العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:09 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ( "نعم"عدّة وتصديق، وهي تقع جوابا للسؤال الموجود، كقولك: أخرج زيد؟ فيقال: "نعم"، ولا تقع جوابا للنّفي، كما أن "بلى" لا تقع جوابا للواجب). [حروف المعاني والصفات: 6]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:10 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب "النون" المركبة
باب "نعم"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):(باب "النون" المركبة
اعلم أن "النون" تتركب مع "الحاء" و"النون": "نحن"، ومع "العين" و"الميم": "نعم"، فلذلك حرفان.
فأما
"نعم" فقد ذُكر حكمها في باب أنا وأنت، لأن الباب فيها في الفصل واحدٌ على ما مضى هناك.

باب "نعم"
اعلم أن "نعم" معناها العدة والتصديقُ، وهي حرف جوابٍ لما قبلها أبدًا، إلا أنها إن كان ما قبلها طلبًا فهي عدةٌ لا غيرُ، وإن كان ما قبلها خبرًا فهي تصديقٌ لا غير، فمثال الأولى أن تقول في جواب من قال: أتضربُ زيدًا، أو هل تضربُ زيدًا، أو ألا تضرب زيدًا، ونحو ذلك من أنواع الطلب: "نعم"، والمعنى: الإخبارُ بفعل الضرب ووعدُ السائل به، ومثال الثانية: أن تقول في جواب من قال: ضربتُ زيدًا أو قتلتُ عمرًا أو نحو ذل من الإخبار: "نعم"، والمعنى قد ضربت أو قتلت، مجاوبًا كلامه بالإجابة إلى الفعل وصدقته، وكانت كلامًا تامًا بوقوعها موقع الكلام التام، وقد يجوزُ أن تجتمع معه توكيدًا، وقد يجوز أن تأتي بأصل الجواب جملة على نحو ما تقدم دونها.
وهي في الجواب نقيضةُ
"لا" النافية ونقيضة "بلى" أيضًا، إلا أن "بلى" تنفي الموجب قبلها، وتوجب المنفي أيضًا، فإذا قال القائل: ضربت زيدًا، فتقول: "بلى"، فالمعنى لم أضربه، وإذا قال: لم تضرب زيدًا، فتقول: "بلى" فالمعنى: ضربته.
و
"نعم" توجبُ لا غير، ولا يقع قبلها المنفي، ولو جاء لجاز، فلهذا قال بعض النحويين في قوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}: إنهم لو قالوا "نعم" لكان كفرًا، يريدُ: إنهم لو قالوا "نعم" لصدَّقوا النفي فكفروا، و"بلى" تنفيه وتوجبُ الجواب، فيكون المعنى على"نعم":
لست ربنا، وعلى
"بلى" بل أنت ربنا، فخرج من هذا أن "نعم" لا تقع في مواضع "بلى"، وأن "بلى" تقع في مواضع "نعم"، إذ لا يقع قبلها الموجبُ، وقال بعضهم: إنه قد يقع كل واحدٍ منهما موضع الآخر، وأنشد:
أليس الليل يجمع أم عمروٍ ..... وإيانا فذاك بنا تداني
نعم، وترى الهلال كما أراه ..... ويعلوها النهارُ كما علاني

فلو قال هنا: بلى لجاز، وقوله "نعم" جائز، وهذا عندي على توجيهين في البيت: الأول: إن أريد جوابُ: «أليس الليل يجمع أم عمروٍ وإيانا» جووب بـ "بلى" لأن قبلها النفي فيكون المعنى: بل يجمعنا، وإن أريد جوابُ «فذاك بنا تداني» صحت "نعم" على معنى: "نعم" ذاك بنا تداني، فليس في البيت شاهدٌ على أن كل واحدةٍ منهما موضع الأخرى كما ذكرتُ لك، فاعلمه). [رصف المباني:363 - 365]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:11 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



حروف الجواب
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الجواب:
وحروفه:
"نعم"، و"بلى"، و"أجل"، و"إنّ" – بمعنى "نعم" –، و"إي"، و"جير"، وقيل: هي اسم).[التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:13 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): (
"نعم" حرف، من حروف الجواب. وفيها ثلاث لغات: "نعم"، بفتح "العين". و"نعم"، بكسرها، وهي لغة كنانة، وبها قرأ الكسائي. و"نحم"، بإبدال "عينها" "حاء". حكاها النضر بن شميل، وبها قرأ ابن مسعود.
وهي لتصديق مخبر، أو إعلام مستخبر، أو وعد طالب. فالأول كقولك "نعم" لمن قال: قام زيد. والثاني كقولك "نعم" لمن قال: هل جاء زيد؟ والثالث كقولك "نعم" لمن قال: اضرب زيداً. أي: "نعم" أضربه. والنفي كالموجب. والسؤال عن النفي كالنفي. ففي الموجب والسؤال عنه تصديق الثبوت. وفي النفي والسؤال عنه تصديق النفي، وتقدم الفرق بينها وبين "بلى".
وزعم بعض النحويين أن "نعم" تحكون حرف تذكير، لما بعدها. وذلك إذا وقعت صدر الجملة بعدها، نحو: "نعم" هذه أطلالهم. وهذا يحتمل التأويل.
وعبارة سيبويه فيها قوله "نعم" عدة وتصديق.
قال بعض النحويين: يعني أنها إن كان قبلها طلب فهي عدة، لا غير. وإن كان قبلها خبر فهي تصديق، لا غير. والله أعلم). [الجنى الداني:505 - 506]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:14 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("نَعَمْ"
"نعم": بفتح "العين"، وكنانة تكسرها، وبها قرأ الكسائي، وبعضهم يبدلها "حاء"، وبها قرأ ابن مسعود، وبعضهم يكسر "النّون" إتباعا لسرة "العين" تنزيلا لها منزلة الفعل في قولهم "نعم"، وشهد بكسرتين كما نزلت "بلى" منزلة الفعل في الإمالة، والفارسي لم يطلع على هذه القراءة وأجازها بالقياس.
وهي حرف تصديق ووعد وإعلام، فالأول بعد الخبر، كقام زيد، وما قام زيد، والثّاني بعد افعل ولا تفعل، وما في معناهما، نحو: هلا تفعل، وهلا لم تفعل، وبعد الاستفهام، في نحو: هل تعطيني؟ ويحتمل أن تفسر في هذا بالمعنى الثّالث، والثّالث بعد الاستفهام، في نحو: هل جاءك زيد؟ ونحو: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا}،{إن لنا لأجرا}.
وقول صاحب المقرب إنّها بعد الاستفهام للوعد غير مطرد لما بيناه قبل.
قيل وتأتي للتوكيد إذا وقعت صدرا، نحو: "نعم" هذه أطلالهم.
والحق أنّها في ذلك حرف إعلام، وأنّها جواب لسؤال مقدّر، ولم يذكر سيبويه معنى الإعلام البتّة، بل قال: وأما "نعم" فعدّة وتصديق، وأما "بلى" فيوجب بها بعد النّفي.
وكأنّه رأى أنه إذا قيل: هل قام زيد؟ فقيل: "نعم"، فهي لتصديق ما بعد الاستفهام، والأولى ما ذكرناه من أنّها للإعلام، إذ لا يصح أن تقول لقائل ذلك صدقت؛ لأنّه إنشاء لا خبر.
واعلم أنه إذا قيل: قام زيد، فتصديقه "نعم"، وتكذيبه "لا"، ويمتنع دخول "بلى" لعدم النّفي.
وإذا قيل: ما قام زيد، فتصديقه "نعم"، وتكذيبه "بلى"، ومنه: {زعم الّذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي}، ويمتنع دخول "لا"؛ لأنّها لنفي الإثبات لا لنفي النّفي.
وإذا قيل: أقام زيد، فهو مثل: قام زيد، أعني أنّك تقول إن أثبت القيام: "نعم"، وإن نفيته: "لا"، ويمتنع دخول "بلى".
وإذا قيل: ألم يقم زيد، فهو مثل: لم يقم زيد، فتقول إذا أثبت القيام: "بلى"، ويمتنع دخول "لا"، وإن نفيته قلت: "نعم"، قال الله
تعالى: {ألم يأتكم نذير قالوا بلى}،{ألست بربكم قالوا بلى}،{أو لم تؤمن قال بلى}.
وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنه لو قيل: "نعم" في جواب:{ألست بربكم} لكان كفرا، والحاصل أن "بلى" لا تأتي إلّا بعد نفي، وأن "لا" لا تأتي إلّا بعد إيجاب، وأن "نعم" تأتي بعدهما، وإنّما جاز:{بلى قد جاءتك آياتي} مع أنه لم يتقدّم أداة نفي؛ لأن {لو أن الله هداني} يدل على نفي هدايته، ومعنى الجواب حينئذٍ "بلى" قد هديتك بمجيء الآيات، أي: قد أرشدتك بذلك، مثل: {وأما ثمود فهديناهم}.
وقال سيبويه في باب النّعت في مناضرة جرت بينه وبين بعض النّحويين.
فيقال له ألست تقول كذا وكذا، فإنّه لا يجد بدا من أن يقول: "نعم"، فيقال له أفلست تفعل كذا، فإنّه قائل: "نعم"، فزعم ابن الطراوة أن ذلك لحن.
وقال جماعة من المتقدّمين والمتأخرين منهم الشلوبين: إذا كان قبل النّفي استفهام، فإن كان على حقيقته، فجوابه كجواب النّفي المجرّد، وإن كان مرادا به التّقرير، فالأكثر أن يجاب بما يجاب به النّفي رعيا للفظه، ويجوز عند أمن اللّبس أن يجاب بما يجاب به الإيجاب رعيا لمعناه، ألا ترى أنه لا يجوز بعده دخول أحد، ولا الاستثناء المفرغ، لا يقال: أليس أحد في الدّار؟ ولا: أليس في الدّار إلّا زيد؟ وعلى ذلك قول الأنصار رضي الله تعالى عنهم للنّبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال لهم: ألستم ترون لهم ذلك "نعم".
وقول جحدر:
أليس اللّيل يجمع أم عمرو ... وإيانا فذاك بنا تدان
نعم وأرى الهلال كما تراه ... ويعلوها النّهار كما علاني
وعلى ذلك جرى كلام سيبويه والمخطئ مخطئ.
وقال ابن عصفور أجرت العرب التّقرير في الجواب مجرى النفي المحض، وإن كان إيجابا في المعنى، فإذا قيل: ألم أعطك درهما؟ قيل في تصديقه: "نعم"، وفي تكذيبه: "بلى"، وذلك لأن المقرّر قد يوافقك فيما تدعيه وقد يخالفك، فإذا قال: "نعم" لم يعلم، هل أراد "نعم" لم تعطني على اللّفظ، أو "نعم" أعطيتني على المعنى، فلذلك أجابوه على اللّفظ، ولم يلتفتوا إلى معنى.
وأم"نعم" في بيت جحدر فجواب لغير مذكور، وهو ما قدره في اعتقاده من أن اللّيل يجمعه وأم عمرو، وجاز ذلك لأمن اللّبس، لعلمه أن كل أحد يعلم أن اللّيل يجمعه وأم عمرو، أو هو جواب لقوله: وأرى الهلال البيت وقدمه عليه.
قلت: أو لقوله: فذاك بنا تدان وهو أحسن.
وأما قول الأنصار فجاز لزوال اللّبس؛ لأنّه قد علم أنهم يريدون "نعم" نعرف لهم ذلك، وعلى هذا يحمل استعمال سيبويه لها بعد التّقرير انتهى.
ويتحرر على هذا أنه لو أجيب {ألست بربكم} بـ "نعم" لم يكف في الإقرار؛ لأن الله سبحانه وتعالى أوجب في الإقرار بما يتعلّق بالربوبية، العبارة الّتي لا تحتمل غير المعنى المراد من المقر، ولهذا لا يدخل في الإسلام بقوله: لا إله إلّا الله برفع (إله)؛ لاحتماله لنفي الوحدة فقط، ولعلّ ابن عبّاس رضي الله عنهما أنما قال: إنّهم لو قالوا: "نعم"، لم يكن إقرارا كافيا.
وجوز الشلوبين أن يكون مراده أنهم لو قالوا: "نعم" جوابا للملفوظ به على ما هو الأفصح لكان كفرا، إذ الأصل تطابق الجواب والسّؤال لفظا وفيه نظر؛ لأن التفكير لا يكون بالاحتمال).[مغني اللبيب: 4 / 294 - 308]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:16 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



الباب الثالث: في الحروف الثلاثية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثالث: في الحروف الثلاثية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف كان هذا الباب ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الحروف المحضة، وهي خمسة عشر حرفًا: "أيا"، و"هيا"، و"آأي"، و"ألا"، و"أما"، و"إذن"، و"إلى"، و"إن" المكسورة "الهمزة" المشددة "النون"، و"أن" المفتوحة "الهمزة" المشددة "النون"، و"ليت"، و"نعم"، و"بلى"، و"ثم"، و"رب"، و"سوف"). [جواهر الأدب: 165]

الفصل الأول: من النوع الأول من الحروف المحضة حروف الإيجاب
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الأول: من النوع الأول من الحروف المحضة حروف الإيجاب، وهي على المشهور ستة، كما سبق وسميت حروف الإيجاب لأنها توجب القول وتقرره مثبتًا كان أو منفيًا، وهي على أربعة: اضرب ضرب يقرر ما سبقه من الكلام، وهو "نعم"، وضرب يختص بإيجابه هو "بلى"، وسيأتي البحث عنهما، وضرب يفيد الإثبات فقط بشرط تقدم الاستفهام وهو "آاي"، وقد سبق البحث عنها، وضرب لمجرد تصديق الخبر وهو "أجل"، و"جير"، و"إن"، "فأجل" تصديق للخبر نفيًا كان أو إثباتًا، كقولك لمن قال: زيد أفضل الناس، أو ما زيد كريمًا، "أجل"، فلا يجاب بها الإنشاء نحو: هل قام زيد بل "بنعم"، وإن اتفقا معنى حظًا لأقلي الاستعمال عن أكثريه، ونقل الجوهري عن الأخفش: إن "نعم" أحسن من "أجل" في الاستفهام). [جواهر الأدب: 165]

الفصل العاشر: "نعم"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل العاشر: من النوع الأول من الحروف الثلاثية المحضة هو:
"نعم": وهي حرف إيجاب هامل لدخولها على القبيلين هي نقيضة "لا"، وفيها لغات: فتح "النون" و"العين" وكسر "العين" وعكسه، وكسرهما، وإبدال "العين" "حاء"، فيقال: "نحم"، كما أبدلت "الحاء" من "حتى" "عينًا"، فقيل: "عتى"، وأشهرها الأولى، فإن كانت جواب سؤال خيري كانت مقررة ومصدقة له مثبتًا كان أو منفيًا، كقولك: "نعم"، جواب: قام زيد، وما قام زيدٌ، وإن كانت جواب استفهام نحو: أقام زيدٌ، وأما قام عمر، وكانت محض خبر لامتناع التصديق والتقرير ههنا فهي مقررة لما بعد "الهمزة"، ومن هذا علم أن في إطلاقهم أن "نعم" مقررة لما سبقها تساهل، ومن ثم قال ابن عباس رضي الله عنه: «لو قالوا في جواب: {ألست بربكم} "نعم"، لكان كفرا»، وقد أجاب بعضهم "بنعم" في موضع "بلى"، بعد "همزة" داخلة على نفي لفائدة التقرير، أي: الحمل على الإقرار والطلب، فيجوز في جواب: {ألست بربكم} "نعم"، ولا تناقض بين هذا وقول ابن عباس، لكون ما قاله مبنيًا على أن "نعم" مقررة لما بعد "الهمزة"، وما قاله هؤلاء مبنيًا على أنها مقررة لمضمون الجملة الاستفهامية، ومضمونها ثبوتي، فكأنه جواب أنا ربكم، ويشهد له عطف وضعنا في قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك} إذ المعنى: شرحنا ووضعنا، قال الرضي رحمه الله: ما معناه: ويقوى هذا النقل قوله:
أليس الليل يجمع أم عمرو ..... وإيان فذاك بنا تدان
نعم وترى الهلال كما أراه ..... ويعلوها النها كما علاني

والعرف ولهذا لو قال: "نعم"، في جواب: أليس لي عليك دينار، للزمه الدينار، فظهر من هذا كله عدم لزوم التناقض بينهما). [جواهر الأدب: 180 - 181]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:17 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



(فصل) "نَعم" و"نِعم" بفتح "النون" وبكسرها

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "نَعم" و"نِعم" بفتح "النون" وبكسرها
أما الأولى فهي بفتح "العين"، وكنانة تكسرها، وبها قرأ الكسائي، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحكي النضر بن شميل: أن ناسا من العرب تبدلها "حاء"، ويقال: إن بها قرأ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وبعضهم بكسر "النون" اتباعًا لكسر "العين".
وهي حرف وليس باسم، قال سيبويه: "ليس" "بلى" و"نعم" اسمين، وهي حرف جواب معناه التصديق في الخبر والوعد بالمطلوب والإعلام بالمسئول.
فالأول: كقام زيد، أو ما قام زيد، فتقول: "نعم".
والثاني: وقوعها بعد افعل أو لا تفعل وما في معناهما، نحو: هلا تفعل، وبعد الاستفهام في نحو: هل تعطيني؟
والثالث: بعد "هل" في نحو: جاءك زيد، ونحو: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا}، وقوله تعالى: {أئن لنا لأجرًا}.
واعلم أن حروف الجواب ثلاثة:
"بلى"، وهو حرف إيجاب يوجب النفي، فلا يجاب به إلا بعد النفي، فهي لنفي النفي كما تقدم في بابه.
و "لا" حرف نفي، لنفي الإيجاب، و"نعم" صالح للأمرين:
فإذا قيل: قام زيد، فتصديقه: "نعم"، وتكذيبه: "لا"، ويمتنع "بلى" لعدم النفي.
وإذا قيل: ما قام زيد، فتصديقه: "نعم"، وتكذيبه: "بلى"، ومنه قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي}، ويمتنع دخول "لا" لعدم الإثبات.
وإذا قيل: أقام زيد؟ فهو مثل: قام زيد، وإذا قيل: ألم يقم زيد؟ فهو مثل: لم يقم زيد، تقول في إثبات القيام: "بلى"، ويمتنع دخول "لا"، وإن نفيت قلت: "نعم"، قال الله تعالى: {ألم يأتكم نذير قالوا بلى}، {أو لم تؤمن قال بلى}، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «أنه لو قيل: "نعم" في جواب {ألست بربكم} كان كفرًا».
وإذا تقرر هذا فقد قال سيبويه في باب التعجب في حكاية مناظرة جرت بينه وبين النحويين فيقال له: ألست تقول كذا؟ فإنه لا يجد بدًا من أن يقول: "نعم"، فيقال له: أفلست تفعل كذا؟ فإنه قائل "نعم"، فزعم ابن الطراوة أن ذلك لحن لما تقرر من القاعدة.
وقال جماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم الشلوبين: إذا كان قبل النفي استفهام، فإن كان على حقيقة النفي فجوابه كجواب النفي المجرد، وإن كان المراد به الإيجاب فجوابه كجواب النفي مراعاة للفظه، ويجوز عند أمن اللبس أن يجاب بما يجاب به الإيجاب مراعاة لمعناه، وعلى ذلك قول الأنصار رضي الله تعالى عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قال: «ألستم ترون لهم ذلك نعم»، وقول جحدر:
أليس الليل يجمع أم عمروٍ ..... وإيانا فذاك بنا تداني
نعم وأرى الهلال كما تراه ..... ويعلوها النهار كما علاني
وعلى ذلك جرى كلام سيبويه، فالمخطئ مخطئ، وقال ابن عصفور: أجرت العرب التقرير في الجواب مجرى النفي وإن كان إيجابًا في المعنى، فإذا قيل: ألم أعطك درهمًا؟ قيل في تصديقه "نعم"، وفي تكذيبه: "بلى"، وذلك لأن المقرر قد يوافقك على ما تدعيه وقد يخالفك، فإذا قيل: "نعم" لم يعلم هل أراد: "نعم" لم تعطني، على اللفظ أو "نعم" أعطيتني على المعنى؟ فذلك أجابوه على اللفظ ولم يلتفتوا إلى المعنى، هكذا وجدت «اللفظ» في الأصل المعلق منه وهو كتاب ابن هشام ولعله انعكس على الناسخ، والصواب: فلذلك أجابوه على المعنى ولم يلتفتوا إلى اللفظ.
وأما "نعم" في بيت جحدر، فجواب لغير مذكور، وهو ما قدره اعتقاده من أن الليل يجمعه وأم عمرو، وجاز ذلك لأمن اللبس لعلمه أن كل أحد يعلم أن الليل يجمعه، وأم عمرو، أو هو جواب لقوله: وأرى الهلال كما تراه، وقدمه عليه، قال ابن هشام: أو لقوله: فذاك بنا تداني، قال: وهو أحسن وأما قول الأنصار، فجاز لزوال اللبس؛ لأنه قد علم أنهم يريدون: "نعم"، فعرف لهم ذلك، وعلى هذا يحمل استعمال سيبويه لها بعد التقرير، انتهى. ثم قال ابن هشام رحمه الله: ويتحرر على هذا أنه لو أجيب: {ألست بربكم} "بنعم"، لم يكتف به في الإقرار؛ لأن الله سبحانه أوجب في الإقرار بما يتعلق بالربوبية العبارة التي لا تحتمل غير المعنى المراد من المقر ولهذا لا يدخل في الإسلام بقوله: لا إله إلا الله، برفع «إله» لاحتماله لنفي الوحدة، ولعل ابن عباس رضي الله تعالى عنه: إنما قال: «إنهم لو قالوا: "نعم"» لم يكن إقرارًا كافيًا، وجوز الشلوبين: أن يكون مراده: أنهم لو قالوا: "نعم" جوابًا للملفوظ به على ما هو الأفصح لكان كفرًا، إذ الأصل تطابق الجواب والسؤال لفظًا، قال: وفيه نظر؛ لأن التكفير لا يكون بالاحتمال.
وما قاله ابن هشام حسن ظاهر، ولكن قوله: لا يدخل في دين الإسلام بقوله لا إله إلا الله، بالرفع لاحتماله لنفي الوحدة فيه نظر، بل المعروف المشهور: إن كان يزعم أن الوثن غير شريك لله تعالى كان مؤمنًا، وإن كان يرى أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمنًا حتى يبرأ من عبادة الوثن، ولم يفصل بما ذكرته والله أعلم).[مصابيح المغاني: 492 - 497]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:18 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
نعم بفتح النون والعين معا ..... واكسرهما أيضًا وبالحا سمعا
للوعد والتصديق والإعلام
..... في الطلب الإخبار الاستفهام
قيل وتذكير لما بعد نعم ..... هاج الهوى تذكارُ أطلال العلم).
[كفاية المعاني: 284 - 285]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 محرم 1439هـ/22-09-2017م, 05:53 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قسم معاني الحروف من دليل"دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة