العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 06:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي نزول سورة الفتح

● نزول سورة الفتح ●

هل سورة الفتح مكية أو مدنية؟
...من حكى الإجماع على أنها مدنية
...من نصَّ على أنها مدنية...
ترتيب نزول سورة الفتح
...تاريخ نزول سورة الفتح
...مكان نزول سورة الفتح
خبر نزول سورة الفتح
أسباب نزول سورة الفتح


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 09:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


هل سورة الفتح مكية أو مدنية؟

من حكى الإجماع على أنها مدنية:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( (مدنية) كلها بإجماع).[معاني القرآن: 5/19]م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مدنية كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 7/418]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ.
قال القرطبيّ: بالإجماع
). [فتح القدير: 5/58]م

من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّة). [تفسير عبد الرزاق: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن: 412]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (مدنية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 57]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):
(مدنية).
[معاني القرآن: 6/489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وهي مدنية
مدنية في رواية مجاهد عن ابن عباس.
وروى الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان، قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة كلها في شأن الحديبية)). [معاني القرآن: 6/491]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة الفتح، والحجرات.
حدّثنا أبو جعفرٍ قال حدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: «أنّهما نزلتا بالمدينة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/14]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (نزلت بالمدينة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 166]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مدنية). [الكشف والبيان: 9/40]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ("الفتح" و"الحجرات". وهما مدنيتان). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 415]
قَالَ أبو عمر عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية). [البيان: 229]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(مدنية). [الوسيط: 4/132]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مدنيّةٌ). [معالم التنزيل: 7/295]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية). [الكشاف: 5/534]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (هذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الحديبية، وفي ذلك أحاديث كثيرة عن أنس وابن مسعود وغيرهما تقتضي صحته وهي بهذا في حكم المدني ، وقال الزهراوي عن مجاهد وعن ابن عباس: إنها (نزلت بالمدينة)، والأول أصح، ويشبه أن منها بعضا نزل بالمدينة، وأما صدر السورة ومعظمها فكما قلنا، ويقضي بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما في تلك السفرة: ((لقد أنزلت عليّ سورة هي أحب إليّ من الدنيا بما فيها))، ذكر مكي هنا أن المعنى بشرط أن تبقى الدنيا ولا تفنى، وفي هذا نظر.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في تلك الوجهة ليعتمر بمكة، فصده المشركون، -والقصة مشهورة- سنة ست من الهجرة). [المحرر الوجيز: 26/664]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( وهي مدنية).[علل الوقوف: 3/954]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال عطاء بن أبي مسلم: ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح.
قال عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية، وروي عن البراء بن عازب: (أنها نزلت بالحديبية).
وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: (ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا))).
وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} [الفتح: 1] مرجعه من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: (أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2]) مرجعه من الحديبية.
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن.
فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} [الفتح: 1]))). والحديثان صحيحان.
ومعنى: (نزرت رسول الله) لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه.
وقال المسور بن مخرمة: (نزلت بين مكة والمدينة ..)). [جمال القراء :1/9-10]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية نزلت في مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية). [أنوار التنزيل: 5/126]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية). [التسهيل: 2/286]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مدنيةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/325]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مدنيّة، وقيل: نزلت بين الحديبية والمدينة منصرفه من الحديبية أو بكراع الغميم، والفتح: صلح الحديبية، وقيل: فتح مكّة). [عمدة القاري: 19/249]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [الدر المنثور: 13/455]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت سورة الفتح بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنهما مثله). [الدر المنثور: 13/455]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ):
(أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها). [لباب النقول: 236]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) :
(مدنية). [إرشاد الساري: 7/343]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ):
(
مدنية).[منار الهدى: 363]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ):(وهي مدنيّةٌ.
قال القرطبيّ: بالإجماع.
وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الفتح بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله.
وأخرج ابن إسحاق، والحاكم وصحّحه، والبيهقي في "الدّلائل"، عن المسور بن مخرمة ومروان قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكّة والمدينة في شأن الحديبية من أوّلها إلى آخرها).
وهذا لا ينافي الإجماع على كونها مدنيّةً؛ لأنّ المراد بالسور المدنيّة النّازلة بعد الهجرة من مكّة). [فتح القدير: 5/58]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية). [القول الوجيز: 295]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(وهي مدنيّةٌ على المصطلح المشهور في أنّ المدنيّ ما نزل بعد الهجرة ولو كان نزوله في مكانٍ غير المدينة من أرضها أو من غيرها.

وهذه السّورة نزلت بموضعٍ يقال له: كراع الغميم بضمّ الكاف من كراعٍ وبفتح الغين المعجمة وكسر الميم من الغميم موضعٌ بين مكّة والمدينة، وهو وادٍ على مرحلتين من مكّة وعلى ثلاثة أميالٍ من عسفان وهو من أرض مكّة.
وقيل: نزلت بضجنان بوزن سكران وهو جبلٌ قرب مكّة ونزلت ليلًا فهي من القرآن اللّيليّ). [التحرير والتنوير: 26/141]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ونزولها سنة ستٍّ بعد الهجرة منصرف النبي صلّى الله عليه وسلّم من الحديبية وقبل غزوة خيبر وفي "الموطّأ" عن عمر (أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يسير في بعض أسفاره أي منصرفه من الحديبية ليلًا وعمر بن الخطّاب يسير معه فسأله عمر بن الخطّاب عن شيءٍ فلم يجبه ثمّ سأله فلم يجبه ثمّ سأله فلم يجبه فقال: عمر ثكلت أمّ عمر نزرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّاتٍ كلّ ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحرّكت بعيري وتقدّمت أمام النّاس وخشيت أن ينزل فيّ القرآن فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآنٌ، فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّمت عليه فقال: ((لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورةٌ لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس)) ثمّ قرأ {إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح: 1]).
ومعنى قوله: ((لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس لما اشتملت عليه)) من قوله: {ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك} [الفتح: 2].
وأخرج مسلمٌ والتّرمذيّ عن أنسٍ قال: (أنزل على النّبي {ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك} إلى قوله: {فوزاً عظيماً} [الفتح: 2- 5] مرجعه من الحديبية فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((لقد أنزلت عليّ آيةٌ أحبّ إليّ ممّا على وجه الأرض)) ثمّ قرأها)). [التحرير والتنوير: 26/141-142]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 شعبان 1433هـ/30-06-2012م, 10:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

ترتيب نزول سورة الفتح
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ( [نزلت بعد الجمعة]). [الكشاف: 5/534]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال عطاء بن أبي مسلم: ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح). [جمال القراء :1/9-10]م
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الجمعة). [التسهيل: 2/286]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الصف ونزلت بعدها سورة التوبة). [القول الوجيز: 295]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(وهي السّورة الثّالثة عشرة بعد المائة في ترتيب نزول السّور في قول جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة الصّفّ وقبل سورة التّوبة).
[التحرير والتنوير: 26/142]


تاريخ نزول سورة الفتح
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ونزولها سنة ستٍّ بعد الهجرة .. ). [التحرير والتنوير: 26/141-142]م

مكان نزول سورة الفتح:

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وروى الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان، قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة كلها في شأن الحديبية)). [معاني القرآن: 6/491]م
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أحمد بن جعفرٍ القطيعيّ، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: «أنزلت سورة الفتح بين مكّة والمدينة في شأن الحديبية من أوّلها إلى آخرها» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/498]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ):
( [نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية]). [الكشاف: 5/534]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (هذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الحديبية، وفي ذلك أحاديث كثيرة عن أنس وابن مسعود وغيرهما تقتضي صحته وهي بهذا في حكم المدني). [المحرر الوجيز: 26/664]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(
روي عن البراء بن عازب: (أنها نزلت بالحديبية).
وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: (ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا))).
وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} [الفتح: 1] مرجعه من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: (أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2]) مرجعه من الحديبية.
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن.
فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} [الفتح: 1]))). والحديثان صحيحان.
ومعنى: (نزرت رسول الله) لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه.
وقال المسور بن مخرمة: (نزلت بين مكة والمدينة ..)). [جمال القراء :1/9-10]م
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية نزلت في مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية). [أنوار التنزيل: 5/126] م
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية). [التسهيل: 2/286]م
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت هذه السورة حين انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، لما أراد أن يعتمر بمكة فصدّه المشركون). [التسهيل: 2/286]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قيل: نزلت بين الحديبية والمدينة منصرفه من الحديبية أو بكراع الغميم، والفتح: صلح الحديبية، وقيل: فتح مكّة). [عمدة القاري: 19/249]م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن إسحاق والحاكم وصححه والبيهقي في "الدلائل" عن المسور بن مخرمة ومروان قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها)). [الدر المنثور: 13/455]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي والبيهقي في "سُنَنِه" عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيره سورة الفتح على راحلته فرجع فيها)). [الدر المنثور: 13/455]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (نزلت منصرف النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- من الحديبية سنة ست من الهجرة). [إرشاد الساري: 7/343]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ.
قال القرطبيّ: بالإجماع.
وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الفتح بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله.
وأخرج ابن إسحاق، والحاكم وصحّحه، والبيهقي في "الدّلائل"، عن المسور بن مخرمة ومروان قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكّة والمدينة في شأن الحديبية من أوّلها إلى آخرها).
وهذا لا ينافي الإجماع على كونها مدنيّةً؛ لأنّ المراد بالسور المدنيّة النّازلة بعد الهجرة من مكّة). [فتح القدير: 5/58]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن إسحاق، والحاكم وصحّحه، والبيهقي في "الدّلائل"، عن المسور بن مخرمة ومروان قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكّة والمدينة في شأن الحديبية من أوّلها إلى آخرها)). [فتح القدير: 5/58] م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهذه السّورة نزلت بموضعٍ يقال له: كراع الغميم بضمّ الكاف من كراعٍ وبفتح الغين المعجمة وكسر الميم من الغميم موضعٌ بين مكّة والمدينة، وهو وادٍ على مرحلتين من مكّة وعلى ثلاثة أميالٍ من عسفان وهو من أرض مكّة.
وقيل: نزلت بضجنان بوزن سكران وهو جبلٌ قرب مكّة ونزلت ليلًا فهي من القرآن اللّيليّ). [التحرير والتنوير: 26/141] م


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

نزول سورة الفتح:
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا أحمد بن إسحاق السّلميّ، حدّثنا يعلى، حدّثنا عبد العزيز بن سياهٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، قال: أتيت أبا وائلٍ أسأله، فقال: كنّا بصفّين، فقال رجلٌ: ألم تر إلى الّذين يدعون إلى كتاب اللّه؟،
فقال عليٌّ: (نعم)،
فقال سهل بن حنيفٍ: (اتّهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية -يعني: الصّلح الّذي كان بين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والمشركين- ولو نرى قتالًا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنّة، وقتلاهم في النّار؟، قال: ((بلى))،
قال: ففيم نعطي الدّنيّة في ديننا ونرجع، ولمّا يحكم اللّه بيننا،
فقال: ((يا ابن الخطّاب! إنّي رسول اللّه، ولن يضيّعني اللّه أبدًا))،
فرجع متغيّظًا، فلم يصبر، حتّى جاء أبا بكرٍ، فقال: يا أبا بكرٍ! ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟،
قال: يا ابن الخطّاب! إنّه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولن يضيّعه اللّه أبدًا، فنزلت سورة الفتح) ). [صحيح البخاري:6/136]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (حدّثنا يعلى) هو ابن عبيدٍ الطّنافسيّ، قوله: (حدّثنا عبد العزيز بن سياهٍ) بمهملةٍ مكسورةٍ، ثمّ تحتانيّةٍ خفيفةٍ، وآخره هاءٌ منوّنةٌ، تقدّم في أواخر الجزية.
قوله: (أتيت أبا وائلٍ أسأله) لم يذكر المسئول عنه، وبيّنه أحمد في روايته عن يعلى بن عبيدٍ، ولفظه: (أتيت أبا وائلٍ في مسجد أهله، أسأله عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليٌّ) يعني: الخوارج، (قال: كنّا بصفّين، فقال رجلٌ) فذكره.
قوله: (فقال: كنّا بصفّين): هي مدينةٌ قديمةٌ على شاطئ الفرات بين الرّقّة ومنبج، كانت بها الواقعة المشهورة بين عليٍّ ومعاوية.
قوله: (فقال رجلٌ: ألم تر إلى الّذين يدعون إلى كتاب اللّه): ساق أحمد إلى آخر الآية، هذا الرّجل هو عبد اللّه بن الكوّاء، ذكره الطّبريّ، وكان سبب ذلك أنّ أهل الشّام لمّا كاد أهل العراق يغلبونهم، أشار عليهم عمرو بن العاص برفع المصاحف والدّعاء إلى العمل بما فيها، وأراد بذلك أن تقع المطاولة فيستريحوا من الشّدّة الّتي وقعوا فيها، فكان كما ظنّ، فلمّا رفعوها وقالوا: بيننا وبينكم كتاب اللّه، وسمع من بعسكر عليٍّ -وغالبهم ممّن يتديّن- قال قائلهم ما ذكر، فأذعن عليٌّ إلى التّحكيم موافقةً لهم، واثقًا بأنّ الحقّ بيده.
وقد أخرج النّسائيّ هذا الحديث عن أحمد بن سليمان، عن يعلى بن عبيدٍ، بالإسناد الّذي أخرجه البخاريّ، فذكر الزّيادة نحو ما أخرجها أحمد، وزاد بعد قوله: (كنّا بصفّين، قال: فلمّا استحرّ القتل بأهل الشّام، قال عمرو بن العاص لمعاوية: (أرسل المصحف إلى عليٍّ فادعه إلى كتاب اللّه، فإنّه لن يأبى عليك)،
فأتى به رجلٌ: فقال بيننا وبينكم كتاب اللّه،
فقال عليٌّ: (أنا أولى بذلك بيننا كتاب اللّه)،
فجاءته الخوارج -ونحن يومئذٍ نسمّيهم القرّاء- وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتّى يحكم اللّه بيننا وبينهم فقام سهل بن حنيفٍ.
قوله: (فقال عليٌّ: (نعم) )، زاد أحمد والنّسائيّ (أنا أولى بذلك) أي: بالإجابة إذا دعيت إلى العمل بكتاب اللّه، لأنّني واثقٌ بأنّ الحقّ بيدي.
قوله: (وقال سهل بن حنيفٍ: (اتّهموا أنفسكم) أي: في هذا الرّأي؛ لأنّ كثيرًا منهم أنكروا التّحكيم وقالوا: لا حكم إلّا للّه، فقال عليٌّ: (كلمة حقٍّ أريد بها باطلٌ)، وأشار عليهم كبار الصّحابة بمطاوعة عليٍّ، وأن لا يخالفما يشير به، لكونه أعلم بالمصلحة.
وذكر لهم سهل بن حنيفٍ ما وقع لهم بالحديبية، وأنّهم رأوا يومئذٍ أن يستمرّوا على القتال، ويخالفوا ما دعوا إليه من الصّلح، ثمّ ظهر أنّ الأصلح هو الّذي كان شرع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيه، وسيأتي ما يتعلّق بهذه القصّة في كتاب استتابة المرتدّين إن شاء اللّه تعالى، وسبق ما يتعلّق بالحديبية مستوفى في كتاب الشّروط).[فتح الباري:589-8/588]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا أحمد بن إسحاق السّلميّ حدّثنا يعلى حدّثنا عبد العزيز بن سياهٍ عن حبيب بن أبي ثابتٍ قال أتيت أبا وائلٍ أسأله فقال كنّا بصفّين فقال رجلٌ ألم تر إلى الّذين يدعون إلى كتاب الله فقال عليٌّ نعم فقال سهل بن حنيفٍ اتّهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبيّة يعني الصّلح الّذي كان بين النبيّ صلى الله عليه وسلم والمشركين ولو نرى قتالاً لقاتلنا فجاء عمر فقال ألسنا على الحقّ وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار قال بلى قال ففيم أعطي الدّنيّة في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا فقال يا ابن الخطّاب إنّي رسول الله ولن يضيّعني الله أبدا فرجع متغيّظا فلم يعتبر حتّى جاء أبا بكرٍ فقال يا أبا بكرٍ ألسنا على الحقّ وهم على الباطل قال يا ابن الخطّاب إنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيّعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح..
مطابقته للتّرجمة من حيث أنه في قضيّة الحديبية وأحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر بن جندل أبو إسحاق السّلميّ بضم السّين المهملة وفتح اللّام السرماري نسبة إلى سرمارة قرية من قرى بخاري، ويعلى بفتح الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة وبالقصر ابن عبيد، وعبد العزيز بن سياه، بكسر السّين المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف وبالهاء بعد الألف، لفظ فارسي. ومعناه بالعربيّة الأسود، وهو منصرف، وحبيب بن أبي ثابت واسمه قيس بن دينار الكوفي، وأبو وائل بالهمز بعد الألف اسمه شقيق بن سلمة.
والحديث مر في باب الشّروط في الجهاد مطولا جدا وفيه قضيّة عمر، رضي الله تعالى عنه، وقضيّة سهل بن حنيف مضت مختصرة في غزوة الحديبية وذكره البخاريّ أيضا في الجزية والاعتصام وفي المغازي وأخرجه مسلم والنّسائيّ أيضا.
قوله: (بصفين) ، بكسر الصّاد المهملة والفاء المشدّدة: بقعة بقرب الفرات كانت بها وقعة بين عليّ ومعاوية، وهو غير منصرف. قوله: (فقال رجل: ألم تر إلى الّذين يدعون إلى كتاب الله} ، وذكر صاحب (التّلويح) الرّواية هنا بفتح الياء من: يدعون، وضم العين وكان هذا الرجل الّذي هو من أصحاب عليّ، رضي الله تعالى عنه، لم يرد التّلاوة وساق الكرماني الآية. {ألم تر إلى الّذين يدعون} إلى قوله تعالى: {معرضون} (الحجرات: 9) ثمّ قال: فقال الرجل مقتبسا منه ذلك وغرضه إمّا أن الله تعالى قال في كتابه: {فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي} فيم يدعون إلى القتال وهم لا يقاتلون.
قوله: (فقال عليّ: نعم) ، زاد أحمد والنّسائيّ: أنا أولى بذلك. أي: بالإجابة إذا دعيت إلى العمل بكتاب الله لأنني واثق بأن الحق بيدي. قوله: (فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم) ، ويروى: رأيكم يريد أن الإنسان قد يرى رأيا والصّواب غيره، والمعنى: لا تعملوا بآرائكم، يعني: مضى النّاس إلى الصّلح بين عليّ ومعاوية وذلك أن سهلاً ظهر له من أصحاب عليّ، رضي الله تعالى عنه، كراهة التّحكيم وقال الكرماني: كان سهل يتهم بالتقصير في القتال. فقال: اتهموا أنفسكم فإنّي لا أقصر وما كنت مقصرا وقت الحاجة. كما في يوم الحديبية، فإنّي رأيت نفسي يومئذٍ بحيث لو قدرت مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت قتالاً عظيما. لكن اليوم لا نرى المصلحة في القتال بل التّوقّف أولى لمصالح المسلمين، وأما الإنكار على التّحكيم أفليس ذلك في كتاب الله تعالى؟ فقال عليّ، رضي الله تعالى عنه، نعم، المنكرون هم الّذين عدلوا عن كتاب الله لأن المجتهد لما رأى أن ظنّه أدّى إلى جواز التّحكيم فهو حكم الله، وقال سهل: اتهموا أنفسكم في الإنكار لأنا أيضا كنّا كارهين لترك القتال يوم الحديبية وقهرنا النّبي صلى الله عليه وسلم على الصّلح. وقد أعقب خيرا عظيما قوله: {ولقد رأيتنا} أي: ولقد رأيت أنفسنا. قوله: (ولو نرى) بنون المتكلّم مع غيره. قوله: (أعطي) ، بضم الهمزة وكسر الطّاء ويروى: نعطي، بالنّون. قوله: (الدنية) بكسر النّون وتشديد الياء آخر الحروف أي: الخصلة الدنية وهي المصالحة بهذه الشّروط الّتي تدل على العجز، والضعف. قوله: (فلم يصبر حتّى جاء أبا بكر) قال الدّاوديّ: ليس بمحفوظ إنّما كلم أبا بكر أولا ثمّ كلم النّبي صلى الله عليه وسلم). [عمدة القاري: 19/180-181]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا أحمد بن إسحاق السّلميّ، حدّثنا يعلى، حدّثنا عبد العزيز بن سياهٍ عن حبيب بن أبي ثابتٍ قال: أتيت أبا وائلٍ أسأله فقال: كنّا بصفّين، فقال رجلٌ: ألم تر إلى الّذين يدعون إلى كتاب اللّه تعالى، فقال عليٌّ: نعم. فقال سهل بن حنيفٍ: اتّهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصّلح الّذي كان بين النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- والمشركين ولو نرى قتالًا لقاتلنا فجاء عمر فقال ألسنا على الحقّ وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنّة، وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى، قال: ففيم أعطي الدّنيّة في ديننا. ونرجع ولمّا يحكم اللّه بيننا؟ فقال: «يا ابن الخطّاب: إنّي رسول اللّه، ولن يضيّعني اللّه أبدًا، فرجع متغيّظًا فلم يصبر حتّى جاء أبا بكرٍ، فقال يا أبا بكرٍ: ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ قال: يا ابن الخطّاب: إنّه رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ولن يضيّعه اللّه أبدًا، فنزلت سورة الفتح.
وبه قال: (حدّثنا أحمد بن إسحاق) بن الحصين أبو إسحاق (السلمي) بضم السين وفتح اللام السرماري البخاري نسبة إلى سرماري بفتح السين قرية من قرى بخارى قال: (حدّثنا يعلى) بفتح التحتية وسكون المهملة وفتح اللام ابن عبيد الطنافسي قال: (حدّثنا عبد العزيز بن سياه) بكسر المهملة وبعد التحتية المخففة ألف فهاء منوّنة فارسي معرب معناه الأسود (عن حبيب بن أبي ثابت) واسمه قيس بن دينار الكوفي أنه (قال أتيت أبا وائل) بالهمزة شقيق بن سلمة (أسأله) لم يذكر المسؤول عنه وفي رواية أحمد أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي يعني الخوارج (فقال: كنا بصفين) بكسر الصاد المهملة والفاء المشددة موضع بقرب الفرات كان به الوقعة بين علي ومعاوية (فقال رجل) هو عبد الله بن الكوّاء: (ألم تر إلى الذين يدعون) بضم الياء وفتح العين وفي اليونينية بفتح الياء وضم العين (إلى كتاب الله تعالى فقال علي: نعم) أنا أولى بالإجابة إذا دعيت إلى العمل بكتاب الله وعند النسائي بعد قوله بصفين فلما استحرّ القتل بأهل الشام قال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل المصحف إلى علي فادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى
عليك فأتى به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله. فقال علي: أنا أولى بذلك بيننا كتاب الله فجاءته الخوارج ونحن نسميهم يومئذٍ القراء وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما ننتظر لهؤلاء القوم ألا نمشي إليهم بسيوفنا.
(فقال سهل بن حنيف): بضم الحاء وفتح النون (اتهموا أنفسكم) في هذا الرأي وإنما قال ذلك لأن كثيرًا منهم أنكروا التحكيم وقالوا لا حكم إلا لله فقال علي كلمة حق أريد بها باطل (فلقد رأيتنا) يريد رأيت أنفسنا (يوم الحديبية يعني الصلح الذي كان بين النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- و) بين (المشركين ولو نرى) بنون المتكلم مع غيره (قتالًا لقاتلنا فجاء عمر) إلى النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- (فقال: ألسنا على الحق وهم) يريد المشركين (على الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال) عليه الصلاة والسلام:
(بلى، قال) عمر (ففيم أعطي) بضم الهمزة وكسر الطاء ولأبي ذر نعطي بالنون بدل الهمزة (الدنية) بكسر النون وتشديد التحتية أي الخصلة الدنية وهي المصالحة بهذه الشروط الدالة على العجز (في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال) عليه الصلاة والسلام: (يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدًا، فرجع) عمر حال كونه (متغيظًا) لأجل إذلال المشركين كما عرف من قوّته في نصرة الدين وإذلال المشركين (فلم يصبر حتى جاء أبا بكر) -رضي الله عنهما- (فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: بل ابن الخطاب أنه رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) سقطت التصلية لأبي ذر (ولن يضيعه الله أبدًا فنزلت سورة الفتح). ومراد سهل بن حنيف بما ذكره أنهم أرادوا يوم الحديبية أن يقاتلوا ويخالفوا ما دعوا إليه من الصلح ثم ظهر أن الأصلح ما شرعه الرسول -صلّى اللّه عليه وسلّم- من الصلح ليقتدوا بذلك ويطيعوا عليًّا فيما أجاب إليه من التحكيم). [إرشاد الساري: 7/349]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (أخبرنا عبيد الله بن محمّد الزاهد بقراءتي عليه، حدّثنا أبو العبّاس السرّاج، حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا أبو المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أنس قال: لمّا رجعنا من غزوة الحديبية، قد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة، فأنزل الله تعالى عليه {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآية كلّها، فقال رسول الله: ((لقد نزلت عليّ آية هي أحبّ إليّ من الدّنيا جميعا)) ). [الكشف والبيان:9/40]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا منصور بن أبي منصورٍ السّامانيّ، أنا عبيد اللّه بن محمّدٍ الفاميّ، أنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ، نا أبو الأشعث، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدّث، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: لمّا رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة، أنزل اللّه عزّ وجلّ{إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا} [الفتح: 1]فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:((لقد أنزلت عليّ آيةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا كلّها)).) [الوسيط:4/132-133]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الصّالحيّ، أخبرنا أبو عمر بكر بن محمّدٍ المزنيّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه حفيد العبّاس بن حمزة، حدّثنا الحسين بن الفضل البجليّ، حدّثنا عفّان، حدّثنا همّام، حدّثنا قتادة، حدّثنا أنسٌ قال: نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:{إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا} إلى آخر الآية، مرجعه من الحديبية وأصحابه مخالطهم الحزن والكآبة، فقال: ((نزلت عليّ آيةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا جميعًا))، فلمّا تلاها نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال رجلٌ من القوم: هنيئًا مريئًا لك قد بيّن اللّه لك ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل اللّه الآية الّتي بعدها:{ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}، حتّى ختم الآية). [معالم التنزيل:7/295]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (نزلت هذه السّورة الكريمة لمّا رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الحديبية في ذي القعدة من سنة ستٍّ من الهجرة، حين صدّه المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام ليقضي عمرته فيه، وحالوا بينه وبين ذلك، ثمّ مالوا إلى المصالحة والمهادنة، وأن يرجع عامه هذا ثمّ يأتي من قابلٍ، فأجابهم إلى ذلك على تكرّهٍ من جماعةٍ من الصّحابة، منهم عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، كما سيأتي تفصيله في موضعه من تفسير هذه السّورة إن شاء اللّه. فلمّا نحر هديه حيث أحصر، ورجع، أنزل اللّه، عزّ وجلّ، هذه السّورة فيما كان من أمره وأمرهم، وجعل ذلك الصّلح فتحًا باعتبار ما فيه من المصلحة، وما آل الأمر إليه، كما روي عن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، وغيره أنّه قال: (إنّكم تعدّون الفتح فتح مكّة، ونحن نعدّ الفتح صلح الحديبية)). [تفسير القرآن العظيم: 7/325]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو نوحٍ، حدّثنا مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب قال: (كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ، قال: فسألته عن شيءٍ -ثلاث مرّاتٍ-فلم يردّ عليّ، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمّك يا ابن الخطّاب، نزرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاثٌ مرّاتٍ فلم يردّ عليك؟ قال: فركبت راحلتي فتقدّمت مخافة أن يكون نزل فيّ شيءٌ، قال: فإذا أنا بمنادٍ ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت وأنا أظنّ أنّه نزل فيّ شيءٍ، قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:((نزلت عليّ اللّيلة سورةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها:{إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا. ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}[الفتح: 1-2])))).
ورواه البخاريّ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ من طرقٍ، عن مالكٍ، رحمه اللّه، وقال عليّ بن المدينيّ: هذا إسنادٌ مدينيٌّ [جيّدٌ] لم نجده إلّا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 7/325-326]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وفي صحيح مسلمٍ عن قتادة أنّ أنس بن مالكٍ حدّثهم قال: لمّا نزلت{إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً} الآية إلى قوله: {فوزاً عظيماً}مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة، وقد نحر الهدي بالحديبية، فقال:((لقد أنزلت عليّ آيةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا جميعها)) ). [فتح القدير:5/58]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسبب نزولها ما رواه الواحديّ وابن إسحاق عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكّة والمدينة في شأن الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل اللّه تعالى{إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً} فقال رسول اللّه:((لقد أنزلت عليّ آيةٌ أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها))) وفي روايةٍ ( ((من أوّلها إلى آخرها)) )). [التحرير والتنوير: 26/142]

ما ورد في نزول وفضل سورة الفتح:
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالكٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطّاب يسير معه ليلًا، فسأله عمر بن الخطّاب عن شيءٍ فلم يجبه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ سأله فلم يجبه، ثمّ سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطّاب: ثكلت أمّ عمر، نزرت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّاتٍ، كلّ ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحرّكت بعيري ثمّ تقدّمت أمام النّاس، وخشيت أن ينزل فيّ قرآنٌ، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآنٌ، فجئت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فسلّمت عليه فقال: ((لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورةٌ لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس))، ثمّ قرأ:{إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا}[الفتح:1]). [صحيح البخاري:6/135]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله عن زيد بن أسلم عن أبيه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان في سفرٍ)
هذا السّياق صورته الإرسال لأنّ أسلم لم يدرك زمان هذه القصّة لكنّه محمولٌ على أنّه سمعه من عمر بدليل قوله في أثنائه "قال عمر فحرّكت بعيري" إلخ وإلى ذلك أشار القابسيّ
وقد جاء من طريقٍ أخرى سمعت عمر أخرجه البزّار من طريق محمّد بن خالد بن عثمة عن مالكٍ ثمّ قال لا نعلم رواه عن مالك هكذا إلّا ابن عثمة وبن غزوان انتهى ورواية ابن غزوان وهو عبد الرّحمن أبو نوحٍ المعروف بقرادٍ قد أخرجها أحمد عنه واستدركها مغلطاي على البزّار ظانّا أنه غير ابن غزوان وأورده الدّارقطنيّ في غرائب مالكٍ من طريق هذين ومن طريق يزيد بن أبي حكيمٍ ومحمّد بن حربٍ وإسحاق الحنينيّ أيضًا فهولاء خمسةٌ رووه عن مالكٍ بصريح الاتّصال وقد تقدّم في المغازي أنّ الإسماعيليّ أيضًا أخرج طريق ابن عثمة وكذا أخرجها التّرمذيّ
وجاء في رواية الطّبرانيّ من طريق عبد الرّحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعودٍ أنّ السّفر المذكور هو عمرة الحديبية
وكذا في رواية معتمرٍ عن أبيه عن قتادة عن أنسٍ قال "لمّا رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت" وسيأتي حديث سهل بن حنيفٍ في ذلك قريبًا واختلف في المكان الّذي نزلت فيه فوقع عند محمّد بن سعدٍ بضجنان وهي بفتح المعجمة وسكون الجيم ونونٍ خفيفةٍ وعند الحاكم في الإكليل بكراع الغميم وعن أبي معشرٍ بالجحفة والأماكن الثّلاثة متقاربةٌ قوله "فسأله عمر بن الخطّاب عن شيءٍ فلم يجبه" يستفاد منه أنّه ليس لكلّ كلامٍ جوابٌ بل السّكوت قد يكون جوابًا لبعض الكلام
وتكرير عمر السّؤال إمّا لكونه خشي أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لم يسمعه أو لأنّ الأمر الّذي كان يسأل عنه كان مهمًّا عنده ولعلّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أجابه بعد ذلك وإنّما ترك إجابته أوّلًا لشغله بما كان فيه من نزول الوحي
قوله "ثكلت" بكسر الكاف أمّ عمر في رواية الكشميهنيّ "ثكلتك أمّ عمر"
والثّكل: فقدان المرأة ولدها دعا عمر على نفسه بسبب ما وقع منه من الإلحاح ويحتمل أن يكون لم يرد الدّعاء على نفسه حقيقةً وإنّما هي من الألفاظ الّتي تقال عند الغضب من غير قصد معناها قوله نزرت بزايٍ ثمّ راءٍ بالتّخفيف والتّثقيل والتّخفيف أشهر أي ألححت عليه قاله ابن فارسٍ والخطّابيّ وقال الدّاوديّ معنى المثقل أقللت كلامه إذا سألته ما لا يجب أن يجيب عنه وأبعد من فسّر نزرت براجعت قوله فما نشبت بكسر المعجمة بعدها موحّدةٌ ساكنةٌ أي لم أتعلّق بشيءٍ غير ما ذكرت
قوله "أن سمعت صارخًا يصرخ بي" لم أقف على اسمه قوله لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس أي لما فيها من البشارة بالمغفرة والفتح
قال ابن العربيّ: أطلق المفاضلة بين المنزلة الّتي أعطيها وبين ما طلعت عليه الشّمس ومن شرط المفاضلة استواء الشّيئين في أصل المعنى ثمّ يزيد أحدهما على الآخر ولا استواء بين تلك المنزلة والدّنيا بأسرها.
وأجاب ابن بطّالٍ بأنّ معناه: أنّها أحبّ إليه من كلّ شيءٍ لأنّه لا شيء إلّا الدّنيا والآخرة فأخرج الخبر عن ذكر الشّيء بذكر الدّنيا إذ لا شيء سواها إلّا الآخرة.
وأجاب ابن العربيّ: بما حاصله أنّ أفعل قد لا يراد بها المفاضلة كقوله {خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا} ولا مفاضلة بين الجنّة والنّار أو الخطاب وقع على ما استقرّ في أنفس أكثر النّاس فإنّهم يعتقدون أنّ الدّنيا لا شيء مثلها أو أنّها المقصودة فأخبر بأنّها عنده خيرٌ ممّا يظنّون أن لا شيء أفضل منه انتهى ويحتمل أن يراد المفاضلة بين ما دلّت عليه وبين ما دلّ عليه غيرها من الآيات المتعلّقة به فرجّحها وجميع الآيات وإن لم تكن من أمور الدّنيا لكنّها أنزلت لأهل الدّنيا فدخلت كلّها فيما طلعت عليه الشّمس). [فتح الباري:584-8/583]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (أخبرنا أبو الحسن بن أبي الفضل القهندري بقراءتي عليه، أخبرنا مكي بن عبدان، حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: وفيما قرأت على عبد الله بن نافع وحدّثني مطرف، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيهأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه يسير معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه، ثمّ سأله فلم يجبه، قال عمر: فحرّكت بعيري حتّى تقدّمت أمام الناس، وخشيت أن يكون نزل فيّ قرآن، فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ((لقد أنزلت عليّ الليلة سورة لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس))، ثمّ قرأ {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ}). [الكشف والبيان:9/40]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان العدل، أنا أبو بكرٍ القطيعيّ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، نا أبو نوحٍ، أنا مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فقال:((نزلت عليّ البارحة سورةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا * ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}))[الفتح:1-2] .رواه البخاريّ، عن القعنبيّ، عن مالكٍ). [الوسيط:4/132]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّدٍ السّرخسيّ، أخبرنا أبو عليٍّ زاهر بن أحمد السّرخسيّ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ، أخبرنا أبو مصعبٍ، عن مالكٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه كان يسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض أسفاره فسأله عمر عن شيءٍ فلم يجبه، ثمّ سأله فلم يجبه، ثمّ سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمّك يا عمر نزرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاث مرّاتٍ، كلّ ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحرّكت بعيري ثمّ تقدّمت أمام النّاس، وخشيت أن ينزل فيّ قرآنٌ، فما لبثت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فجئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّمت عليه، فقال: ((لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورةٌ لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس))، ثمّ قرأ: {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} ). [معالم التنزيل:7/295]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وهما راجعان إلى المدينة: ((لقد نزلت عليّ سورة هي أحب إليّ من الدنيا وما فيها،{إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}[الفتح: 1]))). [التسهيل: 2/286]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو نوحٍ، حدّثنا مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب قال: (كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ، قال: فسألته عن شيءٍ -ثلاث مرّاتٍ-فلم يردّ عليّ، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمّك يا ابن الخطّاب، نزرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاثٌ مرّاتٍ فلم يردّ عليك؟ قال: فركبت راحلتي فتقدّمت مخافة أن يكون نزل فيّ شيءٌ، قال: فإذا أنا بمنادٍ ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت وأنا أظنّ أنّه نزل فيّ شيءٍ، قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:((نزلت عليّ اللّيلة سورةٌ هي أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها:{إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا. ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}[الفتح: 1-2])).
ورواه البخاريّ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ من طرقٍ، عن مالكٍ، رحمه اللّه، وقال عليّ بن المدينيّ: هذا إسنادٌ مدينيٌّ [جيّدٌ] لم نجده إلّا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 7/325-326]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: (نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:{ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}الآية [الفتح: 2] مرجعه من الحديبية، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:((لقد أنزلت عليّ آيةٌ أحبّ إليّ ممّا على الأرض))، ثمّ قرأها عليهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: هنيئًا مريئًا يا نبيّ اللّه، لقد بيّن اللّه، عزّ وجلّ، ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه:{ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنّاتٍ}حتّى بلغ:{فوزًا عظيمًا}[الفتح: 5]). أخرجاه في الصّحيحين من رواية قتادة به). [تفسير القرآن العظيم: 7/326]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وفي الصّحيحين عن زيد بن أسلم عن أبيه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطّاب يسير معه ليلًا، فسأله عمر عن شيءٍ فلم يجبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ سأله فلم يجبه ثمّ سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطّاب: هلكت أمّ عمر، نزرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاث مرّاتٍ كلّ ذلك لا يجيبك، فقال عمر: فحرّكت بعيري ثمّ تقدّمت أمام النّاس وخشيت أن ينزل فيّ قرآنٌ، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي فقلت: لقد خشيت أن يكون قد نزل فيّ قرآنٌ، فجئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّمت عليه، فقال:((لقد أنزلت عليّ سورةٌ لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس))، ثمّ قرأ:{إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً}). [فتح القدير:5/58]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفي "الموطّأ" عن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يسير في بعض أسفاره -أي منصرفه من الحديبية- ليلًا وعمر بن الخطّاب يسير معه فسأله عمر بن الخطّاب عن شيءٍ فلم يجبه ثمّ سأله فلم يجبه ثمّ سأله فلم يجبه فقال: عمر ثكلت أمّ عمر نزرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّاتٍ كلّ ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحرّكت بعيري وتقدّمت أمام النّاس وخشيت أن ينزل فيّ القرآن فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآنٌ، فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّمت عليه فقال:((لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورةٌ لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس))ثمّ قرأ{إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً}[الفتح: 1].
ومعنى قوله: ((لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس لما اشتملت عليه)) من قوله: {ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك}[الفتح: 2]).
[التحرير والتنوير: 26/141-142]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأخرج مسلمٌ والتّرمذيّ عن أنسٍ قال: (أنزل على النّبي{ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك} إلى قوله: {فوزاً عظيماً}[الفتح: 2- 5] مرجعه من الحديبية فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:((لقد أنزلت عليّ آيةٌ أحبّ إليّ ممّا على وجه الأرض))ثمّ قرأها)). [التحرير والتنوير: 26/142]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا ...} الآية.
أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الفامي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو الأشعث قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال:لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل:{إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها كلها)).
وقال عطاء عن ابن عباس: إن اليهود شتموا النبي صلى الله عليه وسلم
[أسباب النزول: 403]
والمسلمين لما نزل قوله تعالى: {وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُمِ} وقالوا: كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به، فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى:{إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا لِّيَغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ}). [أسباب النزول: 404]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [البخاري:10 /210] حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي حدثنا يعلى حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال أتيت أبا وائل أسأله، فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله تعالى. فقال علي: نعم. فقال سهل بن حنيف اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية- يعني الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمشركين- ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، قال: ((بلى))، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال: ((يابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا)). فرجع متغيظا، فلم يصبر حتى جاء أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: يابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا. فنزلت سورة الفتح.
الحديث أخرجه [مسلم: 2 /141] وفيه، فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال: ((نعم))، فطابت نفسه.
وأخرجه أيضا [أحمد:3 /486]، و[ابن جرير: 26/70].
وقد أخرج [البخاري: 10/205] والترمذي وصححه، و[أحمد: 1 /31] من حديث عمر نحوه وظاهره الإرسال عند البخاري، لكن أسلم قد صرح بالسماع عند الترمذي فعلم اتصاله. قاله المباركفوري في [التحفة: ج4185]،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 210]
وأخرجه أحمد وأبو داود في الجهاد.
قال [ابن جرير رحمه الله: 26/71]: حدثني موسى بن سهل الرملي ثنا محمد بن عيسى قال: ثنا مجمع بن يعقوب قال: سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري وكان أحد القراء الذين قرأوا القرآن قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الأباعر فقال بعض الناس لبعض: ما للناس قالوا: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله}، فقال رجل: أو فتح هو يا رسول الله؟ قال:((نعم والذي نفسي بيده إنه لفتح))قال: فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية، وكان الجيش ألفا وخمس مائة فيهم ثلاث مائة فارس فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ثمانية عشر سهما فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما.
الحديث أخرجه [الحاكم: 2 /459] وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي رحم الله فقال: لم يخرج مسلم لمجمع ولا أبيه شيئا وهما ثقتان). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 211]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)}
وأخرج الشيخان والترمذي عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}مرجعه من الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد نزلت علي آية أحب إلي مما على الأرض))، ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئا مريئا لك يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فنزلت: {ليدخل المؤمنين والمؤمنات}حتى بلغ: {فوزا عظيما}). [لباب النقول: 236]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {ليُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد المقري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام عن قتادة عن أنس قال: لما نزلت{إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا لِّيَغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ} قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هنيئًا لك يا رسول الله ما أعطاك الله فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: {ليُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِها الأَنهارُ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه قال: أخبرنا أبو عمر بن أبي حفص قال: أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس قال: أنزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم {إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا}
[أسباب النزول: 404]
عند مرجعه من الحديبية نزلت وأصحابه مخالطون الحزن وقد حيل بينهم وبين نسكهم ونحروا الهدي بالحديبية فلما أنزلت هذه الآية قال لأصحابه:((لقد أنزلت علي آية خير من الدنيا جميعها)) فلما تلاها النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل من القوم: هنيئًا مريئًا يا رسول الله قد بين الله لنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله تعالى {لِّيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تجري} الآية). [أسباب النزول: 405]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الآية: 5].
[أحمد: 3 /134] حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن أنس أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرجعه من الحديبية وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مساكنهم، ونحروا الهدي بالحديبية {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} إلى قوله: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} قال: ((لقد أنزلت علي آيتان هما أحب إلي من الدنيا جميعا)). قال: فلما تلاهما قال رجل: هنيئا مريئا يا رسول الله قد بين لك ما يفعل بك فما يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الآية التي بعدها {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} الآية.
الحديث أخرجه الإمام أحمد في مواضع من [مسنده منها :196 من هذا الجزء ،215 ،252]، وأخرجه [البخاري :8 /456] وبين أن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 211]
قوله: "هنيئا مريئا" من قول عكرمة، و[مسلم: 12/143] عنده أصل الحديث وليس عنده نزول الآية، و[الترمذي: 4/185]، و[ابن جرير :26/69]، وابن حبان كما في [موارد الظمآن: 436]، و[الحاكم: 2 /459] وقال: صحيح على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي وفيه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} قال: فتح خيبر). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 212]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)}
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن الأكوع قال: بينما نحن قائلون إذا نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس البيعة، البيعة، نزل روح القدس، فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، فأنزل الله:{لقد رضي الله عن المؤمنين} الآية). [لباب النقول: 236]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَأَيدِيَكُم عَنهُم} الآية.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال: حدثنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرنا مسلم قال: حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم أسراء فاستحياهم وأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَأَيدِيَكُم عَنهُم بِبَطنِ مَكَّةَ مِن بَعدِ أَن أَظفَرَكُم عَلَيهِم}.
وقال عبد الله بن مغفل المزني: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل جئتم في عهد أحد وهل لكم أحد أمانًا؟))فقالوا: اللهم لا فخلى سبيلهم فأنزل الله تعالى:{وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وأيديكم عنهم} الآية). [أسباب النزول: 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)}
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن أنس قال: لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا في السلاح من جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا فأعتقهم فأنزل الله: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} الآية.
(ك) وأخرج مسلم نحوه من حديث سلمة بن الأكوع.
وأحمد والنسائي نحوه من حديث عبد الله بن مغفل المزني
وابن إسحاق نحوه من حديث ابن عباس). [لباب النقول: 236]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الآية: 24].
[البخاري :6 /257] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين)) فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) ثم زجرها فوثبت، قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زالوا يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل تهامة فقال: إني
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 212]
تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوكم وصادوكم عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكن جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاءوا أمددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن هم أبوا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، ولينفذن الله أمره)) فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. فانطلق حتى أتى قريشا، قال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل، وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم نعرضه عليكم فعلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة بنا أن تخبرنا عنه بشيء. وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال عروة بن مسعود: أي قوم ألستم بالولد. قالوا: بلى. قال: أولست بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني. قالوا: بلى. قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد، اقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته. فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لا أرى وجوها، وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: امصص بظر اللات: أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلما تكلم كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 213]
ضرب يده بنعل السيف, وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ فقالوا المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر ألست أسعى في غدرتك. وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء)). ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعينيه قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له. فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم محمدا. والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، فإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه. فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له)) فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت. فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن وقد قلدت وأشعرت، فما أرى أن يصدوا عن البيت. فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص وقال: دعوني آتيه. قالوا: ائته فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((هذا مكرز وهو رجل فاجر)). فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو، قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد سهل لكم من أمركم قال معمر: قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات أكتب بيننا وبينكم كتابا. فدعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكاتب، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اكتب بسم الله الرحمن الرحيم)). فقال سهيل: أما الرحمن، فوالله ما أدري
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 214]
ما هي ولكن اكتب "باسمك اللهم" كما كنت تكتب. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اكتب باسمك اللهم)) ثم قال: ((هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله)). فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله)) قال الزهري: وذلك لقوله: ((لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به)) فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أُخِذْنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل فكتب، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما. فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال: سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنا لم نقض الكتاب بعد)). قال: فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((فأجزه لي)) قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: ((بلى فافعل))، قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بلى قد أجزناه لك. قال أبو جندل: أي معشر المسلمين أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئتُ مسلما؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله قال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: ألست نبي الله حقا. قال: ((بلى))، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: ((بلى)). قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: ((إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري)). قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام))؟ قال: قلت: لا، قال: ((فإنك آتيه ومطوف به)). قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا. قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق. قلت: أليس كان
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 215]
يحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به، قال: بلى فأخبرك أنك تأتيه العام؟. قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، قال الزهري قال عمر: فعملت لذلك أعمالا، فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا)). قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك. نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما. ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} حتى بلغ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك. فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية. ثم رجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة. فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغ ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا، فاستله الآخر فقال: أجل والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه فأمكنه به فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رآه: ((لقد رأى هذا الرجل ذعرا)) فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول. فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله والله قد أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد))، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر قال، وينفلت منهم أبو جندل
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 216]
ابن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعيرٍ لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} حتى بلغ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم. وحالوا بينهم وبين البيت.
الحديث [أخرجه عبد الرزاق: 5 /342]، و[أحمد: 4/331]، و[ابن جرير: 26 /101].
قال [الإمام مسلم رحمه الله: 12/187]: حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، فأخذهم سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}.
الحديث أخرجه [الترمذي: 4 /185]، و[أبو داود: 3 /13], و[أحمد: 3/122، 125]، و[ابن جرير: 26/94].
قال [الإمام مسلم رحمه الله :12 /174]: حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن عكرمة بن عمار (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه، أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا عكرمة وهو ابن عمار، حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها قال: فقعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جبا الركية فأما دعا وإما بصق فيها، قال: فجاشت فسقينا واستقينا، قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعانا للبيعة في أصل
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 217]
الشجرة، قال: فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال: ((بايع يا سلمة))، قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس، قال: ((وأيضا))، قال: ورآني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عزلا (يعني ليس معه سلاح) قال: فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال: ((ألا تبايعني يا سلمة))، قال، قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال: ((أيضا))، قال: فبايعته الثالثة ثم قال لي: ((يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟)) قال، قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ((إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا: هو أحب إلي من نفسي))، ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشي بعضنا في بعض واصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هو كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم.
قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله فقال: ((دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه))، فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنزل الله: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم}، الآية كلها، قال: ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل وهم المشركون فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمن رقى هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 218]
وأصحابه قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا معه وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه قال: ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا: يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول:
أنا ابن الأكوع = واليوم يوم الرضع
فألحق رجلا منهم فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه قلت خذها:
وأنا ابن الأكوع = واليوم يوم الرضع
قال: فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل أرديهم بالحجارة قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتوا متضايقين من ثنية، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون (يعني يتغدون) وجلست على رأس قرن قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ علس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة، قال: فصعد إلي منهم أربعة في الجبل قال: فلما أمكنوني من الكلام قال، قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا ومن أنت؟ قال: قلت: أنا سلمة بن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 219]
يطلبني رجل منكم فيدركني قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، قال: فأخذت بعنان الأخرم قال: فولوا مدبرين قلت: يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال: فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال: فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعبد الرحمن فطعنه فقتله فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتبعتهم أعدو على رجلي حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش قال: فنظروا إلي أعدو وراءهم فحليتهم عنه (يعني أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية قال: فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال: قلت: خذها:
وأنا ابن الأكوع = واليوم يوم الرضع
قال: يا ثكلته أمه أكوعه بكرة؟ قال: قلت: نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال: وأرادوا فرسين على ثنية قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو على الماء الذي حليتهم عنه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كبدها وسنامها قال: قلت: يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم إلا مخبر إلا قتلته قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال: ((يا سلمة أتراك كنت فاعلا))، قلت: نعم والذي أكرمك فقال: ((إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان))، قال: فجاء رجل من غطفان فقال:
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 220]
نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقال: أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة)) قال: ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال: فبينما نحن نسير قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ قال: لا إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قلت: يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل، قال: ((إن شئت))، قال: قلت: أذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في أثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه قال: فأصكه بين كتفيه قال: قلت: قد سبقت والله قال: أنا أظن، قال: فسبقته إلى المدينة قال: فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله لولا الله ما اهتدينا = ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا = فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزل سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من هذا؟)) قال: أنا عامر قال: ((غفر لك ربك))، قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال: فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال: فلما قدمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال: وبرز له عمي عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر = شاكي السلاح بطل مغامر
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 221]
قال: فاختلف ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من قال ذلك؟)) قال: قلت: ناس من أصحابك قال: ((كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين)) ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقلبت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره = كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه.
قال إبراهيم: حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.. وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي حدثنا النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار بهذا.
قال [الإمام أحمد رحمه الله: 4 /86]: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين بن واقد قال: حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن مغفل المزني قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعلي رضي الله عنه: ((اكتب بسم الله الرحمن الرحيم))، فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 222]
قضيتنا ما نعرف قال: اكتب بسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل مكة فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسول الله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: اكتب ما صالح عليه محمد بن عبد المطلب وأنا رسول الله: فكتب فبينما نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ الله عز وجل بأبصارهم فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا؟)) فقالوا: لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا}، قال أبو عبد الرحمن: قال حماد بن سلمة في هذا الحديث: عن ثابت عن أنس وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفل وهذا هو الصواب عندي إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه [ابن جرير: 26/94] و[البيهقي: 6 /319] و[الحاكم :2 /461] وقال: صحيح على شرط الشيخين إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل، وقد اتفقنا على إخراج حديث معاوية بن قرة وعلى حديث حميد بن هلال عنه وثابت أسن منهما جميعا. اهـ. والحديث عند الحاكم من طريق علي بن الحسن بن شفيق أنبأنا الحسين بن واقد به.
قال أبو عبد الرحمن: الحسين بن واقد ليس من رجال البخاري ولم يخرجا لثابت عن عبد الله بن مغفل شيئا كما في تحفة الأشراف، فعلى هذا لا يقال على شرطهما والحديث عندنا في الشواهد كما ترى على أنه قد ذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف أن أبا بكر بن أبي داود رواه عن محمد بن عقيل بهذا الإسناد عن ثابت قال: حدثني عبد الله بن مغفل. اهـ. والله أعلم.
وفي جامع التحصيل وروى الحسين بن واقد عن ثابت عن عبد الله بن مغفل فلا ندري لقيه أم لا.
تنبيه:
قال الحافظ في الفتح على حديث البخاري حيث قال البخاري بسنده،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 223]
فأنزل الله وذكر الآية، قال الحافظ: كذا هنا وظاهره أنها نزلت في شأن أبي بصير وفيه نظر، والمشهور في سبب نزولها ما أخرجه مسلم من حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث أنس بن مالك وأخرجه أحمد والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل بإسناد صحيح أنها نزلت بسبب القوم الذين أرادوا من قريش أن يأخذوا من المسلمين غرة فظفروا بهم فعفا عنهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت الآية وقيل في نزولها غير ذلك ا.هـ. أقول: ويؤيد ما قاله الحافظ رحمه الله أن في الآية {بِبَطْنِ مَكَّةَ} وأبو بصير وجماعته لم يكونوا ببطن مكة، والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 224]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25)}
وأخرج الطبراني وأبو يعلى عن أبي جمعة جنبذ بن سبع قال: قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا نزلت:{ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات}). [لباب النقول: 237]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 12:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)}
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال: أري النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه: أين رؤياك يا رسول الله؟ فنزلت:{لقد صدق الله رسوله الرؤيا} الآية). [لباب النقول: 237]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة