العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رمضان 1434هـ/9-07-2013م, 08:52 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي الأسماء المتقابلة

- المعطي المانع.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)
- شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

- الضار النافع.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

- الخافض الرافع.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

- القابض الباسط.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)
- شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

- المعز المذل.

العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

- المبدي المعيد.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

- المحيي المميت.
العناصر:
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 رمضان 1434هـ/9-07-2013م, 08:52 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي الأسماء المتقابلة

مسائل عامة في الأسماء المتقابلة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 رمضان 1434هـ/9-07-2013م, 08:52 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي الأسماء المتقابلة

المقدم - المؤخر

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المقدم هو الذي يقدم ما يجب تقديمه من شيء حكما وفعلا على ما أحب وكيف أحب وما قدمه فهو مقدم وما أخره فهو مؤخر تعالى الله علوا كبيرا). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]
قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المؤخر وهو الذي يؤخر ما يجب تأخيره والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالى وإن خفي علينا وجه الحكمة والصلاح فيه). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (72-73 [32] المقدم المؤخر: هو المنزل الأشياء منازلها يقدم ما يشاء منها ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل أن خلق الخلق وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، وأخر من شاء عن مراتبهم، وثبطهم عنها، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة لا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم.
والجمع بين هذين الاسمين أحسن من التفرقة كما قلناه في بعض ما تقدم من الأٍسماء). [شأن الدعاء: 86-87]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 03:33 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

المعطي المانع

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المانع هو الذي يمنع ما أحب منعه ويعطي ما أحب عطاءه فإذا أعطى فتفضل وإصلاح وإذا منع فحكمة وصلاح لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (91- المانع: هو الناصر الذي يمنع أولياءه، أي: يحوطهم وينصرهم على عدوهم ويقال: فلان في منعة من قومه، أي: في جماعة تمنعه وتحوطه. ويكون المانع من المنع، والحرمان لمن لا يستحق العطاء.
[35] كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت» فهو سبحانه يملك المنع والعطاء، وليس منعه الشيء بخلا به، لكن منعه حكمة، وعطاؤه جود ورحمة). [شأن الدعاء: 93-94]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المعطي المانع.
331 - أخبرنا أحمد بن عمرو أبو طاهرٍ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: حدثنا مالك بن أنسٍ، حدثنا يزيد بن زيادٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، وهو على المنبر يقول: يا أيّها النّاس إنّه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع الله، ولا ينفع ذا الجدّ منه الجدّ ثمّ قال: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على هذه الأعواد.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ ولهذا الحديث طرقٌ عن معاوية.
ورواه المسور بن رفاعة، عن القرظيّ.
وروى هذا الحديث المغيرة بن شعبة.
332 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قال: حدثنا يونس بن حبيبٍ، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، سمعت ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تحاسد إلاّ في اثنتين، رجلٌ أعطاه الله مالاً فسلّطه على هلكته في الحقّ، ورجلٌ أعطاه الله علمًا فعلّمه). [التوحيد: 2/184]

قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("المعطي، المانع"، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فجميع المصالح والمنافع منه تطلب، وإليه يرغب فيها، وهو الذي يعطيها لمن يشاء، ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته). [تيسير الكريم المنان: 948]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 09:39 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الضار النافع

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الضار النافع هذا كما كنا قدمنا من الاسمين اللذين ضممنا بينهما وذكرنا أن الجمع بينهما أدل على القدرة وتمام الحكمة وكذلك كل اسمين يؤديان بمجموعهما عن معنى واحد والله تعالى ذكره يضر وينفع ويعطي ويمنع ودلالة مجموعهما أن الخير والشر بيده وأنه مسبب كل خير ودافع كل شر وأن الخلق تحت لطفه يرجون كرمه). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (92-93- الضار النافع: وهذان الاسمان مما يحسن القران في الذكر بينهما لأن في اجتماعهما وصفا له بالقدرة على نفع من شاء، وضر من شاء، وذلك أن من لم يكن على النفع والضر قادرًا لم يكن مرجوا ولا مخوفًا. وفيه إثبات أن الخير والشر من قبل الله جل وعز وقد يكون معناه أيضًا: أنه يقلب الضار بلطيف حكمته منافع؛ فيشفي بالسم القاتل إذا شاء، كما يميت به إذا شاء؛ ليعلم أن الأسباب إنما تنفع وتضر إذا اتصلت المشيئة بها). [شأن الدعاء: 94-95]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 10:43 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الخافض الرافع

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ):
(الخافض
الخفض ضد الارتفاع وتقول فلان في خفض من العيش أي في دعة ولين وطمأنينة وقال أبو علي هو ضد قولهم هو في عيش رتب لأن من هو في ارتفاع ونشز من الأرض لا يطمئن من هو في وهدة ودعة وهو الله سبحانه وتعالى يخفض من استحق الخفض من أعدائه ويرفع من استحق الرفع من أوليائه وكل ذلك حكمة منه وصواب


الرافع هو الذي يرفع من استحق الرفع من أوليائه يرفع منزلتهم في الدنيا بإعزاز كلمتهم ويرفعهم في الآخرة بارتفاع درجتهم فله الحمد والشكر على نعيم الدارين).
[تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (23-24- الخافض الرافع: وكذلك القول في هذين الاسمين يستحسن أن يوصل أحدهما في الذكر بالآخر. فالخافض: هو الذي يخفض الجبارين ويذل الفراعنة المتكبرين. والرافع: هو الذي رفع أولياءه بالطاعة فيعلي مراتبهم، وينصرهم على أعدائه ويجعل العاقبة لهم لا يعلو إلا من رفعه الله، ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه). [شأن الدعاء : 57]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الرّافع والرّفيق والرّشيد
وروي عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله عزّ وجلّ الرّافع الرّشيد.
274 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يمين الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحّاء اللّيل والنّهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّماوات والأرض فإنّه لا ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض.
رواه أبو الزّناد، عن الأعرج.
275 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان، قال: حدثنا أحمد بن المعلّى بن يزيد، حدثنا هشام بن عمّارٍ، قال: حدثنا صدقة بن خالدٍ، قال: حدثنا أحمد بن المعلّى، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرّحمن، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ قال: سمعت بسر بن عبيد الله، أنّه سمع أبا إدريس الخولانيّ، يقول: سمعت النّوّاس بن سمعان الكلابيّ، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قلبٍ إلاّ وهو بين أصبعين من أصابع الرّحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك، والميزان بيد الرّحمن يرفع أقوامًا ويضع آخرين إلى يوم القيامة.
رواه الوليد وابن مزيدٍ وبشر بن بكرٍ.
ورواه الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد الله.
ورواه الزّبيديّ، عن الوليد بن أبي مالكٍ، عن أبي إدريس.
276 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد السّلام، قال: حدثنا يحيى بن أيّوب المصريّ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمّد بن جعفر بن أبي كثيرٍ، وعبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقةٌ من مالٍ قطّ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلاّ عزًّا ولا تواضع أحدٌ إلاّ رفعه الله.
رواه جماعةٌ عن العلاء قال: ابن مريم.
277 - وحدثنا محمّد بن جعفر بن أبي كثيرٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: سعّر على أصحاب الطّعام، فقال: بل الله يرفع ويخفض وإنّي لأرجو أن ألقى الله وليست لأحدٍ عندي مظلمةٌ.
رواه جماعةٌ عن العلاء). [التوحيد: 2/128-130]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 11:02 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

القابض الباسط

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ):
(القابض الباسط
الأدب في هذين الاسمين أن يذكرا معا لأن تمام القدرة بذكرهما معا ألا ترى أنك إذا قلت إلى فلان قبض أمري وبسطه دلا بمجموعها أنك تريد أن جميع أمرك إليه.
وتقول ليس إليك من أمري بسط ولا قبض ولا حل ولا عقد أراد ليس إليك منه شيء
وقال الشاعر:
متى لا متى أدركتم لا أبالكم .... بأيديكم اللذات بسطي أو قبضي
). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (القابض
القابض اسم الفاعل من قبض يقبض فهو قابض، والمفعول مقبوض وذلك على ضروب، فأما في هذه الآية التي ذكر فيها هذا الحرف في سورة البقرة في قوله عز وجل: {والله يقبض ويبسط} فقالوا: تأويله: يقتر على من يشاء ويتوسع على من يشاء على حسب ما يرى من المصلحة لعباده. فالقبض هاهنا: التقتير والتضييق والبسط: التوسعة في الرزق والإكثار منه. فالله عز وجل القابض الباسط يقتر على من يشاء ويوسع على من يشاء.
ومخرج ذلك من اللغة أن أصل القبض ضم الشيء المنبسط من أطرافه فيقبضه القابض إليه أولاً أولاً حتى يجوزه ويجمعه. والبسط: نشر الشيء المجتمع أو المنضم أو المطوي. فمن قبض رزقه فقد ضيق عليه، ومن بسط رزقه فقد فسح له فيه ووسع عليه، ومن ذلك قيل فلان قبيض أي بخيل شديد كأنه لا يبسط كفه بخير إلى أحد، ولا يسمع بذلك، وفلان باسط الكف، وباسط الجاه وإنما يراد به السخاء وبذله ماله وجاهه.
ويقال: «قبض فلان كفه فهو قابضها» إذا ضم أصابعه، وبسطها إذا فتحها لبطش أو عمل أو غير ذلك فهو قابض وباسط.
والقبض: مصدر قبض الشيء يقبضه.
والقبض: السرعة، ويقال أيضًا: «رجل قبيض وقباضة» إذا كان سريعًا شديد السوق للإبل. وأنشد لرؤبة:
قباضة بين العنيف واللبق = مقتدر الضيعة وهواه الشفق
وقال الراجز أنشداه ابن السكيت:
كيف تراها والحداة تقبض
أي: تسوق سوقًا سريعًا.
وقال آخر:
أتتك عير تحمل المشيا = ماء من الطثرة أحوذيا
يعجل ذا القباضة الوحيا = أن يرفع المئزر عنه شيا
يعني ماء ملحًا يسلح من يشربه فلا يلبثه أن يرفع مئزره.
ويقال: شربت مشوًا ومشيًا، وهو الدواء الذي يسهل.
والقبض أيضًا: قبض المتاع، والقبض أيضًا: قبض المال وأصله من القبضة وهو ما حواه الكف. ومنه قوله عز وجل حكاية عن السامري: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} هذا أصله، ثم يستعمل فيما حواه الرجل وحازه، فيقال: «قبضت من فلان المال» وإن لم يكن بيده. ومنه قيل قد قبضت الضيعة من فلان والثياب والعبيد وما أشبه ذلك.
وقد يقول القائل: «قبضت مالي على فلان» وإ، كان لم يتول ذلك وإنما تولاه صاحبه لأنه قد حصل له. ومنه قوله عز وجل: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة}. أي: كلها ملكه يوم القيامة، وإن كنت في كل وقت له وهو مالكها، وإنما قصد يوم القيامة لأنه اليوم الذي لا يملك أحد فيه شيئًا سواه، وتزول الممالك كلها إلا ملكه وهو مثل قوله: {مالك يوم الدين} وقوله: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}). [اشتقاق أسماء الله: 97-99]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الباسط
الباسط: الفاعل من بسط يبسط فهو باسط، فالله عز وجل كما ذكرنا باسط رزق من أراد من عباده أن يوسع عليه ومقتر على من أراد كما يرى في ذلك من المصلحة لهم، وهو كما قال عز وجل: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء} فهذه الآية قد بينت لك معنى الباسط وبينت أيضًا أنه عز وجل إنما يقبض ويبسط على حسب ما يراه عز وجل من المصلحة لعباده.
والباسط أيضًا: باسط الشيء الذي ليس بمفروش يبسطه ويفرشه كما بسط الله الأرض للأنام وبث فيها أقواتهم.
والبسط: الطول والفضل، ولابسطة أيضًا: امتداد القامة وتمامها وكمالها كما قال الله عز وجل: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم}.
والبسط: مصدر بسطت الشيء أبسطه بسطًا فأنا باسط وهو مبسوط وبسيط.
والباسط: اسم الشيء المبسوط بكسر الواو، والباسط أيضًا بكسر الأول جمع بسيط ومنه قوله عز وجل: {وجعلنا الأرض بساطا} أي فراشًا ومهادًا ولم يجعلها حزنة لا يمكنهم التصرف فيها، فقولهم: بسيط وبساط كقولهم كريم وكرام، وظريف وظراف، يقال: رجل بسيط الوجه إذا لم يكن كزا عبوسًا. وقال الأعشى يذم رجلاً بقيض الوجه والعبوس:
يزيد يغض الطرف دوني كأنما = زوى بين عينيه على المحاجم
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى = ولا تلقني إلا وأنفك راغم
والبساط بفتح الباء: الأرض المستوية الملساء، والبسط بكسر الباء من النوق: التي معها ولدها. وقال أبو النجم العجلي:
من كل عجزاء سقوط البرقع = بلهاء لم تحفظ ولم تضيع
يدفع عنها الجوع كل مدفع = خمسون بسطًا في خلايا أربع
والبسطة بسطة الإنسان: وهو امتداد يديه فوق قامته، والبسط: جمع بساط.
ويقال: بسطته فانبسط كما يقال زجرته فانزجر، ونشرته فانتشر، والفعل لقبول المفعول من الفاعل الفعل ومطاوعته له، ومثل ذلك «كسرته فانكسر»، «وزجرته فانزجر»، «وعقدته فانعقد».
وقالوا: «طردته فذهب» ولم يقولوا: «فانطرد»، ولا يستعمل في كل شيء إلا فيما سمع، ولا يجوز أن يقال على هذا: «رميته فانرمى» ولا «ضربته فانضرب» ولكن فيما سمع.
يا لا إله إلا هو
هذا كلام محمول على المعنى لا على لفظ النداء. والمنادي مضمر مقدر في النية وذلك على وجهين، أحدهما: أن يكون التقدير «يا هؤلاء الله لا إله إلا هو» والدليل على ذلك أن النداء لا يقع إلا على اسم لأنه مما تختص به الأسماء، فلا ينادي فعل ولا حرف ولا جملة، ولا يقال: «يا قام» ولا «يا يقوم» ولا «يا محمد منطلق» إلا على إضمار المنادي على تقدير قولك: «يا هؤلاء محمد منطلق»، فكذلك قولنا: «يا لا إله إلا هو» جملة والنداء لا يتصل بها لأن النداء إنما يتصل بالأسماء الدالة على المسميات، فتقديره كما ذكرت لك «يا هؤلاء الله لا إله إلا هو» وفي قوله هو دليل على أنه أراد الله ليعود الضمير عليه، وهذا بين واضح.
ومثله مما أضمر فيه المنادى قوله عز وجل: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء} تأويله: «ألا يا هؤلاء اسجدوا» فأما من قرأ «ألا يسجدوا»، فإنه أخرجه عن هذا التأويل وجعل الياء من بناء الفعل دليل الاستقبال وتقديره أن لا يسجدوا فأدغم النون في اللام ونصب الفعل بأن. وحذف النون من يسجدوا علامة للنصب.
ونظير الأول قول الشاعر أنشده سيبويه:
يا لعنة الله والأقوام كلهم = والصالحين على سمعان من جار
قال سيبويه: «يا» لغير اللعنة لأنه لو كان للعنة لنصبها لأنه لو كان، يصير نداء مضافًا ولكن تقديره «يا هؤلاء لعنة الله والأقوام على سمعان»، وأنشد أيضًا:
يا لعنة الله على أهل الرقم =
والوجه الآخر: أن يكون التقدير: «يا هؤلاء لا إله إلا هو»، والمذهب الأول هو الصحيح، وهذا فيه بعد وتعسف ولكنه جائز لأنه قد علم أنه لا يرفع قولنا: «لا إله إلا هو» على غير الله، والأول أوضح وأبين). [اشتقاق أسماء الله: 99-102]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (21-22- القابض الباسط: قد يحسن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به ليكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدل على الحكمة. كقوله تعالى: {والله يقبض ويبسط، وإليه ترجعون} [البقرة: 245]. وإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، وإذا أوصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين منبئًا عن وجه الحكمة فيهما فالقابض الباسط هو الذي يوسع الرزق ويقتره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده كقوله: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء} [الشورى: 27] فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدما ولا بخلاً، وقيل: القابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد). [شأن الدعاء: 57]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: القريب والقويّ القابض والقديم القاضي.
قال الله عزّ وجلّ: {إنه قريبٌ مجيبٌ}.
وقال: {وهو القويّ}.
وقال: {والله يقبض ويبسط}، {ويقضي بالحقّ}
وفي حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر في أسماء الله القويّ والقابض والقريب والقديم). [التوحيد: 2/171]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الباسط، صفةٌ له.
قول الله عزّ وجلّ: {بل يداه مبسوطتان}.
وقال عزّ وجلّ: {الله يقبض ويبسط.
وقال {ولو بسط الله الرّزق لعباده}.
وقال: {يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده}.
236 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى بن منده، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعودٍ، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، جميعًا عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعريّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يد الله مبسوطةٌ، وقال أبو معاوية: يد الله بسطان لمسيء اللّيل ليتوب بالنّهار، ولمسيء النّهار ليتوب باللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها.
237 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، حدثنا أحمد بن يحيى بن إبراهيم المؤدّب، قال: حدثنا حجّاج بن منهالٍ، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، وثابتٍ، وقتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّه قال: غلى السّعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه، فقال: إنّ الله هو القابض الباسط الرّازق، وذكر الحديث). [التوحيد: 2/93-94]

قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("القابض الباسط" يقبض الأرزاق والأرواح، ويبسط الأرزاق والقلوب، وذلك تبع لحكمته ورحمته). [تيسير الكريم المنان: 948]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 12:01 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

المعز المذل

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المعز وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على ضروب إعزاز من جهة الحكم والفعل وإعزاز من جهة الحكم وإعزاز من جهة الفعل.
فالأول هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم فهو إعزاز حكم وفعل.
والوجه الثاني ما يفعله تعالى ذكره بأوليائه من قلة الحال في الدنيا وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه.
والوجه الثالث ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي وظهور الثروة في الحال في الدنيا فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم وإنما ذلك إملاء من الله تعالى له واستدراج.
وقد قال الله تعالى ذكره: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}.


المذل الله تعالى يذل طغاة خلقه وعتاتهم حكما وفعلا فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلا فهو ذليل حكما وفعلا وقد أذلهم أيضا بأن أمرنا باستعبادهم وإلزام الصغار عليهم وأخذ الجزى عنهم كما قال تعالى ذكره: {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} ). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (25-26- المعز: المذل: والقول في «المعز والمذل» كهو فيما تقدم من ذكر القابض والباسط. يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا مذل لمن أعز، ولا معز لمن أذله. كقوله: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون: 8]، وقال: {أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعًا} [النساء: 139]. أعز بالطاعة أولياءه؛ فأظهرهم على أعدائه في الدنيا، وأحلهم دار الكرامة في العقبى، وأذل أهل الكفر في الدنيا؛ بأن ضربهم بالرق وبالجزية والصغار, وفي الآخرة بالعقوبة والخلود في النار). [شأن الدعاء : 58]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المجيد الماجد المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ
وفي حديث أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن المهيمن المتكبّر المصوّر المعزّ المذلّ المغيث المجيب المحيط المبين المبدئ المعيد المحيي المميت الماجد المقتدر المقدّم المؤخّر المتعال المنتقم المقسط المغني المانع المالك.
322 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، قال: حدثنا سهل بن عبد الله أبو طاهرٍ، حدثنا صفوان بن صالحٍ، قال: حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للّه عزّ وجلّ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلاّ واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة، وذكر ما تقدّم فيها.
...
المعزّ:

324 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن صفوان النّصريّ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن خيرٍ، قال: حدثنا أبي، قال حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قال إبراهيم وحدثنا هشام بن عمّارٍ، حدثنا صدقة بن خالدٍ، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، قال: سمعت سليم بن عامرٍ، يحدّث عن المقداد بن الأسود الكنديّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلاّ أدخله الله كلمة الإسلام بعزّ عزيزٍ أو بذلّ ذليلٍ، إمّا يعزّهم الله بها، فيجعلهم من أهلها أو يذلّهم فيدينون لها). [التوحيد: 2/178-179]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 01:09 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

المبدي المعيد

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المبدي هو الذي ابتدأ الأشياء كلها لا عن شيء فأوجدها ويقال بدأ وأبدأ وهو بادئ ومبدئ.
وقال جرير:
بدأنا بالزيارة ثم عدنا ... فلا بدئي جفوت ولا معادي

المعيد هو الذي أعاد الخلائق كلهم ليوم الحساب كما أبدأهم كما قال تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} ). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (المبدئ المعيد
الله عز وجل كما قال: المبدئ المعيد، وبارئ الخلق، ومبتدئهم ابتداءً من غير أصل، ومعيدهم بعد الفناء للبعث لا شك في ذلك ولا مرية، وقد دل عليه بضروب من الدلائل والآيات، وضرب له الأمثال بقوله: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال: من يحيي العظام وهي رميم؟ قال: يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا فإذا أنتم منه توقدون}. فدلهم عز وجل على البعث والإعادة بما هم به مقرون لأنهم كانوا مقرين بأن الله خالقهم، ألا تراه يقول: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله}. فقال جل ذكره: {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه}. يقال إنها نزلت في أبي بن خلف فقال: ضرب لنا مثلاً ونسي أنا خلقناه وشك في خلقنا إياه أولاً من غير شيء على قدرتنا على إعادته فقال «قال: من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة». أي إذا كنتم مقرين بأنه أنشأها فهو يعيدها كما أنشأها أول مرة. كما قال عز وجل: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}.
قال بعض العلماء: وإعادته أهون عليه عندكم لأن الابتداء من غير شيء والإعادة رد إلى أصل قد كان. قال الفراء: هما سواء عنده عز وجل. والمعنى: الابتداء عندكم يا أيها الكافرون أصعب من الإعادة فكيف تكفرون بالإعادة وهو أهون؟ وقيل: وهو عندكم. وقيل: وهو أهون عليه أي: على المخلوق.
حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا شيبان عن قتادة في قوله عز وجل: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال: من يحيي العظام وهي رميم؟} قال: ذكر لنا أن أبي بن خلف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته ثم ذراه في الريح فقال يا محمد: من يحيي هذا وهي رميم؟ فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إن الله يحييك ثم يميتك ثم يدخلك النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا فإذا أنتم منه توقدون}. أي الذي أخرج النار من هذا الشجر الأخضر حتى أوقدتموها بالشجر قادر أن يبعثه.
ومثل ذلك قوله عز وجل: {فسيقولونه من يعيدنا؟ قل: الذي فطركم أول مرة} وإنما احتج عليهم بخلقهم لأنهم كانوا مقرين بأنهم مخلوقون، وإن الله خالقهم ولا يمكن لأحد منهم أن يقول: أنا غير مخلوق، ولا إني خالق لنفسي، ولا إن لي خالقًا غير الله. فخوطبوا على حسب إقرارهم، وجعل ذلك دليلاً لهم على الإعادة.
حدثنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا شيبان عن قتادة في قوله عز وجل: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أ÷ون عليه} قال في بعض القراءات: «كل هين عليه ابتداؤه وإعادته».
ويقال: «بدأت بالأمر بدءًا» وزن بدعًا كذلك. قال أبو زيد الأنصاري: وابتدأت به ابتداءً، وأبدأ في الأمر وأعاد، والله عز وجل المبدئ المعيد. ويقال بديت بالأمر لغة. وأنشد أبو عبيدة لعبد الله بن رواحة الخزرجي:
بسم الإله وبه بدينا = ولو عبدنا غيره شقينا
لين الهمزة للردف لأن قافيته مردفة بياء. قال: يقال: بدئت وبدأت لغتان. ويقال من اللغتين جميعًا في المستقبل «يبدأ» لا غير، ويقال منه: «البادي أظلم» يعنون المبتدئ، و«فلان لا يتكلم ببادية ولا عادية». أي: لا يبتدئ الكلام ولا يعيد.
قال أبو زيد: ويقال: «أبدأت من أرض إلى أخرى»: إذا خرجت إليها إبداءً، ويقال: «بدئ بالرجل فهو مبدوء به»: إذا أخذه الجدري أو الحصبة.
فأما في الظهور فإنه يقال: «بدا الشيء يبدو»: إذا ظهر، بغير همز، فهو بادٍ. هذا مثل: قاضٍ، ورامٍ، وابداه غيره غير مهموز = يبديه إبداءً والفاعل مبد والمفعول مبدي: أي مظهر، كل ذلك غير مهموز. وقد قرأت القراء {بادي الرأي} بغير همز «وبادئ الرأي» بالمهمز، فمن همز أراد ابتداء الرأي وأوله، ومن لم يهمز أراد: في ظاهر الرأي وما يبدو.
ويقال: خرج الرجل يبدو: إذا خرج إلى البدو. والبداوة: حضور البدو، والحضارة: الكون في الحضر. وينشد للقطامي:
فمن تكن الحضارة أعجبته = فأي رجال بادية ترانا
ويقال للأعرابي إذا ترك البدو وأتى الحضر: هاجر فهو مهاجر. قال سيبويه: «أطيب ما تكون البداوة شهري ربيع وشهرًا ربيع» بالنصب والرفع، فمن نصب ذهب إلى الظرف، والتقدير: «في شهري ربيع»، ومن رفع فتقديره: «أطيب ما تكون البداوة بداوة شهري ربيع» فحذف وأقام المضاف إليه مقام المضاف لأنه ليس فيه.
ومن البدو في معنى الظهور مسألة المازني للجرمي حين قال في مجلسه: من سألني عن بيت شعر من جميع ما قالته العرب لا أعرفه فله علي سبق. فقال له المازني: كيف تروي هذا البيت؟
قد كن يخبأن الوجوه تسترًا = فالآن حين بدون للنظار
كيف تروي «بدأن» أو «بدين»؟ فسبقه لسانه ولم ينعم الفكر فقال: «بدأن». فلما وقفه عليه قال: هذا عاقبة البغي.
وتقول في مسألة من البدو والظهور: «المبدي علم شفته لثته زيد» فترفع المبدي بالابتداء وزيد خبره، والعلم رفع بفعله وهو الإبداء، والعلم: شق في الشفة العليا، ولثته نصب بوقوع الفعل عليها وهي آخر صلة الألف واللام. ومعنى الكلام: الذي أبدى علم شفته لثته زيد أي: أظهرها، واللثة: لحم منبت الأسنان وما بينها.
وتقول في التثنية: «المبدي علم شفاههما لثاتهما الزيدان»، فجمعت الشفاه واللثات كما تجمع قولك: «ضربت رؤوسهما» وإن ثنيت فجائز.
وتقول في الجمع: «المبدي علم شفاهم لثاتهم الزيدون». ولا تثني «المبدي» ولا تجمعه لأنه لا ضمير فيه.
وتقول في المؤنث: «المبدي علم شفتها لثتها هند». فلا تؤنث «المبدي» لأن الفعل لعلم لا لهند. والتثنية والجمع على ما ذكر في المذكر.
قال سيبويه: تقول العرب: «رجع فلان عوده على بدئه»: إذا رجع في الطريق التي جاء منها، وهو مصدر موضوع موضع الحال، وهو معرفة في اللفظ بتقدير النكرة. قال: كأنه في التقدير: انثنى عودًا على بدء، وهذا غير مستعمل ولكنه مثل يمثل. وفي نصبه وجه آخر: وهو أن تجعل «العود» مفعولاً من قولهم: «رجعت المال على فلان» أي: رددته عليه وصرفته عن وجهه إليه، فيكون التقدير: رد «عوده» على «بدئه» فهذا مفعول صحيح. قال سيبويه: ومعنى «رجع عوده على بدئه» أي: نقض مجيئه برجوع، كأنه قال: «في حافرته». ولجواز أن يرفع «عوده على بدئه» في لغة من قال: «كلمته فوه إلي في» أي: وفوه إلي في والرفع في هذا أقوى منه في «عوده على بدئه».
وتقول: «بدأ فلان بالشيء ثم أعاده» و«قد عاد لفعل كذا»؛ إذا رجع إليه، والعود: تثنية الأمر عودًا بعد بدء. قال الخليل: والعودة مرة واحدة، والعادة: الاعتياد والدربة والتمادي في الشيء حتى يصير سجية له.
ويقال: «أعدت الشيء إعادة» و«أعاد الرجل الصلاة والحديث إعادة»، وقد يجيء في كلامهم «عاد الشيء» بمعنى صار، قال نصيب:
وقد عاد عذب الماء بحرًا فزادني = على ظمئي أن أبحر المشرب العذب
و«عدت المريض عيادة» و«عاودت فلانًا في الأمر معاودة» و«اعتدت الشيء اعتيادًا» و«اعتاد فلان المكان اعتيادًا»: إذا لزمه. قال العجاج:
واعتاد أرباضًا لها آري
والعيد: ما اعتادكم من هو وشوق وطيف. قال تأبط شرًا:
يا عيد مالك من شوق وإيراق = ومر طيف على الأهوال طراق
قالوا: معناه: أيها المعتاد، وقوله: «ما لك من شوق وإبراق» تعجب والعيد من الأعياد سمي بذلك لاعتياد الناس إياه، وأصل الياء فيه واو لأنه من عاد يعود، وأصله «عود» فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وصار بدلاً لازمًا فقيل في الجمع أعياد، فتركت الياء ولم ترد الواو وقد زالت العلة التي قبلتها وهي الكسرة وسكون الواو لأنهم كرهوا أن يلتبس بجمع «عود» إذا قيل «أعواد». فأما قولهم «ديمة» و«ديم» للمطر الدائم اللين فالياء فيه أيضًا منقلبة من واو ولكن تركت في الجمع لثبات الكسرة التي كانت في الواحد وهي كسرة الدال.
وأما قولهم «عود» للجمل المسن ثم قالوا [عودة] فصححوا الواو فإنما فعلوا ذلك لأنها قد صحت في الواحد فصحت في الجمع أيضًا. وكذلك «ثور» و«ثورة» فأما قول بعضهم «ثيرة» فشاذ. قال الشاعر:
صدر النهار يراعى ثيرة رتعا
وقال بعضهم: اشتقاق العيد من عاد يعود كأنهم عادوا إليه، والياء فيه أيضًا من الواو هذا المذهب أيضًا، وتقول: «عدت المريض عيادة» فأنا عائد [و] هو معود، وجمع عائد عواد، والمرأة عائدة وجمعها عوائد في التكسير وعائدات في السالم. قال كثير:
أغاضر لو شهدت غداة بتنم = جنوء العائدات على وسادي
وقال عويف:
ذهب الرقاد فما يحس رقاد = مما شجاك ونامت العواد
ويقال: «لآل فلان معادة»: أي مناحة تغشاهم النساء لها.
والمعاد: مصير كل شيء، والآخرة معاد الناس كلهم. فالله تبارك وتعالى يعيد الخلق كما قال عز وجل للمعاد: {والدار الآخرة}. قال الخليل: ومكة ميعاد للحجاج لعودهم إليها دفعة بعد أخرى. وقال: ويقال: «اللهم ارزقنا إلى البيت عودًا ومعادًا وعودة». وقوله: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}. قالوا: يعني مكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العودة إليها، وهذه عدة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفتحها له حتى يعود إليها.
ومعاد الرجل: بلده لأنه يعود إليه حيث كان، ويقال: «هذا الرجل معيد لهذا الأمر»: أي مطيق له لأنه قد اعتاده. ويقال للشجاع: «بطل معاود» يقال في الدعاء: «اللهم أنت العواد بالمغفرة» كذلك حكاه الخليل كأنه يعود على عباده بالمغفرة مرة بعد أخرى، ويعودهم الغفران. وإن لم تكن هذه الصفة مما جاءت في التنزيل فهي صحيحة الاشتقاق ولم يكن ليحكي إلا ما سمعه ممن يوثق به يأثره عن السلف.
ويقال للفحل من فحول الإبل «معيد» أي معتاد للضراب. والعيدية: إبل نسبت إلى فحل كريم يقال له «عيد»، والعود: السؤدد القديم والجمل المسن الذي فيه بقية. وتقول العرب لكل شيء قديم «عادي» والأنثى «عادية» كأنهم ينسبونه إلى عاد قوم [هود] لقدم زمانه عندهم). [اشتقاق أسماء الله: 44-52]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (59-60: المبدي المعيد: المبدئ الذي أبدًا الأشياء، أي: ابتدأها مخترعا فأوجدها عن عدم. يقال: بدأ وأبدأ؛ بمعنى واحد.
والمعيد: [هو] الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة كقوله: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} [البقرة: 28]، وكقوله تعالى: {إنه هو يبدئ ويعيد} [البروج: 13] ). [شأن الدعاء: ؟؟]

قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("المبدئ، المعيد" قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ابتدأ خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا ثم يعيدهم ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ويجزي المسيئين بإساءتهم. وكذلك هو الذي يبدأ إيجاد المخلوقات شيئا فشيئا، ثم يعيدها كل وقت). [تيسير الكريم المنان: 948]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 01:34 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

المحيي المميت

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (المحيي الله الذي أحيا الخلق بأن خلق فيهم الحياة وأحيا الموات بإنزال الحيا وإنبات العشب وعنهما تكون الحياة وقال الله عز وعلا: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.
المميت الله تعالى خلق الموت كما أنه خالق الحياة لا خالق سواه استأثر بالبقاء وكتب على خلقه الموت). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (المحيي المميت
المحيي: اسم الفاعل من أحيا يحيى فهو محي، والمميت: اسم الفاعل من أمات يميت فهو مميت، فالله عز وجل المحيي المميت، واسم المفعول محيًا مقصور وممات، والمصدر الإحياء والإماتة.
وأصل أمات: «أموت» فنقلت حركة الواو إلى الميم لاعتلالها في «مات يموت» فانقلبت ألفًا فقيل «أمات» وكان سبيل مصدره أن يكون «إمواتًا» كقولك: «أكرم إكرامًا» و«أقبل إقبالاً» ولكنه لما كانت الواو في الفعل معتلة أعلت في المصدر أيضًا، فنقلت حركتها إلى ما قبلها وقلبت ألفًا، فاجتمعت ألفان ألف «أفعال» والألف المنقلبة من الواو، فلزم حذف إحداهما لأنه لا يمكن التحريك فيهما فحذفت إحداهما وجعلت الهاء في المصدر لازمة عوضًا من الألف المحذوفة فقيل «إماتة». فالخليل ومن تابعه يذهب إلى المحذوفة الزائدة من عين الفعل. ولكل فريق احتجاج لمذهبه ليس هذا موضع ذكره.
وكذلك ما كان من هذا النوع من الأفعال معتل العين فالهاء تلزم في مصدره عوضًا من الذاهب منه نحو «أقام الصلاة إقامة»، و«أراد إرادة» و«أماط الأذى إماطة»، وما أشبه ذلك.
وربما حذفت الهاء منه إذا كان مضافًا يكون المضاف إليه كالعوض منها كما قال عز وجل: {وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} فحذف الهاء منه كما ترى لما كان مضافًا.
وقد مضى القول في الحياة وتصريف فعلها في ذكر الحي فيما مضى من الكتاب.
وتقول: «مات زيد يموت موتًا فهو ميت»، واسم الفاعل على القياس «مائت» كقولك: «قام زيد فهو قائم»، و«نام فهو نائم» و«صام فهو صائم»، وكذلك ما أشبهه ولم يجئ ذلك في كلامهم فيما أعلمه، وأحسبه عدل عنه لما لم يكن فاعلاً للموت في الحقيقة كما يفعل «الصوم» و«القيام» وما أشبه ذلك. ولو جاء لم يكن فاعلاً للموت في الحقيقة كما يفعل «الصوم» و«القيام» وما أشبه ذلك. ولو جاء لم يكن بممتنع لأنه قد تأتي أفعال ليس الموصوف بها فاعلاً في الحقيقة ثم يصرف منها اسم الفاعل والمفعول كقولنا: «طال زيد فهو طويل» و«شب فهو شاب» و«عمى فهو أعمى» و«سقم فهو سقيم»، و«مرض فهو مريض» وما أشبه ذلك، فلو قيل: «مات زيد فهو مائت» على هذا ما كان منكرًا، وإن جاء في كلام قديم لم يكن مردودًا ألا ترى أن الفرق بين فعله المجاز وفعل الله به في الحقيقة يقع بقولنا: «أمات الله زيدًا» فالله مميت وزيد ممات، ولم يكن في إخراج اسم الفاعل من «مات» على القياس ليس إذا كان المعنى في ذلك معلومًا.
فأما قول المنطقيين في حد الإنسان «أنه حي ناطق مائت» قالوا: تأويل مائت عندهم هو القابل للموت، فليست هذه اللفظة في مذهب العربية صحيحة وإن كانت صحيحة المعنى في غرضهم عندهم، لأنه لا يعرف في العربية «فاعل» بتأويل قابل للفعل مثل «ضارب» بتأويل «قابل للضرب»، و«شاتم» بتأويل «قابل للشتم». ولكن يجيء في العربية «فاعل» بتأويل «مفعول» و«مفعول» بتأويل «فاعل» وليس من هذا الذي ذهبوا إليه في شيء.
واختلف العلماء في الفرق بين «ميت» و«ميت» بالتشديد والتخفيف، فقال بعضهم: «ميت» بالتشديد لما سيموت و«ميت» بالتخفيف لما قد مات وتعلقوا بقول عر فرفعت الأسماء بها استعارة كما جاز استعمالها استعارة لمن ليست هي له.
والاستعارة في كلام العرب كثيرة جدًا كقولهم: «غرز فلان ذنبه في هذا البلد» إذا قام به، وكقولهم: «ما زلت أفتل في ذروة فلان وغاربه حتى صرفته عن كذا وكذا»، وإنما الذروة والغارب للجمل وكقولهم: «حرك خشاش فلان فغضب»، والخشاش: الخشبة التي تجعل في عظم أنف البعير، قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد: تقول العرب: «فلان غليظ الجحافل» لذوات الحوافر، والمشافر لذوات الخف، قال الحطيئة:
سقوا جارك العيمان لما تركته = وقلص عن برد الشراب مشافره
وقال آخر:
ولو كنت ضبيًا عرفت قرابتي = ولكن زنجيا غليض المشافر
وقال آخر:
.............. = إلى ملك أظلافه لم تشقق
وقال أبو دؤاد الأيادي:
فبتنا قيامً لدي مهرنا = ننزع من شفتيه الصفارا
فجعل له شفتين وإنما هما للناس، وهو كثير في كلامهم.
يا نعم المولى ويا نعم النصير
اعلم أن نعم للحمد والثناء. وهي كلمة موضوعة لاستيعاب الحمد في الجنس المذكور للممدوح بها كقولك: «نعم الرجل زيد»، إنما ذكرت أنه مستحق للثناء في جنس الرجال، وبئس للذم، وأصلهما من قولك: «نعم الرجل» إذا أصاب نعمة وبئس إذا أصاب بؤسًا، فنقلا من ذلك إلى الحمد والثناء، فنعم للمحمدة والثناء وبئس للذم.
وهما عند الكسائي وجميع البصريين فعلان غير متصرفين، وهما عند الفراء اسمان. فتقدير هذا الكلام على مذهب الكسائي وسيبويه وجميع البصريين: أن النداء واقع على غير نعم لأن الأفعال لا تنادى لأنه مما تختص به الأسماء لا خلاف في ذلك، فتقدير هذا على وجهين:
أحدهما أن يكون المعنى «يا ألله نعم المولى أنت» و«يا الله نعم النصير أنت» لأنه وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: {إنك ميت وإنهم ميتون} أي إنك ستموت وإنهم سيموتون. وذهب الأكثر إلى أن الميت والميت سواء لما قد مات وما سيموت وإنما هو تخفيف، وأنشدوا لابن الرعلاء الغساني:
ليس من مات فاستراح بميت = إنما الميت ميت الأحياء
إنما الميت من يعيش كئيبًا = كاسفًا باله قليل الرجاء
فاستعملهما جميعًا فيما سيموت.
واختلف النحويون في وزن ميت فقال البصريون: وزنه «فيعل» وأصله «ميوت» قلبت الواو ياء لسكون الياء قبلها. وأدغمت الياء الأولى في الثانية فقيل: «ميت»، ومثل ذلك «سيد» أصله«سيود» فقلبت الواو ياء وأدغمت الأولى في الثانية. وأما «ميت» فإنما هو تخفيف «ميت» كما قيل «هين» و«هين» و«طيب» و«طيب».
وقال الفراء: أصله «مويت» على «فعيل» ثم أعلت الواو وقلب وأدغمت، قال: لأنه ليس في كلام العرب «فيعل» بكسر العين إنما فيه فيعل مثل بيطر وبيدر فقال البصريون: «فيعل» بكسر العين بناء اختص به المعتل لأنهم يخصون المعتل بما لا يكون في الصحيح، كما قالوا: «قاض» و«قضاة» و«رام» و«رماة»، وما أشبه ذلك مما لا نظير له في الصحيح.
واختلف النحويون في رفع الأسماء بهذه الأفعال المستعارة نحو «تحركت النخلة»، و«سقط الحائط»، و«مات زيد»، وما أشبه ذلك بأي شيء ترفع الأسماء ولا أفعال لها في الحقيقة؟ فقالوا في ذلك أقوالاً: أما ما ذهب إليه من لزم مذهب سيبويه ومقياس كلامه فإنه يقول: إنا لا نرفع الأسماء بالأفعال لأنها فاعلة في الحقيقة، وإنما الفعل حديث عن المحدث عنه وآلة ترفع ما شغلت به، فتقول: «قام زيد» و«لم يقم زيد» و«سيقوم زيد» و«هل قام زيد»؟ و«لن يقوم زيد». فهو في كل هذه الأحوال مرفوع بإسناد الحديث إليه فاعلاً كان في الحقيقة أو غير فاعل. وكذلك «ضرب زيد» و«أكرم عبد الله» لما حذف الفاعل وشغل الفعل بالمفعول فجعل حديثًا عنه ارتفع به، وكذلك «مرض زيد»، و«مات عمرو»، و«سقط الحائط» وما أشبه ذلك. لما شغلت الأفعال بهذه الأسماء وجعلت حديثًا عنها وجب رفعها بها.
وقال الكسائي ومن ذهب مذهبه: الأسماء ترفع بعد هذه الأفعال لأنها فاعلة في المعنى فذهب إلى أن «ما قام زيد» بمنزلة «ترك القيام زيد» وكذلك «لم يقم عمرو»، كذلك «ضرب زيد» و«شتم عمرو» وما أشبه ذلك، لأنه في معنى «عجز ونكل عن الانتصار» فهو فاعل على هذا التقدير. وإذا سمي الفاعل انصرف الحديث إليه وخرج المفعول منصوبًا.
وقال من يذهب هذا المذهب وقد تعلق به أيضًا جماعة من متأخري البصريين إن قولنا: «تحركت النخلة» إنما رفعناها بفعلها لأن التأويل إنه ظهر منها ما يشبه فعل المتحرك باختياره وفعله فرفعناها حملاً على ذلك. وكذلك «طالت النخلة» و«سقط الحائط». وما أشبه ذلك عندهم «مات زيد» لأن الموت وإن كان ليس من فعله فالذي يكابده عند الموت من النفس والعلاج والعلز، وما أشبه فعله فوجب رفع اسمه ذلك.
وقال آخرون «مات زيد» و«تحركت النخلة» و«سقط الحائط» وما أشبه ذلك أفعال مستعارة مضافة لفظًا إلى غير فاعلها في الحقيقة، وقد علم المقصد والمراد بها قد علم أن الداعي لله في حال دعائه وندائه مخاطب له مناد فجاز الإضمار لذلك.
والآخر أن يكون التقدير: «يا هؤلاء نعم المولى الله» و«يا هؤلاء نعم النصير هو» كما ذكرنا ذلك فيما مضى في شرحنا قولهم: «يا لا إله إلا هو».
فأما على مذهب الفراء فإن النداء واقع بنعم لأنه يزعم أنه اسم واستدل على ذلك بقول العرب: «نعم السير على بئس العير» فأدخلوا على بئس الجر، ولا يدخل إلا على اسم.
ويقول حسان:
ألست بنعم الجار يؤلف بيته = كذي العرف ذا مال كثير ومصرما
وبإدخال حرف النداء عليها كقولهم: «يا نعم المولى ونعم النصير» وكل هذا من دلائل الأسماء.
واستدل على ذلك أيضًا بامتناعهما من التصرف من ردها إلى المستقبل وبناء اسم الفاعل والمفعول منهما، وبأنهما ليس على شيء من أوزان الأفعال لأنه ليس فعل على وزن «نعم» و«بئس» على «فعل» بإسكان الثاني وكسر الأول.
فمن حجة من خالفه أنهم يقولون: إن «نعم» و«بئس» لما خالفا بابهما ونقلا عنه فخرجا من باب النعمة والبؤس إلى باب الحمد والثناء وتضمنا معنى وليس من حكم الأفعال أن تدل على المعاني، إنما تدخل عليها الحروف الدالة على المعاني ضارعًا الحروف وجمدا فصارا كالأسماء فلم يبن منهما مستقبل ولا اسم الفاعل والمفعول لذلك.
وأما دخول حروف الخفض عليهما فلذلك على الحكاية. وأما دخول حرف النداء فقد مضى القول فيه أن النداء واقع بغيرهما من المضمر المنوي به في النية. وأما بناؤهما فأصلهما «نعم» و«بئس» ثم قيل «نعم» و«بئس» ثم أسكنا من ذلك
كما قالوا: «كرم زيد «يريدون» كرم زيد»، وكما قال الشاعر:
لو عصر منه ألبان والمسك انعصر =
ولا تدخل «نعم» و«بئس» إلا على ما عرف بالألف واللام، أو ما أضيف إلى ما عرف بالألف واللام، أو المضمر فيهما، وتنصب النكرة معهما على التمييز. هذه جملة بابهما.
والمولى في كلام العرب على وجوه: المولى: الناصر، والمولى: المنعم، والمولى: المنعم عليه، والمراد به في الآية يجوز أن يكون الناصر فقيل: «يا نعم المولى ويا نعم النصير». والنصير والناصر والمولى سواء، فجاز الجمع بينهما لاختلاف الألفاظ. والمولى في غير هذا: ابن العم. قال الشاعر:
مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا = لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
وقال عز وجل: {وإني خفت الموالي من ورائي}. والمولى: معتق العبد، والمولى: العبد المعتق، والمولى: الحليف، والمولى: الولي والوارث، وقالوا في قوله عز وجل: {ولكل جعلنا موالي} أي أولياء، ورثة وعصبة.
وقد ذكرنا من تصريف فعل الولي فيما مضى من الكتاب ما فيه كفاية). [اشتقاق أسماء الله: 138-146]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (61-62- المحيي المميت: المحي هو الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث، وإنبات الرزق.
[و] المميت: هو الذي يميت الأحياء ويوهن بالموت قوة الأصحاء الأقوياء {يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير} [الحديد: 2]. تمدح سبحانه بالإماتة كما تمدح بالإحياء ليعلم أن مصدر الخير والشر والنفع والضر من قبله وأنه لا شريك له في الملك استأثر بالبقاء وكتب على خلقه الفناء). [شأن الدعاء: 79-80]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة