العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 03:36 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّ الّذين حقّت عليهم كلمت ربّك لا يؤمنون (96) ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم (97) فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلاّ قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ (98)
جاء في هذا تحذير مردود وإعلام بسوء حال هؤلاء المحتوم عليهم، والمعنى أن الله أوجب لهم سخطه في الأزل وخلقهم لعذابه فلا يؤمنون، ولو جاءهم كل بيان وكل وضوح إلا في الوقت الذي لا ينفعهم فيه إيمان، كما صنع فرعون وأشباهه من الخلق وذلك وقت المعاينة، وفي ضمن الألفاظ التحذير من هذه الحال وبعث الكل على المبادرة إلى الإيمان والفرار من سخط الله، وقرأ أبو عمرو وعاصم والحسن وأبو رجاء «كلمة» بالإفراد، وقرأ نافع وأهل المدينة «كلمات» بالجمع، وقد تقدم ذكر هذه الترجمة). [المحرر الوجيز: 4/ 527-528]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله فلولا كانت قريةٌ آمنت الآية، في مصحف أبيّ وابن مسعود «فهلا» والمعنى فيهما واحد، وأصل «لولا» في الكلام التحضيض أو الدلالة على منع أمر لوجود غيره، فأما هذه فبعيدة عن هذه الآية لكنها من جملة التي هي للتحضيض بها، أن يكون المحضض يريد من المخاطب فعل ذلك الشيء الذي يخصه عليه، وقد تجيء «لولا»، وليس من قصد المخاطب أن يحض المخاطب على فعل ذلك الشيء فتكون حينئذ لمعنى توبيخ كقول جرير: [الطويل]
... ... ... ... = ... لولا الكمي المقنعا
وذلك أنه لم يقصد حضهم على عقر الكمي، كقولك لرجل قد وقع في أمر صعب: لولا تحرزت، وهذه الآية من هذا القبيل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ومفهوم من معنى الآية نفي إيمان أهل القرى، ومعنى الآية فهلا آمن أهل القرية وهم على مهل لم يلتبس العذاب بهم فيكون الإيمان نافعا في هذه الحالة، ثم استثنى قوم يونس، فهو بحسب اللفظ استثناء منقطع، وكذلك رسمه النحويون أجمع وهو بحسب المعنى متصل، لأن تقديره ما آمن من أهل قرية إلا قوم يونس والنصب في قوله إلّا قوم هو الوجه، ولذلك أدخله سيبويه في باب ما لا يكون فيه إلا النصب، وكذلك مع انقطاع الاستثناء ويشبه الآية قول النابغة:
إلا الأواري ... ... = ... ... ... ...
وذلك هو حكم لفظ الآية، وقالت فرقة: يجوز فيه الرفع وهذا اتصال الاستثناء، وقال المهدوي:
والرفع على البدل من قريةٌ، وروي في قصة قوم يونس: أن القوم لما كفروا أوحى الله إليه: أن أنذرهم بالعذاب لثلاثة، ففعل فقالوا: هو رجل لا يكذب فارقبوه، فإن قام بين أظهركم فلا عليكم، وإن ارتحل عنكم فهو نزول العذاب لا شك، فلما كان الليل تزود يونس وخرج عنهم فأصبحوا فلم يجدوه فتابوا ودعوا الله وآمنوا ولبسوا المسوح وفرقوا بين الأمهات والأولاد من الناس والبهائم، والعذاب منهم فيما روي عن ابن عبّاس على ثلثي ميل، وروي عن علي ميل، وقال ابن جبير غشيهم العذاب كما يغشي الثوب القبر فرفع الله عنهم العذاب فلما مضت الثلاثة وعلم يونس أن العذاب لم ينزل قال كيف أنصرف وقد وجدوني في كذب فذهب مغاضبا كما ذكر الله في هذه الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وذهب الطبري إلى أن قوم يونس خصوا من بين الأمم بأن تيب عليهم من بعد معاينة العذاب ذكر ذلك عن جماعة من المفسرين وليس كذلك، والمعاينة التي لا تنفع التوبة معها هي تلبس العذب أو الموت بشخص الإنسان كقصة فرعون، وأما قوم يونس فلم يصلوا هذا الحد، وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف وعيسى بن عمر وابن وثاب والأعمش «يونس» بكسر النون وفيه للعرب ثلاث لغات ضم النون وفتحها وكسرها وكذلك في «يوسف»، وقوله: إلى حينٍ، يريد إلى آجالهم المفروضة في الأزل، وروي أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل ويقتضي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال له إنه من أهل نينوى، من قرية الرجل الصالح يونس بن متى الحديث، الذي في السيرة لابن إسحاق). [المحرر الوجيز: 4/ 528-530]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين (99) وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلاّ بإذن اللّه ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون (100) قل انظروا ماذا في السّماوات والأرض وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون (101)
المعنى أن هذا الذي تقدم إنما كان جميعه بقضاء الله عليهم ومشيئته فيهم، ولو شاء الله لكان الجميع مؤمنا، فلا تأسف أنت يا محمد على كفر من لم يؤمن بك، وادع ولا عليك فالأمر محتوم، أفتريد أنت أن تكره الناس بإدخال الإيمان في قلوبهم وتضطرهم إلى ذلك والله عز وجل قد شاء غيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا التأويل الآية عليه محكمة، أي ادع وقاتل من خالفك، وإيمان من آمن مصروف إلى المشيئة
وقالت فرقة: المعنى أفأنت تكره الناس بالقتال حتى يدخلوا في الإيمان، وزعمت أن هذه الآية في صدر الإسلام وأنها منسوخة بآية السيف، والآية على كلا التأويلين رادة على المعتزلة، وقوله تعالى: كلّهم جميعاً تأكيد وهو من فصيح الكلام، وجميعاً حال مؤكدة، ونحوه قوله لا تتّخذوا إلهين اثنين [النحل: 51]). [المحرر الوجيز: 4/ 530-531]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلّا بإذن اللّه الآية، رد إلى الله تعالى وإلى أن الحول والقوة لله، في إيمان من يؤمن وكون الرجس على الكفار، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر «ونجعل الرجس» بنون العظمة، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: «ويجعل» بالياء وقرأ الأعمش: «ويجعل الله الرجس»، والرّجس يكون بمعنى العذاب كالرجز، ويكون بمعنى القذر والنجاسة ذكره أبو علي هنا وغيره وهو في هذه الآية بمعنى العذاب، ولا يعقلون يريد آيات الله وحجج الشرع. ومعنى «الإذن» في هذه الآية الإرادة والتقدير لذلك، فهو العلم والتمكين). [المحرر الوجيز: 4/ 531]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين (94) ولا تكوننّ من الّذين كذّبوا بآيات اللّه فتكون من الخاسرين (95) إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون (96) ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم (97)}
قال قتادة بن دعامة: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا أشكّ ولا أسأل"
وكذا قال ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن البصريّ، وهذا فيه تثبيتٌ للأمّة، وإعلامٌ لهم أنّ صفة نبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم موجودةٌ في الكتب المتقدّمة الّتي بأيدي أهل الكتاب، كما قال تعالى: {الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل} الآية [الأعراف: 157]. ثمّ مع هذا العلم يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم، يلبسون ذلك ويحرّفونه ويبدّلونه، ولا يؤمّنون به مع قيام الحجّة عليهم؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} أي: لا يؤمنون إيمانًا ينفعهم، بل حين لا ينفع نفسًا إيمانها؛ ولهذا لمّا دعا موسى، عليه السّلام، على فرعون وملئه قال: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 88]، كما قال تعالى: {ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه ولكنّ أكثرهم يجهلون} [الأنعام: 111] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 296]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثم قال تعالى: {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ (98)}
يقول تعالى: فهلّا كانت قريةٌ آمنت بكمالها من الأمم السّالفة الّذين بعثنا إليهم الرّسل، بل ما أرسلنا من قبلك يا محمّد من رسولٍ إلّا كذّبه قومه، أو أكثرهم كما قال تعالى: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون} [يس: 30]، {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ} [الذّاريات:52]، {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون} [الزّخرف:23] وفي الحديث الصّحيح: "عرض عليّ الأنبياء، فجعل النّبيّ يمرّ ومعه الفئام من النّاس، والنّبيّ معه الرّجل والنّبيّ معه الرّجلان، والنّبيّ ليس معه أحدٌ" ثمّ ذكر كثرة أتباع موسى، عليه السّلام، ثمّ ذكر كثرة أمّته، صلوات اللّه وسلامه عليه، كثرةً سدّت الخافقين الشّرقيّ والغربيّ.
والغرض أنّه لم توجد قريةٌ آمنت بكمالها بنبيّهم ممّن سلف من القرى، إلّا قوم يونس، وهم أهل نينوى، وما كان إيمانهم إلّا خوفًا من وصول العذاب الّذي أنذرهم به رسولهم، بعد ما عاينوا أسبابه، وخرج رسولهم من بين أظهرهم، فعندها جأروا إلى اللّه واستغاثوا به، وتضرّعوا لديه. واستكانوا وأحضروا أطفالهم ودوابّهم ومواشيهم، وسألوا اللّه تعالى أن يرفع عنهم العذاب الّذي أنذرهم به نبيّهم. فعندها رحمهم اللّه، وكشف عنهم العذاب وأخّروا، كما قال تعالى: {إلا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ}.
واختلف المفسّرون: هل كشف عنهم العذاب الأخرويّ مع الدّنيويّ؟ أو إنّما كشف عنهم في الدّنيا فقط؟ على قولين، أحدهما: إنّما كان ذلك في الحياة الدّنيا، كما هو مقيّدٌ في هذه الآية. والقول الثّاني فيهما لقوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون فآمنوا فمتّعناهم إلى حينٍ} [الصّافّات: 147، 148] فأطلق عليهم الإيمان، والإيمان منقذٌ من العذاب الأخرويّ، وهذا هو الظّاهر، واللّه أعلم.
قال قتادة في تفسير هذه الآية: لم ينفع قريةً كفرت ثمّ آمنت حين حضرها العذاب، فتركت، إلّا قوم يونس، لمّا فقدوا نبيّهم وظنّوا أنّ العذاب قد دنا منهم، قذف اللّه في قلوبهم التّوبة، ولبسوا المسوح، وفرّقوا بين كلّ بهيمةٍ وولدها ثمّ عجّوا إلى اللّه أربعين ليلةً. فلمّا عرف اللّه منهم الصّدق من قلوبهم، والتّوبة والنّدامة على ما مضى منهم كشف اللّه عنهم العذاب بعد أن تدلّى عليهم -قال قتادة: وذكر أنّ قوم يونس كانوا بنينوى أرض الموصل.
وكذا روي عن ابن مسعودٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وغير واحدٍ من السّلف، وكان ابن مسعودٍ يقرؤها: "فهلا كانت قريةٌ آمنت".
وقال أبو عمران، عن أبي الجلد قال: لمّا نزل بهم العذاب، جعل يدور على رءوسهم كقطع اللّيل المظلم، فمشوا إلى رجلٍ من علمائهم فقالوا: علّمنا دعاءً ندعوا به، لعلّ اللّه يكشف عنّا العذاب، فقال: قولوا: يا حيّ حين لا حيّ، يا محيي الموتى لا إله إلّا أنت. قال: فكشف عنهم العذاب.
وتمام القصّة سيأتي مفصّلًا في سورة الصّافّات إن شاء اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 297-298]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين (99) وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن اللّه ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون (100)}
يقول تعالى: {ولو شاء ربّك} -يا محمّد -لأذن لأهل الأرض كلّهم في الإيمان بما جئتهم به، فآمنوا كلّهم، ولكن له حكمةٌ فيما يفعله تعالى كما قال تعالى: {ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربّك ولذلك خلقهم وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [هودٍ: 118، 119]، وقال تعالى: {أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا} [الرّعد: 31]؛ ولهذا قال تعالى: {أفأنت تكره النّاس} أي: تلزمهم وتلجئهم {حتّى يكونوا مؤمنين} أي: ليس ذلك عليك ولا إليك، بل [إلى] اللّه {يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} [فاطرٍ: 8]، {ليس عليك هداهم ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [البقرة: 272]، {لعلّك باخعٌ نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [الشّعراء: 3]، {إنّك لا تهدي من أحببت} [القصص:56]، {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب} [الرّعد: 40]، {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ لست عليهم بمصيطرٍ} [الغاشية: 21، 22] إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على أنّ اللّه تعالى هو الفعّال لما يريد، الهادي من يشاء، المضلّ لمن يشاء، لعلمه وحكمته وعدله؛ ولهذا قال: {وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن اللّه ويجعل الرّجس} وهو الخبال والضّلال، {على الّذين لا يعقلون} أي: حجج اللّه وأدلّته، وهو العادل في كلّ ذلك، في هداية من هدى، وإضلال من ضلّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 298]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة