العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:52 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] تفسير مجاهدٍ: يعني بالزّبور الكتب، التّوراة، والإنجيل، والقرآن، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] الكتاب عند اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/349]
الّذي في السّماء، وهو أمّ الكتاب.
{أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني أرض الجنّة.
{يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وفي تفسير ابن عبّاسٍ: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني زبور داود {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] من بعد التّوراة {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] يعني أمّة محمّدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير قتادة: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني: زبور داود، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] يعني: التّوراة، {أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني: أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وكتب اللّه تبارك وتعالى ذلك في هذا القرآن فقال: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] أي عاملين). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون...}

يقال: أرض الجنّة. ويقال: إنها الأرض التي وعدها بنو إسرائيل، مثل قوله: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها} ). [معاني القرآن: 2/213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: أرض الجنة، ويقال: الأرض المقدّسة،
ترثها أمة محمد صلى اللّه عليه وعلى آله). [تفسير غريب القرآن: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون}
الزّبور: جميع الكتب، التوراة، والإنجيل، والفرقان، زبور، لأن الزّبور والكتاب بمعنى واحد. ويقال زبرت وكتبت بمعنى واحد، والمعنى: ولقد كتبنا في الكتب من بعد ذكرنا في السماء {الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
قيل في التفسير إنها أرض الجنة، ودليل هذا القول قوله: {أولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس}.
وقيل إن الأرض ههنا يعنى بها أرض الدنيا، وهذا القول أشبه - كما قال اللّه عزّ وجلّ: {يسبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض} والأرض إذا ذكرت فهي دليلة على الأرض التي نعرفها، ودليل هذا القول أيضا:
قوله: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها}.
وهذه الآية من أجل شواهد الفقهاء أن الأرض ليس مجراها مجرى سائر ما يعمر). [معاني القرآن: 3/407]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ في هذا} [الأنبياء: 106] القرآن.
{لبلاغًا} [الأنبياء: 106] إلى الجنّة.
{لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] الّذي يصلّون الصّلوات الخمس). [تفسير القرآن العظيم: 1/350]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير قتادة: {ولقد كتبنا في الزّبور} [الأنبياء: 105] يعني: زبور داود، {من بعد الذّكر} [الأنبياء: 105] يعني: التّوراة، {أنّ الأرض} [الأنبياء: 105] يعني: أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} [الأنبياء: 105] وكتب اللّه تبارك وتعالى ذلك في هذا القرآن فقال: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} [الأنبياء: 106] أي عاملين). [تفسير القرآن العظيم: 1/350] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ في هذا لبلاغاً...}
أي في القرآن). [معاني القرآن: 2/213]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107] يعني لمن آمن من الإنس والجنّ.
وهو تفسير السّدّيّ وغيره.
يحيى، عن صاحبٍ له، عن المسعوديّ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: من آمن باللّه ورسوله تمّت عليه الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن كفر باللّه ورسوله عوفي ممّا عذّبت به الأمم، وله في الآخرة النار.
قال يحيى: لأنّ تفسير النّاس أنّ اللّه تبارك وتعالى أخّر عذاب كفّار هذه الأمّة
[تفسير القرآن العظيم: 1/350]
بالاستئصال إلى النّفخة الأولى بها يكون هلاكهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما} [الأنبياء: 108] أنا بشرٌ مثلكم.
{يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون} [الأنبياء: 108] وكذلك جاءت الرّسل.
قال: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]، لا تعبدوا غيري). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوحى إليّ أنّما إلهكم...}

وجه الكلام (فتح أنّ) لأن (يوحى) يقع عليها و(إنّما) بالكسر يجوز. وذلك أنها أداة كما وصفت لك من قول الشاعر:
* ... أن إنّما بين بيشةٍ *
فتلقى (أن) كأنه قيل: إنما يوحى إلي أن إنّما إلهكم إله واحد). [معاني القرآن: 2/213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون}
الأجود (أنّما إلهكم) بفتح أنّ، وهي القراءة، ولو قرئت إنما لجاز، لأن معنى (يوحى إليّ) يقال لي " ولكن القراءة الفتح لا غير). [معاني القرآن: 3/408-407]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإن تولّوا} [الأنبياء: 109] يعني كفروا.
{فقل آذنتكم على سواءٍ} [الأنبياء: 109] يعني على أمرٍ بيّنٍ.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال قتادة: على مهلٍ.
وقال الحسن: من كذّب بي فهو عندي سواءٌ، أي جهادهم كلّهم سواءٌ عندي وهو كقوله: {وإمّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواءٍ} [الأنفال: 58] أي ليكون حكمك فيهم سواءً: الجهاد والقتل لهم أو يؤمنوا.
وهؤلاء مشركو العرب.
ويقاتل أهل الكتاب حتّى يسلموا أو يقرّوا بالجزية.
وجميع المشركين ما خلا العرب بتلك المنزلة.
وأمّا نصارى العرب فقد فسّرنا أمرهم في غير هذه السّورة.
{وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} [الأنبياء: 109] يعني به السّاعة). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن أدري...}
رفع على معنى ما أدري). [معاني القرآن: 2/214]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وآذنتكم على سواء} إذا انذرت عدوك واعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتى تكون أنت وهو على سواء وحذر فقد آذنته على سواء). [مجاز القرآن: 2/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آذنتكم على سواء}: إذا أنذرته وأعلمته فأنت وهو سواء). [غريب القرآن وتفسيره: 257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آذنتكم على سواءٍ} أي أعلمتكم وصرت أنا وأنتم على سواء، وإنما يريد نابذتكم وعاديتكم وأعلمتكم ذلك،
فاستوينا في العلم.وهذا من المختصر). [تفسير غريب القرآن: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون}
{آذنتكم} أعلمتكم بما يوحى إليّ لتستووا في الإيمان به). [معاني القرآن: 3/408]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء}: أي أعلمتكم فصرتم أنتم وأنا سواء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 157]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آذَنْتُكم}: أعلمتكم.
{على سَواءٍ}: استويتم، يعني في العلم). [العمدة في غريب القرآن: 209]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون} [الأنبياء: 110] يعني ما تسرّون.
وفي تفسير السّدّيّ: إنّه يعلم ما كان قبل الخلق وما يكون بعده). [تفسير القرآن العظيم: 1/351]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم} [الأنبياء: 111] تفسير الحسن: لعلّ ما أنتم فيه من الدّنيا من السّعة والرّخاء، وهو منقطعٌ زائلٌ.
{فتنةٌ لكم} [الأنبياء: 111] يعني بليّةً لكم.
{ومتاعٌ} [الأنبياء: 111] تستمتعون به، يعني بذلك المشركين.
وقوله: {إلى حينٍ} [الأنبياء: 111]
[تفسير القرآن العظيم: 1/351]
إلى يوم القيامة.
تفسير الحسن.
وقال قتادة: إلى الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/352]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(المتاع: المدّة، قال الله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حينٍ}

وقال تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}.
ومنه يقال: متع النهار. ويقال: أمتع الله بك). [تأويل مشكل القرآن: 512] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين}
أي وما أدري ما آذنتكم به فتنة لكم أي اختبار لكم). [معاني القرآن: 3/408]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانت الأنبياء تقول: {ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ} [الأعراف: 89] فأمر اللّه تبارك وتعالى نبيّه أن يقول: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] أي: اقض بالحقّ.
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علم أنّه على الحقّ، وإنّ عدوّه على الباطل، فكان إذا لقي العدوّ يقول: {قال ربّ احكم بالحقّ} [الأنبياء: 112] وكان النّبيّ إذا سأل اللّه أن يحكم بينه وبين قومه بالحقّ هلكوا.
وقال الحسن: أمره اللّه أن يدعو أن ينصر أولياءه على أعدائه، فنصره اللّه عليهم.
قوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون} [الأنبياء: 112] قال قتادة: على ما تكذبون، يعني به المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/352]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال ربّ احكم بالحقّ...}

جزم: مسألة سألها ربّه. وقد قيل: (قل ربّي أحكم بالحق) ترفع (أحكم) وتهمز ألفها. ومن قال قل ربي أحكم بالحق كان موضع ربي رفعاً،
ومن قال: ربّ احكم موصولة كانت في موضع نصب بالنداء). [معاني القرآن: 2/214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّ احكم بالحقّ وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}
{قال ربّ احكم بالحقّ}.
ويقرأ: (قل ربّ احكم بالحقّ).
ويجوز وقد قرئ به: قال ربّي أحكم بالحقّ، وكان من مضى من الرّسل يقولون: ({بّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ}.
ومعناه احكم، فأمر اللّه - عزّ وجلّ - نبيه أن يقول: {ربّ احكم بالحقّ}.
وقوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}.أي على ما تكذبون). [معاني القرآن: 3/408]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:53 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: «قبل» في معنى بعد. قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، وقال الله تبارك وتعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} يجوز أن يكون المعنى مع ذلك. قال الشاعر:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
ففسر لنا، أن خراشا نجا قبل عروة فجعل بعد في معنى قبل). [الأضداد: 100]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} قال: كان قبله كتب إبراهيم وغيره، فقال: {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ). [مجالس ثعلب: 250]

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وبَعْد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير
وهو الذي يفهمه الناس ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له، ويكون بمعنى (قبل)، قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، فمعناه عند بعض الناس من قبل الذكر، لأن الذكر القرآن. وقال أبو خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
أراد قبل عروة، لأنهم زعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقال الله عز وجل: {والأرض بعد ذلك دحاها}، فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها، لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}.
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى (دحاها) بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير
أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، علمنا أن الدحو دخل في الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. فإن كان الدحو وقع في يومين سوى الأربعة أيضا، فتحمل الآيات على أن الخلق كان في يومين، والدحو في يومين، والإرساء والتبريك والتقدير في أربعة أيام، فتنفرد الأرض بثمانية أيام. وهذا خلاف ما نص الله عز وجل عليه إذ قال: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، فعلمنا بهذه الآية أن الخلق والدحو جميعا دخلا في الأربعة التي ذكرها الله مع الإرساء والتبريك والتقدير.
فإن قال قائل: كيف يدخل يوما الخلق في هذه الأربعة حتى يصيرا بعضها، وقد فصل الله اليومين من الأربعة؟
قيل له: لما كان الإرساء من الخلق وانضم إليه تقدير الأقوات نسق الشيء على الشيء للزيادة الواقعة معه، كما يقول الرجل للرجل: قد بنيت لك دارا في شهر، وأحكمت
أساساتها، وأعليت سقوفها، وأكثرت ساجها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشهر الأول في الشهرين، ويعطف الكلام الثاني على الأول، لما فيه من معنى الزيادة، أنشد الفراء:
فإن رشيدا وابن مروان لم يكن = ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
فرشيد هو ابن مروان، نسق عليه لما فيه من زيادة المدح.
وقال الآخر:

يظن سعيد وابن عمرو بأنني = إذا سامني ذلا أكون به أرضى
فلست براض عنه حتى ينيلني = كما نال غيري من فوائده خفضا
فسعيد هو ابن عمرو، نسق عليه؛ لأن فيه زيادة مدح.
ويجوز أن يكون معنى الآية: والأرض مع ذلك دحاها، كما قال عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}، أراد (مع ذلك). وقال الشاعر:

فقلت لها فيئي إليك فإنني = حرام وإني بعد ذاك لبيب
أراد (مع ذلك)، وتأويل (دحاها) بسطها، قال الشاعر:
دحاها فلما رآها استوت = على الماء أرسى عليها الجبالا
وقال الآخر:
دارا دحاها ثم أعمرنا بها = وأقام في الأخرى التي هي أمجد
وقال الآخر:

ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك = كأنه فاحص أو لاعب داحي
وقال مقاتل بن سليمان: خلق الله السماء قبل الأرض، وذهب إلى أن معنى قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، ثم كان قد استوى إلى السماء قبل أن يخلق الأرض، كما قال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}. ثم كان قد استوى.
ويجوز أن يكون معنى الآية: أئنكم لتكفرون بالذي استوى إلى السماء وهي دخان، ثم خلق الأرض في يومين، فقدم وأخر كما قال: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}، معناه: ثم انظر ماذا يرجعون وتول عنهم). [كتاب الأضداد: 107-111]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} قال: الفتنة: الاختبار). [مجالس ثعلب: 146]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: يا أم لا تفعلي، ويا أب لا تفعل إذا لم ترد قول من يثبت الياء، أو يعوض منها الهاء التي هي تاء في الوصل، فإن جئت بالتاء، ووقفت عليها كانت بمنزلة قولك: يا عمى، ويا خالة، ويجوز الترخيم فيها؛ كما جاز في حمدة ونحوها؛ لأنها وإن كانت بدلاً فإنما هي علامة تأنيث في وصلها ووقفها سواء.
وقد قرئ (ربُّ احكم بالحق). فتقول إذا رخمت: يا أم لا تفعلي، فيمن قال: يا حار، وترفع فيمن قال: يا حار.
والعلم بأنها بدل من ياء الإضافة كالعلم بذلك إذا أثبتها، لأن قولك: يا أم غير مستعمل إلا مضافاً؛ لأنها من الأسماء المضمنة. فإذا لم تكن موصولة بظاهر ولا مضمر له علامة الغائب فهي للمتكلم). [المقتضب: 4/263]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة