العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}
{يَا بَنِي}
- تقدمت في الآية/26 قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/33]

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في رفع التَّاء المنقلبة من الْهَاء ونصبها من قَوْله {خَالِصَة يَوْم الْقِيَامَة} 32
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {خَالِصَة} رفعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {خَالِصَة} نصبا). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خالصة) رفع نافع). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خالصة) [32]: رفع: نافع). [المنتهى: 2/700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (خالصة) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {خالصة} (32): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (خالصة) بالرّفع والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَالِصَةٌ) رفع قَتَادَة، وشيبة، والشيزري عن الكسائي، والفليحي عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 551]
جعفر، ونافع غير الواقدي، واختيار ورش، الباقون نصب، وهو الاختيار على الحال). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([32]- {خَالِصَةً} رفع: نافع). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684 - وَخَالِصَةٌ أَصْلٌ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([684] وخالصةٌ (أ)صلٌ ولا يعلمون قل = لـ (شعبة) في الثاني ويفتح (شـ)مللا
جمع في هذا البيت قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب... جملة البيت.
و(خالصة): خبر بعد خبر.
ومعنى قوله: (أصل)، أنها خلقت للذين ءامنوا بطريق الأصالة في الدنيا والآخرة. وإنما شاركهم غيرهم في الدنيا بطريق التبعية.
و{خالصة} بالنصب، على الحال من الضمير في مستقرة، أو ثابتة، الذي يتعلق به: {للذين ءامنوا} ). [فتح الوصيد: 2/924]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (684- وَخَالِصَةٌ "أَ"صْلٌ وَلا يَعْلَمُونَ قُلْ،.. لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي وَيُفْتَحُ "شَـ"ـمْلَلا
هذا البيت جامع لثلاث مسائل استعمل فيها الرفع والغيب والتذكير وهي الأمور التي يستغنى بها لفظا عن القيد.
المسألة الأولى: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
القراءة فيها دائرة بين الرفع والنصب، فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الرفع لمن رمز له وهو نافع وحده فالباقون بالنصب، فوجه الرفع أن يكون "خالصة" خبر المبتدأ الذي هو هي، وقوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا} متعلق بالخبر، وفي الحياة: معمول آمنوا؛ أي: هي خالصة يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، ويجوز أن يكون للذين آمنوا خبر المبتدأ وخالصة خبر بعد خبر وفي الحياة الدنيا معمول الأول؛ أي: استقرت في الدنيا للمؤمنين وهي خالصة يوم القيامة، وخالصة بالنصب على الحال أي: هي للمؤمنين في الدنيا عى وجه الخلوص يوم القيامة بخلاف الكافرين؛ فإنهم وإن نالوها في الدنيا فما لهم في الآخرة منها شيء، وذكر أبو علي وجوهًا كثيرة فيما يتعلق به قوله: في الدنيا قال الشيخ: ومعنى قوله: أصل، أنها خلقت للذين آمنوا بطريق الأصالة في الدنيا والآخرة وإنما شاركهم غيرهم في الدنيا بطريق التبعية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - وخالصة أصل ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني ويفتح شمللا
685 - وخفّف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتّلا
قرأ نافع برفع تاء خالِصَةً كما لفظ به في قوله تعالى: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ فتكون قراءة غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... نَصْبُ خَالِصَهْ = أَتَى .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونصب خالصة أتى، أي قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبوجعفر بنصب {خالصة} [32] على الحال الآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 131]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا)
[النشر في القراءات العشر: 2/268]
فِي: خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {خالصةً} [32] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631 - خالصةٌ إذ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ي (روى) و (ح) ز (شفا) يخف
يعني قوله تعالى «خالصة يوم القيامة» قرأ بالرفع على لفظه نافع والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خالصة" [الآية: 32] فنافع بالرفع خبر هي، وللذين آمنوا متعلق بخالصة، وجعلها القاضي خبرا بعد خبر، والباقون بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف، وهو أعني الظرف خبر المبتدأ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خالصة} [32] قرأ نافع بالرفع، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}
{مِنَ الرِّزْقِ قُلْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في القاف.
{هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا}
- قرأ قتادة (قل هي لمن آمن).
- وقراءة الجماعة (.. للذين آمنوا).
[معجم القراءات: 3/33]
ومعناهما سواء.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{خَالِصَةً}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (خالصةً) بالنصب على الحال من الضمير المستقر في (الذين).
قال أبو حيان: (والتقدير: قل هي مستقرة للذين آمنوا في حال خلوصهم لها يوم القيامة، وهي حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرًا لهي).
- وقرأ نافع وابن عباس (خالصة) بالرفع خبر (هي) أي: هي خالصة، ويجوز أن يكون خبرًا ثانيًا لـ(هي).
وذكر الطبري أن العرب تؤثر النصب في الفعل إذا تأخر بعد الاسم والصفة وإن كان الرفع جائزًا، غير أن ذلك أكثر في كلامهم.
{الْقِيَامَةِ}
- أمال الكسائي الميم في الوقف). [معجم القراءات: 3/34]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... وَلاَ يَعْلَمُونَ قُلْ = لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي .... .... ). [الشاطبية: 54] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يعلمون} مردود على قوله: {لكل}.
و{لا تعلمون} بالتاء، مردود على الخطاب الذي قبله). [فتح الوصيد: 2/924] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثانية: {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}.
القراءة فيها دائرة بين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
الغيب والخطاب فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الغيب لشعبة وحده والباقون بالخطاب، ووجه القراءتين ظاهر سبق لهما نظائر، وقوله: في الثاني احترز به من قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
فإنه بالخطاب من غير خلاف فإن قلت: هلا قال في الثالث فإن قبل هذين الموضعين ثالثا وهو: {إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
وهو أيضا بالخطاب بلا خلاف قلت: أراد الثاني بعد كلمة خالصة التي ذكر الخلاف فيها ولم يحتج إلى الاحتراز عما تقدم خالصة فإن ذلك يعلم أنه لا خلاف فيه؛ لأنه تعداه ولو كان فيه خلاف لذكره قبل خالصة، هذا غالب نظمه وإن كان في بعض المواضع يقدم حرفا على حرف على ما يواتيه النظم، ولكن الأصل ما ذكرناه، ونظير ما فعله هنا ما يأتي في سورة يونس من قوله: وذاك هو الثاني يعني: لفظ ننجي بعد نجعل وهو ثالث إن ضممت إليه آخر قبل نجعل على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، والدليل على أنه يراعي ترتيب الحروف ولا يحتاج إلى أن يحترز عن السابق قوله في سورة المؤمنين: صلاتهم شاف أراد التي بعد أماناتهم، ولم يحترز عن قوله: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}؛ لأنها سبقت ذكر أماناتهم، وهذه مواضع حسنة لطيفة يحتاج من يروم فهم هذا النظم أن ينظر فيها واو أنه قال:
وخالصة أصل وشعبة يعلمون ... بعد ولكن ...................
لا لما احتاج إلى ذكر ثانٍ ولا ثالث). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/168] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني .... ....
....
وقرأ شعبة لا يعلمون بياء الغيب كما لفظ به أيضا في الموضع الثاني بعد كلمة خالِصَةً والمراد به: قال لكلّ ضعف ولكن لّا يعلمون، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب واحترز بالثاني عن الموضع الأول الذي وقع بعد خالِصَةً وهو: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ، فلا خلاف بين القراء في قراءته بالخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 271] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "حرم ربي الفواحش" غير حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ينزل" [الآية: 33] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفق" على الخطاب في "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حرم ربي الفواحش} [33] قرأ حمزة بإسكان ياء {ربي} ويلزم من سكونها وصلاً حذفها في اللفظ، لاجتماعها بالساكن بعدها، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لم ينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
{رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}
- قرأ حمزة وابن محيصن والحسن والمطوعي (ربي الفواحش) بسكون الياء في الوقف والوصل، وحذف الياء في الوصل لالتقاء الساكنين، وأما في الوقف فهي ثابتة.
- وقراءة الباقين (.. ربي الفواحش) بفتحها في الوقف والوصل.
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (ما لم ينزل..) بسكون النون وتخفيف الزاي من (أنزل).
- وقراءة الباقين (ما لم ينزل) بفتح النون وتشديد الزاي من (نزل) المضعف.
وتقدم هذا في الآية/90 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/35]

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسقط الهمزة الأولى من "جاء أجلهم" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب، ولورش من طريق الأزرق ثان وهو إبدالها ألفا خالصة، ولا يجوز له المد
[إتحاف فضلاء البشر: 2/47]
كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط، ولقنبل ثلاثة: إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ وتسهيل الثانية من طريق غيره والثالث له إبدالها ألفا كالأزرق، والباقون بتحقيقها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أجلهم} [34] لا يخفى، ولا تغفل عما تقدم أن مثل لا يزاد في مد حرف المد المبدل، لأنه لا ساكن بعده). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يستأخرون} أبدله ورش والسوسي). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان انظر الآية/43 من سورة النساء، ويأتي حكم الوقف بعد قليل.
[معجم القراءات: 3/35]
{أَجَلُهُمْ}
- قرأ الحسن وابن سيرين (آجالهم) على الجمع.
والجماعة (أجلهم) مفردًا، على إرادة الجنس.
قال ابن جني: (وحسن الإفراد لإضافته أيضًا إلى الجماعة، ومعلوم أن لكل إنسان أجلًا ...).
{جَاءَ أَجَلُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو والبزي ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل من طريق ابن شنبوذ واليزيدي وابن محيصن (جا أجلهم) بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر.
- وقرأ أبو جعفر وورش ورويس وقنبل بتسهيل الهمزة الثانية.
- وقرأ ورش من طريق الأزرق، وكذلك قنبل بإبدال الهمزة الثانية ألفًا خالصة.
فتلخص مما سبق لقنبل ثلاثة أوجه:
- إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ.
- تسهيل الثانية من طريق غيره.
- إبدالها ألفًا من طريق الأزرق.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع وابن كثير وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{لَا يَسْتَأْخِرُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي (لا يستاخرون) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 3/36]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز). [معجم القراءات: 3/37]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (35) إلى الآية (39) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} [35] لا يخفى). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
{يَأْتِيَنَّكُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش والأزرق وأبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (ياتينكم).
- وقراءة حمزة في الوقف جاءت كذلك بالإبدال.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
- وقرأ أبي بن كعب والأعرج والحسن (تأتينكم) بالتأنيث على الجماعة. وقراءة الجماعة (يأتينكم) بالياء، على التذكير إذ بعده (رسل).
{رُسُلٌ}
- قرأ المطوعي (رسل) بإسكان السين.
{اتَّقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَأَصْلَحَ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
- والباقون على الترقيق.
{فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/38 من سورة البقرة كما يلي:
[معجم القراءات: 3/37]
فلا خوف عليهم: يعقوب والحسن كذا بالفتح، على البناء.
- فلا خوف عليهم: ابن محيصن، بالضم من غير تنوين.
- والجماعة: فلا خوف عليهم، بالضم والتنوين.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/38]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه لأبي عمرو الدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
والفتح والتقليل للأزرق وورش.
انظر الآية/39 من سورة البقرة، و16 من آل عمران). [معجم القراءات: 3/38]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [37] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
{أَظْلَمُ}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش.
انظر الآية/20 من سورة البقرة، والآية/21 من سورة الأنعام.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
[معجم القراءات: 3/38]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة في (جاء)، وكذا حكم الهمز، انظر الآية/87 من سورة البقرة/87، والآية/61 من سورة آل عمران (جاءك).
{رُسُلُنَا}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلنا) بسكون السين.
- والجماعة على ضمها (رسلنا).
{كَافِرِينَ}
- الإمالة فيه عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي ورويس وابن ذكوان بخلاف عنه.
- قراءة الأزرق وورش بالتقليل.
انظر الآيات/19، 34، 98 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/39]

قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله {وَلَكِن لَا تعلمُونَ} 38
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر (لكل ضعف وَلَكِن لَا يعلمُونَ) بِالْيَاءِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يعلمون) بالياء أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 253]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يعلمون) [38]: بالياء أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/700]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (لا يعلمون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ولكن لا يعلمون} (38): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ولكن لا يعلمون) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا) بغير ألف بشير بن أَبِي عَمْرٍو عن أبيه، وعبد اللَّه بن أبي نجيح عن مجاهد وروى جرير عن الْأَعْمَش (ادَّارَكُوا)، و(اثَّاقَلْتُمْ)، و(اطَّيَّرْنَا) وشبه ذلك في الابتداء والوصل، بإظهار التاء وهي رواية ابن مهران عن يَعْقُوب إذا وقف قبل هذه الأفعال يبتدئ بالتاء وهو قبيح بخلاف المصحف، الباقون بغير تاء في الوقف والوصل، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ) بالياء مجاهد، وَحُمَيْد، وقَتَادَة، وابن صبيح، وأبان، والمفضل، وأبو بكر غير الجعفي، الباقون بالتاء، وهو الاختيار؛ لأن اللَّه خاطب أهل النار). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([38]- {لَا تَعْلَمُونَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/646]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... وَلاَ يَعْلَمُونَ قُلْ = لِشُعْبَةَ فِي الثَّانِي .... .... ). [الشاطبية: 54] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يعلمون} مردود على قوله: {لكل}.
و{لا تعلمون} بالتاء، مردود على الخطاب الذي قبله). [فتح الوصيد: 2/924] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثانية: {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}.
القراءة فيها دائرة بين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/167]
الغيب والخطاب فكان إطلاقه لها من غير قيد دليلًا على أنه أراد الغيب لشعبة وحده والباقون بالخطاب، ووجه القراءتين ظاهر سبق لهما نظائر، وقوله: في الثاني احترز به من قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
فإنه بالخطاب من غير خلاف فإن قلت: هلا قال في الثالث فإن قبل هذين الموضعين ثالثا وهو: {إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
وهو أيضا بالخطاب بلا خلاف قلت: أراد الثاني بعد كلمة خالصة التي ذكر الخلاف فيها ولم يحتج إلى الاحتراز عما تقدم خالصة فإن ذلك يعلم أنه لا خلاف فيه؛ لأنه تعداه ولو كان فيه خلاف لذكره قبل خالصة، هذا غالب نظمه وإن كان في بعض المواضع يقدم حرفا على حرف على ما يواتيه النظم، ولكن الأصل ما ذكرناه، ونظير ما فعله هنا ما يأتي في سورة يونس من قوله: وذاك هو الثاني يعني: لفظ ننجي بعد نجعل وهو ثالث إن ضممت إليه آخر قبل نجعل على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، والدليل على أنه يراعي ترتيب الحروف ولا يحتاج إلى أن يحترز عن السابق قوله في سورة المؤمنين: صلاتهم شاف أراد التي بعد أماناتهم، ولم يحترز عن قوله: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}؛ لأنها سبقت ذكر أماناتهم، وهذه مواضع حسنة لطيفة يحتاج من يروم فهم هذا النظم أن ينظر فيها واو أنه قال:
وخالصة أصل وشعبة يعلمون ... بعد ولكن ...................
لا لما احتاج إلى ذكر ثانٍ ولا ثالث). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/168] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... ولا يعلمون قل = لشعبة في الثّاني .... ....
....
وقرأ شعبة لا يعلمون بياء الغيب كما لفظ به أيضا في الموضع الثاني بعد كلمة خالِصَةً والمراد به: قال لكلّ ضعف ولكن لّا يعلمون، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب واحترز بالثاني عن الموضع الأول الذي وقع بعد خالِصَةً وهو: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ، فلا خلاف بين القراء في قراءته بالخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 271] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ولكن لا تعلمون} [38] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631- .... .... يعلمو الرّابع صف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعلمو) يريد قوله تعالى «ولكن لا يعلمون» قرأه بالياء على الغيب كما لفظ به شعبة، والباقون بالخطاب، واحترز بالرابع عن الأول وهو قوله تعالى «أتقولون على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وعن الثاني وهو قوله تعالى «كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالغيب، وعن الثالث وهو قوله تعالى «وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وكلام الشاطبي رحمه الله يوهم دخول هذا الحرف حيث قيد بلا، فيحتاج إلى تأويل الثاني في قوله الثاني ما بعد خالصه، وقيد الناظم بالرابع وهو يدفع صريحا على أن كان قد تبع الشاطبي في قوله الثاني، واشتهرت النسخ عنه بذلك، ثم غيره بالصواب والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "تداركوا" بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أخراهم" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لأوليهم" و"أولاهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا" [الآية: 38] بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَكِنْ لا تَعْلَمُون" [الآية: 38] فأبو بكر بالغيب والضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما والباقون بالخطاب إما للسائلين وإما لأهل الدنيا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هؤلاء أضلونا} [38] مثل {بالفحشاء أتقولون} [28] ). [غيث النفع: 619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكن لا تعلمون} قرأ شعبة بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاء، وأما الذي قبله وهو {ما لا تعلمون} فلا خلاف أنه بتاء الخطاب). [غيث النفع: 619]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
{فِي النَّارِ ... مِنَ النَّارِ}
- تقدمت الإمالة في (النار) في الآية/36 من هذه السورة، و39 من سورة البقرة.
{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا}
- قراءة الجماعة (اداركوا) بهمزة وصل، ثم دال مشددة مفتوحة، بعدها ألف.
[معجم القراءات: 3/39]
وأصلها: تداركوا، فأدغمت التاء في الدال، فسكن أول المدغم، واجتلبت همزة الوصل للابتداء بها، فثبتت في الخط.
- وقرأ أبو عمرو بن العلاء وابن أبي بزة (إداركوا)، بقطع ألف الوصل.
قال أبو حيان: قال ابن جني:
(وهذا مشكل، ولا يسوغ أن يقطعها ارتجالًا؛ فذلك إنما يجيء شاذًا في ضرورة الشعر في الاسم لكنه وقف مثل وقفة المستنكر، ثم ابتدأ فقطع).
وقال العكبري: (.. بقطع الهمزة عما قبلها، وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها).
وقال القرطبي:
(بقطع ألف الوصل، فكأنه سكت على (إذا) للتذكر، فلما طال سكوته قطع ألف الوصل كالمبتدئ بها، وقد جاء في الشعر قطع ألف الوصل..).
قلت: هذا عين كلام ابن جني في المحتسب، قال: (قطع أبي عمرو همزة (اداركوا) في الوصل مشكل، وذلك أنه لا مانع من حذف الهمزة، إذ ليست مبتدأه كقراءته الأخرى مع الجماعة.
وأمثل ما يصرف إليه هذا أن يكون وقف على ألف (إذا) مميلا بين هذه القراءة وقراءته الأخرى التي هي (تداركوا)، فلما اطمأن على الألف لذلك القدر من التمييل بين القراءتين لزمه الابتداء بأول
[معجم القراءات: 3/40]
الحرف، فأثبت همزة الوصل مكسورة على ما يجب من ذلك في ابتدائها، فجرى هذا التمييل في التلوم [أي التمكث والانتظار] عليه، وتطاول الصوت به مجرى وقفة المتذكر في نحو قولك: قالوا وأنت تتذكر -الآن من قول الله سبحانه (قالوا الآن) فثبتت الواو من (قالوا)، لتلومك عليها للاستذكار، ثم تثبت همزة الآن، أعني همزة لام التعريف..
ولا يحسن أن نقول إنه قطع همزة الوصل ارتجالًا هكذا؛ لأن هذا إنما يسوغ لضرورة الشعر، فأما في القرآن فمعاذ الله، وحاشا أبي عمرو، ولاسيما وهذه الهمزة هنا إنما هي في فعل، وقلما جاء في الشعر قطع همزة الوصل في الفعل، وإنما يجيء الشيء النزر من ذلك في الاسم ...).
وقرأ مجاهد وابن مسعود (أدركوا) بقطع الألف وسكون الدال وفتح الراء، بمعنى أدرك بعضهم بعضًا.
- وقرأ حميد (أدركوا) بضم الهمزة وكسر الراء مبنيًا للمفعول: أي: أدخلوا في أدراكها.
- وقرأ مجاهد وحميد والأعرج وابن مسعود (ادركوا) بشد الدال المفتوحة، وفتح الراء، واصلها: ادتركوا: ووزنها: افتعلوا، فالتاء بعد الدال مثل: اقتتلوا.
[معجم القراءات: 3/41]
- وقرأ مجاهد وحميد بن قيس (.. إذ ادركوا) بحذف ألف (إذا) لالتقاء الساكنين، وحذف الألف التي بعد الدال.
- وقرأ عصمة عن أبي عمرو ومجاهد ويحيى وإبراهيم وحميد، وبشر بن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه (حتى إذا ادراكوا) بإثبات ألف (إذا) مع سكون الدال من (اداركوا).
قال ابن جني: (.. فإنما ذلك لأنه أجرى المنفصل مجرى المتصل، فشبهه بشابة ودابة ...).
- وقال العكبري: وقرئ: إذا اداركوا) بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغمًا كما قالوا: دابة وشابة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل ...).
- وقرأ أبو عمرو واللؤلؤي عنه وابن مسعود والأعمش والمهدوي والمطوعي، ويعقوب (تداركوا) بتاء مفتوحة، موضع همزة الوصل.
قال النيسابوري: (وهي قراءة يعقوب إذا وقف على (إذا)، فإنه يبتدئ بالتاء كقراءة أبي عمرو ومن معه).
وقال العكبري: (وقرئ في الشاذ: تداركوا) على الأصل، أي: أدرك بعضهم بعضًا).
[معجم القراءات: 3/42]
{أُخْرَاهُمْ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وإبراهيم بن حماد والخزاز عن هبيرة وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{لِأُولَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي، وصورة القراءة: (هؤلاء يضلونا) بإبدال الهمزة الثانية ياءً في الوصل.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين (هؤلاء أضلونا).
- وإذا وقف حمزة على (هؤلاء) فله في الأولى:
- التسهيل مع المد والقصر.
- وإبدالها واوًا مع المد والقصر في (ها).
- والمد والتحقيق.
- وله في الثانية:
- إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- وتسهيلها بالروم مع المد والقصر.
ولهشام في الثانية هذه الخمسة لا غير.
{فَآَتِهِمْ}
- قراءة الجماعة (فآتهم) بالمد مع كسر الهاء في الحالين.
[معجم القراءات: 3/43]
- وقرأ رويس (فآتهم) بالمد مع ضم الهاء في الحالين.
- وقرأ عيسى بن عمر (فأتهم) بقصر الهمزة.
{قَالَ لِكُلٍّ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{لَا تَعْلَمُونَ}
- قراءة الجماعة (.. لا تعلمون) بالتاء على الخطاب للسائلين، أي لا تعلمون ما لكل فريق من العذاب، وهي رواية حفص عن عاصم.
- وقرأ أبو بكر والمفضل عن عاصم (لا يعلمون) بالياء.
قال مكي: (... حمل الكلام على لفظ (كل)، ولفظه لفظ غائب) ). [معجم القراءات: 3/44]

قوله تعالى: {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}
{أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيهما في الآية السابقة.
{الْعَذَابَ بِمَا}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/44]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف

[ من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّخْفِيف وَالتَّاء وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا تفتح لَهُم} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ مُشَدّدَة التَّاء الثَّانِيَة
وَقَرَأَ أَبُو عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ خَفِيفَة سَاكِنة الْفَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَا يفتح) بِالْيَاءِ خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لا تفتح) بالتاء خفيف (أبو عمرو، وبالياء خفيف) كوفي، - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا تفتح) [40]: بالتاء خفيف أبو عمرو. بالياء خفيف هما وخلف.
[المنتهى: 2/700]
(في سم) [40]: بكسر السين حمصي). [المنتهى: 2/701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لا يفتح لهم) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وخفف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وشدد الباقون). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {لا تفتح} (40): بالتاء مخففًا.
وحمزة، والكسائي: بالياء مخففًا.
والباقون: بالتاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (لا تفتح) بالتّاء خفيفا وحمزة والكسائيّ وخلف بالياء خفيفا والباقون بالتّاء شديدا). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا تُفَتَّحُ) بالياء خفيف كوفي غير قاسم، وابن صبيح، وابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا عصمة، وبالتاء خفيف ابْن ذَكْوَانَ عن علي، وأَبُو عَمْرٍو، وغير الجعفي، الباقون غير ابن مقسم بالتاء مثقل.
أما ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن بالياء مع الثقيل الْيَزِيدِيّ في اختياره (لَا تُفْتَحُ) بالتاء خفيف، (أَبْوَابَ) نصب، والاختيار ما عليه نافع، لأن الفعل للَّه، (يَلِجَ الْجَمَلُ) مشدد بضم الجيم مجاهد، وابن مُحَيْصِن، وابْن مِقْسَمٍ، وأبان، وقَتَادَة غير أنه يخفف، الباقون بفتح الجيم خفيف، وهو الاختيار، لأن في التفسير هو البعير (الْجَمَلُ) رفع خفيف ابن مطرف عن أبي جعفر، (سَمِّ الْخِيَاطِ) بكسر السين الأصمعي عن نافع وبضمهما أبو حيوة، وأبو السَّمَّال، وأحمد، وابن مُحَيْصِن، وقَتَادَة، الباقون بفتح السين، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {لا تُفَتَّحُ} بالتاء خفيف: أبو عمرو،
[الإقناع: 2/646]
بالياء خفيف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... .... .... = .... .... وَيُفْتَحُ شَمْلَلاَ
685 - وَخَفِّفْ شَفَا حُكْماً .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يفتح} بالتذكير، لأن التأنيث في الأبواب غير حقيقي، وللفصل بين الفاعل والفعل.
و{تفتح} بالتأنيث، على لفظ مثل: {مفتحة لهم الأبوب}.
[فتح الوصيد: 2/924]
[685] وخف (شـ)فًا (حـ)كما وما الواو دع (كـ)فى = وحيث نعم بالكسر في العين (ر)تلا
من قرأ بالتشديد، فلتكرير ذلك مرة بعد مرة.
والتخفيف شفا حكمه، لأنه قد يكون لأكثر من المرة). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثالثة: "لا يفتح لهم أبواب السماء".
اختلف فيها في موضعين: أحدهما المذكور في هذا البيت وهو التذكير والتأنيث وكان إطلاق الناظم في قوله: ويفتح شمللا دليلا على أنه أراد التذكير لحمزة والكسائي ووجه القراءتين ظاهر؛ لأن تأنيث الأبواب ليس بحقيقي، وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها ثم ذكر الموضع الثاني فقال:
685- وَخَفِّفْ "شَـ"ـفَا "حُـ"ـكْمًا وَما الوَاوَ دَعْ "كَفى"،.. وَحَيْثُ نَعَمْ بِالْكَسْرِ فِي العَيْنِ "رُ"تِّلا
أي وافق أبو عمرو وحمزة والكسائي على تخفيف "يفتح لهم"، ولم يوافقهما في التذكير فصار فيها ثلاث قراءات: التذكير مع التخفيف والتأنيث مع التخفيف وقراءة الباقين التأنيث مع التشديد فلتخفيف من فتح والتشديد من فتح وقد تقدم نظيرهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... .... .... .... = .... .... .... ويفتح شمللا
685 - وخفّف شفا حكما .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: لا يفتّح لهم أبواب السّماء بياء التذكير كلفظه
فيكون غيرهما بتاء التأنيث، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو بالتخفيف في التاء. ويلزمه سكون الفاء، فتكون قراءة غيرهم بتشديد التاء ويلزمه فتح الفاء. فيتحصل: أن أبا عمرو يقرأ بتاء التأنيث والتخفيف وحمزة والكسائي بياء التذكير والتخفيف والباقين بتاء التأنيث والتشديد). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالتَّذْكِيرِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّشْدِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ لِرُوَيْسٍ مَعَ إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو فِي الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {لا تفتح لهم} [40] بالتأنيث والتخفيف، وحمزة والكسائي وخلف بالتذكير والتخفيف، والباقون بالتأنيث والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631- .... .... .... .... .... = يفتح في روى وحز شفا يخف). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يفتح) يعني قوله «لا يفتّح لهم أبواب السماء» قرأه بالتذكير كلفظه حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، فيكون فيها ثلاث قراءات التذكير مع التخفيف لحمزة والكسائي وخلف، والتأنيث مع التخفيف لأبي عمرو والتأنيث مع التشديد للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تُفَتَّحُ لَهُم" [الآية: 40] فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف وافقه ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل، ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف، وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير، والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن، فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط، ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "الجمل" بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تفتح} [40] قرأ البصري بالفوقية والتخفيف، والأخوان بياء الغيبة والتخفيف، والباقون بالتاء الفوقية والتشديد، ومن خفف سكن الفاء، ومن شدد فتح). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم (لا تفتح لهم أبواب) بتاء التأنيث في أوله، وتشديد التاء الثانية، والفعل مبني للمفعول، أبواب: بالرفع.
قال مكي: (والتشديد أحب إلي لأن عليه الحرميين وعاصمًا وابن عامر).
والتشديد على معنى التكرير والتكثير مرة بعد مرة.
- وقرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (لا تفتح لهم أبواب ...) بالتاء في أوله، وتخفيف التاء الثانية، وذلك على تأنيث الأبواب، لأنها جماعة.
[معجم القراءات: 3/45]
قال النحاس: (والتخفيف يكون للقليل والكثير، والتثقيل للكثير لا غير ...)، ونقل هذا القرطبي.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش والمطوعي بخلاف عنه، والبراء بن عازب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفتح لهم أبواب ...) بالياء على التذكير، وتخفيف التاء.
قال مكي: (بالياء مضمومة؛ لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي؛ ولأنه فرق بين المؤنث وفعله، وكلا العلتين يجيز التذكير).
- وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم (لا تفتح لهم أبواب..) بالتاء المفتوحة، وتشديد الثانية، ولعل أصله بتاءين: لا تتفتح، فحذفت إحداهما، على الخلاف في المحذوفة.
- وجاءت عند ابن عطية (يفتح) كذا! وأحسب أنه غير الصواب.
- وقرأ اليزيدي وأبو عمرو في رواية، والكسائي في رواية (لا تفتح لهم أبواب..) بفتح التاء الأولى وتخفيف الثانية، مبنيًا للفاعل، أبواب: بالنصب، والفعل هنا للآيات.
[معجم القراءات: 3/46]
- وقرأ مجاهد والأعمش والمطوعي والحسن (لا يفتح لهم أبواب) بالياء المفتوحة، وفتح التاء الثانية، مبنيًا للفاعل أبواب: بالنصب، والفعل لله عز وجل.
{الْجَمَلُ}
- قرأ الجمهور (الجمل) بفتح الجيم والميم، والجمل أعظم الحيوان.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه شهر بن حوشب، وعلي ومجاهد وابن يعمر وأبو مجلز والشعبي ومالك بن الشخير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء وأبو رزين وابن محيصن وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن جبير وعكرمة وأبان عن عاصم والمازني والخليل (الجمل) بفتح الميم وتشديدها.
وفسروه بالقلس الغليظ، وهو حبل السفينة، تجمع حبال وتفتل فتصير حبلًا واحدًا.
- وقرأ ابن عباس أيضًا في رواية مجاهد، وابن جبير وقتادة وسالم الأفطس، والحسن وعكرمة وابن مسعود وأبي بن كعب وعبد
[معجم القراءات: 3/47]
الكريم وحنظلة وأبو عمرو (الجمل) بضم الجيم وفتح الميم مخففة، وهو القلس أيضًا والحبل.
- وقرأ ابن عباس في رواية عطاء، والضحاك والجحدري (الجمل) بضمتين وهو جمع جمل، مثل: أسد وأسد.
وقيل هو الحبل الغليظ من القنب، ويقال: حبل السفينة، ويقال: الحبال المجموعة، وكله -عند ابن جني- قريب بعضه من بعض.
- وقرأ عكرمة وابن جبير في رواية وابن عباس في رواية أيضًا وأبو السمال (الجمل) بضم الجيم وسكون الميم.
قال ابن جني:
(وأما الجمل فقد يجوز في القياس أن يكون جمع جمل كأسد وأسد، ووثن ووثن..).
- وقرأ المتوكل وأبو الجوزاء وأبو السمال (الجمل) بفتح الجيم وسكون الميم، قال القرطبي: (تخفيف الجمل).
[معجم القراءات: 3/48]
وقال العكبري:
(ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والأحسن أن يكون لغة، لأن تخفيف المفتوح ضعيف).
وذهب ابن جني إلى أنه بعيد أن يكون مخففًا من المفتوح لخفة الفتحة..
وبعد ذكر هذه القراءات، قال أبو حيان:
(ومعناه في هذه القراءات القلس الغليظ، وهو حبل السفينة).
- وقرأ ابن مسعود (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط).
قلت: الصفرة هنا السواد، وذهب الفراء إلى أن الجمل الأصفر هو الأسود، إذ لا يرى أسود من الإبل إلا وهو مشرب صفرة، لذلك سمت العرب سود الإبل صفرًا.
وقال أبو عبيد: الأصفر: الأسود.
ولست أعلم لم خص ابن مسعود الجمل هنا بالصفرة، وهذه الزيادة وما شابهها إنما تحمل على التفسير في قراءاته ألا ترى ما أثبته الشوكاني في قراءة ابن مسعود (الأصغر) أصوب أو أنسب لهذا السياق؟! لو كانت القراءة بالاجتهاد لكان ذاك.
{سَمِّ الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (.. سم) بفتح السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وقتادة وأبو رزين وطلحة بن مصرف وابن
[معجم القراءات: 3/49]
سيرين وأبو السمال وأبو حيوة وابن محيصن (سم) بضم السين.
- وقرأ أبو عمران الجوني وأبو نهيك وأبو السمال وأبو حيوة والأصمعي عن نافع وأبو البرهسم واليماني وأبو بحرية (سم) بكسر السين.
وفي حاشية الجمل: (مثلث السين، لغة، ولكن السبعة على الفتح، وقرئ شاذًا بالكسر والضم).
- وقرأ بعضهم (في سم الخياط) بكسر السين وتخفيف الميم.
{الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (الخياط) بكسر الخاء، وألف بعد الياء.
- وقرأ عبد الله وأبو رزين وأبو مجلز (المخيط) بكسر الميم وسكون الخاء، وفتح الياء.
- وقرأ طلحة وعبد الله وأبي (المخيط) بفتح الميم وكسر الخاء، وهي مخالفة للسواد). [معجم القراءات: 3/50]

قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم إدغام من جهنم مّهاد [الأعراف: 41] لرويس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "جهنم مهاد" رويس بخلف عنه كأبي عمرو، وأدغمه يعقوب بكماله
[إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
من المصباح كسائر المثلين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
{جَهَنَّمَ مِهَادٌ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب ورويس بخلاف عنه.
{مِهَادٌ}
- قراءة الجماعة (مهاد) بالألف.
[معجم القراءات: 3/50]
- ويقرأ (مهد) بفتح الميم من غير ألف.
{غَوَاشٍ}
- قرأ أبو رجاء وعبد الله بن مسعود (غواش) بالرفع.
قال النيسابوري في غرائبه:
(وكذلك كل كلمة سقطت فيها الياء لأجل التنوين، أو لاجتماع الساكنين، وهو مذهب سهل من طريق ابن دريد).
وقال الشهاب: (وبعض العرب يعربه بالحركات الظاهرة على ما قبل الياء، لجعلها محذوفة نسيًا منسيًا، ولذا قرئ: غواش، برفع الشين، (وله الجوار المنشآت) بضم الراء).
- وقرأ يعقوب الحضرمي (غواشي) بالياء.
قال الزجاج: (فإذا وقفت فالاختيار أن تقف بغير ياء، فتقول: غواش؛ لتدل أن الياء كانت تحذف في الوصل، وبعض العرب إذا وقف قال: (غواشي) بإثبات الياء، ولا أرى ذلك في القرآن؛ لأن الياء محذوفة في المصحف، والكتاب على الوقف).
قلت: هذا هو المشهور من قراءة يعقوب الحضرمي قارئ أهل البصرة، ولذا قال الأنباري في إيضاح الوقف: (بعض البصريين).
- وقراءة الجماعة (غواشٍ) بحذف الياء.
قال مكي: (.. إلا أن التنوين دخلها عوض [كذا] من ذهاب
[معجم القراءات: 3/51]
حركة الياء المحذوفة، فلما التقى ساكنان: سكون الياء لثقل الضمة عليها، والتنوين، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار التنوين تابعًا للكسرة التي كانت قبل الياء المحذوفة ...)، وقيل فيها غير هذا.
- وذكر العكبري أنه قرئ (غواش) بكسر الشين من غير تنوين، والأصل غواشي بالياء فحذفت تخفيفًا، ولم ينون، لأن الاسم في الأصل غير منصرف). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
{لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا}
- قرأ الأعمش (لا تكلف نفس) مبنيًا للمفعول، ورفع (نفس).
- وقر (لا يكلف نفس) بالياء، وعزيت إلى الأعمش.
- وقراءة الجماعة (لا نكلف نفسًا) بنون العظمة، ونصب (نفسًا) ). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَمَا كُنَّا لنهتدي} 43
كلهم قَرَأَ {وَمَا كُنَّا لنهتدي} بواو غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (مَا كُنَّا لنهتدي) بِغَيْر وَاو وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الشَّام). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {أورثتموها} 43
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {أورثتموها} غير مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف 72
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (أورتموها) مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف). [السبعة في القراءات: 281]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما كنا) (بغير واو) وفي قصة صالح). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لهذا ما كنا) [43]: بلا واو، وفي قصة صالح {وقال} [75]: بالواو دمشقي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ما كنا لنهتدي) بغير واو قبل (ما)، وقرأ الباقون (وما كنا) بالواو). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ما كنا لنهتدي} (43): بغير واو.
والباقون: {وما كنا}: بالواو). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (ما كنّا لنهتدي) بغير واو. والباقون: (وما كنّا) بالواو). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ) بغير واو). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} بغير واو، وفي قصة صالح {قَالَ الْمَلَأُ} [75] بواو: ابن عامر.
بضده: الباقون). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (685- .... .... وَماَ الْوَاوَ دَعْ كَفى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقال: (كفی)، لأنه استغني عن الواو؟، لأن الجملة الثانية أوضحت الأولى.
والواو، عطف جملة على جملة، وقد سقطت الواو في مصحف الشامي وثبتت في غيره). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وما الواو دع، الواو بالنصب مفعول دع؛ أي: اترك الواو أسقطها من قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}، قرأها ابن عامر كذلك؛ لأن الواو لم ترسم في مصحف الشام وهو نظير قراءته في سورة البقرة: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ}.
والباقون بالواو فيهما على ما رسم في مصاحفهم ووجه إثبات الواو فائدة العطف وسقوطها الاستئناف أو الاستغناء عنها وإليه الإشارة بقوله: كفى قال أبو علي: كأن الجملة ملتبسة بما قبلها، فأغنى القياس به عن حرف العطف قال، ومثل ذلك قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}.
فاستغني عن الحرف العاطف بالتباس إحدى الجملتين بالأخرى ونعم: بفتح العين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
وكسرها لغتان وهو حرف مستعمل تارة عدة وتارة تصديقا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/170]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (685 - .... .... .... وما الواو دع كفى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ بحذف الواو قبل ما، وقرا غيره بإثباتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِغَيْرِ وَاوٍ قَبْلَ (مَا)، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أُورِثْتُمُوهَا مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ما كنا لنهتدي} [43] بغير واو، والباقون بالواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أورثتموها} [43] ذكر في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (632 - واو وما احذف كم .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واو وما احذف (ك) م نعم كلّا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) ل (حما) (ز) هر
يعني الواو من قوله تعالى «وما كنا لنهتدي» يحذفها ابن عامر، وهو كذلك في المصحف الشامي، والباقون بإثباتها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واو وما احذف (ك) م نعم كلا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) لـ (حما) (ز) هر
ش: أي: حذف ذو كاف (كم) ابن عامر واو وما كنّا لنهتدي [الأعراف: 43]، وأثبتها الباقون.
وكسر ذو راء (رجا) الكسائي عين (نعم) حيث جاء، وهو أربعة: قالوا نعم فأذن مؤذن، [و] قال نعم وإنكم هنا [الآيتان: 44، 114]، والشعراء [الآية: 42]، [و] قل نعم وأنتم بالصافات [الآية: 18] وهو لغة كنانة وهذيل، وفتحها التسعة،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
وهو لغة بقية العرب وهو الأفصح.
وجه الحذف: [أن] الجملة الثانية موضحة للأولى، وملتبسة بها؛ فعرف موضع العاطف، وعليه رسم الشامي.
ووجه الإثبات: الأصل، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أورثتموها [الأعراف: 43]، ومؤذّن [الأعراف: 44] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] فابن عامر بغير واو على أن الجملة الثانية موضحة ومبينة للأولى، والباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هدانا" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "لقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "أورثتموها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وهشام وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحتهم الأنهار} [43] لا يخفى). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما كنا لنهتدي} قرأ الشامي بحذف واو {وما} والباقون بإثباتها). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
{مِنْ غِلٍّ}
- قراءة أبي جعفر بإخفاء النون بغنة عند الغين.
- وقراءة غيره بالإظهار.
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ حمزة والكسائي في الوصل (من تحتهم الأنهار) بضم الهاء والميم.
[معجم القراءات: 3/52]
- وقرأ أبو عمرو (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء والميم.
- وقراءة الباقين (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء وضم الميم.
وأما في الوقف: فجميع القراء على كسر الهاء وسكون الميم.
- وأما ورش فينقل حركة الهمزة في (الأنهار) إلى اللام سواء وقف أو وصل.
- وحمزة ينقل مثل ورش في الوقف بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بغير نقل وقفًا ووصلًا.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
تقدمت القراءات في لفظ (الحمد) مفصلة في سورة الفاتحة.
فانظر هذا في الجزء الأول من هذا المعجم.
وقال صاحب الإتحاف:
(وعن الحسن: (الحمد لله) حيث وقع بكسر الدال إتباعًا لكسرة لام الجر بعدها، والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده، أي متعلقة).
{هَدَانَا ... هَدَانَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}
- قرأ ابن عامر (ما كنا ...) بغير واو، والجملة بيانية، فهي موضحة
[معجم القراءات: 3/53]
موضحة للأولى، وكذا جاءت مصاحف الشام بغير واو.
- وقراءة الجماعة بالواو (وما كنا ...)، وهي كذلك في سائر المصاحف، والواو للحال أو الاستئناف.
قال في حاشية الجمل: (فقد قرأ كل بما في مصحفه).
وقال مكي في الكشف:
(... وكذلك هي الواو في سائر المصاحف غير مصحف أهل الشام، وإثبات الواو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن فيه تأكيد ارتباط الجملة الثانية بالأولى).
{لَقَدْ جَاءَتْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وبالإظهار قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
{جَاءَتْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{رُسُلُ}
- تقدمت قراءة المطوعي فيه (رسل) بسكون الثاني.
وانظر الآية/85 من سورة البقرة.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 3/54]
{أُورِثْتُمُوهَا}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن ذكوان من طريق الأخفش وعاصم بإظهار الثاء عند التاء على الأصل.
- وأدغم الثاء في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر من طريق هشام والداجوني وابن ذكوان من رواية الصوري وصورة القراءة (أورتموها).
قال الطوسي: (ومن أدغم فلأن الثاء والتاء مهموستان متقاربتان، فاستحسن الإدغام.
ومن ترك الإدغام في (أورثتموها) وهو ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر- فلتباين المخرجين، وأن الحرفين في حكم الانفصال وإن كانا في كلمة واحدة، كما لم يدغموا (ولو شاء الله ما اقتتلوا) وإن كانا مثلين لا يلزمان؛ لأن تاء (افتعل) قد يقع بعدها غير التاء، فكذلك (أورث)، قد يقع بعدها غير التاء فلا يجب الإدغام).
وقال العكبري: (يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج).
وقال ابن خالويه: (.. فالحجة لمن أدغم مقاربة الثاء للتاء في المخرج، والحجة لمن أظهر: أن الحرفين مهموسان، فإذا أدغما خفيا فضعفا؛ فلذلك حسن الإظهار فيهما) ). [معجم القراءات: 3/55]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (44) إلى الآية (49) ]

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - قَوْله {قَالُوا نعم} 44
كلهم قَرَأَ {قَالُوا نعم} بِفَتْح النُّون وَالْعين في كل الْقُرْآن غير الكسائي فَإِنَّهُ قَرَأَ {نعم} بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 281]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد النُّون وتخفيفها من قَوْله {أَن لعنة الله على الظَّالِمين} 44
فَقَرَأَ ابْن كثير فِيمَا قَرَأت على قنبل عَن القواس عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم {أَن لعنة الله} خَفِيفَة النُّون سَاكِنة
وحدثني مُضر بن مُحَمَّد عَن البزي عَنْهُم عَن ابْن كثير وَأهل مَكَّة {إِن} مُشَدّدَة {لعنة الله} نصبا
وحدثني الْحُسَيْن بن بشر الصوفي عَن روح بن عبد الْمُؤمن عَن مُحَمَّد بن صَالح عَن ابْن كثير مثله {إِن} مُشَدّدَة
وَكَذَلِكَ روى خلف والهيثم عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (أَن لعنة الله على الظلمين) مُشَدّدَة النُّون وَكلهمْ قَرَأَ الذي في سُورَة النُّور {أَن لعنة الله} 7 و{أَن غضب الله} 9 مشددتين غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ {أَن لعنة الله} و{أَن غضب الله} مخففتين). [السبعة في القراءات: 281 - 282]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((نعم) بكسر العين، حيث كان الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أن) خفيفا (لعنة الله) رفع
[الغاية في القراءات العشر: 254]
(مدني) (مكي غير ....) بصري، وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نعم) [44، 114]، حيث كان: بكسر العين علي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن) [44]: خفيف، {لعنة الله}: رفعٌ: بصريٌ، ونافع، وعاصمٌ، وقنبلٌ طريق ابن مجاهد والبلخي وابن الصباح). [المنتهى: 2/701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (قالوا نعم) بكسر العين حيث وقع، وفتح الباقون). [التبصرة: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي وابن عامر وحمزة والكسائي (أن لعنة الله) بتشديد (أن) ونصب اللعنة، وقرأ الباقون بتخفيف (أن) ورفع اللعنة). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {قالوا نعم} (44)، حيث وقع: بكسر العين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 288]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {أن لعنة الله} (44): بتشديد النون، ونصب التاء.
والباقون: بتخفيف النون، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (قالوا نعم) حيث وقع بكسر العين، والباقون بفتحها.
البزي وابن عامر وأبو جعفر وحمزة والكسائيّ وخلف: (أن لعنة اللّه) بتشديد النّون ونصب التّاء، والباقون بتخفيف النّون ورفع التّاء). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَعَمْ) بكسر العين حيث وقع الكسائي غير قاسم، والْأَعْمَش، والأزرق عن حَمْزَة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بفتح العين، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([44]- {نَعَمْ} بكسر العين حيث وقع: الكسائي.
[44]- {أَنْ} مشددة، {لَعْنَةُ اللَّهِ} نصب: البزي وابن عامر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (685- .... .... .... .... = وَحَيْثُ نَعَمْ بِالْكَسْرِ فِي الْعَيْنِ رُتِّلاَ
686 - وَأَنْ لَعْنَةُ التَّخْفِيفِ وَالرَّفْعُ نَصُّهُ = سَماَ مَا خَلاَ الْبَزِّي وَفِي النُّورِ أُوصِلاَ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ونَعِم ونَعَم لغتان. والفتح مشهور مستعمل.
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «قولوا: نعم»؛ يعني بالكسر.
ورتل: من قوله: {ورتل القرءان ترتيلا}.
[686] وأن لعنة التخفيف والرفع (نـ)صه = (سما) ما خلا (البزي) وفي النور أوصلا
الكلام هاهنا، كما سبق في: {وأن هذا صرطی مستقيما} ). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([686] وأن لعنت التخفيف والرفع نصه = سما ما خلا البزي وفي النور أوصلا
ح: (أن لعنت): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (الرفع): عطف، (نصه): خبره، والجملة: خبر الأول، يعني: التخفيف والرفع حكم {أن لعنة}، (ما خلا): كلمة الاستثناء، (البزي): منصوب بها، خفف ضرورةً، (في النور): ظرف (أوصلا)، وفاعله ضمير يعود إلى (أن لعنت).
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع وأبو عمرو وابن كثير سوى البزي من طريق
[كنز المعاني: 2/245]
ابن كثير -: {أن لعنة الله على الظالمين} [44] بتخفيف {أن} ورفع {لعنة} على أن {أن} مخففة من الثقيلة، اسمها ضمير الشأن، وما بعدها: مبتدأ.
وأوصل لنافع: {أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين} في سورة النور [7] بتلك القراءة في التخفيف والرفع). [كنز المعاني: 2/246]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وحيث نعم؛ أي: وحيث هذا اللفظ موجود في القرآن ففيه هذا الخلاف والله أعلم.
686- وَأَنْ لَعْنَةُ التَّخْفِيفِ وَالرَّفْعُ "نَـ"ـصُّهُ،.. "سَما" مَا خَلا البَزِّي وَفِي النُّورِ "أُ"وصِلا
يريد {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
وتخفيفه في نون أن والرفع في آخر "لعنة"؛ لأنه إذا خففت أن بطل عملها، وارتفع ما بعدها بالابتداء والخبر وأضمر بعد أن ضمير الشأن، وقرأ نافع وحده بمثل هذا في سورة النور في قوله سبحانه: {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.
وكذلك يقرأ أيضا: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عليها} على ما سيأتي في مكانه، وقراءة الباقين ظاهرة في المواضع الثلاثة بتشديد أن ونصب ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/170]
بعدها على أنه اسمها وأسكن ياء البزي وخففها ضرورة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/171]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (685 - .... .... .... .... .... = وحيث نعم بالكسر في العين رتّلا
....
وقرأ الكسائي لفظ نعم في جميع مواضعه بكسر العين وغيره بفتحها. وقد وقع في أربعة مواضع: قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ، قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ. كلاهما في هذه السورة، قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ في الشعراء، قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ في الصافات.
686 - وأن لعنة التّخفيف والرّفع نصّه = سما ما خلا البزّي وفي النّور أوصلا
قرأ نافع وقنبل وأبو عمرو وعاصم: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. بتخفيف نون أَنْ أي إسكانها ورفع تاء لَعْنَةُ فتكون قراءة البزي وابن عامر وحمزة والكسائي بتشديد
[الوافي في شرح الشاطبية: 271]
النون وفتحها ونصب تاء لَعْنَةُ. وقرأ نافع: أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ في سورة النور كقراءة نافع ومن معه في هذه السورة أي بإسكان النون مخففة، ورفع تاء لَعْنَتَ فتكون قراءة غيره في سورة النور بتشديد النون ونصب تاء لعنة). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114- .... أَنْ لَعْنَةُ اتْلُ كَحَمْزَةٍ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: أن لعنة أتل كحمزة أي قرأ مرموز (ألف) اتل وهو أبو جعفر {أن لعنة} [44] بتشديد {أن} ونصب {لعنة}، وإلى هذه الترجمة أشار بقوله كحمزة لأنه قرأ كذلك، وعلم الخلف كذلك وليعقوب بالتخفيف والرفع). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَعَمْ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي الشُّعَرَاءِ، وَالصَّافَّاتِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الْأَرْبَعَةِ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ مُؤَذِّنٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَعَمْ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي الشُّعَرَاءِ، وَالصَّافَّاتِ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا فِي الْأَرْبَعَةِ، وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ مُؤَذِّنٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِإِسْكَانِ النُّونِ مُخَفَّفَةً وَرَفْعِ لَعْنَةُ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ وَالشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْهُ، وَعَلَيْهَا أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ شَنَبُوذَ وَأَبِي عَوْنٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ إِلَّا الشَّطَوِيَّ عَنْهُ تَشْدِيدَ النُّونِ، وَنَصْبَ اللَّعْنَةِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي رَبِيعَةَ الزَّيْنَبِيِّ وَابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَالْبَلْخِيِّ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ الدَّانِيُّ لِابْنِ شَنَبُوذَ وَابْنِ الصَّبَّاحِ، وَسَائِرِ الرُّوَاةِ عَنِ الْقَوَّاسِ، وَعَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي [نعم} حيث وقع هنا [44، 114، الشعراء: 42، الصافات: 18]، بكسر العين والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع والبصريان وعاصم وقنبل بخلاف عنه {أن لعنة الله} [44] بإسكان النون مخففة ورفع {لعنة}، والباقون بالتشديد والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (632- .... .... .... نعم كلاًّ كسر = عيناً رجا أن خفّ نل حمًا زهر
633 - خلف اتل لعنة لهم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نعم الخ) أي قرأ الكسائي «قالوا نعم» بكسر العين، وكذا كل ما وقع في القرآن العظيم من لفظه نعم، وهو موضعان في هذه السورة وفي الشعراء والصافات، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (أن خف) يريد قوله تعالى «أن لعنة الله على الظالمين» خفف النون ورفع لعنة بعده عاصم وأبو عمرو ويعقوب ونافع وقنبل بخلاف عنه كما سيأتي في البيت بعده، والباقون بتشديد النون ونصب لعنة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واو وما احذف (ك) م نعم كلا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) لـ (حما) (ز) هر
ش: أي: حذف ذو كاف (كم) ابن عامر واو وما كنّا لنهتدي [الأعراف: 43]، وأثبتها الباقون.
وكسر ذو راء (رجا) الكسائي عين (نعم) حيث جاء، وهو أربعة: قالوا نعم فأذن مؤذن، [و] قال نعم وإنكم هنا [الآيتان: 44، 114]، والشعراء [الآية: 42]، [و] قل نعم وأنتم بالصافات [الآية: 18] وهو لغة كنانة وهذيل، وفتحها التسعة،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
وهو لغة بقية العرب وهو الأفصح.
وجه الحذف: [أن] الجملة الثانية موضحة للأولى، وملتبسة بها؛ فعرف موضع العاطف، وعليه رسم الشامي.
ووجه الإثبات: الأصل، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ا) تل لعنة لهم يغشى معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م و(ث) م = معه في الاخرين (ع) د نشرا بضمّ
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم و(حما) البصريان، وهمزة (اتل) نافع، وزاي (زهر) قنبل في رواية ابن مجاهد، والشطوي عن ابن شنبوذ، وهي رواية ابن بويان عنه، وعليها أكثر العراقيين- أن لعنة الله [الأعراف: 44] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وكل من خفف رفع لعنة الله، والعكس بالعكس.
وقرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب، و(صحبة) حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وخلف يغشّى الليل النهار هنا [الآية: 54]، والرعد [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين، والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات برفع الأسماء الأربعة هنا [الآية: 54] وفي النحل [الآية: 12].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/330]
وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه في الآخرين)، أي: وفي النحل اتفق حفص مع ابن عامر في الآخرين خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.
تنبيه:
علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.
وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.
وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.
ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] عليها- أي: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.
ووجه وجهي يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: 54]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: 9].
ووجه رفع الشمس وتاليها جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا في السّموت [لقمان: 20].
ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أي: وجعل الشمس؛ على حد الذي خلقهنّ [فصلت: 37].
ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفي الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات: مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.
ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/331] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أورثتموها [الأعراف: 43]، ومؤذّن [الأعراف: 44] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نعم" [الآية: 44] فالكسائي بكسر العين حيث جاء، وهو أربعة هنا موضعان وفي الشعراء والصافات لغة صحيحة لكنانة وهذيل خلافا لم طعن فيها، وافقه الشنبوذي والباقون بالفتح لغة باقي العرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز مؤذن واوا مفتوحة الأزرق وأبو جعفر، وكذا وفق حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ" [الآية: 44] فنافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بإسكان النون مخففة، ورفع لعنة على أن أن مخففة من الثقيلة، اسمها ضمير الشأن، ولعنة مبتدأ والظرف بعده خبره، والجملة خبر أن، وافقهم اليزيدي وابن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
محيصن من المفردة، واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن ابن شنبوذ، كذلك وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه بتشديد النون ونصب لعنة، وبه قرأ الباقون وفتحت أن لوقوع الفعل عليها أي: بأن ولعنة اسمها والظرف خبرها، ويأتي موضع النور في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا إمالة "نادى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعم} [44] قرأ علي بكسر العين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤذن} قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن لعنة} قرأ نافع وقنبل والبصري وعاصم بإسكان {أن} مخففة، ورفع {لعنة} والباقون بتشديد {أن} ونصب {لعنة} ). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
{وَنَادَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة.
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
{قَالُوا نَعَمْ}
- قراءة الجماعة (نعم) بفتح النون والعين.
وهي الصواب عند الطبري؛ لأنها القراءة المستفيضة في قراء الأمصار، واللغة المشهورة في العرب.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش والشنبوذي والكسائي وعمر بن الخطاب وابن مسعود (نعم) بفتح الأول وكسر الثاني، وهي لغة كنانة وهذيل، وهي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وعمر وعلي وابن الزبير.
وفي اللسان/ نعم: (.. وقال أبو عثمان النهدي:
أمرنا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعم: فقال: لا تقولوا: نعم، وقولوا: نعم، بكسر العين، وقال بعض ولد الزبير:
[معجم القراءات: 3/56]
ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم. بكسر العين).
ومثل هذا النص في التاج.
وقال مكي: (وكأن من كسر العين في (نعم) أراد أن يفرق بين (نعم) الذي هو حرف جواب، وبين (نعم) الذي هو اسم للإبل والبقر والغنم، وقد روي عن عمر إنكار (نعم) بفتح العين في الجواب، وقال: قل: نعم).
وقال الطوسي:
(وقال أبو الحسن الأخفش: نعم ونعم لغتان، فالكسر لغة كنانة وهذيل، والفتح لغة باقي العرب، وفي القراءة الفتح).
وذكروا أنه لم يحك سيبويه الكسر.
وفي التاج: (وفي حديث قتادة عن رجل من خثعم قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمنى فقلت: أنت الذي تزعم أنك نبي فقال: نعم (وكسر العين).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (نحم) بإبدال العين حاءً، وحكى هذا الإبدال النضر بن شميل.
وفي حاشية الجمل:
(وتبدل عينها حاء، وهي لغة فاشية، كما تبدل حاء (حتى) عينًا) وقد نقله عن السمين.
[معجم القراءات: 3/57]
وقال ابن هشام:
(والفارسي لم يطلع على هذه القراءة، وأجازها بالقياس) أي قراءة ابن مسعود.
{فَأَذَّنَ}
- ذكر ابن خالويه أنه قرأ ورش وأبان عن عاصم (فاذن) بلا همز.
{مُؤَذِّنٌ}
- قرأ ورش وأبان عن عاصم وأبو جعفر والشموني (موذن) بغير همز، وذلك على إبدالها واوًا مفتوحة.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (مؤذن).
{أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل واليزيدي وابن محيصن وقنبل بخلاف عنه من طريق ابن الصلت، وابن مجاهد فيما قرأه على قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير (أن لعنة) بإسكان النون مخففة، ورفع (لعنة) على جعل (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن ولعنة: مبتدأ، والظرف بعده خبر، والجملة الاسمية خبر (أن).
[معجم القراءات: 3/58]
وذكروا أنه يجوز أن تكون بمعنى (أي) التي للتفسير؛ لأن الأذان قول.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر وابن كثير في رواية شبل وقنبل بخلاف عنه والبزي والقواس وخلف وابن شنبوذ (أن لعنة..) بتثقيل (أن)، ونصب ما بعده به.
- وقرأ عصمة عن الأعمش (إن لعنة) بكسر الهمزة والتثقيل، على إضمار القول، أو إجراء (أذن) مجرى (قال).
- وحكى أبو عبيد أن الأعمش قرأ (أن لعنة الله) بتخفيف النون، ونصب (لعنة)، وهذا على إعمال (أن) مع تخفيفها). [معجم القراءات: 3/59]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
{بِالْآَخِرَةِ}
- سبقت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة، وهي:
- تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الراء.
{كَافِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/59]

قوله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يطمعون} كاف وقيل تام، فاصلة ومنتهى النصف بلا خلاف). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
{بِسِيمَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
[معجم القراءات: 3/59]
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم هذا في الآية/273 من سورة البقرة.
{وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
- قرأ أبو الدقيش (وهم طامعون).
- وقرأ إياد بن لقيط (وهم ساخطون).
وقراءة الجماعة (وهم يطمعون) ). [معجم القراءات: 3/60]

قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذا صرفت أبصارهم}
{تلقا أصحاب} [47] قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الهمزة الأولى، مع القصر والمد، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وإبدالها ألفًا مع المد، للساكن بعده، وتحقيق الأولى، والباقون بتحقيقهما). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
{وَإِذَا صُرِفَتْ}
- قرأ الأعمش وابن مسعود وسالم في رواية (وإذا قلبت..).
- وقراءة الجماعة (وإذا صرفت).
{تِلْقَاءَ أَصْحَابِ}
- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع القصر والمد (تلقاء أصحاب).
- وسهل الهمزة الثانية، ورش وقنبل وأبو جعفر والأزرق.
- ولهم أيضًا إبدالها ألفًا مع المد المشبع للساكنين.
- والباقون على تحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (تلقاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر
[معجم القراءات: 3/60]
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/61]

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "سيماهم" بالبقرة وأما "تلقاء أصحاب" فهمزتان مفتوحتان تقدم حكمهما قريبا في جاء أجلهم غير أن من أبدل الهمزة الثانية عن الأزرق وقنبل يشبع المد هنا للساكن بعد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ونادى" و"ما أغنى" و"ننساهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى والأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}
{وَنَادَى}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة في (ناداهما).
{بِسِيمَاهُمْ}
انظر الآية السابقة/47، والآية/273 من سورة البقرة، ففيهما بيان الإمالة.
{مَا أَغْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{تَسْتَكْبِرُونَ}
- قرأت فرقة (تستكثرون)، بالثاء المثلثة من الكثرة.
- وقراءة الجماعة بالياء (تستكبرون)، أي تستكبرون عن الحق، أو على الحق.
- ورقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/61]

قوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) و(وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا) وما شاكل ذلك على ما لم يسم فاعله موصولة الهمزة طَلْحَة طريق الفياض، وحكى أبو الحسين، والرَّازِيّ عن رُوَيْس التي في الحجر " هكذا، زاد الرَّازِيّ عن ابن مأمون (ادْخُلُوهَا) بفتح الألف، أما ما أورده الْخَبَّازِيّ فوافقه فيه ابن الْحَمَّامِيّ، وما تفرد به الرَّازِيّ فهو خطأ بين، الباقون بوصل الألف على تسمية الفاعل، وهو
[الكامل في القراءات العشر: 552]
الاختيار لقوله: (لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({برحمةٍ ادخلوا} [49] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49]، وتقدم وجها وخفية
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/331]
[الأعراف: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" التنوين من "برحمة ادخلوا" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن قنبل لكونه عن جر فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد واختلف أيضا عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش كسره، وكذا الرملي عن الصوري وروى الصوري من سائر طرقه الضم، وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر، وبالضم قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {برحمة ادخلوا} [49] قرأ البصري وعاصم وحمزة وابن ذكون بخلاف عنه بكسر التنوين، والباقون بالضم، وهو الطريق الثاني لابن ذكوان). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
{بِرَحْمَةٍ}
- قراءة الكسائي بإمالة الميم والهاء في الوقف.
{بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والمطوعي والحسن ويعقوب وابن شنبوذ عن قنبل، وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش،
[معجم القراءات: 3/61]
كذا رواية الرملي عن الصوري (برحمتن ادخلوا) بكسر التنوين على أصل التقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وابن مجاهد عن قنبل والصوري عن ابن ذكوان (برحمتن ادخلوا) بضم التنوين على إتباعه الحرف الثالث مما بعده وهو الخاء.
قال في الإتحاف: (وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر).
وقال في النشر (والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، رواهما عنه غير واحد والله أعلم).
{ادْخُلُوا}
- قراءة الجماعة (.. ادخلوا) على الأمر بهمزة وصل في أوله، وهو أمر من (دخل) الثلاثي، فهو أمر بدخول الجنة للمؤمنين، أي: ادخلوها آمنين.
- وقرأ الحسن وابن هرمز (أدخلوا) على الأمر من (أدخل) الرباعي، أي: أدخلوا أنفسكم، أو يكون خطابًا للملائكة، ثم خاطب بعد ذلك البشر، فقال: لا خوف عليكم.
- وقرأ طلحة وابن وثاب والنخغي (أدخلوا) مبنيًا للمفعول، وهو على الخبر، أي فعل بهم ذلك.
[معجم القراءات: 3/62]
- وقرأ عكرمة وطلحة (دخلوا) إخبارًا بفعلٍ ماضٍ.
{خَوْفٌ عَلَيْكُمْ}
- سبق فيه ثلاث قراءات:
- لا خوف ... بالرفع والتنوين، وهي قراءة العامة.
- لا خوف ... بالرفع من غير تنوين، للتخفيف، وهي قراءة ابن محيصن.
- لا خوف ... بالفتح من غير تنوين، على البناء على الفتح على جعل (لا) للتبرئة، وهي قراءة يعقوب والحسن.
وانظر الآية/38 من سورة البقرة.
{تَحْزَنُونَ}
- قراءة الجماعة (تحزنون) بفتح التاء.
- وقرأ طلحة (تحزنون) بضم التاء على ما لم يسم فاعله.
- وقرأ المطوعي (تحزنون) بكسر أوله.
وتقدم هذا في سورة الفاتحة في (نستعين) ). [معجم القراءات: 3/63]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (50) إلى الآية (51) ]

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (و"أبدل" الثانية من "الماء أو" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المآء أو} [50] إبدال الثانية ياءً للحرميين والبصري، وتحقيقها للباقين جلي). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
{وَنَادَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/22 من هذه السورة (ناداهما).
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران.
{مِنَ الْمَاءِ أَوْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن
[معجم القراءات: 3/63]
واليزيدي (من الماء يو)، وذلك بإبدال الهمزة الثانية ياءً مفتوحة.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (من الماء أو).
{رَزَقَكُمُ اللَّهُ}
- قرأ بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{الْكَافِرِينَ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي ورويس وابن ذكوان من رواية الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/64]

قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{نَنْسَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/64]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (52) إلى الآية (53) ]

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ) بالضاد ابن مُحَيْصِن طريق العراقي، الباقون بالصاد، وهو الاختيار لقوله: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جئناهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/50]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "فضلناه" بالضاد المعجمة أي: على غيره "وعن" الحسن "فنعمل" برفع اللام أي: فنحن نعمل ونصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا، واتفق على رفع "نرد" على أنه عطف فعلية على اسمية وهي هل لنا إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
[معجم القراءات: 3/64]
{جِئْنَاهُمْ}
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه (جيناهم) بإبدال الهمزة الساكنة ياءً.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون في تحقيق الهمز (جئناهم).
{فَصَّلْنَاهُ}
- قراءة الجماعة (فصلناه) بالصاد المهملة من التفصيل.
- وقرأ ابن السميفع وابن محيصن من طريق البزي بخلاف عنه وعاصم الجحدري (فضلناه) بالضاد المنقوطة.
والمعنى: فضلناه على جميع الكتب.
وذكر أبو معشر أنها لغة بعض أهل اليمن يبدلون من الصاد ضادًا.
ورد هذا الصفراوي ورأى أنه على ظاهره بمعنى فضلناه وشرفناه؛ إذ يمكن حمله على معنى صحيح في جميع لغات العرب لا على لغة واحدة.
{هُدًى}
- سبقت الإمالة فيه، انظر الآيتين/2 و5 من سورة البقرة.
{هُدًى وَرَحْمَةً}
- قراءة الجماعة (هدىً ورحمةً) بالنصب على الحال من الهاء في (فصلناه)، أو هو مفعول له، ويجوز عند الفراء أن يكون نصبه على المصدر، قال: (وقد تنصبهما على الفعل).
[معجم القراءات: 3/65]
- وقرأ زيد بن علي (هدىً ورحمةٍ) بالجر على البدل من (بكتابٍ)، أو (على علمٍ)، أو على النعت لـ (كتاب).
قال الفراء:
(ولو خفضته على الإتباع للكتاب كان صوابًا...)، وإلى مثل هذا ذهب الكسائي.
ونقل عنهما هذا أبو حيان، وتجد مثله عند القرطبي، والنحاس، فقد نقلاه أيضًا عن الفراء والكسائي.
وقال الطوسي:
(وإنما لم يوصف القرآن بأنه هدى للكفار لئلا يتوهم أنهم اهتدوا به، وإن كانت هدايةً لهم، بمعنى أنه دلالة لهم وحجة)، فهو قد رد الوصفية بهذا.
- وقرئ (هدى ورحمة) بالرفع على الاستئناف، أي: هو هدىً ورحمة.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا ساكنة انظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/66]

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَنَعْمَلُ) بالرفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على قوله: (فَيَشْفَعُوا) الياء). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
{تَأْوِيلَهُ ... تَأْوِيلُهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش (تاويله..) كذا بإبدال الهمزة الساكنة واوًا فيهما.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
قال النحاس: (وأهل المدينة يخففون الهمزة ويجعلونها ألفًا)، ومثل هذا عند الطبري.
قلت: هذا مشهور مذهب أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، والخلاف فيه معروف عن أبي عمرو.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (تأويله ...).
{يَأْتِي}
- حكم الهمزة وإبدالها ألفًا (ياتي) كالذي تقدم في (تاويله).
{الَّذِينَ نَسُوهُ}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَسُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نسوهو..) بوصل الهاء بواو.
{قَدْ جَاءَتْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية السابقة/53 من هذه السورة (ولقد جئناهم).
وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{رُسُلُ}
- قراءة المطوعي (رسل) بسكون السين.
[معجم القراءات: 3/67]
وتقدم هذا مرارًا.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء والإظهار.
{أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ}
- قراءة الجمهور (أو نرد فنعمل) برفع الدال ونصب اللام على إضمار أن في جواب الاستفهام الثاني، فقد عطف جملة فعلية على جملة اسمية، وتقدمهما استفهام، فانتصب الجوابان، أي: هل شفعاء لنا فيشفعوا لنا في الخلاص من العذاب، أو هل نرد إلى الدنيا فنعمل عملًا صالحًا.
وقال العكبري:
(أو نرد: المشهور الرفع، وهو معطوف على موضع (من شفعاء)، وتقديره: أو هل نرد.
فنعمل: على جواب الاستفهام أيضًا).
وقال مكي: (نرد: مرفوع عطف على الاستفهام، بمعنى: أو هل نرد؛ لأن معنى: (هل لنا من شفعاء) هل يشفع لنا أحد، أو هل نرد، فعطفته على المعنى).
- وقرأ الحسن البصري (أو نرد فنعمل) بنصب الدال ورفع اللام عكس القراءة السابقة.
قال الزمخشري: (بمعنى: فنحن نعمل) ونقله أبو حيان.
قلت: قراءة النصب في (أو نرد) لأنه عطف على (فيشفعوا) أو أن (أو) بمعنى إلى أن، أو حتى أن، على ما اختاره الزمخشري، وقد
[معجم القراءات: 3/68]
ذكر هذا التخريج الشهاب.
- وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد ويزيد النحوي (أو نرد فنعمل) برفعهما، أما (نرد) فقد مضى تخريج الرفع فيه في القراءة الأولى، وأما (فنعمل) فهو عطف على (نرد).
قال العكبري: (ويقرأ برفعهما: أي: فهل نعمل، فهو داخل في الاستفهام).
- وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو حيوة (أو نرد فنعمل) بنصبهما عطفًا على (فيشفعوا لنا) جوابًا على جواب.
قال الفراء:
(ولو نصب (نرد) على أن تجعل (أو) بمنزلة (حتى) كأنه قال: فيشفعوا لنا أبدًا حتى نرد فنعمل، ولا نعلم قارئًا قرأ به) كذا!!.
- وذكر ابن جني أن الحسن قرأ (أو تريد فنعمل) فهو على هذه القراءة على أنهم تمنوا إرادته عز وجل إيمانهم وعملهم.
{غَيْرَ الَّذِي}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{قَدْ خَسِرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/69]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الشين وتخفيفها من قَوْله {يغشي اللَّيْل النَّهَار} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة وَكَذَلِكَ في الرَّعْد 3
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {يغشى} مَفْتُوحَة الْغَيْن مُشَدّدَة الشين وَكَذَلِكَ في الرَّعْد
وروى حَفْص عَن عَاصِم {يغشى} سَاكِنة الْغَيْن خَفِيفَة
وَأما قَوْله {إِذْ يغشيكم النعاس} الْأَنْفَال 11 فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (إِذْ يغشاكم النعاس) رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يغشيكم} بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن وَتَشْديد الشين و{النعاس} نصبا
وَقَرَأَ نَافِع {يغشيكم} من أغشى خَفِيفَة بِغَيْر ألف {النعاس} نصبا). [السبعة في القراءات: 282]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} 54
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} رفعا كلهَا وَنصب الْبَاقُونَ هَذِه الْحُرُوف كلهَا). [السبعة في القراءات: 282 - 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يغشي) وفي الرعد، مشدد، كوفي - غير حفص - وزيد، ورويس، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والشمس) وما بعده رفع شامي). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يغشى) [54]، وفي الرعد [3]: مشدد: حمصي، وعراقي غير
[المنتهى: 2/701]
أبي عمرو وحفص، وافق ابن عتبة ها هنا). [المنتهى: 2/702]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الشمس) [54]، وما بعده: رفع: دمشقي). [المنتهى: 2/702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (يغشى) بالتشديد هنا وفي الرعد، وخفف الباقون). [التبصرة: 214]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع فيهن، ونصبهن الباقون، غير أن التاء من (مسخرات) مكسورة لأنها غير أصلية). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وحمزة، والكسائي: {يغشى الليل} (54) مثقلاً. وكذلك في الرعد.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 288]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} (54): برفع الأربعة.
والباقون: بنصبها، غير أن التاء مكسورة من: {مسخرات} ). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وحمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف: (يغشي الّيل) مثقلًا وكذلك في الرّعد، والباقون مخففا.
ابن عامر: (والشّمس والقمر والنجوم مسخرات) برفع الأربعة والباقون بنصبها غير أن التّاء مكسورة من (مسخرات) ). [تحبير التيسير: 372]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُغْشِي اللَّيْلَ)، وفي الرعد مشدد أبو بحرية وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وعراقي غير أَبِي عَمْرٍو إلا الجعفي [(وَحِفْظًا)]، وابْن سَعْدَانَ، والزَّعْفَرَانِيّ وافق ابن عتبة ها هنا، الباقون خفيف، أما في الأنفال فبضم الياء وكسر الشين خفيف، " النُّعَاسَ " نصب مدني وأبو بشر، وابْن سَعْدَانَ وفتح الياء والشين خفيف (النُّعَاسُ) رفع أَبُو عَمْرٍو غير الجعفي، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ غير أبان، الباقون مشدد، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لتكثير الفعل، (وَالشَّمْسَ) وما بعدها مرفوع، وفي النحل دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة وافق أبو حيوة، وأبان بن تعلب في (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ) في السورتين حفص في النحل كذلك، وافقهما، والاختيار على الابتداء، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {يُغْشِي} هنا، وفي [الرعد: 3] مثقل: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[54]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (687 - وَيُغْشِي بِهاَ وَالرَّعْد ثَقَّلَ صُحْبَةٌ = وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاَثَةِ كَمَّلاَ
688 - وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([687] ويغشى بها والرعد ثقل (صحبة) = و والشمس مع عطف الثلاثة (كـ)ملا
[688] وفي النحل معه في الأخيرين (حفصهم) = ونشرًا سكون الضم في الكل (ذ)للا
[689] وفي النون فتح الضم (شـ)افٍ و(عاصم) = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
أغشی وغشی: لغتان؛ كما قال: {فأغشينهم} و(فغشيها ما غشی).
ومعنى قوله: (كمل)، أنه رفع الأربعة.
والرفع، على الابتداء والخبر.
والنصب، بالعطف على: {خلق السموت والأرض والشمس والقمر والنجوم}. و{مسخرت}، منصوب على الحال. هذا توجيه الكسائي والأخفش.
ويجوز أن ينصب على: وجعل الشمس والقمر، عطفًا عن معنى يُغشي، لأن معناه: جعلهما.
وكذلك قال ابن مجاهد.
[فتح الوصيد: 2/926]
وقرأ ابن عامر في النحل أيضًا: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرت} برفع الأربعة.
ولم يكمل الرفع حفص، لكنه وافقه على: {والنجوم مسخرت}، فرفع {النجوم} على الابتداء، والخير: {مسخرت}.
{والشمس} وما عطف عليها في قراءة ابن عامر، مرفوع بالابتداء.
و{مسخرت}: الخبر.
وأما قراءة النصب في النحل، ففي {مسخرت} ثلاثة أوجه:
إما أن يقدر: وكل النجوم مسخرات.
وإما أن يقدر: ونفعكم بالشمس والقمر والنجوم مسخرات لما خلقن له بأمره على المعنى، لأن قوله: {وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر} راجع إلى معنى الامتنان بانتفاع الخلق بذلك.
وإما أن تكون {مسخرت}، منصوبًا على المصدر، ويكون جمع مسخر؛ يقال: سخره مسخرًا، مثل: سرحه مسرحًا.
ومعنى الجمع، أنه سخرها أنواعًا من التسخير). [فتح الوصيد: 2/927]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([687] ويغشي بها والرعد ثقل صحبةٌ = ووالشمس مع عطف الثلاثة كملا
ح: (يُغشى): مفعول (ثقل)، (بها): حال، ضميرها: للسورة، عطف عليها (الرعد ) من غير إعادة الجار، و (والشمس): مفعول (كملا)، والواو الثانية: لفظ القرآن.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: (يُغشى اليل والنهار) في هذه السورة [54] والرعد [3] بالتثقيل من التغشية، والباقون: بالتخفيف من الإغشاء، ومعناهما واحد.
وقرأ ابن عامر: {والشمس} مع الألفاظ الثلاثة المعطوفة عليه، أي: (والشمسُ والقمرُ والنجومُ مسخراتٌ) [54] بالرفع على
[كنز المعاني: 2/246]
الابتداء، واكتفى بإثبات المرفوع عن القيد، والباقون: بالنصب على مفعول {خلق} المذكور قبل.
وقال: (عطف الثلاثة)، مع أن المعطوف اثنان لأن {مسخراتٍ} في حيز ما عطف، فأعطي حكمه.
[688] وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرًا سكون الضم في الكل ذللا
[689] وفي النون فتح الضم شافٍ وعاصمٌ = روى نونه بالباء نقطةٌ اسفلا
ب: (ذللا): من الجمل الذلول، وهو الذي رُيَّض، أي: سُهِّل.
ح: (حفصهم): مبتدأ، (معه): خبر، والضمير: لابن عامر، (في النحل): ظرف الخبر، أي: صاحبه في النحل، (في الأخيرين): عطف بيان منه، (نشرًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: عوض عن العائد إلى المبتدأ، (ذلل): خبره، (في الكل): حال، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (فتح الضم): مبتدأ، (شافٍ): خبره، (في النون): ظرف الخبر، (نقطةٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: هي ذات نقطة، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: بها نقطة، و (أسفلا): حال.
ص: يعني: حفصٌ موافق لابن عامر في سورة النحل في رفع الأخيرين، يعني: {والنجوم مسخرات} في قوله تعالى: {وسخر لكم الليل
[كنز المعاني: 2/247]
والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] على الابتداء، وينصب {والشمس والقمر} كالباقين، ويرفعهما ابن عامر أيضًا كما في الأعراف [54]، ولم يعلم من البيت إلا بالقرينة السابقة، اللهم إلا أن يقال: وفي النحل من تتمة الأول عطفًا على محذوف، أي: هنا، وفي النحل، ويكون: (معه في الأخيرين حفصهم): جملة اسمية وقعت حالًا بالضمير وحده، والنصب: على تقدير (سخر) أو (جعل).
ثم قال: سكون الضم الشين في {نشرًا} في كل القرآن سهلٌ للكوفيين وابن عامر، يعني: سكنوا شينه، يريد قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح نشرًا) [57]، والباقون: بالضم، ثم من الذين سكنوا الشين يفتح النون حمزة والكسائي، والباقون: يضمونها، ثم عاصم من الباقين يبدل النون بالباء المنقوطة من تحت.
فتحصل: لحمزة والكسائي (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين على أنه
[كنز المعاني: 2/248]
مفعول مطلق؛ لأن {يرسل الريح} في معنى (ينشر)، أو حال، أي: ذوات نشرٍ، ولابن عامر: (نُشرًا) بضم النون وإسكان الشين، ولنافع وابن كثير وأبي عمرو (نُشرًا) بضم النون والشين، وهما جمع (نشورٍ)، نحو: (زَبُورٍ)، و(زُبُر)، أُسكن الشين في الأول تخفيفًا، ويبقى لعاصم {بُشرًا} بالباء المضمومة وسكن الشين جمع (بشير)، كـ (كُرم) جمع (كريم)، أسكن الشين تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/247]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (687- وَيُغْشِي بِها وَالرَّعْد ثَقَّلَ "صُحْبَةٌ"،.. وَوَالشَّمْسُ مَعْ عَطْفِ الثَّلاثَةِ كَمَّلا
يريد: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} بهذه السورة وبالرعد التخفيف فيها والتشديد لغتان، ويقال: أغشى وغشى، مثل: أنزل ونزل وأما: {وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}، فقرئت الأربعة بالرفع والنصب أما الرفع فعلى الابتداء والخبر مسخرات وأما النصب فعلى تقدير: وخلق الشمس والقمر والنجوم مسخرات، فيكون نصب مسخرات على الحال أو يكون على إضمار جعل فيكون مسخرات مفعولا به فقوله: "وَالشَّمْسَ" أدخلا واو العطف الفاصلة على واو التلاوة، وأطلق لفظ الشمس ولم يقيد حركتها؛ ليعلم أنها رفع، ثم قال: مع عطف الثلاثة يعني: بالثلاثة "وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَات"، وهذه الثلاثة منها اثنان معطوفان وثالث وهو "مُسَخَّرَات" ليس معطوفا، لكنه في حيز ما عطف، فأعطاه حكمه، فلهذا قال: مع عطف الثلاثة؛ أي: مع الثلاثة المتصفة بالعطف فهو من باب سحق عمامة؛ أي: عمامة موصوفة بأنها سحق؛ أي: ذات سحق بمعنى بالية فكذا هذه الثلاثة موصوفة بأنها ذات عطف؛ أي: معطوفة، وقوله: كمل الرفع في الأربعة، والفاعل هو القارئ أو هذا اللفظ؛ لأن التكميل فيه كما سبق في خاطب، والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/171]
688- وَفِي النَّحْلِ مَعْهُ فِي الأَخِيرَيْنِ حَفْصُهُمْ،.. وَنُشْرًا سُكُونُ الضَّمِّ فِي الكُلِّ "ذَ"لِّلا
معه؛ أي: مع ابن عامر في رفع الأخيرين حفص؛ أي: وافقه على رفع: {النُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} في سورة النحل، ولم يوافقه على رفع: {وَالشَّْسَ وَالْقَمَرَ} في النحل، ولا على رفع الأربعة هنا في عبارة الناظم نظر، وذلك أنها لا تخلو من تقديرين وكلاهما مشكل أحدهما أن يكون تقدير الكلام حفص وابن عامر على الرفع في الأخيرين في النحل فهذا صحيح، ولكن لا يبقى في نظمه دلالة على أن ابن عامر يرفع الأولين في النحل؛ لأن لفظه في البيت الأول لم يأتِ فيها مما يدل على الموضعين ولفظه في هذا البيت لم يتناول لا الأخيرين، والتقدير الثاني أن يكون في النحل متعلقا بالبيت الأول كأنه قال: برفع هذه الأربعة هنا، وفي النحل ثم ابتدأ، وقال: معه في الأخيرين حفص، وهذا وإن كان محصلا لعموم رفع الأربعة في الموضعين لابن عامر فلا يبقى في اللفظ دلالة على أن حفصا لم يوافقه لا على رفع الأخيرين في النحل فقط بل يبقى ظاهر الكلام أن حفصا موفقة على رفع الأخيرين في الموضعين، فلو قال على هذا التقدير:
وفي النحل حفص معه ثم في الأخيرين نشرا إلى آخر البيت
لاتضح المعنى بقوله: ثم؛ لدلالته على تخصيص موافقة حفص مما في النحل فقط، والذي في النحل هو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}، فرفع الأربعة ظاهر على ما سبق، ورفع الأخيرين على الابتداء والخبر والشمس والقمر نصبهما على ما توجه به نصب الأربعة وذلك بفعل مضمر وهو: وخلق الشمس أو وجعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/172]
الشمس وما بعدهما، فيكون "مسخرات" حالا أو مفعولا به كما مضى أو يقدر هذا الفعل قبل والنجوم، ويكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار، وإنما لم نقل ذلك في: "والنجوم مسخرات"؛ لأن الفعل الناصب هو: وسخر، فيصير المعنى: وسخر النجوم مسخرات وهذا غير مستقيم، ويجوز أن يكون المعنى: ونتعلم هذه الأشياء في حال كونها مسخرات لما خلقن له، أو يكون مسخرات بمعنى تسخيرات فيكون مصدرا؛ أي: سخرها أنواعا من التسخير كقوله: سرحه مسرحا، ووقع في تفسير الواحدي خلل في نقل قراءة حفص في النحل، فقال: وقرأ حفص مسخرات بالرفع وحدها، وجعلها خبر مبتدأ محذوف كأنه قال: هي مسخرات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/173]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (687 - ويغشي بها والرّعد ثقّل صحبة = وو الشّمس مع عطف الثّلاثة كمّلا
688 - وفي النّحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرا سكون الضّمّ في الكلّ ذلّلا
689 - وفي النّون فتح الضّمّ شاف وعاصم = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
قرأ شعبة وحمزة والكسائي: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ* هنا وفي الرعد، بتثقيل الشين ومن ضرورته فتح الغين. وقرأ الباقون بتخفيف الشين ويلزمه إسكان الغين في الموضعين. وقرأ ابن عامر برفع لفظ وَالشَّمْسَ ورفع الأسماء الثلاثة وبعده وهي: وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* هنا وفي سورة النحل. وأخذ الرفع له من اللفظ، ووافق حفص ابن عامر على رفع الاسمين الأخيرين في سورة النحل وهما: وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ*. ويفهم من هذا أن حفصا يقرأ بنصب الأسماء الأربعة هنا، ونصب الاسمين في سورة النحل وهما: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ. وأن الباقين يقرءون بنصب الأسماء الأربعة هنا وفي سورة النحل، ولا يخفى أن نصب مُسَخَّراتٍ يكون بالكسرة لكونه جمع مؤنث سالما). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114 - يُغَشِّيْ لَهُ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):( {يغشي الليل النهار} [54] هنا والرعد [23] بتشديد الشين واللام في {أبلغكم} كخلف). [شرح الدرة المضيئة: 130]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُغْشِي اللَّيْلَ هُنَا وَالرَّعْدِ فَقَرَأَهُ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِتَشْدِيدِ الشِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا فِيهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْأَرْبَعَةِ الْأَسْمَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ مُسَخَّرَاتٍ لِأَنَّهَا تَاءُ جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {يغشي الليل} هنا [54] والرعد [3] بتشديد الشين، والباقون بتخفيفها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [54] برفع الأسماء الأربعة، والباقون بنصبها وكسر التاء من {مسخرات} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (633- .... .... .... يغشي معا = شدّد ظما صحبة والشّمس ارفعا
634 - كالنّحل مع عطف الثّلاث كم وثم = معه في الآخرين عد .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ا) تل لعنة لهم يغشي معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
يعني قوله «يغشّي الليل النهار» في الموضعين هنا، وفي الرعد بتشديد الشين يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقون بالتخفيف قوله: (والشمس) يريد قوله «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره» هنا، وفي النحل رفع الأربعة كما لفظ به ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، ووجه الرفع هنا وفي النحل أن تكون على الابتداء والخبر «مسخرات» والباقون بنصب الأربعة هنا على أنه عطف الثلاثة على السموات والأرض، ومسخرات حال، وفي النحل بفعل مقدر: أي وخلق أو جعل، فيكون مسخرات حالا على الأول ومفعولا على الثاني، أو يكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار والنجوم بفعل مقدر على ما تقدم.
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م وثم = معه في الآخرين (ع) د نشرا بضم
يعني قوله تعالى أيضا في النحل «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره»، قوله: (مع عطف) أي الثلاث الكلمات التي بعد والشمس هي والقمر والنجوم ومسخرات، فالاثنان منها معطوفان حقيقة والثالث وهو مسخرات في حكم المعطوف فأعطى حكمه، كأنه قال مع الثلاثة الموصوفة بالعطف كما قال الشاطبي رحمه الله قوله: (قوله وثم) أي هناك، يعني في النحل يوافق حفص وابن عاقر على رفع الأخيرين: أي «والنجوم مسخرات»، وهذا أوضح من الشاطبية حيث قال: وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم، وأصرح فإن ذلك مشكل كما بيناه في موضعه، ووجه، رفع الأخيرين فقط في النحل ظاهر على الابتداء والخبر، ولم يجر ذلك في الأعراف لأنه ليس قبله وسخر بخلاف النحل قوله: (عد) من العود: أي عد إلى رفع الأخيرين المذكورين لابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 233]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ا) تل لعنة لهم يغشى معا = شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م و(ث) م = معه في الاخرين (ع) د نشرا بضمّ
ش: أي: قرأ ذو نون (نل) عاصم و(حما) البصريان، وهمزة (اتل) نافع، وزاي (زهر) قنبل في رواية ابن مجاهد، والشطوي عن ابن شنبوذ، وهي رواية ابن بويان عنه، وعليها أكثر العراقيين- أن لعنة الله [الأعراف: 44] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وكل من خفف رفع لعنة الله، والعكس بالعكس.
وقرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب، و(صحبة) حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وخلف يغشّى الليل النهار هنا [الآية: 54]، والرعد [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين، والباقون بإسكان الغين وتخفيف الشين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر: والشمس والقمر والنجوم مسخرات برفع الأسماء الأربعة هنا [الآية: 54] وفي النحل [الآية: 12].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/330]
وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه في الآخرين)، أي: وفي النحل اتفق حفص مع ابن عامر في الآخرين خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.
تنبيه:
علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.
وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.
وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.
ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] عليها- أي: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.
ووجه وجهي يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: 54]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: 9].
ووجه رفع الشمس وتاليها جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا في السّموت [لقمان: 20].
ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أي: وجعل الشمس؛ على حد الذي خلقهنّ [فصلت: 37].
ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفي الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات: مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.
ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/331] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُغْشِي اللَّيْل" [الآية: 54] هنا و[الرعد الآية: 3] فأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الغين وتشديد الشين من غشي المضاعف، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بسكون الغين وتخفيف الشين فيهما من أغشى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ" [الآية: 54] هنا وفي [النحل الآية: 12] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها، ورفع مسخرات على الابتداء والخبر، وقرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل؛ لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم ومسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات، فيلزم التأكيد، وقرأ الباقون بالنصب في الموضعين، والنصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات، ومسخرات حال من هذه المفاعيل، وفي النحل على الحال المؤكدة وهو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي: وجعل إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغشى} [54] قرأ شعبة والأخوان بفتح الغين، وتشديد الشين والباقون بإسكان الغين، وتخفيف الشين). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} قرأ الشامي برفع الأربعة، والباقون بنصبها، و{مسخرات} منصوبة بالكسر، لأنه مما جمع بألف وتاء). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأمره} [54] فيه لدى وقف حمزة وجهان، تحقيق الهمزة، وإبدالها ياء محضة، وما في الربع من غيره مما يصح الوقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}
- قرأ بعض المدنيين (إن ربكم الله) بنصب لفظ الجلالة.
- وذكر السمين أنها قراءة بكار.
وله عندي تخريجان:
الأول: على نصب (إن) الاسم والخبر، على مذهب من قال به، واحتج بقوله:
إن حراسنا أسدًا..، وهو بيت بن أبي ربيعة.
والثاني: أن (الله) بدل من (ربكم)، منصوب مثله، وما بعده الخبر، على تقدير: إن ربكم الله هو الذي خلق...
[وقد وجدت مثل هذا عند النحاس بعد تخريجه، ونصب الوجهين عنده جائز].
- وقرئ (أن ربكم) بفتح الهمزة، أي: لأن ربكم، وعزيت لأهل المدينة.
{اسْتَوَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/70]
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (يغشي الليل النهار) بضم الياء وسكون الغين، من (أغشى)، ونصب الليل والنهار، والفاعل: هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وزيد عن يعقوب وخلف والحسن والأعمش وحماد وسهيل ورويس (يغشى الليل النهار) بفتح الغين وتشديد الشين، من (غشى)، ونصب الليل والنهار، والتشديد للتكثير.
- وقرأ حميد بن قيس (يغشى..) بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين، من (غشي)، ثم اختلف النقل عنه في (الليل والنهار كما يلي:
أ- ذكر أبو عمرو الداني أن حميدًا قرأ (يغشى الليل النهار) بضم الليل على أنه الفاعل، والنهار: بالنصب على المفعولية.
ب- وذكر أبو الفتح ابن جني أن قراءة حميد بن قيس (يغشى الليل
[معجم القراءات: 3/71]
النهار) بنصب اللام، ورفع الراء على الفاعلية.
قال: (أي يغشى الليل النهار بأمره أو بإذنه...، والفاعل في قراءة حميد هو النهار: لأنه مرفوع.
وقال الزمخشري: (.. قراءة حميد ... بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار، أي: يدرك النهار الليل، و(يطلبه حثيثًا) حسن الملاءمة لقراءة حميد).
وذكر أبو حيان هذين الوجهين ثم قال: (قال ابن عطية: وأبو الفتح أثبت) انتهى.
قال أبو حيان معقبًا على كلام ابن عطية:
(وهذا الذي قاله من أن أبا الفتح أثبت، كلام لا يصح؛ إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات ومعرفتها وضبط رواياتها واختصاصه بذلك المكان الذب لا يدانيه أحد من أئمة القراءات فضلًا عن النحاة الذين ليسوا مقرئين، ولا رووا القرآن عن أحد، ولا روى عنهم القرآن، هذا مع الديانة الزائدة، والتثبت في النقل، وعدم التجاسر، ووفور الحظ من العربية، فقد رأيت له كتابًا في (كلا)، وكتابًا في (إدغام أبي عمرو الكبير) دلا على اطلاعه على ما لا يكاد يطلع عليه أئمة النحاة ولا المقرئين، إلى سائر تصانيفه - رحمه الله.
والذي نقله أبو عمرو الداني عن حميد أمكن من حيث المعنى؛ لأن ذلك موافق لقراءة الجماعة؛ إذ الليل في قراءتهم -وإن كان منصوبًا- هو الفاعل من حيث المعنى؛ إذ همزة النقل أو التضعيف صيره مفعولًا، ولا يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا من حيث المعنى، لأن المنصوبين تعدى إليهما الفعل، وأحدهما فاعل من حيث
[معجم القراءات: 3/72]
المعنى، فيلزم أن يكون الأول منهما كما لزم ذلك في: ملكت زيدًا عمرًا؛ إذ رتبة التقديم هي الموضحة أنه الفاعل من حيث المعنى كما لزم ذلك في: ضرب موسى عيسى..).
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- قراءة الجماعة (والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ) بالنصب في الأربعة، أما نصب الشمس والقمر والنجوم، فهو من باب العطف على السماوات في قوله: (خلف السماوات).
- وأما (مسخرات) فهو حال من هذه المفاعيل.
- وقرأ ابن عامر (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع في الثلاثة على الابتداء، و(مسخرات) خبر، والرفع هنا على الاستئناف.
- وقرأ أبان بن تغلب ومحمد بن الحنفية (والشمس والقمر والنجوم
[معجم القراءات: 3/73]
مسخرات) بنصب الشمس والقمر عطفًا على السماوات، ثم رفع (والنجوم مسخرات) على الابتداء والخبر.
{وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{بِأَمْرِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف (بيمره)، بإبدال الهمزة ياء محضة مفتوحة). [معجم القراءات: 3/74]

قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية} 55
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {تضرعا وخفية} بِكَسْر الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَنْعَام 63
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخفية} مَضْمُومَة الْخَاء
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم {وخفية} مَضْمُومَة). [السبعة في القراءات: 283]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {وخفية} (55): بكسر الخاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وخفية) قد ذكر في الأنعام (والرّيح) مذكور أيضا). [تحبير التيسير: 372] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ خُفْيَةً لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وخفيةً} [55] تقدم لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49]، وتقدم وجها وخفية
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/331]
[الأعراف: 55] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو بكر "وخفية" [الآية: 55] بكسر الخاء كما مر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخفية} [55] قرأ شعبة بكسر الخاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 622]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
{خُفْيَةً}
- قراءة الجماعة (خفية) بضم الخاء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم (خفية) بكسر الخاء.
وهما لغتان، وذكر هذا أبو علي.
وانظر الآية/3 من سورة الأنعام.
- ونقل ابن سيده في المحكم أن فرقة قرأت: (خيفة) بكسر الخاء وتقديم الياء على الفاء، من الخوف، أي: ادعوه باستكانة وخوف.
وذكر أبو حاتم أنها قراءة الأعمش.
وقال ابن عطية: (قال أبو حاتم: قرأها الأعمش فيما زعموا).
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
- قراءة الجماعة (إنه ...) بهاء الضمير.
[معجم القراءات: 3/74]
- وقرأ ابن أبي عبلة: (إن الله ...) جعل مكان المضمر المظهر). [معجم القراءات: 3/75]

قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "إصلاحا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
{إِصْلَاحِهَا}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{وَادْعُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (وادعوهو ...) بوصل الهاء بواو.
{إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ}
- وقف على التاء بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (إن رحمه ...)، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (إن رحمت ...)، وهي لغة طيء، وهي موافقة لصريح الرسم.
{رَحْمَةَ}
- وأمال الكسائي الميم في الوقف (رحمه) ). [معجم القراءات: 3/75]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:14 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير (وَهُوَ الذي يُرْسل الرّيح) وَاحِدَة {نشرا} مَضْمُومَة النُّون والشين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع {الرّيح} جمَاعَة {نشرا} مثقلة
وَقَرَأَ ابْن عَامر {الرّيح} جمَاعَة {نشرا} مَضْمُومَة النُّون سَاكِنة الشين
وَقَرَأَ عَاصِم {الرّيح} جمَاعَة {بشرا} بِالْبَاء خَفِيفَة الشين منونة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {الرّيح} على التَّوْحِيد {نشرا} بِفَتْح النُّون سَاكِنة الشين). [السبعة في القراءات: 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نشرا) بضم النون، خفيف شامي، يفتحه كوفي- غير عاصم بالباء عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نشرًا) [57]: بفتح النون هما، وخلف، وأبو عبيد، والمفضل. بالباء، وضمها عاصم إلا المفضل. بضم الشين حجازي، بصري، وافق أبو بشر في الفرقان [48]). [المنتهى: 2/702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (بشرًا) بالباء وهي مضمومة وإسكان الشين، وقرأ حمزة والكسائي بنون مفتوحة وإسكان الشين، ومثلهما ابن عامر غير أنه ضم النون، وقرأ الباقون بضم النون والشين، وكلهم نوّنوا وذلك حيث وقع). [التبصرة: 215]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (الريح) و(بسطة) و(إنكم) و(إن لنا لأجرًا) و(تعقلون) و(أورثتمها) و(يلهث) فيما تقدم فأغنى عن إعادته هنا). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {الريح} (57): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 289]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {بشرا} (57): بالباء مضمومة، وإسكان الشين، حيث وقع.
وابن عامر: بالنون مضمومة، وإسكان الشين.
وحمزة، والكسائي: بالنون مفتوحة، وإسكان الشين.
والباقون: بالنون مضمومة، وضم الشين). [التيسير في القراءات السبع: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وخفية) قد ذكر في الأنعام (والرّيح) مذكور أيضا). [تحبير التيسير: 372] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم: (بشرا) بالباء مضمومة وإسكان الشين حيث وقع، وابن عامر بالنّون مضمومة وإسكان الشين، وحمزة والكسائيّ وخلف بالنّون مفتوحة وإسكان الشين، والباقون بالنّون مضمومة وضم الشين). [تحبير التيسير: 372]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بُشْرًا) بضم النون وإسكان الشين الحسن، وشامي، والخفاف، وخارجة، وعبد الوارث كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، وبالياء ابن أبي عبلة، وعَاصِم غير المفضل، وعصمة، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة غير أن أبا حيوة، وابن أبي عبلة، وعصمة بفتح الباء، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ بضم الشين، وهو الاختيار لقوله: (مُبَشِّرَاتٍ) وفتح نونه هارون، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا المفضل، وأبان وعصمة، الباقون بضم النون والشين، أبو بشر في الفرقان كنافع، وعبيد فيها كالحسن). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {بُشْرًا} بفتح النون: حمزة والكسائي.
بالباء وضمها: عاصم.
بالنون مضمومة والإسكان: ابن عامر.
الباقون بضم النون والشين). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (688- .... .... .... .... = وَنُشْراً سُكُونُ الضَّمِّ فِي الْكُلِّ ذَلِّلاَ
[الشاطبية: 54]
689 - وَفي النُّونِ فَتْحُ الضمِّ شَافٍ وَعَاصِمٌ = رَوى نُونَهُ بِالْبَاءِ نُقْطَةٌ اسْفَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ونشرًا سكون الضم في الكل)، أي حيث ما وقع.
ومعنى (ذلل)، أي وطىء وسهل حق فهمه كل أحدٍ؛ ومن ذلك: بعيرٌ مذلل؛ يعني أنه قد ذل العبارة في تراجم هذا الحرف حتى قرب على كل أحد.
ألا تراه جمع أصحاب الإسكان، ثم ذكر من فتح النون منهم، وأدخل من ضم النون منهم مع أصحاب الضم، وأفرد من قرأ بالباء، ووقعت العبارة
[فتح الوصيد: 2/927]
فيه مطولة في جميع الكتب. و{نشرًا} بفتح النون، مصدر نشر نشرًا، لأن {يرسل الريح} قام مقام نشر.
ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال؛ أي منشرات.
و{نشرًا}، جمع نشور. و{نشرًا}، تخفيفه كرسل في رسل.
و{بشرًا}، جمع بشير، والأصل: بشرًا، فخفف). [فتح الوصيد: 2/928]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([688] وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم = ونشرًا سكون الضم في الكل ذللا
[689] وفي النون فتح الضم شافٍ وعاصمٌ = روى نونه بالباء نقطةٌ اسفلا
ب: (ذللا): من الجمل الذلول، وهو الذي رُيَّض، أي: سُهِّل.
ح: (حفصهم): مبتدأ، (معه): خبر، والضمير: لابن عامر، (في النحل): ظرف الخبر، أي: صاحبه في النحل، (في الأخيرين): عطف بيان منه، (نشرًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: عوض عن العائد إلى المبتدأ، (ذلل): خبره، (في الكل): حال، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (فتح الضم): مبتدأ، (شافٍ): خبره، (في النون): ظرف الخبر، (نقطةٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: هي ذات نقطة، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: بها نقطة، و (أسفلا): حال.
ص: يعني: حفصٌ موافق لابن عامر في سورة النحل في رفع الأخيرين، يعني: {والنجوم مسخرات} في قوله تعالى: {وسخر لكم الليل
[كنز المعاني: 2/247]
والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} [12] على الابتداء، وينصب {والشمس والقمر} كالباقين، ويرفعهما ابن عامر أيضًا كما في الأعراف [54]، ولم يعلم من البيت إلا بالقرينة السابقة، اللهم إلا أن يقال: وفي النحل من تتمة الأول عطفًا على محذوف، أي: هنا، وفي النحل، ويكون: (معه في الأخيرين حفصهم): جملة اسمية وقعت حالًا بالضمير وحده، والنصب: على تقدير (سخر) أو (جعل).
ثم قال: سكون الضم الشين في {نشرًا} في كل القرآن سهلٌ للكوفيين وابن عامر، يعني: سكنوا شينه، يريد قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح نشرًا) [57]، والباقون: بالضم، ثم من الذين سكنوا الشين يفتح النون حمزة والكسائي، والباقون: يضمونها، ثم عاصم من الباقين يبدل النون بالباء المنقوطة من تحت.
فتحصل: لحمزة والكسائي (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين على أنه
[كنز المعاني: 2/248]
مفعول مطلق؛ لأن {يرسل الريح} في معنى (ينشر)، أو حال، أي: ذوات نشرٍ، ولابن عامر: (نُشرًا) بضم النون وإسكان الشين، ولنافع وابن كثير وأبي عمرو (نُشرًا) بضم النون والشين، وهما جمع (نشورٍ)، نحو: (زَبُورٍ)، و(زُبُر)، أُسكن الشين في الأول تخفيفًا، ويبقى لعاصم {بُشرًا} بالباء المضمومة وسكن الشين جمع (بشير)، كـ (كُرم) جمع (كريم)، أسكن الشين تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/249]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما نشرا من قوله تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح نُشرًا".
وحيث شاء فأسكن شينا مدلول ذللا، ومعنى ذلك: سهل وقرب، وقوله: وسكون الضم مبتدأ ثانٍ، وقامت الألف واللام في الكلمة مقام الضمير العائد على المبتدأ الأول؛ أي: في كله؛ أي: في جميع مواضعه ثم قال:
689- وَفي النُّونِ فَتْحُ الضمِّ "شَـ"ـافٍ وَعَاصِمٌ،.. رَوى نُونَهُ بِالبَاءِ نُقْطَةٌ اسْفَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/173]
قرأ حمزة والكسائي بفتح النون وسكون الشين على أنها مصدر في موضع الحال أو مؤكدا؛ أي: ذات نشر أو نشرها؛ أي: نحييها فنشرت نشرا؛ أي: حييت من أنشر الله الموتى فنشرها، وأقام قوله: يرسل الريح مقام ينشرها، قال أبو زيد: أنشر الله الريح إنشارا إذا بعثها، وقراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو نشرا بضم النون والشين جمع نشور أو نشر وهي الريح الحية، وقراءة ابن عامر على تخفيف هذه القراءة بضم النون وإسكان الشين، وقراءة عاصم: "بُشْرًا" بباء مضمومة وإسكان الشين جمع بشير من قوله تعالى: {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}؛ أي تبشر بالمطر والرحمة، وقد مضى إعراب لفظ: لقطة أسفلا في سورة البقرة؛ أي: لها لقطة أسفلها قيدها بذلك خوفا من التصحيف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (688 - .... .... .... .... .... = ونشرا سكون الضّمّ في الكلّ ذلّلا
689 - وفي النّون فتح الضّمّ شاف وعاصم = روى نونه بالباء نقطة اسفلا
....
ووقع لفظ بُشْراً* في القرآن في ثلاثة مواضع: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ هنا، وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ في النمل، وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ بالفرقان، فقرأ ابن عامر والكوفيون بسكون ضم الشين في المواضع الثلاثة فتكون قراءة أهل سما بضم الشين. وقرأ حمزة والكسائي بفتح ضم النون في جميع المواضع، فتكون قراءة غيرهم بضمها. وقرأ عاصم بالباء الموحدة في مكان النون فتكون قراءة غيره بالنون. فيتحصل من هذا:
أن ابن عامر يقرأ بالنون المضمومة وسكون الشين، وأن عاصما يقرأ بالباء المضمومة وسكون الشين، وأن حمزة والكسائي يقرءان بالنون المفتوحة وسكون الشين، وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بالنون والشين المضمومتين ولا تخفي كيفية استنباط كل قراءة من النظم). [الوافي في شرح الشاطبية: 272]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَشْرًا هُنَا، وَالْفُرْقَانِ وَالنَّمْلِ فَقَرَأَ عَاصِمٌ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/269]
وَضَمِّهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا، وَإِسْكَانِ الشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَضَمِّ الشِّينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ " الرِّيَاحُ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ مَيِّتٍ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَخْفِيفِ تَذَكَّرُونَ مِنْ أَوَاخِرِ الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {بشرًا} هنا [57]، والفرقان [48]، والنمل [63] بالباء الموحدة وضمها وإسكان الشين، وابن عامر بالنون وضمها والإسكان، وحمزة والكسائي وخلف بالنون وفتحها والإسكان، والباقون بالنون وضمها وضم الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرياح} [57] تقدم في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ميتٍ} [57] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تذكرون} [57] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (634- .... .... .... .... .... = .... .... .... نشراً يضم
635 - فافتح شفا كلاًّ وساكناً سما = ضمّ وبا نل .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نشرا) بضم، يعني بضم النون منه والشين، يعني قوله تعالى «يرسل الرياح نشرا» هنا وفي الفرقان والنمل؛ وقد اختلف فيه على أربع قراءات: الأولى نشرا بفتح النون وإسكان الشين لحمزة والكسائي وخلف، فالفتح من قوله: فافتح أول البيت الآتي، والإسكان من ضده قراءة سما التي قيدها، ووجهها أنها مصدر في موضع الحال: أي ذات نشر أو ينشرها: أي يحييها فنشرت نشرا: أي من أنشر الله الموتى، فقام مقام ينشر. الثانية نشرا بضم النون والشين لنافع وابن كثير وأبي
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 233]
عمرو وأبي جعفر ويعقوب، فضم النون من قوله بضم في آخر البيت، وضم الشين من قوله ضم ساكنا على أنه جمع نشورا أو ناشر: وهي الريح المحيية.
الثالثة نشرا بضم النون وإسكان الشين لابن عامر، فالضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما أيضا، ووجهها أنها على التخفيف من القراءة الثانية. والرابع بشرا بالباء المضمومة وإسكان الشين لعاصم، فالباء من قوله وبا نل، والضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما، والوجه فيها أنه جمع بشير كقليب وقلب؛ والمعنى أنها تبشر بالمطر كقوله تعالى «ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات» وكان الأصل في هذه القراءة ضم الشين ولكنها سكنت تخفيفا، ولم يحتج إلى تقييد النون للباقين لأنه لفظ بها ولشهرتها، ثم إذا جمع نشرا إلى الرياح يصير فيها خمس قراءات: الأولى الريح نشرا بالتوحيد وفتح النون وإسكان الشين حمزة والكسائي وخلف. الثانية الريح نشرا بالتوحيد وضم النون والشين ابن كثير. الثالثة الرياح نشرا بالجمع وضم النون والشين نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. والرابعة الرياح نشرا بالجمع وضم النون وإسكان الشين ابن عامر. والخامسة الرياح بشرا بالجمع وبضم الباء وإسكان الشين عاصم.
فافتح (ش) فا كلّا وساكنا (سما) = ضمّ وبا (ن) ل نكدا فتح (ث) ما
أي النون المضمومة من نشرا قوله: (كلا) أي كل ما في القرآن، وهو هنا والفرقان والنمل قوله: (ساكنا) مفعول ضم قوله: (ضم) فعل أمر قوله: (وبا نل) أي وقرأه بالباء عاصم موضع النون الملفوظ بها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فافتح (شفا) كلا وساكنا (سما) = ضمّ وبا (ن) لـ نكدا فتح (ث) ما
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: نشرا بين يدي رحمته [هنا [الآية: 57]، وفي الفرقان [الآية: 48]، والنمل [الآية: 63] ] - بفتح الأول، وضمه غيرهم، وضم (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير الساكن- وهو الشين - وأسكنها غيرهم.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم بالباء الموحدة، والباقون بالنون.
فصار سما بالنون المضمومة وضم الشين، وابن عامر بالنون المضمومة وإسكان الشين، وعاصم بالباء الموحدة والإسكان، وشفا بالنون المفتوحة والإسكان.
وجه ضمي نشرا جعله جمع «ناشر»، أي: حي أو محيي، أو جمع «نشور» - ك «قبور» بمعنى ناشر، أو منشور ك «ركوب» - أي: مبسوط، أو بمعنى منشر [، أي:] محيي.
ووجه الضم والإسكان: أنه مخفف من الأولى ك «رسل».
ووجه فتح النون: أنه مصدر ملاق معنى يرسل بدليل وو النّشرت [المرسلات:
3]، أو موضع الحال على التقادير المتقدمة.
[و] وجه الباء جعله جمع «بشور» أو «بشير» ك «قليب» و«قلب»، ثم خفف على
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/332]
حد مبشّرت [الروم: 46]). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الميّت، وتذكّرون آخر الأنعام [الآية: 152] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الريح" بالجمع نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/51]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بشرا" [الآية: 57] هنا و[الفرقان الآية: 48] و[النمل الآية: 63] فقرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة، وإسكان الشين في الثلاثة جمع بشير كنذير ونذر وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة، وإسكان الشين، وهي مخففة من قراءة الضم، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون المفتوحة وسكون الشين مصدر واقع موقع الحال، بمعنى ناشرة أو منشورة، أو ذات نشر وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم النون والشين جمع ناشر كنازل ونزل وشارف وشرف، وافقهم ابن محيصن واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "أقلت سحابا" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني، وأظهرها عنه الحلواني من باقي طرقه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ميت" [الآية: 57] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} [57] قرأ المكي والأخوان بإسكان الياء التحتية، ولا ألف بعدها، على الإفراد، والباقون بفتح الياء، وألف بعدها، على الجمع). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشرًا} قرأ الحرميان والبصري بنون مضمومة، وشين مضمومة، والشامي بنون مضمومة، وشين ساكنة، وعاصم بياء موحدة مضمومة، وشين ساكنة، والأخوان بنون مفتوحة، وشين ساكنة، وإذا اعتبرتها مع {الرياح}:
فنافع والبصري بالجمع في {الرياح} وبالنون المضمومتين في {نشرا} ومكي وكذلك، إلا أنه قرأ بإفراد {الريح}..
والشامي بالجمع وضم النون، وسكون الشين، وعاصم كذلك، إلا أنه يجعل مكان النون باء موحدة، والأخوان بالتوحيد، ونون مفتوحة، وإسكان الشين). [غيث النفع: 622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ميت} [57] قرأ نافع والأخوان وحفص بتشديد الياء التحتية، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 623]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ الأخوان وحفص بتخفيف الذال، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}
{وَهُوَ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وإسكانها مرارًا.
وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الرِّيَاحَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن عباس
[معجم القراءات: 3/75]
والسلمي وابن أبي عبلة وابن محيصن والحسن (الرياح) جمعًا.
- وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (الريح) مفردًا.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/164 من سورة البقرة.
{بُشْرًا}
- قرأ عاصم والسلمي وعلي بن أبي طالب، وابن خثيم وابن حذلم (بشرًا) بضم الباء الموحدة وإسكان الشين.
قال الشهاب: (.. وأصلها الضم جمع بشير كنذير ونذر، ثم خفف بالتسكين).
- وقرأ ابن عباس والسلمي وابن أبي عبلة، وحسين المروزي عن حفص عن عاصم، أبو الجوزاء وأبو عمران (بشرًا) بضم الباء والشين جمع بشير، كنذير ونذر.
- وقرأ السلمي وعصمة والمازني كلاهما عن عاصم (بشرًا) بفتح الباء الموحدة وإسكان الشين، وهو مصدر (بشر) المخفف.
[معجم القراءات: 3/76]
- وقرأ ابن السميفع اليماني وابن قطيب، وأبو يحيى وأبو نوفل في رواية عنهما، وعاصم (بشرى) بضم الباء وإسكان الشين وألف مقصورة كرجعى، وهو مصدر بمعنى بشارة.
- وذكر القرطبي أنه قرئ (بشرى) بضم الباء والشين، وألف مقصورة في آخره، وهو على إتباع الثاني للأول.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وزر بن حبيش وابن وثاب وإبراهيم النخعي وطلحة بن مصرف والأعمش ومسروق وقتادة وسهل بن شعيب وعاصم الجحدري وأبو رجاء والحسن بخلاف عنه وأبو عبد الرحمن وابن عامر (نشرًا) بالنون المضمومة، وسكون الشين، وهو تخفيف من المثقل مثل: رسل من رسل.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن والسلمي وأبو رجاء وشيبة وعيسى بن عمر،
[معجم القراءات: 3/77]
وأبو يحيى وأبو نوفل، الأعرابيان، والأعرج بخلاف عنه (نشرًا) بضم النون والشين، جمع ناشر على النسب، أي: ذات نشر، ويحتمل أن يكون نشور كرسول ورسل، وصبور وصبر، ويحتمل أن يكون كالمفعول بمعنى منشور كركوب. بمعنى مركوب.
- وقرأ أبو رجاء العطاردي وإبراهيم النخعي ومورق العجلي ومسروق (نشرًا) بفتح النون والشين، وهو اسم جمع.
وقال ابن عطية: (.. وهي قراءة شاذة، فهو اسم، وهو على النسب.
قال أبو الفتح: أي ذوات نشر، والنشر: أن تنتشر الغنم بالليل فترعى، فشبه السحاب في انتشاره وعمومه بذلك).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو زيد عن المفضل وابن مسعود وابن عباس وزر بن حبيش وابن وثاب وإبراهيم وطلحة ومسروق بن الأجدع (نشرًا) بفتح النون وسكون الشين، وهو
[معجم القراءات: 3/78]
مصدر من (نشر) بعد الطي، أو من قولك: أنشر الله الميت فنشر، أي عاش.
{أَقَلَّتْ سَحَابًا}
- أدغم التاء في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني.
- وقراءة الباقين بإظهار التاء، وهي قراءة هشام أيضًا برواية الحلواني.
{مَيِّتٍ}
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر وخلف والمفضل (ميت) بالتشديد في الياء.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم والأعمش (مست) بتخفيف الياء.
وتقدم مثل هذا في الآية/27 من سورة آل عمران، ومثله في الآية/173 من سورة البقرة.
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{تَذَكَّرُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (تذكرون) بتخفيف الذال، وأصله: تتذكرون، فطرحت إحدى التاءين.
[معجم القراءات: 3/79]
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (تذكرون) بتشديد الذال، وأصله: تتذكرون، فأدغموا التاء في الذال.
- وتقدم مثل هذا في الآية/152 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/80]

قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إلا نكدا) بفتح الكاف يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إلا نكدًا) [58]: بالفتح يزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/703]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يَخْرُجُ نَبَاتُهُ) بضم الياء وكسر الراء، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، الباقون بفتح الباء وضم الراء (نَبَاتُهُ) رفع، (لَا يُخْرَجُ) على ما لم يسم فاعله شيبة، وهو الاختيار لئلا ينسب الفعل إلى غير اللَّه تعالى، (نَكِدًا) بإسكان الكاف الشيزري عن أبي جعفر، وطَلْحَة، وباقي أصحاب أبي جعفر غير الْعُمَرِيّ، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ بفتحتين وهو الاختيار؛ لأنه مصدر، الباقون بكسر الكاف، (نُصَرِّفُ الْآيَاتِ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة). [الكامل في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (114- .... .... .... .... .... = وَلاَ يَخْرُجُ اضْمُمْ وَاكْسِرِ الْخُلْفُ بُجِّلَا). [الدرة المضية: 28]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... نَكِدًا أَلاَ افْـ = ـتَحَنْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ولا يخرج اضمم واكسر الخلف بجلا، أي روى مرموز (با) بجلا وهو ابن وردان في أحد وجهيه {لا يخرج إلا نكدًا} [58] بضم الياء
[شرح الدرة المضيئة: 131]
وكسر الراء، وفي الوجه الآخر كالجماعة وهذا الوجه لم يذكره فيطيبته). [شرح الدرة المضيئة: 132]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ أيضًا مرموز (ألف) ألا {نكدًا} [58] بفتح الكاف وهو معنى قوله نكدًا ألا افتحن). [شرح الدرة المضيئة: 132]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَانْفَرَدَ الشَّطَوِيُّ عَنِ ابْنِ هَارُونَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ مِنْ قَوْلِهِ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا، وَخَالَفَهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ فَرَوَوْهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَّا نَكِدًا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد الشطوي عن ابن وردان من {لا يخرج} [58] بضم الياء وكسر الراء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 521]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {إلا نكدًا} [الأعراف: 58] بفتح الكاف، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (635- .... .... .... .... .... = .... .... نكدًا فتحٌ ثما). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نكدا الخ) يعني قوله تعالى «لا يخرج إلا نكدا» قرأه بفتح الكاف أبو جعفر، والباقون بالكسر قوله: (ثما) بالضم: نبت كما تقدم، وهو مناسب هنا، لأن المراد النبات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثما) أبو جعفر: والذي خبث لا يخرج إلا نكدا [الأعراف: 58] بفتح الكاف على أنه مصدر، والباقون بكسرها على أنه [اسم] فاعل أو صفة مشبهة به). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: روى الشطوي عن ابن وردان: لا يخرج) بضم الياء وكسر الرّاء، والباقون بفتح الياء وضم الرّاء.
أبو جعفر: (نكدا) بفتح الكاف والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 373]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إلا نكدا" [الآية: 58] فأبو جعفر بفتح الكاف وعن ابن محيصن سكونها، وهما مصدران، والباقون بكسرها اسم فاعل أو صفة مشبهة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}
{يَخْرُجُ نَبَاتُهُ}
- قراءة الجماعة (يخرج) بفتح الياء مبنيًا للفاعل من (خرج)، وفاعله: نباته على الإسناد المجازي.
- وقرأ عيسى بن عمر والشطوي عن أبي جعفر (يخرج نباته) بضم الياء وكسر الراء من (أخرج)، ونباته: بالنصب، أي: فيخرج الله نباته، أو فيخرج الماء...
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة وعيسى بن عمر والسلمي عن أبي جعفر (يخرج نباته)، بضم الياء وفتح الراء مبنيًا للمفعول، نباته: رفع نيابة عن الفاعل، وجاءت القراءة عنهم في المحرر: (يخرج نباته) كذا بضم الياء وكسر الراء.
{لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}
- قراءة الجماعة (لا يخرج) بفتح الياء مبنيًا للفاعل من (خرج) الثلاثي، وهو على نسق الفعل السابق.
[معجم القراءات: 3/80]
- وانفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن أصحابه عن ابن وردان (لا يخرج) بضم الياء وفتح الراء مبنيًا للمفعول، وخالفه سائر الرواة فرووه كقراءة الجماعة بفتح الياء وضم الراء.
- روى أبان عن عاصم وابن محيصن من طريق الأهوازي والمعدل (لا يخرج) بضم الياء وكسر الراء.
{إِلَّا نَكِدًا}
- قراءة العامة (... نكدًا) بفتح أوله وكسر ثانيه، وهو اسم فاعل، أو صفة مشبهة، وهو نصب على الحال، ورجح الطبري هذه القراءة على غيرها.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع قارئ أهل المدينة وابن محيصن من طريق المعدل (نكدًا) بفتح الكاف، وهو مصدر، أي ذا نكد.
قال الشهاب: (والنصب أيضًا على أنه مصدر أي خروجًا نكدًا..)، وقالوا: هو نصب على الحال.
- وقرأ ابن مصرف وابن محيصن ومجاهد وقتادة والبزي بخلاف
[معجم القراءات: 3/81]
عنه (نكدًا) بسكون الكاف وهو مصدر أيضًا، أي: ذا نكد.
وهو لغة، وقالوا: هو تخفيف كما تخفف: كتف.
قال النحاس: (حذف الكسرة لثقلها، ويجوز أن يكون مصدرًا بمعنى ذا نكد).
{نُصَرِّفُ}
- قراءة الجماعة (نصرف) بنون العظمة، على إسناد الأمر إلى ذاته سبحانه وتعالى.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (يصرف) بالياء مراعاة للغيبة في قوله تعالى: (بإذن ربه) ). [معجم القراءات: 3/82]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (59) إلى الآية (64) ]

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) }

قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في الرّفْع والخفض من قَوْله {مَا لكم من إِلَه غَيره} 59
فَقَرَأَ الكسائي وَحده {مَا لكم من إِلَه غَيره} خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَا لكم من إِلَه غَيره} رفعا في كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (هَل من خلق غير الله) فاطر 3 خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (هَل من خلق غير الله) رفعا). [السبعة في القراءات: 284]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما لكم من إله غيره) جر يزيد والكسائي، وافق حمزة ]وخلف في فاطر). [الغاية في القراءات العشر: 255]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ومن إله غيره) [59]: جر، حيث جاء: يزيد، وعلي، وأبو عبيد، وافق حمزة، وخلف في فاطر [3]، وجر أبو بشر في «قد أفلح» [23، 32]). [المنتهى: 2/703]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (من إله غيره) بالخفض حيث وقع، وقرأ الباقون بالرفع، غير أن حمزة وافق الكسائي على الخفض في قوله تعالى (هل من خالق غير الله) في فاطر). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {من إله غيره} (59): بخفض الراء، حيث وقع، إذا كان قبل {إله} (من) التي تخفض.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي وأبو جعفر: {من إله غيره} بخفض الرّاء حيث وقع إذا كان قبل (إله) من الّتي تخفض، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 373]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) حيث وقع بالجر الكسائي، والْأَعْمَش رواية جرير، واللؤلؤي،
[الكامل في القراءات العشر: 553]
ومغيث عن أَبِي عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وَحُمَيْد وعلي بن الحسن عن ابن مُحَيْصِن، وأبو جعفر غير الشيزري، وميمونة، وشيبة، وروى نصر بن علي، والشيزري، وميمونة غيره بالنصب وافق حَمْزَة، والْأَعْمَش، وخلف في فاطر، والاختيار الجر على اللفظ، الباقون برفع). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} حيث وقع، جر: الكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (690 - وَرَا مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ خَفْضُ رَفْعِهِ = بِكُلٍّ رَسَا .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل (ر)سا والخف أبلغكم (حـ)لا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ن (كـ)فؤًا وبالإخبار إنكم (عـ)لا
[692] (أ)لا و(عـ)لى الـ (حرمي) إن لنا هنا = وأو أمن الإسكان (حرميـ)ـه (كـ)لا
(رسا)، أي ثبت. والمستقبل: يرسو. ويقال: رست أقدامهم في الحرب، أي ثبتت؛ ومنه: الجبل الراسي.
و(بكل)، معناه حيث وقع.
والخفض على اللفظ، فهو صفة لإله.
والرفع على المعنى: إما على البدل، أو على الصفة.
والتقدير على البدل: ما لكم إله إلا الله، ثم أقام (غیر) مقام (إلا)، وأعربها بإعراب الواقع بعدها.
[فتح الوصيد: 2/928]
والتقدير في النعت: ما لكم إله غيره. و(من): زائدة.
قال أبو عبيد: «التقدير في الرفع: ما لكم غيره من إله» ). [فتح الوصيد: 2/929]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (690- وَرَا مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ خَفْضُ رَفْعِهِ،.. بِكُلٍّ "رَ"سَا وَالخِفُّ أُبْلِغُكُمْ "حَـ"ـلا
مجموع قوله: "من إله غيره" في موضع خفض بإضافة راء إليه؛ أي: وراء هذا اللفظ حيث ياء خفض رفعها رسا؛ أي: ثبت، ووجه الخفض أنه صفة إلى لفظا والرفع صفة له معنى؛ لأن التقدير ما لكم إله غيره ومن زائد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (690 - ورا من إله غيره خفض رفعه = بكلّ رسا والخفّ أبلغكم حلا
691 - مع احقافها والواو زد بعد مفسدي = ن كفؤا وبالإخبار إنّكم علا
692 - ألا وعلى الحرميّ إنّ لنا هنا = وأو أمن الإسكان حرميّه كلا
قرأ الكسائي بخفض رفع الراء في قوله تعالى: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حيث ذكر في القرآن، وقرأ غيره برفعها). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115 - وَخَفْضُ إِلَهٍ غَيْرُهُ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - وخفض آله غيره نكدًا (أ)لا افـ =ـتحن يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا
له ورسالت (يـ)ـحل واضمم حلى (فـ)ـد = و(حـ)ـز حليهم تغفر خطيئات (حـ)ـملا
كورش يقولوا خاطبن (حـ)ـم ويلحدو اضـ = ـمم اكسر كحا (فـ)ـد ضم طا يبطش (ا)سجلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) ألا وهو أبو جعفر {من آله غيره} [59] وغيرها بخفض الراء حيث وقع علم من العموم. ومن شهرة الإطلاق، وعلم من الوفاق للآخرين رفع الراء، والمجرور صفة لإله لفظًا، والمرفوع صفة معني على أن {من} زائدة أي ما لكم آله غيره). [شرح الدرة المضيئة: 132] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي هُودٍ وَالْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والكسائي {من إلهٍ غيره} بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، والباقون بالرفع والضم حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636 - ورا إلهٍ غيره اخفض حيث جا = رفعًا ثنا رد .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورا إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 59] هنا وفي [هود الآية: 61] و[المؤمنون الآية: 23] فالكسائي وأبو جعفر بخفض الراء وكسر الهاء بعدها على النعت، أو البدل من إله لفظا، وافقهما المطوعي وابن محيصن بخلف، والثاني له نصب الراء وضم الهاء على الاستثناء، والباقون برفع الراء وضم الهاء على النعت أو البدل من موضع إله؛ لأن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/52]
من مزيدة فيه وموضعه رفع أما بالابتداء أو الفاعلية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "إله غيره" وكذا "قد جائتكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/54] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غيره} [59 65] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بضمهما). [غيث النفع: 623] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 623]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية (يا قوم) بضم الميم.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين، وهي رواية المسيبي عن نافع.
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة (.. من إلهٍ غيره) بالرفع في
[معجم القراءات: 3/82]
(غيره) على أنه بدل من (إله)، أو نعت؛ إذ (من) زائدة، و(إلهٍ) مبتدأ مجرور لفظًا مرفوع محلًا.
- وقرأ ابن وثاب والأعمش وأبو جعفر والمطوعي وابن محيصن بخلاف عنه، والكسائي (من إلهٍ غيره) بالجر على أنه بدل، أو نعت لـ(إله) على اللفظ.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن محيصن والكسائي (من إلهٍ غيره) بالنصب على الاستثناء. وذهب ابن خالويه إلى أنها لغة تميم.
وقال الفراء:
(وبعض بني أسد وقضاعة إذا كانت (غير) في معنى (إلا) نصبوها، تم الكلام قبلها أو لم يتم، فيقولون: ما جاءني غيرك وما أتاني أحد غيرك..).
{غَيْرُهُ}
- وقرأ أبو جعفر والكسائي (غيرهي) بخفض الراء وكسر الهاء ووصلها بياء في اللفظ حيث وقع، كذا عند العز القلانسي.
[معجم القراءات: 3/83]
- وقرأ الباقون (غيرهو) بضم الراء وضم الهاء وإشباعها بالواو.
{إِنِّي أَخَافُ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف) بفتح الياء وصلًا.
- وقراءة الباقين (إني أخاف) بسكونها). [معجم القراءات: 3/84]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقَالَ الْمَلَأُ) في قصة صالح بواو دمشقي، الباقون بواو في الأول وبغير واو في الثاني، وهو الاختيار لموافقة مصاحف أهل الحجاز). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام بخلف عنه على "قال الملأ" كل ما في هذه السورة ونحوه مما كتب بالألف بإبدال الهمزة ألفا لفتح ما قبلها وبتسهيلها بين بين على الروم، فهما وجهان، ولا يجوز إبدالها واوا بحركة نفسها لمخالفة الرسم وعدم صحته رواية كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}
{قَالَ}
- قرأ ابن عامر (وقال ...) بإثبات واو قبل (قال)، وكذلك هو في المصاحف الشامية.
قلت: أحسب أن الأمر التبس على الطبرسي، وأن القراءة هنا بغير واو للجميع!
- وقراءة الباقين (قال..) بغير واو، وهو كذلك في بقية المصاحف.
- قرأ حمزة وهشام بخلاف عنه في الوقف بوجهين:
أ- بإبدال الهمزة ألفًا لفتح ما قبلها (الملا).
ب- بتسهيل الهمزة بين بين على الروم.
قال أبو حيان: قال ابن عطية:
(قرأ ابن عامر (الملو) بالواو، وكذلك هي في مصاحب أهل الشام).
[معجم القراءات: 3/84]
قال أبو حيان:
(وليس مشهورًا عن ابن عامر، بل قراءاته كقراءة باقي السبعة بالهمزة (الملأ).
وقال ابن الجزري:
(... ولا يجوز إبدالها بحركة نفسها لمخالفة الرسم، وعدم صحته روايةً، والله أعلم).
وفي الإتحاف:
(... ولا يجوز إبدالها واوًا بحركة نفسها لمخالفة الرسم، وعدم صحته رواية، كما في النشر).
{لَنَرَاكَ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 3/85]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)}

قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد اللَّام وتخفيفها من قَوْله {أبلغكم رسالات رَبِّي} 62
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {أبلغكم} سَاكِنة الْبَاء في كل الْقُرْآن
وَفتح الْبَاقُونَ الْبَاء وشددوا اللَّام في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 284]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أبلغكم) خفيف حيث كان أبو عمرو[). [الغاية في القراءات العشر: 256]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أبلغكم) [62، 68]، حيث جاء: خفيف: أبو عمرو: ساكنة الغين: عباس). [المنتهى: 2/703] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (أبلغكم) بالتخفيف حيث وقع، وشدد الباقون، قرأ ابن عامر (وقال الملأ) في قصة صالح بزيادة واو قبل (قال)، وقرأ الباقون بغير واو). [التبصرة: 215]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {أبلغكم} (62، 68)، في الموضعين في هذه السورة، وفي سورة الأحقاف (23)، في الثلاثة: مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 289] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (أبلغكم) في الموضعين في هذه السّورة وفي الأحقاف [في الثّلاثة] مخففا والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 373] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أُبَلِّغُكُمْ) بإسكان الباء أَبُو عَمْرٍو غير الْيَزِيدِيّ في اختياره، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن غير أن عباشا، وابن ميسرة إسكان الغين، الباقون مشبع، وهو الاختيار لقوله: (فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)). [الكامل في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {أُبَلِّغُكُمْ} فيهما هنا [62، 68]، وفي [الأحقاف: 23] خفيف: أبو عمرو). [الإقناع: 2/648] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (690- .... .... .... .... = .... .... وَالْخِفُّ أُبْلِغُكُمْ حَلاَ
691 - مَعَ أحْقَافِهاَ.... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأبلغ وبلغ، مثل: أنجى ونجى؛ ومن ذلك: {بلغ ما أنزل إليك}، {لقد أبلغكم رسالة ربی}.
قال أبو عبيد وتابعه مكي: «النشديد أحب إلي، لأنها أجزل اللغتين مع كثرة أهلها».
وقال صاحب القصيد: (والخف أبلغكم حلا) ). [فتح الوصيد: 2/929] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([690] ورا من إلهٍ غيره خفض رفعه = بكل رسا والخف أبلغكم حلا
[691] مع احقافها والواو زد بعد مفسديـ = ـن كفؤًا وبالإخبار إنكم علا
ب: (رسا): ثبت، (حلا): من الحلاوة، (علا): ارتفع.
ح: (را): مبتدأ، قصرت ضرورة، (خفضُ): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبر، (بكل): ظرفه، والجملة: خبر الأول، و (الخف): مبتدأ، (أبلغكم): مفعوله، لأنه في معنى (تخفيف) أعمل مع اللام، (حلا): خبره، (مع أحقافها): حال من (أبلغكم)، أي: مصاحبةً، لها، والهاء: لكلمة (أبلغكم)، أو لسور القرآن للعلم بها، (الواو): مفعول زد، (كفوءًا): حال من فاعله، و(بالإخبار): متعلق (علا) .
ص: يعني: خفض الرفع في راء {من إلهٍ غيره} في كل القرآن ثبت
[كنز المعاني: 2/249]
للكسائي، أي: يقرأه بالجر صفةً لـ {إلهٍ}، والباقون: بالرفع صفة له معنًى، لأن {من} زائدة، والتقدير: (ما لكم إلهٌ غيره).
وخفف أبو عمرو: (أبلغكم رسالات ربي) هنا في الموضعين [62- 68]، وفي الأحقاف: (وأبلغكم ما أرسلت به) [23] من الإبلاغ، والباقون: بالتشديد من التبليغ، وهما لغتان.
ثم قال: وزد الواو بعد قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وقال الملأ} [74- 75] في قصة صالح لابن عامر عطفًا على الآية قبله، وللباقين: {قال} بتركها على الاستئناف.
وقرأ حفص ونافع المرموز له في أول البيت الآتي: {إنكم لتأتون الرجال} [81] بالإخبار، أي: حذف همزة الاستفهام، لأن الإخبار
[كنز المعاني: 2/250]
يفيد معنى التوبيخ ههنا، والباقون: {أئنكم} بهمزة الاستفهام للإنكار، وهم على أصولها في تحقيق الثانية وتسهيلها، والمد بين الهمزتين وترك المد.
واكتفى عن قيد استفهام الباقين بلفظ {إنكم}، وإلا فالإخبار لا يدل على الاستفهام). [كنز المعاني: 2/251] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأبلغ وبلغ لغتان كأغشى وغشى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/174]
والقراءة بهما هنا في موضعين وفي الأحقاف، فقول الناظم: والخف مبتدأ وخبر حلا وأبلغكم منصوب بالمبتدأ؛ لأنه مصدر كأنه قال: وتخفيف أبلغكم حلا، فأقام الخف مقام التخفيف، فلما أدخل عليه لام التعريف نصب المضاف إليه مفعولا به، وكان التخفيف مضافا إلى المفعول كما تقول: ضرب زيد حسن، ثم تقول: الضرب زيد أحسن، ومنه قول الشاعر:
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
والأصل عن ضرب مسمع، والله أعلم.
691- مَعَ احْقَافِها وَالوَاوُ زِدْ بَعْدَ مُفْسِدِيـ،.. ـنَ "كُـ"ـفْؤًا وَبِالإِخْبَارِ إِنَّكُمُو "عَـ"ـلا
أي مع كلمة أحقافها وهي: {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي}.
والهاء عائدة على سور القرآن؛ ليعلم بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/175] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (690 - .... .... .... .... .... = .... .... والخفّ أبلغكم حلا
691 - مع احقافها .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ أبو عمرو: أُبْلغكم رسالات ربّى وأنصح لكم، أُبْلغكم رسالات ربّى وأنا لكم ناصح أمين، أُبْلغكم ما أرسلت به في الأحقاف. بتخفيف اللام ويلزمه سكون الباء، وقرأ غيره بتشديد اللام ويلزمه فتح الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 273] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أُبَلِّغُكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْأَحْقَافِ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِتَخْفِيفِ اللَّامِ فِي الثَّالِثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {أبلغكم} في الموضعين هنا [62، 68]، وفي الأحقاف [23] بتخفيف اللام، والباقون بالتشديد في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 522] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (636- .... .... .... .... .... = .... .... أبلغ الخفّ حجا
637 - كلاًّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أبلغ) أي قرأ «أبلغكم» بتخفيف اللام حيث أتى، وهو ثلاثة مواضع: موضعان هنا وموضع في الأحقاف أبو عمرو، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 234] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ورا [(من)] إله غيره اخفض حيث جا = رفعا (ثنا) (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، ورا (رد) الكسائي: ما لكم من إله غيره [الأعراف: 59]- بجر الراء، وكسر الهاء، وياء بعدها في الوصل حيث جاء، والثمانية برفع الراء وضم الهاء، وواو بعدها.
وقرأ ذو حاء (حجا) أبو عمرو: أبلغكم رسالات ربي وأنصح، [و] أبلغكم رسالات ربي وأنا هنا [الآيتان: 62، 68]، وأبلغكم ما أرسلت به بالأحقاف [الآية: 23]- بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والتسعة بفتحها وتشديد اللام.
تنبيه:
علم سكون «باء» المخفف من اللفظ، وفتح المشدد من النظير.
وجه جر غيره: أنه صفة إله أو بدل على اللفظ، وصلة الهاء بعد [الكسرة ياء]، وثبت اتباع اللفظ غالبا.
ووجه رفعه: أنه صفة أو بدل على المحل، وهو الرفع بالابتداء.
ووجه وجهي «أبلّغ» جعله مضارع «أبلغ» على حد: لقد أبلغتكم [الأعراف: 79]، و«بلّغ» على حد: فما بلّغت رسالته [المائدة: 67] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/333] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى عموم «أبلغ» أشار بقوله:
ص:
كلّا وبعد (مفسدين) الواو (ك) م = أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/334] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أبلغكم" [الآية: 62، 68] معا هنا وفي [الأحقاف الآية: 23] فأبو عمرو بسكون الباء وتخفيف اللام في الثلاثة وافقه اليزيدي والباقون بالفتح والتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/53] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبلغكم} [62 68] معًا، قرأ البصري بإسكان الباء، وتخفيف اللام، والباقون بفتح الباء، وتشديد اللام). [غيث النفع: 623] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
{أُبَلِّغُكُمْ}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي (أبلغكم) بسكون الباء وتخفيف اللام.
[معجم القراءات: 3/85]
- وقرأ الباقون (أبلغكم) بفتح الباء وتشديد اللام.
- وقرأ عباس وابن محيصن واللؤلؤي عن أبي عمرو، بالاختلاس، أي اختلاس الضمة على الغين. وهذا مذهب ابن محيصن فيما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم، يعلمهم، نطعمكم.
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو وكذا الخزاعي عن عباس بسكون الباء والغين (أبلغكم).
{وَأَنْصَحُ لَكُمْ}
- قراءة الجماعة (وأنصح لكم) بفتح الهمز في أوله.
- وقرأ يحيى بن وثاب وطلحة (وإنصح لكم) بكسر أوله.
وكان أبو حيان قد ذكر في سورة الفاتحة في حديثه عن (نستعين) أن كسر حرف المضارعة لغة قيس وتميم وأسد وربيعة، وذكر الطوسي أنها لغة هذيل.
وقال: (وكذلك حكم حرف المضارعة في هذا الفعل وما أشبهه).
قلت: واستثنى بعضهم ما كان أوله ياء مثل (يعلم) لثقل الكسر مع الياء.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/86]

قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}
{جَاءَكُمْ}
- سبقت الإمالة فيه لابن ذكوان وحمزة وخلف وهشام بخلاف عنه.
وانظر الآية/87 من سورة البقرة في الجزء الأول.
[معجم القراءات: 3/86]
{ذِكْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{لِيُنْذِرَكُمْ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 3/87]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}
{فَكَذَّبُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فكذبوهو) بوصل الهاء بواو.
{فَأَنْجَيْنَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فأنجيناهو) بوصل الهاء بواو.
{عَمِينَ}
- قراءة الجماعة (عمين) من غير ألف، وهو من عمى القلب، أي غير مستبصرين.
قال الليث: (رجل عمٍ إذا كان أعمى القلب).
- وقرئ (عامين) بألف، وحكاه عيسى بن سليمان.
والفرق بين القراءتين أن (عمٍ) صفة مشبهة تدل على الثبوت مثل (فرح).
وعامٍ: يدل على عمى حادثٍ، كما قيل: فارح.
وقال معاذ النحوي: (رجل عمٍ في أمره لا يبصره، وأعمى في البصر) ). [معجم القراءات: 3/87]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة