العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة لقمان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة لقمان [ من الآية (8) إلى الآية (11) ]

تفسير سورة لقمان
[ من الآية (8) إلى الآية (11) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 01:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم (8) خالدين فيها وعد اللّه حقًّا وهو العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ الّذين آمنوا} باللّه فوحّدوه، وصدّقوا رسوله واتّبعوه {وعملوا الصّالحات} يقول: فأطاعوا اللّه، فعملوا بما أمرهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {لهم جنّات النّعيم} يقول: لهؤلاء بساتين النّعيم). [جامع البيان: 18/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم.
أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينا رضي الله عنه قال: {جنات النعيم} بين جنات الفردوس وبين جنات عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة، قيل: ومن يسكنها قال: الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين انثنت أصلابهم في خشيتي). [الدر المنثور: 11/622-623]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها إلى غير نهايةٍ {وعد اللّه حقًّا} يقول: وعدهم اللّه وعدًا حقًّا، لا شكّ فيه ولا خلف له {وهو العزيز} يقول: وهو الشّديد في انتقامه من أهل الشّرك به، والصّادّين عن سبيله، {الحكيم} في تدبير خلقه). [جامع البيان: 18/542]

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ}.
يقول تعالى ذكره: ومن حكمته أنّه {خلق السّموات} السّبع {بغير عمدٍ ترونها} وقد ذكرت فيما مضى اختلاف أهل التّأويل في معنى قوله {بغير عمدٍ ترونها} وبيّنا الصّواب من القول في ذلك عندنا.
- وقد حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {بغير عمدٍ ترونها} قال: لعلّها بعمدٍ لا ترونها.
- وقال: حدّثنا العلاء بن عبد الجبّار، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، قال: إنّها بعمدٍ لا ترونها.
- قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لعلّها بعمدٍ لا ترونها.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّدٌ، عن سماكٍ، عن عكرمة، في هذا الحرف {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} قال: ترونها بغير عمدٍ، وهي بعمدٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} قال: قال الحسن وقتادة: إنّها بغير عمدٍ ترونها، ليس لها عمدٌ.
وقال ابن عبّاسٍ {بغير عمدٍ ترونها} قال: لها عمدٌ لا ترونها.
وقوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} يقول: وجعل على ظهر الأرض رواسي، وهي ثوابت الجبال {أن تميد بكم} أن لا تميد بكم. يقول: أن لا تضطرب بكم، ولا تتحرّك يمنةً ولا يسرةً، ولكن تستقرّ بكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وألقى في الأرض رواسي} أي جبالاً. {أن تميد بكم} أثبتها بالجبال، ولولا ذلك ما أقرّت عليها خلقًا.
وذلك كما قال الرّاجز:
والمهر يأبى أن يزال ملهبًا
بمعنى: لا يزال.
وقوله: {وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ} يقول: وفرّق في الأرض من كلّ أنواع الدّوابّ. وقيل الدّوابّ اسمٌ لكلّ ما أكل وشرب، وهو عندي لكلّ ما دبّ على الأرض.
وقوله: {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} يقول تعالى ذكره: وأنزلنا من السّماء مطرًا، فأنبتنا بذلك المطر في الأرض من كلّ زوجٍ، يعني: من كلّ نوعٍ من النّبات كريمٍ، وهو الحسن النّبتة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من كلّ زوجٍ كريمٍ} أي حسنٍ). [جامع البيان: 18/542-544]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه بل الظّالمون في ضلالٍ مّبينٍ}.
يقول تعالى ذكره: هذا الّذي أعددت عليكم أيّها النّاس أنّي خلقته في هذه الآية {خلق اللّه} الّذي له ألوهة كلّ شيءٍ، وعبادة كلّ خلقٍ، الّذي لا تصلح العبادة لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سواه، {فأروني} أيّها المشركون في عبادتكم إيّاه من دونه من الآلهة والأوثان، أيّ شيءٍ خلق الّذين من دونه من آلهتكم وأصنامكم، حتّى استحقّت عليكم العبادة فعبدتموها من دونه، كما استحقّ ذلك عليكم خالقكم، وخالق هذه الأشياء الّتي عددتها عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هذا خلق اللّه} ما ذكر من خلق السّماوات والأرض، وما بثّ من الدّوابّ، وما أنبت من كلّ زوجٍ كريمٍ، فأروني ماذا خلق الّذين من دونه، الأصنام الّذين تدعون من دونه.
وقوله: {بل الظّالمون في ضلالٍ مبينٍ} يقول تعالى ذكره: ما عبد هؤلاء المشركون الأوثان والأصنام من أجل أنّها تخلق شيئًا، ولكنّهم دعاهم إلى عبادتها ضلالهم، وذهابهم عن سبيل الحقّ، فهم في ضلالٍ. يقول: فهم في جورٍ عن الحقّ، وذهابٍ عن الاستقامة {مبينٍ} يقول: يبين لمن تأمّله، ونظر فيه، وفكّر بعقلٍ أنّه ضلالٌ لا هدًى). [جامع البيان: 18/544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا خلق الله} أي ما ذكر من خلق السموات والأرض وما بث فيها من الدواب وما أنبت من كل زوج {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} يعني الاصنام، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/623]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1434هـ/28-03-2013م, 06:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) )


تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم {8} خالدين فيها} [لقمان: 8-9] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{وعد اللّه حقًّا} [لقمان: 9] أنّ لهم الجنّة.
{وهو العزيز} في ملكه وفي نقمته.
{الحكيم} في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 2/671]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10] وفيها تقديمٌ في تفسير الحسن قال: خلق السّموات ترونها بغير عمدٍ.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ ابن عبّاسٍ، قال: لها عمدٌ، ولكن لا ترونها.
يقول: {بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10]، أي: لها عمدٌ ولكن لا ترونها.
قال: {وألقى في الأرض رواسي} [لقمان: 10]، يعني: الجبال أثبت بها الأرض.
{أن تميد بكم}، أي: لئلا تحرّك بكم.
وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: لمّا خلق اللّه تبارك وتعالى الأرض جعلت تميع، فلمّا رأت ذلك ملائكة اللّه، قالوا: يا ربّنا هذه لا يقرّ لك على ظهرها خلقٌ، فأصبح قد وقطها بالجبال، فلمّا رأت ملائكة اللّه ما قد أرسيت به الأرض، عجبوا فقالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو
[تفسير القرآن العظيم: 2/671]
أشدّ من الجبال؟ قال: نعم الحديد، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الحديد؟ قال: نعم
النّار، قالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو أشدّ من النّار؟ قال: نعم الماء، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم ابن آدم.
قوله عزّ وجلّ: {وبثّ فيها} [لقمان: 10] خلق فيها، في الأرض.
{من كلّ دابّةٍ} [لقمان: 10] قال: {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ} [لقمان: 10] أي: من كلّ لونٍ.
{كريمٍ}، أي: حسنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم...}: لئلاّ تميد بكم, و(أن) في هذا الموضع تكفى من (لا) , كما قال الشاعر:

= والمهر يأبى أن يزال ملهبا
معناه: يأبى أن لا يزال.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وألقى في الأرض رواسي }: مجازه: وجعل فيها رواسي , أي : جبالاً قد رست , أي: ثبتت.
{ أن تميد بكم }: أي : أن تحرك بكم يميناً , شمالاً.
{وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ }: أي: فرق في الأرض من الدواب , وكل ما أكل , وشرب , فهو دابة.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{خلق السّماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّة وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوج كريم (10)}
وصف اللّه عزّ وجلّ خلقه الذي يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله، أو يقدروا على نوع منه , ثم قال: {هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه}.
وقوله: {بغير عمد ترونها}, قيل في التفسير : إنها بعمد لا ترونها.
أي : لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد , وكذلك ترونها.
والمعنى في التفسير : يؤول إلى شيء واحد، ويكون تأويل :{غير عمد ترونها}: الذي فسّر بعمد لا ترونها.
يكون معنى : العمد: قدرته عزّ وجل التي يمسك بها السماوات والأرض.
{وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}:{رواسي}: جبال ثوابت، كما قال - عزّ وجلّ: {ألم نجعل الأرض مهادا (6) والجبال أوتادا (7)}:فمعننى{أن تميد بكم}: كراهة أن تميد بكم, ومعنى { تميد }: تتحرك حركة شديدة.). [معاني القرآن: 4/194-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}
أي : جبالا ثابتة , وقد رسا , أي: ثبت .
أن تميد بكم: أي : كراهة أن تميد بكم , يقال : ماد يميد, إذا اشتدت حركته.). [معاني القرآن: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {هذا خلق اللّه فأروني} [لقمان: 11]، يعني: المشركين.
{ماذا خلق الّذين من دونه} [لقمان: 11]، يعني: الأوثان الّتي يعبدونها فلم تكن لهم حجّةٌ فقال: {بل الظّالمون} [لقمان: 11] المشركين.
{في ضلالٍ مبينٍ} بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {هذا خلق اللّه...}

من ذكره السموات , والأرض , وإنزاله الماء من السماء , وإنباته : {فأروني ماذا خلق الّذين} تعبدون {من دونه} : يعني: آلهتهم. ثمّ أكذبهم , فقال: {بل الظّالمون في ضلالٍ مّبينٍ} .). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ماذا خلق الذّين من دونه }: أي : الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} : هذا خلق الله , يعني : ما ذكر من خلق السموات , وغيرها , {فأروني ماذا خلق الذين من دونه }: أي: مما تعبدونه.). [معاني القرآن: 5/282]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:44 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) }

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) }

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال الله عز وجل: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}، فمعناه: لئلا تميد بكم، فاكتفى بـ (أن) من (لا). وقال أيضا: {يبين الله لكم أن تضلوا}، فمعناه: ألا تضلوا، فاكتفى بـ (أنا) من (لا)، وقال عمرو بن كلثوم:
نزلتم منزل الأضياف منا = فعجلنا القرى أن تشتمونا
أراد ألا تشتمونا، فاكتفى بـ (أن) من (لا). وقال الراعي:
أيام قومي والجماعة كالذي = لزم الرحالة أن تميل مميلا
أراد لئلا تميل؛ فاكتفى بـ (أن) من (لا).
وقال بعض الناس: قول الله عز وجل: {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك}، فمعناه: إني أريد ألا تبوء بإثمي فحذف (لا) على ما مضى من التفسير.
قال أبو بكر: وهذا القول خطأ عند الفراء، لأن (لا) لا تضمر من الإرادة، كما لا تضمر مع العلم والظن.
وفي المسألة غير قول:
أحدهن: إني أريد أن تبوء بإثمي إذا قتلتني، وما أحب أن تقتلني، فمتى قتلتني أحببت أن تنصرف بإثم قتلي وإثمك السالف الذي من أجله لم يتقبل الله قربانك.
وقال بعضهم: كان قابيل صاحب زرع، وهابيل صاحب غنم، وكان الله عز وجل أمر آدم عليه السلام أن يزوج هابيل أخت قابيل التي ولدت معه في بطن، وأن يزوج قابيل أخت هابيل التي ولدت معه في بطن، فقال هابيل: رضيت بأمر الله، وقال قابيل: والله لا يتزوج هابيل أختي الحسناء وأتزوج أخته القبيحة أبدا، فقال آدم لهما: قربا قربانا فأيكما قبل قربانه تزوج الحسناء، فقرب هابيل شاة سمينة وزبدا، وقرب قابيل سنبلا من شر
سنبله، وصعدا بالقربان إلى الجبل، فنزلت نار فأخذت قربان هابيل، ولم تعرض لقربان قابيل، وكانت علامة قبول القربان نزول النار عليه، وأخذها إياه، فانصرف هابيل وقابيل، وقد أضمر هابيل في نفسه الطاعة والرضا، وأضمر قابيل في نفسه البلاء والخلاف، فقصد هابيل في غنمه فقال: لم تقبل الله قربانك ولم يتقبل مني؟ فقال له هابيل بعد أن توعده قابيل بالقتل: {إنما يتقبل الله من المتقين . لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}.
فرماه قابيل بالحجارة حتى قتله، ثم جزع بعد قتله إياه، وظهور عورته. ولم يدر ما يصنع به، فنظر إلى غرابين: أحدهما حي، والآخر ميت، والحي يحثي على الميت التراب، حتى واراه به، فقال قابيل: {يا وليتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي}، فحمل هابيل ميتا فألقاه في غيضة.
وقال الآخرون: بل حثى التراب عليه على سبيل ما رأى من فعل أحد الغرابين بصاحبه.
وقال أصحاب القول المقدم: فدلت الآية والتفسير على أن قابيل لما قال لهابيل: {لأقتلنك} قال له هابيل بعد الموعظة: ما أحب أن أقتلك ولا أحب أن تقتلتني؛ فإن أبيت إلا قتلي كان انصرافك بإثم قتلي أعجب إلي من انصرافي بإثم قتلك، إذا لم يكن من أحد الفعلين بد.
وقال آخرون: معنى الآية: إني أريد بطلان أن تبوء بإثمي وإثمك، فحذف البطلان أو الزوال أو الدفع أو ما أشبههن وأقام (أن) مقام الساقط كما، قال: {واسأل القرية}.
قال أبو بكر: وفي هذا القول عندي بعد؛ لأن المحذوف ليس بمشهور ولا بين الموضع، فالقول الأول هو المختار عندنا لما مضى من الاحتجاج له وإقامة الدليل عليه. والله أعلم). [كتاب الأضداد: 311-314]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين}
هذه دليل كفر الذي نزلت فيه هذه الآية التي قبلها. و"الوقر" في الأذن: الثقل الذي يعسر إدراك المسموعات، وجاءت البشارة بالعذاب من حيث قيدت ونص عليها.
ولما ذكر عز وجل حال هؤلاء الكفرة وتوعدهم بالنار على أفعالهم عقب بذكر المؤمنين وما وعدهم به من جنات النعيم; ليتبين الفرق).[المحرر الوجيز: 7/ 43]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"وعد الله" منصوب على المصدر، و"حقا" مصدر مؤكد). [المحرر الوجيز: 7/ 43]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {بغير عمد ترونها} يحتمل أن يعود الضمير على "السماء" فيكون المعنى: أن السماء بغير عمد، وأنها ترى كذلك، وهذا قول الحسن والناس، و"ترونها" - على هذا القول - في موضع نصب على الحال، ويحتمل أن يعود الضمير على "العمد" فيكون "ترونها" صفة للعمد في موضع خفض، ويكون المعنى: إن السماء لها عمد لكن غير مرئية، قاله مجاهد، ونحا إليه ابن عباس رضي الله عنهما والمعنى الأول أصح، والجمهور عليه، ويجوز أن تكون "ترونها" في موضع رفع على القطع، ولا عمد ثم.
و"الرواسي" هي الجبال التي ثبتت في الأرض، وقوله: "أن تميد" بمعنى: ألا تميد، والميد: التحرك يمنة ويسرة وما قرب من ذلك. وقوله تعالى: {من كل زوج} أي: من كل نوع. والزوج في اللغة: النوع والصنف، وليس بالذي هو ضد الفرد، وقوله تعالى: "كريم" يحتمل أن يريد مدحه من جهة إتقان صنعته وظهور حسن الرتبة والتحكيم للصنع فيها، فيعم حينئذ جميع الأنواع; لأن هذا المعنى في كلها، ويحتمل أن يريد مدحه بكرم جوهره، وحسن منظره، ومما تقضي له النفوس بأنه أفضل من سواه حتى يستحق الكرم، فتكون الأزواج - على هذا - مخصوصة في نفائس الأشياء ومستحسناتها، ولما كان عظم الموجودات كذلك خصص الحجة بها.
وقوله: "أنبتنا" يعم أنواع الحيوان وأنواع النبات والمعادن). [المحرر الوجيز: 7/ 43-44]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى الكفار - على جهة التوبيخ وإظهار الحجة - على أن هذه الأشياء هي مخلوقات الله تبارك وتعالى، ثم سألهم أن يوجدوا ما خلق الأصنام والأوثان وغيرهم ممن عبد، أي: أنهم لن يخلقوا شيئا، بل هذا الذي قريش فيه ضلال مبين، ثم ذكرهم بالصفة التي تعم معهم سواهم ممن فعل فعلهم من الأمم، وقوله: "ماذا" يجوز أن تكون "ما" استفهاما في موضع رفع بالابتداء، و"ذا" خبرها بمعنى "الذي"، والعائد محذوف، ويجوز أن تكون "ما" مفعولة بـ"أروني" و"ذا" صلة، و"ما" بمعنى "الذي"، والعائد محذوف، تقديره في الوجهين: خلقه).[المحرر الوجيز: 7/ 44]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم (8) خالدين فيها وعد اللّه حقًّا وهو العزيز الحكيم (9)}
هذا ذكر مآل الأبرار من السّعداء في الدّار الآخرة، الّذين آمنوا باللّه وصدّقوا المرسلين، وعملوا الأعمال الصّالحة المتابعة لشريعة اللّه {لهم جنّات النّعيم} أي: يتنعّمون فيها بأنواع الملاذّ والمسارّ، من المآكل والمشارب، والملابس والمساكن، والمراكب والنّساء، والنّضرة والسّماع الّذي لم يخطر ببال أحدٍ، وهم في ذلك مقيمون دائمًا فيها، لا يظعنون، ولا يبغون عنها حولًا.
وقوله: {وعد اللّه حقًّا} أي: هذا كائنٌ لا محالة؛ لأنّه من وعد اللّه، واللّه لا يخلف الميعاد؛ لأنّه الكريم المنّان، الفعّال لما يشاء، القادر على كلّ شيءٍ، {وهو العزيز}،الّذي قد قهر كلّ شيءٍ، ودان له كلّ شيءٍ، {الحكيم}، في أقواله وأفعاله، الّذي جعل القرآن هدًى للمؤمنين {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]، {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82]). [تفسير ابن كثير: 6/ 332]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خلق السّماوات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ (10) هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه بل الظّالمون في ضلالٍ مبينٍ (11)}
يبيّن سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السموات والأرض، وما فيهما وما بينهما، فقال: {خلق السّموات بغير عمدٍ}، قال الحسن وقتادة: ليس لها عمد مرئيّةٌ ولا غير مرئيّةٍ.
وقال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ: لها عمدٌ لا ترونها. وقد تقدّم تقرير هذه المسألة في أوّل سورة "الرّعد" بما أغنى عن إعادته.
{وألقى في الأرض رواسي} يعني: الجبال أرست الأرض وثقّلتها لئلّا تضطرب بأهلها على وجه الماء؛ ولهذا قال: {أن تميد بكم} أي: لئلا تميد بكم.
وقوله: {وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ} أي: وذرأ فيها من أصناف الحيوانات ممّا لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلّا الّذي خلقها.
ولـمّا قرّر أنّه الخالق نبّه على أنّه الرّازق بقوله تعالى {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} أي: من كلّ زوجٍ من النّبات كريمٍ، أي: حسن المنظر.
وقال الشّعبيّ: والنّاس -أيضًا- من نبات الأرض، فمن دخل الجنّة فهو كريمٌ، ومن دخل النّار فهو لئيمٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 332-333]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {هذا خلق اللّه} أي: هذا الذي ذكره تعالى من خلق السموات، والأرض وما بينهما، صادرٌ عن فعل اللّه وخلقه وتقديره، وحده لا شريك له في ذلك؛ ولهذا قال: {فأروني ماذا خلق الّذين من دونه} أي: ممّا تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد، {بل الظّالمون} يعني: المشركين باللّه العابدين معه غيره {في ضلالٍ} أي: جهلٍ وعمًى، {مبينٍ} أي: واضحٌ ظاهرٌ لا خفاء به). [تفسير ابن كثير: 6/ 333]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة