العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:28 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"ثمّ"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ("ثمّ" بالضّمّ: حرف عطف يدل على أن الثّاني بعد الأول، وبينهما مهلة). [حروف المعاني والصفات: 16]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:30 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير "ثم" على وجهين:
بمعنى: الواو
"ثم" بعينه
فوجه منهما،
"ثم" بمعنى: "الواو"، قوله تعالى في سورة يونس: {ثم الله شهيد على ما يفعلون} بمعنى: "و"الله شهيد, وكقوله تعالى: {ثم استوى على العرش} يعني: "و"استوى على العرش.
والوجه الثاني،
"ثم" بعينه: للاستقبال، قوله تعالى: {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا}، وقوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 151 - 152]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:31 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"ثم" قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "ثمّ"
"ثمّ" حرف مبنيّ على الفتح وهو من حروف العطف ويفيد التّرتيب والمهلة تقول: جاءني (زيد "ثمّ" عمرو. فعمرو جاء) بعد زيد بمهلة وتراخ.
وذكر أهل التّفسير أنه في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: بقاؤه على أصله، ومنه قوله تعالى في الأنعام: {ثمّ إلى ربكم مرجعكم}، وفي الأعراف: {ثمّ لأصلبنكم أجمعين}، وفي فاطر: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا}، وهو كثير في القرآن.
والثّاني: بمعنى "الواو"، ومنه قوله تعالى في يونس: {ثمّ الله شهيد على ما يفعلون}، وفي القيامة: {ثمّ إن علينا بيانه}.
والثّالث: وقوعه زائدا، ومنه قوله تعالى في سورة براءة: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلّا إليه ثمّ تاب عليهم}
). [نزهة الأعين النواظر: 223 - 224]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:32 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح أحمد بن عبد النور المالقي(702ه)

باب "الثاء"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الثاء"
اعلم أن "الثاء" لم تجئ مفردةً في كلام العرب، وإنما جاءت مركبة مع "الميم" المشددة خاصة: "ثم"، ولها في الكلام موضعان:
الموضع الأول: أن تكون حرف عطفٍ مفردًا على مفرد وجملة على جملة، فإذا عطفت مفردًا على مفرد من الأسماء والأفعال شركت بين الأول والثاني في اللفظ الذي هو الاسمية أو الفعلية، والرفع أو النصب أو الخفض أو الجزم، والمعنى الذي هو إثبات الفعل لهما أو نفيه عنهما، نحو قولك: قام زيد
"ثم" عمرو، ورأيت زيدًا "ثم" عمرًا، ومررت بزيد "ثم" عمرو، وزيد يقوم "ثم" يقعد، ولن يقوم "ثم" يقعد، ولم يقم "ثم" يقعد.
والمشركة بين الجملتين يكون تشريكهما في الخبر أو العطف أو فيهما من غير مراعاة لإسمية على فعلية أو بالعكس، فتقول: قم
"ثم" اقعد، وما قام زيد "ثم" عمرو، ويجوز: قام زيد "ثم" عمرو منطلق، وقام عمرو "ثم" ضرب زيدًا، كل ذلك جائزٌ، وكذلك يجوز اجتماع النفي والإثبات فيهما كقوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا}.
واختلف الكوفيون والبصريون من النحويين: هل تعطي رتبة أو لا تعطي، فذهب الكوفيون إلى عدم الترتيب، واحتجوا بقول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه .... ثم قد ساد قبل ذلك جده
والصحيح مذهب البصريين بدليل استقراء كلام العرب أنها لا تكون إلا مرتبة، وما احتج به الكوفيون لا حجة فيه لوجهين:
أحدهما: أنه قد يحتمل أن يسود الوالدان بسيادة الولد، والجد بسيادة الوالد، وهذا موجود حسًا، فلا يلزم أن تكون سيادة أحدهم قبل الآخر.
والثاني: أن تكون سيادة الجد قبل الوالد، والوالد قبل الولد، ولا يعلمُ المتكلم بالإخبار السيادة، فيخبر على نحو ما علم لا على الأصل، وما احتُمل لا حُجة فيه.

الموضع الثاني: إما أن تكون حرف ابتداء على الاصطلاح، أي يكون بعدها المبتدأ والخبر، وإما ابتداء كلامٍ، فالأول نحو أن تقول: «أقول لك اضرب زيدًا "ثم" أنت تترك الضرب»، ومنه قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ}، وإما ابتداء كلام، كقولك: هذا زيد قد خرج "ثم" إنك تجلس، قال الله عز وجل: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}، ثم قال: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}، وقد يرجع هذا إلى عطف الجمل، إذا كان الجملتان في كلام واحد، وذلك بحسب إرادة المتكلم، والأظهر في الجمل الانفصال في المراد إلا حيث يدل الدليل على أن مقصود الكلام واحد، فاعلم ذلك والله الموفق بمنه). [رصف المباني: 173 - 175]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:34 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"ثمّ"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ):"ثمّ": للمهلة، وقيل: تأتي لمطلق الجمع "كالواو"). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:35 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("ثم"
حرف عطف، يشرك في الحكم، ويفيد الترتيب بمهلة. فإذا قلت: قام زيد "ثم" عمرو، آذنت بأن الثاني بعد الأول بمهلة. هذا مذهب الجمهور، وما أوهم خلاف ذلك تأولوه.
وذهب الفراء، فيما حكاه عنه السيرافي، والأخفش، وقطرب، فيما حكاه أبو محمد عبد المنعم بن الفرس في مسائله الخلافيات عنه، إلى أن ثم بمنزلة "الواو"، لا ترتب. ومنه عندهم {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها}، ومعلوم أن هذا الجعل كان قبل خلقنا.
وزعم بعضهم أنها تقع موقع "الفاء"، كقول الشاعر:
كهز الرديني، تحت العجاج ... جرى في الأنابيب، ثم اضطرب
أي: فاضطرب. وإليه ذهب ابن مالك؛ قال: وقد تقع "ثم" في عطف المتقدم بالزمان، اكتفاء بترتيب اللفظ. وهذا منقول عن الفراء، كقولك: بلغني ما صنعت اليوم، "ثم" ما صنعت أمس أعجب. ومن ذلك قول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه ... ثم قد ساد قبل ذلك جده
وقال ابن عصفور: ما ذكره لفراء، من أن المقصود "بثم"ترتيب الإخبار، لا ترتيب الشيء في نفسه، وكأنه قال اسمع مني هذا الذي هو: بلغني ما صنعت اليوم، "ثم" اسمع مني هذا الخبر الآخر الذي هو: ما صنعت أمس أعجب، ليس بشيء، لأن "ثم" تقتضي تأخر الثاني عن الأول بمهلة، ولا مهلة بين الإخبارين.
فينبغي أن يحمل على ظاهره، ويكون الجد قد أتاه السؤدد من قبل الأب، وأتى الأب من قبل الابن. وذلك مما يمدح به، وإن كان الأكثر في كلامهم المدح بتوارث السودد. ويكون البيت، إذ ذاك، مثل قول ابن الرومي:
قالوا: أبو الصقر من شيبان، قلت لهم: ... كلا، لعمري، ولكن منه شيبان
فكم أب قد علا، بابن، ذرى حسب ... كما علت، برسول الله، عدنان
قلت: ما ذكره ابن عصفور، في تأويل البيت، لا يساعد عليه قوله قبل ذلك.
وقال بعضهم: قد ترد ثم لترتيب الذكر. وهو معنى قول غيره: ترتيب الإخبار.
وقد حمل بعضهم قول تعالى: {ثم جعل منها زوجها} على أن "ثم"، في الآية، لترتيب الإخبار. وقيل: أخرج ذرية آدم، من ظهره كالذر، "ثم" خلق بعد ذلك حواء. فعلى هذا تكون "ثم" على أصلها، من الترتيب في الزمان.
وقال الزمخشري: فإن قلت: ما وجه قوله "ثم" جعل منها زوجها، وما تعطيه "ثم" من معنى التراخي؟ قلت: هما آيتان، من جملة الآيات، التي عددها، دالاً على وحدانيته وقدرته، تشعيب هذا الخلق الفائت الحصر، من نفس آدم، وخلق حواء من قصيراه. إلا أن إحداهما جعلها الله عادة مستمرة، والأخرى لم تجربها العادة، ولم تخلق أنثى، غير حواء، من قصيري رجل، فكانت أدخل في كونها آية، وأجلب لعجب السامع. فعطفها "بثم" على الآية الأولى للدلالة على مباينتها، فضلاً ومزية. وتراخيها عنها فيما يرجع إلى زيادة كونها آية. فهو من التراخي في الحال والمنزلة، لا من التراخي في الوجود.

تنبيه
ذكر صاحب رصف المباني أن "لثم" في الكلام موضعين:
الأول: أن تكون حرف عطف، يعطف مفرداً على مفرد، وجملة على جملة.
والثاني: أن تكون حرف ابتداء؛ إما أن تكون حرف ابتداء، على الاصطلاح، أي: يكون بعدها المبتدأ والخبر. وإما ابتداء كلام. فالأول نحو أن تقول: أقول لك اضرب زيداً، "ثم" أنت تترك الضرب. ومنه قول تعالى: {قل الله ينتجيكم منها ومن كل كرب. ثم أنتم تشركون}. وابتداء الكلام كقولك: هذا زيد قد خرج، "ثم" إنك تجلس. قال الله عز وجل {فتبارك الله أحسن الخالقين}، "ثم" قال بعد ذلك {ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون}. وقد يرجع هذا إلى عطف الجمل، إذا كان الجملتان في كلام واحد. وذلك بحسب إرادة المتكلم. والأظهر، في الجمل، الانفصال في المراد، إلا حيث يدل الدليل على أن مقصود الكلام واحد. انتهى.
ولا يصح كونها حرف ابتداء. وإنما هي حرف عطف، تعطف جملة على جملة، كما تعطف مفرداً على مفرد. والله أعلم.

فائدة:
في "ثم" أربع لغات: "ثم" وهي الأصل. و"فم" بإبدال "الثاء" "فاء". و"ثمت" "بتاء" التأنيث الساكنة. و"ثمت" "بتاء" التأنيث المتحركة. والله أعلم). [الجنى الداني:426 - 432]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:37 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الثّاء"
"ثم"
"ثمّ": ويقال فيها "فم"، كقولهم في جدث: جدف، حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور: التّشريك في الحكم، والتّرتيب، والمهلة، وفي كل منها خلاف.
فأما التّشريك: فزعم الأخفش والكوفيون أنه قد يتخلّف، وذلك بأن تقع زائدة فلا تكون عاطفة البتّة، وحملوا على ذلك قوله تعالى: {حتّى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلّا إليه ثمّ تاب عليهم}، وقول زهير:
أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى ... فثم إذا أمسيت أمسيت غاديا
وخرجت الآية على تقدير الجواب.
والبيت على زيادة "الفاء".
وأما التّرتيب: فخالف قوم في اقتضائها إيّاه تمسكا بقوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها}،{وبدأ خلق الإنسان من طين ثمّ جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثمّ سواه ونفخ فيه من روحه}،{ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون ثمّ آتينا موسى الكتاب}.
وقول الشّاعر:
إن من ساد ثمّ ساد أبوه ... ثمّ قد ساد قبل ذلك جده
والجواب عن الآية الأولى من خمسة أوجه:
أحدها: أن العطف على محذوف، أي: من نفس واحدة أنشأها "ثمّ" جعل منها زوجها.
الثّاني: أن العطف على {واحدة} على تأويلها بالفعل، أي: من نفس توحدت، أي: انفردت، "ثمّ" جعل منها زوجها.
الثّالث: أن الذّرّيّة أخرجت من ظهر آدم عليه السّلام كالذر، "ثمّ"خلقت حوّاء من قصيراه.
الرّابع: أن خلق حوّاء من آدم لما لم تجر العادة بمثله جيء "بثم" إيذانًا بترتبه وتراخيه في الإعجاب، وظهور القدرة لا لترتيب الزّمان وتراخيه.
الخامس: أن "ثمّ" لترتيب الإخبار لا لترتيب الحكم، وأنه يقال بلغني ما صنعت اليوم "ثمّ" ما صنعت أمس أعجب، أي: "ثمّ" أخبرك أن الّذي صنعته أمس أعجب.
والأجوبة السّابقة أنفع من هذا الجواب لأنّها تصحح التّرتيب والمهلة، وهذا يصحح التّرتيب فقط، إذ لا تراخي بين الإخبارين، ولكن الجواب الأخير أعم لأنّه يصح أن يجاب به عن الآية الأخيرة والبيت.
وقد أجيب عن الآية الثّانية أيضا بأن {سوأة} عطف على الجملة الأولى لا الثّانية.
وأجاب ابن عصفور عن البيت بأن المراد أن الجد أتاه السؤدد من قبل الأب، والأب من قبل الابن كما قال ابن الرّومي:
قالوا أبو الصّقر من شيبان قلت لهم ... كلا لعمري ولكن منه شيبان
وكم أب قد علا بابن ذرا حســــــب ... كما علت برسول الله عدنــــــان
وأما المهلة فزعم الفراء أنّها قد تتخلف بدليل قولك: أعجبني ما صنعت اليوم "ثمّ" ما صنعت أمس أعجب؛ لأن "ثمّ" في ذلك لترتيب الإخبار، ولا تراخي بين الإخبارين، وجعل منه ابن مالك: {ثمّ آتينا موسى الكتاب} الآية، وقد مر البحث في ذلك، والظّاهر أنّها واقعة موقع "الفاء".
في قوله:
كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب
إذا الهز متى جرى في أنابيب الرمح يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه.
مسألة
أجرى الكوفيّون "ثمّ" مجرى "الفاء" و"الواو" في جواز نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشّرط، واستدلّ لهم بقراءة الحسن: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثمّ يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} بنصب {يدرك}.
وأجراها ابن مالك مجراهما بعد الطّلب فأجاز في قوله صلى الله عليه وسلم «لا يبولن أحدكم في الماء الدّائم الّذي لا يجري ثمّ يغتسل منه» ثلاثة أوجه:
الرّفع: بتقدير "ثمّ" هو يغتسل، وبه جاءت الرّواية.
والجزم: بالعطف على موضع فعل النّهي.
والنّصب: قال بإعطاء "ثمّ" حكم "واو" الجمع، فتوهم تلميذه الإمام أبو زكريّا النّوويّ -رحمه الله- أن المراد إعطاؤها حكمها في إفادة معنى الجمع، فقال لا يجوز النصب لأنّه يقتضي أن المنهي عنه الجمع بينهما دون إفراد أحدهما، وهذا لم يقله أحد بل البول منهيّ عنه سواء أراد الاغتسال فيه أو منه أم لا انتهى.
وإنّما أراد ابن مالك إعطاءها حكمها في النصب لا في المعيّة أيضا، "ثمّ" ما أورده إنّما جاء من قبل المفهوم لا المنطوق، وقد قام دليل آخر على عدم إرادته.
ونظيره إجازة الزّجاج والزمخشري في: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق} كون {تكتموا} مجزومًا، وكونه منصوبًا مع أن النصب معناه النّهي عن الجمع.
تنبيه
قال الطّبريّ في وقوله تعالى: {أثم إذا ما وقع آمنتم به} معناه أهنالك، وليست "ثمّ" الّتي تأتي للعطف انتهى.
وهذا وهم اشتبه عليه "ثمّ" المضمومة "الثّاء" بالمفتوحتها). [مغني اللبيب: 2 / 217 - 234]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:38 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الثالث: في الحروف الثلاثية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثالث: في الحروف الثلاثية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف كان هذا الباب ثلاثة أنواع:النوع الأول: الحروف المحضة، وهي خمسة عشر حرفًا: "أيا"، و"هيا"، و"آأي"، و"ألا"، و"أما"، و"إذن"، و"إلى"، و"إن" المكسورة "الهمزة" المشددة "النون"، و"أن" المفتوحة "الهمزة" المشددة "النون"، و"ليت"، و"نعم"، و"بلى"، و"ثم"، و"رب"، و"سوف"). [جواهر الأدب: 165]

الفصل الثاني عشر: حرف"ثم"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثاني عشر: من النوع الأول من الحروف الثلاثية: حرف "ثم" وهو يفيد الترتيب، "كالفاء" مع المهملة، والتراخي لأنها أكثر حروفًا، ولذا لم يجاز بها لتعذر المهلة بين الشرط وجزائه، ولهذا قال سيبويه رحمه الله: المرور في: مررت بزيد "ثم" عمرو مروران، ويقال: "فم"، "بالفاء"، فقيل: بدل، وقيل: بل لغتان، وتلحقها "تاء" التأنيث، فيقال: "ثمت"، ولا تلحق غيرها من الحروف إلا "لا" بمعنى "ليس"، وقد مر ورب، ويأتي البحث عنها وهي من الحروف العشرة العاطفة التي تشرك الثاني في إعراب الأول، ومن الأربعة التي تشركه في الحكم أيضًا، قالوا: وتفيد الترتيب مطلقًا يعني في المفردات، نحو: جاءني زيد "ثم" عمرو، والجمل كقوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}، فتفيد ترتيب خبر على خبر، وبعضهم جعلها لترتيب الجمل فقط، قال: لاستبعاد مضمون ما بعدها عما قبلها، وعدم مناسبته له يوضحه قوله تعالى: {ثم أنشأناه خلقًا آخر} وخصها بعضهم بالمفردات، وأجازه ابن الدهان والزمخشري مستدلين بعدم الترتيب في قوله تعالى: {فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون}، وقوله تعالى: {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه}، وقوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} ورد بأن الترتيب للإخبار لا المخبر عنه، كقولهم: زيد عالم كريم، "ثم" هو شجاع، وإن سلم فهو محمول على استثبات الشهادة ودوام الاهتداء؛ لقولهم في: {اهدنا الصراط المستقيم}، أي: أبقنا عليه، وقد تأتي معراة عن إفادة التراخي بل لمجرد الترتيب في الذكر والتدرج في درجات الارتقاء، كقوله:
إن من ساد ثم ساد أبوه ..... ثم قد ساد بعد ذلك جده
فتدرج من سيادة نفسه إلى أبيه وبعده إلى جده، وإن كانت سيادة جده متقدمة على سيادة أبيه، وسيادة أبيه على سيادته في الزمان.
قال الرضي: ولمجرد الترتيب في التدرج دون الذكر إذا كرر اللفظ، كقولهم: والله فالله ووالله ثم والله، ولمجرد التشريك دون ترتيب، قال تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم}؛ لأن القول لهم عليهم السلام متقدم على خلق المخاطبين، قال التبريزي: للعلماء في هذه الآية ثلاثة أقوال:
أحدها: ولقد خلقنا أباكم آدم وصورناه، "ثم" قلنا للملائكة اسجدوا له، فجاء هذا على حد كلام العرب، وذلك أنهم يقولون: نحن هزمناكم، "ثم" كذا وكذا، أي: آباؤنا هزموا آباءكم، ومنه قوله تعالى: {وإذ قتلتم نفسًا فادارأتم فيها}، أي: وإذ قتل آباؤكم نفسًا؛ لأن الذين شاهدوا النبي عليه السلام لم تكن هذه الصفة لهم، وإنما كانت لذين شاهدوا موسى عليه السلام.
وثانيها: أن الترتيب ها هنا وقع في الخبر، كقولك: لقيت اليوم زيدًا فقلت له: كذا كذا،"ثم" إني قلت له بالأمس: كذا كذا.
وثالثها: أنها وقعت هنا موقع "الواو" لاشتراكهما في العطف). [جواهر الأدب: 181 - 183]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:39 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب ما أوله "الثاء"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب ما أوله "الثاء"
فمن ذلك: "ثم"، ويقال فيها: "فم"، وقد تزاد فيها "التاء" قال الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني ..... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
وقال الأعشى:
ثمت لا تجزونني عند ذاكم ..... ولكن سيجزيني الإله فيعقبا
وهي حرف نسق تأتي لمعان خمسة:
أحدها: التشريك في الحكم مع الترتيب والمهلة نحو: جاء زيد "ثم" عمرو، وهي موضوعة لهذه الثلاثة المعاني وفي كل منها خلاف سيأتي ذكره.
الثاني: التشريك والترتيب مع تخلف المهلة فتكون "كالفاء" الناسقة، ذكره الفراء قال الشاعر:
كهز الرديني تحت العجاج ..... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
لأن الهز متى جرى في الأنابيب يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه.
الثالث: التشريك مع تخلف الترتيب الذي هو أصل وضعها فيكون معناها كمعنى "الواو"، زعمه قوم كالفراء والأخفش، واحتجوا بقول الله سبحانه: {خلقكم من نفسٍ واحدةٍ ثم جعل منها زوجها}، وقوله تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه}، وقوله تعالى: {ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن}، وقوله تعالى: {فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد}، وقوله تعالى: {ثم إن علينا بيانه}، وقوله تعالى: {خلقكم من طين ثم قضى أجلًا}، وقال الشاعر:
سألت ربيعة: من خيرها ..... أيا ثم أما؟ فقالت: لمه
ولا حجة لهم في ذلك فعنه جوابات لأهل العلم يطول ذكرها ولنذكر منها جوابًا واحدًا يعم الآيات والأبيات وذلك: أن "ثم" هنا لترتيب الأخبار لا لترتيب الحكم، والمعنى: أخبركم أني خلقتكم من نفسٍ واحدة، "ثم" أخبركم أني جعلت منها زوجها، وأخبركم أني خلقت الإنسان من طين "ثم" أخبركم أني جعلت نسله من سلالة من ماء مهين، وأخبركم أني خلقته من طين "ثم" أخبركم أني قضيت الأجل، كما تقول: كلمتك اليوم "ثم" كلمتك أمس، في هذا الأمر ووافقوا على القول باقتضائها الترتيب في الأسماء المفردة وفي الأفعال وفي ذلك دليل على وضعيتها للترتيب كما قاله الجمهور.
الرابع: تكون زائدة فيتخلف التشريك قاله الأخفش والكوفيون وحملوا عليه قوله تعالى: {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا}.
وقول زهير:
أراني إذا أصبحت أصبحتُ ذا هوى ..... فثم إذا أمسيت أمسيت عاديا
وخالفهم الباقون وأجابوا عن الآية بأن ذلك على تقدير الجواب، وعن البيت بزيادة "الفاء".
الخامس: تكون بمعنى التعجب فتتخلف عن التشريك أيضًا، ذكره بعضهم كقوله تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} وبقوله تعالى: {ثم يطمع أن أزيد كلا}.
ومنه "ثم" بفتح "الثاء" اسم بمعنى هناك يشار به إلى المكان البعيد كقوله تعالى: {وأزلفنا ثم الآخرين} ). [مصابيح المغاني: 222 - 225]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 01:40 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
في ثُم بالثاء وبالفا قالــــــــــــــــــــــــــــــــوا ..... تشريكٌ الترتيب والإمهــــــــــــــــــــــــــالُ
وبعده بعض النحـــــــــاة قد نصب
..... مُضارعًــــــــا من بعد شرطٍ أو طلب
إن تأتني ثُم تبيت عنــــــــــــــــــــدي
..... تشــــــــــف غليلي ويخف وجـــــــــــــــــــــدي
فــــلا تواعـــــــــــــدني ثُم تُخلفـــــــــــــــــــــــا
..... إلى متى هذا الجفـــــــــــا أمـــــــــــــــــــــا كفى
ومنهم من قـــــــــال كابن مــــــــــــــــــالك
..... بأنه كالفــــــــــــــــــــاء أيضًـــــــــــــــا قد حُكي
يهـــــــــزني ذكرى أويقــــــــات الطرب
..... هز رُدينـــــــي جرى ثم اضطـــــــــــــــــــــــرب
قــــــــــــــــال المــــــــرادي وفيه ثمتـــــــــــــــــــــا ..... بتـــــــــــاء تــــــــــــــــــأنيث كثُمَّتْ ثبتــــــــــــــــــــــا).
[كفاية المعاني: 278 - 279]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة