العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:26 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الطول

- أدلة هذا الاسم:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} [غافر: 3]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز جل: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب...}
جعلها كالنعت للمعرفة , وهي نكرة؛ ألا ترى أنك تقول: مررت برجل شديد القلب، إلاّ أنه وقع معها قوله:
{ذي الطول}، وهو معرفة فأجرين مجراه. وقد يكون خفضها على التكرير فيكون المعرفة والنكرة سواء. ومثله قوله: {وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعّالٌ لما يريد} فهذا على التكرير؛ لأن فعّال نكرة محضة، ومثله قوله: {رفيع الدرجات ذو العرش}، فرفيع نكرة، وأجرى على الاستئناف، أو على تفسير المسألة الأولى).[معاني القرآن: 3/5]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({غافر الذّنب وقابل التّوب}: مجازها أن يكون مصدراً وجماعاً.
{ذي الطول}: ذي التفضل , تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه, أي: ذو فضل عليهم.). [مجاز القرآن: 2/194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال:
{حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول}: فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} ,فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب}: هو جماعة التوبة ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم)
[معاني القرآن: 4/1] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذي الطول}: التفضل).[غريب القرآن وتفسيره: 327]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الطّول} [غافر: 3] التّفضّل). [صحيح البخاري: 6/127]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الطّول التّفضّل هو قول أبي عبيدة وزاد تقول العرب للرّجل إنّه لذو طولٍ على قومه أي ذو فضلٍ عليهم وروى بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ذي الطّول قال ذي السّعة والغنى ومن طريق عكرمة قال ذي المنن ومن طريق قتادة قال ذي النّعماء). [فتح الباري: 8/555]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الطّول التّفضّل
أشار به إلى قوله تعالى: {شديد العقاب ذي الطول} (غافر: 3) وفسره بالتفضل، وكذا فسره أبو عبيدة، وزاد: تقول العرب للرجل إنّه لذو طول على قومه أي: ذو فضل عليهم، وروى ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس. في قوله: (ذي الطول، قال: ذي السعة والغنى، ومن طريق عكرمة: ذي المنن، ومن طريق قتادة، قال: ذي النعماء).
[عمدة القاري: 19/148]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الطول}) في قوله تعالى: {شديد العقاب ذي الطول} [غافر: 3] هو (التفضل). وقال قتادة النعم وأصله الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه). [إرشاد الساري: 7/324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الطّول}: التفضل, يقال: طل علي برحمتك، أي: تفضل). [تفسير غريب القرآن: 385]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وفي قوله: {غافر الذّنب} وجهان؛ أحدهما: أن يكون بمعنى يغفر ذنوب العباد، وإذا أريد هذا المعنى، كان خفض {غافر} و{قابل} من وجهين؛ أحدهما من نيّة تكرير من، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم، من غافر الذّنب، وقابل التّوب، لأنّ {غافر الذّنب} نكرةٌ، وليس بالأفصح أن يكون نعتًا للمعرفة، وهو نكرةٌ.
والآخر أن يكون أجرى في إعرابه، وهو نكرةٌ على إعراب الأوّل كالنّعت له، لوقوعه بينه وبين قوله: {ذي الطّول} وهو معرفةٌ. وقد يجوز أن يكون أتبع إعرابه وهو نكرةٌ إعراب الأوّل، إذ كان مدحًا، وكان المدح يتبع إعرابه ما قبله أحيانًا، ويعدل به عن إعراب الأوّل أحيانًا بالنّصب والرّفع كما قال الشّاعر:
لا يبعدن قومي الّذين هم = سمّ العداة وآفة الجزر
النّازلين بكلّ معتركٍ = والطّيّبين معاقد الأزر
وكما قال جلّ ثناؤه: {وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد. فعّالٌ لما يريد} فرفع فعّالٌ وهو نكرةٌ محضةٌ، وأتبع إعراب الغفور الودود؛ والآخر: أن يكون معناه: أنّ ذلك من صفته تعالى، إذ كان لم يزل لذنوب العباد غفورًا من قبل نزول هذه الآية وفي حال نزولها، ومن بعد ذلك، فيكون عند ذلك معرفةً صحيحةً ونعتًا على الصّحّة وقال: {غافر الذّنب} ولم يقل الذّنوب، لأنّه أريد به الفعل.
وأمّا قوله: {وقابل التّوب} فإنّ التّوب قد يكون جمع توبةٍ، كما يجمع الدّومة دومًا والعومة عومًا من عومة السّفينة، كما قال الشّاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم
وقد يكون مصدر تاب يتوب توبًا.
- وقد حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجلٌ إلى عمر، فقال: إنّي قتلت، فهل لي من توبةٍ؟ قال نعم اعمل ولا تيأس، ثمّ قرأ: {حم. تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم. غافر الذّنب وقابل التّوب}.
وقوله: {شديد العقاب} يقول تعالى ذكره: شديدٌ عقابه لمن عاقبه من أهل العصيان له، فلا تتّكلوا على سعة رحمته، ولكن كونوا منه على حذرٍ، باجتناب معاصيه، وأداء فرائضه، فإنّه كما أنّ لا يؤيس أهل الإجرام والآثام من عفوه وقبول توبة من تاب منهم من جرمه، كذلك لا يؤمّنهم من عقابه وانتقامه منهم، بما استحلّوا من محارمه، وركبوا من معاصيه.
وقوله: {ذي الطّول} يقول: ذي الفضل والنّعم المبسوطة على من شاء من خلقه؛ يقال منه: إنّ فلانًا لذو طولٍ على أصحابه، إذا كان ذا فضلٍ عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذي الطّول} يقول: ذي السّعة والغنى.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ذي الطّول} الغنى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ذي الطّول} أي ذي النّعم.
وقال بعضهم: الطّول: القدرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {ذي الطّول} قال: الطّول: القدرة، ذاك الطّول.
وقوله: {لا إله إلاّ هو إليه المصير} يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلاّ اللّه العزيز العليم، الّذي صفته ما وصف جلّ ثناؤه، فلا تعبدوا شيئًا سواه {إليه المصير} يقول تعالى ذكره: إلى اللّه مصيركم ومرجعكم أيّها النّاس، فإيّاه فاعبدوا، فإنّه لا ينفعكم شيءٌ عبدتموه عند ذلك سواه).
[جامع البيان: 20/276-279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير (3)}: على صفات اللّه، فأما خفض {شديد العقاب} فعلى البدل لأنه مما يوصف به النكرة.
وقوله:
{ذي الطّول} : معناه : ذي الغنى, والفضل , والقدرة.
تقول: لفلان على فلان طول ؛ إذا كان له عليه فضل.).
[معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {غافر الذنب وقابل التوب}
ويجوز أن يكون التوب : جمع توبة , كما قال:-
=فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة , ثم قال جل وعز:
{شديد العقاب ذي الطول}
روى ابن أبي نجيح : ذي الطول , قال: ذي الغنى .
وروى سعيد , عن قتادة قال : ذي النعمة .
قال أبو جعفر : الطول في اللغة الفضل والاقتدار , يقال: لفلان على فلان طول, واللهم طل علينا برحمتك
وروى علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ذي الطول , قال: ذي السعة والغنى.).
[معاني القرآن: 6/202-203]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{قابل التوب} : جمع: توبة، والتوب مصدر: تاب, {ذي الطول}:أي: الغنى والفضل.). [ياقوتة الصراط: 449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذي الطول قال ذي إنعام). [تفسير مجاهد: 563-564]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: التفضل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: الفضل). [العمدة في غريب القرآن: 263]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {غافر الذّنب} [غافر: 3].
- عن عبد اللّه بن عمر في قول اللّه - عزّ وجلّ - {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير} [غافر: 3] قال: (غافر الذّنب) لمن يقول لا إله إلّا اللّه (وقابل التّوب) لمن يقول: لا إله إلّا اللّه (شديد العقاب) لمن لا يقول: لا إله إلّا اللّه (ذي الطّول) ذي الغنى (لا إله إلّا هو) كانت كفّار قريشٍ لا يوحّدونه فوحّد نفسه (إليه المصير) مصير من يقول لا إله إلّا اللّه فيدخله الجنّة، ومصير من لا يقول لا إله إلّا اللّه فيدخله النّار.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ وهو ضعيفٌ).
[مجمع الزوائد: 7/101-102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصم رضي الله عنه أن رجلا كان ذا بأس وكان من أهل الشام وأن عمر فقده فسأل عنه فقيل له: في الشراب فدعا عمر رضي الله عنه كاتبه فقال له: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير} ثم دعا وأمن من عنده فدعوا له أن يقبل الله عليه بقلبه وأن يتوب الله عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول {غافر الذنب} قد وعدني أن يغفر لي {وقابل التوب شديد العقاب} قد حذرني الله عقابه {ذي الطول} الكثير الخير {إليه المصير} فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر رضي الله عنه أمره قال: هكذا فافعلوا إذا رأيتم حالكم في زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه). [الدر المنثور: 13/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذي الطول} السعة والغنى). [الدر المنثور: 13/12-13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي الغنى). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي النعم). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي المن). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {غافر الذنب وقابل التوب} قال {غافر الذنب} لمن يقول لا إله إلا الله {وقابل التوب} لمن يقول لا إله إلا الله {شديد العقاب} لمن لا يقول لا إله إلا الله {ذي الطول} ذي الغنى {لا إله إلا هو} كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه {إليه المصير} مصير من يقول لا إله إلا هو فيدخله الجنة ومصير من لا يقول لا إله إلا هو فيدخله النار). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ثابت البناني رضي الله عنه قال: كنت مع مصعب بن الزبير رضي الله عنه في سواد الكوفة فدخلت حائطا أصلي ركعتين فافتتحت {حم} المؤمن حتى بلغت {لا إله إلا هو إليه المصير} فإذا خلفي رجل على بغلة شهباء عليه مقطنات يمنية فقال: إذا قلت {وقابل التوب} فقل: يا قابل التوب اقبل توبتي وإذا قلت {شديد العقاب} فقل: يا شديد العقاب لا تعاقبني ولفظ ابن أبي شيبة اعف عني وإذ قلت {ذي الطول} فقل: يا ذا الطول طل علي بخير قال: فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت: مر بكم رجل عليه مقطنات يمينة قالوا: ما رأينا أحدا، كانوا يقولون أنه إلياس). [الدر المنثور: 13/13-14]


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ)
: (ذو الطول

الطول: الفضل، يقال: «طال فلان علينا طولاً»: إذا أفضل عليهم، والطول: خلاف العرض. ويقال: «لا أكلمك طوال الدهر» أي: أبدًا. وينشد:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل = وإن بليت وإن طالبت بك الطيل
والطول: الحبل. فأما قوله:
تعرض المهرة في الطول
فإنما شدده للقافية). [اشتقاق أسماء الله: 193-194]
قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو الطول [وذو الفضل]: معناه أهل الطول والفضل. وذو: حرف النسبة. كقوله تعالى: {ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27] ).[شأن الدعاء: 104-105] (م)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:39 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو المعارج


- أدلة هذا الاسم:
{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)} [المعارج: 3]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ذي المعارج...}.من صفة الله عز وجل؛ لأن الملائكة تعرج إلى الله عز وجل، فوصف نفسه بذلك). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ من اللّه ذي المعارج} يريد: معارج الملائكة.وأصل «المعارج»: الدّرج، وهو من «عرج»: إذا صعد).[تفسير غريب القرآن: 485]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذي المعارج}. يعني: ذا العلوّ والدّرجات والفواضل والنّعم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ذي المعارج}. يقول: العلوّ والفواضل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من اللّه ذي المعارج}: ذي الفواضل والنّعم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من اللّه ذي المعارج}. قال: معارج السّماء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذي المعارج}. قال: اللّه ذو المعارج.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ذي المعارج}. قال: ذي الدّرجات).
[جامع البيان: 23 / 250-251]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من اللّه ذي المعارج (3)} قيل معارج الملائكة،. وقيل ذي الفواصل). [معاني القرآن: 5/219]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج} [المعارج: 2] ذي الدّرجات {سأل سائلٌ} [المعارج: 1] قال: هو النّضر بن الحارث بن كلدة قال: «اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارةً من السّماء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَعَارِج} يريد معارج الملائكة، وأصله الدَرَج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والمعارج في اللغة الدرج في الأجرام، وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة، قاله قتادة وابن عباس. وقال ابن عباس: المعارج السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء. وقال الحسن: هي المراقي إلى السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 401]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من اللّه ذي المعارج} قال الثّوريّ، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ذي المعارج} قال: ذو الدّرجات.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ذي المعارج} يعني: العلوّ والفواضل.
وقال مجاهدٌ: {ذي المعارج} معارج السّماء. وقال قتادة: ذي الفواضل والنّعم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي العلو والفواضل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله: {ذي المعارج} قال: معارج السماء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي الفضائل والنعم.
وأخرج أحمد، وابن خزيمة عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يقول: لبيك ذي المعارج فقال: إنه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك).
[الدر المنثور: 14 / 686]



قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو المعارج: المعارج: الدرج، واحدها معرج، وهو المصعد. يقال: عرج يعرج عروجا بمعنى: صعد. ومنه قوله سبحانه: (يدبر [الأمر] من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون [السجدة: 5]. وهو الذي يصعد إليه بأعمال العباد، وإليه يصعد بأرواح المؤمنين.
[39] على ما جاء في الحديث. من عروج الأرواح في المعارج، وهي الطرائق التي [يصعد بالدرج فيها] ).[شأن الدعاء: 104]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:46 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو القوة (القوى)

أدلة هذا الاسم:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى).
[معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين (58) فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه هو الرّزّاق خلقه، المتكفّل بأقواتهم، ذو القوّة المتين.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {المتين} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار خلا يحيى بن وثّابٍ والأعمش: {ذو القوّة المتين} رفعًا، بمعنى: ذو القوّة الشّديد، فجعلوا (المتين) من نعت (ذي)، ووجّهوه إلى وصف اللّه به.
وقرأه يحيى والأعمش (المتين) خفضًا، فجعلاه من نعت القوّة، وإنّما استجاز خفض ذلك من قرأه بالخفض، ويصيّره من نعت القوّة، والقوّة مؤنّثةٌ، والمتين في لفظ مذكّرٍ، لأنّه ذهب بالقوّة إلى القوّة من قوي الحبل والشّيء المفتول المبرم الفتل، فكأنّه قال على هذا المذهب: ذو الحبل القويّ وذكر الفرّاء أنّ بعض العرب أنشده:
لكلّ دهرٍ قد لبست أثؤبا من ريطةٍ واليمنة المعصّبا.
فجعل المعصّب نعت اليمنة، وهي مؤنّثةٌ في اللّفظ، لأنّ اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثّياب، فذهب بها إليه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا {ذو القوّة المتين} رفعًا على أنّه من صفة اللّه جلّ ثناؤه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّه لو كان من نعت القوّة لكان التّأنيث به أولى، وإن كان للتّذكير وجهٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذو القوّة المتين} يقول: الشّديد).
[جامع البيان: 21/555-557]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد).
[معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا أبو يعلى حدثنا روح بن عبد المؤمن المقري حدثنا عليّ بن نصر حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد اللّه قال أقرأني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/436-437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يذكر البخاريّ في هذه السّورة حديثًا مرفوعًا ويدخل فيها على شرطه حديثٌ أخرجه أحمد والتّرمذي والنّسائيّ من طريق أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (أنّي أنا الرّزّاق ذو القوّة المتين) قال التّرمذي حسنٌ صحيح وصححه بن حبان). [فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولم يذكر المؤلّف حديثًا مرفوعًا هنا، والظاهر أنه لم يجده على شرطه. نعم قال في الفتح: يدخل حديث ابن مسعود أقرأني رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- (إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين) أخرجه أحمد والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي، وابن الأنباري في المصاحف، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}). [الدر المنثور: 13/675-676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {المتين} يقول: الشديد، قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبا} الآية). [الدر المنثور: 13/676]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ)
: (ذو القوى

قد مضى شرح ذلك في ذكر القوي). [اشتقاق أسماء الله: 194]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الانتقام


- أدلة هذا الاسم:
{مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (4)} [آل عمران: 4]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ، واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يعني بذلك جلّ ثناؤه أنّ الّذين جحدوا أعلام اللّه وأدلّته على توحيده وألوهته وأنّ عيسى عبدٌ له واتّخذوا المسيح إلهًا وربًّا، أو ادّعوه للّه ولدًا،
{لهم عذابٌ} من اللّه {شديدٌ} يوم القيامة،
والّذين كفروا هم الّذين جحدوا آيات اللّه، وآيات اللّه أعلام اللّه وأدلّته وحججه.
وهذا القول من اللّه عزّ وجلّ، ينبئ عن معنى قوله:
{وأنزل الفرقان} أنّه معنيّ به الفصل الّذي هو حجّةٌ لأهل الحقّ على أهل الباطل؛ لأنّه عقّب ذلك بقوله: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه} يعني أنّ الّذين جحدوا ذلك الفصل والفرقان الّذي أنزله فرقًا بين المحقّ والمبطل، {لهم عذابٌ شديدٌ} وعيدٌ من اللّه لمن عاند الحقّ بعد وضوحه له، وخالف سبيل الهدى بعد قيام الحجّة عليه، ثمّ أخبرهم أنّه عزيزٌ في سلطانه لا يمنعه مانعٌ ممّن أراد عذابه منهم، ولا يحول بينه وبينه حائلٌ، ولا يستطيع أن يعانده فيه أحدٌ، وأنّه ذو انتقامٍ ممّن جحد حججه وأدلّته، بعد ثبوتها عليها، وبعد وضوحها له ومعرفته بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها، ومعرفته بما جاء منه فيها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}). [جامع البيان: 5/184-185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى {من قبل هدى للنّاس} أي: من قبل القرآن.
ومعنى {وأنزل الفرقان} أي: ما فرق به بين الحق والباطل , وروي عن بعض المفسرين: أن كل كتاب للّه فرقان.
ومعنى{واللّه عزيز ذو انتقام} أي : قد ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه.
ومعنى{ذو انتقام} أي: ذو انتقام ممن كفر به، لأن ذكر الكافرين ههنا جرى). [معاني القرآن: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {من قبل هدًى للنّاس وأنزل الفرقان إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ (4)}
.....
قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ عزيزٌ ذو بطشٍ
- وبه عن ابن إسحاق قوله: ذو انتقامٍ ممّن أراد.
- حدّثنا محمّد بن نحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 2/588-589]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {وأنزل الفرقان} أي: الفارق بين الحق والباطل.
كما قال بعض المفسرين: كل كتاب له فرقان.
{والله عزيز} أي: ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه
{ذو انتقام} أي: ممن كفر به). [معاني القرآن: 1/343]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم توعد تعالى الكفار عموما بالعذاب الشديد، وذلك يعم عذاب الدنيا بالسيف والغلبة، وعذاب الآخرة بالنار، والإشارة بهذا الوعيد إلى نصارى نجران، وقال النقاش: «إلى اليهود، كعب بن الأشرف، وكعب بن أسد، وبني أخطب وغيرهم»، وعزيزٌ، معناه غالب، وقد ذل له كل شيء، والنقمة والانتقام، معاقبة المذنب بمبالغة في ذلك).[المحرر الوجيز: 2/ 154]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه عزيزٌ} أي: منيع الجناب عظيم السّلطان {ذو انتقامٍ} أي: ممّن كذّب بآياته وخالف رسله الكرام، وأنبياءه العظام). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {وأنزل الفرقان} أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره، وفي قوله {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام} أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها، وفي قوله {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى، إذ جعلوه ربا والها وعندهم من علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} قد كان عيسى ممن صور في الأرحام لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بني آدم فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل). [الدر المنثور: 3/444-445]

{يَا أَيُّهَا الَّذينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (95)} [المائدة: 95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ذو انتقام) (95): ذو اجتراء). [مجاز القرآن: 1/177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يقول عزّ وجلّ: واللّه منيعٌ في سلطانه، لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ، لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وأمّا قوله: {ذو انتقامٍ} فإنّه يعني به: معاقبته لمن عصاه على معصيته إيّاه).
[جامع البيان: 8/722]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واللّه عزيزٌ
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية واللّه عزيزٌ يقول: عزيزٌ في نقمته إذا انتقم.
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ قال: عزيزٌ ذو بطشٍ.
قوله تعالى: ذو انتقامٍ
- وبه عن ابن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقام قال: ذوا انتقامٍ ممّن آذاه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاءه منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 4/1210]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ تنبيه على صفتين تقتضي خوف من له بصيرة، ومن خاف ازدجر، ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل). [المحرر الوجيز: 3/262]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال ابن جريرٍ في قوله: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يقول عزّ ذكره: واللّه منيعٌ في سلطانه لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ؛ لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وقوله: {ذو انتقامٍ} يعني: أنّه ذو معاقبةٍ لمن عصاه على معصيته إياه).
[تفسير القرآن العظيم: 3/190-196]

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (47)} [إبراهيم: 47]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله، إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}.
...
قوله: {إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يعني بقوله: {إنّ اللّه عزيزٌ}: لا يمانع منه شيءٌ أراد عقوبته، قادرٌ على كلّ من طلبه، لا يفوته بالهرب منه {ذو انتقامٍ} ممّن كفر برسله وكذّبهم، وجحد نبوّتهم، وأشرك به واتّخذ معه إلهًا غيره).
[جامع البيان: 13/726-727]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الله عزيز ذو انتقام} قال: عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره). [الدر المنثور: 8/574]

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذي انْتِقَامٍ (37)} [الزمر: 37]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أليس اللّه بعزيزٍ ذي انتقامٍ} يقول جلّ ثناؤه: أليس اللّه يا محمّد بعزيزٍ في انتقامه من كفرة خلقه، ذي انتقامٍ من أعدائه الجاحدين وحدانيّته). [جامع البيان: 20/211]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة