العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:00 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا} [الكهف: 107]
[تفسير القرآن العظيم: 1/210]
- إبراهيم بن محمّدٍ عن صالحٍ مولى التّوأمة عن أبي هريرة قال: الفردوس: جبلٌ في الجنّة يفجّر منه أنهار الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً}

وقال: {جنّات الفردوس نزلاً} فـ"النزل" من نزول بعض الناس على بعض. أما "النزل" فـ"الريع" تقول: "ما لطعامهم نزلٌ" و"ما وجدنا عندهم نزلا"). [معاني القرآن: 2/81]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {جنات الفردوس} فكان يونس بن حبيب يزعم: أن جهنم والفردوس اسمان أعجميان.
والفردوس: البستان عند العرب؛ وقالوا أيضًا: أودية خصبة شبه البساتين؛ ويقال: فردس الشيء فردسةً: أي ركب بعضه بعضًا.
وقال ابن عباس الفردوس: البساتين؛ وهي الجنة أدنى الجنان؛ والفردوس بلغة الروم: البستان، ذكره حسان بن ثابت؛ ولعله أخذه من القرآن:
وإن ثواب الله كل موحد = جنان من الفردوس فيها يخلد
وقال أمية:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة = فيها الفراديس والفومان والبصل). [معاني القرآن لقطرب: 879]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عز وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا}
اختلف الناس في تفسير الفردوس، فقال قوم: الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت، وقالوا: الفردوس البستان وقالوا: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية،
والفردوس أيضا - بالسريانية، كذا لفظة فردوس. ولم نجد في أشعار العرب إلا في بيت لحسان بن ثابت.
وإن ثواب الله كل موحد= جنان من الفردوس فيها يخلّد
وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين لأنه عند أهل كل لغة كذلك، ولهذا قال حسان بن ثابت: " جنان من الفردوس ".
وقولهم: إنه البستان يحقق هذا.
والجنة أيضا في اللغة البستان، إلا أن الجنة التي يدخلها المؤمنون فيها ما يكون في البساتين، ويدل عليه قوله (وفيها ما تشتهيه الأنفس) ). [معاني القرآن: 3/315-314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} سئل أبو أمامة عن الفردوس فقال هي سرة الجنة وقال كعب هي التي فيها الأعناب
قال أبو إسحاق الفردوس البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين وكذلك هو عند أهل اللغة ولم نسمعه إلا في بيت حسان:
وإن ثواب الله كل موحد = جنان من الفردوس فيها يخلد
قرئ على جعفر بن محمد الفريابي عن قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم قال إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين ما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [معاني القرآن: 4/301-300]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خالدين فيها} [الكهف: 108] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{لا يبغون عنها حولا} [الكهف: 108] متحوّلا، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {عنها حولاً...}
تحوّلا).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا يبغون عنها حولاً} أي لا يريدون ولا يحبّون عنها تحويلاً). [مجاز القرآن: 1/416]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لا يبغون عنها حولا} أي تحولاً؛ صار مصدرًا، مثل: عادني عود على فعل؛ وهو في المصدر قليل؛ وقالوا ايضًا الحول: الحيلة؛ ما له حول ولا حويل ولا محالة ولا محتال؛ كل هذا في الحيلة.
وقال سويد:
لا يريد الدهر عنها حولاً = جرع الموت وللموت جرع
فقال عنها: حولاً؛ يريد: تحولاً، على الآية.
قال النابغة الجعدي:
لو كنت أقرع أو شيخا فتعذرني = أو ضارعًا من ضنا لم أستطع حولا
[وروى العبدي]:
لو كنت أعرج .......... = ............
يجوز أن يكون أراد أحد المعنيين: الحيلة، أو التحول.
وقال الراجز:
إنا إذا ما أعيت القوم الحول = ننسل في ظلمة ليل ودغل
[وروى العبدي]:
ننسل.
[وزاد محمد بن صالح]:
وقال المتلمس:
زعم العمومة أن حولته = كالطبن لم يعلم لها حول
[قال محمد]
الطبن: لعبة يلعب بها الصبيان، والحول في معنى الحيلة). [معاني القرآن لقطرب: 880]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حولا}: تحولا). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يبغون عنها حولًا} أي تحوّلا). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}منصوب على الحال.
{لا يبغون عنها حولا} أي لا يريدون عنها تحولا،
يقال: قد حال في مكانه حولا، كما قالوا في المصادر صغر صغرا، وعظم عظما، وعادني حبها عودا.
وقد قيل أيضا: إنّ الحوال الحيلة، فيكون على هذا المعنى، لا يحتالون منزلا غيرها). [معاني القرآن: 3/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال متحولا
وقال غيره هو من الحيلة أي لا يحتالون في غيرها). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يبغون عنها حولا} أي: لا يطلبون عنها تحويلا إلى غيرها). [ياقوتة الصراط: 332]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حولا} تحويلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حِوَلاً}: تحويلاً). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] قال مجاهدٌ: للقلم يستمدّ منه للكتاب.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109] آخر مثله من باب المدّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: ولو جئنا بمثله مدادًا يستمدّ منه للقلم.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109] علمه الّذي خلق الأشياء كلّها.
وقال السّدّيّ: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] يعني: لعلم ربّي وعجائبه، {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109]، يعني: علم ربّي وعجائبه). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً}

وقال: {قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي} يقول "مداداً يكتب به" {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً} يقول: "مددٌ لكم"
وقال بعضهم {مدادا} تكتب به. ويعني بالمداد أنه مدد للمداد يمد به ليكون معه). [معاني القرآن: 2/81]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة مجاهد {البحر مدادا}.
الأعرج {ولو جئنا بمثله مددا} وكأن مدادًا من مددت الدواة، وقال رجل من تميم: أمددت الدواة؛ والاسم المداد؛ وسنذكر كل ما في هذا اللفظ إن شاء الله.
وقال الأسود:
وإن قلت خيرا قال شرا خلافه = وإن قلت شرا مده بمداد). [معاني القرآن لقطرب: 863]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لكلمات ربي لنفد البحر} فلم يرد التقليل لكلمات؛ لأنه أكده بقوله {لنفد البحر} ولكنه شبيه بقوله {وفيها ما تشتهيه الأنفس}؛ يريد: النفوس؛ وقوله {من قرة أعين} العيون.
ومثل ذلك قول حسان بن ثابت:
لنا الجفنات .............. = ................
يريد: الجفان؛ فقال: الجفنات، ولا يريد التقليل.
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى = وأسيافنا يقطرن من نجدة دما). [معاني القرآن لقطرب: 881]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددا}
{ولو جئنا بمثله مددا}.
{مددا} منصوب على التمييز، تقول: لي ملء هذا عسلا، ومثل هذا ذهبا، أي مثله من الذهب.
وقد فسرنا نصب التمييز فيما سلف من الكتاب). [معاني القرآن: 3/316-315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل ذكره: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي}
قال مجاهد يعني العلم). [معاني القرآن: 4/302-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولو جئنا بمثله مددا} قيل مددا يمعنى مدادا
وقيل هو من قولهم نحن مدد له وقرأ ابن عباس ولو جئنا بمثله مدادا). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ} [الكهف: 110] وذلك أنّ المشركين قالوا له: ما أنت إلا بشرٌ مثلنا.
فقال اللّه: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم} [الكهف: 110] ولكن: {يوحى إليّ} [الكهف: 110] وأنتم لا يوحى إليكم.
{يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] تفسير السّدّيّ يعني: فمن كان يخشى البعث.
{فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110] يقول: لا يريد بذلك غير اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يخلص له العمل، فإنّه لا يقبل إلا ما أخلص له.
حدّثني الفرات، عن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن طاوس أنّ رجلا قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/211]
يا رسول اللّه إنّي رجلٌ أقف المواقف أريد وجه اللّه وأحبّ أن يرى مكاني.
فلم يردّ عليه رسول اللّه شيئًا فنزلت هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110].
- همّامٌ وهشامٌ، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حفظ عشر آياتٍ من أوّل سورة الكهف عصم من فتنة الدّجّال».
همّامٌ عن قتادة قال: حدّثنا رجلٌ من فقهاء أهل الشّام قال: من حفظ خاتمة سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه). [تفسير القرآن العظيم: 1/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فمن كان يرجو لقاء ربّه} أي يخاف لقاء ربه. قال الهذلي:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
أي لم يخف لسعها). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا}
(فمن كان يرجو لقاء ربّه).
فيها قولان: قال بعضهم معناه فمن كان يخاف لقاء ربّه.
ومثله: {ما لكم لا ترجون للّه وقارا}
قالوا: معناه ما لكم لا تخافون للّه عظمة.
وقد قيل أيضا فمن كان يرجو صلاح المنقلب عند ربّه، فإذا رجاه خاف أيضا عذاب ربّه.
(فليعمل عملا صالحا).
وتجوز " فليعمل " بكسر اللام، وهو الأصل، ولكنه يثقل في اللفظ، ولا يكاد يقرأ به، ولو ابتدئ بغير الفاء لكانت اللام مكسورة.
تقول: ليعمل زيد بخير، فلما خالطتها الفاء، وكان بعد اللام الياء ثقلت الكسرة مع الياء.
وهي وحدها ثقيلة، ألا تراهم يقولون في فخذ فخذ). [معاني القرآن: 3/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قيل يرجو بمعنى يخاف كما قال الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها = وحالفها في بيت نوب عوامل
وقال سعيد بن جبير لقاء ربه أي ثواب ربه قال أبو جعفر وعلى هذا يكون يرجو على بابه وإذا رجا ثواب ربه خاف عقابه). [معاني القرآن: 4/303-302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال مجاهد يعني الرياء وقال سعيد بن جبير أي لا يرائي
وقال كثير بن زياد سألت الحسن عن قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا} فيمن نزلت فقال نزلت في المؤمن قلت أيكون مشركا فقال يشرك في العمل إذا عمل عملا أراد الله له والناس وذلك الذي يرد عليه). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يرجو لقاء ربه} أي يخاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:03 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) }

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إنما وأنما
اعلم أن كل موضع تقع فيه أن تقع فيه أنما وما ابتدئ بعدها صلةٌ لها كما أن الذي ابتدئ بعد الذي صلة له ولا تكون هي عاملةً فيما بعدها كما لا يكون الذي عاملاً فيما بعده.
فمن ذلك قوله عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} ). [الكتاب: 3/129]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:
تعش، فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}. فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/294-295] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل اللغة: رجوت حرف من الأضداد. يكون بمعنى الشك والطمع، ويكون بمعنى اليقين؛ فأما معنى الشك والطمع فكثير لا يحاط به؛ ومنه قول كعب بن زهير:

أرجو وآمل أن تدنو مودتها = وما إخال لدينا منك تنويل
معناه: وما لدينا منك تنويل، وإخال لغو.
وأما معنى العلم فقوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}. بمعناه: فمن كان يعلم لقاء ربه فليعمل عملا صالحا.
وقولهم عندي غير صحيح؛ لأن الرجاء لا يخرج أبدا من معنى الشك، أنشدنا أبو العباس:
فوا حزني ما أشبه اليأس بالرجا = وإن لم يكونا عندنا بسواء.
والآية التي احتجوا بها لا حجة لهم فيها؛ لأن معناها: فمن كان يرجو لقاء ثواب ربه، أي يطمع في ذلك ولا يتيقنه.
وقال سهل السجستاني: معنى قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه}: فمن كان يخاف لقاء ربه.
وهذا عندنا غلط؛ لأن العرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف إلا مع حروف الجحد؛ وقد استقصينا الشواهد لهذا. ويقال: ارتجيت ورجيت بمعنى؛ قال الشاعر:

فرجي الخير وانتظري إيابي = إذا ما القارظ العنزي آبا
وجاء في الحديث: (( لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريص لاعتدلا))، معناه بميزان مقوم، يقال: قد ترص الميزان إذا قومه، قال الشاعر:
قوم أفواقها وترصها = أنبل عدوان كلها صنعا
أنبل عدوان، معناه: أحذقهم بصنعة النبل. وقال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم = قويم فما يرجون غير العواقب
يقال: معناه فما يطمعون في غيرها. ويقال: معناه فما يخافون غيرها، ومجلتهم: كتابهم، ويروى: «محلتهم»، بالحاء:
وكنانة وخزاعة ونضر وهذيل يقولون: لم أرج، يريدون «لم أبال».
فإن قال قائل: إن معنى قول الله عز وجل: {قال
الذين يظنون أنهم ملاقو الله}، يظنون أنهم ملاقو ثواب الله، كان ذلك جائزا. والظن بمعنى الشك.
ولا يبطل بهذا التأويل قول من جعل الظن يقينا، لأن قوله: {أنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض}، لا يحتمل معنى الشك، والظنة عند العرب الشك، ولا تجعل في الموضع الذي يراد به اليقين، قال الشاعر:

إن الحماة أولعت بالكنه = وأبت الكنة إلا ظنه
والظنون أيضا لا يستعمل إلا في معنى التهمة والضعف، قال الشاعر:
ألا أبلغ لديك بني تميم = وقد يأتيك بالرأي الظنون
أي المتهم أو الضعيف. ويقال في جمع الظنة الظنائن، قال الشاعر:
تفرق منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا بين أهل الظنائن
ويروى:
تباعد منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا ... ... ...
ولا يجمع من هذا الباب على «فعائل» إلا ما كان فيه إدغام أو اعتلال؛ كقولهم: حاجة وحوائج؛ قال الشاعر، أنشده الفراء:
بدأن بنا لا راجيات لرجعة = ولا يائسات من قضاء الحوائج
وأنشد أبو العباس:
إن الحوائج ربما أزرى بها = عند الذي تقضي به تطويلها
وأكثر ما تقول العرب في جمع الحاجة: حاجات وحاج وحوج، أنشد الفراء:

إلا ليت سوقا بالكناسة لم يكن = إليها لحاج المسلمين طريق
أراد لحوائج المسلمين. وأنشد أبو عبيدة:
ومرسل ورسول غير متهم = وحاجة غير مزجاة من الحاج
أراد غير ناقصة من الحوائج، والمزجاة المسوقة، تقول: أزجيت مطيتي أي سقتها، قال الله عز وجل: {ببضاعة مزجاة}. وقال الآخر: يهجو عبد الله بن الزبير:
أرى الحاجات عند أبي خبيب = نكدن ولا أمية بالبلاد
وقال الآخر:
تموت مع المرء حاجاته = وتبقى له حاجة ما بقي
وأنشد الفراء:

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي = وعن حوج قضاؤها من شفائيا
قضاؤها مصدر، من القضاء، بمنزلة الكذاب من الكذب). [كتاب الأضداد: 16-21]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}
لما فرغ من ذكر الكفرة والأخسرين أعمالا عقب بذكر حالة المؤمنين ليظهر التباين، وفي هذا بعث النفوس على اتباع الحسن القويم.
واختلف المفسرون في "الفردوس"، فقال قتادة: إنه أعلى الجنة وربوتها، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: إنه جبل تنفجر منه أنهار الجنة، وقال أبو أمامة: إنه سرة الجنة ووسطها، وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه يتفجر منه أنهار الجنة، وقال عبد الله بن الحارث بن كعب: إنه جنات الكروم والأعناب خاصة من الثمار، وقاله كعب الأحبار، واستشهد قوم لذلك بقول أمية بن أبي الصلت:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة ... فيها الفراديس والفومان والبصل
[المحرر الوجيز: 5/667]
وقال الزجاج: قيل: إن الفردوس سريانية، وقيل: رومية، ولم يسمع بالفردوس في كلام العرب إلا في بيت حسان بن ثابت:
وإن ثواب الله كل موحد ... جنان من الفردوس فيها يخلد
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"، وقالت فرقة: الفردوس: البستان بالرومية. وهذا اقتضاب القول في "الفردوس" وعيون ما قيل فيه.
وقوله تعالى: "نزلا" يحتمل الوجهين اللذين قدمناهما قبل). [المحرر الوجيز: 5/668]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الحول" بمعنى: التحول. قال مجاهد: متحولا، ومنه قول الشاعر:
لكل دولة أجل ... ثم يتاح لها حول
وكأنه اسم جمع، وكأن واحده حوالة، وفي هذا نظر. وقال الزجاج عن قوم: هو بمعنى الحيلة في الشغل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف متكلف). [المحرر الوجيز: 5/668]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأما قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا} الآية، فروي أن سبب الآية أن اليهود قالت للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تزعم أنك نبي الأمم كلها ومبعوث إليها، وأنك أعطيت ما يحتاجه الناس من العلم، وأنت مقصر قد سئلت في الروح ولم تجب فيه، ونحو هذا من القول، فنزلت الآية معلمة باتساع معلومات الله عز وجل، وأنها غير متناهية، وأن
[المحرر الوجيز: 5/668]
الوقوف دونها ليس ببدع ولا نكر، فعبر عن هذا بتمثيل ما يستكثرونه وهو قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي}. و"الكلمات" هي المعاني القائمة بالنفس، وهي المعلومات، ومعلومات الله سبحانه لا تتناهى، والبحر متناه ضرورة.
وقرأ الجمهور: "تنفد" بالتاء من فوق، وقرأ عمرو بن عبيد: "ينفد" بالياء، وقرأ عبد الله بن مسعود، وطلحة بن مصرف: "قبل أن تقضى كلمات ربي".
وقوله: "مدادا" أي: زيادة، وقرأ الجمهور: "مدادا"، وقرأ ابن عباس، وابن مسعود، والأعمش، ومجاهد، والأعرج: "مدادا"، فالمعنى: لو كان البحر مدادا تكتب به معلومات الله عز وجل لنفد قبل أن يستوفيها، وكذلك إلى ما شئت من العدد؛ وإنما أنا بشر مثلكم لم أعط إلا ما أوحي إلي وكشف لي، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ينفد) بالياء من تحت، وقرأ الباقون بالتاء من فوق). [المحرر الوجيز: 5/669]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم} الآية. المعنى: إنما أنا بشر ينتهي علمي إلى حيث يوحى إلي، ومهم ما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد، وكان كفرهم بعبادة الأصنام فلذلك خصص هذا الفصل مما أوحي إليه، ثم أخذ في الموعظة والوصايا البينة الرشد. و"يرجوا" على بابها، وقالت فرقة: "يرجو": يخاف، وقد تقدم القول في هذا إذ المقصد: ممن كان يؤمن بلقاء ربه، وكل مؤمن بلقاء ربه فلا محالة أنه بحالتي خوف ورجاء، فلو عبر بالخوف كان المعنى تاما على جهة التخويف والتحذير، وإذا عبر بالرجاء فعلى جهة الإطماع وبسط النفوس إلى إحسان الله سبحانه وتعالى، أي: من كان يرجوا النعيم المؤبد من ربه فليعمل عملا صالحا، وباقي الآية بين في الشرك بالله تبارك وتعالى. وقال سعيد بن جبير في تفسيرها: لا يرائي في عمله، وقد روي حديث أنها نزلت في الرياء حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يجاهد ويحمده الناس. وقال
[المحرر الوجيز: 5/669]
معاوية بن أبي سفيان: هذه آخر آية نزلت من القرآن). [المحرر الوجيز: 5/670]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة