العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 07:01 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أراكم بخيرٍ وإنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ (84) ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85) بقيّت اللّه خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظٍ (86)
التقدير: وإلى مدين أرسلنا أخاهم شعيباً، واختلف في لفظة مدين فقيل: هي بقعة، فالتقدير على هذا: وإلى أهل مدين- كما قال: وسئل القرية [يونس: 42]- وقيل كان هذا القطر في ناحية الشام، وقيل مدين اسم رجل كانت القبيلة من ولده فسميت باسمه، ومدين لا ينصرف في الوجهين، حكى النقاش أن مدين هو ولد إبراهيم الخليل لصلبه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا بعيد وقد قيل: إن شعيباً عربي، فكيف يجتمع هذا وليس للعرب اتصال بإبراهيم إلا من جهة إسماعيل فقط، ودعاء «شعيب» إلى «عبادة الله» يقتضي أنهم كانوا يعبدون الأوثان، وذلك بين من قولهم فيما بعد، وكفرهم هو الذي استوجبوا به العذاب لا معاصيهم، فإن الله لم يعذب قط أمة إلا بالكفر، فإن انضافت إلى ذلك معصية كانت تابعة، وأعني بالعذاب عذاب الاستئصال العام، وكانت معصية هذه الأمة الشنيعة أنهم كانوا تواطأوا أن يأخذوا ممن يرد عليهم من غيرهم وافيا ويعطوا ناقصا في وزنهم وكيلهم، فنهاهم شعيب بوحي الله تعالى عن ذلك، ويظهر من كتاب الزجاج أنهم كانوا تراضوا بينهم بأن يبخس بعضهم بعضا.
وقوله بخيرٍ قال ابن عباس: معناه في رخص من الأسعار، و «عذاب اليوم المحيط» هو حلول الغلاء المهلك. وينظر هذا التأويل إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نقص قوم المكيال والميزان إلا ارتفع عنهم الرزق وقيل لهم قوله: بخيرٍ عام في جميع نعم الله تعالى، و «عذاب اليوم» هو الهلاك الذي حل بهم في آخر، وجميع ما قيل في لفظ «خير» منحصر فيما قلناه.
ووصف «اليوم» ب «الإحاطة» وهي من صفة العذاب على جهة التجوز إذ كان العذاب في اليوم: وقد يصح أن يوصف «اليوم» ب «الإحاطة» على تقدير: محيط شره. ونحو هذا).[المحرر الوجيز: 4/ 628-629]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وكرر عليهم الوصية في «الكيل والوزن» تأكيدا وبيانا وعظة لأن لا تنقصوا هو أوفوا بعينه.
لكنهما منحيان إلى معنى واحد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وحدثني أبي رضي الله عنه، أنه سمع أبا الفضل بن الجوهري على المنبر بمصر يعظ الناس في الكيل والوزن فقال: اعتبروا في أن الإنسان إذا رفع يده بالميزان فامتدت أصابعه الثلاث والتقى الإبهام والسبابة على ناصية الميزان جاء من شكل أصابعه صورة المكتوبة فكأن الميزان يقول: الله الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا وعظ مليح مذكر. والقسط العدل ونحوه، و «البخس» النقصان، وتعثوا معناه: تسعون في فساد، وكرر مفسدين على جهة التأكيد، يقال عثا يعثو أو عثى يعثي، وعث يعث، وعاث يعيث- إذا أفسد ونحوه من المعنى، والعثة: الدودة التي تفسد ثياب الصوف).[المحرر الوجيز: 4/ 629-630]

تفسير قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: بقيّت اللّه قال ابن عباس معناه الذي يبقي الله لكم من أموالكم بعد توفيتكم الكيل والوزن حير لكم مما تستكثرون أنتم به على غير وجهه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا تفسير يليق بلفظ الآية وقال مجاهد: معناه طاعة الله، وقال ابن عباس- أيضا- معناه رزق الله، وهذا كله لا يعطيه لفظ الآية، وإنما المعنى عندي- إبقاء الله عليكم إن أطعتم.
وقرأ إسماعيل بن جعفر عن أهل المدينة بتخفيف الياء وهي لغة.
وقوله: إن كنتم مؤمنين شرط في أن تكون البقية خيرا لهم، وأما مع الكفر فلا خير لهم في شيء من الأعمال، وجواب هذا الشرط، متقدم، و «الحفيظ» المراقب الذي يحفظ أحوال من يرقب، والمعنى:
إنما أنا مبلغ والحفيظ المحاسب هو الذي يجازيكم بالأعمال).[المحرر الوجيز: 4/ 630]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشؤا إنّك لأنت الحليم الرّشيد (87) قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي ورزقني منه رزقاً حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب (88)
قرأ جمهور الناس «أصلواتك» بالجمع، وقرأ ابن وثاب «أصلاتك» بالإفراد، وكذلك قرأ في براءة إنّ صلاتك [التوبة: 9] وفي المؤمنين: على صلواتهم [المؤمنون: 9] كل ذلك بالإفراد.
واختلف في معنى «الصلاة» هنا، فقالت فرقة: أرادوا الصلوات المعروفة، وروي أن شعيبا عليه السّلام كان أكثر الأنبياء صلاة، وقال الحسن: لم يبعث الله نبيا إلا فرض عليه الصلاة والزكاة. وقيل:
أرادوا قراءتك. وقيل أرادوا: أمساجدك؟ وقيل: أرادوا: أدعواتك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وأقرب هذه الأقوال الأول والرابع وجعلوا الأمر من فعل الصلوات على جهة التجوز، وذلك أن كل من حصل في رتبة من خير أو شر ففي الأكثر تدعوه رتبته إلى التزيد من ذلك النوع:
فمعنى هذا: ألما كنت مصليا تجاوزت إلى ذم شرعنا وحالنا؟ فكأن حاله من الصلاة جسرته على ذلك فقيل: أمرته، كما قال تعالى: إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [العنكبوت: 45].
وقوله: أن نترك ما يعبد آباؤنا نص في أنهم كانوا يعبدون غير الله تعالى وقرأ جمهور الناس:
«نفعل» و «نشاء» بنون الجماعة فيهما وقرأ الضحاك بن قيس «تفعل» و «تشاء» بتاء المخاطبة فيهما: ورويت عن أبي عبد الرحمن: «نفعل» بالنون. «ما تشاء» بالتاء، ورويت عن ابن عباس. فأما من قرأ بالنون فيهما ف أن الثانية عطف على ما لا على أن الأولى، لأن المعنى يصير: أصلواتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ وهذا قلب ما قصدوه. وأما من قرأ بالتاء فيهما فيصح عطف أن الثانية على ما لا على أن الأولى، قال بعض النحويين، ويصح عطفها على ما ويتم المعنى في الوجهين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويجيء نترك في الأول بمعنى نرفض، وفي الثاني بمعنى نقرر، فيتعذر عندي هذا الوجه لما ذكرته من تنوع الترك على الحكم اللفظي أو على حذف مضاف، ألا ترى أن الترك في قراءة من قرأ بالنون في الفعلين إنما هو بمعنى الرفض غير متنوع، وأما من قرأ بالنون في «نفعل» والتاء في «تشاء» ف أن معطوفة على الأولى، ولا يجوز أن تنعطف على ما لأن المعنى- أيضا- ينقلب، فتدبره.
وظاهر فعلهم هذا الذي أشاروا إليه هو بخس الكيل والوزن الذي تقدم ذكره، وروي أن الإشارة هي إلى قرضهم الدينار والدرهم وإجراء ذلك مع الصحيح على جهة التدليس، قاله محمد بن كعب وغيره، وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال: قطع الدراهم والدنانير من الفساد في الأرض، فتأول ذلك بهذا المعنى المتقدم، وتؤول أيضا بمعنى أنه تبديل السكك التي يقصد بها أكل أموال الناس.
واختلف في قولهم: إنّك لأنت الحليم الرّشيد فقيل: إنما كانت ألفاظهم: إنك لأنت الجاهل السفيه، فكنى الله عن ذلك وقيل: بل هذا لفظهم بعينه، إلا أنهم قالوه على جهة الاستهزاء- قاله ابن جريج وابن زيد- وقيل المعنى: إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك. وقيل: بل قالوه على جهة الحقيقة وأنه اعتقادهم فيه، فكأنهم فندوه، أي أنه حليم رشيد فلا ينبغي لك أن تأمرنا بهذه الأوامر، ويشبه هذا المعنى قول اليهود من بني قريظة، حين قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا إخوة القردة»، يا محمد ما علمناك جهولا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والشبه بين الأمرين إنما هو المناسبة بين كلام شعيب وتلطفه، وبين ما بادر به محمد عليه السّلام بني قريظة).[المحرر الوجيز: 5/ 5-7]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: قال: يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ، الآية، هذه مراجعة لطيفة واستنزال حسن واستدعاء رفيق ونحوها عن محاورة شعيب عليه السّلام، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك خطيب الأنبياء. وجواب الشرط الذي في قوله: إن كنت على بيّنةٍ من ربّي محذوف تقديره: أأضل كما ضللتم وأترك تبليغ الرسالة؟ ونحو هذا مما يليق بهذه المحاجة؟ وبيّنةٍ يحتمل أن تكون بمعنى: بيان أو بين، ودخلت الهاء للمبالغة- كعلامة- ويحتمل أن تكون صفة لمحذوف، فتكون الهاء هاء تأنيث.
وقوله: ورزقني منه رزقاً حسناً يريد: خالصا من الفساد الذي أدخلتم أنتم أموالكم. ثم قال لهم: ولست أريد أن أفعل الشيء الذي نهيتكم عنه من نقص الكيل والوزن، فأستأثر بالمال لنفسي، وما أريد إلا إصلاح الجميع، وأنيب معناه: أرجع وأتوب وأستند).[المحرر الوجيز: 5/ 7]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أراكم بخيرٍ وإنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ (84)}
يقول تعالى: ولقد أرسلنا إلى مدين -وهم قبيلةٌ من العرب، كانوا يسكنون بين الحجاز والشّام، قريبًا من بلاد معانٍ، في بلدٍ يعرف بهم، يقال لها "مدين" فأرسل اللّه إليهم شعيبًا، وكان من أشرفهم نسبًا. ولهذا قال: {أخاهم شعيبًا} يأمرهم بعبادة اللّه تعالى وحده، وينهاهم عن التّطفيف في المكيال والميزان {إنّي أراكم بخيرٍ وإنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ} أي: في معيشتكم ورزقكم فأخاف أن تسلبوا ما أنتم فيه بانتهاككم محارم اللّه، {وإنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ} أي: في الدّار الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 342]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85) بقيّة اللّه خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظٍ (86)}
ينهاهم أوّلًا عن نقص المكيال والميزان إذا أعطوا النّاس، ثمّ أمرهم بوفاء الكيل والوزن بالقسط آخذين ومعطين، ونهاهم عن العيث في الأرض بالفساد، وقد كانوا يقطعون الطّريق).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 343]

تفسير قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بقيّة اللّه خيرٌ لكم} قال ابن عبّاسٍ: رزق اللّه خير لكم.
وقال الحسن: رزق اللّه خيرٌ [لكم] من بخسكم النّاس.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: وصيّة اللّه خيرٌ لكم.
وقال مجاهدٌ: طاعة اللّه [خيرٌ لكم].
وقال قتادة: حظّكم من اللّه خيرٌ لكم.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: "الهلاك" في العذاب، و"البقيّة" في الرّحمة.
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: {بقيّة اللّه خيرٌ لكم} أي: ما يفضل لكم من الرّبح بعد وفاء الكيل والميزان {خيرٌ لكم} أي: من أخذ أموال النّاس قال: وقد روي هذا عن ابن عبّاسٍ.
قلت: ويشبه قوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطّيّب ولو أعجبك كثرة الخبيث} [المائدة:100].
وقوله: {وما أنا عليكم بحفيظٍ} أي: برقيبٍ ولا حفيظٍ، أي: افعلوا ذلك للّه عزّ وجلّ. لا تفعلوه ليراكم النّاس، بل للّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 343]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد (87)}
يقولون له على سبيل التّهكّم، قبّحهم اللّه: {أصلاتك}، قال الأعمش: أي: قرآنك {تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} أي: الأوثان والأصنام، {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} فنترك التّطفيف على قولك، هي أموالنا نفعل فيها ما نريد.
[قال الحسن] في قوله: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} إي واللّه، إنّ صلاتهلتأمرهم أن يتركوا ما كان يعبد آباؤهم.
وقال الثّوريّ في قوله: {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} يعنون الزّكاة.
وقولهم: {إنّك لأنت الحليم الرّشيد} قال ابن عبّاسٍ، وميمون بن مهران، وابن جريج، وابن أسلم، وابن جريرٍ: يقولون ذلك -أعداء اللّه -على سبيل الاستهزاء، قبّحهم اللّه ولعنهم عن رحمته، وقد فعل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 343-344]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنةٍ من ربّي ورزقني منه رزقًا حسنًا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب (88)}
يقول لهم أرأيتم يا قوم {إن كنت على بيّنةٍ من ربّي} أي: على بصيرةٍ فيما أدعو إليه، {ورزقني منه رزقًا حسنًا} قيل: أراد النّبوّة. وقيل: أراد الرّزق الحلّال، ويحتمل الأمرين.
وقال الثّوريّ: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} أي: لا أنهاكم عن شيءٍ وأخالف أنا في السّرّ فأفعله خفيةً عنكم، كما قال قتادة في قوله: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} يقول: لم أكن لأنهاكم عن أمرٍ وأركبه {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت} أي: فيما آمركم وأنهاكم، إنّما مرادي إصلاحكم جهدي وطاقتي، {وما توفيقي} أي: في إصابة الحقّ فيما أريده {إلا باللّه عليه توكّلت} في جميع أموري، {وإليه أنيب} أي: أرجع، قاله مجاهدٌ وغيره.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهليّ، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه: أنّ أخاه مالكًا قال: يا معاوية، إن محمّدًا أخذ جيراني، فانطلق إليه، فإنّه قد كلّمك وعرفك، فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني، فقد كانوا أسلموا. فأعرض عنه. [فقام متمعطًا] فقال: أما واللّه لئن فعلت إنّ النّاس يزعمون أنّك تأمر بالأمر وتخالف إلى غيره. وجعلت أجرّه وهو يتكلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "ما تقول؟ " فقال: إنّك واللّه لئن فعلت ذلك. إنّ النّاس ليزعمون أنّك لتأمر بالأمر وتخالف إلى غيره. قال: فقال: "أو قد قالوها -أو قائلهم -ولئن فعلت ذلك ما ذاك إلّا عليّ، وما عليهم من ذلك من شيءٍ، أرسلوا له جيرانه.
وقال أحمد أيضًا: حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدهقال: أخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناسًا من قومي في تهمة فحبسهم، فجاء رجلٌ من قومي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يخطب، فقال: يا محمّد، علام تحبس جيرتي؟ فصمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [عنه] فقال: إنّ ناسًا ليقولون: إنّك تنهى عن الشّيء وتستخلي به، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما يقول؟ " قال: فجعلت أعرض بينهما الكلام مخافة أن يسمعها فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها أبدًا، فلم يزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم به حتّى فهمها، فقال: "أو قد قالوها -أو: قائلها منهم -واللّه لو فعلت لكان عليّ وما كان عليهم، خلّوا له عن جيرانه".
ومن هذا القبيل الحديث الّذي رواه الإمام أحمد: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويدٍ الأنصاريّ قال: سمعت أبا حميدٍ وأبا أسيدٍ يقولان: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سمعتم الحديث عنّي تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنّه منكم قريبٌ، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عنّي تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنّه منكم بعيدٌ فأنا أبعدكم منه".
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وقد أخرج مسلمٌ بهذا السّند حديث: "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم، افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل: اللهم، إني أسألك من فضلك".
ومعناه -واللّه أعلم -: مهما بلغكم عنّي من خيرٍ فأنا أولاكم به ومهما يكن من مكروهٍ فأنا أبعدكم منه، {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم [عنه]}.
وقال قتادة، عن عزرة عن الحسن العرني، عن يحيى بن الجزّار، عن مسروقٍ، أنّ امرأةً جاءت ابن مسعودٍ قالت أتنهى عن الواصلة؟ قال: نعم. فقالت [المرأة] فلعلّه في بعض نسائك؟ فقال: ما حفظت إذًا وصيّة العبد الصّالح: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}.
وقال عثمان بن أبي شيبة: حدّثنا جريرٌ، عن أبي سليمان العتبيّ قال: كانت تجيئنا كتب عمر بن عبد العزيز فيها الأمر والنّهي، فيكتب في آخرها: وما كانت من ذلك إلّا كما قال العبد الصّالح: {وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 344-345]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة