العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1434هـ/4-05-2013م, 02:54 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والشّمس وضحاها...}؛ ضحاها: نهارها، وكذلك قوله: {والضّحى}؛ هو النهار بكسر الضحى: من ضحاها، وكل الآيات التي تشاكلها، وإن كان أصل بعضها بالواو. من ذلك: تلاها، وطحاها، ودحاها لما ابتدئت السورة بحروف الياء والكسر اتّبعها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو لجاز فتح ذلك كله. وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كان من الياء، وذلك من قلة البصر بمجاري كلام العرب، فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء، فأنت فيه بالخيار إن فتحت وإن كسرت فصواب). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ضحاها}: نهارها كلّه). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها (1)} هذا قسم، وجوابه: {قد أفلح من زكّاها}، ومعناه لقد أفلح، ولكن اللام حذفت لأن الكلام طال فصار طوله عوضا منها.
ومعنى {وضحاها}؛ وضيائها. وقيل: {ضحاها}؛ النهار.
- وقرأ الأعمش وأصحابه: {ضحاها} و{تلاها} و{طحاها} بالفتح، وقرأوا باقي السّورة بالكسر.
- وقرأ الكسائي: السورة كلها بالإمالة.
- وقرأها أبو عمرو بن العلاء بين اللفظين.
وهذا الذي يسميه الناس الكسر ليس بكسر صحيح، يسميه الخليل وأبو عمرو الإمالة، وإنما كسر من هذه الحروف ما كان منها من ذوات الياء ليدلوا على أن الشيء من ذوات الياء.
ومن فتح {ضحاها} و{تلاها} و{طحاها} فلأنه من ذوات الواو، ومن كسر فلأن ذوات الواو كلها إذا رد الشيء إلى ما لم يسم فاعله انتقل إلى الياء، تقول قد تلي ودحي وطحي). [معاني القرآن: 5/ 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَضُحَاهَا} معناه ونهارها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والقمر إذا تلاها...} ... أنا أكسر كلاّ، يريد اتبعها يعني اتبع الشمس، ويقال: إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل في الكلام: اتبعت قول أبي حنيفة، وأخذت بقول أبي حنيفة، والاتباع والتلوّ سواء). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والقمر إذا تلاها}؛ أي تبع الشمس). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والقمر إذا تلاها (2)}؛ معناه حين تلاها، وقيل: حين - استدار فكان يتلو الشمس في الضياء والنور). [معاني القرآن: 5/ 331]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والنّهار إذا جلاّها...}: جلّى الظلمة، فجاز الكناية عن الظلمة ولم تذكر لأنّ معناها معروف، ألا ترى أنك تقول: أصبحت باردةً، وأمست باردة، وهبت شمالا، فكنى عن مؤنثات لم يجر لهن ذكر؛ لأن معناها معروف). [معاني القرآن: 3/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والنّهار إذا جلّاها}؛ يعني: جلّي الظّلمة، أو الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...وقال: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} [الشمس: 3]، يعني: الدنيا أو الأرض). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والنّهار إذا جلّاها (3)} قالوا: معناه إذا جلّى الظلمة، وإن لم يكن في الكلام ذكر الظلمة فالمعنى يدل عليها كما تقول: أصبحت باردة، تريد أصبحت غداتنا باردة. وقيل:{والنّهار إذا جلّاها} إذا بين الشمس لأنها تبين إذا انبسط النهار).[معاني القرآن: 5/ 331-332]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والسّماء وما بناها والأرض وما طحاها}؛ ومن طحاها ومن بناها بسطها يميناً وشمالاً ومن كل جانب). [مجاز القرآن: 2/ 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والسّماء وما بناها (5)}؛ معناه والسماء وبنائها، وكذلك {والأرض وما طحاها} معناه والأرض وطحوها.
وكذلك: {ونفس وما سوّاها (7)}؛ وقيل معنى "ما" ههنا معنى (من) المعنى والسماء والذي بناها.
ويحكى عن أهل الحجاز "سبحان ما سبّحت له" أي سبحان الذي سبحت، ومن سبّحت له.
فأقسم اللّه - عزّ وجلّ - بهذه الأشياء العظام من خلقه لأنها تدل على أنه واحد والذي ليس كمثله شيء). [معاني القرآن: 5/ 332]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والسّماء وما بناها والأرض وما طحاها} ومن طحاها ومن بناها بسطها يميناً وشمالاً ومن كل جانب). [مجاز القرآن: 2/ 300](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({طحاها}: بسطها). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والأرض وما طحاها} أي بسطها. يقال: حيّ طاح، أي كثير متسع). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ما ومن ما ومن، أصلهما واحد، فجعلت من للناس، وما لغير الناس. نقول: من مرّ بك من القوم؟ وما مرّ بك من الإبل؟.
وقال أبو عبيدة في قوله تعالى {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]: أي ومن خلق الذّكر والأنثى. وكذلك قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}هي عنده في هذه المواضع بمعنى «من».
وقال أبو عمرو: هي بمعنى (الذي). قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد: سبحان ما سبّحت له.
وقال الفرّاء: هو: وخلقه الذّكر والأنثى، وذكر أنها في قراءة عبد الله والذكر والأنثى). [تأويل مشكل القرآن: 533]
راجع كلام إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): عند تفسير الآية رقم 5.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا طَحَاهَا} أي بسطها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({طَحَاهَا}: بسطها). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ونفسٍ وما سوّاها} قال: {ونفسٍ وما سوّاها} يقول "والّذي سوّاها" فاقسم الله تبارك وتعالى بنفسه وأنه رب النفس التي سوّاها. ووقع القسم على {قد أفلح من زكّاها}). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أقسم بالنفس وخلقه لها ثم قال: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 345](م)
راجع كلام إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): عند تفسير الآية رقم 5.

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فألهمها فجورها وتقواها...}:عرفها سبيل الخير، وسبيل الشر، وهو مثل قوله: {وهديناه النّجدين}). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فألهمها فجورها}: أعلمها ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فألهمها فجورها وتقواها}: أي عرّفها في الفطرة). [تفسير غريب القرآن: 529]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}: أي: فهّمها أعمال البر وأعمال الفجور، حتى عرف ذلك الجاهل والعاقل، ثم قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فألهمها فجورها وتقواها (8)} قيل: علمها طريق الفجور وطريق الهدى. والكلام على أن ألهمها التقوى، وفقها للتقوى.
و{ألهمها فجورها}: خذلها، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/ 332]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأَلْهَمَهَا}: أعلمها). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قد أفلح من زكّاها...} يقول: قد أفلحت نفس زكّاها الله، وقد خابت نفس دسّاها، ويقال: قد أفلح من زكّى نفسه بالطاعة والصدقة، وقد خاب من دسّى نفسه، فأخملها بترك الصدقة والطاعة.
ونرى -والله أعلم- أنّ {دساها} من: دسّست، بدّلت بعض سيناتها ياء، كما قالوا: تظينت من: الظن، وتقضيت يريدون: تقضضت من: تقضّض البازي، وخرجت أتلعّى: ألتمس اللّعاع أرعاه. والعرب تبدل في المشدد الحرف منه بالياء والواو من ذلك ما ذكرنا لك، وسمعت بعض بني عقيل ينشد:
* يشبو بها نشجانه من النشيج *
هذا آخر بيت، يريد: يشب: يظهر، يقال: الخمار الأسود يشب لون البيضاء فجعلها واوا، وقد سمعته في غير ذلك.
ويقال: دويّه وداويّه، ويقال: أما فلان فصالح وأيما، ومن ذلك قولهم: دينار أصله دنّار، يدل على ذلك جمعهم إياه دنانير، ولم يقولوا: ديانير، وديوان كان أصله: دوّان لجمعهم إياه: دواوين، وديباج: ديابيج، وقيراط، قراريط، كأنه كان قرّاط، ونرى أن دسّاها دسسها؛ لأن البخيل يخفى منزله وماله، وأن الآخر يبرز منزله على الأشراف والروابي، لئلا يستتر عن الضيفان، ومن أراده، وكل صواب). [معاني القرآن: 3/ 267]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({خاب من دسّاها}؛ هي من دسست والعرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء، قال العجاج:
تقضّى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو الفضاض.
و"تظنيت" إنما هو تظننت. و"رجل ملب" وإنما هو من ألببت؛ أي قد أقمت بالمكان، وقد ألب الرجل، قال المضرب بن كعب:
فقلت لها فيئ إليك فإنني ....... حرامٌ وإنـى بعـد ذاك لبيـب
أي مقيم أي مع ذلك). [مجاز القرآن: 2/ 300]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({دساها}:أدخلها، من دسست، قلبت السين ياء كما قالوا تظنيت إنما هو تظننت، ورجل ملب إنما هو من ألبيت). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({قد أفلح من زكّاها}؛ أي من زكي نفسه بعمل البر، واصطناع المعروف). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وقد خاب من دسّاها}؛ أي دسّ نفسه -أي أخفاها- بالفجور والمعصية. والأصل من «دسّست»، فقلبت السين ياء. كما قالوا: قصّيت أظفاري، أي قصّصتها). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ يريد أفلح من زكى نفسه، أي: أنماها وأعلاها بالطاعة والبرّ والصّدقة واصطناع المعروف. وأصل التزكية: الزّيادة، ومنه يقال: زكا الزرع، يزكوا: إذا كثر ريعه، وزكت النّفقة: إذا بورك فيها، ومنه زكاة الرّجل عن ماله، لأنها تثمّر ماله وتنمّيه. وتزكية القاضي للشّاهد منه، لأنه يرفعه بالتّعديل والذّكر الجميل). [تأويل مشكل القرآن: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، أي: نقصها وأخفاها بترك عمل البرّ، وبركوب المعاصي. والفاجر أبدا خفيّ المكان، زمر المروءة، غامض الشّخص، ناكس الرأس. ودسّاها: من دسّست، فقلبت إحدى السيّنات ياء، كما يقال: لبّبت، والأصل لبّيت، و: قصّيت أظفاري، وأصله قصصت. ومثله كثير.
فكأنّ النّطف بارتكاب الفواحش دسّ نفسه وقمعها، ومصطنع المعروف شهر نفسه ورفعها.
وكانت أجواد العرب تنزل الرّبا وأيفاع الأرض، لتشتهر أماكنها للمعتفين، وتوقد النّيران في الليل للطّارقين. وكانت اللئام تنزل الأولاج والأطراف والأهضام: لتخفى أماكنها على الطّالبين. فأولئك أعلوا أنفسهم وزكّوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، قال الشاعر:

وبــــوّأت بـيــتــك فـــــي مـعــلــم ....... رحــيــب الـمـبــاءة والـمـســرح
كفيـت العفـاة طـلاب القـرى ....... ونــبـــح الــكـــلاب لمـسـتـنـبـح
ترى دعس آثار تلك المطيّ ....... أخـــاديـــد كـالـلّــقــم الأفـــيـــح
ولـــو كـنــت فـــي نـفــق زائــــغ ....... لكنت على الشّرك الأوضـح
ومثل هذا كثير). [تأويل مشكل القرآن: 344-345]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قد أفلح من زكّاها (9)}؛ أي قد أفلحت نفس زكاها اللّه). [معاني القرآن: 5/ 332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقد خاب من دسّاها (10)} خابت نفس دسّاها اللّه. ومعنى {دسّاها} جعلها قليلة خسيسة.والأصل دسّسها، ولكن الحروف إذا اجتمعت من لفظ واحد أبدل من أحدها ياء.
قال الشاعر:

تقضّي البازي إذا البازي كسر
قالوا: معناه تقضض.
وقيل: قد أفلح من زكّى نفسه بالعمل الصالح). [معاني القرآن: 5/ 332-333]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَسَّاهَا}؛ أي أخفاها بعمل الفجور والمعاصي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَسَّاهَا}: من دسست). [العمدة في غريب القرآن: 348]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 11:31 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن قولك: أقسمت لأفعلن وأقسمت لا تفعل بمنزلة قولك: قلت: والله لا تفعل، وقلت: والله لتفعلن.
واعلم أنك إذا أقسمت على فعل ماضٍ، فأدخلت عليه اللام لم تجمع بين اللام والنون؛ لأن الفعل الماضي مبني على الفتح غير متغيرة لامه، وإنما تدخل النون على ما لم يقع كما ذكرت. فلما كانت لا تقع لما يكون في الحال كانت من الماضي أبعد. وذلك قولك: والله لرأيت زيداً يضرب عمراً، فأنكرت ذلك.
وإن وصلت اللام ب قد فجيد بالغ. تقول: والله لقد رأيت زيداً، والله لقد انطلق في حاجتك. وسنفسر الفصل بين الفعل ب قد وبين الفعل إذا لم تدخله.
أما قد فأصلها أن تكون مخاطبة لقوم يتوقعون الخبر. فإذا قلت: قد جاء زيد لم تضع هذا الكلام ابتداء على غير أمرٍ كان بينك وبينه، أو أمرٍ تعلم أنه لا يتوقعه. فإن أدخلت اللام على قد فإنما تدخلها على هذا الوجه.
فأما قولك: والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له فإنما تقديره: لقد؛ لأنه الأول إلى آخر القسم على غير محلوف عليه، فكان التقدير: {والليل إذا يغشى}، ثم ترك هذا، وابتدأ {والنهار إذا تجلى}. ولكنه بمنزلة قولك: والله ثم الله لأفعلن، وإنما مثلت لك بثم؛ لأنها ليست من حروف القسم.
واعلم أن القسم قد يؤكد بما يصدق الخبر قبل ذكر المقسم عليه، ثم يذكر ما يقع عليه القسم. فمن ذلك قوله عز وجل: {والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهود} ثم ذكر قصة أصحاب الأخدود توكيداً.
وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديدٌ} وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود}، وحذفت اللام لطول الكلام. وليس القول عندنا إلا الأول؛ لأن هذه الاعتراضات توكيد.
فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل.
ألا ترى أن النحويين لا يقولون: قام هند، وذهب جاريتك، ويجيزون: حضر القاضي اليوم امرأةٌ يا فتى، فيجيزون الحذف مع طول الكلام؛ لأنهم يرون ما زاد عوضاً مما حذف.
وتقول: وحق الله ثم حقك لأفعلن ثم حقك تحمله على الموضع، كان جائزاً كما قال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وعلى هذا قرئ {فأصدق وأكن من الصالحين}؛ لأنه حمله على موضع الفاء). [المقتضب: 2/ 336-337] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} قال: «يتبعونه حق اتباعه». قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} أي: تبعها».
حدثنا هشيم، عن داود، عن عكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} مثل ذلك، ولم يذكره عن ابن عباس.
حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، في هذه الآية مثل ذلك). [فضائل القرآن: 130-131]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي موسى الأشعري إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم.
حدثناه هشيم وابن علية، كلاهما عن زياد بن مخراق، عن أبي إياس، عن أبي كنانة، عن أبي موسى الأشعري.
قوله: اتبعوا القرآن: أي اجعلوه أمامكم ثم اتلوه، كقوله جل وعز: {الذين آتينهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}.
حدثنا عباد بن العوام عن داود بن أبي هند عن عكرمة في قوله: «يتلونه حق تلاوته»، قال: يتبعونه حق اتباعه ألا ترى أنك تقول:
فلان يتلو فلانا: {والشمس وضحها * والقمر إذا تلها} ). [غريب الحديث: 5/ 195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) }

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وما تكون لغير الآدميين؛ نحو ما تركب أركب، وما تصنع أصنع. فإن قلت: ما يأتني آته تريد: الناس لم يصلح.
فإن قيل: فقد قال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}. ومعناه: ومن بناها، وكذلك {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}.
قيل: قد قيل ذلك. والوجه الذي عليه النحويون غيره، إنما هو والسماء وبنائها، وإلا على أزواجهم أو ملك أيمانهم. فهي مصادر وإن دلت على غيرها ممن يملك. كقولك: هذا ملك يمينك، وهذا الثوب نسج اليمن وهذا الدرهم ضرب الأمير. ولو كان على ما قالوا لكان على وضع النعت في موضع المنعوت لأن ما إنما تكون لذوات غير الآدميين. ولصفات الآدميين. تقول: من عندك? فيقول: زيدٌ. فتقول: ما زيدٌ? فيقول: جوادٌ أو بخيلٌ أو نحو ذلك، فإنما هو لسؤال عن نعت الآدميين. والسؤال عن كل ما يعقل ب من كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ من لله عز وجل؛ كما قال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} وهذا في القرآن أكثر. وقال تبارك اسمه: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}. يعني الملائكة. وكذلك في الجن في قوله: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً} فهذا قولي لك: إنها لما يخاطب ويعقل). [المقتضب: 2/ 51-52]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:
تعش، فإن عاهدتني لا تخونني ....... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}؛ فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/ 294-295] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال بعض المفسرين في قوله عز وجل: {والسماء وما بناها} قال: ومن بناها). [المقتضب: 4/ 185]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فمما وقعت ما فيه على الآدميين قول الله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}.
وقال قوم: ما وصلتها مصدر، فمعناه: أو ملك أيمانهم، وهذا أقيس في العربية. وقال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}، فقال قوم: إنما هو: والسماء وبنائها، وقال قوم: معناه: ومن بناها على ما قيل فيما قبله.
فأما وقوع هذه الأسماء في الجزاء، وفي معنى الذي فبين واضح، نحو: من يأتني آته و{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} و{أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} فلذلك أخرنا شرحه حتى نذكره في موضعه إن شاء الله). [المقتضب: 4/ 218] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (والطاحي: الباسط. يقال: طحاه يطحاه ويطحوه طحوا وطحوا، أي بسطه وطحوته أطحوه: ضربته فصرعته. وقال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}، أي: بسطها. وقالوا: فرس طاح، أي: مشرف. وقالوا في يمين لهم: لا والقمر الطاحي، أي: المرتفع). [الأضداد: 125]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (قوله: «ما يدري ما طحاها»

قال الأصمعي: طحاها: مدها، يعنون الأرض، قال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}. ويقال: «طحا قلبه في كذا وكذا»، وإذا تطاول وتمادى، ومنه قوله علقمة:
طحا بك قلب في الحسان طروب ....... بعيد الشباب عصر حان مشيب
أي تطاول وتمادى في ذلك). [كتاب الأمثال: 142]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وخفض عليك القول واعلم بأنني ....... من الأنس الطاحي الحلول العرمرم
و(الطاحي) المتسع المنتشر.
قال تعالى: {والأرض وما طحاها} وسعها). [شرح أشعار الهذليين: 1/ 266]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن حروف الأضداد الطاحي: المنضجع، والطاحي المرتفع، يقال: فرس طاح، إذا كان مشرفا مرتفعا. وفي دعائهم: لا والقمر الطاحي، أي المرتفع. ويقال: طحوت الرجل أطحوه، إذا صرعته.
ويقال: ضربته حتى طحا، أي انصرع.
ويقال: طحوت أطحو وأطحا، إذا بسطت، وقال علقمة بن عبدة:
طحا بك قلب في الحسان طروب ....... بعيد الشباب عصر حان مشيب
أراد ذهب وتباعد.
هذا قول قطرب، وليس الطاحي عندي من الأضداد، لأنه لا يقال: طاح للمنخفض؛ إنما يقال للمنخفض: مطحو ومطحي، قال تعالى: {والأرض وما طحاها}، فمعناه: وما بسطها، فإن ذهب إلى أن الطاحي الخافض، والطاحي المنخفض قياسا على قول العرب: نائم للإنسان النائم، ونائم لليل المنوم فيه؛ كانا ضدين). [كتاب الأضداد: 394]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال طحا يطحو طحوًا وطحا يطحو طحوًا وهو من الواو. قال: وقال الأصمعي: طحا بك أي اتسع بك وذهب كل مذهب قال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}؛ وقال غيره: طحا أي: انتشر). [شرح المفضليات: 766]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن قولك: أقسمت لأفعلن وأقسمت لا تفعل بمنزلة قولك: قلت: والله لا تفعل، وقلت: والله لتفعلن.
واعلم أنك إذا أقسمت على فعل ماضٍ، فأدخلت عليه اللام لم تجمع بين اللام والنون؛ لأن الفعل الماضي مبني على الفتح غير متغيرة لامه، وإنما تدخل النون على ما لم يقع كما ذكرت. فلما كانت لا تقع لما يكون في الحال كانت من الماضي أبعد. وذلك قولك: والله لرأيت زيداً يضرب عمراً، فأنكرت ذلك.
وإن وصلت اللام ب قد فجيد بالغ. تقول: والله لقد رأيت زيداً، والله لقد انطلق في حاجتك. وسنفسر الفصل بين الفعل ب قد وبين الفعل إذا لم تدخله.
أما قد فأصلها أن تكون مخاطبة لقوم يتوقعون الخبر. فإذا قلت: قد جاء زيد لم تضع هذا الكلام ابتداء على غير أمرٍ كان بينك وبينه، أو أمرٍ تعلم أنه لا يتوقعه. فإن أدخلت اللام على قد فإنما تدخلها على هذا الوجه.
فأما قولك: والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له فإنما تقديره: لقد؛ لأنه الأول إلى آخر القسم على غير محلوف عليه، فكان التقدير: {والليل إذا يغشى}، ثم ترك هذا، وابتدأ {والنهار إذا تجلى}. ولكنه بمنزلة قولك: والله ثم الله لأفعلن، وإنما مثلت لك بثم؛ لأنها ليست من حروف القسم.
واعلم أن القسم قد يؤكد بما يصدق الخبر قبل ذكر المقسم عليه، ثم يذكر ما يقع عليه القسم. فمن ذلك قوله عز وجل: {والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهود} ثم ذكر قصة أصحاب الأخدود توكيداً.
وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديدٌ} وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود}، وحذفت اللام لطول الكلام. وليس القول عندنا إلا الأول؛ لأن هذه الاعتراضات توكيد.
فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل.
ألا ترى أن النحويين لا يقولون: قام هند، وذهب جاريتك، ويجيزون: حضر القاضي اليوم امرأةٌ يا فتى، فيجيزون الحذف مع طول الكلام؛ لأنهم يرون ما زاد عوضاً مما حذف.
وتقول: وحق الله ثم حقك لأفعلن ثم حقك تحمله على الموضع، كان جائزاً كما قال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وعلى هذا قرئ {فأصدق وأكن من الصالحين}؛ لأنه حمله على موضع الفاء). [المقتضب: 2/ 336-337] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) }

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (الكلام على قلب آخر المضاعف إلى الياء
وقال أبو عبيدة: العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون: تظنّيت، وإنما هو تظنّنت، قال العجاج:
تقضى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو تقضّض من الانقضاض، وقال الأصمعي، هو تفعّل من الانقضاض فقلب إلى الياء كما قالوا سرّيّة من تسرّرت، وقال أبو عبيدة: رجل ملب وإنما هو من ألببت، قال المضرّب بن كعب:
فقلت لها فيئي إليك فإنّني ....... حرامٌ وإنّي بعد ذاك لبيب
بعد ذاك أي مع ذاك، ولبيب: مقيم، وقوله عز وجل: {وقد خاب من دسّاها}؛ إنما هو من دسّست، وقال يعقوب: سمعت أبا عمرو، يقول: لم يتسنّ: لم يتغيّر، وهو من قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26] فقلت لم يتسنّ من ذوات الياء، ومسنون من ذوات التضعيف، فقال: هو مثل تظنيت، وقال أبو عبيدة: التّصدية: التصفيق، وفعلت منه: صددت، قال الله عز وجل: {إذا قومك منه يصدّون} [الزخرف: 57] أي يعجّون وقال أيضًا: {إلا مكاء وتصّديةً} وقال العتابي: قصيت أظفاري بمعنى قصصتها). [الأمالي: 2/ 171]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة