري».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال: «ظاهر».
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال: «عذب»). [الدر المنثور: 14 / 613-614]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:21 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قليلاً ما تشكرون} تشكرون قليلا). [مجاز القرآن: 2/262]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }


تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) }


تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون ...}.يريد: تدعون، وهو مثل قوله: تذكرون، وتذكّرون، وتخبرون وتختبرون، والمعنى واحد والله أعلم.
وقد قرأ بعض القراء: "ما تدخرون" يريد: تدّخرون، فلو قرأ قارئ: "هذا الذي كنتم به تدعون" كان صوابا). [معاني القرآن: 3/ 171]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({رأوه زلفةً} قربة، قال:طيّ اللّيالي زلفاً فزلفا). [مجاز القرآن: 2/ 262]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذي كنتم به تدّعون} أي تدعون به وتكذبون وتردون). [مجاز القرآن: 2/ 262]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}وقال: {هذا الّذي كنتم به تدّعون} لأنهم كانوا يقولون {ربّنا عجّل لّنا قطّنا} و{ائتنا بعذاب اللّه} فقيل لهم حين رأوا العذاب {هذا الّذي كنتم به تدعون} خفيفة و{تدّعون} ثقيلة قرأه الناس على هذا المعنى وهو أجود وبه نقرأ لأنه شيء بعد شيء). [معاني القرآن: 4/ 33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({زلفة}: قريبة). [غريب القرآن وتفسيره: 382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({فلمّا رأوه زلفةً} أي قريبا منهم. يقول: لمّا رأوا ما وعدهم اللّه قريبا منهم، {سيئت}... وجوههم، {وقيل لهم هذا الّذي كنتم به تدّعون} أي تدعون. وهو «تفتعلون» من الدعاء. يقال: دعوت وادّعيت، كما يقال: خبرت واختبرت، ودخرت وادّخرت).
[تفسير غريب القرآن: 474]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا رأوه زلفة سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون} وقرئت (سيئت) بإشمام السين الضّمّ، ويجوز (سيت) على طرح الهمزة، وإلقاء الحركة على الياء. والمعنى فلما رأوا العذاب زلفة، أي قريبا، سيت وجوه الذين كفروا. تبين فيها السوء.
{وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}، وقرئت (تدعون)، من دعوت أدعو.
فأمّا (تدّعون)، فجاء في التفسير تكذبون. وتأويله في اللغة هذا الذي كنتم من أجله تدّعون الأباطيل والأكاذيب؛ أي تدعون أنكم إذا متّم وكنتم ترابا وعظاما أنّكم لا تخرجون. ومن قرأ تدعون -بالتخفيف- فالمعنى هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون اللّه في قولكم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم} ويجوز أن يكون معنى (تدّعون) هذا أيضا تفتعلون، من الدعاء. وتفتعلون من الدعوى، يجوز ذلك - واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/ 200-201]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({فلما رأوه زلفة} أي: قريبا). [ياقوتة الصراط: 523]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زُلْفَةً} أي قريباً. {تَدَّعُونَ} أي تَدْعون، وهو (تَفْتَعِلُون) من الدّعاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُلْفَةً}: قربى{سِيئَتْ}: من السوء). [العمدة في غريب القرآن: 309]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فسيعلمون...} قراءة العوامّ "فستعلمون" بالتاء.
[حدثنا محمد بن الجهم قال: سمعت الفراء وذكر محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي (رحمه الله) فسيعلمون بالياء، وكل صواب). [معاني القرآن: 3/ 172]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن أصبح ماؤكم غوراً...}.العرب تقول: ماء غور، وبئر غور، وماءان غور، ولا يثنون ولا يجمعون: لا يقولون: ماءان غوران، ولا مياه أغوار، وهو بمنزلة: الزّور؛ يقال: هؤلاء زور فلان، وهؤلاء ضيف فلان، ومعناه: هؤلاء أضيافه، وزواره. وذلك أنه مصدر فأجرى على مثل قولهم: قوم عدل، وقوم رضا ومقنع). [معاني القرآن: 3/ 172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصبح ماؤكم غوراً} مجازها: غائراً والغور مصدر وقد تفعل العرب ذلك، قال ابن الزبعري:
يا رسول المليك إنّ لساني.......راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
قال أبو عبيدة الزبعري وأبو عمرو الزبعري، والزبعري كثير شعر الوجه والحاجبين وجملٌ زبعرى كذلك). [مجاز القرآن: 2/ 263]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء مّعينٍ}وقال: {ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء مّعينٍ} أي: غائرا ولكن وصفه بالمصدر وتقول: "ليلةٌ غمٌّ" تريد "غامّةٌ"). [معاني القرآن: 4/ 33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ماؤكم غورا}: أي غائرا ويقال للاثنين والجميع كما يقال للواحد مياه غورا.
{بماء معين}: جار ظاهر). [غريب القرآن وتفسيره: 382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أصبح ماؤكم غوراً} أي غائرا، وصف بالمصدر. يقال: ماء غور. ولا يجمع، ولا يثنّي، ولا يؤنّث. كما يقال: رجل صوم ورجال صوم، ونساء صوم.{فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ} أي ظاهر. وهو «مفعول» من العين، [كمبيع من البيع]. وقد تقدم ذكر هذا). [تفسير غريب القرآن: 475]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين} أي غائرا، وهو مصدر يوصف به الاسم، فتقول: ماء غور، وماءان غور ومياه غور.كما تقول: هذا عدل وهذان عدل وهؤلاء عدل.
ومعنى {معين} جار من العيون.وجاء في التفسير [ظاهر]، والمعنى أنّه يظهر من العيون). [معاني القرآن: 5/ 201]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({غورا} أي: غائبا. والمعين: الطاهر). [ياقوتة الصراط: 523]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَاء مَّعِينٍ} أي ظاهر. وهو (مفعول) من العين، كأنه منظور إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غَوْرًا}: ذاهباً {مَّعِينٍ}: جار على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 309]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة