العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشعراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين...}
كانت الشياطين قبل أن ترجم تأتي الكهنة مثل مسيلمة الكذّاب وطليحة وسجاح فيلقون إليهم بعض ما يسمعون ويكذبون. فذلك {يلقون} إلى كهنتهم {السّمع} الذي سمعوا {وأكثرهم كاذبون} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: {تنزّل على كلّ أفّاك أثيم}
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال {نزل به الرّوح الأمين}.. و{ما تنزلت به الشياطين} كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} أي كذاب بهات أثيم أي آثم بمنزلة عليم في موضع عالم).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: (تنزّل على كلّ أفّاك أثيم }
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال (نزل به الرّوح الأمين).. و (ما تنزلت به الشياطين) كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تنزل على كل أفاك أثيم}
قال مجاهد على كل أفاك على كل كذاب). [معاني القرآن: 5/107]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أفاك) أي: كذاب). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أثيم) أي: عاص). [ياقوتة الصراط: 390]

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( وقوله: {يلقون السّمع} أي يسترقونه).
[تفسير غريب القرآن: 321]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنّى
أنّي: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} أي كيف يحييها؟
وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي كيف شئتم) [تأويل مشكل القرآن: 525] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} [الشعراء: 224] تفسير مجاهدٍ وقتادة: الغاوون، الشّياطين الّذين يلقون الشّعر على الشّعراء الّذي لا يجوز في الدّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون...}

نزلت في ابن الزبعرى وأشباهه لأنهم كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وقوله: {يتّبعهم الغاوون} غواتهم الذين يرون سبّ النبي عليه السلام.
ثم استثنى شعراء المسلمين. فقال:{إلا الذين آمنوا} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعهم الغاوون}: قوم يتّبعونهم يتحفّظون سبّ النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم ويروونه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين،
لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته،
ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ولم يرد كل الشعراء.
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن: 282-281] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون}
ويجوز يتبعهم - بالتشديد والتخفيف -.
والغاوون الشياطين في التفسير، وقيل أيضا الغاوون من الناس، فإذا هجا الشاعر بما لا يجوز، هوي ذلك قوم وأحبّوه، وهم الغاوون، وكذلك إن مدح ممدوحا بما ليس فيه أحبّ ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والشعراء يتبعهم الغاوون}
قال ابن عباس الرواة
وقال الضحاك هما اثنان تهاجيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار وكان مع كل واحد منهما جماعة وهم الغواة أي السفهاء
وقال عكرمة هم الذين يتبعون الشاعر
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يتبعهم الغاوون قال الشياطين
وروى خصيف عن مجاهد قال هم الذين يتبعونهم ويروون شعرهم). [معاني القرآن: 5/107-108]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} [الشعراء: 225] يذهبون في كلّ وادٍ من أودية الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {في كلّ وادٍ يهيمون} الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يهيمون}: الهائم الذاهب المخالف للقصد). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} ؟! أي في كل واد من القول، وفي كل مذهب يهيمون: يذهبون كما يذهب الهائم على وجهه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون}
ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون } وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون}
قال مجاهد أي في كل فن يفتنون قال أبو جعفر والتقدير في اللغة في كل واد من القول يهيمون قال أبو عبيدة الهائم المخالف للقصد في كل شيء). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ}: أي في كل واد من القول يذهبون على وجوههم مثل البهائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهِيمُونَ}: يذهبون على غير قصد). [العمدة في غريب القرآن: 228]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227]). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون }

ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون}
وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227] قال قتادة: هذه ثنيا اللّه في الشّعراء وغيرهم، والشّعراء من المؤمنين الّذين استثنى اللّه: حسّان بن ثابتٍ، وعبد اللّه بن رواحة، وكعب بن مالكٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وذكروا اللّه كثيرًا} [الشعراء: 227] في غير وقتٍ، في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 2/530]
{وانتصروا من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وانتصروا بمثل ما ظلموا، نزلت في رهطٍ من الأنصار هاجوا، يعني: عن نبيّ اللّه عليه السّلام، منهم كعب بن مالكٍ، وعبد اللّه بن رواحة.
{من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] من بعد ما ظلمهم المشركون، أي: انتصروا بالكلام، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
قال: {وسيعلم الّذين ظلموا} [الشعراء: 227] قال قتادة: الّذين أشركوا من الشّعراء وغيرهم.
{أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشعراء: 227] من بين يدي اللّه إذا وقفوا بين يديه يوم القيامة، أي: أنّهم سيعلمون حينئذٍ أنّهم سينقلبون من بين يدي اللّه إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/531]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ الّذين آمنوا...}

لأنهم ردّوا عليهم: فذلك قوله: {وانتصروا من بعد ما ظلموا} وقد قرئت {يتّبعهم الغاوون} و{يتبعهم} وكل صواب). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم استثنى - عزّ وجلّ - الشعراء الذين مدحوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وردّوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}
أي لم يشغلهم الشّعر عن ذكر اللّه عز وجل ولم يجعلوه همّتهم.
إنّما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم وألسنتهم، فهجوا من يستحق الهجاء وأحق الخلق بالهجاء من كذّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه،
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
عبد اللّه بن رواحة الأنصاري وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت الأنصاري.
وقوله: {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلّدون فيها.
و " أيّ " منصوبة بقوله (ينقلبون) لا بقوله (وسيعلم) لأن " أيّا " وسائر الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها). [معاني القرآن: 4/105]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}
قال عبد الله بن عباس يعني عبد الله بن رواحة وحسانا
وفي غير هذا الحديث لما نزلت هذه الآية قال عبد الله قد علم الله جل وعز أنا نقول الشعر وأنزل هذا، فأنزل الله عز وجل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} أي ناضلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين من هجاهم
ثم قال جل وعز: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
روي في الحديث أنه يراد به من بين يدي الله جل وعز إلى النار). [معاني القرآن: 5/110-109]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:15 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) }

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) }

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) }

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقول الشعر، إذا لم يكن فيه حكمة ولا ذكر لله: فهو زور؛ والنبط يسمون الشاعر: مؤلف زور؛ قال الشاعر:
وإنما الشاعر مجنون كلب = أكثر ما يأتي على فيه الكذب
والله عز وجل يقول: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون} ). [تعبير الرؤيا: 209]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنشد الفرزدق سليمان بن عبد الملك:

ثلاثٌ واثنتان فهن خمسٌ = وسادسةٌ تميل إلى شمام
فبتن بجانبي مصرعاتٍ = وبت أفض أغلاق الختام
كأن مفالق الرمان فيه = وجمر غضًا قعدن عليه حامي
فقال له سليمان: ويحك يا فرزدق، أحللت بنفسك العقوبة، أقررت عندي بالزنا وأنا إمامٌ ولا بد لي من أحدك. فقال الفرزدق: بأي شيء أوجبت على ذلك؟ قال: بكتاب اللّه. قال: فإن كتاب الله هو الذي يدرأ عني الحد. قال: وأين؟ قال: في قوله: {والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون} فأنا قلت يا أمير المؤمنين ما لم أفعل.
لبعض الشعراء في ذلك المعنى وقول الشاعر:

وإنما الشاعر مجنونٌ كلب = أكثر ما يأتي على فيه الكذب
وقال الشاعر:

حسب الكذوب من البلـ = ـية بعض ما يحكى عليه
مهما سمعت بكذبةٍ = من غيره نسبت إليه
وقال بشار:
ورضيت من طول العناء بيأسه = واليأس أيسر من عدات الكاذب
من أقوال العرب في الكذب والعرب تقول: أكذب من سالئةٍ وهي تكذب مخافة العين على سمنها. وأكذب من مجرب لأنه يخاف أن يطلب من هنائه.
وأكذب من يلمعٍ وهو السراب.
لابن سيرين منصور ابن سلمة الخزاعي قال: حدّثنا شبيب بن شيبة أبو معمر الخطيب قال: سمعت ابن سيرين يقول: الكلام أوسع من أن يكذب ظريفٌ.
وقال في قول اللّه عز وجل: {لا تؤاخذني بما نسيت} لم ينس ولكنهما من معاريض الكلام.
وقال القيني: أصدق في صغار ما يضرني لأصدق في كبار ما ينفعني.
وكان يقول: أنا رجل لا أبالي ما استقبلت به الأحرار). [عيون الأخبار: 4/27-28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنشد الفرزدق لسليمان بن عبد الملك القصيدة التي تقول فيها:

ثلاثٌ واثنتان فهنّ خمسٌ = وسادسة تميل إلى شمام
فبتن بجانبي مصرعات = وبتّ أفضّ أغلاق الختام
كأن مفالق الرّمان فيها = وجمر غضّى قعدن عليه حامي
فقال سليمان: أحللت نفسك يا فرزدق: أقررت عندي بالزنا وأنا إمامٌ، ولا بدّ لي من إقامة الحدّ عليك فقال: بم أوجبت ذلك عليّ يا أمير المؤمنين، فقال: بكتاب اللّه قال: فإن كتاب اللّه يدرأ عنيّ، قال اللّه جلّ ثناؤه: {والشعراء يتبّعهم الغاوون * ألم تر أنهّم في كلّ وادٍ يهيمون * وأنهّم يقولون ما لا يفعلون} فإنا قلت ما لم أفعل). [عيون الأخبار: 10/107]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (روي أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه لمّا حضرته الوفاة كتب عهدًا فيه: " بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الّله عند آخر عهده بالدنيا وأوّل عهده بالآخرة، في الحال التي يؤمن فيهم الكافر ويتّقي فيهم الفاجر: إني استعملت عمر بن الخطاب فإن برّ وعدل فذلك علمي به، وإن جار وبدّل فلا علم لي بالغيب، والخير أردت، ولكل امرئ ما اكتسب {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون} ). [عيون الأخبار: 1/14-15]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): ( {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].
نصب" أي" بقوله: " ينقلبون"، ولا يكون نصبها ب" سيعلم" لأن حروف الاستفهام إذا كانت أسماء امتنعت مما قبلها كما يمتنع ما بعد الألف من أن يعمل فيه ما قبله، وذلك قولك: "علمت زيدًا منطلقًا" فإن أدخلت الألف قلت: "علمت أزيد منطلق أم لا" فأي بمنزلة زيد الواقع بعد الألف، ألا ترى أن معناها: أذا أم ذا. وقال الله عز وجل: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} لأن معناها: أهذا أم هذا? وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} على ما فسرت لك، وتقول: أعلم أيهم ضرب زيدًا، وأعلم أيهم ضرب زيد، تنصب أيا ب" ضرب" لأن" زيداٌ" فاعل، فإنما هذا لما بعده، وكذلك ما أضيف إلى اسم من هذه الأسماء المستفهم بها، نحو: قد علمت غلام أيهم في الدار، وقد عرفت غلام من في الدار، وقد علمت غلام من ضربت، فتنصبه بـ"ضربت" فعلى هذا مجرى الباب). [الكامل: 1/17-18]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة