العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأعراف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 05:46 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) }


تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) }

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قال: أخرج الجبال في لفظ الواحد مع الأرض، لقوله هذه أرض وهذه جبال، فأخرجها على هاتين، كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ولم يقل الحسن ولا الحسنيات، ولو قال دككن لجمعه، تخرج لفظ الجمع بلفظ الواحد). [مجالس ثعلب: 226] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وأكفيها معاشر قد رأتهم ....... من الجرباء فوقهم طبابا
قال الضبي: أي أكفي هذه الخلة وهذه الأفعال معاشر قد أعيتهم وأرتهم ما يكرهون. والجرباء: السماء والطباب جمع طبابة وأصله الخرز الذي يكون في أسفل القربة طولاً. وأنشد لذي الرمة في الجرباء:
بعشرين من صغرى النجوم كأنها ....... وإياه في الجرباء لو كان ينطق
وصغرى ههنا جمع ولا يجوز أن تكون واحدةً كقول الله عز وجل: {ولي فيها مآرب أخرى}، فقال مآرب ونعتها بأخرى. ومثله قوله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى} فالحسنى نعت للأسماء). [شرح المفضليات: 702] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وحيث فيمن ضم وهي اللغة الفاشية. والقراءة المختارة {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}. فهي غاية، والذي يعرفها ما وقعت عليه من الابتداء والخبر). [المقتضب: 3/ 175] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: " متين "، المتين الشديد، قال الله عز وجل: {وأملي لهم إن كيدي متين} ). [الكامل: 1/ 318]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:15 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:16 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:17 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:17 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس}؛ خبر من الله تعالى أنه خلق لسكنى جهنم والاحتراق فيها كثيرا، وفي ضمنه وعيد للكفار، و «ذرأ» معناه خلق وأوجد مع بث ونشر، وقالت فرقة اللام في قوله: لجهنّم هي لام العاقبة أي ليكون أمرهم ومئالهم لجهنم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ليس بصحيح ولام العاقبة إنما يتصور إذا كان فعل الفاعل لم يقصد به ما يصير الأمر إليه، وهذه اللام مثل التي في قول الشاعر:
يا أم فرو كفي اللوم واعترفي ....... فكل والدة للموت تلد
وأما هنا فالفعل قصد به ما يصير الأمر إليه من سكناهم جهنم، وحكى الطبري عن سعيد بن جبير أنه قال أولاد الزنا مما ذرأ الله لجهنم ثم أسند فيه حديثا من طريق عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقوله كثيراً وإن كان ليس بنص في أن الكفار أكثر من المؤمنين فهو ناظر إلى ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله لآدم أخرج بعث النار فأخرج من كل ألف تسعة وتسعين وتسعمائة»).[المحرر الوجيز: 4/ 92-93]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179) وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الّذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (180)}
وصفت هذه الصنيفة الكافرة المعرضة عن النظر في آيات الله بأن قلوبهم لا تفقه، وأعينهم لا تبصر، وآذانهم لا تسمع، وليس الغرض من ذلك نفي هذه الإدراكات عن حواسهم جملة وإنما الغرض نفيها في جهة ما كما تقول: فلان أصم عن الخنا.
ومنه قول مسكين الدارمي: [الكامل أحذ مضمر]
أعمى إذا ما جارتي خرجت ....... حتى يواري جارتي الستر
وأصم عمّا كان بينهما ....... عمدا وما بالسمع من وقر
ومنه قول الآخر: [الوافر]
وعوراء الكلام صممت عنها ....... ولو أني أشاء بها سميع
وبادرة وزعت النفس عنها ....... وقد بقيت من الغضب الضلوع
ومنه قول الآخر في وصاة من يدخل إلى دار ملك: [مخلع البسيط]
وادخل إذا ما دخلت أعمى ....... واخرج إذا ما خرجت أخرس
فكأن هؤلاء القوم لما لم ينفعهم النظر بالقلب ولا بالعين ولا ما سمعوه من الآيات والمواعظ استوجبوا الوصف بأنهم لا يفقهون ولا يبصرون ولا يسمعون وفسر مجاهد هذا بأن قال: لهم قلوب لا يفقهون بها شيئا من أمر الآخرة وأعين لا يبصرون بها الهدى وآذان لا يسمعون بها الحق، وأولئك إشارة إلى من تقدم ذكره من الكفرة وشبههم بالأنعام في أن الأنعام لا تفقه قلوبهم الأشياء ولا تعقل المقاييس، وكذلك ما تبصره لا يتحصل لها كما يجب، فكذلك هؤلاء ما يبصرونه ويسمعونه لا يتحصل لهم منه علم على ما هو به حين أبصر وسمع، ثم حكم عليهم بأنهم أضلّ، لأن الأنعام تلك هي بنيتها وخلقتها لا تقصر في شيء ولا لها سبيل إلى غير ذلك، وهؤلاء معدون للفهم وقد خلقت لهم قوى يصرفونها وأعطوا طرقا في النظر فهم بغفلتهم وإعراضهم يلحقون أنفسهم بالأنعام فهم أضل على هذا، ثم بين بقوله: أولئك هم الغافلون الطريق الذي به صاروا أضل من الأنعام وهو الغفلة والتقصير). [المحرر الوجيز: 4/ 93-95]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وللّه الأسماء الحسنى ... الآيات}، السبب في هذه الآية على ما روي، أن أبا جهل سمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيذكر الله في قراءته ومرة يقرأ فيذكر الرحمن ونحو هذا فقال: محمد يزعم أن الإله واحد وهو إنما يعبد آلهة كثيرة فنزلت هذه والأسماء هنا بمعنى التسميات إجماعا من المتأولين لا يمكن غيره، والحسنى: مصدر وصف به، ويجوز أن تقدر الحسنى فعلى مؤنثه أحسن، فأفرد وصف جميع ما لا يعقل كما قال: {مآرب أخرى} [طه: 18] وكما قال: {يا جبال أوّبي معه} [سبأ: 10] وهذا كثير، وحسن الأسماء إنما يتوجه بتحسين الشرع لإطلاقها، والنص عليها، وانضاف إلى ذلك أيضا أنها إنما تضمنت معاني حسانا شريفة.
واختلف الناس في الاسم الذي يقتضي مدحا خالصا ولا يتعلق به شبهة ولا اشتراك، إلا أنه لم ير منصوصا هل يطلق ويسمى الله به؟ فنص ابن الباقلاني على جواز ذلك ونص أبو الحسن الأشعري على منع ذلك، والفقهاء والجمهور على المنع، وهو الصواب أن لا يسمى الله تعالى إلا باسم قد أطلقته الشريعة ووقفت عليه أيضا، فإن هذه الشريطة التي في جواز إطلاقه من أن تكون مدحا خالصا لا شبهة فيه ولا اشتراك أمر لا يحسنه إلا الأقل من أهل العلوم فإذا أبيح ذلك تسور عليه من يظن بنفسه الإحسان وهو لا يحسن فأدخل في أسماء الله ما لا يجوز إجماعا، واختلف أيضا في الأفعال التي في القرآن مثل قوله: {اللّه يستهزئ بهم} [البقرة: 15]، {ومكر اللّه} [آل عمران: 54] ونحو ذلك هل يطلق منها اسم الفاعل؟
فقالت فرقة: لا يطلق ذلك بوجه، وجوزت فرقة أن يقال ذلك مقيدا بسببه فيقال: الله مستهزئ بالكافرين وماكر بالذين يمكرون بالدين، وأما إطلاق ذلك دون تقييد فممنوع إجماعا، والقول الأول أقوى ولا ضرورة تدفع إلى القول الثاني لأن صيغة الفعل الواردة في كتاب الله تغني، ومن أسماء الله تعالى: ما ورد في القرآن ومنها ما ورد في الحديث وتواتر، وهذا هو الذي ينبغي أن يعتمد عليه، وقد ورد في الترمذي حديث عن أبي هريرة ونص فيه تسعة وتسعين اسما، وفي بعضها شذوذ وذلك الحديث ليس بالمتواتر وإنما المتواتر منه قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة»، ومعنى أحصاها عدها وحفظها وتضمن ذلك الإيمان بها والتعظيم لها والرغبة فيها والعبرة في معانيها، وهذا حديث البخاري، والمتحصل منه أن لله تعالى هذه الأسماء مباحا إطلاقها وورد في بعض دعاء النبي صلى الله عليه وسلم «يا حنان يا منان» ولم يقع هذان الاسمان في تسمية الترمذي.
وقوله: {فادعوه بها}؛ إباحة بإطلاقها، وقوله تعالى:{وذروا الّذين}؛ قال ابن زيد: معناه اتركوهم ولا تحاجوهم ولا تعرضوا لهم، فالآية على هذا منسوخة بالقتال، وقيل معناه الوعيد كقوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيداً} [المدثر: 11] وقوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا} [الحجر: 3] ويقال ألحد ولحد بمعنى جار ومال وانحرف، وألحد أشهر، ومنه قول الشاعر: [الرجز]
... ... ... ... ....... ليس الإمام بالشحيح الملحد
قال أبو علي: ولا يكاد يسمع لأحد وفي القرآن: {ومن يرد فيه بإلحادٍ} [الحج: 25] ومنه لحد القبر المائل إلى أحد شقيه،
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر «يلحدون» بضم الياء وكسر الحاء، وكذلك في النحل والسجدة، وقرأ حمزة الأحرف الثلاثة «يلحدون» بفتح الياء والحاء، وكذلك ابن وثاب وطلحة وعيسى والأعمش، ومعنى الإلحاد في أسماء الله -عز وجل- أن يسموا اللات نظيرا إلى اسم الله تعالى قاله ابن عباس، والعزى نظيرا إلى العزيز، قاله مجاهد، ويسمون الله ربا ويسمون أوثانهم أربابا ونحو هذا، وقوله: سيجزون ما كانوا يعملون وعيد محض بعذاب الآخرة، وذهب الكسائي إلى الفرق بين ألحد ولحد وزعم أن ألحد بمعنى مال وانحرف ولحد بمعنى ركن وانضوى، قال الطبري: وكان الكسائي يقرأ جميع ما في القرآن بضم الياء وكسر الحاء إلا التي في النحل فإنه كان يقرؤها بفتح الياء والحاء ويزعم أنها بمعنى الركون وكذلك ذكر عنه أبو علي). [المحرر الوجيز: 4/ 95-98]

تفسير قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وممّن خلقنا أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون (181) والّذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (182) وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ (183) أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلاّ نذيرٌ مبينٌ (184) أولم ينظروا في ملكوت السّماوات والأرض وما خلق اللّه من شيءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون (185)}
هذه آية تتضمن الخبر عن قوم مخالفين لمن تقدم ذكرهم في أنهم أهل إيمان واستقامة وهداية، وظاهر لفظ هذه الآية يقتضي كل مؤمن كان من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، قال النحاس: فلا تخلو الدنيا في وقت من الأوقات من داع يدعو إلى الحق.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: سواء بعد صوته أو كان خاملا، وروي عن كثير من المفسرين أنها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وروي في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية لكم، وقد تقدم مثلها لقوم موسى). [المحرر الوجيز: 4/ 98-99]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والّذين كذّبوا بآياتنا ...الآية}؛ وعيد، والإشارة إلى الكفار وسنستدرجهم معناه سنسوقهم شيئا بعد شيء ودرجة بعد درجة بالنعم عليهم والإمهال لهم حتى يغتروا ويظنوا أنهم لا ينالهم عقاب، وقوله: من حيث لا يعلمون معناه من حيث لا يعلمون أنه استدراج لهم، وهذه عقوبة من الله على التكذيب بالآيات، لما حتم عليهم بالعذاب أملى لهم ليزدادوا إثما وقرأ ابن وثاب والنخعي «سيستدرجهم» بالياء). [المحرر الوجيز: 4/ 99]

تفسير قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: {أملي}؛ معناه أؤخر ملاءة من الدهر أي مدة وفيها ثلاث لغات فتح الميم وضمها وكسرها، وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر «أن كيدي» على معنى لأجل أن كيدي، وقرأ جمهور الناس وسائر السبعة «إن كيدي» على القطع والاستئناف،
ومتينٌ معناه قوي، قال الشاعر: [الطويل]
لإلّ علينا واجب لا نضيعه ....... متين قواه غير منتكث الحبل
وروى ابن إسحاق في هذا البيت أمين قواه، وهو من المتن الذي يحمل عليه لقوته، ومنه قول الشاعر وهو امرؤ القيس: [المتقارب]
لها متنتان حظاتا كما ....... أكبّ على ساعديه النمر
وهما جنبتا الظهر، ومنه قول الآخر:
عدلي عدول اليأس وافتج يبتلى ....... أفانين من الهوب شد مماتن
ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
ويخدي على صم صلاب ملاطس ....... شديدات عقد لينات متان
ومنه الحديث في غزوة بني المصطلق فمتن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس أي سار بهم سيرا شديدا لينقطع الحديث بقول ابن أبي بن سلول لئن رجعنا إلى المدينة). [المحرر الوجيز: 4/ 99-101]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:17 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:17 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}
يقول تعالى: {ولقد ذرأنا}؛ أي: خلقنا وجعلنا، {لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس} أي: هيّأناهم لها، وبعمل أهلها يعملون، فإنّه تعالى لمّا أراد أن يخلق الخلائق، علم ما هم عاملون قبل كونهم، فكتب ذلك عنده في كتابٍ قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، كما ورد في صحيح مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إنّ اللّه قدّر مقادير الخلق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، وكان عرشه على الماء
»
وفي صحيح مسلمٍ أيضًا، من حديث عائشة بنت طلحة، عن خالتها عائشة أمّ المؤمنين، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: دعي رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- إلى جنازة صبيٍّ من الأنصار، فقلت: يا رسول اللّه طوبى له، عصفورٌ من عصافير الجنّة، لم يعمل السّوء ولم يدركه. فقال [رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«أو غير ذلك يا عائشة؟ إنّ اللّه خلق الجنّة، وخلق لها أهلًا وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النّار، وخلق لها أهلًا وهم في أصلاب آبائهم»
وفي الصّحيحين من حديث ابن مسعودٍ [رضي اللّه عنه] ثمّ يبعث إليه الملك، فيؤمر بأربع كلماتٍ، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌّ أم سعيدٌ".
وتقدّم أنّ اللّه [تعالى] لمّا استخرج ذرّيّة آدم من صلبه وجعلهم فريقين: أصحاب اليمين وأصحاب الشّمال، قال: "هؤلاء للجنّة ولا أبالي، وهؤلاء للنّار ولا أبالي".
والأحاديث في هذا كثيرةٌ، ومسألة القدر كبيرةٌ ليس هذا موضع بسطها.
وقوله تعالى: {لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها} يعني: ليس ينتفعون بشيءٍ من هذه الجوارح الّتي جعلها اللّه [سببًا للهداية] كما قال تعالى: {وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات اللّه وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الأحقاف: 26]، وقال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون} [البقرة: 18] هذا في حقّ المنافقين، وقال في حقّ الكافرين: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون} [البقرة: 171] ولم يكونوا صمًّا بكمًا عميًا إلّا عن الهدى، كما قال تعالى: {ولو علم اللّه فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون} [الأنفال: 23]، وقال: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور} [الحجّ: 46]، وقال: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون} [الزّخرف: 36، 37].
وقوله تعالى: {أولئك كالأنعام} أي: هؤلاء الّذين لا يسمعون الحقّ ولا يعونه ولا يبصرون الهدى، كالأنعام السّارحة الّتي لا تنتفع بهذه الحواسّ منها إلّا في الّذي يعيشها من ظاهر الحياة الدّنيا كما قال تعالى: {ومثل الّذين كفروا كمثل الّذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً صمٌّ بكمٌ عميٌ} [البقرة: 171]؛ أي: ومثلهم -في حال دعائهم إلى الإيمان -كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لا تسمع إلّا صوته، ولا تفقه ما يقول؛ ولهذا قال في هؤلاء: {بل هم أضلّ}؛ أي: من الدّوابّ؛ لأنّ الدّوابّ قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أبسّ بها، وإن لم تفقه كلامه، بخلاف هؤلاء؛ ولأنّ الدّوابّ تفقه ما خلقت له إمّا بطبعها وإمّا بتسخيرها، بخلاف الكافر فإنّه إنّما خلق ليعبد اللّه ويوحّده، فكفر باللّه وأشرك به؛ ولهذا من أطاع اللّه من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده، ومن كفر به من البشر، كانت الدّوابّ أتمّ منه؛ ولهذا قال تعالى: {أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون}). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 513-514]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الّذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (180)}
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«إنّ للّه تسعًا وتسعين اسمًا مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة، وهو وترٌ يحبّ الوتر».
أخرجاه في الصّحيحين من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عنه رواه البخاريّ، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد به وأخرجه التّرمذيّ، عن الجوزجانيّ، عن صفوان بن صالحٍ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن شعيبٍ فذكر بسنده مثله، وزاد بعد قوله: "يحبّ الوتر": هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو الرّحمن الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الفرد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّارّ، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور
ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ وقد روي من غير وجهٍ عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه]: ولا نعلم في كثيرٍ من الرّوايات ذكر الأسماء إلّا في هذا الحديث.
ورواه ابن حبّان في صحيحه، من طريق صفوان، به وقد رواه ابن ماجه في سننه، من طريقٍ آخر عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا فسرد الأسماء كنحو ما تقدّم بزيادةٍ ونقصانٍ.
والّذي عوّل عليه جماعةٌ من الحفّاظ أنّ سرد الأسماء في هذا الحديث مدرجٌ فيه، وإنّما ذلك كما رواه الوليد بن مسلمٍ وعبد الملك بن محمّدٍ الصّنعانيّ، عن زهير بن محمّدٍ: أنّه بلغه عن غير واحدٍ من أهل العلم أنّهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما رود عن جعفر بن محمّدٍ وسفيان بن عيينة وأبي زيدٍ اللّغويّ، واللّه أعلم.
ثمّ ليعلم أنّ الأسماء الحسنى ليست منحصرةً في التّسعة والتّسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن أبي سلمة الجهنيّ، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه قال:
«ما أصاب أحدًا قطّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللّهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أعلمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي، إلّا أذهب اللّه همّه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا». فقيل: يا رسول اللّه، أفلا نتعلّمها؟ فقال: «بلى، ينبغي لكلٍّ من سمعها أن يتعلّمها».
وقد أخرجه الإمام أبو حاتم بن حبّان البستيّ في صحيحه بمثله
وذكر الفقيه الإمام أبو بكر بن العربيّ أحد أئمّة المالكيّة في كتابه: "الأحوذيّ في شرح التّرمذيّ"؛ أنّ بعضهم جمع من الكتاب والسّنّة من أسماء اللّه ألف اسمٍ، فاللّه أعلم.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه}؛ قال: إلحاد الملحدين: أن دعوا "اللات في أسماء الله.
وقال ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه}؛ قال: اشتقّوا "اللّات" من اللّه، واشتقّوا "العزّى" من العزيز.
وقال قتادة: {يلحدون} يشركون. وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: الإلحاد: التّكذيب. وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدل عن القصد، والميل والجور والانحراف، ومنه اللّحد في القبر، لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر).[تفسير القرآن العظيم: 3/ 514-516]

تفسير قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وممّن خلقنا أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون (181)}
يقول تعالى: {وممّن خلقنا} أي: ومن الأمم {أمًّةٌ} قائمةٌ بالحقّ، قولًا وعملًا {يهدون بالحقّ} يقولونه ويدعون إليه، {وبه يعدلون} يعملون ويقضون.
وقد جاء في الآثار: أنّ المراد بهذه الأمّة المذكورة في الآية، هي هذه الأمّة المحمّديّة.
قال سعيدٌ، عن قتادة في تفسير هذه الآية: بلغنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول إذا قرأ هذه الآية:
«هذه لكم، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها: {ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون}»
وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله تعالى: {وممّن خلقنا أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون} قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«إنّ من أمّتي قومًا على الحقّ، حتّى ينزل عيسى ابن مريم متّى ما نزل».
وفي الصّحيحين، عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«لا تزال طائفةٌ من أمّتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتّى تقوم السّاعة -وفي روايةٍ -: حتّى يأتي أمر اللّه وهم على ذلك -وفي روايةٍ -: وهم بالشّام »). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 516]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (182) وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ (183)}
يقول تعالى: {والّذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} ومعناه: أنّه يفتح لهم أبواب الرّزق ووجوه المعاش في الدّنيا، حتّى يغترّوا بما هم فيه ويعتقدوا أنّهم على شيءٍ، كما قال تعالى: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد للّه ربّ العالمين} [الأنعام: 44، 45]؛ ولهذا قال تعالى: {وأملي لهم}؛ أي: وسأملي لهم، أطوّل لهم ما هم فيه {إنّ كيدي متينٌ}؛ أي: قوي شديد). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 516]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة