العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:33 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل لعبادي يقولوا الّتي هي أحسن} [الإسراء: 53] أن يأمرهم بما أمرهم اللّه به، وينهاهم عمّا نهاهم اللّه عنه.
{إنّ الشّيطان ينزغ بينهم} [الإسراء: 53] يفسد بينهم.
{إنّ الشّيطان كان للإنسان عدوًّا مبينًا} [الإسراء: 53] بيّن العداوة). [تفسير القرآن العظيم: 1/142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {إنّ الشّيطان ينزغ بينهم} أي يفسد ويهيج، وبعضهم يكسر زاي ينزع). [مجاز القرآن: 1/383]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقل لّعبادي يقولوا الّتي هي أحسن إنّ الشّيطان ينزغ بينهم إنّ الشّيطان كان للإنسان عدوّاً مّبيناً}
وقال: {وقل لّعبادي يقولوا الّتي هي أحسن} فجعله جوابا للأمر). [معاني القرآن: 2/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم} أي يفسد ويهيج). [معاني القرآن: 4/165]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّكم أعلم بكم} [الإسراء: 54]، يعني: بأعمالكم، يعني: المشركين.
{إن يشأ يرحمكم} [الإسراء: 54] يتوب عليكم، فيمنّ عليكم بالإيمان.
{أو إن يشأ يعذّبكم} [الإسراء: 54] بإقامتكم على الشّرك.
{وما أرسلناك عليهم وكيلا} [الإسراء: 54] حفيظًا لأعمالهم حتّى نجازيهم بها). [تفسير القرآن العظيم: 1/142]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما أرسلناك عليهم وكيلاً...}
يقول: حافظاً وربّا). [معاني القرآن: 2/125]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وربّك أعلم بمن في السّموات والأرض} [الإسراء: 55].
قوله: {وربّك أعلم بمن في السّموات والأرض ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ} [الإسراء: 55] تفسير الحسن فيما قال: كلّم بعضهم، واتّخذ بعضهم خليلا، وأعطى بعضهم إحياء الموتى.
{وآتينا داود زبورًا} [الإسراء: 55] اسم الكتاب الّذي أعطاه: الزّبور.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: كنّا نحدّث أنّه دعاءٌ علّمه اللّه داود، تحميدٌ وتمجيدٌ للّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/142]
ليس فيه حلالٌ ولا حرامٌ ولا فرائض ولا حدودٌ.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن عمرو بن يحيى، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تخيّروا بين الأنبياء».
- أبو الأشهب والمبارك، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/143]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {زبوراً...}

... وحدثني أبو بكر قال كان عاصم يقرأ {زبوراً} بالفتح في كلّ القرآن. وقرأ حمزة بالضمّ). [معاني القرآن: 2/125]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ربّك أعلم بمن في السّماوات والأرض ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعض وآتينا داوود زبورا}
معنى ذكر داود ههنا أن اللّه - جل ثناؤه - أعلم أنه قد فضل بعض النبيين على بعض، أي فلا ينكروا تفضيل محمد - صلى الله عليه وسلم - وإعطاءه القرآن،
فقد أعطى الله داود الزبور). [معاني القرآن: 3/245]


تفسير قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل ادعوا الّذين زعمتم من دونه} [الإسراء: 56]، يعني: الأوثان.
{فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم ولا} [الإسراء: 56] يملكون {تحويلا} [الإسراء: 56] لما نزل بكم من الضّرّ، أن يحوّلوا ذلك الضّرّ إلى غيره أهون منه). [تفسير القرآن العظيم: 1/143]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {الضر} فالفقر والضر: الضرر؛ وقد فسرناها مع الضراء؛ بما فيها). [معاني القرآن لقطرب: 837]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل ادعوا الّذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم ولا تحويلا }
أي ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهتكم.
وجاء في التفسير أشياء في هذه الآية، منها أنه قيل: قل ادعوا العزير وعيسى لأن النصارى واليهود زعموا أن هؤلاء آلهتهم، فأعلمهم اللّه - عزّ وجلّ - أنهم لا يملكون كشف ضر عنهم ولا تحويلا من واحد إلى آخر، وقيل إنه يعنى به الملائكة لأن منهم من كان يعبد الملائكة.
وقيل إن قوما من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجنّ، فأسلم أولئك النفر من الجن ولم يعلم بهم من كان يعبدهم، فقيل فادعوا هؤلاء فإنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا).
[معاني القرآن: 3/246-245]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة} [الإسراء: 57] القربة {أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه} [الإسراء: 57] النّار.
{إنّ عذاب ربّك كان محذورًا} [الإسراء: 57] يحذره المؤمنون.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن عبد اللّه بن عتبة، أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ قال: نزلت في نفرٍ من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجنّ، فأسلم الجنّيّون، ولم يعلم بذلك النّفر من العرب.
قال اللّه: {أولئك الّذين يدعون} [الإسراء: 57]، يعني: الجنّيّين الّذين يعبدهم هؤلاء، {يبتغون إلى ربّهم الوسيلة} [الإسراء: 57] إلى آخر الآية.
وتفسير الحسن: أنّهم الملائكة، وعيسى يقول: أولئك الّذين يعبد المشركون والصّابئون والنّصارى؛ لأنّ المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة، والصّابئين يعبدونهم، والنّصارى تعبد عيسى.
قال: فالملائكة وعيسى الّذين يعبد هؤلاء يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب.
قال: {ويرجون رحمته} [الإسراء: 57]، يعني: جنّته.
{ويخافون عذابه} [الإسراء: 57] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/143]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة...}

يعني الجنّ الذين كانت خزاعة تعبدهم. فقال الله عز وجل: {أولئك} يعني الجنّ الذين (يدعونهم) يبتغون إلى الله.
فـ {يدعون} فعل للذين يعبدونهم. و{يبتغون} فعل للجنّ به ارتفعوا). [معاني القرآن: 2/125]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أولئك الذين يدعون} بالياء، وهي قراءة أبي عمرو.
وابن مسعود "تدعون يبتغون".
وقتادة "تدعون" أيضًا بالتاء). [معاني القرآن لقطرب: 827]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {الوسيلة} فهي الطلبة والسؤل.
وقال لبيد:
[معاني القرآن لقطرب: 837]
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم = بلى كل ذي لب إلى الله واسل
فصيرها فاعلاً). [معاني القرآن لقطرب: 838]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولئك الّذين يدعون} يعني الذين يعبدون من دونه ويدعونهم آلهة، يعني الملائكة، وكانوا يعبدونها.
{يبتغون إلى ربّهم الوسيلة} أي القلابة). [تفسير غريب القرآن: 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورا }
بالياء والتاء.
{أولئك} رفع بالابتداء، و {الذين} رفع صفة لهم، و {يبتغون} خبر الابتداء، المعنى الجماعة الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة، والوسيلة والسّؤال، والسّؤل والطلبة، في معنى واحد.
{أيّهم أقرب}.
إن شئت " أيّهم " كان رفعا بالابتداء، والخبر (أقرب)، ويكون المعنى يطلبون إلى ربهم الوسيلة - ينظرون أيهم أقرب إليه فيتوسلون به.
فإن قال قائل: فالذي أنكر عليهم هو التوسل بغير عبادة اللّه إلى اللّه، لأنهم قالوا: {ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى}، فالفرق بين المتوسلين إلى اللّه بمحبّة أنبيائه وملائكته وصالحي عباده أنهم يتوسلون بهم موحّدين اللّه عزّ وجلّ، لا يجعلون له شريكا في العبادة، والكفار يتوسلون بعبادة غير اللّه، فجعلوا الكفر وسيلتهم.
ويجوز أن يكون {أيّهم أقرب} بدلا من الواو في (يبتغون) فالمعنى يبتغي أيهم هو أقرب الوسيلة إلى اللّه، أي يتقرب إليه بالعمل الصالح.
{ويرجون رحمته ويخافون عذابه}أي الذين يزعمون أنهم آلهة يرجون ويخافون). [معاني القرآن: 3/246]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}
وقرأ عبد الله بن مسعود {أولئك الذين تدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}
قال هؤلاء من العرب عبدوا أناسا من الجن فأسلم الجنيون ولم يعلم الذين عبدوهم
وروى شعبة عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} قال عيسى وعزير وقيل الملائكة الذين عبدوهم قوم من العرب). [معاني القرآن: 4/166-165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأولئك الذين يدعون} يعني الملائكة الذين يعبدون، هؤلاء {يبتغون إلى ربهم الوسيلة} أي القربة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:22 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الأفعال التي تنجزم لدخول معنى الجزاء فيها
وتلك الأفعال جواب ما كان أمراً أو نهياً أو استخباراً، وذلك قولك: ائت زيداً يكرمك، ولا تأت زيداً يكن خيراً لك، وأين بيتك أزرك?.
وإنما انجزمت بمعنى الجزاء؛ لأنك إذا قلت: ائتني أكرمك، فإنما المعنى: ائتني فإن تأتني أكرمك؛ لأن الإكرام إنما يجب بالإتيان. وكذلك: لا تقم يكن خيراً لك؛ لأن المعنى: فإن لم تقم يكن خيراً لك. وأين بيتك أزرك? إنما معناه: إن تعلمني أزرك.
وقال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم} ثم ذكرها فقال: {تؤمنون بالله} فلما انقضى ذكرها قال: {يغفر لكم}؛ لأنه جواب لهل.
وكذلك أعطني أكرمك. وتقول: ائتني أشكرك، والتفسير واحد. ولو قلت: لا تعص الله يدخلك الجنة كان جيداً؛ لأنك إنما أضمرت مثل ما أظهرت. فكأنك قلت: فإنك إن لا تعصه يدخلك الجنة، واعتبره بالفعل الذي يظهر في معناه؛ ألا ترى أنك لو وضعت فعلاً بغير نهي في موضع لا تعص الله لكان أطع الله.
ولو قلت: لا تعص الله يدخلك النار كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله. وقولك: أطع الله يدخلك النار محال.
وكذلك: لا تدن من الأسد يأكلك لا يجوز؛ لأنك إذا قلت: لا تدن فإنما تريد: تباعد، ولو قلت: تباعد من الأسد يأكلك كان محالاً؛ لأن تباعده منه لا يوجب أكله إياه. ولكن لو رفعت كان جيداً. تريد فإنه مما يأكلك.
وأما قوله: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وما أشبهه، فليس يقولوا جواباً لقل. ولكن المعنى والله أعلم: قل لعبادي: قولوا يقولوا.
وكذلك {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} وإنما هو: قل لهم يفعلوا يفعلوا). [المقتضب: 2/80-82] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) }

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) }

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:35 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:37 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}. اختلف النحويون في قوله سبحانه: "يقولوا"، فمذهب سيبويه أنه جواب شرط مقدر، تقديره: "وقل لعبادي، إنك إن تقل لهم يقولوا"، وهذا على أصله في أن الأمر لا يجاب، وإنما يجاب معه شرط مقدر، ومذهب الأخفش: أن الأمر يجاب، وأن قوله تعالى هاهنا: "يقولوا" إنما هو جواب "قل".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا يصح المعنى على هذا بأن يجعل "قل" مختصة بهذه الألفاظ، على معنى أن
[المحرر الوجيز: 5/494]
يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "قولوا التي هي أحسن"، وإنما يصح بأن يكون "قل" أمرا بالمحاورة في هذا المعنى بما أمكن من الألفاظ، كأنه قال: "بين لعبادي"، فيكون ثمرة ذلك القول والبيان قولهم التي هي أحسن، وهذا المعنى يجوزه مذهب سيبويه الذي قدمنا. ومذهب أبي العباس أن "يقولوا" جواب لأمر محذوف، تقديره: "وقل لعبادي قولوا التي هي أحسن يقولوا" فحذف وطوي الكلام. ومذهب الزجاج أن "يقولوا" جزم بالأمر، بتقدير: "قل لعبادي ليقولوا"، فحذفت اللام لتقدم الأمر، وحكى أبو علي في "الحليتات" في تضاعيف كلامه: أن مذهب أبي عثمان المازني في "يقولوا" أنه فعل مبني; لأنه مضارع حل محل المبني الذي هو فعل الأمر; لأن المعنى: "قل لعبادي: قولوا".
واختلف الناس في التي هي أحسن -فقالت فرقة: هي "لا إله إلا الله"، ويلزم -على هذا- أن يكون قوله تعالى: {لعبادي} يريد به جميع الخلق; لأن جميعهم مدعو إلى "لا إله إلا الله"، ويجيء قوله سبحانه بعد ذلك: {إن الشيطان ينزغ بينهم} غير مناسب للمعنى إلا على تكره، بأن يجعل "بينهم" بمعنى "خلالهم وأثناءهم"، ويجعل "النزع" بمعنى الوسوسة والإضلال. وقال الجمهور: التي هي أحسن هي المحاورة الحسنى، بحسب المعنى معنى، قال الحسن: "يقول: يغفر الله لك، يرحمك الله".
وقوله تعالى: "لعبادي" خاص بالمؤمنين، فكأن الآية بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم، "وكونوا عباد الله إخوانا"، ثم اختلفوا -فقالت فرقة: أمر الله المؤمنين فيما بينهم بحسن الأدب، وخفض الجناح، وإلانة القول، واطراح نزغات الشيطان. وقالت فرقة: إنما أمر الله تبارك وتعالى في هذه الآية المؤمنين بإلانة القول للمشركين بمكة، أيام المهادنة.
وسبب الآية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شتمه بعض الكفرة، فسبه عمر وهم
[المحرر الوجيز: 5/495]
بقتله، فكاد أن يثير فتنة، فنزلت الآية، وهي منسوخة بآية السيف.
وقرأ الجمهور: "ينزغ" بفتح الزاي، وقرأ طلحة بن مصرف: "ينزغ" بكسر الزاي، على الأصل، قال أبو حاتم: "لعلها لغة، والقراءة بالفتح". ومعنى النزغ حركة الشيطان بسرعة ليوجب فسادا، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح لا ينزغ الشيطان في يده"، فهذا يخرج اللفظة عن الوسوسة، وعداوة الشيطان البينة هي قصته مع آدم عليه السلام فيما بعد). [المحرر الوجيز: 5/496]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ربكم أعلم بكم} الآية. هذه الآية تقوي أن التي قبلها هي ما بين العباد المؤمنين وكفار مكة، وذلك أن هذه المخاطبة في قوله سبحانه: {ربكم أعلم بكم} هي لكفار مكة، بدليل قوله تعالى: {وما أرسلناك عليهم وكيلا}، فكأن الله عز وجل أمر المؤمنين أن لا يخاشنوا الكفار في الدين، ثم قال للكفار: {إنه أعلم بهم}، ورجاهم وخوفهم، ومعنى "يرحمكم" بالتوبة عليكم من الكفر، قاله ابن جريج وغيره. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإنما عليك البلاغ، ولست بوكيل على إيمانهم ولا بد، فتتناسب الآيات بهذا التأويل). [المحرر الوجيز: 5/496]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وربك أعلم بمن في السماوات والأرض} وهو الذي فضل بعض الأنبياء على بعض بحسب علمه فيهم، فهذه إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى استبعاد قريش أن يكون الرسول بشرا، والمعنى: لا تنكروا أمر محمد وأن أوتي قرآنا، فقد فضل النبيون، وأوتي داود زبورا، فالله أعلم حيث يجعل رسالته.
وتفضيل بعض الرسل هو إما بهذا الإخبار المجمل دون أن يسمى المفضول، وعلى هذا يتجه لنا أن نقول: محمد أفضل البشر، وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن تعيين أحد منهم في قصة موسى ويونس، وإما أن يكون التفضيل مقسما بينهم:
[المحرر الوجيز: 5/496]
أعطي هذا التكليم، وأعطيت هذه الخلة، ومحمد الخمس، وعيسى الإحياء، فكلهم مفضول في وجه، فاضل على الإطلاق.
وقوله تعالى: {بمن في السماوات}. الباء متعلقة بفعل تقديره: "علم بمن في السماوات"، ذهب إلى هذا أبو علي؛ لأنه لو علقها بـ "أعلم" لاقتضى أنه ليس بأعلم بغير ذلك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا لا يلزم، ويصح تعلقها بـ "أعلم"، ولا يلتفت لدليل الخطاب.
وقرأ الجمهور: "زبورا" بفتح الزاي، وهو فعول بمعنى مفعول، وهو قليل، لم تجيء إلا في قروع وركوب وحلوب، وقرأ حمزة، ويحيى، والأعمش: "زبورا" بضم الزاي، وله وجهان: أحدهما أن يكون جمع زبور بحذف الزائد، كما قالوا في جمع طريق: طروق، والآخر أن يكون جمع زبر، كأن ما جاء به داود جزئ أجزاء، كل جزء منها زبر، سمي بمصدر زبر يزبر، ثم جمع تلك الأجزاء على زبور، فكأنه قال: "آتينا داود كتابا"، ويحتمل أن يكون جمع "زبر" الذي هو العقل وسداد النظر، لأن داود أوتي من المواعظ والوصايا كثيرا، ومن هذه اللفظة قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر كتاب مسلم: "وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له"، قال قتادة: زبور داود مواعظ وحكم ودعاء، ليس فيه حلال ولا حرام). [المحرر الوجيز: 5/497]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}
الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم في هذه الآية ليسوا عبدة الأصنام، وإنما هم عبدة من يعقل، واختلف في ذلك -فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي في عبدة العزير والمسيح وأمه ونحوهم، وقال ابن عباس أيضا: هي في عبدة الشمس والقمر والكواكب وعزيز والمسيح وأمه ونحوهم، وقال ابن عباس أيضا، وابن مسعود: هي في عبدة الملائكة، وقال ابن مسعود أيضا: هي في عبدة شياطين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم أولئك الشياطين، وبقي عبدتهم يعبدونهم، فنزلت الآية في ذلك].
فمعنى الآية: قل لهؤلاء الكفرة: ادعوا عند الشدائد والضر هؤلاء المعبودين، فإنهم لا يملكون كشفه ولا تحويله عنكم). [المحرر الوجيز: 5/498]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبرهم -على قراءة ابن مسعود، وقتادة:
[المحرر الوجيز: 5/498]
"تدعون" بالتاء-، أو أخبر النبي صلى الله عليه وسلم -على قراءة الجمهور: "يدعون" بالياء من تحت- أن هؤلاء المعبودين يطلبون التقرب إلى الله والتزلف إليه، وأن هذه حقيقة حالهم، وقرأ ابن مسعود: "إلى ربك". والضمير في "ربهم" للمتبعين أو للجميع.
و"الوسيلة" هي القربة وسبب الوصول إلى البغية، وتوسل الرجل إذا طلب الدنو والنيل لأمر ما، وقال عنترة:
إن الرجال لهم إليك وسيلة
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله لي الوسيلة ... الحديث". و"أيهم" ابتداء، و"أقرب" خبره، و"أولئك" يراد به المعبودون. وهو ابتداء خبره "يبتغون" والضمير في "يدعون" للكفار، وفي "يبتغون" للمعبودين، والتقدير: نظرهم ووكدهم أيهم أقرب، وهذا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث الراية بخيبر: "فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها"، أي: يتبارون في طلب القرب، وطفف الزجاج في هذا الموضع فتأمله.
[المحرر الوجيز: 5/499]
وقال ابن فورك، وغيره: إن الكلام من قوله تبارك وتعالى: {أولئك الذين يدعون} راجع إلى النبيين المتقدم ذكرهم، و"يدعون" -على هذا- من الدعاء بمعنى الطلبة إلى الله تعالى، والضمائر لهم في "يدعون" وفي "يبتغون". وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/500]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة