العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:35 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فلا اقتحم العقبة...} ولم يضم إلى قوله: [فلا اقتحم] كلام آخر فيه (لا)؛ لأن العرب لا تكاد تفرد (لا) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال عز وجل: {فلا صدّق ولا صلّى} و{لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}، وهو مما كان في آخره معناه، فاكتفى بواحدة من [معاني القرآن: 3/ 264]

أخرى. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين، فقال: {فكّ رقبةً، أو أطعم في يومٍ ذي مسغبة}، ثم كان [من الذين آمنوا] ففسرها بثلاثة أشياء، فكأنه كان في أول الكلام، فلا فعل ذا ولاذا ولاذا). [معاني القرآن: 3/ 264-265]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلا أقتحم العقبة} فلم يقتحم العقبة في الدنيا). [مجاز القرآن: 2/ 299]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلا اقتحم العقبة} وقال: {فلا اقتحم العقبة} يقول (فلم يقتحم) كما قال: {فلا صدّق} أي: فلم يصدّق). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فلا اقتحم العقبة} أي فلا هو اقتحم العقبة.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله {فلا اقتحم العقبة (11)} المعنى: فلم يقتحم العقبة، كما قال: {فلا صدّق ولا صلى}. ولم يذكر "لا" إلا مرة واحدة، وقلما يتكلم العرب في مثل هذا المكان إلا بلا مرتين أو أكثر، لا تكاد تقول: "لا حيّيتني" تريد ما حيّيتني.
فإن قلت: "لاحيتني ولا زرتني" صلح.
والمعنى في {فلا اقتحم العقبة} موجود أن "لا" ثانية كأنّها في الكلام؛ لأن قوله: {ثمّ كان من الّذين آمنوا} تدل على معنى {فلا اقتحم العقبة} ولا آمن). [معاني القرآن: 5/ 329]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)}

تفسير قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقد قرأ العوام: {فكّ رقبةٍ أو إطعامٌ}، وقرأ الحسن البصري: "فكّ رقبةً" وكذلك علي بن أبي طالب.
... وحدثني محمد بن الفضل المروزي، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن، عن علي أنه قرأها: (فكّ رقبةً أو أطعم) وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية؛ لأن الإطعام: اسم، وينبغي أن يرد على الاسم اسم مثله، فلو قيل: ثم إن كان أشكل للإطعام، والفك، فاخترنا: فكّ رقبةً لقوله: "ثم كان"، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أن)، وتلقى فيكون. مثل قول الشاعر:

ألا أيـهــذا الــزّاجــري أحــضــر الــوغــى.......وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي

ألا ترى أن ظهور (أن) في آخر الكلام يدل: على أنها معطوفة على أخرى مثلها في أول الكلام، وقد حذفها). [معاني القرآن: 3/ 265]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (ثم فسر {العقبة} فقال: {وما أدراك ما العقبة * فكّ رقبةٍ * أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ} أي مجاعة). [مجاز القرآن: 2/299]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فكّ رقبةٍ} وقال: {فكّ رقبةٍ} أي: "العقبة فكّ رقبةٍ {أو إطعامٌ}".
وقال بعضهم {فكّ رقبةً} وليس هذا بذاك و{فكّ رقبةٍ} هو الجيّد). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فكّ رقبةٍ} أي عتقها وفكّها من الرّق). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقرئت: {فكّ رقبة (13) أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14)} وقرئت (فكّ رقبة)، (أو أطعم في يوم ذي مسغبة). وكلاهما جائز، فمن قال (فكّ رقبة) فالمعنى: اقتحام العقبة فك رقبة أو إطعام، ومن قرأ (فكّ رقبة) فهو محمول على المعنى.
والمسغبة: المجاعة). [معاني القرآن: 5 /329]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ...} ذي مجاعة، ولو كانت "ذا مسغبة" تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال: أو أطعم في يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكيناً). [معاني القرآن: 3/ 266](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (ثم فسر العقبة فقال: " وما أدراك ما العقبة فكّ رقبةٍ أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ " أي مجاعة). [مجاز القرآن: 2/ 299](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مسغبة}: مجاعة). [غريب القرآن وتفسيره: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ذي مسغبةٍ} أي ذي مجاعة.: [و«السّغب»: الجوع، و«الساغب»: الجائع]. يقال: سغب الرجل يسغب [سغبا و] سغوبا، إذا جاع). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقرئت:{فكّ رقبة (13) أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14)} وقرئت (فكّ رقبة)، (أو أطعم في يوم ذي مسغبة). وكلاهما جائز، فمن قال (فكّ رقبة) فالمعنى: اقتحام العقبة فك رقبة أو إطعام، ومن قرأ (فكّ رقبة) فهو محمول على المعنى.
والمسغبة: المجاعة). [معاني القرآن: 5/ 329](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذِي مَسْغَبَةٍ} ذي مجاعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَسْغَبَةٍ}: مجاعة). [العمدة في غريب القرآن: 347]

تفسير قوله تعالى: {يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ...} ذي مجاعة، ولو كانت "ذا مسغبة" تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال: أو أطعم في يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكيناً). [معاني القرآن: 3/ 266](م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ * يتيماً ذا مقربةٍ} وقال: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ} {يتيماً} نصب "اليتيم" على "الإطعام"). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يتيماً ذا مقربةٍ} أي ذا قرابة). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يتيما ذا مقربة (15)} معناه ذا قرابة، تقول: زيد ذو قرابتي وذو مقربتي، وزيد قرابتي قبيح لأن القرابة المصدر، قال الشاعر:

يبكي عليـه غريـب ليـس يعرفـه.......وذو قرابته في الحيّ مسرور
). [معاني القرآن: 5/ 329-330]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ...} ذي مجاعة، ولو كانت "ذا مسغبة" تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال: أو أطعم في يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكيناً.
... وحدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أنه مرّ بمسكين لاصق بالتراب حاجةً، فقال: هذا الذي قال الله تبارك وتعالى: {أو مسكيناً ذا متربةٍ}). [معاني القرآن: 3/ 265-266]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مسكيناً ذا متربةٍ} قد لزق بالتراب). [مجاز القرآن: 2/299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({متربة}: قد لزق بالتراب من الفقر، ومنه قد ترب فلان، وتربت يداه أي افتقر ولصق بالتراب. وأترب فلان إذا استغنى). [غريب القرآن وتفسيره: 428-429]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أو مسكيناً ذا متربةٍ} أي ذا فقر، كأنه لصق بالتراب [من الفقر]). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: (ذا متربة).يعني أنه من فقره قد لصق بالتّراب). [معاني القرآن: 5/ 330]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذَا مَتْرَبَةٍ} ذا فقر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ مَتْرَبَةٍ}: لزق بالتراب). [العمدة في غريب القرآن: 347]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ثمّ كان من الّذين آمنوا وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة (17)} معناه: إذا فعل ذلك وكان عقد الإيمان ثم أقام على إيمانه.
{وتواصوا بالصّبر} أي على طاعة اللّه، والصبر عن الدخول في معاصيه، ثم كان مع ذلك من الّذين يتواصون {بالمرحمة}، أولئك أصحاب اليمن على أنفسهم أي كانوا ميامين على أنفسهم غير مشائيم). [معاني القرآن: 5/ 330]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والّذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة (19)}أي هم المشائيم على أنفسهم، نعوذ باللّه من النار). [معاني القرآن: 5/ 330]

تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({والموصدة}: تهمز ولا تهمز، وهي: المطبقة). [معاني القرآن: 3/ 266]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({نارٌ مؤصدةٌ} مطبقة، آصدت وأوصدت وهو أطبقت). [مجاز القرآن: 2/ 299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مؤصدة}: مطبقة). [غريب القرآن وتفسيره: 429]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({نارٌ مؤصدةٌ} أي مطبقة [مغلقة]. يقال: أوصدت الباب، إذا أطبقته [وأغلقته]).
[تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {عليهم نار مؤصدة (20)} ويقرأ بغير همز، ومعناه مطبقة. يقال: آصدت الباب، وأوصدته إذا أطبقته). [معاني القرآن: 5/ 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({مؤصدة} أي: مطبقة). [ياقوتة الصراط: 578]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّؤْصَدَةٌ} مطبقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّؤْصَدَةٌ}: مطبقة). [العمدة في غريب القرآن: 347]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 11:13 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: أقحمت السنة يكون على وجهين: يقال: اقتحم إذا دخل قاصدًا، وأكثر ما يقال من غير أن يدخل، ويكون من القحمة، وهي السنة الشديدة، وهو أشبه الوجهين، والآخر حسن). [الكامل: 3/ 1363-1364]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)}

تفسير قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}

تفسير قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ من المصادر جرى مجرى الفعل المضارع في عمله ومعناه
وذلك قولك عجبت من ضربٍ زيدا فمعناه أنّه يضرب زيدا. وتقول عجبت من ضربٍ زيداً بكرٌ ومن ضربٍ زيدٌ عمراً إذا كان هو الفاعل كأنّه قال عجبت من أنّه يضرب زيدٌ عمراً ويضرب عمراً زيدٌ.
وإنّما خالف هذا الاسم الذي جرى مجرى الفعل المضارع في أنّ فيه فاعلاً ومفعولا لأنّك إذا قلت هذا ضاربٌ فقد جئت بالفاعل وذكرته وإذا قلت عجبت من ضربٍ فإنّك لم تذكر الفاعل فالمصدر ليس بالفاعل وإن كان فيه دليلٌ على الفاعل فلذلك احتجت فيه إلى فاعل ومفعول ولم تحتج حين قلت هذا ضاربٌ زيدا إلى فاعل ظاهر لأنّ المضمر في ضارب هو الفاعل.
فمما جاء من هذا قوله عزّ وجلّ: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة}). [الكتاب: 1/ 189]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
وأنتم تنظرون إلى المطايا.......تشل بهن أعراء سغابا
...
سغاب: جياع). [نقائض جرير والفرزدق: 477]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت: 215هـ): (... أنشدني المفضل لضمرة بن ضمرة النهشلي، وهو جاهلي:
أأصرها وبُني عمي ساغب.......وكفاك من إبة علي وعاب
...
وساغب: جائع، يقول: فلا أصر نوقي وابن عمي جائع حتى أرويه. والسغب: الجوع). [النوادر في اللغة: 144-145]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

والقوم من دونهم أين ومسغبة.......وذات ريد بها رضع وأسلوب
...
و(المسغبة) الجوع). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 580]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
أطعمت فيها على جوع ومسغبة.......شحم العشار إذا ما قام باغيها
...
(المسغبة) الجوع). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 582-583]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب من مسائل الفاعل والمفعول
- وتقول: أعجبني ضرب الضارب زيدا عبد الله. رفعت الضرب، لأنه فاعل بالإعجاب، وأضفته إلى الضارب، ونصبت زيدا؛ لأنه مفعول في صلة الضارب، ونصبت عبد الله بالضرب الأول، وفاعله الضارب المجرور، وتقديره: أعجبني أن ضربَ الضاربُ زيدا عبدَ الله. فهكذا تقدير المصدر.
- وتقول: سرّني قيام أخيك، فقد أضفت القيام إلى الأخ وهو فاعل، وتقديره: سرني أن قام أخوك.
- وتقول: أعجبني ضَرْبٌ زيدٍ عمروا، وإن شئت قلت: ضربٌ زيدٍ عمرو إذا كان عمرو ضرب زيدا، تضيف المصدر إلى المفعول كما أضفته إلى الفاعل. وإن نونت، أو أدخلت فيه ألفاً ولاما جرى ما بعده على أصله، فقلت: أعجبني ضربٌ زيدٌ عمروا، وإن شئت نصبت زيد ورفعت عمروا، أيهما كان فاعلا رفعته، تقدم أو تأخر.
- وتقول أعجبني الضَرْبُ زيدُ عمروا، فمما جاء في القرآن منوّنا قوله: {أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبةٍ * يتيماً ذا مقربةٍ} وقال الشاعر فيما كان بالألف واللام:
لقد علمت أولى المغـيرة أنـنـي.......لحقت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
أراد عن ضرْب مِسْمَع، فلما أدخل الألف واللام امتنعت الإضافة، فعمل عمل الفعل. ومثله قوله:
وهن وقوفٌ ينتظرن قـضـاءه.......بضاحي عذاةٍ أمره وهو ضامز
أي ينتظرن أن يقضي أمره، فأضاف القضاء غلى ضميره). [المقتضب: 1/ 151-153]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (
مياها ملحة بمبيت سوء.......تبيت سقابهم صردى سغابا
قال الضبي: الصردى الواحدة من البرد والصرد البرد. قال أحمد: ويروى: مياه ملحة. قال: ويروى: تبيت سقاتهم. قال الضبي: السغاب: الجياع والسغب الجوع، قال الله تعالى: {يوم ذي مسغبة} أي: ذي مجاعة). [شرح المفضليات: 621]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (والسّغب: الجوع، والمسغبة: المجاعة، والساغب: الجائع). [الأمالي: 2/ 279]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لميسمها ولمالها ولحسبها عليك بذات الدين تربت يداك».
حدثناه ابن علية، عن عبيد الله بن العيزار، عن طلق بن حبيب رفعه.
أما قوله: «لميسمها»، فإنه الحسن، وهو الوسامة، ومنه قيل: رجل وسيم وامرأة وسيمة.
وأما قوله: «تربت يداك»، فإن أصله أنه يقال للرجل إذا قل ماله: قد ترب أي افتقر حتى لصق بالتراب. وقال الله تبارك وتعالى: {أو مسكينا ذا متربة} فيرون والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر، ولكن هذه كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر.
وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم لصفية ابنة حيي حين قيل له يوم النفر: إنها حائض، فقال: «عقرى حلقى ما أراها إلا حابستنا». فأصل هذا معناه: عقرها الله وحلقها، فقوله: عقرها يعني عقر جسدها، وحلقها أي أصابها الله بوجع في حلقها هذا كما تقول: قد رأس فلان فلانا: إذا ضرب رأسه، وصدره: إذا أصاب صدره وكذلك حلقه: إذا أصاب حلقه.
إنما هو عندي عقرا حلقا قال: وأصحاب الحديث يقولون: عقرى حلقى. وقال بعض الناس: بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله: «تربت يداك» نزول الأمر به عقوبة لتعديه ذوات الدين إلى ذوات المال والجمال، واحتج بقوله عليه صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه بدعوة فاجعل دعوتي عليه رحمة له». والقول الأول أعجب إلي وأشبه بكلام العرب، ألا تراهم يقولون: لا أرض لك ولا أم لك وهم قد يعلمون أن له أرضا وأما وزعم بعض العلماء أن قولهم: لا أبا لك ولا أب لك مدح، ولا أم لك: ذم.
وقد وجدنا قوله: لا أم لك قد وضع في موضع المدح أيضا قال كعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه:
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا.......وماذا يؤدي الليل حين يؤوب
وقد قال بعض الناس: إن قوله: «تربت يداك» يريد به استغنت يداك من الغنى، وهذا خطأ لا يجوز في الكلام، إنما ذهب إلى المترب وهو الغنى فغلط، ولو أراد هذا لقال: أتربت يداك، لأنه يقال: أترب الرجل إذا كثر ماله فهو مترب، وإذا أرادوا الفقر قالوا: ترب يترب). [غريب الحديث: 4/ 42-46]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (وقد آصدت الباب وأوصدته وقرئ (إنها عليهم موصدة) و{مؤصدة} أي: مطبقة أنشدنا أبو عمرو عن الكسائي:
( تحن إلى أجبال مكة ناقتي.......ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده)
). [إصلاح المنطق: 159-160]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة