العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(51)إلى الآية(56)]

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}.
يقول تعالى ذكره: {ونادى فرعون في قومه} من القبط، فقال: {يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون} يعني بقوله: {من تحتي}: من بين يديّ في الجنّان.
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: كانت لهم جنّاتٌ وأنهار ماءٍ.
وقوله: {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تبصرون أيّها القوم ما أنا فيه من النّعيم والخير، وما فيه موسى من الفقر وعيّ اللّسان، افتخر بملكه مصر عدوّ اللّه، وما قد مكّن له من الدّنيا استدراجًا من اللّه له، وحسب أنّ الّذي هو فيه من ذلك ناله بأيده وحوله، وأنّ موسى إنّما لم يصل إلى الّذي هو فيه لضعفه، فنسبه من أجل ذلك إلى المهانة محتجًّا على جهلة قومه بأنّ موسى عليه السّلام لو كان محقًّا فيما يأتي به من الآيات والعبر، ولم يكن ذلك سحرًا، لأكسب نفسه من الملك والنّعمة، مثل الّذي هو فيه من ذلك جهلاً باللّه واغترارًا منه بإملائه إيّاه). [جامع البيان: 20/610-611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ونادى فرعون في قومه} قال: ليس هو نفسه ولكن أمر أن ينادي). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد قال: قلت لعائشة: ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت: وما تعجب من ذلك هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة). [الدر المنثور: 13/214-215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين (52) فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقترنين}.
يقوله تعالى ذكره مخبرًا عن قيل فرعون لقومه بعد احتجاجه عليهم بملكه وسلطانه، وبيان لسانه وتمام خلقه وفضل ما بينه وبين موسى بالصّفات الّتي وصف بها نفسه وموسى: أنا خيرٌ أيّها القوم، وصفتي هذه الصّفة الّتي وصفت لكم، {أم هذا الّذي هو مهينٌ} لا شيء له من الملك والأموال مع العلّة الّتي في جسده، والآفة الّتي بلسانه، فلا يكاد من أجلها يبين كلامه؟
وقد اختلف في معنى قوله: {أم} في هذا الموضع، فقال بعضهم: معناها: بل أنا خيرٌ، وقالوا ذلك خبرٌ لا استفهامٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، قوله: {أم أنا خيرٌ، من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: بل أنا خيرٌ من هذا.
وبنحو ذلك كان يقول بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة.
وقال بعض نحويّي الكوفة، هو من الاستفهام الّذي جعل بأم لاتّصاله بكلامٍ قبله قال: وإن شئت رددته على قوله: {أليس لي ملك مصر} وإذا وجّه الكلام إلى أنّه استفهامٌ، وجب أن يكون في الكلام محذوفٌ استغني بذكر ما ذكر ممّا ترك ذكره، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: أنا خيرٌ أيّها القوم من هذا الّذي هو مهينٌ، أم هو؟
وذكر عن بعض القرّاء أنّه كان يقرأ ذلك: (أمّا أنا خيرٌ)
- حدّثت بذلك، عن الفرّاء قال: أخبرني بعض المشيخة، أنّه بلغه أنّ بعض القرّاء قرأ كذلك.
ولو كانت هذه القراءة قراءةً مستفيضةً في قراءة الأمصار لكانت صحيحةً، وكان معناها حسنًا، غير أنّها خلاف ما عليه قرّاء الأمصار، فلا أستجيز القراءة بها، وعلى هذه القراءة لو صحّت لا كلفة له في معناها ولا مئونة.
والصّواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار.
وأولى التّأويلات بالكلام إذ كان ذلك كذلك تأويل من جعل أم أنا {خيرٌ}؟ من الاستفهام الّذي جعل بـ{أم}؛ لاتّصاله بما قبله من الكلام، ووجّهه إلى أنّه بمعنى: أأنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ؟ أم هو؟ ثمّ ترك ذكر أم هو، لما في الكلام من الدّليل عليه.
وعنى بقوله: {من هذا الّذي هو مهينٌ} من هذا الّذي هو ضعيفٌ لقلّة ماله، وأنّه ليس له من الملك والسّلطان ما له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أم أنا خيرٌ، من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: ضعيفٌ.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: المهين: الضّعيف.
وقوله: {ولا يكاد يبيّن} يقول: ولا يكاد يبيّن الكلام من عيّ لسانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولا يكاد يبيّن} أي عييّ اللّسان.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {ولا يكاد يبيّن} الكلام). [جامع البيان: 20/611-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ولا يكاد يبين} قال: كانت لموسى لثغة في لسانه). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله معه الملائكة مقترنين قال أي متتابعين). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها (أساورة من ذهب) [الآية: 53]). [تفسير الثوري: 272]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {مقترنين} [الزخرف: 53] : «يمشون معًا» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مقترنين يمشون معًا وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ في قوله أو جاء معه الملائكة مقترنين يمشون معًا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة يعني متتابعين). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك
وبه في قوله 28 الزخرف {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال لا إله إلّا الله
وبه في قوله 53 الزخرف {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال يمشون معًا). [تغليق التعليق: 4/306-307] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مقترنين يمسون معا
أشار به إلى قوله تعالى: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} (الزخرف: 53) وفسّر: (مقرنين) بقوله: (يمشون معًا) أي: يمشون مجتمعين معًا ويمشون متتابعين يعاون بعضهم بعضًا). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مقترنين}) أي (يمشون معًا) قاله مجاهد أيضًا). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ) يقول: فهلاّ ألقي على موسى إن كان صادقًا أنّه رسول ربّ العالمين أسورةٌ من ذهبٍ، وهو جمع سوارٍ، وهو القلب الّذي يجعل في اليد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أسورةٌ من ذهبٍ} يقول: أقلبةٌ من ذهبٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أسورةٌ من ذهبٍ} أي أقلبةٌ من ذهبٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ).
وذكر عن الحسن البصريّ أنّه كان يقرأه {أسورةٌ من ذهبٍ}.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب عندي ما عليه قرأة الأمصار، وإن كانت الأخرى صحيحة المعنى.
واختلف أهل العربيّة في واحد الأساورة، والأسورة، فقال بعض نحويّي البصرة: الأسورة جمع إسوارٍ قال: والأساورة جمع الأسورة؛ وقال: ومن قرأ ذلك أساورةٌ، فإنّه أراد أساوير واللّه أعلم، فجعل الهاء عوضًا من الياء، مثل الزّنادقة صارت الهاء فيها عوضًا من الياء الّتي في زناديق.
وقال بعض نحويّي الكوفة: من قرأ (أساورةٌ) جعل واحدها إسوارٍ؛ ومن قرأ {أسورةٌ} جعل واحدها سوارٌ؛ وقال: قد تكون الأساورة جمع أسورةٍ كما يقال في جمع الأسقية الأساقي، وفي جمع الأكرع الأكارع وقال آخر منهم قد قيل في سوار اليد: يجوز فيه أسوارٌ وإسوارٌ؛ قال: فيجوز على هذه اللّغة أن يكون أساورة جمعه وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول: واحد الأساورة إسوارٌ؛ قال: وتصديقه في قراءة أبيّ بن كعبٍ (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ) فإن كان ما حكي من الرّواية من أنّه يجوز أن يقال في سوار اليد إسوارٌ، فلا مئونة في جمعه أساورةٌ، ولست أعلم ذلك صحيحًا عن العرب بروايةٍ عنها، وذلك أنّ المعروف في كلامهم من معنى الإسوار: الرّجل الرّامي، الحاذق بالرّمي من رجال العجم وأمّا الّذي يلبس في اليد، فإنّ المعروف من أسمائه عندهم سوارًا.
فإذا كان ذلك كذلك، فالّذي هو أولى بالأساورة أن يكون جمع أسورةٍ على ما قاله الّذي ذكرنا قوله في ذلك.
وقوله: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} يقول: أو هلاّ إن كان صادقًا جاء معه الملائكة مقترنين قد اقترن بعضهم ببعضٍ، فتتابعوا يشهدون له بأنّه للّه رسولٌ إليهم؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في العبارة على تأويله، فقال بعضهم: يمشون معًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الملائكة مقترنين} قال: يمشون معًا.
وقال آخرون: متتابعين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
وقال آخرون: يقارن بعضهم بعضًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال: يقارن بعضهم بعضًا). [جامع البيان: 20/614-616]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو جاء معه الملائكة مقترنين يقول يمشون معا). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال: يمشون معا). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستخفّ قومه فأطاعوه إنّهم كانوا قومًا فاسقين (54) فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره: فاستخفّ فرعون خلقًا من قومه من القبط بقوله الّذي أخبر اللّه تبارك وتعالى عنه أنّه قال لهم، فقبلوا ذلك منه فأطاعوه، وكذّبوا موسى قال اللّه: وإنّما أطاعوا فاستجابوا لما دعاهم إليه عدوّ اللّه من تصديقه وتكذيب موسى، لأنّهم كانوا قومًا عن طاعة اللّه خارجين بخذلانه إيّاهم، وطبعه على قلوبهم). [جامع البيان: 20/616-617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عكرمة قال: لم يخرج فرعون من زاد على الأربعين سنة ومن دون العشرين فذلك قوله: {فاستخف قومه فأطاعوه} يعني استخف قومه في طلب موسى عليه السلام). [الدر المنثور: 13/216]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {فلما آسفونا}، قال: أغضبونا). [الجامع في علوم القرآن: 1/21]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلما آسفونا قال أغضبونا فجعلنهم سلفا قال إلى النار قال ومثلا للآخرين أي وعظة للآخرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبان قال يقول لولا أن يشق على عبدي المؤمن لجعلت على رأس الكافر إكليلا من حديد فلا يصدع ولا يحزن أبدا ولا يصيبه نكبه أبدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (سمعت ابن جريج يقول وغضبت في شيء فقيل له أتغضب يا أبا خالد قال قد غضب خالق الأحلام إن الله تعالى يقول فلما آسفونا يقول أغضبونا). [تفسير عبد الرزاق: 2/203]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلما آسفونا قال حدثني سماك بن الفضل قال كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة فشكي فأكثروا عليه فقالوا فعل وفعل وثبتت عليه البينة قال فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب وقال أفي زمان عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا قال فاستهانها عروة وكان حليما أيضا فاستلقى على قفاه يضحك وقال يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال وهب قد غضب خالق الأحلام إن الله يقول فلما آسفونا انتقمنا منهم يقول أغضبونا). [تفسير عبد الرزاق: 2/203-204]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {فلما آسفونا} أغضبونا [الآية: 55]). [تفسير الثوري: 272]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {آسفونا} [الزخرف: 55] : «أسخطونا» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أسفونا اسخطونا وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله فلمّا آسفونا قال أسخطونا وقال عبد الرّزّاق سمعت ابن جريجٍ يقول آسفونا أغضبونا وعن سماك بن الفضل عن وهب بن منبّهٍ مثله وأورده في قصّةٍ له مع عروة بن محمّدٍ السّعديّ عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن). [فتح الباري: 8/566]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس ولولا أن يكون النّاس أمة واحدة لولا أن أجعل النّاس كلهم كفّارًا لجعلت لبيوت الكفّار سقفا من فضّة ومعارج من فضّة وهي درج وسرر فضّة مقرنين مطيقين آسفونا أسخطونا يعش يعمى وقال مجاهد أفنضرب عنكم الذّكر أي تكذبون بالقرآن ثمّ لا تعاقبون عليه ومضى مثل الأوّلين سنة الأوّلين مقرنين يعني الإبل والخيل والبغال والحمير ينشأ في الحلية الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون لو شاء الرّحمن ما عبدناهم يعنون الأوثان يقول الله ما لهم بذلك من علم الأوثان إنّهم لا يعلمون في عقبه ولده مقترنين يمشون معًا سلفا قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ومثلا عبرة يصدون يضجون مبرمون مجمعون أول العابدين أول المؤمنين
أما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 33 الزخرف {ولولا أن يكون النّاس أمة واحدة} يقول الله تعالى لولا أن أجعل النّاس كلهم كفّارًا لجعلت للكفّار لبيوتهم سقفا من فضّة
وبه في قوله 33 الزخرف {من فضّة ومعارج} وهي الدرج
وبه في قوله 34 الزخرف {ولبيوتهم أبوابا وسررا} قال سررا من فضّة
وبه في قوله تعالى 55 الزخرف {فلمّا آسفونا} يقول أسخطونا). [تغليق التعليق: 4/305-306]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (آسفونا أسخطونا
أشار به إلى قوله تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} (الزخرف: 55) وفسره: (آسفونا) بقوله: (أسخطونا) كذا فسره ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما فيما رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلة، عنه وقيل: معناه أغضبونا. وقيل: خالفونا والكل متقارب). [عمدة القاري: 19/158]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({آسفونا}) أي (أسخطونا) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم، وقيل أغضبونا بالإفراط في العناد والعصيان وهذا من المتشابهات فيؤوّل بإرادة العقاب). [إرشاد الساري: 7/332]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقول اللّه تبارك وتعالى: {فلمّا آسفونا} يعني بقوله: آسفونا: أغضبونا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فلمّا آسفونا} يقول: أسخطونا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فلمّا آسفونا} يقول: لمّا أغضبونا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فلمّا آسفونا} أغضبونا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلمّا آسفونا} قال: أغضبوا ربّهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا آسفونا} قال: أغضبونا.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فلمّا آسفونا} قال: أغضبونا، وهو على قول يعقوب: {يا أسفى على يوسف} قال: يا حزني على يوسف.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم} قال: أغضبونا.
وقوله: {انتقمنا منهم} يقول: انتقمنا منهم بعاجل العذاب الّذي عجّلناه لهم، فأغرقناهم جميعًا في البحر). [جامع البيان: 20/617-618]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلما آسفونا يعني أغضبونا). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {فلما آسفونا} قال: أغضبونا). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا، وفي قوله: {سلفا} قال: أهواء مختلفة). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: هم قوم فرعون كفارهم {سلفا} لكفار أمة محمد {ومثلا للآخرين} قال: عبرة لمن بعدهم). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب، وابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له ثم تلا {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} ). [الدر المنثور: 13/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله فذكر عند موت الفجأة فقال: تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر {فلما آسفونا انتقمنا منهم} ). [الدر المنثور: 13/217]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن سعد بن عياضٍ عن عبد اللّه أنّه كان يقرؤها (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) [الآية: 56]). [تفسير الثوري: 272-273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {سلفًا} [الزخرف: 56] : «قوم فرعون سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم» . {ومثلًا} [الزخرف: 56] : «عبرةً» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سلفًا قوم فرعون سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ قال هم قوم فرعون كفّارهم سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ قوله ومثلًا عبرةً وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ بلفظه وزاد لمن بعدهم). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك
وبه في قوله 28 الزخرف {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال لا إله إلّا الله
وبه في قوله 53 الزخرف {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال يمشون معًا
وفي قوله 56 الزخرف {فجعلناهم سلفا} قال هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمّد
وفي قوله 56 الزخرف {مثلا} قال عبرة لمن بعدهم). [تغليق التعليق: 4/306-307] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سلفا قوم فرعون سلفا لكفّار أمّة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. ومثلاً عبرةً.
أشار به إلى قوله تعالى: {فجعلناهم سلفا ومثلاً للآخرين} قوله: (جعلناهم) ، أي: جعلنا قوم فرعون سلفا لكفار هذه الأمة، وفي التّفسير: سلفا: هم الماضون المتقدمون من الأمم. قوله: (ومثلاً) ، أي: عبرة للآخرين أي؛ لمن يجيء بعدهم، وقرئ بضم السّين واللّام وفتحهما). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سلفًا}) في قوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين} [الزخرف: 56] هم (قوم فرعون سلفًا لكفار أمة محمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- {ومثلًا}) أي (عبرة) لهم). [إرشاد الساري: 7/333]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال قتادة: {مثلًا للآخرين} [الزخرف: 56] : «عظةً لمن بعدهم» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة مثلًا للآخرين عظةً لمن بعدهم قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله فلمّا أسفونا قال أغضبونا فجعلناهم سلفًا قال إلى النّار ومثلًا للآخرين قال عظةً للآخرين). [فتح الباري: 8/568]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال قتادة مثلا للآخرين عظة
قال عبد بن حميد أنا عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة فجعلناهم سلفا قال إلى النّار ومثلا للآخرين قال عظة للآخرين). [تغليق التعليق: 4/308]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة مثلاً للآخرين عظة لمن بعده
أي: قال قتادة في قوله تعالى: {فجعلناهم سلفا ومثلاً للآخرين} (الزخرف: 56) أي: عظة لمن يأتي بعدهم، والعظة الموعظة أصلها وعظة، حذفت الواو تبعا للحذف في فعلها). [عمدة القاري: 19/160]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) في قوله تعالى: ({مثلًا}) من قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا} ({للآخرين}) أي (عظة لمن بعدهم) والعظة الموعظة وثبت قوله لمن بعدهم لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلا للآخرين} قال: جعلوا سلفًا في النّاس ومثلا لمن بعدهم من القرون). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلاً للآخرين (56) ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدّون}.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفة غير عاصمٍ (فجعلناهم سلفًا) بضمّ السّين واللاّم، توجيهًا ذلك منهم إلى جمع سليفٍ من النّاس، وهو المتقدّم أمام القوم وحكى الفرّاء أنّه سمع القاسم بن معنٍ يذكر أنّه سمع العرب تقول: مضى سليفٌ من النّاس.
وقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وعاصمٌ: {فجعلناهم سلفًا} بفتح السّين واللاّم وإذا قرئ كذلك احتمل أن يكون مرادًا به الجماعة والواحد والذّكر والأنثى، لأنّه يقال للقوم: أنتم لنا سلفٌ، وقد يجمع فيقال: هم أسلافٌ؛ ومنه الخبر الّذي روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: يذهب الصّالحون أسلافًا.
وكان حميدٌ الأعرج يقرأ ذلك: (فجعلناهم سلفًا) بضمّ السّين وفتح اللاّم توجيهًا منه ذلك إلى جمع سلفةٍ من النّاس، مثل أمّةٍ منهم وقطعةٍ.
وأولى القراءات في ذلك بالصّواب قراءة من قرأه بفتح السّين واللاّم، لأنّها اللّغة الجوداء، والكلام المعروف عند العرب، وأحقّ اللّغات أن يقرأ بها كتاب اللّه من لغات العرب أفصحها وأشهرها فيهم فتأويل الكلام إذن: فجعلنا هؤلاء الّذين أغرقناهم من قوم فرعون في البحر مقدّمةً يتقدّمون إلى النّار، كفّار قومك يا محمّد من قريشٍ، وكفّار قومك لهم بالأثر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلاً للآخرين} قال: قوم فرعون كفّارهم سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فجعلناهم سلفًا} في النّار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فجعلناهم سلفًا} قال: سلفًا إلى النّار.
وقوله: {ومثلاً للآخرين} يقول: وعبرةً وعظةً يتّعظ بهم من بعدهم من الأمم، فينتهوا عن الكفر باللّه.
وبمثل الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ومثلاً للآخرين} قال: عبرةً لمن بعدهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ومثلاً للآخرين} أي عظةً للآخرين.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ومثلاً للآخرين} أي عظةً لمن بعدهم.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فجعلناهم سلفًا ومثلاً} قال: عبرةً). [جامع البيان: 20/618-621]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فجعلناهم سلفا يعني قوم فرعون يقول جعلنا قوم فرعون سلفا لها ولا يقول كفار قوم فرعون سلف لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومثلا للآخرين يقول عبرة لمن بعدهم). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: هم قوم فرعون كفارهم {سلفا} لكفار أمة محمد {ومثلا للآخرين} قال: عبرة لمن بعدهم). [الدر المنثور: 13/216] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه كان يقرأ {فجعلناهم سلفا} بنصب السين واللام). [الدر المنثور: 13/217]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:25 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون .أم أنا خير مّن هذا الّذي هو مهينٌ} مجازها: بل أنا خير من هذا). [مجاز القرآن: 2/204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}
" مصر " ههنا: يعنى بها مدينة مصر المعروفة، فمصر مذكر سمّي به مؤنث لأن المدينة الغالب عليها التأنيث، وقد يجوز ملك مصر، يذهب به إلى أن مصر اسم لبلد، وهذا فيه بعد من قبل أن أكثر ما يستعمل البلد لما يضم مدنا كبيرة نحو: بلاد الرّوم, وبلاد الشام, وبلد خراسان.
ويجوز أن تصرف مصرا إذا جعلته اسما لبلد عند جميع النحويين من البصريين). [معاني القرآن: 4/414-415]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}
قال الأخفش: في الكلام حذف, والمعنى : أفلا تبصرون أم تبصرون, كما قال:
فيـا ظبيـة الوعسـاء بيـن جلاجـل = وبين النقا هل أنت أم أم سالم؟
أي: أنت أحسن أم أم سالم؟.
قال أبو زيد: العرب تزيد, والمعنى: أنا خير, وقيل المعنى: أبل.
قال أبو جعفر: وأحسن ما قيل في هذه الآية قول الخليل, وسيبويه: أن المعنى: أفلا تبصرون أم أنتم بصراء, ويكون أم أنا خير بمعنى أم أنتم خير؛ لأنهم لو قالوا له أنت خير, كانوا عنده بصراء). [معاني القرآن: 6/370]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم أنا خيرٌ مّن هذا الّذي هو مهينٌ...}.
من الاستفهام الذي جعل بأم لاتصاله بكلام قبله، وإن شئت رددته على قوله: {أليس لي ملك مصر...}...
- وقد أخبرني بعض المشيخة, أظنه الكسائي: أنه بلغه أن بعض القراء قرأ: {أما أنا خير}, وقال لي الشيخ: لو حفظت الأثر فيه لقرأت به، وهو جيد في المعنى). [معاني القرآن: 3/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ}, قال أبو عبيدة: أراد: بل أنا خير.
وقال الفراء: أخبرني بعض المشيخة: أنه بلغه القراء قرأ: {أما أنا خير}, وقال لي هذا الشيخ: لو حفظت الأثر لقرأت به، وهو جيد في المعنى). [تفسير غريب القرآن: 399]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الّذي هو مهين ولا يكاد يبين}
قال سيبويه, والخليل: عطف " أنا" بـ (أم) على قوله: {أفلا تبصرون}؛ لأن معنى {أم أنا خير}, معناه أم تبصرون كأنّه قال: " أفلا تبصرون أم تبصرون،"
قال: لأنهم إذا قالوا أنت خير منه , فقد صاروا عنده بصراء، فكأنّه قال: أفلا تبصرون أم أنتم بصراء.
ومعنى {مهين}: قليل, يقال شيء مهين, أي قليل، وهو فعيل من المهانة.
وقوله {ولا يكاد يبين}: قال ذلك لأنه كانت في لسان موسى عليه السلام لثغة، والأنبياء -صلوات اللّه عليهم- أجمعون مبيّنون بلغاء). [معاني القرآن: 4/415]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}
والمهين : القليل من المهانة .
روى سعيد عن قتادة: {ولا يكاد يبين}, قال: عيي, وقيل: إنما هذا للثغة التي كانت به). [معاني القرآن: 6/370-371 ]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا ألقي عليه أسورةٌ مّن ذهبٍ...}.
يريد: فهلا ألقى عليه أساورة من ذهب، قرأها يحيى بن وثاب {أساورة من ذهب}, وأهل المدينة، وذكر عن الحسن: {أسورة} ,وكل صواب.
ومن قرأ: {أساورة}: جعل واحدها إسوارا، ومن قرأ: {أسورة}, فواحدها سوار، وقد تكون الأساورة جمع اسورة, كما يقول في جمع: الأسقية: أساقي، وفي جمع الأكرع: أكارع). [معاني القرآن: 3/35]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلولا ألقي عليه أسورةٌ مّن ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقترنين}
وقال: {فلولا ألقي عليه أسورةٌ مّن ذهبٍ} لأنه جمع "أساور" و"أسورة", وقال بعضهم: (أساورة) فجعله جمعا للأسورة فأراد: "أساوير" - والله أعلم - فجعل الهاء عوضا من الياء, كما قال "زنادقة", فجعل الهاء عوضا من الياء التي في "زناديق"). [معاني القرآن: 4/14]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: { فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين}
كانه لما وصف نفسه بالملك والرياسة قال: هلّا جاء موسى بشيء يلقى عليه, فيكون ذلك أسورة من ذهب تدل على أنها من عند إلهه الذي يدعوكم إلى توحيده، أو هلّا جاء معه الملائكة مقترنين أي يمشون معه فيدلّون على صحة نبوته، وقد أتى موسى عليه السلام من الآيات بما فيه دلالة على تثبيت النبوة، وليس للذين يرسل إليهم الأنبياء أن يقترحوا من الآيات ما يريدون هم.
وتقرأ: (أساورة من ذهب), ويصلح أن يكون جمع الجمع تقول أسورة وأساورة، كما تقول: أقوال وأقاويل ويجوز أن يكون جمع إسوار وأساورة.
وإنما صرفت أساورة لأنك ضممت الهاء إلى أساور, فصار اسما واحدا, وصار الاسم له مثال في الواحد مثل: علانية وعباقية). [معاني القرآن: 4/415-416]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: (فلولا ألقي عليه أساورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين)
أي: فهلا ألقي عليه اساورة من عند الله تدل على أنه رسول
و (أساورة) جمع إسوار, وفي قراءه أبي وعبد الله:{ لولا القي عليه أساوير}, وهو بمعنى الأول.
{أو جاء معه الملائكة مقترنين}, قال قتادة: أي متتابعين, وقال مجاهد: أي يمشون معه معاً.
قال أبو جعفر: فاقترحوا هذا بعدما جاءهم ما يدل على نبوته). [معاني القرآن: 6/372]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فاستخفّ قومه...} يريد: استفزهم). [معاني القرآن: 3/35]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين} أي: استفزهم). [معاني القرآن: 6/372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فاستخف قومه} أي: فاستجهل قومه, {فأطاعوه}). [ياقوتة الصراط: 460]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا آسفونا...}: يريد: أغضبونا). [معاني القرآن: 3/35]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلمّا آسفونا}: أغضبونا, ويقال: قد أسفت: غضبت). [مجاز القرآن: 2/205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلمّا آسفونا} أي: أغضبونا, و«الأسف»: الغضب: يقال: أسفت, آسف, أسفا، أي: غضبت). [تفسير غريب القرآن: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للمّا جوابا فهي لأمر يقع بوقوع غيره، بمعنى «حين»، كقوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي: حين آسفونا، و{لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} أي: حين جاء أمر ربك). [تأويل مشكل القرآن: 542](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}

معنى {آسفونا}: أغضبونا). [معاني القرآن: 4/416]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}, قال مجاهد وقتادة: أي: أغضبونا). [معاني القرآن: 6/372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فلما آسفونا} أي: أغضبونا). [ياقوتة الصراط: 461]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({آسَفُونَا} أي: أغضبونا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فجعلناهم سلفاً} ...
- حدثني القاسم بن معن, عن الأعمش, عن يحيى بن وثاب أنه قرأها: {سلفا} مضمومة مثقلة، وزعم القاسم بن معن أنه سمع: واحدها سليف، والعوام بعد يقرءون: {سلفاً} ...
- حدثنا سفيان بن عيينة: أن الأعرج قرأها: (فجعلناهم سُلُفا), كأن واحدته سُلفة من الناس أي: قطعة من الناس مثل أمّة). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فجعلناهم سلفاً}: قوما تقدموا، {ومثلًا}: عبرة.
وقرأها الأعرج: سلفا، كأن واحدته: «سلفة» أي: عصبة, وفرقة متقدمة من الناس، مثل القطعة, تقول: تقدمت سلفة من الناس.
وقرئت: (سُلُفاً)، كما قيل: خشب وخشب، وثمر وثمر. ويقال: هو جمع: «سليف», وكله من التقدم). [تفسير غريب القرآن: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والمثل: العبرة، كقوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ} أي: عبرة لمن بعدهم.

وقوله: {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}أي عبرة). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين}
جعلناهم سلفا: متقدّمين , ليتعظ بهم الآخرون.
ويقرأ {سلفا} بضم السين واللام، ويقرأ {سلفا} بضم السين وفتح اللام؛ فمن قال: {سلفا} بضمتين, وهو جمع سليف، أي جميع قد مضى.
ومن قرأ {سلفا}: فهو جمع سلف, أي: فرقة قد مضت). [معاني القرآن: 4/416]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين}
قال لاحق بن حميد: أي: {جعلناهم سلفا لمن عمل بعملهم, ومثلا لمن لم يعمل بعملهم}
وقال مجاهد: هم قوم فرعون, سلف لكفار أمة محمد, قال: {ومثلا}: أي: عبرة.
وقال قتادة: {سلفا}: إلى النار, {ومثلا} أي: عظة.
قرئ على أبي قاسم -قريب احمد بن منيع -, عن أبي كامل الجحدري, عن عبد الواحد, عن عاصم, عن أبي مجلز: {فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين }, قال: {سلفا}: لمن عمل بمثل عملهم, {ومثلا}: لمن لم يعمل بمثل عملهم.
قال أبو جعفر: هذه الأقوال متقاربة , وأصل السلف في اللغة ما تقدم, ومنه تسلفت من فلان, وأبينها قول قتادة: أي جعلناهم متقدمين في الهلاك, وعظة لمن يأتي بعدهم.
ويقرأ: {سلفا}: جمع سليف.
وقرأ حميد الأعرج: فيما روي عنه: {سلفا}: جمع سلفة, أي: فرقة متقدمة.
وأبينها, وأكثرها فتح السين واللام, كما يقال فلان: يحب السلف). [معاني القرآن: 6/373-374]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:39 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ما حكى الله عن فرعون من قوله: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ} - فإنما تأويله - والله أعلم -: أنه قال: أفلا تبصرون. أم أنا خير? على أنهم ما قالوا له: أنت خير لكانوا عنده بصراء، فكأنه قال - والله أعلم -: أفلا تبصرون، أم تبصرون. وهذه أم المنقطعة؛ لأنه أدركه الشك في بصرهم، كالمسألة في قولك: أزيدٌ في الدار أم لا، وقد مضى تفسير هذا). [المقتضب: 3/295-296]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن سميت مؤنثاً بمذكر على هذا الوزن عربيٍّ فإن فيه اختلافاً: فأما سيبويه والخليل والأخفش والمازني، فيرون أن صرفه لا يجوز؛ لأنه أخرج من بابه إلى باب يثقل صرفه، فكان بمنزلة المعدول. وذلك نحو امرأة سميتها زيدا أو عمرا. ويحتجون بأن مصر غير مصروفة في القرآن؛ لأن اسمها مذكر عنيت به البلدة. وذلك قوله عز وجل: {أليس لي ملك مصر} فأما قوله عز وجل: {اهبطوا مصراً}. فليس بحجةٍ عليه؛ لأنه مصرٌ من الأمصار، وليس مصر بعينها، هكذا جاء في التفسير، والله أعلم). [المقتضب: 3/351-352]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أم منقطعةً
وذلك قولك أعمروٌ عندك أم عندك زيد فهذا ليس بمنزلة أيهما عندك ألا ترى أنك لو قلت أيهما عندك عندك لم يستقم إلا على التكرير والتوكيد.
ويدلك على أن هذا الآخر منقطعٌ من الأول قول الرجل إنها لإبلٌ ثم يقول أن شاءٌ يا قوم فكما جاءت أم ههنا بعد الخبر منقطعةً كذلك تجيء بعد الاستفهام وذلك أنه حين قال أعمروٌ عندك فقد ظن أنه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظن في زيد بعد أن استغنى كلامه وكذلك إنها لإبلٌ أم شاءٌ إنما أدركه الشك حيث مضى كلامه على اليقين.
وبمنزلة أم ههنا قوله عز وجل: {الم * تنزيل الكتاب
لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه} فجاء هذا الكلام على كلام العرب قد علم تبارك وتعالى ذلك من قولهم ولكن هذا على كلام العرب ليعرفوا ضلالتهم.
ومثل ذلك: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين} كأن فرعون قال أفلا تبصرون أم أنتم بصراء فقوله أم أنا خيرٌ من هذا بمنزلة أم أنتم بصراء لأنهم لو قالوا أنت خيرٌ منه كان بمنزلة قولهم نحن بصراء عنده وكذلك أم أنا خيرٌ بمنزلته لو قال أم أنتم بصراء.
ومثل ذلك قوله تعالى: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن الله عز وجل لم يتخذ ولداً ولكنه جاء على حرف الاستفهام ليبصروا ضلالتهم ألا ترى أن الرجل يقول للرجل آلسعادة أحب إليك أم الشقاء وقد علم أن السعادة أحب إليه من الشقاء وأن المسئول سيقول السعادة ولكنه أراد أن يبصر صاحبه وأن يعلمه). [الكتاب: 3/172-173] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ما حكى الله عن فرعون من قوله: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ} - فإنما تأويله - والله أعلم -: أنه قال: أفلا تبصرون. أم أنا خير? على أنهم ما قالوا له: أنت خير لكانوا عنده بصراء، فكأنه قال - والله أعلم -: أفلا تبصرون، أم تبصرون. وهذه أم المنقطعة؛ لأنه أدركه الشك في بصرهم، كالمسألة في قولك: أزيدٌ في الدار أم لا، وقد مضى تفسير هذا). [المقتضب: 3/295-296] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) }
قال عليُّ بنُ حَمزةَ الكِسَائِيُّ (189هـ): (ويقال: سِوَار المرأة، للذي يكون في يدها ويقال: إسْوَار، بالألف وبغير ألف. قال الشاعر في السِّوار:
ألا طرقت بعد الهدوء نوار = تهادى عليها دملج وسِوَار
وفي الجمع: أسْوِرة. وقالت الخنساء في الإسوار:
مثل الرديني لم تدنس حديدته = كأنه تحت طي البرد إسوار
وفي الجمع: أَسَاوِرة، وأَسْوِرة. وقرئ بهما). [ما تلحن فيه العامة: 116]


تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
في كل يوم أرى منه مبينة = تكاد تسقط مني منة أسَفَا
...
والأسف: الحزين: والأسفان: الغضبان. قال: والأسيف في غير هذا الموضع: الرقيق القلب، ومنه الحديث: ((إن أبا بكر كان رجلا أسيفا)) ). [شرح ديوان كعب بن زهير: 70]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "مات من دون هذا أسفًا"، يقول: تحسرًا، فهذا موضع ذا و"قد" يكون الأسف الغضب، قال الله عز وجل: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} والأسيف يكون الأجير ويكون الأسير فقد قيل في بيت الأعشى:
أرى رجلا ًمنهم أسيفًا كأنما... يضم إلى كشحيه كفًا مخضبا
المشهور أنه من التأسف لقطع يده، وقيل: بل هو أسير قد كبلت يده، ويقال: قد جرحها الغل، والقول الأول هو المجتمع عليه، ويقال في معنى أسيف عسيف أيضًا). [الكامل: 1/37-38]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وأسف عليه يأسف قال اللّه تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55] ). [الأمالي: 1/64]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 07:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 07:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 07:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين * فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين * فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين * فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين}
نداء فرعون يحتمل أن يكون بلسانه في ناديه، ويحتمل أن يكون بأن أمر من ينادي في الناس، ومعنى هذه الحجة التي نادى بها أنه أراد أن يبين فضله على موسى عليه السلام، إذ هو ملك مصر، وصاحب الأنهار والنعم، وموسى -عليه السلام- خامل متعلل لا دنيا له، قال: فلو أن إله موسى يكون حقا كما يزعم، لما ترك الأمر هكذا، ومصر من بحر الإسكندرية إلى أسوان بطول النيل، والأنهار التي أشار إليها هي الخلجان الكبار الخارجة من النيل وأعظمها نهر الإسكندرية وتنيس ودمياط ونهر طولون.
وقوله: {أم أنا خير} قال سيبويه: "أم" هذه المعادلة، والمعنى: "أفأنتم لا تبصرون أم تبصرون"، فوضع موضع قوله: "أم تبصرون" الأمر الذي هو حقيق أن يبصر عنده، وهو أنه خير من موسى عليه السلام، و"لا" -على هذا النظر- نافية، وقالت فرقة: المعنى: أفلا تبصرون أم لا تبصرون؟، ثم اقتصر على "أم" لدلالة ظاهر الكلام على المحذوف منه، وابتدأ قوله: "أنا خير منه" إخبارا منه، فقوله: {أفلا تبصرون} -على هذا النظر- بمنزلة: "هلا" و"لولا" على معنى التخضيض، وقالت فرقة: "أم" بمعنى بل.
وقرأ بعض الناس: "أما أنا خير"، حكاه الفراء، وكان مجاهد يقف على "أم"، ثم يبتدئ: "أنا خير منه"، قال قتادة: وفي مصحف أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه: "أم أنا خير أم هذا".
و"مهين": معناه: ضعيف وقوله: {ولا يكاد يبين} إشارة إلى ما بقي في لسان موسى عليه السلام من أثر الجمرة، وذلك أنها كانت أحدثت في لسانه عقدة، فلما دعا في أن تحل ليفقه قوله أجيبت دعوته، لكنه بقي أثر كان البيان يقع منه، لكن فرعون عير به، وقوله: "ولا يكاد" يقتضي أنه كان يبين، وقرأ أبو جعفر بن علي: "يبين" بفتح الياء الأولى). [المحرر الوجيز: 7/ 554-555]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلولا ألقي} يريد: من السماء تكرمة له، وقرأ الجمهور: "ألقي" على بناء الفعل للمفعول، وقرأ الضحاك: "ألقى" بفتح الهمزة والقاف على بنائه الفعل للفاعل "أساورة" نصبا، وقرأ جمهور القراء: "أساورة"، وقرأ حفص عن عاصم: "أسورة"، وهي قراءة الأعرج، الحسن، وقتادة، وأبي رجاء، ومجاهد، وقرأ أبي بن كعب: "أساور"، وفي مصحف ابن مسعود رضى الله عنه: "أساوير"، ويقال: سوار وإسوار لما يجعل في الذراع من الحلي، حكى أبو زيد اللغتين، وأبو عمرو بن العلاء، وهو كالقلب، قاله ابن عباس رضى الله عنهما والناس، وكانت عادة الرجال يومئذ حبس ذلك والتزين به، و"أساورة" جمع إسوار، ويجوز أن يكون جمع "أسورة"، كأسقية وأساقي، وكذلك: "أساورة" جمع إسوار، والهاء في: "أساورة" عوض عن الياء المحذوفة، لأن الجمع إنما هو "أساوير" كما في مصحف ابن مسعود، فحذفوا الياء وجعلوا الهاء عوضا منها، كما قالوا ذلك في زنادقة وبطارقة وغير ذلك، و"أسورة": جمع سوار، وقوله: "مقترنين" أي: يحمونه ويشهدون له ويقيمون حجته). [المحرر الوجيز: 7/ 555-556]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن فرعون أنه استخف قومه بهذه المقالة، أي طلب خفتهم وإجابتهم إلى غرضه، فأجابوه إلى ذلك وأطاعوه في الكفر لفسقهم ولما كانوا بسبيله من الفساد). [المحرر الوجيز: 7/ 556]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "آسفونا": معناه: أغضبونا، بلا خلاف، وإغضاب الله تعالى هو أن تعمل الأعمال الخبيثة التي تظهر من أجلها أفعاله الدالة على إرادة السوء بمن شاء، والغضب -على هذا- صفة فعل، وهو مما يتردد، فإذا كان بمعنى مما يظهر من الأفعال فهو صفة فعل، وإذا رد إلى الإرادة فهو صفة ذات، وفي هذا نظر).[المحرر الوجيز: 7/ 556]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "سلفا" بفتح السين واللام، جمع سالف، كحارس وحرس، والسلف: هو الفارط من الأمم المتقدم، أي: جعلناهم متقدمين للأمم الكافرة عظة ومثلا لهم يعتبرون بهم، أو يقعون فيما وقعوا فيه، ومن هذه اللفظة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون أسلافا"، وقوله في ولده إبراهيم قال القاضي أبو محمد رحمه الله: عليهما السلام: "ندفنه عند سلفنا الصالح عثمان بن مظعون "، وقرأ حميد الأعرج، وحمزة، والكسائي: "سلفا" بضم السين واللام، وهي قراءة عبد الله وأصحابه، وسعد بن عياض، وابن كثير، وهو جمع: سليف. وذكر الطبري عن القاسم بن معن أنه سمع العرب تقول: مضى سليف من الناس، بمعنى السلف، وقرأ علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وحميد الأعرج أيضا: "سلفا" بضم السين وفتح اللام، كأنه جمع سلفة، بمعنى الأمة والقطة، والآخرون: هم من يأتي من البشر إلى يوم القيامة).[المحرر الوجيز: 7/ 556]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون (51) أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين (52) فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقترنين (53) فاستخفّ قومه فأطاعوه إنّهم كانوا قومًا فاسقين (54) فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين (55) فجعلناهم سلفًا ومثلا للآخرين (56)}.
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون وتمرّده وعتوّه وكفره وعناده: أنّه جمع قومه، فنادى فيهم متبجّحًا مفتخرًا بملك مصر وتصرّفه فيها: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي}، قال قتادة قد كانت لهم جنانٌ وأنهار ماءٍ، {أفلا تبصرون}؟ أي: أفلا ترون ما أنا فيه من العظمة والملك، يعني: وموسى وأتباعه فقراء ضعفاء. وهذا كقوله تعالى: {فحشر فنادى. فقال أنا ربّكم الأعلى. فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} [النّازعات: 23 -25]). [تفسير ابن كثير: 7/ 231]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ} قال السّدّيّ: يقول: بل أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ. وهكذا قال بعض نحاة البصرة: إنّ "أم" هاهنا بمعنى "بل". ويؤيّد هذا ما حكاه الفرّاء عن بعض القرّاء أنّه قرأها: "أما أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ". قال ابن جريرٍ: ولو صحّت هذه القراءة لكان معناها صحيحًا واضحًا، ولكنّها خلاف قراءة الأمصار، فإنّهم قرؤوا: {أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ}؟ على الاستفهام.
قلت: وعلى كلّ تقديرٍ فإنّما يعني فرعون -عليه اللّعنة- أنّه خيرٌ من موسى، عليه السّلام، وقد كذب في قوله هذا كذبًا بيّنًا واضحًا، فعليه لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة.
ويعني بقوله: {مهينٌ} كما قال سفيان: حقيرٌ. وقال قتادة والسدي: يعني: ضعيف. وقال ابن جريرٍ: يعني: لا ملك له ولا سلطان ولا مال.
{ولا يكاد يبين} يعني: لا يكاد يفصح عن كلامه، فهو عييٌّ حصرٌ.
قال السّدّيّ: {ولا يكاد يبين} أي: لا يكاد يفهم. وقال قتادة، والسّدّيّ، وابن جريرٍ: يعني عييّ اللّسان. وقال سفيان: يعني في لسانه شيءٌ من الجمرة حين وضعها في فيه وهو صغيرٌ.
وهذا الّذي قاله فرعون -لعنه اللّه-كذبٌ واختلاقٌ، وإنّما حمله على هذا الكفر والعناد، وهو ينظر إلى موسى، عليه السّلام، بعينٍ كافرةٍ شقيّةٍ، وقد كان موسى، عليه السّلام، من الجلالة والعظمة والبهاء في صورةٍ يبهر أبصار ذوي [الأبصار و] الألباب. وقوله: {مهينٌ} كذبٌ، بل هو المهين الحقير خلقةً وخلقًا ودينًا. وموسى [عليه السّلام] هو الشّريف الرّئيس الصّادق البارّ الرّاشد. وقوله: {ولا يكاد يبين} افتراءٌ أيضًا، فإنّه وإن كان قد أصاب لسانه في حال صغره شيءٌ من جهة تلك الجمرة، فقد سأل اللّه، عزّ وجلّ، أن يحلّ عقدةً من لسانه ليفقهوا قوله، وقد استجاب اللّه له في [ذلك في] قوله: {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى} [طه: 26]، وبتقدير أن يكون قد بقي شيءٌ لم يسأل إزالته، كما قاله الحسن البصريّ، وإنّما سأل زوال ما يحصل معه الإبلاغ والإفهام، فالأشياء الخلقيّة الّتي ليست من فعل العبد لا يعاب بها ولا يذمّ عليها، وفرعون وإن كان يفهم وله عقلٌ فهو يدري هذا، وإنّما أراد التّرويج على رعيّته، فإنّهم كانوا جهلةً أغبياء، وهكذا كقوله: {فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ} أي: وهي ما يجعل في الأيدي من الحليّ، قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وغير واحدٍ، {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي: يكتنفونه خدمةً له ويشهدون بتصديقه، نظر إلى الشّكل الظّاهر، ولم يفهم السّرّ المعنويّ الّذي هو أظهر ممّا نظر إليه، لو كان يعلم؛ ولهذا قال تعالى: {فاستخفّ قومه فأطاعوه} أي: استخفّ عقولهم، فدعاهم إلى الضّلالة فاستجابوا له، {إنّهم كانوا قومًا فاسقين}).[تفسير ابن كثير: 7/ 231-232]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {آسفونا} أسخطونا.
وقال الضّحّاك، عنه: أغضبونا. وهكذا قال ابن عبّاسٍ أيضًا، ومجاهدٌ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم من المفسّرين.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهبٍ، حدّثنا عمّي، حدّثنا ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلمٍ التّجيبيّ عن عقبة بن عامرٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا رأيت اللّه عزّ وجلّ يعطي العبد ما شاء، وهو مقيمٌ على معاصيه، فإنّما ذلك استدراجٌ منه له" ثمّ تلا {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم}.
وحدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ قال: كنت عند عبد اللّه فذكر عنده موت الفجأة، فقال: تخفيفٌ على المؤمن، وحسرةٌ على الكافر. ثمّ قرأ: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم}.
وقال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: وجدت النّقمة مع الغفلة، يعني قوله: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 232]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلا للآخرين}: قال أبو مجلزٍ: {سلفًا} لمثل من عمل بعملهم.
وقال هو ومجاهدٌ: {ومثلًا} أي: عبرةً لمن بعدهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 232-233]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة