العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 11:06 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الحجر [ من الآية (16) إلى الآية (25) ]

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:04 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولقد جعلنا في السماء بروجا قال الكواكب). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بروجًا} [الحجر: 16] : «منازل للشّمس والقمر»). [صحيح البخاري: 6/80]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بروجًا منازلٌ للشّمس والقمر لواقح ملافح حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب كذا ثبت لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد تقدّم مع شرحه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/380]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بروجاً منازل للشّمس والقمر
أشار به إلى قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجاً وزيناها للناظرين} (الحجر: 16) وفسّر: بروجاً بقوله: (منازل للشمس والقمر) ، وقال الثّعلبيّ: بروجاً أي: قصوراً ومنازل وهي كواكب تنزلها الشّمس والقمر وزحل والمشتري والمريخ وعطارد والزهرة والكواكب السيارة وأسماؤها: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وقال مجاهد: أراد بالبروج النّجوم). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: {أرسلنا ولقد جعلنا في السماء} ({بروجًا}) [الحجر: 16] أي (منازل للشمس والقمر). قال عطية هي قصور في السماء عليها الحرس). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين}.
يقول تعالى ذكره: ولقد جعلنا في السّماء الدّنيا منازل للشّمس والقمر، وهي كواكبٌ ينزلها الشّمس والقمر {وزيّنّاها للنّاظرين} يقول: وزيّنّا السّماء بالكواكب لمن نظر إليها وأبصرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا} قال: " كواكبٌ "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا} وبروجها: نجومها "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {بروجًا} قال: " الكواكب "). [جامع البيان: 14/30-31]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولقد جعلنا في السماء بروجا يعني الكواكب). [تفسير مجاهد: 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 16 - 23
أخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ولقد جعلنا في السماء بروجا} قال: كواكب). [الدر المنثور: 8/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {ولقد جعلنا في السماء بروجا} قال: الكواكب). [الدر المنثور: 8/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أ بي صالح في قوله: {ولقد جعلنا في السماء بروجا} قال: الكواكب العظام). [الدر المنثور: 8/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية {ولقد جعلنا في السماء بروجا} قال: قصورا في السماء فيها الحرس). [الدر المنثور: 8/595]

تفسير قوله تعالى: (وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وحفظناها من كل شيطان رجيم} قال: الرجيم الملعون). [الدر المنثور: 8/595-596]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 18]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إذا قضى اللّه الأمر في السّماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كالسّلسلة على صفوانٍ - قال عليٌّ: وقال غيره: صفوانٍ ينفذهم ذلك - فإذا فزّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربّكم، قالوا للّذي قال: الحقّ، وهو العليّ الكبير، فيسمعها مسترقو السّمع، ومسترقو السّمع هكذا واحدٌ فوق آخر - ووصف سفيان بيده، وفرّج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعضٍ - فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربّما لم يدركه حتّى يرمي بها إلى الّذي يليه، إلى الّذي هو أسفل منه، حتّى يلقوها إلى الأرض - وربّما قال سفيان: حتّى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم السّاحر، فيكذب معها مائة كذبةٍ، فيصدّق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًّا؟ للكلمة الّتي سمعت من السّماء " حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرٌو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: «إذا قضى اللّه الأمر» ، وزاد «والكاهن» ، وحدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، فقال: قال عمرٌو: سمعت عكرمة، حدّثنا أبو هريرة، قال: «إذا قضى اللّه الأمر» ، وقال: «على فم السّاحر» قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرًا؟ قال: سمعت عكرمة، قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم، قلت لسفيان: إنّ إنسانًا روى عنك، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه أنّه قرأ: «فرّغ» ، قال سفيان: هكذا قرأ عمرٌو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا "). [صحيح البخاري: 6/80-81]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين)
ذكر فيه حديث أبي هريرة في قصّة مسترقي السّمع أورده أولا معنا ثمّ ساقه بالإسناد بعينه مصرّحًا فيه بالتّحديث وبالسّماع في جميعه وذكر فيه اختلاف القراءة في فزع عن قلوبهم وسيأتي شرحه في تفسير سورة سبأٍ ويأتي الإلمام به في أواخر الطّبّ وفي كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى). [فتح الباري: 8/380-381]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} (الحجر: 18)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {إلاّ من استرق السّمع} وليس في بعض النّسخ: باب، وأوله: {وحفظنا من كل شيطان رجيم إلاّ من استرق السّمع} الآية. قوله: (وحفظناها) أي: السّماء بالشّهب {من كل شيطان رجيم} أي: مرجوم مبعد. قوله: {إلّا من استرق السّمع} استثناء منقطع، أي: لكن من استرق السّمع، وعن ابن عبّاس: إنّهم كانوا لا يحجبون عن السّموات، فلمّا ولد عيسى عليه السّلام، منعوا من ثلاث سموات، فلمّا ولد نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم، منعوا من السّموات أجمع فما منهم من أحد يريد استراق السّمع إلاّ رمى (بشهاب مبين) ، أي: بنار بين، والشهاب في اللّغة: النّار الساطعة.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمروٍ عن عكرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إذا قضي الله الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كالسّلسلة على صفوانٍ قال عليٌّ وقال غيره صفوانٍ ينفذهم ذالك فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم قالوا للّذي قال الحقّ وهو العليّ الكبير فيسمعها مسترقو السّمع ومسترقو السّمع هاكذا واحدٌ فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرّج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعضٍ فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربّما لم يدركه حتّى يرمي بها إلى الّذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتّى يلقوها إلى الأرض وربّما قال سفيان حتّى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم السّاحر فيكذب معها مائة كذبةٍ فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقًّا للكلمة الّتي سمعت من السّماء.
(مطابقته للتّرجمة ظاهرة وعلي بن عبد الله هو ابن المدينيّ، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار، وعكرمة هو مولى ابن عبّاس.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا عن الحميدي في التّفسير وفي التّوحيد أيضا عن عليّ بن عبد الله. وأخرجه أبو داود في الحروف عن أحمد بن عبدة. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمّد بن يحيى. وأخرجه ابن ماجه في التّفسير عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وقال الدّارقطنيّ: رواه عليّ بن حرب عن سفيان فوقفه، ورواه أيضا عن إسحاق بن عبد الواحد عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عبّاس عن أبي هريرة، قال: هذا غلط في ذكره ابن عبّاس بأن جماعة رووه عن سفيان، فقالوا: عن عكرمة حدثنا أبو هريرة.
قوله: (يبلغ به النّبي صلى الله عليه وسلم) ، ولم يقل صريحًا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتمال الواسطة أو شيء من كيفيّة البلاغ. قوله: (إذا قضى الله) ، أي: إذا حكم الله عز وجل، بأمر من الأمور والقضاء فصل الأمر سواء كان بقول أو فعل، وهذا بمعنى التّقدير، ويجيء بمعنى الخلق كما في قوله عليه السّلام: لما قضى الله، أي: لما خلقه. قوله: (ضربت الملائكة) أي: ملائكة السّماء بأجنحتها. قوله: (خضعانا) ، بضم الخاء مصدر من خضع نحو غفر غفراناً، ويقال: خضع يخضع خضوعاً وخضعاناً وهو الانقياد والطّاعة، ويروى بكسر الخاء كالوحدان، ويجوز أن يكون جمع خاضع، وقال الكرماني: أي خاضعين، وقال شيخ شيخنا الطّيّبيّ، إذا كان خضعاناً جمعا كان حالا، وإذا كان مصدرا يجوز أن يكون مفعولا مطلقًا لما في ضرب الأجنحة من معنى الخضوع أو مفعولا له، وذلك لأن الطّائر إذ استشعر خوفًا أرخى جناحيه مرتعداً. قوله: (لقوله) ، أي: لقول الله، عز وجل. قوله: (كالسلسلة على الصفوان) ، تشبيه القول المسموع بالسلسلة على الصفوان كما شبه في بدء الوحي بقوله: كصلصلة الجرس، وهو صوت الملك بالوحي، والصفوان: الحجر الأملس، وقال الخطابيّ: الصلصلة صوت الحديد إذا تحرّك وتداخل وكأن الرّواية وقعت له هنا بالصّاد، أو أراد أن التّشبيه في الموضعين بمعنى واحد. قوله: (قال عليّ) هو: عليّ بن عبد الله شيخه. قوله: (وقال غيره) ، أي: غير سفيان الرّاوي المذكور (ينفذهم ذلك) وهذه اللّفظة هي زيادة غير سفيان أي: ينفذ الله إلى الملائكة ذلك القول، وروي: ينفذ ذلك، أي: ينفذ الله ذلك الأمر، والصفوان تلك السلسلة أي: صوتها، وفي تفسير ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السّموات صلصلة أي: كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر السّاعة، وقرأ: {حتّى إذا فزع} (سبإ: 23) الآية. وأصل الحديث عند أبي داود. قوله: (فإذا فزع) أي: فإذا أزيل الخوف عن قلوبهم، وزوال الفزع هنا بعد سماعهم القول كالفصم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سماع الوحي. قوله: (ماذا قال ربكم) أي: قالت الملائكة: أي شيء قال ربكم؟ قوله: (قالوا) ، القائلون هم المجيبون وهم الملائكة المقربون كجبريل وميكائيل وغيرهما، على ما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود، قال: إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السّماء صلصلة كجر السلسلة على الصفوان، فيصعقون فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم جبريل عليه السّلام، فإذا جاء جبريل فزع عن قلوبهم فيقولون: يا جبريل! ماذا قال ربكم؟ فيقول: الحق، فيقولون: الحق الحق. قوله: (الّذي قال) ، أي: الّذي قالوا: الحق لأجل ما قال الله عز وجل والمعنى أنهم عبروا عن قول الله وما قضاه وقدره بلفظ الحق. قوله: (الحق) ، منصوب على أنه صفة مصدر محذوف تقديره: قال الله القول الحق، ويحتمل الرّفع على تقدير: قال المجيبون: قوله الحق، هكذا قدر الزّمخشريّ في سورة سبأ في قوله تعالى: {ماذا أنزل ربكم قالوا الحق} (سبإ: 23) بالرّفع، والقول يجوز أن يراد به كلمة: كن، وإن يراد بالحقّ ما يقابل الباطل، ويجوز أن يراد به القول المسطور في اللّوح المحفوظ، فالحق بمعنى الثّابت في اللّوح المحفوظ. قوله: (فيسمعها) أي: يسمع تلك الكلمة وهي القول الّذي قال الله عز وجل، (ومسترقو السّمع) فاعله وأصله: مسترقون للسمع، فلمّا أضيف حذفت النّون، وفي رواية أبي ذر: (فيسمعها مسترق السّمع) ، بالإفراد. قوله: (ومسترقو السّمع) مبتدأ وخبره هو قوله: هكذا، ثمّ فسره بقوله: هكذا واحد فوق آخر، (ووصف سفيان) إلى قوله: (فوق بعض) من الوصف، وهو بيان كيفيّة المستمعين بركوب بعضهم على بعض، وقال الكرماني: وصف، بتشديد الفاء، ويروى: ووصف. قوله: (بيده) ، ويروى بكفه، أي: بيّن ركوب بعضهم فوق بعض بأصابعه، قوله: (بعضها فوق بعض) توضيح أو بدل وفيه معنى التّشبيه، أي: مسترقو السّمع بعضهم راكب بعضهم مردفين ركوب أصابعي هذه بعضها فوق بعض. قوله: (ووصف سفيان) إلى آخره، كلام معترض بين الكلامين. قوله: (فربما أدرك الشهاب المستمع) قد مر أن الشهاب هو النّار، وقيل: هو كواكب تضيء، قال الله تعالى: {إنّا زينا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كل شيطان مارد} (الصافات: 6) وسمى شهاباً لبريقه وشبهه بالنّار، وقيل: الشهاب شعلة نار، واختلفوا في أنه يقتل أم لا، فعن ابن عبّاس أنه يجرح ويحرق ولا يقتل، وقال الحسن وغيره: يقتل. قوله: (إلى الّذي هو أسفل منه) ، بدل عن قوله: إلى الّذي يليه. قوله: (وربما قال سفيان: حتّى ينتهي إلى الأرض) أيضا معترض. قوله: (فتلقى) ، أي الكلمة الّتي يسترقها المستمع. قوله: (على فم السّاحر) أي: المنجم، وفي الحديث: (المنجم ساحر) ، وفي رواية سورة سبأ: (على لسان السّاحر أو الكاهن) ، وفي رواية سعيد بن منصور عن سفيان: (على السّاحر أو الكاهن) . قوله: (فيكذب معها) ، أي: فيكذب السّاحر مع تلك الكلمة الملقاة على فمه. قوله: (فيصدق) ، على صيغة المجهول، أي: فيصدق السّاحر في كذباته. قوله: (فيقولون) أي: السامعون منه: (ألم يخبرنا السّاحر يوم كذا وكذا) ، وهو بضم الياء من الإخبار قوله: (كذا) ، كناية عن الخرافات الّتي يذكرها السّاحر. قوله: (فوجدناه) ، الضّمير المنصوب فيه يرجع إلى ما أخبر به السّاحر. قوله: (للكلمة الّتي) أي: لأجل الكلمة الّتي سمعت من السّماء جعلوا كل أخباره حقًا.
حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا سفيان حدّثنا عمروٌ عن عكرمة عن أبي هريرة إذا قضى الله الأمر وزاد والكاهن.
هذا بعينه هو الإسناد الماضي ولكنه موقوف في معنى المرفوع، وزاد عليّ فيه لفظ الكاهن على السّاحر.
وحدثنا سفيان فقال: قال عمروٌ سمعت عكرمة حدّثنا أبو هريرة قال إذا قضى الله الأمر وقال على فم السّاحر قلت لسفيان أأنت سمعت عمراً قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة قال نعم قلت لسفيان إنّ إنساناً روى عنك عن عمروٍ عن عكرمة عن أبي هريرة ويرفعه أنّه قرأ فرّغ قال سفيان هكذا قرأ عمروٌ فلا أدري سمعه هكذا أم لا قال سفيان وهي قراءتنا.
أي: قال عليّ بن عبد الله: وحدثنا سفيان أيضا الخ، وهذا السّند فيه التّصريح بالتّحديث وبالسماع. قوله: (قلت لسفيان) القائل هو عليّ بن عبد الله. قوله: (ويرفعه) أي: ويرفع أبو هريرة الحديث إلى النّبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (قرأ فرغ) ، بضم الفاء وتشديد الرّاء مكسورة وبالغين المعجمة، قال سفيان: هو ابن عيينة، وهكذا قرأ عمرو بن دينار، وهذه القراءة رويت أيضا عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاي والعين المهملة، وقرأ ابن عامر بفتح الفاء والرّاء وبالغين المعجمة من قولهم: فرغ الزّاد إذا لم يبق منه شيء، وقال الكرماني: كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة؟ قلت: لعلّ مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا). [عمدة القاري: 19/9-11]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 18]
({إلا من استرق السمع}) [الحجر: 18] الاستثناء منقطع أي لكن من استرق السمع أو متصل، والمعنى أنها لم تحفظ منه ومحل الاستثناء على الوجهين نصب ويجوز أن يكون في محل جر بدلاً من كل شيطان أو رفع بالابتداء وخبره الجملة من قوله فاتبعه فيكون منقطعًا واستراقهم اختلاسهم سرًّا ({فأتبعه شهاب مبين}) شعلة من نار تظهر للناظر على شكل العمود وتطلق للكوكب والسنان لما فيهما من البريق.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان عن عمرٍو عن عكرمة، عن أبي هريرة يبلغ به النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كالسّلسلة على صفوانٍ» قال عليٌّ: وقال غيره: صفوانٍ ينفذهم ذلك فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربّكم؟ قالوا: للّذي قال الحقّ: وهو العليّ الكبير، فيسمعها مسترقو السّمع: ومسترقو السّمع هكذا واحدٌ فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرّج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعضٍ فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه، فيحرقه وربّما لم يدركه حتّى يرمي بها إلى الّذي يليه إلى الّذي هو أسفل منه حتّى يلقوها إلى الأرض وربّما قال سفيان: حتّى تنتهى إلى الأرض فتلقى على فم السّاحر فيكذب معها مائة كذبةٍ فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا فوجدناه حقًّا للكلمة الّتي سمعت من السّماء.
وبه قال: (حدّثنا علي من عبد الله) المديني قال: (حدّثنا سفيان) هو ابن عيينة (عن عمرو) هو ابن دينار (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه (يبلغ به النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) لم يقل سمعت بدل يبلغ لاحتمال الواسطة أو نسي كيفية التحمل أنه (قال): (إذا قضى الله الأمر) أي إذا حكم الله بأمر من الأمور (في السماء) ولأبي ذر إذا قضي بضم القاف مبنيًا للمفعول الأمر رفع نائب عن الفاعل (ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا) بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين مصدر بمعنى خاضعين أي منقادين طائعين (لقوله) تعالى ({كالسلسلة}) أي القول المسموع يشبه صوت وقع السلسلة (على صفوان) بسكون الفاء وهو الحجر الأملس، ولأبي ذر وأبي الوقت والأصيلي وابن عساكر: كأنه سلسلة وللأصيلي أيضًا كأنها وفي حديث ابن مسعود مرفوعًا عند ابن مردويه: (إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصوفان فيفزعون ويرون أنه من أمر الساعة).
(قال علي) قال الكرماني هو ابن المديني شيخ المؤلّف (وقال غيره) أي غير سفيان بن عيينة ولم يعرف الحافظ ابن حجر هذا الغير (صفوان) بفتح الفاء (ينفذهم) بفتح التحتية وضم الفاء بعدها ذال معجمة (ذلك) القول ولا ضمير في ينفذهم إلى الملائكة أي ينفذ الله القول إليهم (فإذا فزع) أي أزيل الخوف (عن قلوبهم قالوا) أي الملائكة (ماذا قال ربكم: قالوا) أي المقربون من الملائكة كجبريل وميكائيل مجيبين (للذي قال) يسأل قال الله القول (الحق وهو العلي الكبير).
وفي حديث النوّاس بن سمعان عند الطبراني مرفوعًا: "إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجدًا فيكون أوّلهم يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد فينتهي به على الملائكة كلما مر بسماء سأله أهلها ماذا قال ربنا؟ قال الحق فينتهي به حيث أمر".
(فيسمعها) أي تلك الكلمة وهي القول الذي قاله الله (مشرقو السمع) بحذف النون للإضافة (ومسترقو السمع) ولأبي ذر: ومسترق السمع بالإفراد مبتدأ خبره (هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان) بن عيينة كيفية المستمعين بركوب بعضهم على بعض (بيده وفرج) ولأبي ذر ففرّج بالفاء بدل الواو (بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض) والجملة اعتراض بين قوله فوق آخر وبين قوله (فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها) أي بالكلمة (إلى صاحبه) ولأبي ذر يرمى بالبناء للمجهول به بالتذكير (فيحرقه) بالنصب عطفًا على السابق ولأبي ذر فيحرقه بالرفع (وربما لم يدركه) الشهاب (حتى يرمي بها) ولأبي ذر حتى يرمى بها بضم الياء وفتح الميم مبنيًّا للمفعول (إلى الذي يليه إلى الذين هو أسفل) بالرفع (منه) ولأبي ذر: أسفل بالنصب على الظرفية وقوله إلى الذي هو أسفل بدل من سابقه (حتى يلقوها إلى الأرض، وربما قال سفيان) بن عيينة (حتى تنتهي إلى الأرض) جملة اعتراض (فتلقى) بضم التاء مبنيًّا للمفعول أي الكلمة (على فم الساحر) وهو المنجم (فيكذب معها) أي مع تلك الكلمة الملقاة (مائة كذبة) بفتح الكاف وسكون المعجمة (فيصدق) بفتح التحتية وسكون الصاد ولأبي ذر فيصدّق مبنيًا للمفعول الساحر في كذباته (فيقولون) أي السامعون منه: (ألم يخبرنا) الساحر ولأبي ذر عن الكشميهني: ألم يخبرونا أي السحرة فيكون لفظ المفرد في الأوّل للجنس (يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا) كناية عن الخرافات التي أخبر بها الساحر (فوجدناه) أي الخبر الذي أخبر به (حقًّا للكلمة) أي لأجل الكلمة (التي سمعت من السماء).
وهذا الحديث أخرجه المؤلّف في التفسير أيضًا وفي التوحيد، وأبو داود في الحروف، والترمذي في التفسير، وأخرجه ابن ماجه في السنّة.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرٌو، عن عكرمة عن أبي هريرة إذا قضى اللّه الأمر وزاد الكاهن، وحدّثنا سفيان فقال: قال عمرٌو: سمعت عكرمة، حدّثنا أبو هريرة قال: إذا قضى اللّه الأمر وقال: على فم السّاحر قلت لسفيان أأنت سمعت عمرًا قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة قال: نعم. قلت لسفيان: إنّ إنسانًا روى عنك عن عمرٍو، عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه أنّه قرأ فزّع قال سفيان: هكذا قرأ عمرٌو فلا أدري سمعه هكذا أم لا. قال سفيان: وهي قراءتنا. [الحديث 4701 - طرفاه في: 4800، 7481].
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: (حدّثنا عمرو) هو ابن دينار (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- (إذا قضى الأمر، وزاد) على قوله فم الساحر (والكاهن) وسقط لغير أبي ذر الواو من قوله والكاهن.
(حدثنا سفيان) بن عيينة، ولأبي ذر: حدّثنا علي بن عبد الله أي المديني قال: حدّثنا سفيان (فقال) في حديثه (قال عمرو) هو ابن دينار (سمعت عكرمة) يقول (حدّثنا أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه (قال: إذا قضى الله الأمر وقال على فم الساحر) كالرواية السابقة لكنه في هذه صرح هنا بالتحديث والسماع قال علي بن عبد الله (قلت لسفيان) بن عيينة (أأنت سمعت عمرًا) ثبت لأبي
ذر أأنت سمعت عمرًا وسقط لغيره (قال: سمعت عكرمة. قال: سمعت أبا هريرة) رضي الله عنه؟ (قال: نعم) قال علي بن المديني (قلت لسفيان: إن إنسانًا) لم أعرف اسمه (روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة ويرفعه) أي الحديث أبو هريرة إلى النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- (أنه قرأ فزع) بالزاي والعين المهملة ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني فرغ بالراء والغين المعجمة مبنيًّا للمفعول فيهما.
(قال سفيان) بن عيينة (هكذا) بالراء والمعجمة أو بالعكس والظاهر الأول (قرأ عمرو) هو ابن دينار (فلا أدري سمعه هكذا) بالراء (أم لا؟ قال سفيان: وهي) بالراء (قراءتنا) وهي قراءة الحسن أيضًا أي حتى إذا أفنى الله الرجل انتفى بنفسه). [إرشاد الساري: 7/192-193]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {إلا من استرق السمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ}
قوله: (كالسلسلة)، أي: حال قوله: كالسلسة، أي: حال قوله: كالسلسلة، أي: كصوتها اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3/56]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إلّا من استرق السّمع}
- أخبرني كثير بن عبيدٍ، عن محمّد بن حربٍ، عن الزّبيديّ، قال: حدّثني الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ: أنّ عبد الله بن عبّاسٍ، قال: أخبرني رجلٌ، من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأنصار قال: بينما هم جلوسٌ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرمي بنجمٍ، فاستنار، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رمي بمثل هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ولد اللّيلة رجلٌ عظيمٌ، ومات اللّيلة رجلٌ عظيمٌ» قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " فإنّها لا ترمى لموت أحدٍ، ولا لحياة أحدٍ، ولكنّ ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش، ثمّ سبّح أهل السّماء الّذين يلونهم، حتّى يبلغ التّسبيح أهل هذه السّماء، ثمّ قال الّذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربّكم؟ فيخبرونهم، فيستخبر أهل السّماء بعضهم بعضًا، حتّى يبلغ الخبر هذه السّماء الدّنيا، فيخطف الجنّ السّمع، فيقذفونه إلى أوليائهم، فيرمون فما جاءوا به على وجهه، فهو حقٌّ ولكنّهم يقرفون فيه ويزيدون "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/142]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ (17) إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: وحفظنا السّماء الدّنيا من كلّ شيطانٍ لعينٍ قد رجمه اللّه ولعنه {إلاّ من استرق السّمع} يقول: لكن قد يسترق من الشّياطين السّمع ممّا يحدّث في السّماء بعضها، فيتبعه شهابٌ من النّار، {مبينٌ} يبين أثره فيه، إمّا بإخباله وإفساده، أو بإحراقه.
وكان بعض نحويّي أهل البصرة يقول في قوله: {إلاّ من استرق السّمع} هو استثناءٌ خارجٌ، كما قال: ما أشتكي إلاّ خيرًا يريد: لكن أذكر خيرًا.
وكان ينكر ذلك من قيله بعضهم، ويقول: إذا كانت " إلاّ " بمعنى " لكن " عملت عمل " لكن "، ولا يحتاج إلى إضمار " أذكر "، ويقول: لو احتاج الأمر كذلك إلى إضمار " أذكر " احتاج قول القائل: قام زيدٌ لا عمرٌو إلى إضمار " أذكر ".
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " تصعد الشّياطين أفواجًا تسترق السّمع، قال: فينفرد المارد منها فيعلو، فيرمى بالشّهاب فيصيب جبهته أو جنبه أو حيث شاء اللّه منه فيلتهب، فيأتي أصحابه وهو يلتهب، فيقول: إنّه كان من الأمر كذا وكذا، قال: فيذهب أولئك إلى إخوانهم من الكهنة، فيزيدون عليه أضعافه من الكذب، فيخبرونهم به، فإذا رأوا شيئًا ممّا قالوا قد كان صدّقوهم بما جاءوهم به من الكذب "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وحفظناها من كلّ شيطانٍ مارد (17) إلاّ من استرق السّمع} قال: " أراد أن يخطف السّمع، وهو كقوله: {إلاّ من خطف الخطفة} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {إلاّ من استرق السّمع} وهو نحو قوله: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إلاّ من استرق السّمع} قال: " خطف الخطفة "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إلاّ من استرق السّمع} هو كقوله: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} "
- كان ابن عبّاسٍ يقول: " إنّ الشّهب لا تقتل، ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غير أن تقتل "
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {من كلّ شيطانٍ رجيمٍ} قال: " الرّجيم: الملعون "
- قال: وقال القاسم، عن الكسائيّ أنّه قال: " الرّجم في جميع القرآن: الشّتم "). [جامع البيان: 14/31-33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إلا من استرق السمع} فأراد أن يخطف السمع كقوله: (إلا من خطف الخطفة) (الصافات آية 10) ). [الدر المنثور: 8/596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {إلا من استرق السمع} قال: هو كقوله: (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب مبين) قال: كان ابن عباس يقول: إن الشهب لا تقتل ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غير أن تقتل). [الدر المنثور: 8/596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال جرير بن عبد الله حدثني يا رسول الله عن السماء الدنيا والأرض السفلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما السماء الدنيا فإن الله خلقها من دخان ثم رفعها وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وزينها بمصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطين وحفظها من كل شيطان رجيم). [الدر المنثور: 8/596]

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من كل شيء موزون قال معلوم). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن عكرمة قال: {كل شيء موزون} قال: بقدر [الآية: 19]). [تفسير الثوري: 159]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {موزونٍ} [الحجر: 19] : «معلومٍ»). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله موزونٌ معلومٌ كذا لهم ووقع في رواية أبي ذر قال ابن عبّاس لعلّكم تخلدون كأنّكم ليكةٌ الأيكة وهي الغيضة موزونٌ معلومٌ فأما قوله لعلّكم فوصله بن أبي طلحة عنه به وحكى البغويّ في تفسيره عن الواحديّ قال كلّ ما في القرآن لعلّ فهو للتّعليل إلّا هذا الحرف فإنّه للتّشبيه كذا قال وفي الحصر نظرٌ لأنّه قد قيل مثل ذلك في قوله لعلّك باخع نفسك وقد قرأ أبيّ بن كعبٍ كأنّكم تخلدون وقرأ بن مسعودٍ كي تخلدوا وكأنّ المراد أنّ ذلك بزعمهم لأنّهم كانوا يستوثقون من البناء ظنًّا منهم أنّها تحصنهم من أمر اللّه فكأنّهم صنعوا الحجر صنيع من يعتقد أنّه يخلد وأمّا قوله ليكةٌ فتقدّم بيانه في أحاديث الأنبياء ووصله بن أبي حاتمٍ بهذا اللّفظ أيضًا وأمّا قوله موزونٌ فمحلّه في سورة الحجر ووقع ذكره هنا غلطًا وكأنّه انتقل من بعض من نسخ الكتاب من محله وقد وصله بن أبي حاتمٍ أيضًا كذلك ووصله الفريابيّ بالإسناد المذكور عن مجاهدٍ في قوله وأنبتنا فيها من كل شيء موزون قال بقدرٍ مقدورٍ). [فتح الباري: 8/497]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {تعبثون} تبنون {هضيم} يتفتت إذا مس {المسحرين} مسحورين {الأيكة} جمع الشّجر {الظلة} إظلال العذاب إيّاهم {موزون} معلوم {كالطود} كالجبل {لشرذمة} طائفة قليلة {في الساجدين} المصلّين وقال ابن عبّاس {لعلّكم تخلدون} كأنكم ليكة {الأيكة} وهي الغيضة {موزون} معلوم {كالطود} كالجبل
أما تفاسير مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 128 الشّعراء {أتبنون بكل ريع} قال بكل فج {آية تعبثون} قال بنيانا
وفي قوله 148 الشّعراء {ونخل طلعها هضيم} قال تهشم تهشيما
وبه في قوله 153 الشّعراء {إنّما أنت من المسحرين} قال من المسحورين
وبه في قوله 19 الحجر {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} قال بقدر مقدور). [تغليق التعليق: 4/272-273] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني علّي ثنا أبو صالح حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 176 الشّعراء {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} يقول أصحاب الغيضة
وبه في قوله 63 الشّعراء {كالطود العظيم} أي كالجبل على نشز من الأرض.
وقال أيضا ثنا المثنى ثنا أبو صالح بهذا السّند إلى ابن عبّاس في قوله 19 الحجر {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} قال معلوم). [تغليق التعليق: 4/273-274]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (موزونٍ معلومٍ
هذا غير واقع في محله فإنّه في سورة الحجر، وكأنّه من جهل النّاسخ لعدم تمييزه، وهو قوله تعالى: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} (الحجر: 19) ). [عمدة القاري: 19/99]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {والأرض مددناها} والأرض دحوناها فبسطناها، {وألقينا فيها رواسي} يقول: وألقينا في ظهورها رواسي، يعني جبالاً ثابتةً، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {والأرض مددناها}، وقال في آيةٍ أخرى: {والأرض بعد ذلك دحاها}.
وذكر لنا أنّ أمّ القرى مكّة، منها دحيت الأرض " قوله: {وألقينا فيها رواسي} رواسيها: جبالها.
وقد بيّنّا معنى الرّسوّ فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادته
وقوله: {وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ} يقول: وأنبتنا في الأرض من كلّ شيءٍ، يقول: من كلّ شيءٍ بقدر مقدّرٍ، وبحدٍّ معلومٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ} يقول: معلومٍ "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ} يقول: معلومٍ "
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، أو عن أبي مالكٍ، في قوله: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " بقدرٍ ".
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ أو عن أبي مالكٍ، مثله
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن خصيفٍ، عن عكرمة: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " بقدرٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا عليٌّ يعني ابن الجعد قال: أخبرنا شريكٌ، عن خصيفٍ، عن عكرمة: " {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " بقدرٍ "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة قال: " بقدرٍ "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد، قال حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " معلومٍ "
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا عبد اللّه بن يونس، قال: سمعت الحكم بن عتيبة، وسأله أبو مخزومٍ عن قوله: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " من كلّ شيءٍ مقدورٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد اللّه بن يونس، قال: سمعت الحكم، وسأله أبو عروة عن قول اللّه عزّ وجلّ: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " من كلّ شيءٍ مقدورٍ ". هكذا قال الحسن: وسأله أبو عروة
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " مقدورٍ بقدرٍ "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " مقدورٍ بقدرٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عليّ بن الهيثم قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قال: " مقدورٍ بقدرٍ "
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا عليّ بن الهيثم، قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " بقدرٍ "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ} يقول: " معلومٍ ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} يقول: معلومٍ ".
وكان بعضهم يقول: معنى ذلك وأنبتنا في الجبال من كلّ شيءٍ موزونٍ، يعني من الذّهب، والفضّة، والنّحاس، والرّصاص، ونحو ذلك من الأشياء الّتي توزن
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ} قال: " الأشياء الّتي توزن ".
وأولى القولين عندنا بالصّواب القول الأوّل لإجماع الحجّة من أهل التّأويل عليه). [جامع البيان: 14/33-37]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأنبتنا فيها من كل شيء موزون مقدر مقدور). [تفسير مجاهد: 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والأرض مددناها} قال: قال عز وجل في آية أخرى (والأرض بعد ذلك دحاها) قال: ذكر لنا أن أم القرى مكة ومنها دحيت الأرض، قال قتادة رضي الله عنه وكان الحسن يقول: أخذ طينة فقال لها انبسطي، وفي قوله: {وألقينا فيها رواسي} قال: رواسيها جبالها {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} يقول: معلوم مقسوم). [الدر المنثور: 8/596-597]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين}.
يقول تعالى ذكره: {وجعلنا لكم} أيّها النّاس في الأرض {معايش} وهي جمع معيشةٍ، {ومن لستم له برازقين}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ في بقوله: {ومن لستم له برازقين} فقال بعضهم: عنى به الدّوابّ والأنعام
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، جميعًا، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {ومن لستم له برازقين} الدّوابّ والأنعام ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: عنى بذلك الوحش خاصّةً
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، في هذه الآية {ومن لستم له برازقين} قال: " الوحش ".
فتأويل " من " في: {ومن لستم له برازقين} على هذا التّأويل بمعنى " ما "، وذلك قليلٌ في كلام العرب.
وأولى ذلك بالصّواب، وأحسن أن يقال: عنى بقوله: {ومن لستم له برازقين} من العبيد، والإماء، والدّوابّ، والأنعام، فمعنى ذلك: وجعلنا لكم فيها معايش، والعبيد، والإماء، والدّوابّ، والأنعام، وإذا كان ذلك كذلك، حسن أن توضع حينئذٍ مكان العبيد والإماء والدّوابّ " من " وذلك أنّ العرب تفعل ذلك إذا أرادت الخبر عن البهائم معها بنو آدم، وهذا التّأويل على ما قلناه وصرفنا إليه معنى الكلام إذا كانت " من " في موضع نصبٍ عطفًا به على " معايش " بمعنى: جعلنا لكم فيها معايش، وجعلنا لكم فيها من لستم له برازقين.
وقيل: إنّ " من " في موضع خفضٍ عطفًا به على الكاف والميم في قوله: {وجعلنا لكم} بمعنى: وجعلنا لكم فيها معايش {ومن لستم له برازقين}.
وأحسب أنّ منصورًا في قوله: هو الوحش، قصد هذا المعنى وإيّاه أراد، وذلك وإن كان له وجهٌ كلام العرب فبعيدٌ قليلٌ، لأنّها لا تكاد تظاهر على معنى في حال الخفض، وربّما جاء في شعر بعضهم في حال الضّرورة، كما قال بعضهم:
هلاّ سألت بذي الجماجم عنهم = وأبي نعيمٍ ذي اللّواء المحرق
فردّ أبا نعيمٍ على الهاء والميم في " عنهم "، وقد بيّنت قبح ذلك في كلامهم). [جامع البيان: 14/37-39]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ومن لستم له برازقين يعني الأنعام والدواب). [تفسير مجاهد: 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} قال: معلوم). [الدر المنثور: 8/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من كل شيء موزون} قال: مقدر). [الدر المنثور: 8/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {من كل شيء موزون} قال: مقدر بقدر). [الدر المنثور: 8/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {من كل شيء موزون} قال: الأشياء التي توزن). [الدر المنثور: 8/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {من كل شيء موزون} قال: ما أنبتت الجبال مثل الكحل وشبهه). [الدر المنثور: 8/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن لستم له برازقين} قال: الدواب والأنعام). [الدر المنثور: 8/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن منصور في قوله: {ومن لستم له برازقين} قال: الوحش). [الدر المنثور: 8/598]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه وما ننزّله إلاّ بقدرٍ معلومٍ}.
يقول تعالى ذكره: وما من شيءٍ من الأمطار إلاّ عندنا خزائنه، وما ننزّله إلاّ بقدرٍ، لكلّ أرضٍ معلومٌ عندنا حدّه ومبلغه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا يزيد بن أبي زيادٍ، عن رجلٍ، عن عبد اللّه، قال: " ما من أرضٍ أمطر من أرضٍ، ولكنّ اللّه يقدّره في الأرض ثمّ قرأ: {وإن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه، وما ننزّله إلاّ بقدرٍ معلومٍ} "
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن أبي جحيفة، عن عبد اللّه قال: " ما من عامٍ بأمطر من عامٍ، ولكنّ اللّه يصرفه عمّن يشاء، ثمّ قال: {وإن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه} "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا إبراهيم بن مهديٍّ المصّيصيّ قال: حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن أبي جحيفة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ: " ما من عامٍ بأمطر من عامٍ، ولكنّ اللّه يقسمه حيث يشاء، عامًا ههنا وعامًا ههنا، ثمّ قرأ: {وإن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه، وما ننزّله إلاّ بقدرٍ معلومٍ} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ: {وإن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه، وما ننزّله إلاّ بقدرٍ معلومٍ} قال: " المطر خاصّةً "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالمٍ، عن الحكم بن عتيبة، في قوله: {وما ننزّله إلاّ بقدرٍ معلومٍ} قال: " ما من عامٍ بأكثر مطرًا من عامٍ ولا أقلّ، ولكنّه يمطر قومٌ ويحرم آخرون، وربّما كان في البحر قال: وبلغنا أنّه ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس وولد آدم يحصون كلّ قطرةٍ حيث تقع، وما تنبت "). [جامع البيان: 14/39-40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن مردويه في العظمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خزائن الله الكلام فإذا أراد شيئا قال له كن فكان). [الدر المنثور: 8/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} قال: المطر خاصة). [الدر المنثور: 8/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما ننزله إلا بقدر معلوم} قال: المطر). [الدر المنثور: 8/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الحكم بن عتيبة رضي الله عنه في قوله: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} قال: ما من عام بأكثر مطر من عام ولا أقل ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون وربما كان في البحر، قال: وبلغنا أنه ينزل مع القطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس وولد آدم يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت ومن يرزق ذلك النبات). [الدر المنثور: 8/598-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما نقص المطر منذ أنزله الله ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الأخرى ثم قرأ {وما ننزله إلا بقدر معلوم}). [الدر المنثور: 8/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث شاء ثم قرأ {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} ). [الدر المنثور: 8/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رصي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ليس أحد بأكسب من أحد ولا عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث شاء). [الدر المنثور: 8/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء من البلدان وما نزلت قطرة من السماء ولا خرجت من ريح إلا بمكيال أو بميزان). [الدر المنثور: 8/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما نزل قطر إلا بميزان). [الدر المنثور: 8/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: ألستم تعلمون أن كتاب الله حق قالوا: بلى، قال: فاقرؤوا هذه الآية {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون أنه حق قالوا: بلى،، قال: فكيف تلومونني بعد هذا فقام الأحنف فقال: يا معاوية والله ما نلومك على ما في خزائن الله ولكن إنما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك، فسكت معاوية). [الدر المنثور: 8/600]

تفسير قوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الرياح لواقح قال تلقيح الماء في السحاب
معمر وقاله الكلبي أيضا). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن حيان بن عمير عن ابن عباس قال ما راحت جنوب قط إلا سال في واد ماء رأيتموه أو لم تروه). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال الجنوب سيدة الأرواح واسمها عند الله الأزيب ومن دونها سبعة أبواب وإنما تأتيكم من خللها ولو فتح منها باب واحد لأذرت ما بين السماء والأرض وهي ريح الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/346-347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن طاوس عن عائشة قالت كان النبي إذا رأى مخيلة تغير وجهه ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه فذكرت ذلك له فقال ما أمنت أن تكون كما قال الله فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم إلى قوله ريح فيها عذاب أليم). [تفسير عبد الرزاق: 1/347] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أيوب عن القاسم عن عائشة أن النبي كان إذا رأى الغيث قال اللهم صبا هنيا أو صيبا). [تفسير عبد الرزاق: 1/347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن منصور عن إبراهيم قال كان يقال إذا هاجت ريح أو ظلمة قال اللهم اجعلها رياحا لواقع لا ريحا عقيما). [تفسير عبد الرزاق: 1/347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن جعفر بن برقان أنه بلغه عن حذيفة أنه كان إذا سمع الرعد قال اللهم لا تسقط علينا سخطك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبان عن طاوس قال ثار سحاب في واد كان إذا ثار في ذلك الوادي سحاب كان عام خصب فلما ثار قال لهم هود قد جاءكم العذاب فقالوا أتعدنا العذاب وهذا واد إذا ثار فيه سحاب كان عاما متعالما فيه الخصب قال فلم يرعهم الريح قد جاءت بالغنم وبرعاتها قال وجعلت تدخل البيت فتلف ما فيه ثم تحلق به في السماء). [تفسير عبد الرزاق: 1/347-348]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن إبراهيم في قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: تلقح السحاب تجمعه [الآية: 22]). [تفسير الثوري: 159]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {ما أنتم له بخازنين} بمانعين [الآية: 22]). [تفسير الثوري: 159]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لواقح} [الحجر: 22] : «ملاقح ملقحةً»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بروجًا منازلٌ للشّمس والقمر لواقح ملافح حمأٍ جماعة حمأةٍ وهو الطّين المتغيّر والمسنون المصبوب كذا ثبت لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد تقدّم مع شرحه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/380] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لواقح ملاقح ملقحةً
أشار به إلى قوله تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماء} (الحجر: 22) وفسّر اللواقح بقوله: (ملاقح) ثمّ أشار بأنّه جمع: ملقحة، وتفسير اللواقح بالملاقح نادر، وإنّما يقال: رياح لواقح، ولا يقال: ملاقح، قال الجوهري: وهو من النّوادر، ويقال: ألقح الفحل النّاقة وألقح الرّيح السّحاب، وقال ابن مسعود: في هذه الآية يرسل الله تعالى الرّيح فتحمل الماء فتمر بالسحاب فتدر كما تدر الملقحة ثمّ تمطر، وقال الفراء: أراد بقوله: لواقح ذات لقح، كقول العرب: رجلٌ لابنٌ ورامخٌ وتامرٌ). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: {أرسلنا الرياح} ({لواقح}) [الحجر: 22] أي (ملاقح) و (ملقحة) بفتح القاف وكسرها جمعه لأنه من ألقح يلقح فهو ملقح فحقه ملاقح فحذفت الميم تخفيفًا وهذا قول أبي عبيدة قال الجوهري ولا يقال ملاقح وهو من النوادر وقيل لواقح جمع لاقح يقال لقحت الريح إذا حملت
الماء وقال الأزهري حوامل السحاب كقولك ألقحت الناقة فلقحت إذا حملت الجنين في بطنها فشبهت الريح بها قال:
إذا لقحت حرب عوان مضرة = ضروس تهرّ الناس أنيابها عصل
قال ابن عباس: الرياح لواقح الشجر والسحاب. وقال عبيد بن عمير: يبعث الله الريح المبشرة فتقم الأرض قمًّا ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب، ثم يبعث المؤلّفة فتؤلف السحاب بعضه إلى بعض فتجعله ركامًا ثم يبعث اللواقح فتلقح الشجر، وقال أبو بن بن عياش: لا تقطر قطرة من السماء إلا بعد أن تعمل الرياح الأربعة فيه فالصبا تهيجه والشمال تجمعه والجنوب تذره والدبور تفرقه). [إرشاد الساري: 7/191-192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح، فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه، وما أنتم له بخازنين}.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة القرّاء: {وأرسلنا الرّياح لواقح}.
وقرأه بعض قرّاء أهل الكوفة: ( وأرسلنا الرّيح لواقح ) " فوحّد الرّيح وهي موصوفةٌ بالجمع، أعني بقوله: " لواقح " وينبغي أن يكون معنى ذلك: أنّ الرّيح وإن كان لفظها واحدًا، فمعناها الجمع، لأنّه يقال: جاءت الرّيح من كلّ وجهٍ، وهبّت من كلّ مكانٍ، فقيل لواقح لذلك، فيكون معنى جمعهم نعتها وهي في اللّفظ واحدةٌ معنى قولهم: أرضٌ سباسب، وأرض أغفالٍ، وثوبٌ أخلاقٌ، كما قال الشّاعر:
جاء الشّتاء وقميصي أخلاق = شراذمٌ يضحك منه التّوّاق
وكذلك تفعل العرب في كلّ شيءٍ اتّسع.
واختلف أهل العربيّة في وجه وصف الرّياح باللّقح، وإنّما هي ملقحةٌ لا لاقحةٌ، وذلك أنّها تلقح السّحاب والشّجر، وإنّما توصف باللّقح الملقوحة لا الملقح، كما يقال: ناقةٌ لاقحٌ، وكان بعض نحويّي البصرة يقول: قيل: الرّياح لواقح، فجعلها على لاقحٍ، كأنّ الرّياح لقحت، لأنّ فيها خيرًا فقد لقحت بخيرٍ. قال: وقال بعضهم: الرّياح تلقح السّحاب، فهذا يدلّ على ذلك المعنى، لأنّها إذا أنشأته وفيها خيرٌ وصل ذلك إليه.
وكان بعض نحويّي الكوفة يقول: في ذلك معنيان: أحدهما أن يجعل الرّيح هي الّتي تلقح بمرورها على التّراب والماء فيكون فيها اللّقاح، فيقال: ريحٌ لاقحٌ، كما يقال: ناقةٌ لاقحٌ، قال: ويشهد على ذلك أنّه وصف ريح العذاب فقال: {عليهم الرّيح العقيم} فجعلها عقيمًا إذ لم تلقح. قال: والوجه الآخر أن يكون وصفها باللّقح وإن كانت تلقح، كما قيل: ليلٌ نائمٌ، والنّوم فيه، وسرٌّ كاتمٌ. وكما قيل:
المبروز والمختوم
فجعله مبروزًا ولم يقل مبرزًا بناه على غير فعل، أي أنّ ذلك من صفاته، فجاز مفعولٌ لمفعلٍ كما جاز فاعلٌ لمفعولٍ إذ لم يرد البناء على الفعل، كما قيل: ماءٌ دافقٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي: أنّ الرّياح لواقح كما وصفها به جلّ ثناؤه من صفتها، وإن كانت قد تلقح السّحاب والأشجار، فهي لاقحةٌ ملقحةٌ، ولقّحها: حمّلها الماء، وإلقاحها السّحاب والشّجر: عملها فيه، وذلك كما قال عبد اللّه بن مسعودٍ
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن قيس بن سكنٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، في قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: " يرسل اللّه الرّياح فتحمل الماء، فتجري السّحاب، فتدرّ كما تدرّ اللّقحة ثمّ تمطر "
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن المنهال، عن قيس بن سكنٍ، عن عبد اللّه: {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: " يبعث اللّه الرّيح فتلقح السّحاب، ثمّ تمريه فتدرّ كما تدرّ اللّقحة، ثمّ تمطر "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن قيس بن السّكن، عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: " يرسل الرّياح، فتحمل الماء من السّحاب، ثمّ تمري السّحاب، فتدرّ كما تدرّ اللّقحة ".
فقد بيّن عبد اللّه بقوله: يرسل الرّياح فتحمل الماء، أنّها هي اللاّقحة بحملها الماء، وإن كانت ملقحةً بإلقاحها السّحاب والشّجر.
وأمّا جماعةٌ أخر من أهل التّأويل، فإنّهم وجّهوا وصف اللّه تعالى ذكره إيّاها بأنّها لواقح إلى أنّه بمعنى ملقحةً، وأنّ اللّواقح وضعت موضع ملاقح، كما قال نهشل بن حريٍّ:
ليبك يزيد بائسٌ لضراعةٍ = وأشعث ممّن طوّحته الطّوائح
يريد المطاوح، وكما قال النّابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب = وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب
بمعنى: منصبٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله: " {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: " تلقح السّحاب ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، مثله.
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، مثله
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: " لواقح للشّجر " قلت: أو للسّحاب؟ قال: " وللسّحاب، تمريه حتّى يمطر "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنانٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبيد بن عميرٍ، قال: " يبعث اللّه المبشّرة فتقمّ الأرض قمًّا، ثمّ يبعث اللّه المثيرة فتثير السّحاب، ثمّ يبعث اللّه المؤلّفة فتؤلّف السّحاب، ثمّ يبعث اللّه اللّواقح فتلقح الشّجر ثمّ تلا عبيدٌ: {وأرسلنا الرّياح لواقح} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} يقول: " لواقح للسّحاب، وإنّ من الرّيح عذابًا، وإنّ منها رحمةً "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {لواقح} قال: " تلقح الماء في السّحاب "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لواقح} قال: " تلقح الشّجر، وتمري السّحاب "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} " الرّياح يبعثها اللّه على السّحاب فتلقحه فيمتلئ ماءً "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبيس بن ميمونٍ، قال: حدّثنا أبو المهزّم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " " الرّيح الجنوب من الجنّة، وهي الرّيح اللّواقح، وهي الّتي ذكر اللّه تعالى في كتابه، وفيها منافع للنّاس " ".
- حدّثني أبو الجماهر الحمصيّ أو الحضرميّ محمّد بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا عبد العزيز بن موسى قال: حدّثنا عبيس بن ميمونٍ أبو عبيدة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر مثله سواءً
وقوله: {فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه} يقول تعالى ذكره: فأنزلنا من السّماء مطرًا فأسقيناكم ذلك المطر لشرب أرضكم ومواشيكم ولو كان معناه: أنزلناه لتشربوه، لقيل: فسقيناكموه، وذلك أنّ العرب تقول إذا سقت الرّجل ماءً شربه أو لبنًا أو غيره: " سقيته " بغير ألفٍ إذا كان لسقيه، وإذا جعلوا له ماءً لشرب أرضه أو ماشيته، قالوا: " أسقيته وأسقيت أرضه وماشيته "، وكذلك إذا استسقت له، قالوا " أسقيته واستسقيته "، كما قال ذو الرّمّة:
وقفت على رسمٍ لميّة ناقتي = فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه = تكلّمني أحجاره وملاعبه
وكذلك إذا وهبت لرجلٍ إهابًا ليجعله سقاءً، قلت: أسقيته إيّاه
وقوله: {وما أنتم له بخازنين} يقول: ولستم بخازني الماء الّذي أنزلنا من السّماء فأسقيناكموه فتمنعوه من أسقيه، لأنّ ذلك بيدي وإليّ، أسقيه من أشاء وأمنعه من أشاء، كما:
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال سفيان: {وما أنتم له بخازنين} قال: " بمانعين "). [جامع البيان: 14/41-47]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ: وأرسلنا الرّياح لواقح قال: يرسل اللّه الرّيح فيحمل الماء، فيمرّ سحابٌ، فيدرّ كما تدرّ اللّقحة، ثمّ تمطر.
رواه الطّبرانيّ، وفيه يحيى الحمّانيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ريح الجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس، والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها نفحة منها فبردها هذا من ذلك). [الدر المنثور: 8/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور والجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح). [الدر المنثور: 8/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم تمطر). [الدر المنثور: 8/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فتمر به السحاب فيدر كما تدر اللقحة). [الدر المنثور: 8/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: تلقح الشجر وتمري السحاب). [الدر المنثور: 8/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: قلت للحسن رضي الله عنه {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: لواقح للشجر قلت: أو للسحاب قال: وللسحاب تمر به حتى تمطر). [الدر المنثور: 8/601-602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: تلقح الماء في السحاب). [الدر المنثور: 8/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال: الرياح يبعثها الله على السحاب فتلحقه فيمتلئ ماء). [الدر المنثور: 8/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني قال: الرياح اللواقح تخرج من تحت صخرة بيت المقدس). [الدر المنثور: 8/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حبان، وابن السني في عمل يوم وليلة والطبراني والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن سلمة بن الأكوع قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: اللهم لقحا لا عقيما). [الدر المنثور: 8/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد بن عمير قال: يبعث الله المبشرة فتعم الأرض بماء ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب فيجعله كسفا ثم يبعث المؤلفة فتؤلف بينه فيجعله ركاما ثم يبعث اللواقح فتلحقه فتمطر). [الدر المنثور: 8/602-603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن عمير قال: الأوراح أربعة: ريح تعم وريح تثير تجعله كسفا وريح تجعله ركاما وريح تمطر). [الدر المنثور: 8/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم في قوله: {لواقح} قال: تلقح السحاب تجمعه). [الدر المنثور: 8/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {وما أنتم له بخازنين} قال: بمانعين، وفي قوله: {ونحن الوارثون} قال: الوارث الباقي). [الدر المنثور: 8/603]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون (23) ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.
يقول تعالى ذكره: {وإنّا لنحن نحيي} من كان ميّتًا إذا أردنا {ونميت} من كان حيًّا إذا شئنا {ونحن الوارثون} يقول: ونحن نرث الأرض ومن عليها بأن نميت جميعهم، فلا يبقى حيٌّ سوانا إذا جاء ذلك الأجل). [جامع البيان: 14/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {وما أنتم له بخازنين} قال: بمانعين، وفي قوله: {ونحن الوارثون} قال: الوارث الباقي). [الدر المنثور: 8/603] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر، عن القرظي: {ولقد علمنا المستقدمين منكم}، الميت والقتال، {ولقد علمنا المستأخرين}، من يلحق بعد، {إن ربك هو يحشرهم إنه حكيمٌ عليمٌ}.
قال عون بن عبد الله: وفقك الله وجزاك خيرا، وكان عون بن عبد الله قال ذلك في أول صفوف الرجال وفي آخرها، وفي أول صفوف النساء وآخرها.
وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر: لا يقبل منه صرف ولا عدل، قال: الفريضة والنافلة.
وأخبرني محمد بن سعيد أيضا عن القرظي أنه قال: إن الآية تنزل في الرجل، ثم تكون عامة بعد). [الجامع في علوم القرآن: 1/117]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن قتادة في قوله تعالى ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال المستقدمين آدم ومن بعده حتى نزلت هذه الآية والمستأخرين من كان من ذريته لم يخلق بعد وهو مخلوق كل أولئك قد علمهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/348]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان قال أخبرني عمرو بن مالك العنبري قال سمعت أبا الجوزاء يقول في قول الله عز و جل ولقد علمنا المستقدمين منكم في الصفوف في الصلاة و المستأخرين). [تفسير عبد الرزاق: 1/348]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن أبيه عن عكرمة قال إن الله خلق الخلق ففرغ منه فالمستقدمين ما خرج من الخلق والمستأخرين ما بقي في أصلاب الرجال لم يخرج بعد). [تفسير عبد الرزاق: 1/348]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان عن مجاهد قال المستقدمين ما مضى من الأمم والمستأخرين أمة محمد). [تفسير عبد الرزاق: 1/348]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عد الملك بن أبي سليمان عن مجاهد في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} قال: الأمم {ولقد علمنا المستأخرين} قال: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلم [الآية: 24].
سفيان [الثوري] عن سعيدٍ عن عكرمة في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} قال: من خرج من الخلق {ولقد علمنا المستأخرين} قال من في أصلاب الرجال). [تفسير الثوري: 159-160]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا نوح بن قيسٍ الحدّانيّ، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت امرأةٌ تصلّي خلف رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم حسناء من أحسن النّاس، فكان بعض القوم يتقدّم حتّى يكون في الصّفّ الأوّل لئلاّ يراها، ويستأخر بعضهم حتّى يكون في الصّفّ المؤخّر، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه، فأنزل اللّه تعالى {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.
وروى جعفر بن سليمان، هذا الحديث عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عبّاسٍ وهذا أشبه أن يكون أصحّ من حديث نوحٍ). [سنن الترمذي: 5/147]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا نوحٌ وهو ابن قيسٍ، عن ابن مالكٍ يعني عمرًا، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، قال: " كانت امرأةٌ تصلّي خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حسناء من أحسن النّاس، قال: وكان بعض القوم يتقدّم في الصّفّ الأوّل لئلّا يراها، ويستأخر بعضهم حتّى يكون في الصّفّ المؤخّر، فإذا ركع - وذكر كلمةً معناها - نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله عزّ وجلّ {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} [الحجر: 24]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/143]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: معنى ذلك: ولقد علمنا من مضى من الأمم فتقدّم هلاكهم، ومن قد خلق وهو حيٌّ، ومن لم يخلق بعد ممّن سيخلق
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: " المستقدمون: من قد خلق ومن خلا من الأمم، والمستأخرون: من لم يخلق "
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا الحكم قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ، عن سعيد بن مسروقٍ، عن عكرمة، في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: " هم خلق اللّه كلّهم، قد علم من خلق منهم إلى اليوم، وقد علم من هو خالقه بعد اليوم "
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن التّيميّ، عن أبيه، عن عكرمة قال: " إنّ اللّه خلق الخلق ففرغ منهم، فالمستقدمون: من خرج من الخلق، والمستأخرون: من بقي في أصلاب الرّجال لم يخرج "
- حدّثني محمّد بن أبي معشرٍ، قال: أخبرني أبي أبو معشرٍ، قال: سمعت عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ، يذاكر محمّد بن كعبٍ في قول اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}، فقال عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ: خير صفوف الرّجال المقدّم، وشرّ صفوف الرّجال المؤخّر، وخير صفوف النّساء المؤخّر، وشرّ صفوف النّساء المقدّم، فقال محمّد بن كعبٍ: ليس هكذا {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الميّت والمقتول، والمستأخرين: من يلحق بهم من بعد، وإنّ ربّك هو يحشرهم، إنّه حكيمٌ عليمٌ، فقال عون بن عبد اللّه: وفّقك اللّه، وجزاك خيرًا "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، قال: قال قتادة: " المستقدمين: من مضى، والمستأخرين: من بقي في أصلاب الرّجال "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا سعيد بن منصورٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا سعيد بن مسروقٍ، عن عكرمة، وخصيفٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: " من مات ومن بقي "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: " آدم صلّى اللّه عليه وسلّم ومن مضى من ذرّيّته. {ولقد علمنا المستأخرين} من بقى في أصلاب الرّجال "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} قال: " المستقدمون آدم ومن بعده، حتّى نزلت هذه الآية، والمستأخرون: قال: كلّ من كان من ذرّيّته ".
قال أبو جعفرٍ: أظنّه أنا قال: ما لم يخلق وما هو مخلوقٌ
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، قال: " المستقدمون: ما خرج من أصلاب الرّجال، والمستأخرون: ما لم يخرج، ثمّ قرأ: {وإنّ ربّك هو يحشرهم، إنّه حكيمٌ عليمٌ} ".
وقال آخرون: عنى بالمستقدمين: الّذين قد هلكوا، والمستأخرين: الأحياء الّذين لم يهلكوا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} " يعني بالمستقدمين: من مات، ويعني بالمستأخرين: من هو حيٌّ لم يمت "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} " يعني الأموات منكم {ولقد علمنا المستأخرين} بقيّتهم، وهم الأحياء، يقول: " علمنا من مات ومن بقي "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} قال: " المستقدمون منكم: الّذين مضوا في أوّل الأمم، والمستأخرون: الباقون ".
وقال آخرون: بل معناه: ولقد علمنا المستقدمين في أوّل الخلق والمستأخرين في آخرهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، في هذه الآية: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} قال: " أوّل الخلق وآخره "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن الشّعبيّ، في قوله: " {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}. قال: ما استقدم في أوّل الخلق، وما استأخر في آخر الخلق "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ، في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} قال: " في العصر، والمستأخرين منكم في أصلاب الرّجال، وأرحام النّساء ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولقد علمنا المستقدمين من الأمم، والمستأخرين من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: أخبرنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " المستقدمين منكم، قال: القرون الأول، والمستأخرين: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ قال: حدّثني عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: " المستقدمون: ما مضى من الأمم، والمستأخرون: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا الثّوريّ، عن عبد الملك، عن مجاهدٍ بنحوه، ولم يذكر قيسًا.
وقال آخرون: بل معناه: ولقد علمنا المستقدمين منكم في الخير والمستأخرين عنه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: كان الحسن يقول: " المستقدمون في طاعة اللّه، والمستأخرون في معصية اللّه "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن عبّاد بن راشدٍ، عن الحسن، قال: " المستقدمين في الخير، والمستأخرين: يقول: المبطئين عنه ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولقد علمنا المستقدمين منكم في الصّفوف في الصّلاة، والمستأخرين فيها بسبب النّساء
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجلٍ، أخبرنا عن مروان بن الحكم، أنّه قال: " كان أناسٌ يستأخرون في الصّفوف من أجل النّساء، قال: فأنزل اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان، قال: أخبرني عمرو بن مالكٍ، قال سمعت أبا الجوزاء، يقول في قول اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: " المستقدمين منكم في الصّفوف في الصّلاة، والمستأخرين "
- حدّثني محمّد بن موسى الحرسيّ، قال: حدّثنا نوح بن قيسٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، قال: " كانت تصلّي خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم امرأةٌ، قال ابن عبّاسٍ: لا واللّه ما إن رأيت مثلها قطّ فكان بعض المسلمين إذا صلّوا استقدموا، وبعضٌ يستأخرون، فإذا سجدوا نظروا إليها من تحت أيديهم، فأنزل اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} "
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا نوح بن قيس، وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ قال: " كانت تصلّي خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم امرأةٌ حسناء من أحسن النّاس، فكان بعض النّاس يستقدم في الصّفّ الأوّل لئلاّ يراها، ويستأخر بعضهم حتّى يكون في الصّفّ المؤخّر، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه في الصّفّ، فأنزل اللّه في شأنها: {ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين} ".
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال عندي في ذلك بالصّحّة قول من قال: معنى ذلك: ولقد علمنا الأموات منكم يا بني آدم فتقدّم موته، ولقد علمنا المستأخرين الّذين استأخر موتهم ممّن هو حيٌّ، ومن هو حادثٌ منكم ممّن لم يحدث بعد، لدلالة ما قبله من الكلام، وهو قوله: {وإنّا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون} وما بعده وهو قوله: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} على أنّ ذلك كذلك، إذ كان بين هذين الخبرين، ولم يجر قبل ذلك من الكلام ما يدلّ على خلافه، ولا جاء بعد وجائزٌ أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصّفّ لشأن النّساء المستأخرين فيه لذلك، ثمّ يكون اللّه عزّ وجلّ عمّ بالمعنى المراد منه جميع الخلق فقال جلّ ثناؤه لهم: قد علمنا ما مضى من الخلق وأحصيناهم، وما كانوا يعملون، ومن هو حيٌّ منكم ومن هو حادثٌ بعدكم أيّها النّاس، وأعمال جميعكم خيرها وشرّها، وأحصينا جميع ذلك، ونحن نحشر جميعهم، فنجازي كلًّا بأعماله، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا، فيكون ذلك تهديدًا ووعيدًا للمستأخرين في الصّفوف لشأن النّساء، ولكلّ من تعدّى حدّ اللّه، وعمل بغير ما أذن له به، ووعدًا لمن تقدّم في الصّفوف لسبب النّساء وسارع إلى محبّة اللّه ورضوانه في أفعاله كلّها). [جامع البيان: 14/48-55]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد المستقدمين القرون الأول والمستأخرين أمة محمد). [تفسير مجاهد: 340-341]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر، ثنا نوح بن قيسٍ، ثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: كانت تصلّي خلف رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم امرأةٌ حسناء من أحسن النّاس، وكان بعض القوم يستقدم في الصّفّ الأوّل، لأن لا يراها ويستأخر بعضهم حتّى يكون في الصّفّ المؤخّر، فإذا ركع، قال هكذا، ونظر من تحت إبطه وجافى يديه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ في شأنهم " {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} [الحجر: 24] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه» وقال عمرو بن عليٍّ: لم يتكلّم أحدٌ في نوح بن قيسٍ الطّاهي بحجّةٍ وله أصله من حديث سفيان الثّوريّ "). [المستدرك: 2/384]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرناه أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن رجلٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «المستقدمين الصّفوف المقدّمة والمستأخرين الصّفوف المؤخّرة»). [المستدرك: 2/385]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كانت امرأةٌ تصلّي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن النّاس - وكان بعض القوم يتقدّم، حتى يكون في الصفّ الأول لئلا يراها، ويتأخر بعضهم حتى يكون في الصفّ المؤّخر، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} [الحجر: 24]. أخرجه الترمذي، والنسائي). [جامع الأصول: 2/205]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا محمّد بن زهير بالأبلة حدّثنا نصر بن عليٍّ الجهضميّ حدّثنا نوح بن قيسٍ عن عمرو بن مالكٍ عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاسٍ أنّه قال كانت تصلي خلف النّبي صلّى الله عليه وسلّم امرأةٌ حسناء من أحسن النّاس وكان بعض القوم يتقدّم في الصّفّ الأول لئلّا يراها ويستأخر بعضهم حتّى يكون في المؤخّر فكان إذا ركع نظر من تحت إبطه فأنزل الله عز وجل في شأنها {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 24 - 25.
أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت ابطيه فأنزل الله {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ). [الدر المنثور: 8/603-604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن أبي الجوزاء في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} قال: في الصفوف في الصلاة، قال الترمذي: هذا أشبه أن يكون أصح). [الدر المنثور: 8/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والحاكم عن ابن عباس في الآية قال: {المستقدمين} الصفوف المتقدمة والمستأخرين الصفوف المؤخرة). [الدر المنثور: 8/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مروان بن الحكم قال: كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء فأنزل الله {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الآية). [الدر المنثور: 8/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن داود بن صالح قال: قال سهل بن حنيف الأنصاري: أتدرون فيم أنزلت {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قلت: في سبيل الله، قال: لا ولكنها في صفوف الصلاة). [الدر المنثور: 8/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي، وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال أولها وشر صفوف الرجال آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشر صفوف النساء أولها). [الدر المنثور: 8/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، وابن ماجة وأبو يعلى، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها مقدمها). [الدر المنثور: 8/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم). [الدر المنثور: 8/605-606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصف الأول لعلى مثل صف الملائكة ولو تعلمون لابتدرتموه). [الدر المنثور: 8/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة والحاكم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، وفي لفظ على الصفوف الأول). [الدر المنثور: 8/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف المقدم رقة فقال: إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول، فازدحم الناس عليه). [الدر المنثور: 8/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال: كان يقال: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون في الصفوف المتقدمة). [الدر المنثور: 8/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن مسعود القرشي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في الصف الأول ما صفوا إلا بقرعة). [الدر المنثور: 8/606-607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي، وابن ماجة عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة). [الدر المنثور: 8/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الآية، قال: في صفوف الصلاة والقتال). [الدر المنثور: 8/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق معتمر بن سليمان عن شعيب بن عبد الملك عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الآية، قال: بلغنا أنه في القتال، قال معتمر: فحدثت أبي فقال: لقد نزلت هذه الآية قبل أن يفرض القتال). [الدر المنثور: 8/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: المتقدمون في طاعة الله والمستأخرون في معصية الله). [الدر المنثور: 8/607-608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: المتقدمين في الخير من الأمم، والمستأخرين المبطئين فيه). [الدر المنثور: 8/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال: يعني بالمستقدمين من مات، وبالمستأخرين من هو حي لم يمت). [الدر المنثور: 8/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: {المستقدمين} آدم عليه السلام ومن مضى من ذريته، و{المستأخرين} من في أصلاب الرجال). [الدر المنثور: 8/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: {المستقدمين} آدم ومن معه، حين نزلت هذه الأية و{المستأخرين} من كان ذرية الخلق بعد وهو كل مخلوق كل أولئك قد علمهم عز وجل). [الدر المنثور: 8/608-609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله رضي الله عنه أنه سأل محمد بن كعب رضي الله عنه عن هذه الآية: أهي في صفوف الصلاة قال: لا {المستقدمين} الميت والمقتول و{المستأخرين} من يلحق بهم من بعد). [الدر المنثور: 8/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ومجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قالا: من مات ومن بقي). [الدر المنثور: 8/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: قدم خلقا وأخر خلقا فعلم ما قدم وعلم ما أخر). [الدر المنثور: 8/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: المستقدمون ما مضى من الأمم، والمستأخرون أمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/609]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر، عن القرظي: {ولقد علمنا المستقدمين منكم}، الميت والقتال، {ولقد علمنا المستأخرين}، من يلحق بعد، {إن ربك هو يحشرهم إنه حكيمٌ عليمٌ}.
قال عون بن عبد الله: وفقك الله وجزاك خيرا، وكان عون بن عبد الله قال ذلك في أول صفوف الرجال وفي آخرها، وفي أول صفوف النساء وآخرها.
وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر: لا يقبل منه صرف ولا عدل، قال: الفريضة والنافلة.
وأخبرني محمد بن سعيد أيضا عن القرظي أنه قال: إن الآية تنزل في الرجل، ثم تكون عامة بعد). [الجامع في علوم القرآن: 1/117] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: هي الآجال، ثم اتبعها: {وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيمٌ عليمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 2/107]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} يعني بذلك جلّ ثناؤه: وإنّ ربّك يا محمّد هو يجمع جميع الأوّلين والآخرين عنده يوم القيامة، أهل الطّاعة منهم والمعصية، وكلّ أحدٍ من خلقه، المستقدمين منهم والمستأخرين.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} قال: " أي الأوّل والآخر "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ القرشيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، في قوله: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} قال: " هذا من ها هنا، وهذا من ها هنا "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} قال: " وكلّهم ميّتٌ، ثمّ يحشرهم ربّهم "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ: {وإنّ ربّك هو يحشرهم} قال: " يجمعهم اللّه يوم القيامة جميعًا "
- قال الحسن: قال عليٌّ: قال داود: سمعت عامرًا يفسّر.
وقوله: {إنّه حكيمٌ عليمٌ} يقول: " إنّ ربّك حكيمٌ في تدبيره خلقه في إحيائهم إذا أحياهم، وفي إماتتهم إذا أماتهم، عليمٌ بعددهم، وأعمالهم، وبالحيّ منهم، والميّت، والمستقدم منهم، والمستأخر " كما؛
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: " كلّ أولئك قد علمهم اللّه، يعني المستقدمين والمستأخرين "). [جامع البيان: 14/55-56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن ربك هو يحشرهم} قال: الأول والآخر). [الدر المنثور: 8/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وإن ربك هو يحشرهم} قال: يحشر هؤلاء وهؤلاء). [الدر المنثور: 8/609-610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإن ربك هو يحشرهم} قال: يحشر المستقدمين والمستأخرين). [الدر المنثور: 8/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله: {وإن ربك هو يحشرهم} قال: يجمعهم يوم القيامة جميعا). [الدر المنثور: 8/610]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:11 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولقد جعلنا في السّماء بروجاً} أي منازل للشمس والقمر). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {في السماء بروجًا}: منازل للشمس والقمر). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعلنا في السّماء بروجاً} يقال: هي اثنا عشر برجا. وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد جعلنا في السّماء بروجا وزيّنّاها للنّاظرين }
جاء في التفسير نجوما وكواكب، وقيل منازل الشمس والقمر.
وهذه البروج التي يسمّيها الحسّاب: الجمل، والثور، وما أشبهها، هي كواكب أيضا، صورها على صور أسماء أصحابها.
فالبروج نجوم كما جاء في التفسير). [معاني القرآن: 3/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين} قال مجاهد يعني الكواكب قال أبو جعفر ومن قال أنها اثنا عشر برجا فقوله يرجع إلى هذا لأنها كواكب عظام ومعروف في اللغة أن يقال برج يبرج إذا ظهر وارتفع فقيل لهذا الكواكب بروج لظهروها وثباتها وارتفاعها والبرج كبر العين). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بروجا} وهي الاثنا عشر برجا، وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُرُوجاً}: منازل). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من كلّ شيطانٍ رجيمٍ} أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتيل في موضع مقتول). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {رجيم}: مرجوم بالنجوم). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطان}
معنى رجيم قيل ملعون، وجائز أن يكون رجم مرجوما بالكواكب، كما قال عزّ وجلّ: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشّياطين} ). [معاني القرآن: 3/176-175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وحفظناها من كل شيطان رجيم} أي لا يصل إليها ولا يسمع شيئا من الوحي إلا مسارقة وكان هذا من علامة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا نعلم أحدا من الشعراء شبه شيئا بسرعة الكواكب إلا في الإسلام ولو كان هذا قبله لشبهوا به قال ابن جريج الرجيم الملعون قال الكسائي كل رجيم في القرآن فهو بمعنى الشتيم قيل رجيم بمعنى مرجوم أي يرجم بالكواكب). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَجيمٍ}: مرجوم). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتبعه شهابٌ مّبينٌ...}
يقول: لا يخطفه، إمّا قتله وإمّا خبّله). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مّبينٌ}
وقال: {إلاّ من استرق السّمع} استثناء خارج كما قال "ما أشتكي إلاّ خيراً" يريد "أذكر خيراً"). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}
موضع " من " نصب، بمعنى لكن من استرق السمع، وجائز أن يكون في موضع خفض، على معنى {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}.
والشهب الكواكب المنقضة من آيات اللّه للنبي عليه السلام، والدليل على أنها كانت انقضّت بعد مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شعراء العرب الذين كانوا يمثلون في السرعة بالبرق وبالسيل وبالأشياء المسرعة لم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضّة، فلما حدثت بعد مولد النبي عليه السلام استعملت الشعراء ذكرها
قال ذو الرمة.
كأنّه كوكب في إثر عفرية= مسوّم في سواد الليل منقضب).
[معاني القرآن: 3/176]



تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والأرض مددناها...}
أي دحوناها وهو البسط {وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها} أي في الجبال
{من كلّ شيءٍ مّوزونٍ} يقول: من الذهب والفضّة والرّصاص والنحاس والحديد فذلك الموزون). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقينا فيها رواسي} أي جعلنا وأرسينا، ورست هي أي ثبتت.
{من كلّ شيءٍ موزونٍ} بقدر). [مجاز القرآن: 1/348]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( {من كل شيء موزون} كان ابن عباس يقول: الحديد والصفر والكحل والمرتك والزرنيخ، وشبه ذلك فيما يوزن). [معاني القرآن لقطرب: 794]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {موزون}: مقدر). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {موزونٍ}: مقدّر. كأنه وزن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ شيء موزون}
كانت الأرض طينة فمدت، وقيل مدّت من تحت البيت الحرام، والرواسي الجبال الثوابت.
ومعنى {من كلّ شيء موزون} أي من كل شيء مقدور جرى على وزن من قدر اللّه عزّ وجلّ لا يجاوز ما قدره الله عليه، لا يستطيع خلق زيادة فيه ولا نقصانا.
وقيل (من كلّ شيء موزون)، أي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرصاص والنحاس والزرنيخ). [معاني القرآن: 3/176]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وأنبتنا فيها من كل شيء موزون قال أي معلوم
وكذلك روى علي بن الحكم عن الضحاك وقال أبو صالح وعكرمة أي مقدور وقال مجاهد أي مقدر بقدر ومعناه مقدر لا يزيد على قدر الله ولا ينقص فكأنه موزون وقيل أراد بموزون ما يوزن من الذهب والفضة والحديد والرصاص وشبهه والمعنى على هذا وأنبتنا في الجبال من كل شيء موزون). [معاني القرآن: 4/18-17]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَوْزونٍ}: مقدَّر). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلنا لكم فيها معايش...}
أراد الأرض {ومن لّستم له برازقين} فمن في موضع نصب يقول: جعلنا لكم فيها المعايش والعبيد والإماء.
قد جاء أنهم الوحوش والبهائم و(من) لا يفرد بها البهائم ولا ما سوى الناس. فإن يكن ذلك على ما روى فنرى أنهم أدخل فيهم المماليك، على أنا ملّكناكم العبيد والإبل والغنم
وما أشبه ذلك. فجاز ذلك.
وقد يقال: إن (من) في موضع خفض يراد: جعلنا لكم فيها معايش ولمن. وما أقلّ ما ترد العرب مخفوضاً على مخفوض قد كني عنه.
وقد قال الشاعر:
تعلّق في مثل السواري سيوفنا =وما بينها والكعب غوط نفانف
فردّ الكعب على (بينها) وقال آخر:
هلاّ سألت بذي الجماجم عنهم= وأبي نعيم ذي اللّواء المحرق
فردّ (أبي نعيم) على الهاء في (عنهم) ). [معاني القرآن: 2/87-86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} مثل الوحش والطير والسباع. وأشباه ذلك: مما لا يرزقه ابن آدم).
[تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين}
موضع " من " نصب من جهتين إحداهما العطف على معايش، المعنى وجعلناكم من لستم له برازقين، وجائز أن يكون عطفا على تأويل لكم.
المعنى {في جعلنا لكم فيها معايش} أعشناكم ومن لستم له برازقين.
وفي التفسير أن من لستم له برازقين الدوابّ والأنعام. وقيل في بعض التفسير الوحوش.
والنحويون يذهبون إلى أن " من " لا يكاد أن يكون لغير ما يعقل، وقد قال عزّ وجلّ: (فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع)،
فجاءت " من " لغير الناس إذ وصف غير الناس بصفاتهم، كما جاءت الواو لغير الناس في قوله: {وكلّ في فلك يسبحون}.
والأجود واللّه أعلم أن يكون " من " ههنا أعني {ومن لستم له برازقين}
يراد بها العبيد والأنعام والدواب فيكون المعنى جعلناكم فيها معايش وجعلنا لكم العبيد والدواب والأنعام وكفيتم مؤونة أرزاقها). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وجعلنا لكم فيها معايش} أي في الأرض). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ومن لستم له برازقين} قال مجاهد يعني الدواب والأنعام وقال غيره يعني المماليك والدواب
قال أبو جعفر وهذا أولى؛ لأن من لا تكون لما لا يعقل إلا أن يختلط معه من يعقل، والمعنى وجعلنا لكم المماليك والدواب والأنعام
ويجوز أن يكون المعنى أعشناكم وأعشنا من لستم له برازقين).[معاني القرآن: 4/18]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} أخبر أن خزائن الأشياء بيده، أي أنه جل وعز حافظها والمتولي تدبيرها). [معاني القرآن: 4/19]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح...}
وتقرأ (الريح) قرأها حمزة. فمن قال الرّيح لواقح فجمع اللواقح والريح واحدة لأن الريح في معنى جمع؛ ألا ترى أنك تقول: جاءت الريح من كلّ مكان، فقيل: لواقح لذلك.
كما قيل: تركته في أرضٍ أغفال وسباسب (... أغفال: لا علم فيها) ومهارق وثوب أخلاق.
ومنه قول الشاعر:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق = شراذمٌ يضحك منه التّواق
وأمّا من قال (الرياح لواقح) فهو بيّن. ولكن يقال: إنما الريح ملقحة تلقح الشجر.
فكيف قيل: لواقح؟ ففي ذلك معنيان أحدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللّقاح، فيقال: ريح لاقح. كما يقال: ناقه لاقح.
ويشهد على ذلك أنّه وصف ريح العذاب فقال: {عليهم الريح العقيم} فجعلها عقيماً إذ لم تلقح. والوجه الآخر أن يكون وصفها باللّقح وإن كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه، وسرّ كاتم وكما قيل:
* الناطق المبروز والمختوم *
فجعله مبروزا على غير فعل، أي إن ذلك من صفاته فجاز مفعول لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول إذ لم يردّ البناء على الفعل). [معاني القرآن: 2/88-87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} مجازها مجاز ملاقحن لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقي الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام،
كقول نهشل بن حرىّ يرثى أخاه:
ليبك يزيد بائسٌ لضراعةٍ= وأشعث ممن طوّحته الطّوائح
فحذف الميم لأنها المطاوح،
وقال رؤبة:
يخرجن من أجوازٍ ليل غاض
أي مغضى،
وقال العجّاج:
تكشف عن جماته دلو الدّال
{ماء فأسقيناكموه} وكل ماء كان من السماء، ففيه لغتان: أسقاه الله وسقاه الله قال الصّقر بن حكيم الرّبعيّ

يا بن رقيعٍ هل لها من غبقٍ= ما شربت بعد طوىّ العرق
من قطرةٍ غير النّجاء الدّفق= هل أنت ساقيها سقاك المسقى
فجعله باللغتين جميعاً.
وقال لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقى= نميراً والقبائل من هلال
فجاء باللغتين، ويقال: سقيت الرجل ماء وشراباً من لبن وغير ذلك وليس فيه إلا لغة واحدة بغير ألف إذا كان في الشفة. وإذا جعلت له شرباً فهو أسقيته وأسقيت أرضه وإبله، لا يكون غير هذا، وكذلك استسقيت له كقول ذي الرمة:

وقفت على رسمٍ لميّة ناقتي= فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبتّه= تكلّمني أحجاره وملاعبه
وإذا وهبت له إهاباً ليجعله سقاء فقد أسقيته إيّاه). [مجاز القرآن: 1/350-348]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
[وقال] {وأرسلنا الرّياح لواقح} فجعلها على "لاقح" كأن الرياح لقحت لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير. وقال بعضهم "الرّياح تلقح السّحاب" فقد يدل على ذلك المعنى لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه). [معاني القرآن: 2/62]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل مكة وعبد الله ابن كثير وابن محيصن يقرؤون في كتاب الله خمسة أحرف "الرياح" على الجمع، وسائر ما في القرآن "الريح"؛ من الخمسة: في البقرة {وتصريف الرياح}، وفي الجاثية {وتصريف الرياح}، وفي الحجر {الرياح}، وفي الكهف {تذروه الرياح}، وفي الروم {الرياح مبشرات}.
وأصحاب عبد الله يقرؤون "الرياح" بالجمع في ثلاثة مواضع وسائر ذلك "الريح" واحد؛ منها في قراءة زيد حرفان وهما: {وهو الذي يرسل الرياح نشرا}.
[وروى محمد].
{نشرا}.
والثاني في الروم {الرياح مبشرات}.
[معاني القرآن لقطرب: 786]
والثالث ليس في قراءة زيد؛ وهو في النحل "الرياح مسخرات"). [معاني القرآن لقطرب: 787]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أما قول الله عز وجل {وأرسلنا الرياح لواقح} فقال ابن عباس: لواقح؛ تلقح الشجر.
وكأن المعنى: عندنا "ملقحات"؛ لأنه يريد: ألقحت الشجر، فقالوا: لواقح.
وقالوا: لقحت تلقح لقحًا؛ ومثل فاعل في معنى مفعل قول الله عز وجل {في عيشة راضية}، يكون ذلك على وجهين: على مرضية لأهلها، وعلى مرضية؛ وقد فسرنا فاعل في معنى مفعول في سورة البقرة.
ومثل ذلك من فاعل في معنى مفعل قولهم: لمح بصر، في معنى مبصر؛ وسنة قاوية؛ أي مقوية؛ لأن الفعل أقوت.
ومثل ذلك قول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب = ................
فالمعنى: منصب عندنا.
وقالوا: نصب ناصب، وغدر غادر، وموت مائت؛ كأنهم قالوا مميت.
وقال الآخر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة = ومختبط مما تطيح الطوائح
مثل اللواقح؛ يريد: الملقحات، والطوائح يريد: المطيحات.
وقال إياس بن حصين الطهوي:
فدعها فقد حال الشواغل دونها = وأصلتها لؤ أن ذلك ناجح
[معاني القرآن لقطرب: 800]
يريد: منجح.
وقال زهير:
له خلج تهوي به متلئية = إلى منهل قاو جديب المعرج
ومثله قول العرب قال أبو علي أخبرنا به الثقة -: باقل؛ وإنما يقولون أبقلت الأرض، ولم نسمع بقلت؛ وقالوا أيضًا: نبت وارس، وقد أورست الأرض: اصفرت؛ وقالوا: سمعت الرانة، وقد أرنت المرأة وقل ما يستعملون رنت؛ وقد سمعناها لغة.
وقال العجاج:
يكشف عن جماته دلو الدال = .................
والمعنى: مدلي؛ لأنهم يقولون: أدلى دلوه؛ قال أبو علي: وقد حكيت دلا يدلو.
وقالوا أيضًا: بلد عاشب؛ ولا يقولون إلا: أعشبت الأرض؛ وقالوا: بلد ماحل، ولا يقولون إلا: أمحل.
وقال أوس:
وبالإدم تحدى عليها الرحال = وبالشوك في العلق العاشب
وقال رؤبة:
يخرجن من أجواز ليل غاض = ................
يريد: مغضي.
.............. = عنكم كرام بالفضاء الفاضي
يريد: المفضي.
................. = برق سرى في عارض نهاض
[معاني القرآن لقطرب: 801]
غر الذرى ضواحك الإيماض = ..............
وقال النابغة الجعدي:
تعلقت منهم هوى غاويًا = وما غزل الرجل الأشيب
كأنه قال: مغويًا.
وقال أبو النجم:
والبيض في أطلال عيش غافل = برج العيون رخصة الأنامل
فيجوز أن يكون أراد: مغفل لأهله؛ ويجوز أن يكون على مفعول فيه؛ فيصير فاعل في معنى مفعول، الذي فسرناه في صدر الكتاب.
[وزاد محمد في روايته]:
قال أبو علي: أخبرنا الثقة عن عبد الله بن عمرو قال: الرياح ثمان: أربع رحمة، وأربع عذاب؛ فأما الرحمة: فالمبشرات والمرسلات والناشرات والذاريات؛ وأما العذاب: فالصرصر والعقيم والعاصم والقاصف وهما في البحر.
وقرأ عبيد بن عمير وحمزة الزيات {الريح لواقح}.
قال عبيد بن عمير: تبعث المبشرة فتقم الأرض، ثم تبعث المثيرة فتثير السحاب، ثم تبعث المؤلفة فتؤلفه، ثم تبعث اللواقح فتلقح السحاب.
ولا أعلم أحدًا من القراء قرأ {الريح لواقح} غيرهما؛ فوحدا الريح ونعتها جميع، فأرادا أن الريح تأتي مختلفة من كل وجه، بمنزلة رياح لواقح؛ كما تقول: في بلد سباسب،
[معاني القرآن لقطرب: 802]
وفي بلد مهارق، وبثوب أخلاق، وبنعل أخلاق وأسمال؛ إذا كان؛ الواحد يتسع فيه الشيء ويتفرق، جاز فيه ذلك؛ في أرض غفل وأغفال؛ وفي أرض جدب وجدوب؛ وبرمة أعشار.
وأنشد يونس:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق
شراذم يضحك منه النواق
قال يونس: وإنما قال {لواقح} لأنها تحمل فيها الماء والتراب؛ فهي وإن لقحت فهي حاملة لذلك؛ ومنه أرض أغفال، والأرض واحدة والنعت جميع؛ يقال: ذلك في كل شيء اتسع وصارت له نواح؛ ومنه قول الله عز وجل {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات} فقال: {سواهن} وإنما ذكر واحدة.
[إلى هاهنا زيادة محمد] ). [معاني القرآن لقطرب: 803]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الرياح لواقح}: أي ملقحة: التي تلقح السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال أبو عبيدة: «لواقح» إنما هي ملاقح، جمع ملقحة. يريد أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب. كأنها تنتجه. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح، والريح لاقحا. قال الطّرمّاح وذكر بردا مدّه على أصحابه في الشمس يستظلون به:
قلق لأفنان الرياح للاقح منها وحائل
فاللاقح: الجنوب. والحائل: الشمال. ويسمون الشمال أيضا:
عقيما. والعقيم التي لا تحمل. كما سموا الجنوب لاقحا. قال كثير:
ومرّ بسفساف التراب عقيمها يعني الشمال. وإنما جعلوا الريح لاقحا - أي حاملا - لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرّفه، ثم تحمله فينزل. [فهي] على هذا الحامل.
وقال أبو وجزة يذكر حميرا وردت [ماء]:
حتى رعين الشّوى منهن في مسك من نسل جوّبة الآفاق مهداج
ويروى: «سلكن الشوى»، أي أدخلن قوائمهن في الماء حتى صار الماء لها كالمسك. وهي الأسورة. ثم ذكر أن الماء من نسل ريح تجوب البلاد. فجعل الماء للريح كالولد: لأنها حملته وهو سحاب وحلّته. ومما يوضح هذا قوله تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحاباً ثقالًا} أي حملت). [تفسير غريب القرآن: 237-236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
{لواقح} تأتي بالسحاب، ولواقح تلقح السحاب وتلقح الشجر، وجاز أن يقال للريح لقحت إذا أتت بالخير، كما قيل لها عقيم إذا لم تأت بخير، وأتت بعذاب، كما -
قال عزّ وجلّ: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم}
ويجوز أن يقال لها لواقح وإن لقحت غيرها لأن معناها النسب). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال عبد الله بن مسعود تحمل الرياح الماء فتلقح السحاب وتمريه فيدر كما تدر اللقحة ثم يمطر
وقال ابن عباس تلقح الرياح الشجر والسحاب وتمرية
وقال أبو رجاء قلت للحسن وأرسلنا الرياح لواقح فقال تلقح الشجر قلت والسحاب قال والسحاب
وقال أبو عبيدة لواقح أي ملاقح يذهب إلى أنه جمع ملقحة وملقح ثم حذفت منه الزوائد
قال أبو جعفر وهذا بعيد وإنما يجوز حذف الزوائد من مثل هذا في الشعر ولكنه جمع لاقحة ولاقح على الحقيقة بلا حذف هو على أحد معنيين يجوز أن يقال لها لاقح على النسب أي ذات اللقاح كأنها تلقح السحاب والشجر كما جاء في التفسير وهو قول أبي عمرو
ويجوز أن يقال لها لاقح أي حامل والعرب تقول للجنوب لاقح وحامل وللشمال حائل وعقيم وقال الله عز وجل: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} فأقلت وحملت واحد).[معاني القرآن: 4/20-19]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لواقح} أي تلقح الشجر والسحاب، وقيل: {لواقح} أي حوامل، أي تحمل السحاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَوَاقِحَ}: تلقح السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين...}
وذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلّون على الصفوف الأول في الصّلاة، فابتدرها الناس وأراد بعض المسلمين أن يبيع داره النائية ليدنو من المسجد فيدرك الصف الأوّل؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ -
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} فإنّا نجزيهم على نيّاتهم فقرّ الناس). [معاني القرآن: 2/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين }
قيل فيها غير قول، قيل المستقدمين ممن خلق والمستأخرين ممن يحدث من الخلق إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/178-177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال (المستقدمون) القرون الأولى و(المستأخرون) أمة محمد صلى الله عليه وسلم وروى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال المستقدمون كل من خرج والمستأخرون كل من كان أصلاب الرجال
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال المستقدمون من مات والمستأخرون الأحياء وروى سفيان عن أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ولقد علمنا المستقدمين منكم الصف الأول ولقد علمنا المستأخرين الصف الأخر
حدثنا محمد بن إدريس قال نا إبراهيم بن مرزوق قال نا مسلم بن إبراهيم قال نا نوح بن قيس قال نا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى:
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال كانت امرأة جميله تصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان رجال يتقدمون حتى لا يروها وكان رجال يتأخرون فإذا ركع النبي صلى الله عليه وسلم وضع أحدهم يده على ركبته ونظر اليها من تحت ضبعه فأنزل الله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ). [معاني القرآن: 4/22-20]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {وإنّ ربّك هو يحشرهم إنّه حكيم عليم }
أي الذي أنشأهم وعلّمهم هو يحشرهم مبعوثين كما بدأهم أول خلق: {إنّه حكيم عليم}.
أي تدبيره يجري بحكمة وعلم، وقيل: ولقد علمنا المستقدمين منكم في طاعة الله والمستأخرين فيها، وقيل إنه كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فيمن يصلّي من النساء، وكان بعض من يصلي يتأخر في آخر الصفوف، فإذا سجد اطلع إليها من تحت إبطه، والذين لا يقصدون هذا المقصد إنّما يطلبون التقدم في الصفوف لما فيه من الفضل). [معاني القرآن: 3/178]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:12 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (والبروج: النجوم، كلّ برجٍ يومان وثلثٌ، وهي للشمس شهرٌ، وهي اثنا عشر برجاً، مسير القمر في كلّ برجٍ يومان وثلثٌ.
والبرج أيضاً: القصر المستطيل). [الأزمنة: 31] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) }
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (أتبعته، وذاك أن تطلبه بعد ما يفوتك وتبعته: أن تكون معه). [كتاب الجيم: 1/97] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ الحسن والحسين: ((أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)).
...
وقوله: ((لامة))، ولم يقل: ملمة، وأصلها من ألممت إلماما فأنا ملم.
يقال ذلك للشيء تأتيه وتلم به وقد يكون هذا من غير وجه: منها أن لا تريد طريق الفعل، ولكن تريد أنها ذات لمم فتقول على هذا: لامة كما قال الشاعر:

كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطيء الكواكب
وإنما هو منصب.
فأراد به أنه ذو نصب.
ومنه قوله عز وجل: {وأرسلنا الرياح لواقح} واحدتها لاقح على معنى أنها ذات لقح.
ولو كان هذا على معنى الفعل لقال: ملقح، لأنها تلقح السحاب والشجر.
وقد روي عن عمر رضي الله عنه في بعض الحديث: لا أوتي بحال ولا محل له إلا رجمتهما.
فقال: حال -إن كان محفوظا- وهو من أحللت المرأة لزوجها، وإنما الكلام أن يقال: محل). [غريب الحديث: 2/563-565]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن بناء فعل التعجب إنما يكون من بنات الثلاثة، نحو: ضرب، وعلم، ومكث، وذلك أنك تقول: دخل زيد، وأدخلته، وخرج، وأخرجته، فتلحقه الهمزة، إذا جعلته محمولاً على فعل.

وكذلك تقول: حسن زيد، ثم تقول: ما أحسنه: لأنك تريد: شيء أحسنه.
فإن قيل: فقد قلت: ما أعطاه للدراهم، وأولاه بالمعروف، وإنما هو من أعطى، وأولى. فهذا وإن كان قد خرج إلى الأربعة فإنما أصله الثلاثة والهمزة في أوله زائدة.
وعلى هذا جاء: {وأرسلنا الرياح لواقح} ولو كان على لفظه لكان ملاقح، لأنه يقال: ألفح فهي ملفحة، ولكنه على حذف الزوائد). [المقتضب: 4/178-179]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
سقاك يمانٍ ذو حبيٍ وعارض = تروح به جنح العشي جنوب
يقال سقى فلان فلانًا إذا ناوله ما يشرب بيده فهو ساقٍ والمفعول به مسقي، وأسقى فلان فلانًا إذا أعطاه ثمن ماءٍ يشربه أو جعل له شربًا لأرضه أو دله على موضع ماء، وما كان من السحاب فهو بألفٍ قال الله تعالى: {فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}، فهذا هو الأفصح من كلام العرب وربما جاء في السحاب
باللغتين جميعًا: قال لبيد:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال).
[شرح المفضليات: 770-771]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 02:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم}
لما ذكر أنهم لو رأوا الآية المذكورة قبل في السماء لعاندوا فيها عقب ذلك بهذه الآية، فكأنه قال: وإن في السماء لعبرا منصوبة غير هذه المذكورة، وكفرهم بها، وإعراضهم عنها إصرار منهم وعتو، والبروج: المنازل، واحدها برج، وسمي بذلك لظهوره ووضوحه، ومنه تبرج المرأة ظهورها وبدوها، والعرب تقول: "برج الشيء" إذا ظهر وارتفع). [المحرر الوجيز: 5/279]

تفسير قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وحفظ السماء هو بالرجم بالشهب على ما تضمنته الأحاديث الصحاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشياطين تقرب من السماء أفواجا قال: فينفرد المارد منها، فيعلو فيسمع فيرمى بالشهاب، فيقول لأصحابه وهو يلهث: إنه من الأمر كذا وكذا، فيزيد الشيطان في ذلك، ويلقون إلى الكهنة، فيزيدون مع الكلمة مائة"، ونحو هذا الحديث، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الشهب تجرح وتؤذي ولا تقتل، وقال الحسن: تقتل، وفي الأحاديث ما يدل على أن الرجم كان في الجاهلية ولكنه
[المحرر الوجيز: 5/279]
اشتد في وقت الإسلام، وحفظ السماء حفظا تاما. وقال الزجاج: لم يكن إلا بعد النبي عليه الصلاة والسلام; بدليل أن الشعراء لم يشبهوا به في السرعة إلا بعد الإسلام، وذكر الزهراوي عن أبي رجاء العطاردي أنه قال: كنا لا نرى الرجم بالنجوم قبل الإسلام، و"رجيم" بمعنى مرجوم، فعيل بمعنى مفعول، فإما من رجم الشهب، وإما من الرجم الذي هو الشتم والذم. ويقال: تبعت الرجل واتبعته بمعنى واحد). [المحرر الوجيز: 5/280]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"إلا" بمعنى لكن، هذا قول، والظاهر أن الاستثناء من الحفظ، وقال محمد بن يحيى عن أبيه: إلا من استرق السمع فإنها لم تحفظ منه، ذكره الزهراوي). [المحرر الوجيز: 5/280]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والأرض مددناها} روي في الحديث أن الأرض كانت تتكفأ بأهلها كما تتكفأ السفينة فثبتها الله تبارك وتعالى بالجبال، ويقال: رسا الشيء يرسو إذا رسخ وثبت، وقوله: "موزون"، قال الجمهور: معناه: مقدر محدد بقصد وإرادة، فالوزن على هذا مستعار، وقال ابن زيد: المراد ما يوزن حقيقة كالذهب والفضة وغير ذلك مما يوزن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
الأول أعم وأحسن). [المحرر الوجيز: 5/280]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المعايش" جمع معيشة، وقرأها الأعمش بالهمز، وكذلك روى خارجة عن نافع، والوجه ترك الهمز، لأن أصل ياء "معيشة" الحركة، فيردها إلى الأصل الجمع، بخلاف "مدينة ومدائن"، وقوله: {ومن لستم له برازقين} يحتمل أن تكون "من"
[المحرر الوجيز: 5/280]
في موضع نصب على ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون عطفا على "معايش"، كأن الله تعالى عدد النعم في المعايش وهي ما يؤكل ويلبس، ثم عدد النعم في الحيوان والعبيد والضياع وغير ذلك مما ينتفع به الناس وليس عليهم رزقهم، والوجه الثاني: أن تكون "من" معطوفة على موضع الضمير في "لكم"، وذلك أن التقدير: وأعشناكم وأعشنا أمما غيركم من الحيوان، وكأن الآية -على هذا- فيها اعتبار وعرض آية، والوجه الثالث أن تكون "من" منصوبة بإضمار فعل يقتضيه الظاهر وتقديره: وأعشنا من لستم له برازقين، ويحتمل أن تكون "من" في موضع خفض عطفا على الضمير في "لكم"، وهذا قلق في النحو، لأنه العطف على الضمير المجرور وفيه قبح، فكأنه قال: ولمن لستم له برازقين، وأنتم تنتفعون به). [المحرر الوجيز: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه}، قال ابن جريج: وهو المطر خاصة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وينبغي أن تكون أعم من هذا في كثير من المخلوقات، و"الخزائن" المواضع الحاوية، وظاهر هذا أن الماء والريح ونحو ذلك موجود مخلوق، وهو ظاهر في قولهم في الريح: "عتت على الخزائن، وانفتح منها قدر حلقة الخاتم، ولو كان قدر منخر الثور لأهلك الأرض"، إلى غير ذلك من الشواهد، وذهب قوم إلى أن كونها في القدرة هو خزنها، فإذا شاء الله أوجدها، وهذا أيضا ظاهر في أشياء كثيرة، وهو لازم في الأعراض إذا عممنا لفظة "شيء"، وكيفما كان الأمر فالقدرة تسعه وتتقنه.
وقوله تعالى: {وما ننزله}، ما كان من المطر ونحوه فالإنزال فيه متمكن، وما كان من غير ذلك فإيجاده والتمكين من الانتفاع به إنزال على تجوز، وقرأ الأعمش: "وما نرسله إلا بقدر معلوم"، وقوله: {بقدر معلوم} روي فيه عن ابن مسعود وغيره أنه ليس عام أكثر مطرا من عام، ولكن ينزله الله في مواضع دون مواضع). [المحرر الوجيز: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم}
يقال: لقحت الناقة والشجرة فهي لاقحة إذا حملت، والرياح تلقح الشجر والسحاب، فالوجه في الريح أنها ملقحة لا لاقحة، وتتجه صفة الرياح بـ [لواقح] على أربعة أوجه: أولها وأولاها أن جعلها لاقحة حقيقة، وذلك أن الريح منها ما فيه عذاب أو ضر أو نار، ومنها ما فيه رحمة أو مطر أو نصر أو غير ذلك، فإذا بها تحمل ما حملتها القدرة، أو ما علقته من الهواء أو التراب أو الماء الذي مرت عليه، فهي لاقحة بهذا الوجه، وإن كانت أيضا تلقح غيرها وتصير إليه نفعها، والعرب تسمي الجنوب الحامل واللاقحة، وتسمي الشمال الحائل والعقيم ومحوة لأنها تمحو السحاب، روى أبو هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "الريح الجنوب من الجنة، وهي اللواقح التي ذكر الله، وفيها منافع للناس"، ومن هذا قول الطرماح:
قلق لأفنان الريا ... ح للاقح منها وحائل
وقول أبي وجزة:
... ... ..... من نسل جوابة الآفاق..
[المحرر الوجيز: 5/282]
فجعلها حاملا بنسل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويخرج هذا على أنها ملقحة فلا حجة فيه.
والثاني أن يكون وصفها بـ [لواقح] من باب قولهم: "ليل نائم"، أي: فيه نوم ومعه، "ويوم عاصف"، ونحوه، فهذا على طريق المجاز. والثالث أن توصف الرياح بـ [لواقح] على جهة النسب، أي: ذات لقح، كقول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب
أي: ذي نصب. والرابع أن يكون [لواقح] جمع "ملقحة" على حذف زوائده، فكأنه "لقحة" فجمعها كما تجمع "لاقحة"، ومثله قول الشاعر:
لبيك يزيد ضارع لخصومة ... وأشعث ممن طوحته الطوائح
وإنما طوحته المطاوح، وعلى هذا النحو فسرها أبو عبيدة في قوله: "لواقح ملاقح"، وكذلك العبارة عنها في كتاب البخاري: "لواقح ملاقح ملقحة".
[المحرر الوجيز: 5/283]
وقرأ الجمهور: "الرياح" بالجمع، وقرأ الكوفيون: حمزة، وطلحة بن مصرف، والأعمش، ويحيى بن وثاب: "الريح" بالإفراد، وهي للجنس فهي في معنى الجمع، ومثلها الطبري بقولهم: "قميص أخلاق، وأرض أغفال".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله من حيث هو أجزاء كثيرة تجمع صفته، فكذلك "ريح لواقح" لأنها متفرقة الهبوب، وكذلك "دار بلاقع"، أي: كل موضع منها بلقع. وقال الأعمش: إن في قراءة عبد الله "وأرسلنا الرياح تلقح"، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الريح من نفس الرحمن". ومعنى الإضافة هنا إضافة خلق إلى خالق، كما قال: "من روحي"، ومعنى "من نفس الرحمن" أي من تنفيسه وإزالته الكرب والشدائد، فمن التنفيس بالريح النصر بالصبا، ودرور الأرزاق بها، وما لها من الخدمة في الأرزاق وجلب الأمطار وغير ذلك مما يكثر عده، ولقد حدثت أن ابن أبي قحافة رحمه الله فسر هذا الحديث نحو هذا، وأنشد في تفسيره:
فإن الصبا ريح إذا ما تنفست ... على نفس مهموم تجلت همومها
وهذا من جملة التنفيس.
[المحرر الوجيز: 5/284]
والعرب تقول: أسقى وسقى بمعنى واحد، وقال لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال
فجاء باللغتين، وقال أبو عبيدة: أما إذا كان من سقي الشفة خاصة فلا يقال إلا سقى، وأما إن كان لسقي الأرض والثمار وجملة الأشياء فيقال: أسقى، وأما الداعي لأرض أو غيرها بالسقي فإنما يقال فيه: أسقى، ومنه قول ذي الرمة:
وقفت على رسم لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
على أن بيت لبيد دعاء، وفيه اللغتان). [المحرر الوجيز: 5/285]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإنا لنحن نحيي ونميت} الآية. هذه الآية مع الآيات التي قبلها تضمنت العبرة والدلالة على قدرة الله تعالى، وما يوجب توحيده وعبادته، فمعنى هذه الآية: وإنا لنحن نحيي من نشاء بإخراجه من العدم إلى وجود الحياة، ونرده عند البعث من مرقده ميتا، ونميت بإزالة الحياة عمن كان حيا. ونحن الوارثون أي: لا يبقى شيء سوانا، وكل شيء هالك إلا وجهه، لا رب غيره). [المحرر الوجيز: 5/285]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بإحاطة علمه بمن تقدم من الأمم وبمن تأخر في الزمن، من لدن أهبط آدم إلى الأرض إلى يوم القيامة، وأعلم أنه هو الحاشر لهم، الجامع لعرض يوم القيامة على تباعدهم في الأقطار والأزمان، وأن حكمته وعلمه يأتيان بهذا كله على أتم غاياته التي قدرها وأرادها. وقرأ الأعرج: "يحشرهم" بكسر الشين.
[المحرر الوجيز: 5/285]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
بهذا سياق معنى الآية، وهو قول جمهور المفسرين. وقال الحسن: معنى قوله: {ولقد علمنا المستقدمين} أي: في الطاعة والبدار إلى الإيمان والخيرات، و"المستأخرين" بالمعاصي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإن كان اللفظ يتناول كل من تقدم وتأخر على جميع وجوهه، فليس يطرد سياق معنى الآية إلا كما قدمنا. وقال ابن عباس، ومروان بن الحكم، وأبو الجوزاء: نزل قوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين} الآية في قوم كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأة جميلة تصلي وراءه، فكان بعض القوم يتقدم في الصفوف لئلا تفتنه، وكان بعضهم يتأخر ليسرق النظر إليها في الصلاة، فنزلت الآية فيهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وما تقدم الآية من قوله: {ونحن الوارثون} وما تأخر من قوله: {وإن ربك هو يحشرهم} يضعف هذه التأويلات، لأنها تذهب إيصال المعنى، وقد ذكر ذلك محمد بن كعب القرظي لعون بن عبد الله). [المحرر الوجيز: 5/286]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1439هـ/3-09-2018م, 07:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين (16) وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ (17) إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ (18) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزونٍ (19) وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين (20)}
يذكر تعالى خلقه السّماء في ارتفاعها وما زيّنها به من الكواكب الثّواقب، لمن تأمّلها، وكرّر النّظر فيها، يرى فيها من العجائب والآيات الباهرات، ما يحار نظره فيه. ولهذا قال مجاهدٌ وقتادة: البروج هاهنا هي: الكواكب.
قلت: وهذا كقوله تعالى: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا} [الفرقان: 61] ومنهم من قال: البروج هي: منازل الشّمس والقمر.
وقال عطيّة العوفيّ: البروج هاهنا: هي قصور الحرس
وجعل الشهب حرسًا لها من مردة الشّياطين، لئلّا يسمعوا إلى الملأ الأعلى، فمن تمرّد منهم [وتقدّم] لاستراق السّمع، جاءه {شهابٌ مبينٌ} فأتلفه، فربّما يكون قد ألقى الكلمة الّتي سمعها قبل أن يدركه الشّهاب إلى الّذي هو دونه، فيأخذها الآخر، ويأتي بها إلى وليّه، كما جاء مصرّحًا به في الصّحيح، كما قال البخاريّ في تفسير هذه الآية:
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان عن عمرٍو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: "إذا قضى اللّه الأمر في السّماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان". قال عليٌّ، وقال غيره: صفوانٍ ينفذهم ذلك، فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربّكم؟ قالوا: الّذي قال: الحقّ، وهو العليّ الكبير. فيسمعها مسترقو السّمع، ومسترقو السمع، هكذا واحدٌ فوق آخر -ووصف سفيان بيده ففرّج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعضٍ -فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربّما لم يدركه [حتّى] يرمي بها إلى الّذي يليه، [إلى الّذي] هو أسفل منه، حتّى يلقوها إلى الأرض -وربّما قال سفيان: حتّى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم السّاحر -أو: الكاهن -فيكذب معها مائة كذبةٍ فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًّا؟ للكلمة الّتي سمعت من السّماء"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 528-529]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر، تعالى، خلقه الأرض، ومدّه إيّاها وتوسيعها وبسطها، وما جعل فيها من الجبال الرّواسي، والأودية والأراضي والرّمال، وما أنبت فيها من الزّروع والثّمار المتناسبة.
وقال ابن عبّاسٍ: {من كلّ شيءٍ موزونٍ} أي: معلومٍ. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، وأبو مالكٍ، ومجاهدٌ، والحكم بن عتيبة والحسن بن محمّدٍ، وأبو صالحٍ، وقتادة.
ومنهم من يقول: مقدّرٌ بقدرٍ.
وقال ابن زيدٍ: من كلّ شيءٍ يوزن ويقدّر بقدرٍ. وقال ابن زيدٍ: ما تزنه [أهل] الأسواق). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 529]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} يذكر، تعالى، أنّه صرفهم في الأرض في صنوفٍ [من] الأسباب والمعايش، وهي جمع معيشةٍ.
وقوله: {ومن لستم له برازقين} قال مجاهدٌ: وهي الدّوابّ والأنعام.
وقال ابن جريرٍ: هم العبيد والإماء والدّوابّ والأنعام.
والقصد أنّه، تعالى، يمتنّ عليهم بما يسّر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش، وبما سخّر لهم من الدّوابّ الّتي يركبونها والأنعام الّتي يأكلونها، والعبيد والإماء الّتي يستخدمونها، ورزقهم على خالقهم لا عليهم فلهم هم المنفعة، والرّزق على اللّه تعالى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 529]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ([وقوله] {وإن من شيءٍ إلّا عندنا خزائنه وما ننزّله إلّا بقدرٍ معلومٍ (21) وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين (22) وإنّا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون (23) ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين (24) وإنّ ربّك هو يحشرهم إنّه حكيمٌ عليمٌ (25)}
يخبر، تعالى، أنّه مالك كلّ شيءٍ، وأنّ كلّ شيءٍ سهلٌ عليه، يسير لديه، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصّنوف، {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} كما يشاء وكما يريد، ولما له في ذلك من الحكمة البالغة، والرّحمة بعباده، لا على [وجه] الوجوب، بل هو كتب على نفسه الرّحمة.
قال يزيد بن أبي زيادٍ، عن أبي جحيفة، عن عبد اللّه: ما من عامٍ بأمطر من عامٍ، ولكنّ اللّه يقسّمه حيث شاء عامًا هاهنا، وعامًا هاهنا. ثمّ قرأ: {وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} رواه ابن جريرٍ
وقال أيضًا: حدّثنا القاسم، حدّثنا الحسن حدّثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن سالمٍ، عن الحكم بن عتيبة في قوله: {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} قال: ما عامٌ بأكثر مطرًا من عامٍ ولا أقلّ، ولكنّه يمطر قومٌ ويحرم آخرون وربّما كان في البحر. قال: وبلغنا أنّه ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس وولد آدم، يحصون كلّ قطرةٍ حيث تقع وما تنبت
وقال البزّار: حدّثنا داود -وهو ابن بكرٍ التّستري -حدّثنا حبّان بن أغلب بن تميمٍ، حدّثني أبي، عن هشامٍ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "خزائن اللّه الكلام، فإذا أراد شيئًا قال له: كن، فكان"
ثمّ قال: لا يرويه إلّا أغلب، ولم يكن بالقويّ، وقد حدّث عنه غير واحدٍ من المتقدّمين، ولم يروه عنه إلّا ابنه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 529-530]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} أي: تلقّح السّحاب فتدرّ ماءً، وتلقّح الشّجر فتتفتّح عن أوراقها وأكمامها.
هذه "الرّياح" ذكرها بصيغة الجمع، ليكون منها الإنتاج، بخلاف الرّيح العقيم فإنّه أفردها، ووصفها بالعقيم، وهو عدم الإنتاج؛ لأنّه لا يكون إلّا من شيئين فصاعدًا.
وقال الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن قيس بن السّكن، عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال: ترسل الرّياح، فتحمل الماء من السّماء، ثمّ تمرى السّحاب، حتّى تدرّ كما تدر اللّقحة.
وكذا قال ابن عبّاسٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وقتادة.
وقال الضّحّاك: يبعثها اللّه على السّحاب، فتلقحه، فيمتلئ ماء.
وقال عبيد بن عمير اللّيثيّ: يبعث اللّه المبشرّة فتقمّ الأرض قمًّا ثم بعث اللّه المثيرة فتثير السّحاب، ثمّ يبعث اللّه المؤلّفة فتؤلّف السّحاب، ثمّ يبعث اللّه اللّواقح فتلقّح الشّجر، ثمّ تلا {وأرسلنا الرّياح لواقح}
وقد روى ابن جريرٍ، من حديث عبيس بن ميمونٍ، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "الرّيح الجنوب من الجنّة، وهي [الرّيح اللّواقح، وهي الّتي] ذكر اللّه في كتابه، وفيها منافع للنّاس" وهذا إسنادٌ ضعيفٌ.
وقال الإمام أبو بكرٍ عبد اللّه بن الزّبير الحميدي في مسنده: حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، أخبرني يزيد بن جعدبة اللّيثيّ: أنّه سمع عبد اللّه بن مخراق، يحدّث عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه خلق في الجنّة ريحًا بعد الرّيح بسبع سنين، وإنّ من دونها بابًا مغلقًا، وإنّما يأتيكم الرّيح من ذلك الباب، ولو فتح لأذرت ما بين السّماء والأرض من شيءٍ، وهي عند اللّه الأزيب، وهي فيكم الجنوب"
وقوله: {فأسقيناكموه} أي: أنزلناه لكم عذبًا يمكنكم أن تشربوا منه، ولو نشاء لجعلناه أجاجًا. كما ينبّه اللّه على ذلك في الآية الأخرى في سورة "الواقعة"، وهو قوله: {أفرأيتم الماء الّذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجًا فلولا تشكرون} [الواقعة: 68-70] وفي قوله: {هو الّذي أنزل من السّماء ماءً لكم منه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه تسيمون} [النّمل: 10]
وقوله: {وما أنتم له بخازنين} قال سفيان الثّوريّ: بمانعين.
ويحتمل أنّ المراد: وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزّله ونحفظه عليكم، ونجعله معينًا وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به، ولكن من رحمته أنزله وجعله عذبًا، وحفظه في العيون والآبار والأنهار وغير ذلك. ليبقى لهم في طول السّنة، يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 530-531]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّا لنحن نحيي ونميت} إخبارٌ عن قدرته تعالى على بدء الخلق وإعادته، وأنّه هو الّذي أحيا الخلق من العدم، ثمّ يميتهم ثمّ يبعثهم كلّهم ليوم الجمع.
وأخبر أنّه، تعالى، يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 531]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مخبرًا عن تمام علمه بهم، أوّلهم وآخرهم: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}
قال ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما المستقدمون: كلّ من هلك من لدن آدم، عليه السّلام، والمستأخرون: من هو حيٌّ ومن سيأتي إلى يوم القيامة.
وروي نحوه عن عكرمة، ومجاهدٍ، والضّحّاك، وقتادة، ومحمّد بن كعبٍ، والشّعبيّ، وغيرهم. وهو اختيار ابن جريرٍ، رحمه اللّه
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجلٍ عن مروان بن الحكم أنّه قال: كان أناسٌ يستأخرون في الصّفوف من أجل النّساء فأنزل اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}
وقد ورد في هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، فقال ابن جريرٍ:
حدّثني محمّد بن موسى الحرشي، حدّثنا نوح بن قيسٍ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: كانت تصلّي خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم امرأةً -قال ابن عبّاسٍ: لا واللّه ما إن رأيت مثلها قطّ، وكان بعض المسلمين إذا صلّوا استقدموا يعني: لئلّا يراها -وبعضٌ يستأخرون، فإذا سجدوا نظروا إليها من تحت أيديهم!! فأنزل اللّه: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}
وكذا رواه أحمد وابن أبي حاتمٍ في تفسيره، والتّرمذيّ والنّسائيّ في كتاب التّفسير من سننيهما وابن ماجه من طرقٍ عن نوح بن قيسٍ الحداني وقد وثّقه أحمد وأبو داود وغيرهما، وحكي عن ابن معينٍ تضعيفه، وأخرج له مسلمٌ وأهل السّنن.
وهذا الحديث فيه نكارةٌ شديدةٌ، وقد رواه عبد الرّزّاق، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالكٍ وهو النّكريّ أنّه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} في الصّفوف في الصّلاة {والمستأخرين} فالظّاهر أنّه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عبّاسٍ ذكرٌ وقد قال التّرمذيّ: هذا أشبه من رواية نوح بن قيسٍ واللّه أعلم.
وهكذا روى ابن جريرٍ عن محمّد بن أبي معشرٍ، عن أبيه: أنّه سمع عون بن عبد اللّه يذاكر محمّد بن كعبٍ في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} وأنها في صفوف الصّلاة، فقال محمّد بن كعبٍ: ليس هكذا، {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الميّت والمقتول و {المستأخرين} من يخلق بعد، {وإنّ ربّك هو يحشرهم إنّه حكيمٌ عليمٌ} فقال عون بن عبد اللّه: وفّقك اللّه وجزاك خيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 531-533]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة