العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > أحكام المصاحف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 09:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

هبة المصحف | غير مصنف
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (مر في مسألة إهداء المصحف من هذا البحث الكلام على هبة المصحف والكتب المتضمنة لذكر الله عزوجل مما هو معدود في الكتب السماوية ككتاب دانيال الذي تم العثور عليه في بلدة "السوس" إبان فتح المسلمين لإقليم "تستر" بقيادة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقصة ذلك مخرجة في غير موضع من المصنفات المعتنية بذكر الآثار من هذا القبيل كمصنفي "عبد الرزاق" و "ابن أبي شيبة" وكتاب "المصاحف" لابن أبي داود بالإضافة إلى كتب ذوي العناية بذكر أخبار فتوح البلدان كالبلاذري وابن أعثم وغيرهما، وقد مضى أيضا في المسألة المشار إليها آنفا من هذا البحث النقل عن الفقهاء في هذا الصدد مما أغنى عن إعادته هنا.
[745]


رد مع اقتباس
  #102  
قديم 2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 09:09 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

هجر المصحف | غير مصنف
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (يطلق هجر المصحف ويراد به معنيان أحدهما: هجره بمعنى ترك العمل بما فيه.
ثانيهما: هجره بمعنى تعطيله وترك النظر فيه والغفلة عن تعهده أو القراءة منه.
فالمعنى الأول لا إشكال في حرمته ولا خلاف في عظم ذنب فاعله حتى صرح بعض أهل العلم بكفره متى كان صنيعه هذا زهدا في القرآن ورغبة عنه.
وأما هجر المصحف بمعنى ترك النظر فيه وتعطيله عن التلاوة منه انشغالا عنه بغيره، فهذا هو الذي قد اختلف أهل العلم في تأثيم فاعله واعتبار صنيعه هذا معصية تتعين التوبة منها ويلزمه الرجوع عنها وقد مر في مسألتي تعهد المصاحف والنظر فيها بيان فضل ذلك والآثار الواردة في الحث عليه واعتباره بابا من أبواب القرب وضربا من ضروب العبادة، كما مر في مسألة تعليق المصحف الكلام على أثر القصد من التعليق وحكم إمساك المصحف لمجرد التبرك به أو التحصن به من العين أو الجان مثلا وكون ذلك بدعة في الدين استعمالا للقرآن في غير ما أنزل له.
الآثار الواردة في الترهيب من هجر المصحف:
ذكر بعض أهل العلم في شأن الترهيب من هجر المصحف جملة من الآثار المرفوعة والموقوفة، بيد أن في صحة المرفوع منها نظرا ظاهرا.
أ‌- فقد أخرج الثعلبي والقرطبي والبيضاوي والألوسي في تفاسيرهم لقوله
[746]
تعالى (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : [من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول يارب العلمين إن عبدك هذا اتخذني مهجورا فاقض بيني وبينه].
ب- وأخرج الديلمي في الفردوس من طريق ابن لال والسيوطي وضعفه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [الغرباء في الدنيا أربعة قرآن في جوف ظالم ومسجد في نادي قوم لا يصلون فيه ومصحف في بيت لا يقرأ فيه ورجل صالح مع قوم سوء].
ج- وأخرج الدارمي في سننه وابن أبي داود وعنه الحافظ في الفتح وقال
[747]
بإسناد صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: [اقرؤوا القرآن، ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعاء للقرآن].
د- وذكر ابن عبد البر في بيان العلم بسنده عن الضحاك قال [يأتي على الناس زمان يكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف لا ينظر فيه].
ه- والوعيد الوارد في حق من نسي القرآن أو شيئا منه بعد حفظه له قال الرحيباني الحنبلي في المطالب: [قال أبو يوسف يعقوب صاحب الإمام أبي حنيفة معنى حديث نسيان القرآن: "المراد بالنسيان أن لا يمكنه القراءة في المصحف" وهو من أحسن ما قيل في ذلك] وقال أبو الفرج ابن الجوزي [وينبغي لمن كان عنده مصحف أن يقرأ فيه كل يوم آيات يسيرة لئلا يكون مهجورا] وذكر القرطبي في تفسيره والتذكار له أيضا في فائدة النظر في المصحف "أنه يقضي حق المصحف، لأن المصحف لم يتخذ ليهمل". وقال في تفسيره أيضا [ومن حرمته أن يفتتحه كلما ختمه حتى لا يكون كهيئة المهجور].
[748]
وقال ابن كثير في فضائل القرآن بعد أن ذكر جملة من الآثار الدالة على حرص الصحابة على النظر يوميا في المصحف وقد مضى طرف منها في مسألة فضل النظر في المصحف قال: [فهذه الآثار تدل على أن هذا الأمر مطلوب لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه، قد يقع لبعض الحفاظ نسيان فيستذكر منه، أو تحريف لكلمة أو آية أو تقديم أو تأخير فالاستثبات أولى والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال].
الحث على تعاهد المصاحف:-
أخرج الإمام مسلم في صحيحه أثرا عن ابن مسعود في هذا المعنى حيث قال: [حدثنا ابن نمير حدثنا أبي وأبو معاوية ح وحدثنا يحي بن يحي واللفظ له قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله [تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم في عقله].
إمساك المصحف من غير قراءة فيه:-
صرح غير واحد من فقهاء الحنفية بنفي البأس عمن أمسك مصحفا رجاء البركة وإن كان لا يقرأ فيه، فقد قال قاضي خان في فتاويه: [رجل أمسك المصحف في بيته ولا يقرأ، إن نوى الخير والبركة لا يأثم ويرجى له الثواب] وتابعه ابن نجيم في أشباهه وقال الحموي في شرح الأشباه [هل يتأتى هذا في كتب العلم إذا أمسكها لم أره. أقول فالذي يظهر لي أنها ليست كالمصحف لأن المصحف من شأنه أن يتبرك به وإن لم يقرأ فيه بخلاف كتب العلم فإنه ليس من شأنها أن يتبرك بها دون قراءتها
[749]
وعلى هذا فيحرم حبسها خصوصا إذا كانت وقفا] ولم يظهر لي وجه مشروعية حبس المصحف لمجرد قصد التبرك، بل إن الآثار المتقدمة تقضي عدم مشروعية ذلك فضلا عن كونه استعمالا للقرآن في غير ما أنزل له وكونه بدعة في الدين، وقد ذكر الألوسي في تفسيره تصريح ابن الفرس بكراهة هجر المصحف بمعنى إمساكه مع ترك القراءة فيه ثم ذكر الألوسي اختلاف المفسرين في معنى الهجر المذكور في الآبة وهل المراد به هجره بمعنى عدم الإيمان به وتركه تكذيبا بناء على أن الهجر بفتح الهاء بمعنى الترك والإعراض أو أن الهجر معنى الهذيان فيه واللغو من الهجر بضم الهاء أو أن المراد بالهجر تعطيل المصحف وعدم النظر فيه وتعاهده.
قال الألوسي إثر ذكره لذلك كله [والحق أنه متى كان هذا مخلا باحترام القرآن كره، بل حرم وإلا فلا].
[750]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة