العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربّك فاصبر (7) فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ (9) على الكافرين غير يسيرٍ (10)
اختلف القراء في المدّثّر على نحو ما ذكرناه في المزّمّل [المزمل: 1]، وفي حرف أبيّ بن كعب المدّثّر ومعناه المتدثر بثيابه، و «الدثار»، ما يتغطى الإنسان به من الثياب، واختلف الناس لم ناداه ب المدّثّر، فقال جمهور المفسرين بما ورد في البخاري من أنه لما فرغ من رؤية جبريل على كرسي بين السماء والأرض فرعب منه ورجع إلى خديجة قال: زملوني زملوني فنزلت يا أيّها المدّثّر، وقالت عائشة والنخعي وقتادة: نودي وهو في حال تدثر فدعي بحال من أحواله. وروي أنه كان يدثر في قطيفة. وقال آخرون: معناه أيها النائم. وقال عكرمة معناه يا أيّها المدّثّر للنبوة وأثقالها، واختلف الناس في أول ما نزل من كتاب الله تعالى فقال جابر بن عبد الله وأبو سلمة والنخعي ومجاهد هو يا أيّها المدّثّر الآيات. وقال الزهري والجمهور هو اقرأ باسم ربّك الّذي خلق [العلق: 1] وهذا هو الأصح. وحديث صدر كتاب البخاري نص في ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 450-451]

تفسير قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: قم فأنذر بعثة عامة إلى جميع الخلق. قال قتادة، المعنى أنذر عذاب الله ووقائعه بالأمم). [المحرر الوجيز: 8/ 451]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وربّك فكبّر معناه عظمه بالعبادة وبث شرعه.
وروي عن أبي هريرة أن بعض المؤمنين قال: بم نفتتح صلاتنا؟ فنزلت وربّك فكبّر). [المحرر الوجيز: 8/ 451]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في معنى قوله وثيابك فطهّر، فقال ابن سيرين وابن زيد بن أسلم والشافعي وجماعة: هو أمر بتطهير الثياب حقيقة، وذهب الشافعي وغيره من هذه الآية إلى وجوب غسل النجاسات من الثياب، وقال الجمهور: هذه الألفاظ استعارة في تنقية الأفعال والنفس والعرض، وهذا كما تقول فلان طاهر الثوب، ويقال للفاجر دنس الثوب، ومنه قول الشاعر [غيلان بن سلمة الثقفي]: [الطويل]
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر = لبست ولا من خزية أتقنع
وقال الآخر: [الرجز]
لاهم إن عامر ابن جهم = أو ذم حجّا في ثياب دهم
أي دنسه. وقال ابن عباس والضحاك وغيره، المعنى لا تلبسها على غدرة ولا فجور، وقال ابن عباس: المعنى لا تلبسها من مكسب خبيث، وقال النخعي: المعنى طهرها من الذنوب، وهذا كله معنى قريب بعضه من بعض، وقال طاوس: المعنى قصرها وشمرها، فذلك طهرة للثياب). [المحرر الوجيز: 8/ 452]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس «والرّجز» بكسر الراء، وقرأ حفص عن عاصم والحسن ومجاهد وأبو جعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن والنخعي وابن وثاب وقتادة وابن أبي إسحاق والأعرج: و «الرّجز» بضم الراء. فقيل هما بمعنى يراد بهما الأصنام والأوثان، وقيل هما لمعنيين الكسر للنتن والتقابض وفجور الكفار والضم لصنمين: «إساف ونائلة»، قاله قتادة. وقيل للأصنام عموما، قاله مجاهد وعكرمة والزهري. وقال ابن عباس «الرجز» السخط، فالمعنى اهجر ما يؤدي إليه ويوجبه،
وقال الحسن: كل معصية رجز، وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية بالأوثان). [المحرر الوجيز: 8/ 452-453]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في معنى قوله تعالى: ولا تمنن تستكثر. فقال ابن عباس وجماعة معه: لا تعط عطاء لتعطى أكثر منه، فكأنه من قولهم، من إذا أعطى، قال الضحاك، وهذا خاص بالنبي عليه السلام، ومباح لأمته لكن لا أجر لهم فيه. قال مكي: وهذا معنى قوله تعالى: وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال النّاس فلا يربوا عند اللّه [الروم: 39]، وهذا معنى أجنبي من معنى هذه السورة. وحكى النقاش عن ابن عباس أنه قال: ولا تمنن تستكثر لا تقل دعوت فلم أجب وروى قتادة أن المعنى لا تدل بعملك، ففي هذا التأويل تحريض على الجد وتخويف، وقال ابن زيد: معناه ولا تمنن على الناس بنبوءتك تستكثر بأجر أو بكسب تطلبه منهم. وقال الحسن بن أبي الحسن: معناه ولا تمنن على الله بجدك تستكثر أعمالك ويقع لك بها إعجاب، فهذه كلها من المن الذي هو تعديد اليد وذكرها. وقال مجاهد: معناه ولا تضعف تستكثر ما حملناك من أعباء الرسالة وتستكثر من الخير، فهذه من قولهم حبل منين أي ضعيف، وفي قراءة ابن مسعود: «ولا تمنن أن تستكثر»، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: «تستكثر» بجزم الراء، وذلك كأنه قال لا تستكثر، وقرأ الأعمش: «تستكثر» بنصب الراء، وذلك على تقدير أن مضمرة وضعف أبو حاتم الجزم، وقرأ ابن أبي عبلة: «ولا تمنن فتستكثر» بالفاء العاطفة والجزم، وقرأ أبو السمال: «ولا تمنّ» بنون واحدة مشددة). [المحرر الوجيز: 8/ 453]

تفسير قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولربّك فاصبر، أي لوجه ربك وطلب رضاه كما تقول فعلت لله تعالى، والمعنى على الأدنى من الكفار وعلى العبادة وعن السهوات وعلى تكاليف النبوة، قال ابن زيد وعلى حرب الأحمر والأسود لقد حمل أمرا عظيما). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والنّاقور الذي ينفخ فيه وهو الصور، قاله ابن عباس وعكرمة. وقال خفاف بن ندبة: [الوافر]
إذا ناقورهم يوما تبدى = أجاب الناس من غرب وشرق
وهو فاعول من النقر، وقال أبو حباب: أمنا زرارة بن أوفى فلما بلغ في الناقور خر ميتا.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ» ففزع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: كيف نقول يا رسول الله؟
قال: «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا»). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويومٌ عسيرٌ معناه في عسر في الأمور الجارية على الكفار فوصف اليوم بالعسر لكونه ظرف زمان له. وكذلك تجيء صفته باليسر. وقرأ الحسن «عسر» بغير ياء). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربّك فاصبر (7) فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ (9) على الكافرين غير يسيرٍ (10)}
ثبت في صحيح البخاريّ [من حديث يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمة] عن جابرٍ أنّه كان يقول: أوّل شيءٍ نزل من القرآن: {يا أيّها المدّثّر}
وخالفه الجمهور فذهبوا إلى أنّ أوّل القرآن نزولًا قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} كما سيأتي [بيان] ذلك هناك.
قال البخاريّ: حدّثنا يحيى، حدّثنا وكيع، عن عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرّحمن عن أوّل ما نزل من القرآن، قال: {يا أيّها المدّثّر} قلت: يقولون: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؟ فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد اللّه عن ذلك، وقلت له مثل ما قلت لي، فقال جابرٌ: لا أحدّثك إلّا ما حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "جاورت بحراء، فلمّا قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا. فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة فقلت: دثّروني. وصبّوا عليّ ماءً باردًا. قال: فدثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا قال: فنزلت {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر}
هكذا ساقه من هذا الوجه. وقد رواه مسلمٌ من طريق عقيل، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد اللّه: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحدّث عن فترة الوحي: "فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراءٍ قاعدٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجثثت منه حتّى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي، فقلت: زمّلوني زمّلوني. فزمّلوني، فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر} إلى: {فاهجر} -قال أبو سلمة: والرّجز: الأوثان - ثمّ حمي الوحي وتتابع".
هذا لفظ البخاريّ وهذا السّياق هو المحفوظ، وهو يقتضي أنّه قد نزل الوحي قبل هذا، لقوله: "فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ"، وهو جبريل حين أتاه بقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق * خلق الإنسان من علقٍ * اقرأ وربّك الأكرم * الّذي علّم بالقلم * علّم الإنسان ما لم يعلم} ثمّ إنّه حصل بعد هذا فترةٌ، ثمّ نزل الملك بعد هذا.
ووجه الجمع أنّ أوّل شيءٍ نزل بعد فترة الوحي هذه السّورة، كما قال الإمام أحمد:حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا ليث، حدّثنا عقيل، عن ابن شهابٍ قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يقول: أخبرني جابر بن عبد اللّه: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "ثمّ فتر الوحي عنّي فترةً، فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء، فرفعت بصري قبل السّماء، فإذا الملك الّذي جاءني [بحراءٍ الآن] قاعدٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجثت منه فرقًا، حتّى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت لهم: زمّلوني زمّلوني. فزمّلوني، فأنزل اللّه: {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرّجز فاهجر} ثمّ حمي الوحي [بعد] وتتابع". أخرجاه من حديث الزّهريّ، به.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شعيبٍ السّمسار، حدّثنا الحسن بن بشرٍ البجلي، حدّثنا المعافى بن عمران، عن إبراهيم بن يزيد، سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: إنّ الوليد بن المغيرة صنع لقريشٍ طعامًا، فلمّا أكلوا. قال: ما تقولون في هذا الرّجل؟ فقال بعضهم: ساحرٌ. وقال بعضهم ليس بساحرٍ. وقال بعضهم: كاهنٌ. وقال بعضهم: ليس بكاهنٍ. وقال بعضهم: شاعرٌ. وقال بعضهم ليس بشاعرٍ. وقال بعضهم: [بل] سحرٌ يؤثر. فأجمع رأيهم على أنّه سحرٌ يؤثر. فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فحزن وقنع رأسه، وتدثّر، فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرّجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربّك فاصبر}.
فقوله {قم فأنذر} أي: شمّر عن ساق العزم، وأنذر النّاس. وبهذا حصل الإرسال، كما حصل بالأوّل النّبوّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 261-262]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وربّك فكبّر} أي: عظّم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 262]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وثيابك فطهّر} قال الأجلح الكنديّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: أنّه أتاه رجلٌ فسأله عن هذه الآية: {وثيابك فطهّر} قال: لا تلبسها على معصيةٍ ولا على غدرة. ثمّ قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثّقفيّ:
فإني بحمد اللّه لا ثوب فاجر = لبست ولا من غدرة أتقنّع
وقال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ [في هذه الآية] {وثيابك فطهّر} قال: في كلام العرب: نقي الثّياب. وفي روايةٍ بهذا الإسناد: فطهّر من الذّنوب. وكذا قال إبراهيم، الشعبي، وعطاءٌ.
وقال الثّوريّ، عن رجلٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {وثيابك فطهّر} قال: من الإثم. وكذا قال إبراهيم النّخعيّ.
وقال مجاهدٌ: {وثيابك فطهّر} قال: نفسك، ليس ثيابه. وفي روايةٍ عنه: {وثيابك فطهّر} عملك فأصلح، وكذا قال أبو رزين. وقال في روايةٍ أخرى: {وثيابك فطهّر} أي: لست بكاهنٍ ولا ساحرٍ، فأعرض عمّا قالوا.
وقال قتادة: {وثيابك فطهّر} أي: طهّرها من المعاصي، وكانت العرب تسمّي الرّجل إذا نكث ولم يف بعهد اللّه إنّه لمدنس الثّياب. وإذا وفّى وأصلح: إنّه لمطهّر الثّياب.
وقال عكرمة، والضّحّاك: لا تلبسها على معصيةٍ.
وقال الشّاعر
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه = فكلّ رداء يرتديه جميل
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وثيابك فطهّر} [يعني] لا تك ثيابك الّتي تلبس من مكسبٍ غير طائبٍ، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ.
وقال محمّد بن سيرين: {وثيابك فطهّر} أي: اغسلها بالماء.
وقال ابن زيدٍ: كان المشركون لا يتطهّرون، فأمره اللّه أن يتطهّر، وأن يطهّر ثيابه.
وهذا القول اختاره ابن جريرٍ، وقد تشمل الآية جميع ذلك مع طهارة القلب، فإنّ العرب تطلق الثّياب عليه، كما قال امرؤ القيس:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل = وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وإن تك قد س ـاءتك منّي خليقةٌ = فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل
وقال سعيد بن جبيرٍ: {وثيابك فطهّر} وقلبك ونيتك فطهر.
وقال محمّد بن كعبٍ القرظيّ، والحسن البصريّ: وخلقك فحسّن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 262-264]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والرّجز فاهجر} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {والرّجز} وهو الأصنام، فاهجر. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، والزّهريّ، وابن زيدٍ: إنّها الأوثان.
وقال إبراهيم، والضّحّاك: {والرّجز فاهجر} أي: اترك المعصية.
وعلى كلّ تقديرٍ فلا يلزم تلبّسه بشيءٍ من ذلك، كقوله: {يا أيّها النّبيّ اتّق اللّه ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 1] {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين} [الأعراف: 142]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا تمنن تستكثر} قال ابن عبّاسٍ: لا تعط العطيّة تلتمس أكثر منها. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وطاوسٌ، وأبو الأحوص، وإبراهيم النّخعيّ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم.
وروي عن ابن مسعودٍ أنّه قرأ: "ولا تمنن أن تستكثر".
وقال الحسن البصريّ: لا تمنن بعملك على ربّك تستكثره. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ، واختاره ابن جريرٍ. وقال خصيفٌ، عن مجاهدٍ في قوله: {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال تمنن في كلام العرب: تضعف.
وقال ابن زيدٍ: لا تمنن بالنّبوّة على النّاس، تستكثرهم بها، تأخذ عليه عوضًا من الدّنيا.
فهذه أربعة أقوالٍ، والأظهر القول الأوّل، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولربّك فاصبر} أي: اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربّك عزّ وجلّ، قاله مجاهدٌ. وقال إبراهيم النّخعيّ: اصبر عطيّتك للّه تعالى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ * على الكافرين غير يسيرٍ} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ والشّعبيّ، وزيد بن أسلم، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، وابن زيدٍ: {النّاقور} الصّور. قال مجاهدٌ: وهو كهيئة القرن.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن مطرّف، عن عطيّة العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا نقر في النّاقور} فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته، ينتظر متى يؤمر فينفخ؟ " فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا".
وهكذا رواه الإمام أحمد عن أسباطٍ، به ورواه ابن جريرٍ عن أبي كريب، عن ابن فضيلٍ وأسباطٍ، كلاهما عن مطرّفٍ، به. ورواه من طريقٍ أخرى، عن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264-265]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ} أي: شديدٌ.{على الكافرين غير يسيرٍ} أي: غير سهلٍ عليهم. كما قال تعالى {يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} [القمر: 8].
وقد روينا عن زرارة بن أوفى -قاضي البصرة-: أنّه صلّى بهم الصّبح، فقرأ هذه السّورة، فلمّا وصل إلى قوله: {فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ * على الكافرين غير يسيرٍ} شهق شهقةً، ثمّ خرّ ميّتًا، رحمه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة