العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ الآيتين (5) ، (6) ]

تفسير سورة يونس
[ الآيتين (5) ، (6) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:45 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلاّ بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض {هو الّذي جعل الشّمس ضياءً} بالنّهار {والقمر نورًا} باللّيل، ومعنى ذلك: هو الّذي أضاء الشّمس وأنار القمر، {وقدّره منازل} يقول: قضاه فسوّاه منازل لا يجاوزها، ولا يقصر دونها على حالٍ واحدةٍ أبدًا.
وقال: {وقدّره منازل} فوحّده، وقد ذكر الشّمس والقمر، فإنّ في ذلك وجهين: أحدهما أن تكون الهاء في قوله: {وقدّره} للقمر خاصّةً، لأنّ بالأهلّة يعرف انقضاء الشّهور والسّنين لا بالشّمس.
والآخر: أن يكون اكتفى بذكر أحدهما عن الآخر، كما قال في موضعٍ آخر: {واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه} وكما قال الشّاعر:
رماني بأمرٍ كنت منه ووالدي = بريًّا ومن جول الطّويّ رماني
وقوله: {لتعلموا عدد السّنين والحساب} يقول: وقدّر ذلك منازل لتعلموا أنتم أيّها النّاس عدد السّنين: دخول ما يدخل منها، وانقضاء ما يستقبل منها وحسابها، يقول: وحساب أوقات السّنين وعدد أيّامها وحساب ساعات أيّامها، {ما خلق اللّه ذلك إلاّ بالحقّ} يقول جلّ ثناؤه: لم يخلق اللّه الشّمس والقمر ومنازلهما إلاّ بالحقّ، يقول الحقّ تعالى ذكره: خلقت ذلك كلّه بحقٍّ وحدي بغير عونٍ ولا شريكٍ. {يفصّل الآيات} يقول: يبيّن الحجج والأدلّة {لقومٍ يعلمون} إذا تدبّروها، حقيقة وحدانيّة اللّه، وصحّة ما يدعوهم إليه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم من خلع الأنداد والبراءة من الأوثان). [جامع البيان: 12/118-119]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلّا بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون (5)
قوله تعالى: هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين بن عليٍّ ثنا عامر بن الفرات عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا فلم يجعل كهيئة القمر لكي يعرف اللّيل من النّهار وهو قوله: فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النّهار مبصرةً لتبتغوا فضلا من ربّكم ولتعلموا عدد السّنين والحساب: في اختلافهما.
قوله تعالى: ما خلق اللّه ذلك إلا بالحقّ يفصّل
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يفصّل الآيات أمّا نفصّل: نبيّن). [تفسير القرآن العظيم: 6/1927-1928]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 5
أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكلم ربنا بكلمتين فصارت إحدهما شمسا والأخرى قمرا وكانا من النور جميعا ويعودان إلى الجنة يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {جعل الشمس ضياء والقمر نورا} قال: لم يجعل الشمس كهيئة القمر كي يعرف الليل من النهار وهو قوله (فمحونا آية الليل) (الإسراء الآية 12) الآية.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} قال: وجوههما إلى السموات واقفيتهما إلى الأرض.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال: الشمس والقمر وجوههما إلى العرش واقفيتهما إلى الأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر، أنه كان بين يديه نار إذ شهقت فقال: والذي نفسي بيده إنها لتعوذ بالله من النار الكبرى ورأى القمر حين جنح للغروب فقال والله إنه ليبكي الآن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: لا تطلع الشمس حتى يصبحها ثلاثمائة ملك وسبعون ملكا أما سمعت أمية بن أبي الصلت يقول:
ليست بطالعة لنا في رسلنا * إلا معذبة وإلا تجلد). [الدر المنثور: 7/629-631]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار وما خلق اللّه في السّموات والأرض لآياتٍ لقومٍ يتّقون}.
يقول تعالى ذكره منبّهًا عباده على موضع الدّلالة على ربوبيّته وأنّه خالق كلّ ما دونه. إنّ في اعتقاب اللّيل والنّهار واعتقاب النّهار اللّيل. إذا ذهب هذا جاء هذا وإذا جاء هذا ذهب هذا، وفيما خلق اللّه في السّماوات من الشّمس والقمر والنّجوم وفي الأرض من عجائب الخلق الدّالّة على أنّ لها صانعًا ليس كمثله شيءٌ. {لآياتٍ} يقول لأدلّةٍ وحججًا وأعلامًا واضحةً لقومٍ يتّقون اللّه، فيخافون وعيده ويخشون عقابه على إخلاص العبادة لربّهم.
فإن قال قائلٌ: أولا دلالةٌ فيما خلق اللّه في السّماوات والأرض على صانعه إلاّ لمن اتّقى اللّه؟
قيل: في ذلك الدّلالة الواضحة على صانعه لكلّ من صحّت فطرته، وبرئ من العاهات قلبه، ولم يقصد بذلك الخبر عن أنّ فيه الدّلالة لمن كان قد أشعر نفسه تقوى اللّه، وإنّما معناه: إنّ في ذلك لآياتٍ لمن اتّقى عقاب اللّه فلم يحمله هواه على خلاف ما وضح له من الحقّ، لأنّ ذلك يدلّ كلّ ذي فطرةٍ صحيحةٍ على أنّ له مدبرًا يستحقّ عليه الإذعان له بالعبوديّة دون ما سواه من الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 12/119-120]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار وما خلق اللّه في السّماوات والأرض لآياتٍ لقومٍ يتّقون (6)
قوله تعالى: وما خلق الله في السماوات والأرض
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا يعقوب بن عبد اللّه بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتت قريشٌ إليه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: ادع لنا ربّك يجعل لنا الصّفا ذهباً، فدعا ربّه فنزلت: إن في خلق السماوات والأرض... لآياتٌ لأولي الألباب فليتفكّروا فيها.
قوله تعالى: لآياتٍ لقومٍ يتّقون
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو صفوان، ثنا القاسم ابن يزيد بن عوانة عن يحيى أبي النّضر عن جويبرٍ عن الضّحّاك، في قوله: يتّقون قال: يتّقون النّار بالصّلوات الخمس). [تفسير القرآن العظيم: 6/1928]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 6.
أخرج أبو الشيخ عن خليفة العبدي قال: لو أن الله تبارك وتعالى لم يعبد إلا عن رؤية ما عبده أحد ولكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء وغطى كل شيء وفي مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحا سلطان الليل وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض وفي النجوم وفي الشتاء والصيف فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم تبارك وتعالى حتى أيقنت قلوبهم بربهم عز وجل وكأنما عبدوا الله عن رؤية). [الدر المنثور: 7/631]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:46 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جعل الشّمس ضياء والقمر نوراً وقدّره منازل...}
ولم يقل: وقدّرهما. فإن شئت جعلت تقدير المنازل القمر خاصّة لأنّ به نعلم الشهور. وإن شئت جعلت التقدير لهما جميعا، فاكتفى بذكر أحدهما من صاحبه،
كما قال الشاعر:
رماني بأمرٍ كنت منه ووالدي = بريئا ومن جول الطويّ رماني
وهو مثل قوله: {والله ورسوله أحقّ أن يرضوه} ولم يقل: أن يرضوهما). [معاني القرآن: 1/458]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جعل الشّمس ضياءً} وصفها بالمصدر، والعرب قد تصف المؤنثة بالمصدر وتسقط الهاء،
كقولهم: إنما خلقت فلانة لك عذاباً وسجناً ونحو ذلك بغير الهاء). [مجاز القرآن: 1/274]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {هو الّذي جعل الشّمس ضياء والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلاّ بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون}
وقال: {وقدّره منازل} ثقيلة فجعل {وقدّره} مما يتعدى إلى مفعولين كأنه {وجعله منازل}. وقال: {جعل الشّمس ضياء والقمر نوراً} فجعل القمر هو النور
كما تقول: {جعله الله خلقاً} وهو {مخلوق} و"هذا الدرهم ضرب الأمير". وهو "مضروب". وقال: {وقولوا للنّاس حسناً} فجعل الحسن هو المفعول كالخلق.
وقال: {وقدّره منازل} وقد ذكر الشمس والقمر كما قال: {واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه}). [معاني القرآن: 2/31]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {يدبر الأمر} بالياء، {نفصل الآيات} بالنون.
[محمد بن صالح في روايته]:
الأعرج وأبو عمرو {يدبر الأمر}، {يفصل} كلتاهما بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 653] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقدّره منازل} أي جعله ينزل كل ليلة بمنزلة من النجوم، وهي ثمانية وعشرون منزلا في كل شهر،
قد ذكرتها في «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هو الّذي جعل الشّمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلّا بالحقّ يفصّل الآيات لقوم يعلمون}
{وقدّره} يعني القمر، لأنه المقدّر لعلم السّنين والحساب، وقد يجوز أن يكون المعنى وقدّرهما منازل فحذف أحدهما اختصارا وإيجازا كما قال الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما= عندك راض والرأي مختلف).
[معاني القرآن: 3/7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل}
ولم يقل وقدرهما لأن المقدر لعدد السنين والحساب القمر وهو ثمان وعشرون منزلة
قال أبو إسحاق ويحتمل أن يكون المعنى وقدرهما ثم حذف كما قال:
نحن بما عندنا وأنت بما = عندك راض والرأي مختلف).
[معاني القرآن: 3/278]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:47 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: ضوء القمر. وقد ضاء القمر يضوء ضوءاً وضوءاً وضياءً. وأضاء يضيء إضاءةً). [الأزمنة: 18]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:47 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 03:48 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:42 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:42 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلاّ بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون (5) إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار وما خلق اللّه في السّماوات والأرض لآياتٍ لقومٍ يتّقون (6)
هذا استمرار على وصف آيات الله والتنبيه عل صنعته الدالة على الصانع، وهذه الآية تقتضي أن «الضياء» أعظم من «النور» وأبهى بحسب الشّمس والقمر، ويلحق هاهنا اعتراض وهو أنّا وجدنا الله تعالى شبه هداه ولطفه بخلقه بالنور فقال اللّه نور السّماوات والأرض [النور: 35]، وهذا يقتضي أن النور أعظم هذه الأشياء وأبلغها في الشروق وإلا فلم ترك التشبيه إلا على الذي هو «الضياء» وعدل إلى الأقل الذي هو «النور»، فالجواب عن هذا والانفصال: أن تقول إن لفظة النور أحكم وأبلغ في قوله اللّه نور السّماوات والأرض [النور: 35]، وذلك أنه تعالى شبه هداه ولطفه الذي نصبه لقوم يهتدون وآخرين يضلون معه بالنور الذي هو أبدا موجود في الليل وأثناء الظلام، ولو شبهه بالضياء لوجب أن لا يضل أحد إذ كان الهدى يكون مثل الشمس التي لا تبقى معها ظلمة، فمعنى الآية أن الله تعالى قد جعل هداه في الكفر كالنور في الظلام فيهتدي قوم ويضل آخرون، ولو جعله كالضياء لوجب أن لا يضل أحد وبقي الضياء على هذا الانفصال أبلغ في الشروق كما اقتضت آيتنا هذه والله عز وجل هو ضياء السماوات والأرض ونورها وقيومها، ويحتمل أن يعترض هذا الانفصال والله المستعان، وقوله وقدّره منازل يريد البروج المذكورة في غير هذه الآية، وأما الضمير الذي رده على القمر وقد تقدم ذكر الشّمس معه فيحتمل أن يريد بالضمير «القمر» وحده لأنه هو المراعى في معرفة عدد السّنين والحساب عند العرب ويحتمل أن يريدهما معا بحسب أنهما يتصرفان في معرفة عدد السنين والحساب عند العرب. لكنه اجتزأ بذكر الواحد كما قال واللّه ورسوله أحقّ أن يرضوه [التوبة: 62] وكما قال الشاعر [أبو حيان]: [الطويل]
رماني بذنب كنت منه ووالدي = بريّا ومن أجل الطويّ رماني
قال الزجّاج وكما قال الآخر: [المنسرح]
نحن بما عندنا وأنت بما عن = دك راض والرأي مختلف
وقوله لتعلموا المعنى قدر هذين النيرين، منازل لكي «تعلموا» بها، عدد السّنين والحساب رفقا بكم ورفعا للالتباس في معاشكم وتجركم وإجاراتكم وغير ذلك مما يضطر فيه إلى معرفة التواريخ، وقوله ما خلق اللّه ذلك إلّا بالحقّ أي للفائدة لا للعب والإهمال فهي إذا يحق أن تكون كما هي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص «يفصل الآيات»، وقرأ ابن كثير أيضا وعاصم والباقون والأعرج وأبو جعفر وشيبة وأهل مكة والحسن والأعمش «نفصل» بنون العظمة، وقوله لقومٍ يعلمون إنما خصهم لأن نفع التفصيل فيهم ظهر وعليهم أضاء
وإن كان التفصيل إنما وقع مجملا للكل معدا ليحصله الجميع، وقرأ جمهور السبعة وقد رويت عن ابن كثير «ضياء»، وقرأ ابن كثير وحده فيما روي أيضا عنه «ضئاء» بهمزتين، وأصله ضياء فقلبت فجاءت ضئائا، فقلبت الياء همزة لوقوعها بين ألفين، قال أبو علي: وهي غلط). [المحرر الوجيز: 4/ 451-453]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار الآية، آية اعتبار وتنبيه، ولفظه الاختلاف تعم تعاقب الليل والنهار وكونهما خلفه وما يتعاورانه من الزيادة والنقص وغير ذلك من لواحق سير الشمس وبحسب أقطار الأرض، قوله وما خلق اللّه في السّماوات والأرض لفظ عام لجميع المخلوقات، و «الآيات» العلامات والدلائل، وخصص «القوم المتقين» تشريفا لهم إذ الاعتبار فيهم يقع ونسبتهم إلى هذه الأشياء المنظور فيها أفضل من نسبة من لم يهتد ولا اتقى). [المحرر الوجيز: 4/ 453]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:42 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلّا بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون (5) إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار وما خلق اللّه في السّماوات والأرض لآياتٍ لقومٍ يتّقون (6) }
يخبر تعالى عمّا خلق من الآيات الدّالّة على كمال قدرته، وعظيم سلطانه، وأنّه جعل الشّعاع الصّادر عن جرم الشّمس ضياءً وشعاع القمر نورًا، هذا فنٌّ وهذا فنٌّ آخر، ففاوت بينهما لئلّا يشتبها، وجعل سلطان الشّمس بالنّهار، وسلطان القمر باللّيل، وقدّر القمر منازل، فأوّل ما يبدو صغيرًا، ثمّ يتزايد نوره وجرمه، حتّى يستوسق ويكمل إبداره، ثمّ يشرع في النّقص حتّى يرجع إلى حاله الأوّل في تمام شهرٍ، كما قال تعالى: {والقمر قدّرناه منازل حتّى عاد كالعرجون القديم لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 39، 40]. وقال: {والشّمس والقمر حسبانًا ذلك تقدير العزيز العليم} [الأنعام: 96].
وقال في هذه الآية الكريمة: {وقدّره} أي: القمر {وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب} فبالشّمس تعرف الأيّام، وبسير القمر تعرف الشّهور والأعوام.
{ما خلق اللّه ذلك إلا بالحقّ} أي: لم يخلقه عبثًا بل له حكمةٌ عظيمةٌ في ذلك، وحجّةٌ بالغةٌ، كما قال تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص: 27]. وقال تعالى: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون: 115، 116].
وقوله: {نفصّل الآيات} أي: نبيّن الحجج والأدلّة {لقومٍ يعلمون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 248]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إنّ في اختلاف اللّيل والنّهار} أي: تعاقبهما إذا جاء هذا ذهب هذا، وإذا ذهب هذا جاء هذا، لا يتأخّر عنه شيئًا، كما قال تعالى: {يغشي اللّيل النّهار يطلبه حثيثًا} [الأعراف: 54]، وقال: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار} [يس: 40]، وقال تعالى: {فالق الإصباح وجعل اللّيل سكنًا والشّمس والقمر حسبانًا ذلك تقدير العزيز العليم} [الأنعام: 96].
وقوله: {وما خلق اللّه في السّماوات والأرض} أي: من الآيات الدّالّة على عظمته تعالى، كما قال: {وكأيّن من آيةٍ في السّماوات والأرض [يمرّون عليها وهم عنها معرضون]} [يوسف: 105]، [وقال {قل انظروا ماذا في السّماوات والأرض] وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} [يونس: 101]. وقال: {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السّماء والأرض} [سبأٍ: 9]. وقال: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآياتٍ لأولي الألباب} [آل عمران: 190]. أي: العقول، وقال هاهنا: {لآياتٍ لقومٍ يتّقون} أي: عقاب اللّه، وسخطه، وعذابه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 249]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة