العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الرحمن [ من الآية (31) إلى الآية (36) ]

{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة سنفرغ لكم أيها الثقلان قال قد دنا من الله فراغ لخلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/264]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سنفرغ لكم} [الرحمن: 31] : " سنحاسبكم، لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ، وهو معروفٌ في كلام العرب، يقال: لأتفرّغنّ لك، وما به شغلٌ، يقول: لآخذنّك على غرّتك "). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سنفرغ لكم سنحاسبكم لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ هو كلام أبي عبيدة أخرجه بن المنذر من طريقه وأخرج من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال هو وعيدٌ من اللّه لعباده وليس باللّه شغلٌ وهو معروفٌ في كلام العرب يقال لأتفرغن لك وما به شغل كأنّه يقول لآخذنّك على غرّةٍ). [فتح الباري: 8/623]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سنفرغ لكم سنحاسبكم لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثّقلان} (الرّحمن: 31) وفسره بقوله: (سنحاسبكم) والفراغ مجاز عن الحساب ولا يشغل الله شيء عن شيء، وروى ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، قال: هو وعيد من الله لعباده، وليس باللّه شغل، وقيل: معناه سنقصدكم بعد الإهمال ونأخذ في أمركم، وعن ابن كيسان: الفراغ للفعل هو التوفر عليه دون غيره.
وهو معروفٌ في كلام العرب لأتفرّغنّ لك وما به شغلٌ يقول: لآخذنّك على غرّتك.
أي: المعنى المذكور معروف ومستعمل في كلام العرب، يقول القائل: لأتفرغن لك من باب التفعل من الفراغ، وفسره بقوله: يقول: لآخذنك على غرتك، أي: على غفلة منك، وقال الثّعلبيّ في قوله: {سنفرغ لكم} (الرّحمن: 31) هذا وعيد وتهديد من الله عز وجل، كقول القائل: لأتفرغن لك، وما به شغل قاله ابن عبّاس والضّحّاك). [عمدة القاري: 19/215-216]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سنفرغ لكم})، أي (سنحاسبكم) فهو مجاز عن الحساب وإلا فالله تعالى (لا يشغله شيء عن شيء وهو) أي لفظ سنفرغ لكم (معروف في كلام العرب يقال لأتفرغن لك وما به شغل) وإنما هو وعيد وتهديد كأنه (يقول لآخذنك على غرتك) غفلتك). [إرشاد الساري: 7/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان (31) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (32) يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ (33) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: فقرأته قرأة المدينة والبصرة وبعض المكّيّين {سنفرغ لكم} بالنّون وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة (سيفرغ لكم) بالياء وفتحها ردًّا على قوله: {يسأله من في السّموات والأرض} ولم يقل: يسألنا من في السّماوات، فأتبعوا الخبر الخبر.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وأمّا تأويله: فإنّه وعيدٌ من اللّه لعباده وتهدّدٌ، كقول القائل الّذي يتهدّد غيره ويتوعّده، ولا شغل له يشغله عن عقابه، لأتفرّغنّ لك، وسأتفرّغ لك، بمعنى: سآخذ في أمرك وأعاقبك، وقد يقول القائل للّذي لا شغل له، قد فرغت لي، وقد فرغت لشتمي: أي أخذت فيه وأقبلت عليه، وكذلك قوله جلّ ثناؤه: {سنفرغ لكم} سنحاسبكم، ونأخذ في أمركم أيّها الإنس والجنّ، فنعاقب أهل المعاصي، ونثيب أهل الطّاعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان} قال: وعيدٌ من اللّه للعباد، وليس باللّه شغلٌ، وهو فارغٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّه تلا {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان} قال: دنا من اللّه فراغٌ لخلقه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان} قال: وعيدٌ.
وقد يحتمل أن يوجّه معنى ذلك إلى: سنفرغ لكم من وعدناكم ما وعدناكم من الثّواب والعقاب). [جامع البيان: 22/215-217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 31 - 45
أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: قددنا من الله فراغ لخلقه). [الدر المنثور: 14/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: وعيد). [الدر المنثور: 14/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: هذا وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل وفي قوله: {لا تنفذون إلا بسلطان} يقول: لا تخرجوا من سلطاني). [الدر المنثور: 14/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والبيهقي عن طلحة بن منصور ويحيى بن وثاب رضي الله عنه أنهما قرءا: سيفرغ لكم). [الدر المنثور: 14/123]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} فبأيّ نعم ربّكما معشر الثّقلين الّتي أنعمها عليكم، من ثوابه أهل طاعته، وعقابه أهل معصيته تكذّبان؟). [جامع البيان: 22/217]

تفسير قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جويبر، عن الضحاك، قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها، فيكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب تعالى ذكره فينزلون إلى الأرض، فيحيطون بالأرض ومن فيها، ثم يأمر السماء التي تليها، فينزلون فيكونون صفًا في جوف ذلك الصف، ثم يأمر السماء الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة ثم السابعة، فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه، ومجنبته اليسرى جهنم، فيسمعون زفيرها وشهيقها، فلا يأتون قطرًا من أقطارها إلا وجدوا صفوفًا قيامًا من الملائكة، فذلك قوله: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [سورة الرحمن: 33]، والسلطان: العذر، وذلك قوله: {وجاء ربك والملك صفًا صفًا} [سورة الفجر: 22]، {وانشقت السماء فهي يومئذٍ واهية * والملك على أرجائها} [سورة الحاقة: 16- 17]، يعني: حافاتها، يعني بأرجائها: ما يشقق منها، فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب). [الزهد لابن المبارك: 2/734]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تنفذون إلا بسلطان قال إلا بسلطان من الله بملكة منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/264]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {إن استطعتم أن تنفذوا} فقال بعضهم: معنى ذلك: إن استطعتم أن تجوزوا أطراف السّماوات والأرض، فتعجزوا ربّكم حتّى لا يقدر عليكم، فجوزوا ذلك، فإنّكم لا تجوزونه إلاّ بسلطانٍ من ربّكم، قالوا: وإنّما هذا قولٌ يقال لهم يوم القيامة قالوا: ومعنى الكلام: سنفرغ لكم أيّها الثّقلان، فيقال لهم: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ قال: إذا كان يوم القيامة أمر اللّه السّماء الدّنيا فتشقّقت بأهلها، ونزل من فيها من الملائكة، فأحاطوا بالأرض ومن عليها بالثّانية، ثمّ بالثّالثة، ثمّ بالرّابعة، ثمّ بالخامسة، ثمّ بالسّادسة، ثمّ بالسّابعة، فصفّوا صفًّا دون صفٍّ، ثمّ ينزل الملك الأعلى، على مجنبته اليسرى جهنّم، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا، فلا يأتون قطرًا من أقطار الأرض إلاّ وجدوا سبعة صفوفٍ من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الّذي كانوا فيه فذلك قول اللّه: {إنّي أخاف عليكم يوم التّناد يوم تولّون مدبرين} وذلك قوله: {وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا وجيء يومئذٍ بجهنّم} وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} وذلك قوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ والملك على أرجائها}.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض، فانفذوا هاربين من الموت، فإنّ الموت مدرككم، ولا ينفعكم هربكم منه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {يا معشر الجنّ والإنس} الآية، يعني بذلك أنّه لا يجيرهم أحدٌ من الموت، وأنّهم ميّتون لا يستطيعون فرارًا منه، ولا محيص، لو نفذوا أقطار السّماوات والأرض كانوا في سلطان اللّه، ولأخذهم اللّه بالموت.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم أن تعلموا ما في السّماوات والأرض فاعلموا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني أبي قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} يقول: إن استطعتم أن تعلموا ما في السّماوات والأرض فاعلموه، لن تعلموه إلاّ بسلطانٍ، يعني البيّنة من اللّه جلّ ثناؤه.
وقال آخرون: معنى قوله: {لا تنفذون} لا تخرجون من سلطاني.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} يقول: لا تخرجون من سلطاني.
وأمّا الأقطار فهي جمع قطرٍ، وهي الأطراف.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض} قال: من أطرافها.
وقوله جلّ ثناؤه: {ولو دخلت عليهم من أقطارها} يقول: من أطرافها وأمّا قوله: {إلاّ بسلطانٍ} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في معناه، فقال بعضهم: معناه: إلاّ بيّنةً وقد ذكرنا ذلك قبل.
وقال آخرون: معناه: إلاّ بحجّةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن رجلٍ، عن عكرمة، {لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} قال: كلّ شيءٍ في القرآن سلطانٌ فهو حجّةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بسلطانٍ} قال: بحجّةٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك إلاّ بملكٍ وليس لكم ملكٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ}، قال: لا تنفذون إلاّ بملكٍ وليس لكم ملكٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} قال: إلاّ بسلطانٍ من اللّه، إلاّ بملكةٍ منه.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ} يقول إلاّ بملكةٍ من اللّه.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: إلاّ بحجّةٍ وبيّنةٍ، لأنّ ذلك هو معنى السّلطان في كلام العرب، وقد يدخل الملك في ذلك، لأنّ الملك حجّةٌ). [جامع البيان: 22/217-221]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا تنفذون إلا بسلطان يعني بحجة). [تفسير مجاهد: 2/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: (لا تنفذون إلا بسلطان). قال: بحجة). [الدر المنثور: 14/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {لا تنفذون إلا بسلطان} قال: إلا بملكة من الله). [الدر المنثور: 14/123-124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في هواتف الجان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: كان سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة فلما جن عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول: أعيذ نفسي وأعيذ أصحابي من كل جني بهذا النقب حتى أن أعود سالما وركبي فسمع قائلا يقول {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا فقالوا له: إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه). [الدر المنثور: 14/124]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان معشر الثّقلين الّتي أنعمت عليكم، من التّسوية بين جميعكم، بأنّ جميعكم لا يقدرون على خلاف أمرٍ أراده بكم تكذّبان؟). [جامع البيان: 22/221]

تفسير قوله تعالى: (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وفي قوله: {يرسل عليكم شواظٌ من نارٍ}، قال: اللهب). [الجامع في علوم القرآن: 1/19]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى شواظ من نار قال لهب من نار). [تفسير عبد الرزاق: 2/264]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا تنتصران قال يعنى الجن والإنس يقول فلا تنتصران وقوله أيضا فبأي آلاء ربكما تكذبان يعني الجن والإنس قال يقول فبأي نعم ربكما تكذبان). [تفسير عبد الرزاق: 2/264]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الشّواظ: لهبٌ من نارٍ "، {ونحاسٌ} [الرحمن: 35] : «النّحاس الصّفر يصبّ على رءوسهم، فيعذّبون به»). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الشّواظ لهبٌ من نارٍ تقدّم في صفة النّار من بدء الخلق وكذا تفسير النّحاس). [فتح الباري: 8/622]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد نحاس الصفر
تقدم في صفة النّار). [تغليق التعليق: 4/330]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ولمن خاف مقام ربه يهم بالمعصية فيذكر الله عزّ وجلّ فيتركها والشواظ لهب من نار مدهامتان سوداوان
...
والشواظ تقدم في صفة النّار). [تغليق التعليق: 4/331]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (النّحاس: الصّفر، يصبّ على رؤوسهم يعذّبون به
أشار به إلى قوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} (الرّحمن: 35) وفسّر النّحاس بما ذكره، وكذا فسره مجاهد، وفي بعض النّسخ: نحاس الصفر بدون الألف واللّام وهو الأصوب لأنّه في التّلاوة كذا قوله: (فلا تنتصران) أي: فلا تمتنعان). [عمدة القاري: 19/213]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الشواظ: لهب من نارٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ} (الرّحمن: 35) وفسره بأنّه: {لهب من نار} وهو قول مجاهد أيضا: وقيل: هو النّار المحضة بغير دخان، وعن الضّحّاك. هو الدّخان الّذي يخرج من اللهب ليس بدخان الحطب). [عمدة القاري: 19/213]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الشواظ}) قال: مجاهد (لهب من نار) وقال غيره الذي معه دخان، وقيل اللهب الأحمر، وقيل الدخان الخارج من اللهب وقول مجاهد هذا ثابت لأبي ذر.
(وقال مجاهد: {ونحاس} النحاس) هو (الصفر) يذاب ثم (يصب على رؤوسهم يعذبون به) ولأبي ذر فيعذبون به، وقيل: النحاس الدخان الذي لا لهب معه قال الخليل: وهو معروف في كلامهم وأنشد للأعشى:
يضيء كضوء سراج السليط = لم يجعل الله فيه نحاسا
وسقط قوله النحاس لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/368-369]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ونحاسٍ} قال: دخان). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 37] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران (35) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (36) فإذا انشقّت السّماء فكانت وردةً كالدّهان (37) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {يرسل عليكما} أيّها الثّقلان يوم القيامة {شواظٌ من نارٍ} وهو لهبها من حيث تشتعل وتؤجّج بغير دخانٍ كان فيه؛ ومنه قول رؤبة بن العجّاج:
إنّ لهم من وقعنا أقياظا
ونار حربٍ تسعر الشّواظا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {شواظٌ من نارٍ} يقول: لهب النّار.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} يقول: لهب النّار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {شواظٌ من نارٍ} قال: لهبٌ من نارٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {شواظٌ من نارٍ} قال: لهب النّار.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} قال: الشّواظ: اللّهب المتقطّع.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} قال: الشّواظ: الأخضر المتقطّع من النّار.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} قال الشّواظ: هذا اللّهب الأخضر المنقطع من النّار.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، في قوله: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} قال: الشّواظ: اللّهب الأخضر المتقطّع من النّار.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الضّحّاك: الشّواظ: اللّهب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ}: أي لهبٌ من نارٍ.
- وحدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ} قال: الشّواظ: اللّهب، وأمّا النّحاس فاللّه أعلم بما أريد به.
وقال آخرون: الشّواظ: هو الدّخان الّذي يخرج من اللّهب.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {شواظٌ من نارٍ} الدّخان الّذي يخرج من اللّهب ليس بدخان الحطب.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {شواظٌ} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة والكوفة والبصرة، غير ابن أبي إسحاق {شواظٌ} بضمّ الشّين، وقرأ ذلك ابن أبي إسحاق، وعبد اللّه بن كثيرٍ (شواظٌ من نارٍ) بكسر الشّين، وهما لغتان، مثل الصّوار من البقر، والصّوار بكسر الصّاد وضمّها، وأعجب القراءتين إليّ ضمّ الشّين، لأنّها اللّغة المعروفة، وهي مع ذلك قراءة القرأة من أهل الأمصار.
وأمّا قوله: {ونحاسٌ} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في المعنيّ به، فقال بعضهم: عني به الدّخان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ قال: حدّثنا موسى بن عميرٍ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ونحاسٌ فلا تنتصران} قال: النّحّاس: الدّخان.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونحاسٌ} دخان النّار.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قوله: {ونحاسٌ} قال: دخانٌ.
وقال آخرون: عني بالنّحاس في هذا الموضع: الصّفر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {ونحاسٌ} قال: النّحّاس: الصّفر يعذّبون به.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {ونحاسٌ} قال: الصّفر يذاب فيصبّ على رءوسهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {ونحاسٌ} قال: يذاب الصّفر فيصبّ على رأسه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {ونحاسٌ}. يذاب الصّفر فيصبّ من فوق رأسه.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونحاسٌ} قال: توعّدهما بالصّفر كما تسمعون أن يعذّبهما به.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ} قال: يخوّفهم بالنّار وبالنّحاس.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: عني بالنّحاس: الدّخان، وذلك أنّه جلّ ثناؤه ذكر أنّه يرسل على هذين الجنسين شواظٌ من نارٍ، وهو النّار المحضة الّتي لا يخالطها دخانٌ.
والّذي هو أولى بالكلام أنّه توعّدهم بنارٍ هذه صفتها أن يتبع ذلك الوعيد بما هو خلافها من نوعها من العذاب دون ما هو من غير جنسها، وذلك هو الدّخان، والعرب تسمّي الدّخان نحاسًا بضمّ النّون، ونحاسًا بكسرها، والقرّاء مجمعةٌ على ضمّها، ومن النّحّاس بمعنى الدّخان، قول نابغة بني جعدة:
يضيء كضوء سراج السّليـ ـط لم يجعل اللّه فيه نحاسًا.
يعني: دخانًا.
وقوله: {فلا تنتصران} يقول تعالى ذكره: فلا تنتصران أيّها الجنّ والإنس منه إذا هو عاقبكما هذه العقوبة، ولا تستنقذان منه.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا تنتصران} قال: يعني الجنّ والإنس، قال: وقوله أيضًا {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}. قال: الجنّ والإنس). [جامع البيان: 22/221-226]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد شواظ قال يعني لهب من نار). [تفسير مجاهد: 2/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: لهب النار {ونحاس} قال: دخان النار). [الدر المنثور: 14/124-125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والإبتداء والطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: الشواظ اللهب الذي لا دخان له، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول:
يظل يشب كيرا بعد كير * وينفخ دائما لهب الشواظ
قال: فأخبرني عن قوله {ونحاس} قال: هو الدخان الذي لا لهب فيه، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
يضيء كضوء سراج السليط * لم يجعل الله فيه نحاسا). [الدر المنثور: 14/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: لهب من نار). [الدر المنثور: 14/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: هو اللهب الأحمر المنقطع منها وفي لفظ قال: قطعة من نار حمرة {ونحاس} قال: يذاب الصفر فيصب على رؤوسهم). [الدر المنثور: 14/125-126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} قال: واديان فالشواظ واد من نتن والنحاس واد من صفر والنتن نار). [الدر المنثور: 14/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى أنها لتحشر القردة والخنازير تبيت حيث باتوا وتقيل حيث قالوا). [الدر المنثور: 14/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ونحاس} قال: هو الصفر يعذبون به). [الدر المنثور: 14/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا تنتصران} يعني الجن والإنس). [الدر المنثور: 14/126]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا تنتصران} يقول تعالى ذكره: فلا تنتصران أيّها الجنّ والإنس منه إذا هو عاقبكما هذه العقوبة، ولا تستنقذان منه.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا تنتصران} قال: يعني الجنّ والإنس، قال: وقوله أيضًا {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}. قال: الجنّ والإنس). [جامع البيان: 22/226]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:26 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)}


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سنفرغ لكم أيّه الثّقلان...}...


- حدثني أبو إسرائيل قال: سمعت طلحة بن مصرّف يقرأ: {سيفرغ لكم}, ويحيى بن وثاب كذلك والقراء بعد: {سنفرغ لكم}, وبعضهم يقرأ {سيفرغ لكم}.
وهذا من الله وعيد لأنه عز وجل لا يشغله شيء عن شيء، وأنت قائل للرجل الذي لا شغل له: قد فرغت لي، قد فرغت لشتمي. أي: قد أخذت فيه، وأقبلت عليه). [معاني القرآن: 3/116]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان}: سنحاسبكم، لم يشغله شيء تبارك وتعالى.). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأصل الاستراحة: أن تكون في معاناة شيء ينصبك ويتعبك، فتستريح.
ثم ينتقل ذلك فتصير الاستراحة بمعنى: الفراغ. تقول في الكلام: استرحنا من حاجتك وأمرنا بها. تريد فرغنا، والفراغ، أيضا يكون من الناس بعد شغل.
ثم قد ينتقل ذلك فيصير في معنى القصد للشيء، تقول: لئن فرغت لك، أي قصدت قصدك.
وقال الله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ}. والله تبارك وتعالى لا يشغله شأن عن شأن. ومجازه: سنقصد لكم بعد طول التّرك والإمهال.
وقال قتادة: قد دنا من الله فراغ لخلقه. يريد: أن الساعة قد أزفت وجاء أشراطها). [تأويل مشكل القرآن: 104-105]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (قوله:{سنفرغ لكم أيّه الثّقلان}: يعني بالثقلين الإنس والجن, ويجوز (سنفرغ لكم) بفتح الراء.
ويجوز (سيفرغ) - بفتح الياء - ويجوز (سيفرغ لكم) - بضم الياء وفتح الراء - ومعناه سنقصد لحسابكم، واللّه لا يشغله شأن عن شأن.
والفراغ في اللغة على ضربين:
أحدهما: الفراغ من شغل.
والآخر: القصد للشيء، تقول: قد فرغت مما كنت فيه.

أي قد زال شغلي به، وتقول: سأتفرغ لفلان، أي سأجعل قصدي له). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلان}, أي: سنقصد لكم, (أَيُّه الثَّقَلان): يعني بالثقلين: الإنس والجن). [ياقوتة الصراط: 497]

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا...}.
ولم يقل: إن استطعتما، ولو كان لكان صوابا). [معاني القرآن: 3/116] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إن استطعتم أن تنفذوا}: أن تفوتوا, {من أقطار السّموات}, جوانبها مجازها مجاز الفوت، والأقطار والأقتار واحد). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أقطار السّماوات} وأقتارها: جوانبها.
{لا تنفذون إلّا بسلطانٍ} أي إلا بملك وقهر). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان}: والأقطار : النواحي.
{لا تنفذون إلّا بسلطان}: أي حيثما كنتم شاهدتم حجة للّه وسلطانا تدل على أنه واحد). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} جوانبها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}

تفسير قوله تعالى:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا...}
ولم يقل: إن استطعتما، ولو كان لكان صوابا، كما قال: {يرسل عليكما}، ولم يقل: عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران، فثنّى في: عليكما، وفي: تنتصران للّفظ، والجمع على المعنى، والنحاس: يرفع، ولو خفض كان صوابا يراد: من نار ومن نحاس.
والشواظ: النار المحضة. والنحاس: الدخان: أنشدني بعضهم:
يضيء كضوء سراج السليـ = ـط لم يجعل الله منه نحاسا
...
- قال لي أعرابي من بني سليم: السليط: دهن السنام، وليس له دخان إذا استصبح به. وسمعت أنه الخلّ وهو دهن السمسم. وسمعت أنه الزيت. والزيت أصوب فيما أرى.
وقرأ الحسن: {شواظ} بكسر الشين كما يقال للصوار من البقر صوار وصوار). [معاني القرآن: 3/116-117]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({شواظٌ} وشواظ واحد وهو النار التي تؤجج لا دخان فيها.
قال رؤبة:
إنّ لهم من وقعنا أقياظا ونار حربٍ تسعر الشّواظا
" ونخاسٌ " , ونحاسٌ والنحاس الدخان، قال نابغة بني جعدة:
يضيء كضوء سراج السّلي = ط لم يجعل الله فيه نحاسا)
[مجاز القرآن: 2/244-245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شواظ من نار}: لهب لا دخان فيه. وقال قوم هو الذي له ريح شديدة.

{والنحاس}: هاهنا الدخان). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (و(النحاس): الدخان. قال الجعدي:
تضيء كضوء سراج السّليـ = ـط لم يجعل اللّه فيه نحاسا)
[تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}
ويقرأ {ونحاس} - بكسر السين - والنحاس الدّخان، والشواظ اللهب الذي لا دخان معه.
وقوله عزّ وجلّ: {مرج البحرين يلتقيان}: معنى مرج خلط، يعني البحر الملح والبحر العذب.
وقوله تعالى: {بينهما برزخ لا يبغيان}: البرزخ الحاجز، وهو حاجز من قدرة اللّه، لا يبغيان لا يبغي الملح على العذب فيختلط به، ولا العذب على الملح فيختلط به). [معاني القرآن: 5/99-100]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({شواظ}: وشواظ، أي: القطعة من النار). [ياقوتة الصراط: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الشُّوَاظ}:النارالتي لا دخان لها. {والنحاس}: الدخان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شُوَاظٌ}: لهب لا دخان فيه , {النُحَاس}: الدخان). [العمدة في غريب القرآن: 292]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "أراك بارئًا يا خليفة رسول الله" يكون من برئت من المرض وبرأت، كلاهما يقال: فمن قال برئت يقول: أبرأ5 يا فتى لا غير، ومن قال: برأت قال في المضارع: أبرأ وأبرؤ، يا فتى، مثل فرغ ويفرغ. والآية تقرأ على وجهين: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن: 31]، و(سَنَفْرَغُ): والمصدر فيهما" البرء" يا فتى). [الكامل: 1/16-17]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (معنى فرغت عمدت، قال الله عز وجل: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} أي سنعمد). [الكامل: 1/36]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ({سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} قال: تهدد). [مجالس ثعلب: 85]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)}

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث سلمان: من صلى بأرض قي فأذن وأقام الصلاة صلى خلفه من الملائكة ما لا يرى قطراه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنون على دعائه.
...
وقوله: قطراه: طرفاه، والجمع: أقطار ومنه قول الله تبارك وتعالى: {أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض}، والقتر مثل القطر). [غريب الحديث: 5/151-152]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}

تفسير قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (
دعوا الناس إني سوف تنهى مخافتي = شياطين يرمى بالنحاس رحيمها
النحاس: الدخان وإنما أراد النار لأن النار لا تكون إلا بدخان). [نقائض جرير والفرزدق: 111]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:

على ضوء نارٍ مرة ودخان
يكون على وجهين: أحدهما على ضوء نار، وعلى دخانٍ أي على هاتين الحالتين ارتفعت النار أو خبت. وجائز أن يعطف الدخان على النار، وإن لم يكن للدخان ضياءٌ، ولكن للاشتراك كما قال الشاعر:
يا ليت زوجك قد غدا = متقلدًا سيفًا ورمحا
لأن معناها الحمل، وكما قال:
شراب ألبانٍ وتمرٍ وأقط
فأدخل التمر في المشروب لاشتراك المأكول والمشروب في الحلوق وهذه الآية تحمل على هذا: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ}.
والشواظ: اللهب لا دخان له والنحاس: الدخان، وهو معطوف على النار، وهي مخفوضة بالشواظ لما ذكرت لك، قال النابغة الجعدي:
تضيء كمثل سراج الذبا = ل لم يجعل الله فيه نحاسا
أي: دخانا). [الكامل: 1/476-477]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ}: لهب لا دخان فيه). [مجالس ثعلب: 397]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {سنفرغ لكم أيه الثقلان} عبارة عن إتيان الوقت الذي قدر فيه وقضى أن ينظر في أمر عباده، وذلك يوم القيامة، وليس المعنى أن ثم شغلا يفرغ منه، وإنما هي إشارة وعيد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزب العقبة: أما والله لأفرغن لك ما حييت". و"التفرغ" من كل آدمي حقيقة، وفي قوله تعالى: "سنفرغ" بفتح النون وضم الراء وقرأ الأعرج، وقتادة ذلك بفتح الراء والنون، ورويت عن عاصم، ويقال: فرغ بفتح الراء، وفرغ بكسرها، ويصح منهما جميعا أن يقال: يفرغ بفتح الراء، وقرأ عيسى بكسر النون وفتح الراء، قال أبو حاتم: هي لغة سفلى مضر، وقرأ أبو عمرو وحمزه، والكسائي بالياء المفتوحة، وقرأ حمزة، والكسائي بضم الياء، وقرأ أبو عمرو بفتحها وضم الراء، وقرأ الأعمش -بخلاف- وأبو حيوة: " سيفرغ" بضم الياء وفتح الراء وبناء الفعل للمفعول، وقرأ عيسى بن عمر أيضا: "سنفرغ إليكم".
و"الثقلان": الجن والإنس، يقال لكل ما يعظم أمره: ثقيل، ومنه "وأخرجت الأرض أثقالها"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي"، ويقال لبيض النعام: ثقل، قال لبيد:
فتذكرا ثقلا ... ... ....... ... ... ... ....
وقال جعفر بن محمد الصادق: سمي الجن والإنس ثقلين لأنهما ثقلا بالذنوب، وهذا بارع ينظر إلى خلقهما من طين ونار، وقرأ ابن عامر: "أيه الثقلان" بضم الهاء). [المحرر الوجيز: 8/ 171-172]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) }

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في معنى قوله تعالى: {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض} - فقال الطبري: قال قوم: في الكلام محذوف تقديره: يقال لكم: يا معشر الجن والإنس، قالوا: وهذه حكاية عن حال يوم القيامة، "يوم التناد" على قراءة من قرأ بشد الدال، قال الضحاك: وذلك أنه يفر الناس في أقطار الأرض، والجن كذلك، لما يرون من هول يوم القيامة، فيجدون سبعة صفوف من الملائكة قد أحاطت بالأرض فيرجعون من حيث جاؤوا، فحينئذ يقال لهم: يا معشر الجن والإنس. وقال بعض المفسرين: بل هي مخاطبة في الدنيا، والمعنى: إن استطعتم الفرار من الموت بأن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن استطعتم بأذهانكم وفكركم أن تنفذوا فتعلموا علم أقطار السماوات والأرض، و"الأقطار": الجهات، وقوله تعالى: "فانفذوا" صيغتة الأمر ومعناه التعجيز. و"السلطان" هو القوة على غرض الإنسان، ولا يستعمل إلا في الأعظم من الأمر والحجج أبدا من القوي في الأمور، فلذلك يعبر كثير من المفسرين عن السلطان بأنه الحجة، وقال قتادة: السلطان هنا الملك، وليس لهم ملك). [المحرر الوجيز: 8/ 172-173]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) }

تفسير قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الشواظ": لهب النار، قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، وقال أبو عمرو بن العلاء: لا يكون الشواظ إلا من النار وشيء معها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وكذلك النار كلها لا تحس إلا وشيء معها.
وقال مجاهد: الشواظ هو اللهب الأخضر المتقطع، ويؤيد هذا القول قول حسان بن ثابت يهجو أمية بن أبي الصلت:
هجوتك فاختضعت حليف ... ذل بقافية تأجج كالشواظ
وقال الضحاك: هو الدخان الذي يخرج من اللهب وليس بدخان الحطب وقرأ الجمهور: "شواظ" بضم الشين، وقرأ ابن كثر وحده، وشبل، وعيسى: "شواظ" بكسر الشين، وهما لغتان، وقال ابن عباس، وابن جبير: النحاس: الدخان، ومنه قول الأعشى:
تضيء كضوء سراج السليـ ... ـط لم يجعل الله فيه نحاسا
والسليط: دهن الشيرج، وقرأ جمهور القراء: "ونحاس" بالرفع عطفا على "شواظ"، فمن قال إن النحاس هو المعروف، وهو قول مجاهد، وابن عباس أيضا- قال: ويرسل عليهما نحاس، أي: يذاب ويرسل عليهما، ومن قال هو الدخان قال: يعذبون بدخان يرسل عليهما. وقرأ ابن كثر، وأبو عمرو، والنخعي، وابن أبي إسحاق: "ونحاس" بالخفض عطفا على "نار"، وهذا مستقيم على ما حكيناه عن أبي عمرو بن العلاء، ومن رأى أن الشواظ يختص بالنار قدر هنا: وشيء من نحاس، وحكى أبو حاتم عن مجاهد أنه قرأ: "ونحاس" بكسر النون والجر، وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ: "ونحس" بفتح النون وضم الحاء والسين المشددة على أنه فعل، كأنه يقول: ونقتل بالعذاب، وعنأبي جندب أنه قرأ: "ونحس" كما تقول: يوم نحس، وحكى أبو عمرو مثل قراءة مجاهد عن طلحة بن مصرف، وذلك لغة في نحاس، وقيل: هو جمع نحس، ومعنى الآية مستمر في تعجيز الجن والإنس، أي: أنتما بحال من يرسل عليه هذا فلا تنتصران). [المحرر الوجيز: 8/ 173-174]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سنفرغ لكم أيّها الثّقلان (31) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (32) يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ (33) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (34) يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران (35) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (36)}.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {سنفرغ لكم أيّها الثّقلان}، قال: وعيدٌ من اللّه للعباد، وليس باللّه شغلٌ وهو فارغٌ. وكذا قال الضّحّاك: هذا وعيدٌ. وقال قتادة: قد دنا من اللّه فراغٌ لخلقه. وقال ابن جريجٍ: {سنفرغ لكم} أي: سنقضي لكم.
وقال البخاريّ: سنحاسبكم، لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ، وهو معروفٌ في كلام العرب، يقال لأتفرّغنّ لك" وما به شغلٌ، يقول: "لآخذنّك على غرّتك ".
وقوله: {أيّها الثّقلان} الثّقلان: الإنس والجنّ، كما جاء في الصّحيح: "يسمعها كلّ شيءٍ إلّا الثّقلين" وفي روايةٍ: "إلّا الجنّ والإنس". وفي حديث الصّور: "الثّقلان الإنس والجنّ" {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}).[تفسير ابن كثير: 7/ 496]

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ} أي: لا تستطيعون هربًا من أمر اللّه وقدره، بل هو محيطٌ بكم، لا تقدرون على التّخلّص من حكمه، ولا النّفوذ عن حكمه فيكم، أينما ذهبتم أحيط بكم، وهذا في مقام المحشر، الملائكة محدقةٌ بالخلائق، سبع صفوفٍ من كلّ جانبٍ، فلا يقدر أحدٌ على الذّهاب {إلا بسلطانٍ} أي: إلّا بأمر اللّه، {يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ. كلا لا وزر. إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ} [القيامة:10-12]. وقال تعالى: {والّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئةٍ بمثلها وترهقهم ذلّةٌ ما لهم من اللّه من عاصمٍ كأنّما أغشيت وجوههم قطعًا من اللّيل مظلمًا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون} [يونس: 27]؛ ولهذا قال: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران}.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: الشّواظ: هو لهب النّار.
وقال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: الشّواظ: الدّخان.
وقال مجاهدٌ: هو: اللّهيب الأخضر المنقطع. وقال أبو صالحٍ الشّواظ هو اللّهيب الّذي فوق النّار ودون الدّخان. وقال الضّحّاك: {شواظٌ من نارٍ} سيلٌ من نارٍ.
وقوله: {ونحاسٌ} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ونحاسٌ} دخّان النّار. وروي مثله عن أبي صالحٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي سنانٍ.
قال ابن جريرٍ: والعرب تسمّي الدّخّان نحاسًا -بضمّ النّون وكسرها- والقرّاء مجمعةٌ على الضّمّ، ومن النّحاس بمعنى الدّخان قول نابغة جعدة يضيء كضوء سراج السّليـ = ـط لم يجعل الله فيه نحاسا
يعني: دخانًا، هكذا قال.
وقد روى الطّبرانيّ من طريق جويبر، عن الضّحّاك؛ إنّ نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاسٍ عن الشّواظ فقال: هو اللّهب الّذي لا دخان معه. فسأله شاهدًا على ذلك من اللّغة، فأنشده قول أميّة بن أبي الصّلت في حسّان:
ألا من مبلغٌ حسًّان عنّي = مغلغلةً تدبّ إلى عكاظ...
أليس أبوك فينا كان قينًا = لدى القينات فسلا في الحفاظ...
يمانيًّا يظلّ يشد كيرًا = وينفخ دائبًا لهب الشّواظ...
قال: صدقت، فما النّحاس؟ قال: هو الدّخان الّذي لا لهب له. قال: فهل تعرفه العرب؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول
يضيء كضوء سراج السّليط = لم يجعل الله فيه نحاسا
وقال مجاهدٌ: النّحاس: الصّفّر، يذاب فيصبّ على رؤوسهم. وكذا قال قتادة. وقال الضّحّاك: {ونحاسٌ} سيلٌ من نحاسٍ.
والمعنى على كلّ قولٍ: لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردّتكم الملائكة والزّبانية بإرسال اللّهب من النّار والنّحاس المذاب عليكم لترجعوا ؛ ولهذا قال: {فلا تنتصران. فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}). [تفسير ابن كثير: 7/ 496-498]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة