العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:09 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء [من الآية(5)إلى الآية(10)]

{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:10 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل قالوا أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون}.
يقول تعالى ذكره: ما صدّقوا بحكمة هذا القرآن، ولا أنّه من عند اللّه، ولا أقرّوا بأنّه وحي أوحاه اللّه إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بل قال بعضهم: هو أهاويل رؤيا رآها في النّوم، وقال بعضهم: هو فريةٌ واختلاقٌ افتراه، واختلقه من قبل نفسه، وقال بعضهم: بل محمّدٌ شاعرٌ، وهذا الّذي جاءكم به شعرٌ. {فليأتنا} يقول: قالوا: فليجئنا محمّدٌ إن كان صادقًا في قوله: إنّ اللّه بعثه رسولاً إلينا، وإنّ هذا الّذي يتلوه علينا وحي من اللّه أوحاه إلينا {بآيةٍ} يقول: بحجّةٍ، ودلالةٍ على حقيقة ما يقول ويدّعي، {كما أرسل الأوّلون} يقول: كما جاءت به الرّسل الأوّلون من قبله من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والأبرص، وكناقة صالحٍ، وما أشبه ذلك من المعجزات الّتي لا يقدر عليها إلاّ اللّه، ولا يأتي بها إلاّ الأنبياء والرّسل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {أضغاث أحلامٍ} أي فعل حالمٍ، إنّما هي رؤيا رآها. {بل افتراه بل هو شاعرٌ} كلّ هذا قد كان منهم.
وقوله {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} يقول: كما جاء عيسى بالبيّنات، وموسى بالبيّنات، والرّسل.
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أضغاث أحلامٍ} قال: مشتبهةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أضغاث أحلامٍ} قال: أهاويلها.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال تعالى ذكره: {بل قالوا} ولا جحد في الكلام ظاهرٌ فيحقّق بـ " بل، لأنّ الخبر عن أهل الجحود والتّكذيب، فاجتزيء بمعرفة السّامعين بما دلّ عليه قوله {بل} من ذكر الخبر عنهم على ما قد بيّنّا). [جامع البيان: 16/225-226]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أضغاث أحلام يعني أهاويلها). [تفسير مجاهد: 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وأسروا النجوى} قال: أسروا نجواهم بينهم {هل هذا إلا بشر مثلكم} يعنون محمد صلى الله عليه وسلم {أفتأتون السحر} يقولون: إن متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر، وفي قوله: {قال ربي يعلم القول} قال: الغيب وفي قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} قال: أباطيل أحلام). [الدر المنثور: 10/270-271] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} أي فعل الأحلام إنما هي رؤيا رآها {بل افتراه بل هو شاعر} كل هذا قد كان منه {فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} أي أن الرسل كانوا إذا جاؤوا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا). [الدر المنثور: 10/271]

تفسير قوله تعالى: (مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: ما آمن من قبل هؤلاء المكذّبين محمّدًا من مشركي قومه الّذين قالوا: فليأتنا محمّدٌ بآيةٍ كما جاءت به الرّسل قبله من أهل قريةٍ عذّبناهم بالهلاك في الدّنيا، إذ جاءهم رسولنا إليهم بآيةٍ معجزةٍ. {أفهم يؤمنون} يقول: أفهؤلاء المكذّبون محمّدًا السّائلوه الآية يؤمنون به إن جاءتهم آيةٌ ولم تؤمن قبلهم أسلافهم من الأمم الخالية الّتي أهلكناها برسلها مع مجيئها؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: أهلكناها أفهم يؤمنون يصدّقون بذلك.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} أي أن الرّسل كانوا إذا جاءوا قومهم بالبيّنات فلم يؤمنوا ولم ينظروا). [جامع البيان: 16/227]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون يقول أفهم يصدقون). [تفسير مجاهد: 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {بل قالوا أضغاث أحلام} أي فعل الأحلام إنما هي رؤيا رآها {بل افتراه بل هو شاعر} كل هذا قد كان منه {فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} أي أن الرسل كانوا إذا جاؤوا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا). [الدر المنثور: 10/271] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان ما تقول حقا ويسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا، فأتاه جبريل فقال: إن شئت كان الذي سألك قومك ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وإن شئت استأنيت بقومك، قال: بل أستأني بقومي، فأنزل الله {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون} ). [الدر المنثور: 10/271-272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أفهم يؤمنون} قال: يصدقون بذلك). [الدر المنثور: 10/272]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال يعني أهل التوراة يقول سلوهم هل جاءهم إلا رجال يوحى إليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/22]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {فسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} قال: أهل التوراة والإنجيل ومن كان يعلم [الآية: 7]). [تفسير الثوري: 199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: وما أرسلنا يا محمّد قبلك رسولاً إلى أمّةٍ من الأمم الّتي خلت قبل أمّتك إلاّ رجالاً مثلهم، نوحي إليهم ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا، لا ملائكةً، فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم، وأنت رجلٌ كسائر الرّسل الّذين قبلك إلى أممهم؟
وقوله: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} يقول للقائلين لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في تناجيهم بينهم: {هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم} فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرّسل الّذين كانوا من قبل محمّدٍ، فلم تعلموا أيّها القوم أمرهم إنسًا كانوا أم ملائكةً، فاسألوا أهل الكتب من التّوراة والإنجيل ما كانوا؟ يخبروكم عنهم، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} يقول: " فاسألوا أهل التّوراة والإنجيل " قال أبو جعفرٍ: أراه أنا قال: يخبروكم أنّ الرّسل كانوا رجالاً يأكلون الطّعام، ويمشون في الأسواق.
وقيل: أهل الذّكر: أهل القرآن.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني أحمد بن محمّدٍ الطّوسيّ، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن صالحٍ قال: حدّثني موسى بن عثمان، عن جابرٍ الجعفيّ، قال: لمّا نزلت: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} قال عليٌّ: نحن أهل الذّكر.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} قال: أهل القرآن، والذّكر: القرآن. وقرأ: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون} ). [جامع البيان: 16/228-229]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن مجاهد {وما جعلناهم جسدا} قال: ليس فيهم الروح {ولا هم منا يصحبون} قال: يمنعون [الآية: 8 والآية 43]). [تفسير الثوري: 199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام وما كانوا خالدين}.
يقول تعالى ذكره: وما جعلنا الرّسل الّذين أرسلناهم من قبلك يا محمّد إلى الأمم الماضية قبل أمّتك، {جسدًا لا يأكلون الطّعام} يقول: لم نجعلهم ملائكةً لا يأكلون الطّعام، ولكن جعلناهم أجسادًا مثلك يأكلون الطّعام.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام} يقول: " ما جعلناهم جسدًا إلاّ ليأكلوا الطّعام ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام} يقول: " لم أجعلهم جسدًا ليس فيها أرواحٌ لا يأكلون الطّعام، ولكنا جعلناهم جسدًا فيها أرواحٌ يأكلون الطّعام ".
قال أبو جعفرٍ: وقال {وما جعلناهم جسدًا} فوحّد " الجسد، وجعله وهو موحّدًا، وهو من صفة الجماعة، وإنّما جاز ذلك لأنّ الجسد بمعنى المصدر، كما يقال في الكلام: ما جعلناهم خلقًا لا يأكلون.
وقوله: {وما كانوا خالدين} يقول: ولا كانوا أربابًا لا يموتون ولا يفنون، ولكنّهم كانوا بشرًا أجسادًا فماتوا، وذلك أنّهم قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قد أخبر اللّه عنهم: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا}. إلى قوله: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً} قال اللّه تبارك وتعالى لهم: ما فعلنا ذلك بأحدٍ قبلكم، فنفعل بكم، وإنّما كنّا نرسل إليهم رجالاً نوحي إليهم كما أرسلنا إليكم رسولاً نوحي إليه أمرنا ونهينا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كانوا خالدين} أي لا بدّ لهم من الموت أن يموتوا). [جامع البيان: 16/229-230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام} يقول: لم نجعلهم جسدا ليس يأكلون الطعام إنما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام). [الدر المنثور: 10/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما كانوا خالدين} قال: لا بد لهم من الموت أن يموتوا، وفي قوله: {ثم صدقناهم الوعد} إلى قوله: {وأهلكنا المسرفين} قال: هم المشركون). [الدر المنثور: 10/272]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ صدقنا رسلنا الّذين كذّبتهم أممهم وسألتهم الآيات، فأتيناهم ما سألوه من ذلك، ثمّ أقاموا على تكذيبهم إيّاها، وأصرّوا على جحودهم نبوّتها بعد الّذي أتتهم به من آيات ربّها، وعدنا الّذي وعدناهم من الهلاك على إقامتهم على الكفر بربّهم بعد مجيء الآيات الّتي سألوها وذلك كقوله جلّ ثناؤه: {فمن يكفر بعد منكم فإنّي أعذّبه عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين} وكقوله: {ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ} ونحو ذلك من المواعيد الّتي وعد الأمم مع مجيء الآيات.
وقوله: {فأنجيناهم} يقول تعالى ذكره: فأنجينا الرّسل عند إصرار أممها على تكذيبها بعد الآيات {ومن نشاء} وهم أتباعها الّذين صدّقوها، وآمنوا بها.
وقوله: {وأهلكنا المسرفين} يقول تعالى ذكره: وأهلكنا الّذين أسرفوا على أنفسهم بكفرهم بربّهم، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأهلكنا المسرفين} والمسرفون: هم المشركون). [جامع البيان: 16/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما كانوا خالدين} قال: لا بد لهم من الموت أن يموتوا، وفي قوله: {ثم صدقناهم الوعد} إلى قوله: {وأهلكنا المسرفين} قال: هم المشركون). [الدر المنثور: 10/272] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} قال: شرفكم [الآية: 10] {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: شرف لك ولقومك [الآية: 44 من سورة زخرف]). [تفسير الثوري: 199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون}.
اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم، فيه حديثكم.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فيه ذكركم} قال: " حديثكم ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} قال: حديثكم، {أفلا تعقلون}، قال في " قد أفلح ": {بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا سفيان: نزل القرآن بمكارم الأخلاق، ألم تسمعه يقول: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون}.
وقال آخرون: بل عني بالذّكر في هذا الموضع: الشّرف، وقالوا: معنى الكلام: لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه شرفكم.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول الثّاني أشبه بمعنى الكلمة، وهو نحوٌ ممّا قال سفيان الّذي حكينا عنه، وذلك أنّه شرفٌ لمن اتّبعه وعمل بما فيه). [جامع البيان: 16/231-232]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فيه ذكركم يعني فيه حديثكم). [تفسير مجاهد: 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} قال: فيه شرفكم). [الدر المنثور: 10/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {كتابا فيه ذكركم} قال: فيه حديثكم). [الدر المنثور: 10/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {كتابا فيه ذكركم} قال: فيه دينكم أمسك عليكم دينكم بكتابكم). [الدر المنثور: 10/273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {كتابا فيه ذكركم} يقول: فيه ذكر ما تعنون به وأمر آخرتكم ودنياكم). [الدر المنثور: 10/273]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:22 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {بل قالوا أضغاث أحلامٍ} [الأنبياء: 5] يعنون القرآن، أي أخلاط أحلامٍ.
وقال بعضهم: كذب أحلامٍ.
وقال قتادة: فعل أحلامٍ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {أضغاث أحلامٍ} [الأنبياء: 5] أهاويلها.
قال: {بل افتراه} [الأنبياء: 5] محمّدٌ.
{بل هو} [الأنبياء: 5] بل محمّدٌ.
{شاعرٌ فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5] قال قتادة: كما أرسل موسى وعيسى فيما يزعم محمّدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ...}

ردّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} كالآيات التي جاء بها الأوّلون.
فقال الله {ما آمنت قبلهم مّن قريةٍ أهلكناها...}
ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء). [معاني القرآن: 2/199]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أضغاث أحلامٍ} واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قال:
كضغث حلم غرّ منه حالمه). [مجاز القرآن: 2/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أضغاث أحلام}:واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل). [غريب القرآن وتفسيره: 253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون}
أي قالوا: الذي يأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - أضغاث أحلام. وجاء في التفسير أهاويل أحلام، والأضغاث في اللغة الأشياء المختلطة.
{بل افتراه بل هو شاعر} أي أخذوا ينقضون أقوالهم بعضها ببعض، فيقولون مرة: هذه أحلام.
ومرة هذا شعر ومرة مفترى
{فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون}فاقترحوا الآيات التي لا يقع معها إمهال إذا كذّب بها،
فقال اللّه عزّ وجلّ: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون }. [معاني القرآن: 3/384]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَضْغاثُ}: لا تأويل له). [العمدة في غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6] سعيدٌ، عن قتادة قال: يقول: إنّ الرّسل إذا جاءت بالآيات هلكت الأمم فهم لا يؤمنون عند ذلك يؤمنون.
أي: إنّ القوم إذا كذّبوا رسولهم وسألوه الآية، فجاءتهم الآية، فلم
[تفسير القرآن العظيم: 1/299]
يؤمنوا أهلكهم اللّه، أفهم يؤمنون إن جاءتهم آيةٌ؟ أي: لا يؤمنون إن جاءتهم الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ...}

ردّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} كالآيات التي جاء بها الأوّلون.
فقال الله {ما آمنت قبلهم مّن قريةٍ أهلكناها...}
ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء). [معاني القرآن: 2/199] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها} أي ما آمنت بالآيات). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون}
أي ما آمن أهل قرية أتتهم هذه الآيات حتى أوجب الله استئصالهم وإهلاكهم بالعذاب، واللّه جعل موعد هذه الأمة القيامة.
فقال:{بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}.
واللّه قد أعطاهم الآيات التي تبينوا بها نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن الذي دعوا أن يأتوا بسورة مثله، ومن انشقاق القمر، ومن قوله: {ليظهره على الدّين كلّه}
فظهر أهل الإسلام حتى صاروا أكثر من كل فرقة فليس أهل ملّة واحدة لهم كثرة أهل الإسلام، وأظهره اللّه أيضا بالحجة القاطعة). [معاني القرآن: 3/384-385]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر} [الأنبياء: 7] يعني أهل الكتاب عن ذلك، وهو أهل التّوراة والإنجيل في تفسير قتادة.
أهل التّوراة عبد اللّه بن سلامٍ وأصحابه المؤمنون، يعني من آمن منهم.
وقوله: {إن كنتم لا تعلمون} [الأنبياء: 7] وهم لا يعلمون.
وهي كلمةٌ عربيّةٌ.
يقول: إن كنت لا تصدّق فاسأل، وهو يعلم أنّه قد كذّب). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فاسألوا أهل الذّكر...}

أي أهل الكتب التوراة والإنجيل). [معاني القرآن: 2/199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}
أي سلوا كل من يقر برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من أهل التوراة والإنجيل.
{إن كنتم لا تعلمون} أي إن كنتم لم تعلموا أنّ الرسل بشر.
وهذا السؤال واللّه أعلم لمن كان مؤمنا من أهل هذه الكتب، لأن القبول يكون من أهل الصدق والثقة). [معاني القرآن: 3/385]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما جعلناهم جسدًا} [الأنبياء: 8] يعني النّبيّين.
{لا يأكلون الطّعام} [الأنبياء: 8] أي: ولكنّا جعلناهم جسدًا يأكلون الطّعام.
وقد قال المشركون: قال: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] نا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: جسدًا ليس فيه روحٌ.
قوله: {وما كانوا خالدين} [الأنبياء: 8] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: وما كانوا يخلّدون في الدّنيا، لا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما جعلناهم جسداً لاّ يأكلون الطّعام...}

وحّد الجسد ولم يجمعه وهو عربيّ لأن الجسد كقولك شيئا مجسّدا لأنه مأخوذ من فعل فكفى من الجمع، وكذلك قراءة من قرأ {لبيوتهم سقفاً من فضّةٍ} والمعني سقوف،
ثم قال {لا يأكلون الطعام} يقول: لم نجعلهم جسداً إلاّ ليأكلوا الطعام {وما كانوا خالدين} بأكلهم وشربهم، يعني الرجال المرسلين،
ولو قيل: لا يأكل الطعام كان صوابا تجعل الفعل للجسد، كما تقول. أنتما شيئان صالحان، وشيء صالح وشيء صالحان.
ومثله {أمنةً نعاساً تغشى طائفةً} و{يغشى} مثله {إنّ شجرة الزقّوم طعام الأثيم} قال {كالمهل تغلي} للشجرة و(يغلي) للطعام،
وكذلك قوله: {ألم يك نطفةً من منيّ يمنى} وتمنى). [معاني القرآن: 2/199-200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطّعام} كقوله: {ما هذا إلّا بشرٌ مثلكم}.
فقال اللّه: ما جعلنا الأنبياء قبله أجساما لا تأكل الطعام ولا تموت، فنجعله كذلك). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطّعام وما كانوا خالدين}
{جسدا} هو واحد ينبئ عن جماعة، أي وما جعلناهم ذوي أجساد إلا ليأكلوا الطعام، وذلك أنهم قالوا: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام} فأعلموا أن الرسل أجمعين يأكلون الطعام، وأنهم يموتون وهو قوله تعالى:
{وما كانوا خالدين}. [معاني القرآن: 3/385]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام} قال ثعلب والمبرد جميعا: العرب إذا جاءت بين الكلام بجحدين كان الكلام إخبارا، فمعناه: وإنما جعلناهم جسدا ليأكلوا الطعام، قالا: ومثله في الكلام: ما سمعت منك أقبل منك [أي] إنما سمعت منك لأقبل منك،
قالا: فإذا كان في أول الكلام جحد كان الكلام مجحودا جحدا حقيقيا، وهو مثل قولك: ما زيد بخارج، فإذا جمعت العرب الجحدين في أول الكلام كان أحدهما صله: ما قمت تريد: ما قمت، ومثله: ما إن قمت، تريد: ما قمت). [ياقوتة الصراط: 357-359]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ صدقناهم الوعد} [الأنبياء: 9] كانت الرّسل تحذّر قومها عذاب اللّه في الدّنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا.
فلمّا لم يؤمنوا صدق اللّه رسله الوعد، فأنزل العذاب على قومهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/300]
قال: {فأنجيناهم ومن نشاء} [الأنبياء: 9] يعني النّبيّ والمؤمنين.
{وأهلكنا المسرفين} [الأنبياء: 9] قال قتادة: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/301]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا} [الأنبياء: 10] القرآن.
{فيه ذكركم} [الأنبياء: 10] فيه شرفكم، يعني: قريشًا، أي لمن آمن به.
{أفلا تعقلون} [الأنبياء: 10] يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/301]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كتاباً فيه ذكركم...}
شرفكم). [معاني القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم} أي شرفكم وكذلك قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} ). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أي شرفكم). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله سبحانه: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}
ففيه تأويلان:
أحدهما: أن تكون المخاطبة لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره من الشّكّاك، لأنّ القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرّجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثّلهم: «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».
ومثله قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
ولم يقل بما تعمل خبيرا.
ومثل هذه الآية قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ}، أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا، يعني أهل الكتاب، فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم والمراد المشركون.
ومثل هذا قول الكميت في مدح رسول الله، صلّى الله عليه وسلم:

إلى السّراج المنير أحمد لا = يعدلني رغبةٌ ولا رَهَبُ
عنه إلى غيره ولو رفع النَّـ = ـاسُ إليَّ العيون وارتقبوا
وقيل: أفرطتَ، بل قصدتُ = ولو عنَّفني القائلون أو ثلبوا
لَجَّ بتفضيلك اللّسانُ ولو = أُكثرَ فيك اللَّجاجُ واللَّجَبُ
أنت المصفَّى المحضُ المهذَّب في النِّسْـ = ـبَةِ إنْ نصَّ قومك النَّسَبُ
فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم، والمراد أهل بيته، فورّى عن ذكرهم به، وأراد بالعائبين واللائمين بني أمية.
وليس يجوز أن يكون هذا للنبي، صلّى الله عليه وسلم، لأنه ليس أحد من المسلمين يسوءه مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يعنّف قائلا عليه، ومن ذا يساوى به،
ويفضّل عليه، حتى يكثر في مدحه الضّجاج واللّجب؟.
وإن الشعراء ليمدحون الرجل من أوساط الناس فيفرطون ويفرّطون فيغلون وما يرفع الناس إليهم العيون ولا يرتقبون، فكيف يلام هذا على الاقتصاد في مدح من الإفراط في مدحه غير تفريط، ولكنه أراد أهل بيته.
والتأويل الآخر: أن الناس كانوا في عصر النبي صلّى الله عليه وسلم أصنافا: منهم كافر به مكذّب، لا يرى إلا أن ما جاء به الباطل، وآخر: مؤمن به مصدّق يعلم أن ما جاء به الحق،
وشاك في الأمر لا يدري كيف هو، فهو يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى.
فخاطب الله سبحانه هذا الصّنف من الناس فقال: فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد صلّى الله عليه وسلم فسل الأكابر من أهل الكتاب والعلماء الذين يقرؤون الكتاب من قبلك، مثل: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وتميم الدّاري وأشباههم، ولم يرد المعاندين منهم فيشهدون على صدقه، ويخبرونك بنبوّته،
وما قدّمه الله في الكتب من ذكره فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} ، وهو يريد غير النبي، صلّى الله عليه وسلم.
كما قال في موضع آخر: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}
وحّد وهو يريد الجمع، كما قال: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
و{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.
وقال: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ}.
ولم يرد في جميع هذا إنسانا بعينه، إنما هو لجماعة الناس.
ومثله قول الشاعر:
إذا كنت متّخذا صاحبا = فلا تصحبنَّ فتى دارميّا
لم يرد بالخطاب رجلا بعينه، إنما أراد: من كان متّخذا صاحبا فلا يجعله من دارم.
وهذا، وإن كان جائزا حسنا، فإنّ المذهب الأول أعجب إليّ، لأنّ الكلام اتصل حتى قال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
وهذا لا يجوز أن يكون إلّا لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 269-274] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون }
أي فيه تذكرة لكم بما تلقونه من رحمة أو عذاب، كما قال عزّ وجلّ: {كلّا إنّها تذكرة}
وقد قيل {فيه ذكركم} فيه شرفكم). [معاني القرآن: 3/385]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيه ذكركم} قال ثعلب: معناه: فيه شرفكم). [ياقوتة الصراط: 359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِيهِ ذِكْرُكُمْ}: أي شرفكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:31 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) }


تفسير قوله تعالى: {مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) }

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:32 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:35 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين}
لما اقتضت الآية التي قبل هذه أنهم قالوا إن ما عنده سحر، عدد الله تعالى في هذه جميع ما قالته طوائفهم، ووقع الإضراب بكل مقالة عن المتقدمة لها ليتبين اضطراب أمرهم، فهو إضراب عن جحد متقدم لأن الثاني ليس بحقيقة في نفسه. و"الأضغاث": الأخلاط، وأصل الضغث: القبضة المختلطة من العشب والحشيش، فشبهت تخاليط الحلم بذلك، وهو ما لا يتفسر ولا يتحصل، ثم حكى قول من قال: إنه مفتر قاصد للكذب،ثم حكي قول من قال: شاعر، وهي مقالة فرقة عامية منهم، لأن نبلاء العرب لم يخف عليهم بالبديهة أن مباني القرآن ليست مباني شعر، ثم حكى
[المحرر الوجيز: 6/153]
اقتراحهم وتمنيهم آية تضطرهم وتكون في غاية الوضوح كناقة صالح عليه السلام وغيرها. وقوله: {كما أرسل الأولون} دال على معرفتهم بإتيان الرسل الأمم المتقدمة). [المحرر الوجيز: 6/154]

تفسير قوله تعالى: {مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} قبله كلام مقدر يدل عليه المعنى، تقديره: والآية التي طلبوها عادتنا أن القوم إن كفروا بها عاجلناهم، وما آمنت قرية من القرى التي نزلت بها هذه النازلة، أفهذه كانت تؤمن. وقوله: "أهلكناها" جملة في موضع الصفة للقرية، والجملة إذا اتبعت النكرات فهي صفات لها، وإذا اتبعت المعارف فهي أحوال منها). [المحرر الوجيز: 6/154]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا} رد على فرقة منهم كانوا يستبعدون أن يبعث الله من البشر رسولا يشف على نوعه من البشر بهذا القدر من الفضل، فمثل الله تعالى في الرد عليهم بمن سبق من الرسل من البشر. وقرأ الجمهور: "يوحى" على بناء الفعل للمفعول، وقرأ حفص عن عاصم: "نوحي" بالنون، ثم أحالهم على سؤال أهل الذكر من حيث لم يكن عند قريش كتاب ولا أثارة من علم.
واختلف الناس في أهل الذكر، من هم؟ فروي عن عبد الله بن سلام أنه قال: أنا من أهل الذكر، وقالت فرقة: هم أحبار أهل الكتاب، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أنا من أهل الذكر، وقالت فرقة: هم أهل القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا موضع ينبغي أن يتأمل؛ وذلك أن الذكر هو كل ما يأتي من تذكير الله عباده، فأهل القرآن أهل ذكر، وهذا أراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأما المحال على سؤالهم في هذه الآية فلا يصح أن يكونوا أهل القرآن في ذلك الوقت؛ لأنهم كانوا خصومهم، وإنما أحيلوا على سؤال أحبار أهل الكتاب من حيث كانوا موافقين لهم على ترك الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فتجيء شهادتهم - بأن الرسل قديما من البشر لا مطعن فيها - لازمة لكفار قريش). [المحرر الوجيز: 6/154]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما جعلناهم جسدا}، قيل: الجسد من الأشياء يقع على ما لا
[المحرر الوجيز: 6/154]
يتغذى، ومنه قوله سبحانه: {عجلا جسدا}، فمعنى هذا: ما جعلناهم أجسادا لا تتغذى، وقيل: الجسد يعم المتغذي من الأجسام وغير المتغذي. فالمعنى: ما جعلناهم أجسادا وجعلناهم مع ذلك لا يأكلون الطعام كالجمادات أو كالملائكة، فـ جعلناهم جسدا على التأويل الأول منفي، وعلى الثاني موجب والنفي واقع على صفته. وقوله تعالى: {لا يأكلون الطعام} كناية عن الحدث، ثم نفى عنهم الخلد لأنه من صفات القديم، وكل محدث فغير خالد في دار الدنيا). [المحرر الوجيز: 6/155]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون}
هذه وعيد في ضمن وصفه تعالى سيرته في الأنبياء عليهم السلام من أنه يصدق مواعيدهم، فكذلك يصدق لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ما وعدهم من النصر وظهور الكلمة. وقوله تعالى: {ومن نشاء} يعني من المؤمنين. و"المسرفون": الكفار المفرطون في غيهم وكفرهم، وكل من ترك الإيمان مسرف). [المحرر الوجيز: 6/155]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وبخهم تبارك وتعالى بقوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم}، والكتاب: القرآن، وقوله: {فيه ذكركم} يحتمل أن يريد: فيه الذكر الذي أنزله الله إليكم بأمر دينكم وآخرتكم ونجاتكم من عذابه، فأضاف الذكر إليهم حيث هو في أمرهم، ويحتمل أن يريد: فيه شرفكم وذكركم آخر الدهر كما تذكر عظام الأمور، وفي هذا تحريض، ثم تأكد التحريض بقوله: {أفلا تعقلون}، وحركهم ذلك إلى النظر). [المحرر الوجيز: 6/155]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل قالوا أضغاث أحلامٍ بل افتراه} هذا إخبارٌ عن تعنّت الكفّار وإلحادهم، واختلافهم فيما يصفون به القرآن، وحيرتهم فيه، وضلالهم عنه. فتارةً يجعلونه سحرًا، وتارةً يجعلونه شعرًا، وتارةً يجعلونه أضغاث أحلامٍ، وتارةً يجعلونه مفترًى، كما قال: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48، والفرقان: 9].
وقوله: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون}: يعنون ناقة صالحٍ، وآيات موسى وعيسى. وقد قال اللّه تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها} [الآية] [الإسراء: 59]؛ ولهذا قال تعالى: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} أي: ما آتينا قريةً من القرى الّذين بعث فيهم الرّسل آيةً على يدي نبيّها فآمنوا بها، بل كذّبوا، فأهلكناهم بذلك، أفهؤلاء يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك؟ كلّا بل {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97].
هذا كلّه، وقد شاهدوا من الآيات الباهرات، والحجج القاطعات، والدّلائل البيّنات، على يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما هو أظهر وأجلى، وأبهر وأقطع وأقهر، ممّا شوهد مع غيره من الأنبياء، صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.
قال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: ذكر عن زيد بن الحباب، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا الحارث بن زيدٍ الحضرميّ، عن عليّ بن رباحٍ اللّخميّ، حدّثني من شهد عبادة بن الصّامت، يقول: كنّا في المسجد ومعنا أبو بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه، يقرئ بعضنا بعضًا القرآن، فجاء عبد اللّه بن أبي بن سلول، ومعه نمرقة وزربيّة، فوضع واتّكأ، وكان صبيحًا فصيحًا جدلًا فقال: يا أبا بكرٍ، قل لمحمّدٍ يأتينا بآيةٍ كما جاء الأوّلون؟ جاء موسى بالألواح، وجاء داود بالزّبور، وجاء صالحٌ بالنّاقة، وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة. فبكى أبو بكرٍ، رضي اللّه عنه، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال أبو بكرٍ: قوموا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نستغيث به من هذا المنافق. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّه لا يقام لي، إنّما يقام للّه عزّ وجلّ". فقلنا: يا رسول اللّه، إنّا لقينا من هذا المنافق. فقال:"إنّ جبريل قال لي: اخرج فأخبر بنعم اللّه الّتي أنعم بها عليك، وفضيلته الّتي فضّلت بها، فبشّرني أنّي بعثت إلى الأحمر والأسود، وأمرني أن أنذر الجنّ، وآتاني كتابه وأنا أمّيٌّ، وغفر ذنبي ما تقدّم وما تأخّر، وذكر اسمي في الأذان وأيّدني بالملائكة، وآتاني النّصر، وجعل الرّعب أمامي، وآتاني الكوثر، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة، ووعدني المقام المحمود والنّاس مهطعون مقنعو رءوسهم، وجعلني في أوّل زمرةٍ تخرج من النّاس، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفًا من أمّتي الجنّة بغير حسابٍ وآتاني السّلطان والملك، وجعلني في أعلى غرفةٍ في الجنّة في جنّات النّعيم، فليس فوقي أحدٌ إلّا الملائكة الّذين يحملون العرش، وأحلّ لي الغنائم، ولم تحلّ لأحدٍ كان قبلنا". وهذا الحديث غريبٌ جدًّا). [تفسير ابن كثير: 5/ 332-333]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما أرسلنا قبلك إلّا رجالًا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون (7) وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام وما كانوا خالدين (8) ثمّ صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين (9) }
يقول تعالى رادّا على من أنكر بعثة الرّسل من البشر: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليهم} أي: جميع الرّسل الّذين تقدّموا كانوا رجالًا من البشر، لم يكن فيهم أحدٌ من الملائكة، كما قال في الآية الأخرى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى} [يوسف: 109]، وقال تعالى: {قل ما كنت بدعًا من الرّسل} [الأحقاف:9]، وقال تعالى حكايةً عمّن تقدّم من الأمم أنّهم أنكروا ذلك فقالوا: {أبشرٌ يهدوننا} [التّغابن:6]؛ ولهذا قال تعالى: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} أي: اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنّصارى وسائر الطّوائف: هل كان الرّسل الّذين أتوهم بشرًا أو ملائكةً؟ إنّما كانوا بشرًا، وذلك من تمام نعم اللّه على خلقه؛ إذ بعث فيهم رسلًا منهم يتمكّنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم). [تفسير ابن كثير: 5/ 333-334]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام} أي: بل قد كانوا أجسادًا يأكلون الطّعام، كما قال تعالى: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق} [الفرقان:20] أي: قد كانوا بشرًا من البشر، يأكلون ويشربون مثل النّاس، ويدخلون الأسواق للتّكسّب والتّجارة، وليس ذلك بضارٍّ لهم ولا ناقصٍ منهم شيئًا، كما توهّمه المشركون في قولهم: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الفرقان: 7، 8].
وقوله: {وما كانوا خالدين} أي: في الدّنيا، بل كانوا يعيشون ثمّ يموتون، {وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخلد} [الأنبياء:34]، وخاصّتهم أنّهم يوحى إليهم من اللّه عزّ وجلّ، تنزّل عليهم الملائكة عن اللّه بما يحكم في خلقه ممّا يأمر به وينهى عنه). [تفسير ابن كثير: 5/ 334]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ صدقناهم الوعد} أي: الّذي وعدهم ربّهم: "ليهلكنّ الظّالمين"، صدقهم اللّه وعده ففعل ذلك؛ ولهذا قال: {فأنجيناهم ومن نشاء} أي: أتباعهم من المؤمنين، {وأهلكنا المسرفين} أي: المكذّبين بما جاءت الرّسل به). [تفسير ابن كثير: 5/ 334]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون (10) وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قومًا آخرين (11) فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون (12) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تسألون (13) قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (14) فما زالت تلك دعواهم حتّى جعلناهم حصيدًا خامدين (15)}
يقول تعالى منبّهًا على شرف القرآن، ومحرّضًا لهم على معرفة قدره: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} قال ابن عبّاسٍ: شرفكم.
وقال مجاهدٌ: حديثكم. وقال الحسن: دينكم.
{وإنّه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تسألون} [الزّخرف: 44]).[تفسير ابن كثير: 5/ 334-335]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة