العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:54 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب: أقسام "أيٍّ"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: أقسام "أيٍّ"
اعلم أن "أيًّا"تكون على ستة أوجه:
تكون جزاء: كقولك: «"أيهم" يكرمني أكرمه»، و«"أيهم" تضرب أضرب»، و«"بأيهم" تمرر أمرر».
وتكون استفهامًا: كقولك: «"أيهم" أخوك؟» و«"أي" القوم صاحبك؟» و«"أي" الرجلين غلامك؟» رفعت "أيًّا" بالابتداء، وما بعد الإضافة خبرها.
وتكون خبرها: بمعنى "الذي" وتوصل بما يوصل به "الذي" كقولك: «"أيهم" قام أخوك»، المعنى: "الذي" قام أخوك و«"أيهم" أبوه قائمٌ زيد» المعنى: "الذي" أبوه قائم زيد، و«ضربت "أيهم" في الدار»، و«كلهم "أيهم" شئت»، أي "الذي" في الدار، و"الذي" شئت.
وتكون تعجبًا: كقولك: «"أي" رجلٍ زيد»، و«"أي" رجلٍ أخوك».
وتكون نداء: كقولك: «يا "أيها" الرجل أقبل»، فقولك: "يا" حرف النداء، و"أي" منادى مفرد، فلذلك رفعته بلا تنوين، و"ها" للتنبيه، وهو حرف بني مع "أي" في النداء، لا يفارقه، و«الرجل» نعت لـ "أي" ولابد لـ "أي" ها هنا من النعت لإبهامه، وإلا لم يُعلم.
والموضع السادس: تكون "أي" نعتًا فيه معنى المدح كقولك: «مررت برجلٍ "أي" رجلٍ» و«رأيت رجلًا "أي" رجلٍ»، و«جاءني رجلان "أي" رجلين»، و«ورأيت رجالًا "أي" رجالٍ» فإن أدخلت عليها "الواو" فارفعها في كل حال كقولك: «مررت برجلٍ، و"أي" رجلٍ»، وكذلك تقول في المعرفة: «مررت بزيدٍ و"أي" رجل»، تريد: و"أي" رجل هو، وتقول: «مررت برجلٍ، و"أي" رجلٍ أبوه» فترفع "أيًّا" بالابتداء، و«أبوه» الخبر، وكذلك تقول في المعرفة: «مررت بزيدٍ و"أي" رجل أبوه».
وتقول: «مررت بجارية "أيَّة" جارية» وإن شئت قلت: «"أي" جارية» تكتفي بذكر الجارية من تأنيث "أي" كما قال الله عز وجل: {بأي أرضٍ تموت}، و{في أي صورةٍ ما شاء ركبك}.

واعلم أن "أيًّا" في التعجب لا تضاف إلا إلى النكرات كقولك: «"أي" رجلٍ زيد»، و«"أي" رجلين الزيدان»، و«"أي" رجال الزيدون»، فـ "أي" رفع بالابتداء، وزيد خبره، والكلام تعجب، وإن شئت أدخلت قبل "أي" في التعجب: سبحان الله! لئلا تلتبس بالاستفهام، فقلت: «سبحان الله "أي" رجل زيد».

واعلم أن "يًّا" في الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها من الفعل، ويعمل فيها ما بعدها، فمن ذلك قوله عز وجل: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون}، فـ "أي" نصب بـ «ينقلبون»، ولا يجوز نصبها بـ «سيعلم»؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، لأن له صدر الكلام، وإعمال ما قبله فيه يخرجه من الصدر.
ولا يقع قبل "أي" في الاستفهام من الأفعال إلا أفعال الشك واليقين، نحو: «ظننت» و«علمت» وما أشبههما مما يجوز إلغاؤه، فتقول: «علمت "أيهم" في الدار؟»، ولو قلت: «ضربت "أيهم" في الدار؟» وأنت تريد الاستفهام لم يجز، لأنه ليس مما يلغى، وكذلك ما أشبهه.

واعلم أن "أيّا" في الاستفهام إذا أضيفت إلى المعرفة فإنها سؤال عن الاسم، وكان بعض المعرفة، كقولك: «"أي" الرجلين أخوك؟» و«"أي" الرجال قام»، فـ "أي" واحدٌ من الاثنين ومن الجماعة، والجواب: أن تقول: زيد أو عمرو، تجيب بأحد الأسماء.
وإذا أضيفت إلى النكرة فإنها سؤال عن الصفة، وكانت بعدد النكرة كلها، والجواب على عدد النكرة أيضًا، كقولك: «"أي" رجل أخوك؟» و«"أي" رجلٍ زيد؟» فالجواب: أن تقول: قصير أو طويل، تجيب بصفة الاسم، وإذا أضفتها إلى نكرتين قلت: «"أي" رجلين أخوك» و«"أي" رجلين قاما؟» والجواب أن تقول: طويلان أو قصيران، وإذا أضفتها إلى جماعة نكرة قلت: «"أي" رجال إخوتك؟» والجواب: قصار أو طوال، ولا يجوز أن تضيف "أيَّا" إلى معرفة واحدة، لا تقول: «"أي" الرجل أخوك؟» ولا «"أي" زيدٍ قام؟» لأن "أيّا" في المعرفة سؤال عن البعض، والواحد لا يتبعض، وأما في النكرة فإنها سؤال عن الكل، فلذلك جاز إضافتها إلى نكرة واحدة.

واعلم أن "أيّا" في الخبر إذا كانت مضافة، ولم يكن بعدها «هو» بنيت على الضم إلا في حال الخفض، كقولك: «كلمت "أيهم" في الدار» و«كلم "أيهم" أفضل» تريد الذي في الدار، والذي هو أفضل، ومنه قوله تعالى: {لننزعن من كل شيعة أيهم أشد}، وتقول: «مررت "بأيهم" قام» بالخفض.
ومن العرب من يقول: «كلم "أيهم" أفضل» فيعربها على القياس، ويعمل فيها الفعل، ويرفع ما بعدها إضمار «هو» قال سيبويه: وهي لغة جيدة، نصبوها كما جروها وقد قرأ بعض القراء: {ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد} بالنصب.
فأما إذا كانت مضافة وبعدها «هو» أو كانت مفردة أعربت بوجوه الإعراب كلها، وعمل فيها ما قبلها كقولك: «رأيت "أيهم" هو في الدار»، و«كلم "أيّا" هو أفضل» وكذلك ما أشبهه.
هذا على مذهب سيبويه، لأنه لا تصح عنده «كلم "أي" أفضل» فيجعل "أيّا" مبنية مع وجود التنوين، وأما على قول يونس والخليل فمرفوع لا غير). [الأزهية: 106 - 110]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:56 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("أَيّ"
"أي" بفتح "الهمزة" وتشديد "الياء" اسم يأتي على خمسة أوجه:
1 - شرطا، نحو: {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}،{أيّما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ}.
2 - واستفهاما، نحو: {أيّكم زادته هذه إيمانًا}،{فبأي حديث بعده يؤمنون}، وقد تخفف كقوله:
تنظرت نصرا والسماكين أيهما ... عليّ من الغيث استهلت مواطره
3 - وموصولا، نحو: {لننزعن من كل شيعة أيهم أشد}، التّقدير: لننزعن "الّذي" هو أشد قاله سيبويه وخالفه الكوفيّون وجماعة من البصريين؛ لأنهم يرون أن "أيا" الموصولة معربة دائما كالشرطية والاستفهامية.
قال الزّجاج: ما تبين لي أن سيبويه غلط إلّا في موضعين: هذا أحدهما فإنّه يسلم أنّها تعرب إذا أفردت فكيف يقول ببنائها إذا أضيفت،
وقال الجرمي خرجت من البصرة فلم أسمع منذ فارقت الخندق إلى مكّة أحدا يقول لأضربن "أيهم" قائم بالضّمّ انتهى.
وزعم هؤلاء أنّها في الآية استفهامية، وأنّها مبتدأ وأشد خبر، ثمّ اختلفوا في مفعول ننزع فقال الخليل محذوف، والتّقدير: لننزعن الفريق "الّذي" يقال فيهم "أيهم" أشد
وقال يونس هو الجملة وعلقت ننزع عن العمل كما في:{لنعلم أي الحزبين أحصى}.
وقال الكسائي والأخفش كل شيعة، ومن زائدة، وجملة الاستفهام مستأنفة، وذلك على قولهما في جواز زيادة من في الإيجاب، ويرد أقوالهم أن التّعليق مختصّ بأفعال القلوب، وأنه لا يجوز لأضربن الفاسق بالرّفع، بتقدير الّذي يقال فيه هو الفاسق وأنه لم يثبت زيادة من في الإيجاب، وقول الشّاعر:
إذا ما لقيت بني مالك ... فسلم على أيهم أفضل
يروى بضم "أي"، وحروف الجرّ لا تعلق ولا يجوز حذف المجرور ودخول الجار على معمول صلته، ولا يستأنف ما بعد الجار، وجوز الزّمخشريّ وجماعة كونها موصولة مع أن الضمة إعراب، فقدروا متعلق النزع من كل شيعة، وكأنّه قيل لننزعن بعض كل شيعة ثمّ قدر أنه سئل من هذا البعض، فقيل هو "الّذي" أشد ثمّ حذف المبتدآن المكتنفان للموصول وفيه تعسف ظاهر، ولا أعلمهم استعملوا "أيا" الموصولة مبتدأ، وسيأتي ذلك عن ثعلب وزعم ابن الطراوه أن "أيا" مقطوعة عن الإضافة فلذلك بنيت، وأن (هم أشد) مبتدأ وخبر وهذا باطل برسم الضّمير متّصلا "بأيّ"، وبالإجماع على أنّها إذا لم تضف كانت معربة، وزعم ثعلب أن "أيا" لا تكون موصولة أصلا، وقال لم يسمع "أيهم" هو فاضل جاءني بتقدير "الّذي" هو فاضل جاءني.

4 - والرّابع أن تكون دالّة على معنى الكمال فتقع صفة للنكرة، نحو: زيد رجل "أي" رجل، أي كامل في صفات الرّجال، وحالا للمعرفة كـ مررت بعبد الله أي رجل.

5 - والخامس أن تكون وصلة إلى نداء ما فيه أل، نحو: يا أيها الرجل، وزعم الأخفش أن "أيا" لا تكون وصلة، وأن "أيا" هذه هي الموصولة، حذف صدر صلتها وهو العائد، والمعنى يا من هو الرجل ورد بأنّه ليس لنا عائد يجب حذفه ولا موصول التزم كون صلته جملة اسمية.
وله أن يجيب عنهما بأن ما في قولهم لا سيما زيد بالرّفع كذلك وزاد قسما، وهو أن تكون نكرة موصوفة، نحو: مررت "بأيّ" معجب لك كما يقال بمن معجب لك وهذا غير مسموع، ولا تكون أي غير مذكور معها مضاف إليها البتّة إلّا في النداء، والحكاية يقال جاءني رجل، فتقول: "أي" يا هذا، وجاءني رجلان، فتقول: "أيّان"، وجاءني رجال، فتقول: "أيون".

تنبيه
قول أبي الطّيب:
أي يوم سررتني بوصال ... لم ترعني ثلاثة بصدود
ليست فيه "أي" موصولة؛ لأن الموصولة لا تضاف إلّا إلى المعرفة، وقال أبو عليّ في التّذكرة في قوله:
أرأيت أي سوالف وخدود ... برزت لنا بين اللوى فزرود
لا تكون "أي" فيه موصولة لإضافتها إلى نكرة انتهى ولا شرطيّة؛ لأن المعنى حينئذٍ إن سررتني يومًا بوصالك آمنتني ثلاثة أيّام من صدودك، وهذا عكس المعنى المراد، وإنّما هي للاستفهام الّذي يراد به النّفي، كقولك لمن ادّعى أنه أكرمك "أي" يوم أكرمتني، والمعنى ما سررتني يومًا بوصالك إلّا روعتني ثلاثة بصدودك، والجملة الأولى مستأنفة قدم ظرفها لأن له الصّدر والثّانية إمّا في موضع جر صفة لوصال على حذف العائد، "أي" لم ترعني بعده كما حذف في قوله تعالى: {واتّقوا يومًا لا تجزي نفس} الآية، أو نصب حالا من فاعل سررتني أو مفعوله، والمعنى "أي" يوم سررتني غير رائع لي أو غير مروع منك، وهي حال مقدرة مثلها في: {طبتم فادخلوها خالدين} أو لا محل لها على أن تكون معطوفة على الأولى "بفاء" محذوفة كما قيل في: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ باللّه}، وكذا في بقيّة الآية وفيه بعد، والمحققون في الآية على أن الجمل مستأنفة بتقدير فما قالوا له فما قال لهم، ومن روى ثلاثة بالرّفع لم يجز عنده كون الحال من فاعل سررتني لخلو ترعني من ضمير ذي الحال). [مغني اللبيب: 1 / 510 - 531]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:57 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

(فصل)
"إيْ"، و"أيْ" بالكسر والفتح والسكون فيهما، و"أيّ" بالفتح والتشديد
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (وأما "أي" بفتح "الهمزة" وتشديد "الياء" وقد تخفف كقول الشاعر:
تنظرت نصرًا والسماكين أيهما .... علي من الغيث استهلت مواطره
فإنها اسم يأتي على ثمانية أوجه:
الأول: الجزاء كقوله تعالى: {أيما الرجلين قضيت فلا عدوان علي}، وقوله تعالى: {أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وهي معربة على هذا الوجه.

والوجه الثاني: الاستفهام الحقيقي عن تميز أحد الأمرين المتشاركين وتكون ملازمة للإضافة كقوله تعالى: {أيكم زادته هذه إيمانًا}، وهي في هذا الوجه لا يعمل فيها إلا ما بعدها لأن لها صدر الكلام كقوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ونصبها بينقلبون لا بالفعل المتقدم.
قال الله تعالى: {لنعلم أي الحزبين أحصى} فرفع ولا يقع قبلها في هذا الوجه من الأفعال إلا أفعال الشك واليقين نحو: علمت وظننت مما يجوز الغاؤه.
وهي معربة أيضًا فإن استفهمت بها عن نكرة أعربتها بإعراب الاسم الذي هو استثبات عنه وتحكي كلامه في الرفع والنصب والجر والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، كما تقول في من، فإذا قيل لك: مربي رجل قلت: "أي":يا فتى، في الوصل وتشير إلى الإعراب في الوقف وكذلك تفعل في الجر، فإن قال: رأيت رجلًا قلت: "أيًّا" يا فتى تعرب وتنون إذا وصت، وتقف على "الألف" فتقول: "أيًّا"، وإذا قال: جاءني رجال ورأيت رجالًا ومررت بالرجال، "أيون"، و"أيين" في النصب والجر.
وكذلك تفعل في المثنى والمؤنث فإذا قال: جاءني رجلان، ورأيت رجلين وامرأة قلت: "أيان"، و"أيين" في النصب والجر، و"أية" يا هذا.
ويجوز لك إفراده على كل حال وأن تقول: "أيَّا" لمن قال رأيت رجلين أو امرأتين أو رجالًا ونساء.
وإن استفهمت بها عن معرفة رفعت "أيّا" لا غير على كل حال.
وإذا أضيفت إلى المعرفة فإنها سؤال عن الاسم وكانت بعض المعرفة، فلا تضاف إلا إلى معرفة تتبعض ويكون جوابها بالتعيين كقولك: "أي" الرجلين أخوك و"أي" الرجال قام، فالجواب أن تقول: زيد أو عمرو، ولا يجوز أن تقول: "أي" زيد قام، لأن زيدًا لا يتبعض.
وأما قولهم: "أي" و"أيُّك" كان شرًا فأخزاه الله فكقولك: أخزى الله الكاذب مني ومنك والمعنى: "أيُّنا".
وإذا أضيفت إلى النكرة فإن "أيَّا" سؤال عن الصفة وتلك الصفة تأتي على عدد النكرة كلها فالجواب على عدد النكرة كلها لا على التعيين كقولك: "أيُّ" رجل أخوك فالجواب: قصير أو طويل، وتقول: "أيُّ" رجلين أخواك و"أيُّ" رجلين قاما؟ فالجواب أن تقولُ: طويلان أو قصيران.

الثالث: الاستفهام التوبيخي: ولم أر أحدًا ذكره لكنه ظاهر كقوله تعالى: {فبأي حديثٍ بعده يؤمنون}، وإن سُمي هذا المعنى بالاستبعاد كان حسنًا.

الرابع: الاستفهام الإنكاري: ولم أر أحدًا ذكره أيضًا كقول الشاعر:
فاذهب فأيُّ فتى في الناس أحرزه.... من حتفه ظلم ذي غيٍّ ولا جبلُ

الخامس: تكون موصولة بمعنى "الذي" ومعناها الخبر وأنكر هذا ثعلب ويرده قول الشاعر:
إذا ما لقيت بني مالك .... فسلم على أيهم أفضل
وهي معربة عند أكثر النحاة وخالفهم سيبويه وقال: هي مبنية على الضم إذا أضيفت وحذف صدر الصلة كما في البيت وهو مروي بالضم، وكقوله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} على قراءة الرفع، وأما إذا لم تضف أو لم يحذف صدر صلتها فوافق الأكثرين في إعرابها.
وقال الكوفيون وغيره من البصريين هي في الآية استفهامية "لا" موصولة لأن الموصولة لا تكون عندهم إلا معربة، والبيت مروي عندهم بالخفض أيضًا.
وحكى بعض النحويين المتأخرين لغة ثالثة وهي البناء على الضم في حال الرفع والنصب دون حال الخفض.
فالحاصل فيها إذا أضيفت ولم يكن بعدها كلمة هو ثلاث لغات:البناء مطلقًا، وهو مذهب سيبويه، والإعراب بالحركات مطلقًا وهو مذهب غيره، والبناء في حال الرفع والنصب فقط.

السادس: تكون صفة دالة على معنى الكمال فتقع صفة للنكرة نحو: زيد رجل "أي" رجل، و"أيما" رجل، و"ما" زائدة أي كامل في صفات الرجال.
فإذا وقعت صفة فإن أضيفت إلى مشتق كانت للمدح بالمشتق منه خاصة، كقولك: مررت بعالم "أيّ" عالم، فالثناء عليه بالمدح خاصة، وإن أضيفت إلى غير المشتق كانت للمدح بكل صفة يمكن أن يثنى بها كقولك: مررت برجلٍ "أيّ" رجل، فالثناء عليه بكل ما مدح به الرجال.

السابع: التعجب، كقولك: "أيّ" رجل زيد، قال جميل بثينة:
بثين الزمي لا إن لا إن لزمته .... على كثرة الواشين أي معون

الثامن: أن تكون وصلة إلى نداء ما فيه "أل" نحو: يا "أيها" الرجل.
"فأي" اسم مبهم مفرد مبني على الضم وها حرف تنبيه وهي عوض مما كانت "أي" تضاف إليه، وترفع الرجل لأنه صفة "أي".
وزعم الأخفش أن هذه أيضًا موصولة حذف صدر صلتها، والمعنى: "يا" من هو الرجل، وأنكر كونها وصلة.
ورد قوله بأنه لا يعرف عائد يجب حذفه.

التاسع: ذكره الأخفش كونها نكرة موصوفة نحو: مررت "بأيَّ" معجب لك، كما تقول بما معجب لك.
قال ابن هشام: وهذا غير مسموع). [مصابيح المغاني: 188 - 193]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 08:30 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


قسم معاني الحروف من دليل "دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة


- دراسة [أيّ]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة