العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الآخرة 1434هـ/25-04-2013م, 08:12 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الأعلى [ من الآية (11) إلى الآية (19) ]

{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (15،14)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:20 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَيَتَجَنَّبُهَا}؛ يقولُ: ويتجنَّبُ الذكرَى {الأَشْقَى}؛ يعني: أشقَى الفريقينِ،
{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}؛ وهم الذين لم تنفعْهُم الذِّكرَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىِ}: فاتقوا اللَّهَ، ما خشِيَ اللَّهَ عبدٌ قطُّ إلاَّ ذكَّرَهُ، {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}: فلا واللَّهِ لا يَتَنَكَّبُ عبدٌ هذا الذِّكرَ زهداً فيهِ وبغضاً لأهلِهِ، إلاَّ شقِيٌّ بيِّنُ الشقاءِ). [جامع البيان: 24 / 317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) ويَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}. قَالَ: واللَّهِ مَا خَشِيَ اللَّهَ عَبْدٌ قَطُّ إِلاَّ ذَكَرَهُ، ولا يَتَنَكَّبُ عَبْدٌ هذا الذِّكْرَ زُهْداً فيه وبُغْضاً لأَهْلِه إِلاَّ شَقِيٌّ بَيِّنُ الشقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 368] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}؛ يقولُ: الذي يرِدُ نارَ جهنَّمَ، وهي النارُ الكبرَى، ويعنى بالكبرَى: في شدَّةِ الحرِّ والألمِ). [جامع البيان: 24 / 318]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا}. يقولُ: ثم لا يموتُ في النارِ الكبرَى ولا يحيَا. وذلك أنَّ نفْسَ أحدِهم تصيرُ فيها في حلْقِهِ، فلا تَخْرُجُ فتفارقَه فيموتَ، ولا ترجعُ إلَى موضعِها من الجسمِ فيحيَا. وقيل: {لاَ يَمُوتُ} فيها فيستريحَ، {وَلاَ يَحْيَا} حياةً تنفعُه.
وقالَ آخرُونَ: قِيلَ ذلك؛ لأنَّ العربَ كانت إذا وصفتِ الرَّجُلَ بوقوعٍ في شدَّةٍ شديدةٍ، قالوا: لا هو حيٌّ، ولا هو مَيِّتٌ. فخاطَبَهم اللَّهُ بالذي جرَى به ذلك من كلامِهم). [جامع البيان: 24 / 318]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، في قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى} قال زكاة الفطر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى}؛ بعمل صالح). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: قد أنجحَ وأدركَ طِلْبتَهُ مَن تطهَّرَ من الكفرِ ومعاصي اللَّهِ، وعمِلَ بما أمرَهُ اللَّهُ به فأدَّى فرائضَهُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ جماعةٌ من أهلِ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ من تَزَكَّىِ}؛ يقولُ: مَن تزكَّى من الشِّركِ.
- حدَّثنا محمدُ بنُ المثنَّى، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنصاريُّ، قالَ: ثنا هِشامٌ، عن الحسنِ في قولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قالَ: من كانَ عملُه زاكِياً.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قالَ: بعملٍ ووَرَعٍ.
- حدَّثني سعدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحكمِ، قالَ: ثنا حفصُ بنُ عمرَ العدنيُّ، عن الحكمِ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}: مَن قالَ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنَى ذلك: قدْ أفلحَ مَن أدَّى زكاةَ مالِهِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن أبي الأحوصِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}؛ قالَ: مَن استطاعَ أنْ يَرْضَخَ فَلْيَفْعَلْ، ثُمَّ لْيَقُمْ فلْيُصلِّ.
- حدَّثنا محمَّدُ بنُ عمارةَ الرازيُّ، قالَ: ثنا أبو نعيمٍ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن أبي الأحوصِ: {قَدْ أَفْلَحَ من تَزَكَّى}؛ قالَ: مَن رَضَخَ.
- حدَّثنا محمَّدُ بنُ عُمارةَ، قالَ: ثنا عثمانُ بنُ سعيدِ بنِ مُرَّةَ، قالَ: ثنا زهيرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، قالَ: إذا أتَى أحدَكم سائلٌ وهو يريدُ الصلاةَ، فليُقدِّمْ بينَ يدَيْ صلاتِهِ زكاتَهُ، فإنَّ اللَّهَ يقولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}، فمَن استطاعَ أنْ يقدِّمَ بينَ يدَيْ صلاتِهِ زكاةً فلْيفعَلْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ تزكَّى رجلٌ من مالِهِ، وأرضَى خالِقَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ عُنِيَ بذلك زكاةُ الفِطْرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عمرُو بنُ عبدِ الحميدِ الآمُليُّ، قالَ: ثنا مَرْوانُ بنُ معاويَةَ، عن أبي خَلْدَةَ، قالَ: دخلْتُ علَى أبي العاليَةِ، فقالَ لي: إذا غدوْتَ غداً إلَى العيدِ فمُرَّ بي. قالَ: فمرَرْتُ به، فقالَ: هلْ طَعِمْتَ شيئاً؟ قلتُ: نعمْ. قالَ: أفضْتَ علَى نفسِكَ من الماءِ؟ قلْتُ: نعمْ. قالَ: فأخبِرْنِي ما فعلْتَ بزكاتِكَ؟ قلْتُ: قد وجَّهْتُهَا. قالَ: إنَّما أردتُكَ لهذا. ثم قرأَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}، وقالَ: إنَّ أهلَ المدينةِ لا يَرَوْنَ صدقةً أفضلَ منها، ومن سقايَةِ الماءِ). [جامع البيان: 24 / 318-320]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِهِ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ فقالَ بعضُهُم: معنَى ذلك: وحَّدَ اللَّهَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ يقولُ: وحَّدَ اللَّهَ سبحانَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنَى ذلك: وذكَرَ اللَّهَ ودعاهُ ورغِبَ إليهِ.
والصوابُ من القوْلِ في ذلك أنْ يُقالَ: وذكَرَ اللَّهَ فوحَّدَهُ، ودعاهُ ورغِبَ إليهِ؛ لأنَّ كلَّ ذلك مِن ذِكْرِ اللَّهِ، ولم يَخصُصِ اللَّهُ تعالَى من ذِكْرِهِ نوعاً دونَ نوعٍ.
وقولُهُ: {فَصَلَّى}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ قي تأويلِ ذلك؛ فقالَ بعضُهُم: عُنِيَ به: فصلَّى الصلواتِ الخمسَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {فَصَلَّى}؛ يقولُ: صلَّى الصلواتِ الخمسَ.
وقالَ آخرُونَ: عُنِيَ به صلاةُ العيدِ يومَ الفطرِ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ عُنِيَ: وذكَرَ اسمَ ربِّه فدَعَا. وقالوا: الصلاةُ هاهنا: الدعاءُ.
والصوابُ من القولِ أنْ يُقالَ: عُنِيَ بقولِهِ: {فَصَلَّى}. الصلواتُ وذِكْرُ اللَّهَ فيها بالتحميدِ والتمجيدِ والدعاءِ). [جامع البيان: 24 / 321-322]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}
عن عَوْفِ بنِ مَالِكٍ، عن النبيِّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] أنه كانَ يَأْمُرُ بزكاةِ الفِطْرِ قبلَ أنْ يُصَلِّيَ صلاةَ العيدِ، ويتلو هذه الآيةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.
رَوَاه البَزَّارُ، وفيه كَثِيرُ بنُ عبدِ اللهِ، وهو ضعيفٌ، وقد حَسَّنَ الترمذيُّ حديثَه). [مجمع الزوائد: 7 / 136]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن خُصَيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ قالَتْ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قالَ: إِلْقَاءُ القَمْحِ قبلَ الصلاةِ في المُصَلَّى يومَ الفِطْرِ.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه محمدُ بنُ أَشْقَرَ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 136-137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَخَلَعَ الأَنْدَادَ، وشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ». {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا».
رَوَاه البَزَّارُ عن شَيْخِهِ عَبَّادِ بنِ أحمدَ العَرْزَمِيِّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَخَلَعَ الأَنْدَادَ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»، {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قَالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ عَنْ جَابِرٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ). [كشف الأستار: 3 / 80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وخَلَعَ الأَنْدَادَ، وشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ والمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا والاهْتِمَامُ بمَوَاقِيتِهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مِن الشِّرْكِ، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ}. قَالَ: وَحَّدَ اللَّهَ، {فَصَلَّى}. قَالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ). [الدر المنثور: 15 / 368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15 / 368-369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَن قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: مَن آمَنَ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: مَن أَكْثَرَ الاسْتِغْفَارَ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: بعَمَلٍ صَالِحٍ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحَاكِمُ في الكُنَى وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِه بسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عن كَثِيرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] أنَّه كانَ يَأْمُرُ بزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ صَلاةَ العِيدِ, ويَتْلُو هذه الآيةَ: «{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}». وفي لَفْظٍ قَالَ: سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] عن قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: «هِيَ زَكَاةُ الفِطْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}». ثُمَّ يُقَسِّمُ الفِطْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى المُصَلَّى يَوْمَ الفِطْرِ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: أَعْطَى صَدَقَةَ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى العِيدِ، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ قَالَ: خَرَجَ إلى العيدِ فصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن أَبِي سعيدٍ الخُدْرِيِّ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قَالَ: أَعْطَى صَدَقَةَ الفِطرِ قبلَ أن يَخْرُجَ إلى العيدِ {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: خَرَجَ إلى العيدِ فصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ في قَوْلِه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قال: زَكَاةَ الفِطرِ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ كانَ يُقَدِّمُ صَدَقَةَ الفِطْرِ حِينَ يَغْدُو، وهو يَتْلُو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عن نَافِعٍ، عن ابنِ عُمرَ قَالَ: إنَّما نَزَلَتْ هذه الآيةُ في إخراجِ زَكاةِ الفِطْرِ قبلَ صلاةِ العيدِ؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عن وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ. قَالَ: إِلْقَاءُ القَمْحِ قَبْلَ الصلاةِ يَوْمَ الفِطْرِ في المُصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ عن أبي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: نزَلتْ في صَدَقَةِ الفِطْرِ، تُزَكِّي ثُمَّ تُصَلِّي). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أبي خَلْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ، فقَالَ لِي: إِذَا غَدَوْتَ غَداً إِلَى العِيدِ فمُرَّ بِي. قَالَ: فمَرَرْتُ بِهِ، فقَالَ: هَلْ طَعِمْتَ شَيْئاً. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فأَخْبِرْنِي مَا فَعَلْتَ بزَكَاتِكَ؟ قُلْتُ: قَدْ وَجَّهْتُها. قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُكَ لهذا. ثم قرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. وقَالَ: إِنَّ أَهْلَ المدينةِ لا يَرَوْنَ صَدَقَةً أَفْضَلَ مِنْها ومِن سِقَايَةِ المَاءِ). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: أَدَّى زَكَاةَ الفِطْرِ). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن محمدِ بنِ سِيرِينَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: أَدَّى صَدَقَةَ الفِطْرِ ثُمَّ خرَج فصَلَّى بَعْدَمَا أَدَّى). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: قَدِّمِ الزَّكَاةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَوْمَ الفِطْرِ. ثم قرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 371-372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ قَالَ: قُلْتُ لابنِ عَبَّاسٍ : أرأَيْتَ قولَه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} للفِطْرِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ بذلك، ولكنْ للزَّكاةِ كلِّها. ثم عَاوَدْتُه فيها فقَالَ لي: والصَّدَقاتِ كُلِّها). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. يعني: مِن مَالِه). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. مَنْ أَرْضَى خَالِقَهُ مِن مَالِه). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: تَزَكَّى رجُلٌ مِن مَالِه، وتَزَكَّى رَجُلٌ مِن خُلُقِهِ). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن أبي الأَحْوَصِ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً تَصَدَّقَ ثُمَّ صَلَّى. ثُمَّ قَرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ. ولَفْظُ ابنِ أبي شَيْبَةَ: مَنِ استطاعَ أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ صَلاتِهِ صَدَقَةً فَلْيَفْعَلْ؛ فإنَّ اللَّهَ يَقُولُ، وذَكَرَ الآيَةَ). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي الأَحْوَصِ قَالَ: لَوْ أَنَّ الَّذِي يَتَصَدَّقُ بالصَّدَقَةِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ). [الدر المنثور: 15 / 372-373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طَريقِ أبي الأَحْوَصِ، عن ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إذا خَرَج أَحَدُكم يُريدُ الصَّلاةَ، فلا عَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ بشَيْءٍ؛ لأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن أَبِي الأَحْوَصِ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَن رَضَخَ). [الدر المنثور: 15 / 373]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}. يقولُ للناسِ: بلْ تؤثرونَ أيُّها الناسُ زينةَ الحياةِ الدُّنيا علَى الآخرةِ). [جامع البيان: 24 / 322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَالآخِرَةُ خيرٌ} لكم {وَأَبْقَى}. يقولُ: وزينةُ الآخرةِ خيرٌ لكم أيُّها الناسُ وأبقَى بقاءً؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا فانيَةٌ، والآخرةَ باقيَةٌ، لا تنفَدُ ولا تفْنَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فاختارَ الناسُ العاجلةَ إلاَّ مَن عصمَ اللَّهُ. وقولُهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ} في الخيرِ، {وَأَبْقَى} في البقاءِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا أبو حمزةَ، عن عطاءٍ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ، قالَ: استقرأتُ ابنَ مسعودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فلمَّا بلغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، تركَ القراءةَ، وأقبلَ علَى أصحابِهِ، وقالَ: آثرْنَا الدنيا علَى الآخرةِ. فسكتَ القومُ، فقالَ: آثرْنا الدنيا؛ لأنَّا رأيْنَا زينَتَها ونساءَها وطعامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عنَّا الآخرةُ، فاخترْنا هذا العاجلَ، وتركْنا الآجِلَ). [جامع البيان: 24 / 322] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفت القَرَأَةُ في قراءةِ قولِهِ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فقرأَ ذلك عامَّةُ قرأَةِ الأمصارِ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ} بالتاءِ، إلاَّ أبا عمرٍو، فإنَّه قرأَهُ بالياءِ، وقالَ: يعني الأشقينَ.
والذي لا أوثرُ عليهِ في قراءةِ ذلك التاءُ؛ لإجماعِ الحجَّةِ من القرأَةِ عليهِ. وذُكِرَ أنَّ ذلك في قراءةِ أُبَيٍّ: (بلْ أنتم تُؤثرونَ). فذلك أيضاً شاهدٌ لصحَّةِ القراءةِ بالتاءِ). [جامع البيان: 24 / 322-323]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ مَسْعُودٍ أنَّه كانَ يَقْرَأُ: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) ). [الدر المنثور: 15 / 373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والطبرانِيُّ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: اسْتَقْرَأْتُ ابنَ مَسْعُودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}. فَلَمَّا بَلَغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} تَرَكَ القِرَاءَةَ وأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِه؛ فقَالَ: آثَرْنَا الدُّنْيَا علَى الآخِرَةِ! فسَكَتَ القَوْمُ. فقَالَ: آثَرْنَا الدُّنْيَا؛ لأَنَّا رَأَيْنَا زِينَتَها ونِسَاءَهَا وطَعَامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عَنَّا الآخِرَةُ فاخْتَرْنَا هَذَا العَاجِلَ وتَرَكْنَا الآجِلَ. وقَالَ: (بَلْ يُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) بالياءِ). [الدر المنثور: 15 / 373-374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} قَالَ: اخْتَارَ النَّاسُ العَاجِلَةَ إِلاَّ مَن عَصَمَ اللَّهُ، {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ}. في الخيرِ، {وأَبْقَى} في البقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}. قَالَ: يَعْنِي هذهِ الأُمَّةَ، وإِنَّكُم سَتُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنيا). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعبِ الإيمانِ، والحكيمُ التِّرْمِذِيُّ عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَمْنَعُ العِبَادَ مِن سَخَطِ اللَّهِ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ رُدَّتْ عَلَيْهَم، وقَالَ اللَّهُ: كَذَبْتُم»). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عُمَرَ أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ: «لا يَلْقَى اللَّهَ أَحَدٌ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ مَا لَمْ يَخْلِطْ مَعَهَا غَيْرَها». رَدَّدَهَا ثَلاثاً, قَالَ قَائِلٌ مِن قَاصِيَةِ النَّاسِ: بأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَها؟ قَالَ: «حُبَّ الدُّنْيَا وأَثَرَةً لَهَا وجَمْعاً لَهَا ورِضًا بِهَا وعَمَلَ الجَبَّارِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 374-375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ، والطَّبَرَانِيُّ والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ وفي السُّنَنِ عن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بآخِرَتِهِ، ومَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بدُنْيَاهُ، فآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى»). [الدر المنثور: 15 / 375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ، والشِّيرَازِيُّ في الألقابِ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لاَ دَارَ لَهُ، ومَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَهُ، ولَهَا يَجْمَعُ مَنْ لاَ عَقْلَ لَه»). [الدر المنثور: 15 / 375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا والبَيْهَقِيُّ عن مُوسَى بنِ يَسَارٍ أنَّه بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُه لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِن الدُّنْيَا، وإِنَّهُ مُنْذُ خَلَقَهَا لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 375-376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-: «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 376]

تفسير قوله تعالى: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَالآخِرَةُ خيرٌ} لكم {وَأَبْقَى}. يقولُ: وزينةُ الآخرةِ خيرٌ لكم أيُّها الناسُ وأبقَى بقاءً؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا فانيَةٌ، والآخرةَ باقيَةٌ، لا تنفَدُ ولا تفْنَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فاختارَ الناسُ العاجلةَ إلاَّ مَن عصمَ اللَّهُ. وقولُهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ} في الخيرِ، {وَأَبْقَى} في البقاءِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا أبو حمزةَ، عن عطاءٍ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ، قالَ: استقرأتُ ابنَ مسعودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فلمَّا بلغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، تركَ القراءةَ، وأقبلَ علَى أصحابِهِ، وقالَ: آثرْنَا الدنيا علَى الآخرةِ. فسكتَ القومُ، فقالَ: آثرْنا الدنيا؛ لأنَّا رأيْنَا زينَتَها ونساءَها وطعامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عنَّا الآخرةُ، فاخترْنا هذا العاجلَ، وتركْنا الآجِلَ). [جامع البيان: 24 / 322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} قَالَ: اخْتَارَ النَّاسُ العَاجِلَةَ إِلاَّ مَن عَصَمَ اللَّهُ، {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ}. في الخيرِ، {وأَبْقَى} في البقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 374] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ قال: إن ما قص الله في هذه السورة لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ يقول: إن هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى وقوله وإبراهيم الذي وفى إلى آخره من صحف إبراهيم وموسى). [تفسير مجاهد: 752]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ في الذي أُشيرَ إليهِ بقولِه: {هَذَا}؛ فقالَ بعضُهُم: أُشيرَ به إلَى الآياتِ التي في {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبيهِ، عن عكرمةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}؛ يقولُ: الآياتِ التي في {سبِّحِ اسْمَ ربِّكَ الأَعْلَى}.
وقالَ آخرُونَ: قصَّةُ هذه السورةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليَةِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}. قالَ: قصَّةُ هذه السورةِ لفي الصحفِ الأولَى.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّ هذا الذي قَضَى اللَّهُ في هذه السورةِ، لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قالَ: إنَّ هذا الذي قضى اللَّهُ في هذه السورةِ، لفي الصُّحفِ الأولَى). [جامع البيان: 24 / 323-324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ المُنْذِرِ والحَاكِمُ وصَحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى}. قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «هِيَ كُلُّهَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى» ). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. الآيةَ. قَالَ: نُسِخَتْ هذه السورةُ مِن صُحفِ إبراهيمَ ومُوسَى. ولفظُ سَعِيدٍ: هذه السورةُ في صُحفِ إبراهيمَ ومُوسَى. ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: وهذه السورةُ وقولُه: {وإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، إلى آخرِ السورةِ مِن صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن السُّدِّيِّ قالَ: إِنَّ هذه السورةَ في صُحُفِ إبراهيمَ ومُوسَى مِثْلُ ما نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي العاليةِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. يقولُ: قِصَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ في الصُّحُفِ الأُولَى). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: ما قَصَّ اللهُ في هذه السورةِ). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ : {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: تَتَابَعَتْ كُتُبُ اللَّهِ كَمَا تَسْمَعُونَ أنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ وأَبْقَى). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ ابنِ زيدٍ في قولِه: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى} الآيةَ؛ قَالَ: في الصُّحفِ الأولَى أنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: هؤلاءِ الآياتُ). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: في كُتُبِ اللَّهِ كُلِّها). [الدر المنثور: 15 / 377]

تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ قال: إن ما قص الله في هذه السورة لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة ،عن ابن عباس {إن هذا لفي الصحف الأولى} يقول: إن هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى وقوله وإبراهيم الذي وفى إلى آخره من صحف إبراهيم وموسى). [تفسير مجاهد: 752] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلك أنَّ قولَهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، في الصحفِ الأولَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. قالَ: تتابعتْ كتبُ اللَّهِ كما تسمعونَ، أنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}. قالَ: في الصحفِ التي أنزلَهَا اللَّهُ علَى إبراهيمَ وموسَى، أنَّ الآخرةَ خيرٌ من الأولَى.
وأوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: إنَّ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}؛ لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى، صُحفِ إبراهيمَ خليلِ الرَّحْمنِ، وصحفِ موسَى بنِ عمرانَ.
وإنَّما قلتُ: ذلك أوْلَى بالصحَّةِ من غيرِهِ؛ لأنَّ "هذا" إشارةٌ إلَى حاضرٍ، فلأَنْ يكونَ إشارةً إلَى ما قرُب منها، أوْلَى من أنْ يكونَ إشارةً إلَى غيرِهِ. وأمَّا الصُّحفُ فإنَّها جمْعُ صحيفةٍ، وإنَّما عُنِيَ بها كتبُ إبراهيمَ وموسَى.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن أبي الجلدِ، قالَ: نزلتْ صُحفُ إبراهيمَ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضانَ، وأُنزلتِ التَّوْراةُ لستِّ ليالٍ خلوْنَ من رمضانَ، وأُنزِلَ الزبورُ لاثْنَتَيْ عشْرَةَ ليلةً، وأُنزِلَ الإنجيلُ لثمانِيَ عشرَةَ، وأُنزِلَ الفرقانُ لأربعٍ وعشرينَ). [جامع البيان: 24 / 324-325]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (أبو ذرّ الغفاري - رضي الله عنه -): قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ للمسجد تحية» قلت: وما تحيّته، يا رسول الله؟ قال: «ركعتان تركعهما» قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئاً ممّا كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال:« يا أبا ذرّ، اقرأ {قد أفلح من تزكّى (14) وذكر اسم ربّه فصلى (15) بل تؤثرون الحياة الدنيا (16) والآخرة خيرٌ وأبقى (17) إنّ هذا لفي الصّحف الأولى (18) صحف إبراهيم وموسى}» قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: «كانت عبراً كلّها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم يفرح، عجبت لمن أيقن بالنّار ثم يضحك، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن أيقن بالحساب، ثم لا يعمل». أخرجه.
[شرح الغريب]
(عبراً) العبر: جمع عبرة، وهي الموعظة ونحوها.
(ينصب) النصب: التعب). [جامع الأصول: 2 / 427-428]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}
عن ابنِ عباسٍ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «كَانَ كُلُّ هَذَا - أَوْ كَانَ هَذَا - فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى».
رَوَاه البَزَّارُ، وفيه عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وقدِ اخْتَلَطَ، وبقيَّةُ رِجالِه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ كُلُّ هَذَا، وَكَانَ هَذَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ الثِّقَاتِ(*)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثًا آخَرَ). [كشف الأستار: 3 / 80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ مَرْدُويَهْ وابنُ عَساكِرَ، عن أبي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كم أَنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ؟ قَالَ: «مِائَةَ كِتَابٍ وأَرْبَعَةَ كُتُبٍ، أَنْزَلَ عَلَى شِيثٍ خَمْسِينَ صَحِيفَةً، وعَلَى إِدْرِيسَ ثَلاِثينَ صَحِيفَةً، وعَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشْرَ صَحَائِفَ، وعلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشْرَ صَحَائِفَ، وأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ والزَّبُورَ والفُرْقَانَ». قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ, فَمَا كانتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: «أَمْثَالٌ كُلُّها: أَيُّهَا المَلِكُ المُتَسَلِّطُ المُبْتَلَى المَغْرُورُ، لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَها عَلَى بَعْضٍ، ولَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإِنِّي لا أَرُدُّهَا ولَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ، وعَلَى العَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَلاثُ سَاعَاتٍ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ ويَتَفَكَّرُ فِيمَا صَنَعَ، وسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِن الحَلالِ؛ فإِنَّ في هذهِ الساعةِ عَوْناً لِتِلْكَ السَّاعَاتِ واسْتِجْمَاماً للقُلُوبِ وتَفْرِيغاً لَهَا، وعَلَى العاقِلِ أنْ يَكُونَ بَصِيراً بزَمَانِه مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ حَافِظاً للسانِه، فإِنَّ مَن حَسَبَ كَلامَهُ مِن عَمَلِه؛ أَقَلَّ الكَلامَ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ، وعَلَى العَاقِلِ أَنْ يَكُونَ طَالِباً لِثَلاثٍ: مَرَمَّةٍ لمَعَاشٍ، أو تَزَوُّدٍ لمَعَادٍ، أو تَلَذُّذٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ».
قُلْتُ: يا رسولَ اللَّهِ، فما كانَتْ صُحُفُ مُوسَى؟
قَالَ: «كَانَتْ عِبَراً كُلُّها: عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بالمَوْتِ ثُمَّ يَفْرَحُ، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالنارِ ثُمَّ يَضْحَكُ، ولِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وتَقَلُّبَها بأَهْلِهَا ثُمَّ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالقَدَرِ ثُمَّ يَنْصَبُ، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالحِسَابِ ثُمَّ لا يَعْمَلُ».
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى؟
قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، نَعَمْ؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) والآخِرَةُ خَيْرٌ وأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى} » ). [الدر المنثور: 15 / 378-379]


(*) كذا في الأصل ولعل الصواب (للثقات).




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:25 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ويتجنّبها الأشقى...} يتجنب الذكرى فلا يذكر). [معاني القرآن: 3/ 256]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ويتجنّبها الأشقى (11)} المعنى: يتجنب الذكرى الأشقى). [معاني القرآن: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {النّار الكبرى...} هي السفلى من أطباق النار). [معاني القرآن: 3/ 256]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ثمّ لا يموت فيها ولا يحيى (13)} لا يموت موتا يستريح به من العذاب، ولا يحيا حياة يجد معها روح الحياة). [معاني القرآن: 5/ 316]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ثم لا يموت فيها ولا يحيى} قال ثعلب: أي لا يموت فيها موتا قاضيا، فيستريح، ولا يحيا فيها حياة تامة، فيستريح، فهو حي كميت). [ياقوتة الصراط: 572]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قد أفلح من تزكّى...} عمل بالخير وتصدق، ويقال: قد أفلح من تزكى: تصدق قبل خروجه يوم العيد). [معاني القرآن: 3/ 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {قد أفلح من تزكّى (14)} أي قد صادف البقاء الدائم والفوز بالنعيم.
ومعنى {تزكّى} تكثّر بتقوى اللّه، ومعنى الزاكي النامي الكثير). [معاني القرآن: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({وذكر اسم ربّه فصلّى...} شهد الصلاة مع الإمام). [معاني القرآن: 3/ 257]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بل تؤثرون الحياة الدّنيا...} اجتمع القراء على التاء، وهي في قراءة أبيّ: (بل أنتم تؤثرون الحياة) تحقيقاً لم قرأ بالتاء.
وقد قرأ بعض القراء: (بل يؤثرون)). [معاني القرآن: 3/ 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {بل تؤثرون الحياة الدّنيا (16)} وقرئت (بل يؤثرون الحياة الدّنيا) بالياء. والأجود التاء، لأنها رويت عن أبيّ بن كعب: (بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا) ). [معاني القرآن: 5/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى...} يقول: من ذكر اسم ربه فصلى وعمل بالخير، فهو في الصحف الأولى كما هو في القرآن). [معاني القرآن: 3/ 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى (18)} يعني من قوله: {قد أفلح من تزكّى} إلى هذا الموضع. وقيل بل السورة كلها). [معاني القرآن: 5/ 316]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} أي: إن الفلاح لمن تزكَّى في الصحف الأولى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 10:31 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13)}

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)}

تفسير قوله تعالى: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)}

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهي مع الظاء والثاء والذال جائزة وليس كحسنه مع هؤلاء لأن هؤلاء من أطراف الثنايا وقد قاربنا مخرج الفاء.
ويجوز الإدغام لأنهن من الثنايا كما أن الطاء وأخواتها من الثنايا وهن من حروف طرف اللسان كما أنهن منه.
وإنما جعل الإدغام فيهن أضعف وفي الطاء وأخواتها أقوى لأن اللام لم تسفل إلى أطراف اللسان كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها وهي مع الضاد والشين أضعف لأن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان والشين من وسطه ولكنه يجوز إدغام اللام فيهما لما ذكرت لك من اتصال مخرجهما قال طريف بن تميمٍ العنبري:
تقول إذا استهلكت مالاً للذّةٍ.......فكيهة هشّيءٌ بكفّيك لائق
يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين
وقرأ أبو عمرو: (هثوب الكفار) يريد {هل ثوب الكفار} فأدغم في الثاء.
وإما التاء فهي على ما ذكرت لك وكذلك أخواتها وقد قرئ بها: (بتؤثرون الحياة الدنيا) فأدغم اللام في التاء). [الكتاب: 4/ 458-459] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ثم نذكر الحرف المنحرف، وهو أكثر في الكلام من غيره، وله اتصال بأكثر الحروف وهو اللام.
ومخرجه من حرف اللسان متصلا بما يحاذيه منت الضحاك والثنايا والرباعيات.
وهو يدغم إذا كان للمعرفة في ثلاثة عشر حرفا، لايجوز في اللام معهن إلا الإدغام. فمنها أحد عشر حرفا تجاور اللام، وحرفان يتصلان بها.
وإنما كان ذلك لازما في لام المعرفة؛ لعلّتين: إحداهما كثرة لام المعرفة، وأنه لا يعرى منكور منها إذا أردت تعريفه، والأخرى: أن هذه اللام لازم لها السكون، فليست بمنزلة ما يتحرك في بعض المواضع.
فإن كانت اللام غير لام المعرفة جاز إدغامها في جميع ذلك، وكان في بعض أحسن منه في بعض. ونحن ذاكروها مستقصاة إن شاء الله.
فهذ الحروف منها أحد عشر حرفا مجاورة لللام وهي: الراء، والنون، والطاء، وأختاها: الدال، والتاء، والظاء، وأختاها: الذال، والثاء، والزاي، وأختاها: الصاد، والسين.
والحرفان اللذان يبعدان من مخرجها ويتصلان بها في التفشّي الذي فيهما: الشين، والضاد.
فأما الشين فتخرج من وسط اللسان من مخرج الميم، والياء، ثم تتفشى حتى تتصل بمخرج الللام.
فلام المعرفة مدغمة في هذه الحروف لا يجوز إلا ذلك، لكثرتها ولزومها، نحو: التمر، والرسول، والطرفاء، والنمر. فكل هذه الحروف في هذا سواء.
فإن كان الام لغير المعرفة جاز الإدغام والإظهار، والإدغام في بعض أحسن منه في بعض.
إذا قلت: هل رأيت زيدا وجعل راشدا، جاز أن تسكّن فتقول: جعرّاشد، كما تسكن في المثلين. والإدغام ههنا أحسن إذا كان الأول ساكنا.
فإن كان منتحركا اعتدل البيان والادغام.
فإن قلت: هل طرقك؟، أو هل دفعك؟ أو هل تم لك؟ فالإدغام حسن، والبان حسن.
وهو عندى أحسن، لتنراخي المخرجين.
وقرأ أبو عمرو (بتؤثرون) فأدغم وقرأ ( هثّوّب الكفّار ) ). [المقتضب: 1/ 348-349]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن كل مدغم فيما بعده إذا كانا من كلمتين فإظهار الأول جائز، لأنه غير لازم للثاني، إلا أنه في بعض أحسن منه في بعض على قدر تداني المخارج وبعدها .
فإذا لقيت التاء دالا أو طاء، كان الإدغام أحسن، لأن مخرج الثلاثة واحد، وإنما يفصل بينها أعراض فيها. وذلك قولك: ذهبطلحة، الإدغام أحسن. وكذلك هد مدارٌ زيدٍ ومثل ذلك: لم يعد تميم، ولم يعد طاهر.
فان قلت: انقط داود كان الإدغام بأن تطبق موضع الطاء أحسن لأن في الطاء إطباقا فيكرهون ذهابه. تقول: انقطا ود.
ولو قلت: انقداود كان حسنا. ولكن الاختيار ما ذكرت لك. وإن لم تدغم فجائز .
والظاء، والثاء، والذال هذا أمر بعضهن مع بعض في تبقية الإطباق وحذفه، وحسن الإدغام وجواز التبيين.
وفيما ذكرت لك من قرب المخارج وبعدها كفاية.
فأما قراءة أبي عمرو (هثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) فإن التبيين أحسن مما قرأ، لأن الثاء لا تقرب من اللام كقرب التاء وأختيها. وكذلك التاء في قراءته ( بتؤثرون الحياة الدنيا ).
وليست هذه اللام كلام المعرفة لازمة لكل اسم تريد تعريفه. فليس يجوز فيها مع هذه الحروف التي ذكرت لك وهي ثلاثة عشر حرفا إلا إلادغام. وقد ذكرناها بتفسيرها.
وإنما يلزم الإدغام على قدر لزوم الحرف، ألا ترى أنها إذا كانت في كلمة واحدة لم يجز الإظهار: إلا أن يضطر الشاعر فيرد الشيء إلى أصله، نحو: رد، وفر، ودابة، وشابة، لأن الباء الأولى تلزم الثانية.
فأما قولهم: أنما تكلمانني، وتكلماني، وقوله: {أفغير الله تأمروني} وفي القرآن: {لم تؤذونني وقد تعلمون} فلان الثانية منفصلة من الأولى، لأنها اسم المفعول. تقول: أنما تظلمان زيدا، وأنتم تظلمون عمرا). [المقتضب: 1/ 386-387] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18)}

تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويتجنّب الذّكرى ونفعها من سبقت له الشّقاوة فكفر، ووجب له صليّ النار.
وقال الحسن: {النار الكبرى} نار الآخرة، والصغرى: نار الدنيا.
وقال بعض المفسّرين: إنّ جميع نار الآخرة وإن كانت شديدةً فهي تتفاضل؛ ففيها شيءٌ أكبر من شيءٍ. وقال الفرّاء: الكبرى هي السّفلى من أطباق النار). [المحرر الوجيز: 8/ 593]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيا} معناه: لا يموت فيها موتاً مريحاً ولا يحيا حياةً هنيّةً، فهو لا محالة حيٌّ، وقد ورد في خبرٍ أنّ العصاة في النار موتى.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه: وأراده على التشبيه؛ لأنه كالسّبات والرّكود والهمود، فجعله موتاً). [المحرر الوجيز: 8/ 593]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى * بل تؤثرون الحياة الدّنيا * والآخرة خيرٌ وأبقى * إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}.
{أفلح} في هذه الآية معناه: فاز ببغيته، و {تزكّى} معناه: طهّر نفسه ونمّاها بالخير.
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «من قال لا إله إلاّ اللّه تطهّر من الشّرك. وقال الحسن: من كان عمله زاكياً. وقال أبو الأحوص: من رضخ من ماله وزكّاه».
وقوله تعالى: {وذكر اسم ربّه} معناه: وحّده وصلّى له الصلوات التي فرض عليه، وتنفّل أيضاً بما أمكنه من صلاة وبرٍّ. وقال أبو سعيدٍ الخدريّ، وابن عمر، وابن المسيّب: هذه الآية في صبيحة يوم الفطر، فـ {تزكّى} هو أدّى زكاة الفطر، {وذكر اسم ربّه} هو ذكر اللّه تعالى في طريق المصلّى إلى أن يخرج الإمام، و (الصلاة) هي صلاة العيد.
وقد روي هذا التفسير عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال قتادة وكثيرٌ من المتأوّلين: {تزكّى} معناه: أدّى زكاة ماله، و(صلّى) معناه: صلّى الخمس). [المحرر الوجيز: 8/ 593-594]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أخبر اللّه تعالى الناس أنهم يؤثرون الحياة الدنيا، فالكافر يؤثرها إيثار كفرٍ يرى أن لا آخرة، والمؤمن يؤثرها إيثار معصيةٍ وغلبة نفسٍ إلاّ من عصم اللّه تعالى.
وقرأ أبو عمرٍو وحده: (يؤثرون) بالياء، وقال: يعني الأشقين. وهي قراءة ابن مسعودٍ، والحسن، وأبي رجاءٍ، والجحدريّ، وقرأ الباقون والناس: {تؤثرون} بالتاء على المخاطبة، وفي حرف أبيّ بن كعبٍ: (بل أنتم تؤثرون) وسبب الإيثار حبّ العاجل والجهل ببقاء الآخرة. وقال عمر -رضي اللّه عنه-: «ما الدنيا في الآخرة إلاّ كنفخة أرنبٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 594]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ هذا} قال الضّحّاك: أراد القرآن. وروي أنّ القرآن انتسخ من الصّحف الأولى. وقال سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: الإشارة إلى معاني السورة. وقال ابن زيدٍ: الإشارة إلى هذين الخبرين: إفلاح من تزكّى، وإيثار الناس للدنيا، مع فضل الآخرة عليها. وهذا هو الأرجح؛ لقرب المشار إليه بـ{هذا}.
وقوله تعالى: {لفي الصّحف الأولى} أي: لم ينسخ هذا قطّ في شرعٍ من الشرائع، فهو في الأولى وفي الأخيرات، ونظير هذا قول النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]: «إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» أي: إنه مما جاءت به الأولى واستمرّ في الغير.
وقرأ الجمهور: {الصّحف} مضمومة الحاء. وروى هارون عن أبي عمرٍو سكون الحاء، وهي قراءة الأعمش). [المحرر الوجيز: 8/ 594]

تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ أبو رجاءٍ: (إبرهم) بغير ياءٍ ولا ألف. وقرأ ابن الزّبير: (إبراهام)، وكذلك أبو موسى الأشعريّ في كلّ القرآن، وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرٍ: (إبراهم) بكسر الهاء وبغير ياءٍ في جميع القرآن.
وروي أن صحف إبراهيم عليه السلام نزلت في أوّل ليلةٍ من رمضان، والتوراة في السادسة من رمضان، والزّبور في اثنتي عشرة منه، والإنجيل في ثماني عشرة منه، والقرآن في أربع عشرة منه). [المحرر الوجيز: 8/ 594-595]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويتجنّبها الأشقى * الّذي يصلى النّار الكبرى * ثمّ لا يموت فيها ولا يحيا}. أي: لا يموت فيستريح، ولا يحيا حياةً تنفعه، بل هي مضرّةٌ عليه؛ لأنّ بسببها يشعر ما يعاقب به من أليم العذاب وأنواع النّكال.
قال الإمام أحمد: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سليمان - يعني التّيميّ - عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّا أهل النّار الّذين هم أهلها لا يموتون ولا يحيون، وأمّا أناسٌ يريد اللّه بهم الرّحمة فيميتهم في النّار، فيدخل فيهم الشّفعاء، فيأخذ الرّجل الضّبارة فينبتهم- أو قال: ينبتون - في نهر الحياء - أو قال: الحياة. أو قال: الحيوان. أو قال: نهر الجنّة- فينبتون نبات الحبّة في حميل السّيل» قال: وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أما ترون الشّجرة تكون خضراء ثمّ تكون صفراء». أو قال: «تكون صفراء ثمّ تكون خضراء». قال: فقال بعضهم: كأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان بالبادية.
وقال أحمد أيضاً: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«أمّا أهل النّار الّذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن أناس- أو كما قال- تصيبهم النّار بذنوبهم - أو قال: بخطاياهم - فيميتهم إماتةً، حتّى إذا صاروا فحماً أذن في الشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فنبتوا على أنهار الجنّة؛ فيقال: يا أهل الجنّة، أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبّة تكون في حميل السّيل». قال: فقال رجلٌ من القوم حينئذٍ: كأنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان بالبادية.
ورواه مسلمٌ من حديث بشر بن المفضّل وشعبة، كلاهما عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد به مثله. ورواه أحمد أيضاً عن يزيد، عن سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أهل النّار الّذين لا يريد اللّه إخراجهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وإنّ أهل النّار الّذين يريد اللّه إخراجهم يميتهم فيها إماتةً حتّى يصيروا فحماً ثمّ يخرجون ضبائر، فيلقون على أنهار الجنّة، فيرشّ عليهم من أنهار الجنّة، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل
».
وقد قال اللّه إخباراً عن أهل النّار: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربّك قال إنّكم ماكثون}. وقال تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها}. إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 380-381]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى * بل تؤثرون الحياة الدّنيا * والآخرة خيرٌ وأبقى * إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}.
يقول تعالى: {قد أفلح من تزكّى}. أي: طهّر نفسه من الأخلاق الرّذيلة وتابع ما أنزل اللّه على الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه.
{وذكر اسم ربّه فصلّى}. أي: أقام الصّلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان اللّه وطاعةً لأمر اللّه وامتثالاً لشرع اللّه.
وقد قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا عبّاد بن أحمد العرزميّ، حدّثنا عمّي محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن سابطٍ، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قد أفلح من تزكّى}. قال: «من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، وخلع الأنداد وشهد أنّي رسول اللّه» {وذكر اسم ربّه فصلّى}. قال: «هي الصّلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بها».
ثم قال: لا يروى عن جابرٍ إلاّ من هذا الوجه، وكذا قال ابن عبّاسٍ: إنّ المراد بذلك الصلوات الخمس. واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، حدّثنا مروان بن معاوية، عن أبي خلدة قال: دخلت على أبي العالية فقال لي: إذا غدوت غداً إلى العيد فمرّ بي. قال: فمررت به؛ فقال: هل طعمت شيئاً؟ قلت: نعم. قال: أفضت على نفسك من الماء؟ قلت: نعم. قال: فأخبرني ما فعلت بزكاتك؟ قلت: قد وجّهتها. قال: إنّما أردتك لهذه. ثمّ قرأ: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى}؛ وقال: إنّ أهل المدينة لا يرون صدقةً أفضل منها ومن سقاية الماء.
قلت: وكذلك روّينا عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنّه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر ويتلو هذه الآية: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى}.
وقال أبو الأحوص: إذا أتى أحدكم سائلٌ وهو يريد الصلاة فليقدّم بين يدي صلاته زكاةً؛ فإنّ اللّه تعالى يقول: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى}.
وقال قتادة في هذه الآية: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى}: زكّى ماله وأرضى خالقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 381-382]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثم قال تعالى: (بل يؤثرون الحياة الدّنيا). أي: يقدّمونها على أمر الآخرة، ويبدّونها على ما فيه نفعهم وصلاحهم في معاشهم ومعادهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 382]

تفسير قوله تعالى: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والآخرة خيرٌ وأبقى}؛ أي: ثواب اللّه في الدار الآخرة خيرٌ من الدنيا وأبقى؛ فإنّ الدنيا دنيّةٌ فانيةٌ، والآخرة شريفةٌ باقيةٌ، فكيف يؤثر عاقلٌ ما يفنى على ما يبقى؟! ويهتمّ بما يزول عنه قريباً ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد؟!
قال الإمام أحمد: حدّثنا حسين بن محمدٍ، حدّثنا ذويدٌ، عن أبي إسحاق، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له».
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا يحيى بن واضحٍ، حدّثنا أبو حمزة، عن عطاءٍ، عن عرفجة الثّقفيّ قال: استقرأت ابن مسعودٍ: {سبّح اسم ربّك الأعلى}، فلمّا بلغ: {بل تؤثرون الحياة الدّنيا} ترك القراءة وأقبل على أصحابه، فقال: آثرنا الدنيا على الآخرة. فسكت القوم؛ فقال: آثرنا الدنيا؛ لأنّا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزويت عنّا الآخرة فاخترنا هذا العاجل، وتركنا الآجل.
وهذا منه على وجه التواضع والهضم، أو هو إخبارٌ عن الجنس من حيث هو، واللّه أعلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود الهاشميّ، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، أخبرني عمرو بن أبي عمرٍو، عن المطّلب بن عبد اللّه، عن أبي موسى الأشعريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى». تفرّد به أحمد، وقد رواه أيضاً عن أبي سلمة الخزاعيّ، عن الدّراورديّ، عن عمرو بن أبي عمرٍو به مثله سواءً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 382]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}.
قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}. قال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «كان كلّ هذا - أو: كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى». ثم قال: لا نعلم أسند الثّقات عن عطاء بن السائب، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ غير هذا، وحديثاً آخر أورده قبل هذا.
وقال النّسائيّ: أخبرنا زكريّا بن يحيى، أخبرنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: {سبّح اسم ربّك الأعلى}. قال: كلّها في صحف إبراهيم وموسى. فلمّا نزلت: {وإبراهيم الّذي وفّى}. قال: وفّى {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}. يعني: أنّ هذه الآية كقوله تعالى في سورة النّجم: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الّذي وفّى * ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى * وأنّ سعيه سوف يرى * ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى * وأنّ إلّى ربّك المنتهى} .. الآيات إلى آخرهنّ، وهكذا قال عكرمة فيما رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن مهران، عن سفيان الثّوريّ، عن أبيه، عن عكرمة في قوله تعالى: {إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}. يقول: الآيات التي في: {سبّح اسم ربّك الأعلى}.
وقال أبو العالية: قصّة هذه السورة في الصّحف الأولى.
واختار ابن جريرٍ أنّ المراد بقوله: {إنّ هذا}. إشارةٌ إلى قوله: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى * بل تؤثرون الحياة الدّنيا * والآخرة خيرٌ وأبقى}؛ ثم قال تعالى: {إنّ هذا}. أي: مضمون هذا الكلام {لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}. وهذا الذي اختاره حسنٌ قويٌّ، وقد روي عن قتادة وابن زيدٍ نحوه. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 382-383]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة