العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:47 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 45 إلى الآية 48 ]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 45 إلى الآية 48 ]


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:48 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد آتينا موسى الكتاب} يا محمّد، يعني التّوراة، كما آتيناك الفرقان {فاختلف فيه} يقول: فاختلف في العمل بما فيه الّذين أوتوه من اليهود {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم} يقول: ولولا ما سبق من قضاء اللّه وحكمه فيهم أنّه أخّر عذابهم إلى قيام السّاعة {لقضي بينهم} يقول: لعجّل الفصل بينهم فيما اختلفوا فيه بإهلاكه المبطلين منهم.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك} قال: أخّروا إلى يوم القيامة.
وقوله: {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ} يقول: وإنّ الفريق المبطل منهم لفي شكٍّ ممّا قالوا فيه {مريبٍ} يقول: يريبهم قولهم فيه ما قالوا، لأنّهم قالوه بغير ثبتٍ، وإنّما قالوه ظنًّا). [جامع البيان: 20/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 45 - 46
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولولا كلمة سبقت من ربك} قال: سبق لهم من الله حين وأجلهم بالغرة). [الدر المنثور: 13/125]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد}.
يقول تعالى ذكره: من عمل بطاعة اللّه في هذه الدّنيا، فائتمر لأمره، وانتهى عمّا نهاه عنه {فلنفسه} يقول: فلنفسه عمل ذلك الصّالح من العمل، لأنّه يجازى عليه جزاءه، فيستوجب في المعاد من اللّه الجنّة والنّجاة من النّار {ومن أساء فعليها} يقول: ومن عمل بمعاصي اللّه فيها، فعلى نفسه جنى، لأنّه أكسبها بذلك سخط اللّه، والعقاب الأليم {وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد} يقول تعالى ذكره: وما ربّك يا محمّد بحامل عقوبة ذنب مذنبٍ على غير مكتسبه، بل لا يعاقب أحدًا إلاّ على جرمه الّذي اكتسبه في الدّنيا، أو على سببٍ استحقّه به منه، واللّه أعلم). [جامع البيان: 20/454]

تفسير قوله تعالى: (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من أكمامها} [فصلت: 47] : «حين تطلع» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اهتزّت بالنّبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع كذا لأبي ذرٍّ والنّسفيّ وفي رواية غيرهما إلى قوله ارتفعت وهذا هو الصّواب وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ إلى قوله ارتفعت وزاد قبل أن تنبت). [فتح الباري: 8/560] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 47 فصلت {من أكمامها} قال حين تطلع). [تغليق التعليق: 4/303] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره من أكمامها حين تطلع
أي: وقال غير مجاهد: معنى وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع، والأكمام جمع كم بالكسر، وهو وعاء الطّلع، وإنّما قلنا غير مجاهد لأن ما قبله من قوله: قال مجاهد ... إلى هنا كله عن مجاهد، ولم يعمل الشّرّاح ههنا شيئا يجدي). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (من أكمامها) بفتح الهمزة جمع كم بالكسر (حين تطلع) بسكون الطاء وضم اللام). [إرشاد الساري: 7/327]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من أكمامها} [فصلت: 47] : قشر الكفرّى هي الكمّ " وقال غيره: " ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافورٌ وكفرّى). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من أكمامها قشر الكفرّى الكمّ كذا لأبي ذرٍّ ولغيره هي الكمّ زاد الأصيليّ واحدها هو قول الفرّاء بلفظه وقال أبو عبيدة في قوله من أكمامها أي أوعيتها واحدها كمّةٌ وهو ما كانت فيه وكمٌّ وكمّةٌ واحدٌ والجمع أكمامٌ وأكمّةٌ تنبيهٌ كاف الكمّ مضمومةٌ ككمّ القميص وعليه يدلّ كلام أبي عبيدة وبه جزم الرّاغب ووقع في الكشّاف بكسر الكاف فإن ثبت فلعلّها لغةٌ فيه دون كمّ القميص قوله وقال غيره ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافورٌ وكفرّى ثبت هذا في رواية المستمليّ وحده والكفرّى بضمّ الكاف وفتح الفاء وبضمّها أيضًا والرّاء مثقّلةٌ مقصورٌ وهو وعاء الطّلع وقشره الأعلى قاله الأصمعيّ وغيره قالوا ووعاء كلّ شيءٍ كافوره وقال الخطّابيّ قول الأكثرين الكفرّى الطّلع بما فيه وعن الخليل أنّه الطّلع). [فتح الباري: 8/560-561]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من أكمامها قشر الكفرّى هي الكمّ
أشار به إلى قوله تعالى: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} (فصلت: 47) وفسّر أكمامها بقوله: (قشر الكفرى) بضم الكاف وفتح الفاء وضمّها أيضا وتشديد الرّاء مقصور، وفسره بقوله: (هي الكمّ) قد ذكرنا أنه بكسر الكاف، وقال بعضهم: كاف الكمّ مضمومة ككم القميص وعليه يدل كلام أبي عبيدة وبه جزم الرّاغب، ووقع في (الكشّاف) بكسر الكاف، فإن ثبت فلعلها لغة فيه دون كم القميص. انتهى. قلت: لا اعتبار لأحد في هذا الباب مع الزّمخشريّ فإنّه فرق بين كم القميص وكم الثّمرة بالضّمّ في الأول والكسر في الثّاني، وكذلك فرق بينهما الجوهري وغيره، وفي رواية أبي ذر: قشر الكفرى الكمّ بدون لفظ: هي، وفي رواية الأصيليّ: واحدها، يعني: الكمّ واحد الأكمام، وعن أبي عبيدة: من أكمامها، أي: أوعيتها، وقال الثّعلبيّ: أكمامها أوعيتها واحدها كمة وهي كل ظرف لمال وغيره، ولذلك سمى قشر الطّلع أي الكفراة الّتي تنشق عن الثّمرة كمة، وعن ابن عبّاس: يعني الكفرى قبل أن تنشق فإذا انشقت فليست بأكمام.
ويقال للعنب إذا خرج أيضاً كافورٌ وكفرّى
هذا لم يثبت إلاّ في رواية المستملي وحده، وفي بعض النّسخ: وقال غيره ويقال ... إلى آخره، وقال الأصمعي وغيره: قالوا: وعاء كل شيء كافورة). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من أكمامها}) في قوله تعالى: {إليه يردّ علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها} [فصلت: 47] هو (قشر الكفرّى) بضم الكاف وضم الفاء وفتحها وتشديد الراء وعاء الطلع قال ابن عباس قبل أن ينشق (هي الكم) بضم الكاف. وقال الراغب: الكم ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه أكمام وهذا يدل على أنه مضموم الكاف إذ جعله مشتركًا بين كم القميص وبين كم الثمرة ولا خلاف في كم القميص أنه بالضم وضبط الزمخشري كم الثمرة بكسر الكاف فيجوز أن يكون فيه لغتان دون كم القميص جمعًا بين القولين (وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافور وكفرى) قاله الأصمعي وهذا ساقط لغير المستملي ووعاء كل شيء كافوره). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إليه يردّ علم السّاعة وما تخرج من ثمراتٍ مّن أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيدٍ}.
يقول تعالى ذكره: إلى اللّه يردّ العالمون به علم السّاعة، فإنّه لا يعلم متى قيامها غيره {وما تخرج من ثمراتٍ مّن أكمامها} يقول: وما تظهر من ثمرة شجرةٍ من أكمامها الّتي هي متغيّبةٌ فيها فتخرج منها بارزةً {وما تحمل من أنثى} يقول: وما تحمل من أنثى من حملٍ حين تحمله ولا تضع ولدها إلاّ بعلمٍ من اللّه لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من أكمامها} قال: حين تطلع.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها} قال: من طلعها، والأكمام جمع كمّةٍ، وهو كلّ ظرفٍ لماءٍ أو غيره، والعرب تدعو قشر الكفرّاة كمًّا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {من ثمراتٍ} فقرأت ذلك قرّاء المدينة: {من ثمراتٍ} على الجماع، وقرأت قرّاء الكوفة: (من ثمرةٍ) على لفظ الواحدة، وبأيّ القراءتين قرئ ذلك فهو عندنا صوابٌ؛ لتقارب معنييهما مع شهرتهما في القراءة.
وقوله: {ويوم يناديهم أين شركائي} يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي اللّه هؤلاء المشركين به في الدّنيا الأوثان والأصنام: أين شركائي الّذين كنتم تشركونهم في عبادتكم إيّاي؟ {قالوا آذنّاك} يقول: أعلمناك {ما منّا من شهيدٍ} يقول: قال هؤلاء المشركون لربّهم يومئذٍ: ما منّا من شهيدٍ يشهد أنّ لك شريكًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {آذنّاك} يقول: أعلمناك.
- حدّثني محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {آذنّاك ما منّا من شهيدٍ} قالوا: أطعناك ما منّا من شهيدٍ على أنّ لك شريكًا). [جامع البيان: 20/454-456]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وما تخرج من ثمرات من أكمامها يعني حين تطلع). [تفسير مجاهد: 572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 47 - 54.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} قال: حين تطلع). [الدر المنثور: 13/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {آذناك} أعلمناك). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من محيصٍ} [فصلت: 48] : حاص عنه أي حاد). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من محيصٍ حاص عنه حاد عنه قال أبو عبيدة في قوله مالنا من محيص يقال حاص عنه أي عدل وحاد وقال في موضعٍ آخر من محيصٍ أي من معدلٍ). [فتح الباري: 8/561]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من محيصٍ حاص عنه حاد
أشار به إلى قوله تعالى: {وظنوا ما لهم من محيص} (فصلت: 48) وفسره من فعله، وهو حاص يحيص، وفسّر حاص بقوله: حاد، ويروى: حاص عنه حاد عنه، حاصل المعنى: ما لهم من مهرب، وكلمة: ما، حرف وليست باسم فلذلك لم يعمل فيه، قوله: ظنّوا، وجعل الفعل ملغًى). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من محيص}) في قوله تعالى: {وظنوا ما لهم من محيص} [فصلت: 48] يقال (حاص عنه حاد) والأصيلي أي حاد وزاد أبو ذر عنه والمعنى أنهم أيقنوا أن لا مهرب لهم من النار). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من مّحيصٍ (48) لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مّسّه الشّرّ فيئوسٌ قنوطٌ}.
يقول تعالى ذكره: وضلّ عن هؤلاء المشركين يوم القيامة آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها في الدّنيا، فأخذتها طريقٌ غير طريقهم، فلم تنفعهم، ولم تدفع عنهم شيئًا من عذاب اللّه الّذي حلّ بهم.
وقوله: {وظنّوا ما لهم من محيص} يقول: وأيقنوا حينئذٍ ما لهم من ملجأٍ: أي ليس لهم ملجأٌ يلجأون إليه من عذاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وظنّوا ما لهم من محيص} استيقنوا أنّه ليس لهم ملجأٌ.
واختلف أهل العربيّة في المعنى الّذي من أجله أبطل عمل الظّنّ في هذا الموضع، فقال بعض أهل البصرة فعل ذلك لأنّ معنى قوله: {وظنّوا} استيقنوا قال: و{ما} هاهنا حرفٌ وليس باسمٍ، والفعل لا يعمل في مثل هذا، فلذلك جعل الفعل ملغًى وقال بعضهم: ليس يلغى الفعل وهو عاملٌ في المعنى إلاّ لعلّةٍ قال: والعلّة أنّه حكايةٌ، فإذا وقع على ما لم يعمل فيه كان حكايةً وتمنّيًا، وإذا عمل فهو على أصله). [جامع البيان: 20/456-457]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:50 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكّ منه مريب (45)}
{ولولا كلمة سبقت من ربّك} : الكلمة : وعدهم الساعة، قال عزّ وجلّ: {بل السّاعة موعدهم} ). [معاني القرآن: 4/390]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ومعنى قوله جل وعز: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} : أنهم قد أخروا إلى مدة يعلمها الله , وأنه لا يعالجهم بالهلاك.).[معاني القرآن: 6/281-282]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلّام للعبيد (46)}
{ومن أساء فعليها}: أي: على نفسه.
ويدل على أن الكلمة ههنا الساعة قوله:
{إليه يرد علم السّاعة} ). [معاني القرآن: 4/390]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما تخرج من ثمرةٍ مّن أكمامها...}.
قشر الكفرّاة كم، وقرأها أهل الحجاز:
{وما تخرج من ثمراتٍ}.
وقوله:
{قالوا آذنّاك...}: هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدونها في الدنيا, قالوا: أعلمناك ما منا من شهيد بما قالوا). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من أكمامها }:أي: أوعيتها واحدها كمّة وهو ما كانت فيه وكمٌ وكمّة واحد وجمعها أمام وأكمّة). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من أكمامها}: أوعيتها، واحدها كمة). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها}: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترة, وغلاف كل شيء: كمته. وإنما قيل: كم القميص، من هذا.
{قالوا آذنّاك}: أعلمناك, هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا, {ما منّا من شهيدٍ} : لهم بما قالوا وادعوه فينا.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد (47)}
{وما تخرج من ثمرات من أكمامها} : نحو خروج الطلع من قشره.
{ويوم يناديهم أين شركائي} : المعنى أين قولكم أن لي شركاء، واللّه - جل وعلا - واحد لا شريك له.
وقد بين ذلك في قوله: {أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد}

{آذناك}: أعلمناك ما منا من شهيد لهم.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (حين تطلع) .
وقال غيره : هي الطلعة تخرج من قشرها.
قال أبو جعفر : القول الأول أعم , أي : وما تخرج من ثمرة من غلافها الذي كانت فيه , وذلك أول ما تطلع , وغلاف كل شيء كمه , وقوله جل وعز:
{ويوم يناديهم أين شركائي} , أي: على زعمكم , {قالوا آذناك}:و هذا من قول الآلهة, أي: أعلمناك , يقال: آذنته , فأذن, أي: أعلمته فعلم , والأصل في هذا من الأذن , أي : أوقعته في أذنه ومنه:
=آذنتنا ببينها أسماء
ومنه قوله جل وعز: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن} : : اعملوا ما شئتم ثم اعتذروا منه , فإنه يعذركم , ويقبل ما تعلمونه به , ومنه الأذان , إنما هو إعلام بالصلاة , ثم قال تعالى: {ما منا من شهيد} : أي : ما منا من شهد أن لك شريكا , ثم قال جل وعز: {وظنوا ما لهم من محيص} : وظنوا , أي: وأيقنوا.). [معاني القرآن: 6/282-283]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من أكمامها}:أي: من أغطيتها, {قَالُوا آذَنَّك}: أي: أعلمناك.). [ياقوتة الصراط: 455]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّنْ أَكْمَامِهَا}: أي: من المواضع التي كانت فيه مستترة , وغلاف كل شيء: كمه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْمَامِهَا}: أوعيتها.). [العمدة في غريب القرآن: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من مّحيصٍ }: يقال: حاص عنه : حاد عنه.). [مجاز القرآن: 2/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وضلّ عنهم مّا كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ}
وقال:
{وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ} , أي: فاستيقنوا، لأن ماههنا حرف , وليس باسم , والفعل لا يعمل في مثل هذا ؛ فلذلك جعل الفعل ملغى.). [معاني القرآن: 4/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من محيص}: يقال حاص عنه أي حاد عنه).[غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيص (48)}ْ
{وظنّوا ما لهم من محيص} : أي: أيقنوا.). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّحِيصٍ}: مهرب، ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 265]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:51 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]




تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)}

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}

تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)}
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (*ظن* والظن اليقين والظن الشك، ومنه قول الشاعر وهو تيم بن مقبل العامري (الكامل):

ظنوا بهم كمسى وهم بتنوفةيتنازعون جوائـز الأمثـال

ويروى جوائب أي تجوب البلاد، يقول اليقين منهم كعسى وعسى شك، قال الله جل ثناؤه: {وظنوا ما لهم من محيص}). [كتاب الأضداد: 35]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث ابن عمر: أنه كان في غزاة بعثهم فيها
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فحاص المسلمون حيصة»، وبعضهم يقول: «فجاض المسلمون جيضة» وهذا حديث يحدثه غير واحد من الفقهاء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر.
قال الأصمعي: المعنى فيهما واحد، وإنما هو الروغان والعدول عن القصد ومنه قوله عز وجل: {ما لهم من محيص} يقول: من محيد يحيدون إليه ومنه قول أبي موسى: «إن هذه لحيصة من حيصات الفتن» كأنه أراد أنها روغة منها عدلت إلينا). [غريب الحديث: 5/292-292]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث مطرف بن عبد الله أنه خرج من الطاعون، فقيل له في ذلك، فقال: هو الموت نحايصه، ولا بد منه.
قوله: نحايصه، يقول: نروغ عنه.
يقال منه: قد حاص يحيص حيصا، ومنه قوله: {ما لهم من محيص}.
ومثله حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم في
سرية قال: «فحاص المسلمون حيصة» وبعضهم يرويه: «فجاض المسلمون جيضة» وهما في المعنى سواء). [غريب الحديث: 5/428-429]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ضرب تعالى أمر موسى مثلا للنبي عليه الصلاة والسلام ولقريش، أي: فعل أولئك كأفعال هؤلاء، حين جاءهم مثل ما جاء هؤلاء، و"الكلمة السابقة" هي حتم الله تعالى بتأخير عذابهم إلى يوم القيامة، والضمير في قوله تعالى: {لفي شك منه} يحتمل أن يعود على موسى عليه السلام أو على كتابه). [المحرر الوجيز: 7/ 491-492]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه} الآية. نصيحة بينة للعالم وتحذير وترجية وصدع بأن الله تعالى لا يجعل شيئا من عقوبات عبيده في غير موضعها، بل هو العادل المتفضل الذي يجازي كل عبد بتكسبه). [المحرر الوجيز: 7/ 492]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد * وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص * لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط * ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ}
المعنى: أن وقت علم الساعة ومجيئها يرده كل مؤمن متكلم فيه إلى الله عز وجل، وذكر تعالى الثمار وخروجها من الأكمام وحمل الإناث مثالا لجميع الأشياء; إذ كل شيء خفي، فهو في حكم هذين، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، والحسن، وطلحة، والأعمش: [من ثمرة] بالإفراد على أنه اسم جنس، وقرأ نافع، وابن عامر: [من ثمرات] بالجمع، واختلف عن عاصم، وهي قراءة أبي جعفر، وشيبة، والأعرج، والحسن - بخلاف - وفي مصحف عبد الله: "في ثمرة". و"الأكمام" جمع كم، وهو غلاف التمر قبل ظهوره.
وقوله تعالى: {ويوم يناديهم} تقديره: واذكر يوم يناديهم، والضمير في "يناديهم" ظاهره والأسبق فيه أنه يريد به الكفار عبدة الأوثان، ويحتمل أن يريد به كل من عبد من دون الله تبارك وتعالى من إنسان وغيره، وفي هذا ضعف.
وأما الضمير في قوله تعالى: {وضل عنهم} فلا احتمال لعودته، إلا على الكفار.
و[آذناك] قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: معناه: أعلمناك ما منا من يشهد ولا من شهد بأن لك شريكا.
و" ضل عنهم " أي نسوا ما كانوا يقولون في الدنيا ويدعون من الآلهة والأصنام، ويحتمل أن يريد: وضل عنهم الأصنام، أي تلفت عنهم، فلم يجدوا منها نصرا وتلاشى لهم أمرها. وقوله تعالى: {[وظنوا]} يحتمل أن يكون متصلا بما قبله ويكون الوقف عليه، ويكون قوله سبحانه: {ما لهم من محيص} استئناف، نفى أن يكون لهم منجى أو موضع روغان، تقول: حاص الرجل، إذا راغ يطلب النجاة من شيء، ومنه في الحديث: "فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب"، ويكون الظن - على هذا التأويل - على بابه، أي: ظنوا أن هذه المقالة ما منا من شهيد منجاة لهم أو أمر يموهون به. ويحتمل أن يكون الوقف في قوله تعالى: {من قبل}، ويكون [وظنوا] متصلا بقوله تعالى: {ما لهم من محيص}، أي: ظنوا ذلك، ويكون الظن - على هذا التأويل - بمعنى اليقين، وبه فسر السدي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عبارة يطلقها أهل اللسان على الظن، ولست تجد ذلك، إلا فيما علم علما قويا وتقرر في النفس ولم يتلبس به بعد، وإلا فمتى تلبس بالشيء وحصل تحت إدراك الحواس، فلست تجدهم يوقعون عليه لفظة الظن). [المحرر الوجيز: 7/ 492-493]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} أي: كذّب وأوذي، {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} [الأحقاف: 35]. {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك إلى أجلٍ مسمًّى} [الشورى: 14] بتأخير الحساب إلى يوم المعاد، {لقضي بينهم} أي: لعجّل لهم العذاب، بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلًا {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ} أي: وما كان تكذيبهم له عن بصيرةٍ منهم لما قالوا، بل كانوا شاكّين فيما قالوا، غير محقّقين لشيءٍ كانوا فيه. هكذا وجّهه ابن جريرٍ، وهو محتملٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 184-185]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلامٍ للعبيد (46) إليه يردّ علم السّاعة وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيدٍ (47) وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيصٍ (48)}
يقول تعالى: {من عمل صالحًا فلنفسه} أي: إنّما يعود نفع ذلك على نفسه، {ومن أساء فعليها} أي: إنّما يرجع وبال ذلك عليه، {وما ربّك بظلامٍ للعبيد} أي: لا يعاقب أحدًا إلّا بذنبٍ، ولا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه، وإرسال الرّسول إليه). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إليه يردّ علم السّاعة} أي: لا يعلم ذلك أحدٌ سواه، كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو سيّد البشر لجبريل وهو من سادات الملائكة -حين سأله عن السّاعة، فقال: "ما المسئول عنها بأعلم من السّائل"، وكما قال تعالى: {إلى ربّك منتهاها} [النّازعات: 44]، وقال {لا يجلّيها لوقتها إلا هو} [الأعراف: 187].
وقوله: {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} أي: الجميع بعلمه، لا يعزب عن علمه مثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء. وقد قال تعالى: {وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها} [الأنعام: 59]، وقال جلّت عظمته: {يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلّ شيءٍ عنده بمقدارٍ} [الرّعد: 8]، وقال {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطرٍ: 11].
وقوله: {ويوم يناديهم أين شركائي} أي: يوم القيامة ينادي اللّه المشركين على رءوس الخلائق: أين شركائي الّذين عبدتموهم معي؟ {قالوا آذنّاك} أي: أعلمناك، {ما منّا من شهيدٍ} أي: ليس أحدٌ منّا اليوم يشهد أنّ معك شريكًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل} أي: ذهبوا فلم ينفعوهم، {وظنّوا ما لهم من محيصٍ} أي: وظنّ المشركون يوم القيامة، وهذا بمعنى اليقين، {ما لهم من محيصٍ} أي: لا محيد لهم عن عذاب اللّه، كقوله تعالى: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا} [الكهف: 53] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة