العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي وصل آخر سورة بأول سورة أخرى

وصل آخر سورة بأول سورة أخرى

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وإذا وصلت أول الأنعام بقوله: {ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان: 1] كانت لك خمسة أوجه: أحدهن أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرا الحمد لله) ومثله: (نذيرا الذي) فتسكن الألف من «نذير» وتقطع الألف من (الحمد) على مذهب النبي صلى الله عليه وسلم. والوجه الثاني أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرن الحمد) فتكسر التنوين لاجتماع الساكنين. والوجه الثالث أن تقول (ليكون للعالمين نذيرا الحمد) فتجعل علامة انفصال الآية من الآية التي قبلها في الآية الثانية. أنشد الفراء حجة لهذا المذهب:
حتى أتين فتى تأبط خائفا = ألسيف فهو أخو لقاء أروع
وأنشد الفراء أيضًا حجة لهذا:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا = ألقدر ينزلها بغير جعال
والوجه الرابع أن تقول: (نذيرن الذي) فنفتح التنوين لأنك نقلت إليه فتحة ألف (الذي).
قال الكسائي: قرأ علي بعض العرب سورة «ق» فقال: {مناع للخير معتد مريبن. الذي} [25، 26] فنقل فتحة (الذي) على التنوين ففتحه. والوجه الخامس أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرا الذي) فتحذف التنوين لسكونه وسكون اللام.
وإذا وصلت قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) بأول الأنعام كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (الحمد لله رب العالمين الحمد لله) فتسكن النون من (العالمين) وتقطع الألف من (الحمد) لتؤذن بانفصال الآية عن الآية التي قبلها. والوجه الثاني أن تقول: (العالمين الحمد لله) فتفتح النون من (العالمين) وتسقط الألف من (الحمد) لأنك وصلت أول الآية بآخر الآية التي قبلها. ولا يجوز أن تقول: (العالمين الحمد لله) فتفتح النون من العالمين وتقطع الألف من الحمد لأنك لا تقدر على تحريك حرف ينوي بما بعده الابتداء. وجاز أن تسكن التنوين وتقطع ألف (الحمد) فتقول: (لغفور رحيم الحمد لله) لأن نون الإعراب ساكنة فاصلة بين الاسم والفعل، والسكوت على كل ساكن ممكن في القطع والاتصال.
وإذا وصلت قوله: {يا أيها الذين آمنوا قوا} [التحريم: 6] بأول {اقرأ باسم ربك} [العلق: 1] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا اقرأ باسم ربكم فتسكن الواو من (قوا) وتقطع الألف من (اقرأ) لأنك تنوي
انفصال الآية من الآية التي قبلها. والوجه الثاني أن تقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا اقرأ) فتصل القاف الأولى بالثانية في اللفظ. وتحذف الواو لسكونها وسكون القاف. وكذلك إذا وصلت (قوا) بأول القارعة قلت: (قوا القارعة) وإن شئت [قلت] (قوا القارعة) فتصل القاف باللام في اللفظ فإذا وصلت (قوا) بـ(ألهاكم) قلت: (قوا ألهاكم) فأثبت الواو لأن الألف في «ألهي» ألف قطع، الدليل على ذلك أنك تقول: «ألهي يُلهي» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وإذا وصلت أول «ألهاكم» بآخر «القارعة» قلت: (نار حامية ألهاكم) فتقطعها لأنها ألف قطع، فإذا وصلت آخر القارعة بأولها كانت لك خمسة أوجه: أحدهن أن تقول: (نار حامية القارعة) فتسكن الهاء من (حامية) وتقطع الألف من
(القارعة) على مذهب النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز من هذا الوجه أن تقف على التاء فتقول: (نار حامية القارعة)، والوجه الثاني أن تقول (حاميتن القارعة) فتكسر التنوين لاجتماع الساكنين والوجه الثالث أن تقول، (نار حاميتن القارعة) فتسكن التنوين وتقطع ألف (القارعة). والوجه الرابع أن تقول: (نار حاميتن القارعة) فتفتح التنوين لأنك نقلت إليه فتحة الألف من (القارعة) فتفتح التنوين لأنك نقلت إليه فتحة الألف من (القارعة). والوجه الخامس أن تقول: (نار حامية القارعة) فتحذف التنوين لاجتماع الساكنين.
وإذا وصلت قوله: {ليسجنن} [يوسف: 32] بأول (ألهاكم) قلت: (ليسجنن ألهاكم) وإذا وصلته بأول (القارعة) قلت: (ليسجنن القارعة) فتقطع ألف (ألهاكم) وتحذف ألف (القارعة).
وإذا وصلت أول (ألهاكم) بقوله: {لنسعفا بالناصية} [العلق: 15] قلت: (لنسعفا ألهاكم) وكذلك: {وليكونن من الصاغرين} [يوسف: 32] تقول: (وليكونن ألهاكم) فتسكن التنوين وتقطع ألف (ألهاكم). وإذا وصلتها بأول (القارعة) قلت: (لنسفعا القارعة) و(ليكونا القارعة) فتحذف التنوين لسكونه وسكون اللام وتحذف ألف (القارعة) للوصل.
وإذا وصلت أول (القارعة) بآخر (إذا زلزلت) كانت لك ثلاثة مذاهب: أحدهن أن تقول: {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 8] (القارعة) وهو مذهب النبي صلى الله عليه وسلم والوجه الثاني أن تقول: (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (القارعة) فتحذف الواو لسكونها وسكون اللام.
وتحذف الألف لأنك نويت أن تصل أول السورة بآخر السورة التي قبلها. والوجه الثالث أن تقول: (ومن يعمل مثقال ذرة شرا ير هو القارعة) فتثبت الواو وتقطع ألف القارعة لأنك جعلت علامة انقطاع الآية من الآية التي قبلها في الآية الثانية. فإذا وصلت آخر (إذا زلزلت) التكبير قلت: (شرًا يره الله أكبر)، وإن شئت قلت: (شرا ير هو الله أكبر). ولم يجز الفراء (شرا يرهو الله أكبر) لأن التكبير منقطع من القراءة.
وإذا وصلت آخر (لم يكن) بأول (القارعة) كانت لك الثلاثة الأوجه: أحدهن أن تقول: (لمن خشي ربه القارعة). والوجه الثاني: (ربه القارعة). والوجه الثالث (ربهو القارعة). أنشد الفراء حجة لهذا المذهب الثالث:
لتسمعن وشيكا في دياركم = الله أكبر يا ثارات عثمانا
وإذا وصلت: {ولو أنا كتبنا عليهم أن} [النساء: 66] بأول (اقرأ) قلت: (أن اقرأ) فكسرت النون لسكونها وسكون القاف، ومن العرب من يقول: (أني اقرأ) إذا نسي أحدهم الفعل الذي بعد (أن) فيتذكره وهو يريد الوصل فيجعل الياء صلة لكسرة النون. زعم الفراء أن من العرب من يقول (أني اقتلوا)، (أني اضرب بعصاك الحجر)، وليس مما قرأت به القراء، ولكنه مذهب للعرب غير داخل في القراءة.
فإذا وصلت: {ولو أنا كتبنا عليهم أن} [النساء: 66] بقوله: {فليؤد الذي أؤتمن أمانته} [البقرة: 283] قلت:
(أن أؤتمن) فتكسر النون لسكونها وسكون الهمزة، وإن شئت قلت: (أن اؤتمن) فضممت النون لأنها كانت ساكنة في الأصل فنقلت إليها ضمة الألف كما قرأت القراء: {ولقد استهزئ برسل من قبلك} [الأنعام: 10] بكسر الدال وضمها.
وإذا وصلت أول (القارعة) بقوله: {فهبداهم اقتده} [الأنعام: 90] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (فبهداهم اقتده القارعة). والوجه الثاني أن تقول (فبهداهم اقتد القارعة). وكذلك: {يا ليتني لم أوت كتابيه} [الحاقة: 25] (الحمد لله). وإن شئت قلت: (لم أوت كتابي الحمد لله). ومثله: {لم يتسنه} [البقرة: 259] (القارعة)، وإن شئت قلت: (لم يتسن القارعة)
ولا يجوز أن تقول: (لم يتسن القارعة) بفتح النون في (يتسن) وقطع الألف من (القارعة). وكذلك لا يجوز أن تقول: (فهبداهم اقتد القارعة) لأنك لا تقدر على تحريك حرف تنوي بالحرف الذي بعده الابتداء.
وإذا وصلت أول (القارعة) بقوله: {تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي} [طه: 4] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (العلي القارعة). والوجه الثاني أن تقول: (العل القارعة) فتحذف الياء لسكونها وسكون اللام. وكذلك: {يعلم السر وأخفى} [طه: 7] {الله لا إله إلا هو} [طه: 8] فيه الوجهان اللذان وصفناهما. وكذلك: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} [القيامة: 40] «الله أكبر» فيه وجهان: إن شئت قلت: (الموتى الله أكبر)، وإن قلت: (الموت الله أكبر) فحذفت الألف والياء.كذلك: {قل إن هدى الله هو الهدى} [البقرة: 120]).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/457-468]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة