العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}
قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}
قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}
قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (49) إلى الآية (52) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من عدّةٍ تعتدّونها (49)
روى أبو حبيب البزي عن ابن أبي بزّة بإسناده عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة، وروى غيره عن ابن كثير مثل قراءة جميع القراء (تعتدّونها) بتشديد الدال.
قال أبو منصور: القراءة بالتشديد لا غير، من: اعتّدت المرأة، فهي معتدّة. والتخفيف: وهمٌ، واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {من قبل أن تمسوهن} [49].
قرأ حمزة والكسائي: {تمسوهن} بألف.
والباقون بغير ألف. وقد ذكرت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {تعتدونها} [49].
روي ابن أبي بزة عن ابن كثير {تعتدونها} خفيفًا.
قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وقرأ الباقون بالتشديد، وهو الصواب؛ لأن وزنه تفتعلونها فأدغمت التاء في الدال، فالتشيدد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: (تماسوهن) [الأحزاب/ 49] بألف، وقرأ الباقون تمسوهن بغير ألف والتاء مفتوحة.
[قال أبو علي]: وجه من قال: تمسوهن [بغير ألف] ولم يمسسني بشر [مريم/ 20] وقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن/ 74] (وما كان) من هذا النحو جاء على فعل دون فاعل، وقد حكى أبو عبيدة أن اللّماس: الجماع، فيمكن أن يكون ذلك مصدر فاعل وإذا جاء ذلك في اللّمس أمكن أن يكون المسّ مثله، وقد تقدّم القول في ذلك فيما سلف من الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن أبي بزّة عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة الدال وروى القواس عنه تعتدونها مشددة. وقال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في (تعتدونها) فكان يخفّفها فقال لي القواس: صر إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها فصرت إليه فقال: قد رجعت عنها. قال قد كان غلط أيضا في ثلاثة مواضع هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/477]
أحدها، وهو قوله: (وما هو بميت) [إبراهيم/ 17] خفيفة (وإذا العشار عطلت) [التكوير/ 4].
تعتدّونها: تفتعلون من العدّة ولا وجه للتخفيف في نحو تشتدّونها ترتدّونها من الشّدّ والرّدّ، وليس كلّ المضاعف يبدل من حروف التضعيف فيه، وإنّما يبدل فيما سمع، وإن شئت قلت: قد جاء في التنزيل في هذا النحو الأمران قال سبحانه: فليملل وليه [البقرة/ 282] وقال: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5].
وأنشد أبو زيد:
ولا أملاه حتّى يفارقا وإن شئت جعلته افتعل من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي: ما لكم عليهنّ من وقت عدّة تلزمكم أن تجاوزوا عدده، فلا تنكحوا أختها ولا أربعا سواها حتى تنقضي العدّة). [الحجة للقراء السبعة: 5/478]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَنْ تُمَاسُّوهُنَّ} [آية/ 49] بالألف وضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَمَسُّوهُنَّ} بفتح التاء من غير ألفٍ.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة البقرة). [الموضح: 1036]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {تَعْتَدُونَهَا} [آية/ 49] بتخفيف الدال:
رواها أبو بزة عن ابن كثير.
والوجه أنه يجوز أن يكون أصله: تعتدونها بالتشديد من العدة، كقراءة الجماعة، إلا أن إحدى الدالين وهي الثانية قد أُبدل منها الياءُ، فقيل في اعتد بالتشديد اعتدى بالياء، كما قالوا في تقضض تقضي وفي تظنن تظني، قال العجاج:
130- تقضي البازي إذا البازي كسر
وقال الآخر:
[الموضح: 1037]
131- وهذا إذ سمعت تجيب عنه = ولم تمض الحكومة بالتظني
وقال الله تعالى {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ}، وقال أيضًا {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}.
فقوله تعتدون بالتخفيف من ذلك.
ويجوز أن يكون تفتعلون من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي ما لكم عليهن من وقت عدةٍ يلزمكم أن تجاوزوا عددها فلا تنكحوا أختها ولا أربعًا سواها حتى تنقضي العدة ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {تَعْتَدُّونَهَا} بالتشديد.
والوجه أنه تفتعلون من العدة، كما يقالب تشتدون من الشدة، والمعنى تستوفون عددها، وليس يلزم في كل المضاعف أن يبدل من حروف التضعيف فيه حروف العلة، بل يكون ذلك مقصورًا على السماع، فلهذا كانت هذه القراءة أكثر وأشهر، وهي الأصل). [الموضح: 1038]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب والحسن والثقفي وسلام: [أَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: تقديره لأن وهبت نفسها، أي أنها تحل له من أجل أن وهبت نفسها له، إلا أن حل ذلك لذلك عند هبتها نفسها له وإن هي وهبت نفسها له. وليس يعني بذلك امرأة بعينها قد كانت وهبت نفسها له، وإنما محصوله أنها إن وهبت امرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم حلت له من أجل هبتها إياها له عليه السلام، فالحل إذا إنما هو مسبب عن الهبة متى كانت، فلهذا لم يعتزم به واحدة معينة قد كانت وهبت نفسها له، ويؤكد ذلك القراءة بالكسر، فصح به الشرط). [المحتسب: 2/182]

قوله تعالى: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ترجي من تشاء} [51].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بترك الهمزة. ومعناه: تؤخر.
وقرأ الباقون بالهمز، وهما لغتان: أرجأت، وأرجيت ويجوز لمن ترك الهمز أن يكون أراد الهمز فلين، كما يقال: أقرأت الكتاب، وأقريته، فيحولون الهمزة ياء.
فإن سأل سائل عن قوله تعالى: {وتؤوي إليك من تشاء} فقال أبو عمرو: تلين الهمزة الساكنة نحو: {يؤتون} و{يؤمنون} و{تؤثرون} فهل يجوز ترك الهمزة ها هنا؟
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
فقل: إن أبا عمرو ترك الهمز في {يؤمنون} و{يؤثرون} تخفيفًا، فإذا كان ترك الهمز أثقل من الهمز لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت {وتؤوي} لالتقي واوان قبلهما ضمة، فثقلت. فترك الهمز فيه خطأ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وفي رواية أبي بكر (ترجئ) [الأحزاب/ 51] مهموزا، وقرأ عاصم في رواية حفص ونافع وحمزة والكسائي بغير همز.
[قال أبو علي]: قد جاء في هذا الحرف الهمز وغيره،
[الحجة للقراء السبعة: 5/478]
وكذلك (أرجئه) [الأعراف/ 11، الشعراء/ 36] وأرجه (وآخرون مرجئون) [التوبة/ 106] ومرجون.
فإذا جاء فيه الهمز وغير الهمز كانت القراءة بكلّ واحد من الأمرين حسنة). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي إياس جوية بن عائذ: [بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلَّهُنَّ]، بنصب اللام.
[المحتسب: 2/182]
قال أبو الفتح: نصبه على أنه توكيد لـ"هن" من قوله: {آتَيْتَهُنَّ}، وهو راجع إلى معنى قراءة العامة: {كُلُّهُنَّ}، بضم اللام؛ وذلك أن رضاهن كلهن بما أوتين كلهن على انفرادهن واجتماعهن، فالمعنيان إذًا واحد، إلا أن الرفع أقوى معنى وذلك أن فيه إصراحا من اللفظ با، يرضين كلهن، والإصراح في القراءة الشاذة -أعني النصب- إنما هو بإيتائهن كلهن، وإن كان محصول الحال فيهما مع التأويل واحدا). [المحتسب: 2/183]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ترجي من تشاء منهنّ وتؤوي إليك من تشاء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر (ترجيء من تشاء) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت
[حجة القراءات: 578]
قرأ نافع في رواية ورش (تووي) بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو (يومنون) فهلا ترك الهمزة في (تووي) فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في (يومنون) تخفيفًا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنّك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [آية/ 51] بالتاء، غير مهموز:
قرأها نافع وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 1036]
وقرأ الباقون {تُرْجِئ} مهموزًا.
والوجه فيهما قد تقدم، وذكرنا أن أرجيت بالياء وأرجأت بالهمز لغتان، وكلتاهما فاشيةٌ في كلام العرب). [الموضح: 1037]

قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يحلّ لك النّساء من بعد (52)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (لا تحلّ) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا يحلّ لك النّساء) بالياء.
قال الفراء: من قرأ (لا يحلّ) فالمعنى: لا يحل لك شيء من النساء،
[معاني القراءات وعللها: 2/284]
ولذلك اختير تذكير الفعل، قال: ولو كان المعنى للنساء جميعًا لكان التأنيث أجود في العربية.
قال: والتاء جائزة لظهور النساء.
وقال الزجاج:: من قرأ بالياء فلأن المعنى جمع النساء.
ومن قرأ بالتاء أراد: جماعة النساء). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد} [52].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن ذكره قال: شاهده: {وقال نسوة} ولم يقل: وقالت ومن أنث قال: النسوة جمع قليل والعرب تقول: قام الجواري إّ كن قليلات، وقامت؛ إذا كن كثيرات. وهذا مذهب الكوفيين، فقيل لتلعلب: لم ذكر إذا كان قيلاً؟
فقال: لأن القليل قبل الكثير، كما أن المذكر قبل المؤنث فجعلوه الأول للأول. وهذا لطيف حسن، قال الشاعر:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
........................ = ........................ و(فداء)
وقال البصريون: النساء، والنسوة، والرجال في الجمع سواء، والتذكير والتأنيث سواء. فتقول العرب: قام الرجال وقامت الرجال، وقال النساء وقالت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
النساء، إنما يريد قامت جماعة الرجال، وجماعة النساء، وتأنيث الجماعة غير حقيقي فتؤنث على اللفظ تارة، وتذكر على المعنى أخرى.
فيه جواب رابع: قال بعض المشيخة: الاختيار الياء في: {لا يحل لك النساء} لأنه أراد: لا يحل لك شيء من النساء كما قال: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} وإنما التقدير: لم ينال الله شيئًا من لحومها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولا أن تبدل بهن} [52].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية البزي.
والباقون بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: لا يحل لك النساء [الأحزاب/ 52] بالياء، غير أبي عمرو فإنّه قرأ: (تحلّ) بالتاء. وروى القطعيّ عن محبوب عن أبي عمرو: لا يحل بالياء.
[قال أبو علي]: التاء والياء جميعا حسنان، لأنّ النساء تأنيثه ليس بحقيقي، إنّما هو تأنيث الجمع، نحو الجمال والجذوع فالتذكير حسن، والتأنيث حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يحل لك النّساء من بعد}
قرأ أبو عمرو (لا تحل لك النّساء) بالتّاء أي جماعة النّساء
وقرأ الباقون {لا يحل} بالياء أي جمع النّساء والنّساء تدل على التّأنيث فيستغنى عن تأنيث {يحل} ). [حجة القراءات: 579]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {لا يحل لك النساء} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث الجماعة، ولتأنيث معنى النساء، وقرأ الباقون بالياء لتذكير الجمع، وللتفريق بين الجمع وفعله، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وقد ذكرنا {تمسوهن} «البقرة 236» وإمالة {إناه} وغير ذلك، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} [آية/ 52] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفاعل مؤنثٌ، فلذلك أُنث فعله.
[الموضح: 1038]
وقرأ الباقون {لَا يَحِلُّ} بالياء.
والوجه أن الفاعل وإن كان مؤنثًا، فإنه جمعٌ، وتأنيث الجمع تأنيثٌ غير حقيقيٍ، وكونه جمعًا لامرأةٍ لا يؤثر في تحقيق التأنيث؛ لأن الحكم لتأنيث الجمع، فإنه مقدم من جهة أنه لفظيٌ، فالحكم له، فلذلك ذُكّر فعله، وزاد في حسن التذكير أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور). [الموضح: 1039]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (53) إلى الآية (55) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (غير ناظرين إناه (53)
قرأ حمزة والكسائي (إناه) بإمالة النون، وفتحها الباقون.
معنى إناه: بلوغه ونضجه.
يقال: أنى يأنى إنًى، إذا انتهى نضجه.
ومن اختار إمالة النون فلكسرة ما قبلها، والتفخيم جيد.
ونصب (غير) على الحال.
ناظرين: بمعنى: منتظرك). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالىي: {غير ناظرين إناه} [53].
قرأ حمزة والكسائي وهشام: {إناه} بالإمالة، لأنه من أني يأني: إذا انتهي نضجه، وبلوغ غايته. فالهاء كناية عن الطعام، وكان ابن كثير يلحق الهاء واوًا على ما شرط. فيقول {انهو}.
وقرأ الباقون بالتفخيم، لأن الياء قد انقلبت ألفًا والأصل: أنية و{غير ناظرين} نصب على الحال، أي: غير منتظرين نضجه، تقول العرب: أني لك أن تفعل ذلك يأني أي: حان وقرب من قوله: {ألم يأن للذين ءامنوا} ووني زيد يني: ضعف من قوله: {ولا تنيا} والمر: نِ يا زيد، بنون
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
مكسورة فقط مثل ع كلامي، وش ثوبك، من وعي يعي ووشي يشي فإذا وقفت قلت في هذا كله: نه وعه وشه. والأمر من أني يأني إئن يا زيد مثل ايت، لأن يأني مثل يأتي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم فتح النون من قوله سبحانه: إناه [الأحزاب/ 53] غير حمزة والكسائي فإنّهما أمالا النون فيها.
[قال أبو علي]: من لم يمل فلأنّ الكثير من الناس لا يميلون هذه الألفات، ومن أمال فلأنّ الألف منقلبة عن الياء. يدلّ على ذلك أنّهم قالوا في المصدر: إني، وإنا، مثل: حي وحسا، وإذا صحّ انقلاب الألف عن الياء، لم يكن في إمالته إشكال عند من أمال.
[الحجة للقراء السبعة: 5/479]
والأنى: هو إدراك الشيء وبلوغه ما يراد أن يبلغه، ومنه: ألم يأن للذين آمنوا [الحديد/ 16] وقالوا للمتثبت في الأمور: متأنّ، ومن ذلك قولهم لما يرتفق به: إناء، وفي جمعه: آنية، مثل إزار وآزرة). [الحجة للقراء السبعة: 5/480]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} 53
قرأ حمزة والكسائيّ {غير ناظرين إناه} بالإمالة وحجتهما أنه من ذوات الياء من أنى يأني إذا انتهى نضجه والهاء كناية عن الطّعام وقرأ الباقون بالتفخيم لأن الياء قد انقلبت ألفا والأصل إنيه فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها و{غير ناظرين} نصب على الحال أي غير منتظرين نضجه). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [آية/ 53] بالإمالة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الألف من {إِنَاهُ} منقلبة على الياء؛ بدلالة قولهم من المصدر:
إنيٌ وإنىً مثل حسيٍ وحسىً، والفعل منه أنى يأني، فلانقلابها عن الياء حسنت فيها الإمالة.
وأما نافع فإنه يُضجعها قليلًا على عادته في أنه كره أن يعود إلى ما منه هرب، وهو الياء، ففزع إلى الإضجاع.
وقرأ الباقون {إِنَاهُ} بالفتح.
[الموضح: 1039]
والوجه أنه هو الأصل، وكثيرٌ من العرب لا يأخذون بمذهب الإمالة). [الموضح: 1040]

قوله تعالى: {إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)}
قوله تعالى: {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (56) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)}


قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَصَلُّوا عليه].
قال أبو الفتح: دخول الفاء إنما هو لما ضُمنه الحديث من معنى الشرط، وذلك أنه إنما وجبت عليه الصلاة منا لأن الله سبحانه قد صلى عليه، فجرى ذلك مجرى قولهم: قد أعطيتك فخذ، أي: إنما وجب عليك الأخذ من أجل العطية: وإذا قال قد أعطيتك خذ، فالوقوف على أعطيتك، ثم استأنف الأمر له بالأخذ فهو أعلى معنى، وأقوم قيلا.
وذلك أنه إذا علل الأخذ، فجعله واجبا عن العطية فجائز أن يعارضه المأمور بالأخذ بأن يقول: قد ثبت أن الأخذ لا يجب بعطيتك، فإن كان أخذي لغير ذلك فعلت. وهو إذ ارتجل قوله: خذ لم يسرع المعارضة له في أمره إياه؛ لاستبهام معنى موجب الأخذ، كما قد تقع المعارضة إذا ذكر العلة في ذلك. فإن قلت فقد يجوز أن يعارض أمره بالأخذ مرسلا، كما قد يعارضه معللا. ألا تراه قد يقول له: اذكر لي علة الأخذ لأرى فيه رأيي فيتوقف عن الأخذ إلى أن يعرف علة الأمر له بذلك؟ قيل على كل حال الأمر المحتوم به على حالاته أثبت في النفس من المعلل بما يجوز أن يعارض. وإذا راجعت نظرك وأعملت فكرتك وجدت الحال فيه على ما ذكرت لك، فلذلك كان قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ} أقوى معنى). [المحتسب: 2/183]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58)}
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (60) إلى الآية (62) ]

{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}


قوله تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)}
قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61)}
قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (63) إلى الآية (68) ]

{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}


قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)}
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)}
قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)}

قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى بن عمر الكوفي: [يَوْمَ تُقَلِّبُ وُجُوهَهُمْ]، نصب.
قال أبو الفتح: الفاعل في [تُقَلِّبُ] ضمير السعير المقدم الذكر في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، ثم قال: [يَوْمَ تُقَلِّبُ]، أي: تُقَلِّبُ السعيرُ وجوههم في النار، فنسب الفعل إلى النار، وإن كان المُقَلِّبُ هو الله سبحانه، بدلالة قراءة أبي حيوة: [يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهَهُمْ]، لأنه إذا كان التقليب فيها جاز أن ينسب الفعل إليها للملابسة التي بينهما، كما قال الله: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، فنسب المكر إليهما لوقوعه فيهما، وعليه قول رؤبة:
فَنَامَ لَيْلِي وتَجَلَّى هَمِّي
أي: نمتُ في ليلِي: وعليه نفى جرير الفعل الواقع فيه عنه فقال:
لقد لُمْتِنا يا أمَّ غَيلانَ في السُّرَى ... ونِمتِ ومَا لَيْلُ المطِيِّ بنائمِ
فهذا نفي لمن قال: نام لَيْلُ المطِيِّ، وتطرقوا من هذا الاتساع إلى ما هو أعلى منه، فعليه بيت الكتاب:
أما النهارُ فَفِي قَيْدٍ وسِلْسِلةٍ ... والليلُ فِي جَوفٍ منحُوتٍ من السَّاجِ
فجعل النهار نفسه في القيدِ والسلسلةِ، والليلَ نفسَه في جوفِ المنحوتِ. وإنما يريد أن هذا المذكور في نهاره في القيد والسلسلة، وفي ليله في بطن المنحوت. وقد جاء هذا في الأماكن أيضا، وعليه قول رؤبة:
ناجٍ وقدْ زَوْزَى بنا زِيزَاؤه
[المحتسب: 2/184]
فالزيزاء على فعلاء، وهي هذه الغليظة المنقادة من الأرض، فكأن هذه الأرض سارت بهم الفجاج؛ لأنهم ساروا عليها. وقد يمكن أن يكون "زيزاؤه" مصدر من زَوْزَيْتُ، فيكون الفعل منسوبا إلى المصدر، كقولهم: سار بنا السيرُ، وقام بهم القيامُ. فهو على قولك: سيرٌ سائرٌ، وقيامٌ قائمٌ. ومنه: شعرٌ شاعرٌ، وموتٌ مائتٌ، وويلٌ وائلٌ. والزيزاء على هذا فِعلال، كالزلزال، والقلقال.
وأما قول رؤبة:
هيهاتَ من منخرقٍ هيهاؤه
فهو فعلال من لفظ. هيهات، كالزلزال، والقلقال، وليس مصدرا صريحا. وهيهات من مضاعف الياء، ومن باب الصِّيصِية وقد تقدم القول عليه). [المحتسب: 2/185]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)

قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا (67)
قرأ ابن عامر والحضرمي (إنّا أطعنا ساداتنا) بألف بعد الدال، وكسر التاء.
وقرأ الباقون (سادتنا) بلا ألف مع فتح التاء.
قال أبو منصور: يقال: سيد، وسادة، للجمع، ثم سادات جمع الجمع.
والتاء مكسورة في (ساداتنا)؛ لأنها تاء الجميع في موضع النصب،
[معاني القراءات وعللها: 2/285]
وأما تاء (سادة) فهي في الأصل هاء، كهاء (فعلة) ولذلك لم يكسر). [معاني القراءات وعللها: 2/286]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {إنا أطعنا سادتنا وكبرآءنا} [67].
قرأ ابن عامر وحده: {سادتنا} بالألف وكسر التاء، كأنه جعله جمع الجمع؛ لأن سادة جمع سيد، وسادات جمع الجمع، فسادة جمع التكسير يجري آخره، بوجوه الإعراب، ومن قال: سادات فهو جمع السلامة نصبه كجره، فالتاء مكسورة في حال النصب، كقولك: رأيت بناتك و: {إن السموات والأرض كانتا رتقا}.
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن الحسين قرأ: {أطعنا سادتنا} مثل ابن عامر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ سادتنا [الأحزاب/ 67] على التوحيد غير ابن عامر فإنّه قرأ (ساداتنا) جماعة [سادة.
قال أبو علي]: سادة جمع سيّد وهو فعلة مثل كتبة وفجرة، أنشدنا عليّ بن سليمان:
سليل قروم سادة ثم قادة... يبذّون أهل الجمع يوم المحصّب
ووجه الجمع بالألف والتاء أنّهم قد قالوا الجرزات والطّرقات والمعنات في معن جمع معين، فكذلك يجوز في هذا الجمع سادات وقال الأعشى:
جندك التالد الطّريف من ال... سّادات أهل القباب والآكال
[الحجة للقراء السبعة: 5/480]
قال أبو الحسن: لا يكادون يقولون: سادات. قال وهي عربية، وزعموا أنّ الحسن قرأ (أطعنا ساداتنا) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/481]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} 67 و68
[حجة القراءات: 579]
قرأ ابن عامر (إنّا أطعنا ساداتنا) بالألف وكسر التّاء جعله جمع الجمع لأن سادة جمع سيد وسادات جمع الجمع فسادة جمع التكسير يجري آخره بوجوب الإعراب ومن قرأ (ساداتنا) فهي جمع السّلامة نصب لجره والتّاء مكسورة في حال النصب كقوله أن السّموات وقال بعض النّحويين سادة جمع سائد مثل قائد وقادة وهي جمع التكسير وليس بجمع سيد لأن السّيّد يجمع سيدين مثل ميت تقول في جمعه ميتون وأموات كما قال {إنّك ميت وإنّهم ميتون} وقال {أموات غير أحياء} وسائد وسيد بمعنى واحد وسيد أبلغ في المدح
وقرأ الباقون {سادتنا} بغير ألف وفتح التّاء جمع سيد وقد ذكرنا). [حجة القراءات: 580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {سادتنا} قرأه ابن عامر بالجمع، فهو جمع الجمع، على إرادة التكثير، لكثرة من أضلهم وأغواهم من رؤسائهم، فهو جمع سادة، جمع مسلم بالألف والتاء، وقرأ الباقون «سادتنا» على أنه جمع «سيد» فهو يدل على القليل والكثير لأنه جمع مكسر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {سَادَاتِنَا} [آية/ 67] بالألف بعد الدال، وبكسر التاء:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه جمع سادة، جُمعت بالألف والتاء وإن كانت السادة جمعًا، كما قالوا الطرقات والبيوتات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {سَادَتَنَا} بغير ألف، مفتوحة التاء.
والوجه أنه جمع سيد أو سائد، فكلاهما واحدٌ في المعنى، وفعلةٌ في جمع فاعلٍ كثيرٌ، ومثله قائد وقادةٌ، ومن الصحيح: كاتبٌ وكتبةٌ وفاجرٌ وفجرةٌ). [الموضح: 1040]

قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لعنًا كثيرًا (68)
قرأ عاصم وحده (لعنًا كبيرًا) بالباء.
وقرأ الباقون (كثيرًا) بالثاء.
قال أبو منصور: معنى الكبير والكثير متقارب، والثاء أكثر واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/286]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {والعنهم لعنا كبيرًا} [68].
قرأ عاصم وابن عامر بالباء.
وقرأ الباقون: {كثيرًا} بالثاء، وقد أنبأت عن علته في (البقرة) عند قوله: {فيهما إثم كبير} ومعنى اللعن في اللغة: الطرد.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال الشماخ:
ذعرت به القطا ونفيت عنه = مقام الذئب كالرجل اللعين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/207]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الباء والثاء من قوله جلّ وعزّ: لعنا كبيرا [الأحزاب/ 68] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (لعنا كثيرا) بالثاء، وقرأ عاصم وابن عامر: كبيرا بالباء كذا في كتابي عن أحمد بن يوسف التغلبي عن ابن ذكوان [عن ابن عامر]، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالثاء، وقال هشام بن عمّار عن ابن عامر بالثاء.
قال أبو علي: الكبر مثل العظم، والكبر وصف للّعن بالكبر، كالعظم، والكثرة أشبه بالمعنى، لأنّهم يلعنون مرّة، وقد جاء: يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [البقرة/ 159] فالكثرة أشبه بالمرار المتكررة من الكبر). [الحجة للقراء السبعة: 5/481]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم {والعنهم لعنا كبيرا} بالباء أي عظيما فالكبر مثل العظم والكبر وصف للفرد كالعظم
وقرأ الباقون {كثيرا} بالثاء أي جما فالكثرة اشبه بالمعنى لأنهم يلعنون بمرّة بعد مرّة وقد جاء {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}). [حجة القراءات: 580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {لعنًا كبيرًا} قرأه عاصم بالباء، وقرأ الباقون بالثاء.
وحجة من قرأ بالثاء أنه جعله من الكثرة على أنهم يلعون مرة بعد مرة بدلالة.
قوله: {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} «البقرة 159» فهذا يدل على كثرة التلعن لهن، فالكثرة أشبه بتكرير اللعن لهم من الكبر.
23- وحجة من قرأ بالباء أنه لما كان الكبر مثل «العظم» في المعنى، وكان كل شيء كبيرًا عظيمًا دل العظم على الكثرة وعلى الكبر، فتضمنت القراءة بالباء المعنيين جميعًا، الكبرة والكثرة، والاختيار الثاء، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/200]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {لَعْنًا كَبِيرًا} [آية/ 68] بالباء:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أنه أراد لعنًا عظيمًا؛ لأن الكبر والعِظَم في معنىً واحدٍ، وقيل: بل أراد بالكبر أنه لا ينقطع.
وقرأ الباقون {لَعْنًا كَثِيرًا} بالثاء.
والوجه أنه أراد تكرر اللعن، فأطلق لفظ الكثرة لذلك). [الموضح: 1040]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (69) إلى الآية (73) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَكَانَ عَبْدًا لِلَّهِ وَجِيهًا].
قال أبو الفتح: قراءة الكافة أقوى معنى من هذه القراءة، وذلك أن هذه إنما يُفْهَم منها أنه عبدٌ لله ولا تُفْهَم منها وجاهته عند من هي؟ أعندَ الله، أم عندَ الناس؟ وأما قراءة الجماعة فإنها تفيد كون وجاهته عند الله، وهذا أشرف من القول الأول؛ لإسناد وجاهته إلى الله تعالى، وحسبه هذا شرفا). [المحتسب: 2/185]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}
قوله تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}
قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}
قوله تعالى: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة