العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (64) إلى الآية (68) ]

{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية / 50.
{تَأْكُلْ}
قراءة الجماعة {.. تأكل} بجزم اللام، لأنه جواب الطلب.
وقرأه جماعة (تأكل) بالرفع على الاستئناف، أو الحال.
قال الزجاج:
«... فمن قرأ {تأكل} بالجزم فهو جواب الأمر...، ومن قرأ (تأكل) فمعناه فذروها في حال أكلها، ويجوز في الرفع وجه آخر على الاستئناف، المعني: فإنها تأكل في أرض الله».
وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (تاكل) بإبدال الهمزة حرف مد من جنس الحركة التي قبله وهي الفتحة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز (تأكل).
{بِسُوءٍ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين /۳۰ و 174 من سورة آل عمران، والآية/54 من سورة هود هذه.
[معجم القراءات: 4/87]
{فَيَأْخُذَكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (فياخذكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز {فيأخذكم} ). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
{فِي دَارِكُمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَعْدٌ غَيْرُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرُ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله {يَوْمئِذٍ} في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} 66 وفي النَّمْل {من فزع يَوْمئِذٍ} 89 وفي سَأَلَ سَائل {من عَذَاب يَوْمئِذٍ} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} و{من فزع يَوْمئِذٍ} مُضَافا ثلاثتهن بِكَسْر الْمِيم
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} مثل أَبي عَمْرو وَأَصْحَابه وخالفوهم في قَوْله {من فزع يَوْمئِذٍ} فنون عَاصِم وَحَمْزَة وفتحا الْمِيم
وَقَرَأَ الكسائي {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} فَفتح الْمِيم فيهمَا مَعَ الْإِضَافَة
وَقَرَأَ {من فزع يَوْمئِذٍ} نصبا
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أَبي أويس والمسيبي وقالون وورش وَيَعْقُوب بن جَعْفَر كل هَؤُلَاءِ عَن نَافِع بِالْإِضَافَة في الأحرف الثَّلَاثَة وَفتح الْمِيم
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ بِالْإِضَافَة في الثَّلَاثَة وَكسر الْمِيم
وَلَا يجوز كسر الْمِيم إِذا نونت {من فزع} وَيجوز فتحهَا وَكسرهَا إِذا لم تنون). [السبعة في القراءات: 336]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خزي يومئذ) و(عذاب يومئذ) بفتح الميم مدني - غير إسماعيل - والكسائي، والبرجمي، والشموني). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خزي يومئذ) [66]، و(عذاب يومئذ) [المعارج: 11]: بفتح الميم مدني غير إسماعيل، وعلي، وأيوب، والشموني، والبرجمي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يومئذ) هنا وفي المعارج بفتح الميم وكسرها الباقون، وسنذكر ما في النمل في موضعه، ولم يختلف في غير هذه الثلاثة المواضع). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {ومن خزي يومئذ} (66)، وفي المعارج (11): {من عذاب يومئذ ببنيه}: بفتح الميم.
والكوفيون، ونافع: في النمل (89) كذلك.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع والكسائيّ وأبو جعفر: (من خزي يومئذٍ) وفي المعارج (من عذاب يومئذٍ) بفتح الميم، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 406]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)، و(عَذَابِ يَوْمِئِذٍ) مضاف مبني على الفتح أبو بشر، ومدني غير إسماعيل، وميمونة وكردم بالوجهين، وافق أبا بشر ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والْأَعْمَش، وعلي، ومحمد والأعشى، والبرجمي، وهو الاختيار؛ لأن لا يحمل على خزي واحد، الباقون بكسر الميم مضاف، وأما في النمل فمضاف مفتوح على الياء مدني غير ميمونة عن أبي جعفر، وإسماعيل وكردم عن نافع كردم بالوجهين، ومثل ورش ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وأيوب، وأبو بشر أما كوفي غير جبلة، وقاسم
[الكامل في القراءات العشر: 572]
والشيزري فمنون و[(يَوْمِئِذٍ)] بفتح الميم وهو الاختيار لما ذكرنا، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، و{عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} في [المعارج: 11] بفتح الميم: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (761 - وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ أَتَى رِضاً = وَفِي النَّمْلِ حِصْنٌ قَبْلَهُ النُّونُ ثُمِّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح (أ)تى (ر)ضًا = وفي النمل (حصنٌ) قبله النون (ثـ)ملا
وفي النمل: {من فزع يومئذ ءامنون}.
وفي سأل: {من عذاب يومئذ}.
والفتح والكلمة في موضع خفض، «لأن يومئذ بمنزلة كلمة واحدة من قبل الإضافة، لأن المضاف يكتسب من المضاف إليه البناء والإعراب، إذا كان المضاف من الشائعة، نحو: يوم وحين وقبل، فيشبه بهذا الشياع، الأسماء المبنية الشائعة نحو: (أين) و(كيف). ولو كان مخصوصًا نحو: (رجلٍ)، لم يجز البناء، ومن ذلك:
على حين عاتبت المشيب على الصبى
ونحو:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
ومثل: {مثل ما أنكم تنطقون}.
[فتح الوصيد: 2/989]
فاكتسب منه البناء، كما اكتسب منه التعريف والتنكير، ومعنى الاستفهام والجزاء، في نحو: غلام من تضرب ؟ وغلام من تضرب أضربه.
والنفي نحو: ما أخذت باب دار أحدٍ».
هذا كله قول أبي علي رحمه الله ومعنى قوله.
قال: «وهو ظرف في المعنى»؛ يعني (يوم): كسر أو فتح.
والكسر فيه، «لأنه اسم معرب انجر بالإضافة، ولم يلزم بناؤه لإضافته إلى المبني، لما لم تلزم الإضافة المضاف.
ودليل ذلك قولك: ثوب خز، ودار زید فتعرب لا غير.
وإن كان الإسمان عملا بمعنى الحرف، ولكن لم يلزمهما البناء كما لزم ما لم ينفك عنه معنى الحرف؛ نحو: (أين) و(كيف)».
قال: «وأما الكسر في (إذ)، فلأجل التقاء الساكنين، لأن (إذ) حكمها أن تضاف إلى الجملة من الابتداء والخبر، فلما اقتطعت عنها الإضافة، نونت ليدل التنوين على قطع الإضافة، كما دل على انقضاء البيت في:
... الذرفن، و ... العتابن، و ... أو عساكن،
[فتح الوصيد: 2/990]
فكسرت الذال إسكوها وسكون التنوين».
قال: «والتنوين يجيء في كلامهم على ضروب: هذا، والذي يدخل على مبني فيفصل بين نكرته ومعرفته، كغاق وغاق، ولا يجوز أن يكون هذا هو التنوين في: رجل وفرس، لأن هذا لا يدخل إلا الأسماء المتمكنة، وقد يمتنع من بعضها، وهو ما لا ينصرف؛ ومن ذلك التنوين الذي في مسلمات. ونحوه من جمع المؤنث، ليس هو أيضًا على حد الذي في رجل، إذ لو كان كذلك، لسقط من: {فإذا أفضتم من عرفتٍ فاذكروا الله}.
قال: «وأما تنوين {من فزع} وتنكيره، فلأنه لما جاء الفزع الأكبر، دل ذلك على ضروب منه؛ فإذا نون، وقع الأمن من جميع ذلك: أكبره وأوسطه وأدونه.
والفتحة في: {يومئذ} على قراءة الكسائي، ينبغي أن تكون حركة البناء، لا نصبة، لأنه قد فتح {من عذاب يومئذٍ} و {من خزي يومئذ}، فبنى (يومًا) لما أضافه إلى غير متمكن؛ فكذلك يبنيه إذا نون المصدر.
ويجوز على هذه القراءة أن يكون (يومئذ)، معمول المصدر ومعمول اسم الفاعل».
هذا معنى قوله، ذكرته موجزًا لما فيه من الفوائد.
وثمل: أصلح، أي أصلح النون.
ونصب (يومئذٍ) على الظرف). [فتح الوصيد: 2/991]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح أتى رضًى = وفي النمل حصنٌ قبله النون ثملا
ب: (ثُملا): أصلح.
ح: (يومئذٍ): مفعول (افتح)، (أتى رضًى): جملة حالية، أي: قد أتى الفتح مرضيًا، (حصنٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: يومئذٍ في النمل حصن قبله، (النون ثملا): مبتدأ وخبر، (قبله): ظرفه، والضمير: لـ (يومئذٍ) .
ص: يعني: فتح الميم من (يومئذٍ) هنا [66] مع: {لو يفتدى من عذاب يومئذٍ} في سأل سائل [11]: نافع والكسائي، على أن (يومًا) مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وهو: (إذ)، والباقون: بجر الميم، لأنه مضاف إليه، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون ونافع: {من فزع يومئذٍ} في النمل [89] بالفتح، والباقون بالجر، لكن ... الكوفيون نونوا عين {فزعٍ}، فيكون لنافع
[كنز المعاني: 2/317]
الفتح من غير تنوين قبله لما ذكر، وللكوفيين الفتح مع التنوين على أنه نصب على الظرفية عمل فيه {فزعٍ} أو {آمنون}). [كنز المعاني: 2/318]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (761- وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ "أَ"تَى "رِ"ضًا،.. وَفِي النَّمْلِ "حِصْنٌ" قَبْلَهُ النُّونُ "ثُـ"ـمِّلا
يريد: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، وفي سورة: {سَأَلَ سَائِلٌ}: {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، قرئ بفتح الميم وجرها، فأما جرها فظاهر؛ لأنه اسم أضيف إليه ما قبله فكان مجرورًا، أما وجه الفتح، فكونه أضيف إلى غير متمكن، وهو "إذ"، وهذه حالة كل ظرف لزم الإضافة إذا أضيف إلى غير متمكن، ويجوز أن لا يبنى وعليه القراءة الأخرى،، أما الذي في النمل وهو: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ}، فزاد على فتح الميم عاصم وحمزة لكنِ الكوفيون نونوا قبله "من فزع" فهذا معنى قوله: قبله النون، أي: قبل يومئذ زاد الكوفيون نونا أو تنوينا، والباقون أضافوا: "من فزع" إلى: "يومئذٍ" فمن جر الميم مع الإضافة فقراءته واضحة كما سبق شرحه وهم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/236]
ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر على أصلهم ومن فتحها مع الإضافة وهو: نافع وحده فوجهه ما تقدم، فقراءته في السور الثلاث على طريقة واحدة، أما فتح الميم بعد التنوين فهو في قراءة عاصم وحمزة يكون حركة إعراب، وهو ظرف منصوب إما بفزع وإما بآمنون، وقراءة الكسائي تحتمل الأمرين؛ لأنه فتح الذي في هود وسأل لاعتقاده فيه البناء فكذا لو وجه هذا التنكير في فزع أنه أريد تهويله؛ أي: من فزع عظيم وهو الفزع الأكبر آمننا الله تعالى منه ومعنى ثمل أصلح؛ لأن التنوين جود الفتح على الظرفية ولم يخرج إلى وجه البناء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (761 - ويومئذ مع سال فافتح أتى رضا = وفي النّمل حصن قبله النّون ثمّلا
قرأ نافع والكسائي بفتح الميم في: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هنا، مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ في المعارج، وقرأ غيرهما بكسرها. وقرأ الكوفيون ونافع يَوْمَئِذٍ في النمل بفتح الميم، وقرأ غيرهم بكسرها. وقوله: (قبله النون ثملا) معناه: أن الكوفيين قرءوا بالنون أي التنوين في اللفظ الذي وقع قبل يَوْمَئِذٍ في سورة النمل وهو مِنْ فَزَعٍ وقرأ غير الكوفيين بترك التنوين فيه.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بحذف تنوين فَزَعٍ وفتح ميم يَوْمَئِذٍ وأن الباقين وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر يقرءون بحذف التنوين وخفض الميم و(ثملا) مبني للمعلوم أصلح). [الوافي في شرح الشاطبية: 291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هُنَا وَمِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ فِي الْمَعَارِجِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي {ومن خزي يومئذٍ} هنا [66]، و{من عذاب يومئذٍ} في المعارج [11]، بفتح الميم، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (692 - يومئذٍ مع سال فافتح إذ رفا = ثق نمل كوفٍ مدنٍ نوّن كفا
693 - فزع .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = ثق نمل كوف سدن نوّن (كفا)
أي فتح الميم من قوله تعالى: ومن خزى يومئذ هنا و «من عذاب يومئذ» يسأل نافع والكسائي وأبو جعفر على البناء لإضافته لمبنى وحرك للساكنين وبالفتح تخفيفا، والباقون بالكسر لاستصحاب المتمكن للانفصال وجر بالكسر للإضافة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
قوله: (نمل كوف) أي وفتح الميم من قوله تعالى: وهم من فزع يومئذ آمنون بالنمل الكوفيون والمدنيان قوله: (نون كفا) أي ونون الكوفيون «من فزع» فيها كما في أول البيت لتمكنه وفتح الميم مع علامة النصب على الظرف بفزع أو بصفته أو آمنون، والباقون بحذف التنوين لإضافته للظرف أو على تأويله بالمفعول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = (ث) ق نمل كوف مدن نوّن (كفى)
ش: أي: فتح ذو همزة (إذ) نافع، وراء (رفا) الكسائي، وثاء (ثق) أبو جعفر- الميم من ومن خزى يومئذ [66]. وو من عذاب يومئذ [11] بـ «سأل» [المعارج: 11] على البناء؛ لإضافته لم، وحرك للساكنين، وبالفتح تخفيفا كائن جوازا؛ لعدم لزوم الإضافة؛ وكسرها الباقون؛ لاستصحاب أصل التمكن للانفصال؛ فجر بالكسرة للإضافة.
وفتح الميم في من فزع يومئذ بالنمل [الآية: 89]- الكوفيون والمدنيان، وكسرها الباقون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]
ونوّن مدلول (كفا) الكوفيون من فزع [فيها]؛ لتمكنه وإيهامه التهويل، وفتح يومئذ معه علامة النصب على الظرف بـ فزع أو بصفته أو ءامنون، وحذفه الباقون، أو لإضافة فزع للظرف على مجيزها، أو على تأوله بالمفعول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ" [الآية: 66] وفي سأل [الآية: 11] "عَذَابِ يَوْمِئِذ" فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الميم فيهما، على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وافقهم الشنبوذي، والباقون بالكسر فيهما إجراء لليوم مجرى الأسماء، فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها، وأما "مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذ" فيأتي في محله بالنمل إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خزي يومئذ} قرأ نافع وعلي بفتح الميم، والباقون بالكسر، فلو وقف عليه فلا روم فيه، وإن كان مكسورًا.
قل المحقق: «لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين، فإذا زال التنوين في الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون، بخلاف كسرة {هؤلاء}» [البقرة: 31] وضمة {من قبل ومن بعد} [الروم: 4] فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين، لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف، لأنه من أصل الكلمة».
«وبخلاف {كل} [البقرة: 116] و{غواش} [الأعراف: 41] لأن التنوين دخل على متحرك، فالحركة فيه أصلية، فكان الوقف عليه بالروم حسنًا»). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا يا صالح}
{أرايتم} [63] لا يخفى وتقدم قريبًا.
{جا أمرنا} [66] كذلك). [غيث النفع: 717] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/ 40 من هذه السورة.
كذا حكم الهمز في الوقف عند حمزة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين من تحقيق وتسهيل وحذف في الآية / 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/88]
{وَمِنْ خِزْيِ}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
وقراءة الباقين بإظهار النون.
{وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وإسماعيل بن جعفر عن نافع وعاصم وحمزة ومحمد بن غالب عن الأعشى {ومن خزي يومئذ} على الإضافة وكسر الميم، وهي حركة إعراب.
وقرأ الكسائي، وابن جماز وأبو بكر بن أبي أويس، والمسيبي وقالون وورش ويعقوب بن جعفر، كل هؤلاء عن نافع، والبرجمي والشنبوذي ومحمد بن حبيب الشموني ومحمد بن عبد الله القلا عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وأبو جعفر (ومن خزي يومئذ) بالإضافة وفتح الميم، وهي فتحة بناء لإضافته إلى «إذ»، وهو غير متمكن.
قال مكي:
«وحجة من كسر أنه أجراه مجرى سائر الأسماء، فخفضه الإضافة «الخزي..» إليه، ولم يبنوا «يومًا» لإضافته إلى «إذ»؛ لأنه يجوز أن ينفصل من «إذ»، والبناء إنما يلزم إذا لزمت العلة.
[معجم القراءات: 4/89]
وحجة من فتح أنه بناه على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو « إذ»، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال».
وقرأ طلحة وأبان بن تغلب وابن مسعود (ومن خزي يومئذٍ) بالتنوين، ونصب (يومئذ) على الظرف معمولًا لـ (خزي).
وأدغم أبو عمرو ويعقوب الياء في الياء، مع كسر الميم، وذهب بعضهم إلى أنه إخفاء، والإدغام رواية الأهوازي عن شجاع عن أبي عمرو قال النحاس:
«قال أبو حاتم: حدثنا أبو زيد عن أبي عمرو أنه قرأ (ومن خزي يومئذ) أدغم الياء في الياء، وأضاف، وكسر الميم من (يومئذ).
قال أبو جعفر: الذي يرويه النحويون مثل سيبويه ومن قاريه عن أبي عمرو في مثل هذا الإخفاء، فأما الإدغام فلا يجوز لأنه يلتقي ساكنان ولا يحوز كسر الزاي».
ونقل هذا القرطبي عن النحاس.
{يَوْمِئِذٍ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/90]

قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
{ظَلَمُوا}
تقدمت القراءة بتغليظ اللام، انظر الأنفال/25.
{دِيَارِهِمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي.
[معجم القراءات: 4/90]
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/91]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في صرف ثَمُود وَترك إجرائه في خَمْسَة مَوَاضِع في هود {أَلا إِن ثَمُود كفرُوا رَبهم أَلا بعدا لثمود} 68 وفي الْفرْقَان {وعادا وَثَمُود وَأَصْحَاب الرس} 38 وفي العنكبوت {وعادا وَثَمُود} وفي النَّجْم {وَثَمُود فَمَا أبقى} 51
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر بِالتَّنْوِينِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع في هود (أَلا إِن ثمودا) وفي الْفرْقَان (وعادا وثمودا وأصحب الرس) وفي العنكبوت (وعادا وثمودا وَقد تبين لكم) وفي النَّجْم (وثمودا فَمَا أبقى) وَلم يصرفوا {أَلا بعدا لثمود}
وَقَرَأَ حَمْزَة بترك صرف هَذِه الأحرف الْخَمْسَة
وَقَرَأَ الكسائي بصرفهن جمع
وَاخْتلف عَن عَاصِم في الَّتِي في سُورَة النَّجْم فروى يحيى بن آدم عَن أَبي بكر عَنهُ أَنه أجْرى ثمودا في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود وَالْفرْقَان وَالْعَنْكَبُوت وَلم يجره في النَّجْم
وروى الكسائي عَن أَبي بكر وحسين الجعفي أَيْضا عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه أجْرى الأحرف الْأَرْبَعَة
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه لم يجر {ثَمُود} في شيء من الْقُرْآن مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 337]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ألا إن ثمود) وفي الفرقان، والعنكبوت، والنجم غير مجري، حمزة، وحفص، ويعقوب، وسهل، وافق الشموني، وحماد، ويحيى في "والنجم" لثمود منون الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألا إن ثمود) [68]، وفي الفرقان [38]، والعنكبوت [38]، والنجم [51]: بلا تنوين حمزة، وحفص، وسلامٌ، وسهل، ويعقوب إلا المنهال، وافق أبو بكر غير علي وابن غالب، وحماد طريق الضرير، وحمصي في النجم، وهكذا في تعليقي عن البرجمي، وزاد في العنكبوت حمصي.
[المنتهى: 2/751]
(لثمود) [68]: منون: علي، وأبو بكر طريق علي). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة (ثمود) بغير صرف في الثاني من هذه السورة وفي الفرقان والعنكبوت والنجم، وتابعهما أبو بكر على ترك الصرف في والنجم وحدها، وقرأ الباقون بالصرف في الأربعة مواضع، وأما الثالث من هذه السورة
[التبصرة: 235]
وهو قوله عز وجل (ألا بعدًا لثمود) فإن الكسائي صرفه، والباقون لم يصرفوه، ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة: {ألا إن ثمود} (68)، هنا، وفي الفرقان (38)، والعنكبوت (38): بفتح الدال من غير تنوين، ووقفا بغير ألف.
والباقون: بالتنوين، ووقفوا بالألف عوضًا منه.
الكسائي: {ألا بعدا لثمود}: بخفض الدال مع التنوين.
والباقون: بفتح الدال من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة ويعقوب: (ألا إن ثمود) هنا وفي الفرقان والعنكبوت بفتح الدّال من غير تنوين، ووقفوا بغير ألف، والباقون بالتّنوين ووقفوا بالألف عوضا منه.
[تحبير التيسير: 406]
الكسائي: (ألا بعدا لثمود) بخفض الدّال مع التّنوين، والباقون بفتح الدّال من غير تنوين). [تحبير التيسير: 407]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([68]- {أَلا إِنَّ ثَمُودَ} هنا، وفي [الفرقان: 38، والعنكبوت: 38، والنجم: 51] غير مصروف: حفص وحمزة.
[الإقناع: 2/665]
وافق أبو بكر في النجم.
[68]- {لِثَمُودَ} منون: الكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (762 - ثَمُودَ مَعُ الْفُرْقَانِ وَالْعَنْكَبُوتِ لَمْ = يُنَوَّنْ عَلَى فَصْلٍ وَفِي النَّجْمِ فُصِّلاَ
763 - نَماَ لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا رِضىً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون (عـ)لى (فـ)صل وفي النجم (فـ)صلا
[763] (نـ)ما لثمودٍ نونوا واخفضوا (ر)ضى = ويعقوب نصب الرفع (عـ)ن (فـ)اضلٍ (كـ)لا
العرب تصرف ثمودا تارة، ذاهبةً به إلى الحي، وتترك صرفه أخرى، وتذهب به إلى القبيلة.
قال سيبويه في نمود و سبأ: «هما مرة للحيين، ومرة للقبيلتين».
ونادى صالحٌ يا رب أنزل بـ = ــآل ثمود منك غدًا عذابًا
وعلى الأول قوله:
دفعت أمر عمرو شر أمرٍ علمته = بأرض ثمود كلها فأجابها
ومن حجة من نون، أنها في المصحف مرسومة بألف في هذه المواضع الأربعة.
[فتح الوصيد: 2/992]
هنا: {ألا إن ثمودا}، وفي الفرقان: {وعادًا وثمودًا وأصحب الرس}، وفي العنكبوت: {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم}، وفي النجم: {وثمودا فما أبقى}.
ولو كانت غير مصروفة، لم تثبت الألف بدلًا من التنوين.
وللقائل أن يقول: إن العرب قد تُثبت الألف في ما لا ينصرف عمادًا للفتحة في الوقف، فيقولون: رأيت عمرًا.
ومثله: {الظنونا} و {الرسولا} و {السبيلا}.
ومعنى قوله: (على فصل)، أي على قول فصل.
(وفي النجم فصل)، لأن معه {أهلك عادًا} مصروفًا بإجماع. وكذلك في العنكبوت.
و(نما)، من: نميت الحديث). [فتح الوصيد: 2/993]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (762- ثَمُودَ مَعَ الفُرْقَانِ وَالعَنْكَبُوتِ لَمْ،.. يُنَوَّنْ "عَـ"ـلَى "فَـ"ـصْلٍ وَفِي النَّجْمِ "فُـ"ـصِّلا
أراد: {أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ}، وفي الفرقان: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسّ}.
وفي العنكبوت: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ}.
وفي النجم: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}.
لم ينون الجميع حفص وحمزة، ووافقهما أبو بكر على عدم تنوين الذي في النجم، ورمزه في أول البيت الآتي نما؛ لأن النون لعاصم بكماله في اصطلاح هذه الطريقة عبارة عن أبي بكر وحفص معا، والباقون نونوا في الجميع، ووجه التنوين وعدمه مبني على صرف هذه الكلمة وعدم صرفها، وللعرب فيها مذهبان تارة تصرفها ذهابا إلى اسم الحي، وتارة تترك صرفها ذهابا إلى اسم القبيلة، وكذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
الخلاف في سبأ لما سيأتي في سورة النمل، فإن قلت: أطلق قوله: ثمود هنا فما المانع أن يظن أنه أراد التي في أول القصة: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} وهو غير منصرف اتفاقا، قلت: منع منه أمران.
أحدهما أن هذا سابق على كلمة يومئذ فلو كان فيه خلاف لذكره قبل مسألة يومئذ لا يقال: إنه في بعض المواضع يقدم ما تأخر من الحروف، ويؤخر ما تقدم كقوله بعد هذا البيت: ويعقوب ثم قال هنا: قال سلم ومثله ودرى اكسر ثم قال: يسبح فتح الياء كذا صف، وتوقد البيت، ولفظ توقد قبل يسبح، وإنما ضرورة النظم تحوج إلى مثل هذا؛ فإن جوابه أنه لا ضرورة هنا؛ لأن مسألة يومئذ في بيت مستقل فكان يمكنه تأخيره.
الأمر الثاني: أن جميع هذه المواضع الأربعة المختلف فيها منصوبة والخلاف واقع في إثبات التنوين وعدمه فقط، أما قوله: وإلى ثمود فمجرور فلا يكفي فيه ذكر التنوين بل لا بد من جره عند من صرفه كما ذكر بعد ذلك في "لثمود" فلم يدخل في مراده والله أعلم، قال سيبويه: وثمود وسبأ هما مرة للقبيلتين ومرة للحيين وكثرتهما سواء، قال أبو علي: فمن صرف في جميع المواضع كان حسنا، ومن لم يصرف في جميع المواضع فكذلك، وكذلك إن صرف في موضع ولم يصرف في موضع آخر إلا أنه لا ينبغي أن يخرج عما قرأت به القراء؛ لأن القراءة سنة فلا ينبغي أن نحمل على ما تجوزه العربية حتى ينضم إلى ذلك الأثر من قراءة القراء، وقول الناظم: على فصل؛ أي: على قول فصل والله أعلم.
واختار أبو عبيد قراءة التنوين في هذه المواضع الأربعة،؛ لأنها رسمت بألف بعد الدال وهو دليل الصرف.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/238]
763- "نَـ"ـما لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا "رِ"ضا،.. وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "فَـ"ـاضِلٍ "كَـ"ـلا
نما من تتمة رمز الذي في النجم، ثم ابتدأ لثمود أراد: "أَلا بُعْدًا لِثَمُودٍ"؛ صرفه الكسائي فخفضه ونونه موافقة لما قبله وهو: "ألا إن ثمودًا"، وفتحه الباقون غير منون؛ لأنه غير مصروف، وقوله: رضى؛ أي: ذوي رضى، وموضع لثمود نصب ما بعده). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (762 - ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينوّن على فصل وفي النّجم فصّلا
763 - نما لثمود نوّنوا واخفضوا رضى = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
قرأ حفص وحمزة بترك التنوين في: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ هنا، وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ في الفرقان، وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ في العنكبوت. وقرأ غيرهما بالتنوين في المواضع الثلاثة، وقرأ حمزة وعاصم: وَثَمُودَ فَما أَبْقى. في النجم بحذف التنوين، وقرأ غيرهما بإثباته. وقرأ الكسائي: أَلا بُعْداً لِثَمُودَ. بخفض الدال في لِثَمُودَ
[الوافي في شرح الشاطبية: 291]
وتنوينه، وقرأ غيره بفتح الدال وترك التنوين). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... وَنَوِّنُوا = ثَمُودَ فِدًا وَاتْرُكْ حِمًا .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونونوا ثمودًا فدا إلخ أي قرأ مرموزًا (فا) فدا وهو خلف {ألا إن ثمودا} [68] هنا {وثمودا وأصحاب الرس} [38] في الفرقان {وثمودا وقد تبين} [38] في العنكبوت {وثمودا فما أبقى} [51] في النجم بالتنوين وصلًا ويقف بالألف كأبي جعفر، وقوله: واترك حما أي قرأ مرموز (حا) حما وهو يعقوب بترك التنوين في جميع ذلك ويقف بغير
[شرح الدرة المضيئة: 148]
ألف فالتنوين على أنه اسم منصرف للحى فنفوت العلمية والترك على أنه غير منصرف اسم للقبيلة ولم يلتبس هذا بقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا} [هود: 61] أول القصة ولا بقوله {لثمود} [هود: 68] باللام فإنه مجمع عليه والثاني متروك التنوين عندهم كأصولهم فأطلقا اعتمادًا على الشهرة). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا إِنَّ ثَمُودَ هُنَا، وَفِي الْفُرْقَانِ وَعَادًا وَثَمُودَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ، وَفِي النَّجْمِ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى فَقَرَأَ، يَعْقُوبُ، وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ ثَمُودَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَافَقَهُمْ أَبُو بَكْرٍ فِي حَرْفِ
[النشر في القراءات العشر: 2/289]
(النَّجْمِ)، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ شَيْخُ ابْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْكِنَانِيِّ عَنِ الْحَرْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ فِيهِ بِوَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَدَمُ التَّنْوِينِ، وَالثَّانِي بِالتَّنْوِينِ، وَكَذَا قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَكُلُّ مَنْ نَوَّنَ وَقَفَ بِالْأَلِفِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ وَقَفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَإِنْ كَانَتْ مَرْسُومَةً فَبِذَلِكَ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ مَنْصُوصَةً لَا نَعْلَمُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ خِلَافًا إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَفَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الدَّالِ مَعَ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مَعَ فَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وحفص {إن ثمودا} [هنا [68]، وفي الفرقان [38] {وعادًا وثمودا}، وفي العنكبوت {38] {وثمودا وقد}، وفي النجم [51] {وثمودا فما} بغير تنوين في الأربعة، والباقون بالتنوين، وافقهم أبو بكر في النجم، وانفرد العطار عن الصريفيني عن يحيى عنه فيه بالوجهين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {ألا بعدًا لثمود} [68] بكسر الدال منونة، والباقون بالفتح من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (693- .... واعكسوا ثمود ها هنا = والعنكبا الفرقان عج ظبىً فنا
694 - والنّجم نل في ظنّه اكسر نوّن = رد لثمود .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
أي قرأ حفص ويعقوب وحمزة قوله تعالى: ألا إن ثمود في هذه السورة «وثمود وقد» في العنكبوت «وعادا وثمود» في الفرقان بعكس ما قرأه الكوفيون في فزع، فحذفوا التنوين في الثلاث.
والنّجم (ن) ل (ف) ي (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
أي وحذف التنوين أيضا من قوله تعالى: وثمود فما أبقى في عاصم وحمزة ويعقوب، والباقون بالتنوين في الأربعة والصرف وعدمه لغتان قوله: (اكسر) أي كسر الدال منونة الكسائي من قوله تعالى: ألا بعدا لثمود وفتحها الباقون من غير تنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
والنّجم (ن) لـ (ف) ى (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
ش: أي: قرأ ذو عين (عج) حفص: وظاء (ظبى) [يعقوب]، وفاء (فتى) حمزة ألا إنّ ثمودا كفروا هنا [68]، [و] وعادا وثمودا وقد تبيّن بالعنكبوت [الآية: 38]، وعادا وثمودا وأصحب الرّسّ بالفرقان [الآية: 38]- بعكس قراءة الكوفيين في فزع [النمل: 89]- فحذفوا التنوين من الثلاث، وحذفه أيضا من وثمودا فمآ أبقى [النجم: 51] ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظنه) يعقوب، والباقون بتنوين الأربعة.
وقرأ ذو راء (رد) الكسائي ألا بعدا لثمود [هود: 68] بالكسر والتنوين، والتسعة بحذفه والفتح.
تنبيه:
كل من نون وقف بألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة فبذلك جاء النص [عنهم باتفاق] - إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه، وقف بالألف.
وجه تنوين ثمود وعدمه: أنه علم شخص أو جنس للعرب، [فيه] مذهبان:
المنع للعلمية والتأنيث باعتبار القبيلة أو الأم.
والصرف لعدم التأنيث؛ باعتبار الحي أو الأب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا إِنَّ ثَمُودا" [الآية: 68] هنا وفي [الفرقان الآية: 38] "وَعَادًا وَثَمُودَا" وفي [العنكبوت الآية: 38] "وَثَمُودَ وَقَد" وفي [النجم الآية: 51] "وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى" فحفص وحمزة وكذا يعقوب بغير تنوين في الأربعة للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة، ويقفون بلا ألف كما جاء نصا عنهم، وإن كانت مرسومة وافقهم الحسن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
وقرأ أبو بكر كذلك في النجم فقط، والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا بُعْدًا لِثَمُود" [الآية: 68] فالكسائي بكسر الدال مع التنوين وافقه الأعمش، والباقون بغير تنوين مع فتحها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا إن ثمودا} [68] قرأ حفص وحمزة بغير تنوين في الدال، والباقون بالتنوين، وكل من نون وقف بالألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة بذلك، وجاءت الرواية عنهم، ففيه مخالفة خط المصحف). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا بعدا لثمود} قرأ علي بكسر الدال مع التنوين، والباقون بفتح الدال من غير تنوين، ومن قرأ بالخفض والتنوين وقف بالسكون والروم، ومن قرأ بالفتح من غير تنوين وقف بالسكون فقط، لأن الروم لا يكون في مفتوح.
فإن قلت: هذا غير مفتوح حكمًا، لجره باللام.
[غيث النفع: 717]
فالجواب: أن المعتبر في جواز الروم والإشمام الحركة الظاهرة الملفوظ بها، سواء كانت النون أصلية، أو نائبة عن غيرها، فيجوز الروم فيما جمع بألف وتاء مزيدتين، وما ألحق به، نحو {خلق الله السماوات} [العنكبوت: 44] {وإن كن أولات} [الطلاق: 6] وإن كان منصوبًا، لأن نصبه بالكسرة، ولا يجوز في الاسم الذي لا ينصرف، نحو {إلى إبراهم} [البقرة: 125] و{بإسحاق} [71] لأن جره بالفتحة.
و{ثمودا} يجوز صرفه وعدم صرفه، وكلاهما جاء نظمًا ونثرًا، فمنع صرفه للعلمية والتأنيث، باعتبار القبيلة أو الأم والصرف لعدم التأنيث، باعتبار الحي أو الأب، فيجري حكم الوقف عليه على هذا، وقد جعل بعض العلماء حكم هذه المسألة لغزًا، وهو ظاهر، والله أعلم). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
{كَأَنْ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة حيث جاءت في القرآن.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة وسهيل ويعقوب (ألا إن ثمود)بغير تنونين للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر عنه، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر وحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أيضًا، والحسن وخلف وأبو جعفر، والبرجمي ومحمد بن غالب عن الأعشى والأعمش (ألا إن ثمودًا) مصروفًا على إرادة الحي.
وجاء في النشر:
«وكل من نون وقف بالألف (لثمودا)، ومن لم ينون وقف بغير ألف (ثمود)، وإن كانت مرسومة، فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة لا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافًا إلا ما انفرد به أبو الربيع
[معجم القراءات: 4/91]
الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف، أي في القراءة الأولى».
ومن هذا النص نرى أن القراءة في الوقف على ثلاثة أوجه:
ا. ألا إن ثمودا: كذا بالألف عن الجماعة.
۲ - ألا إن ثمود: حفص عن عاصم وحمزة بغير ألف وإن كانت الألف مثبتة في الرسم.
٣- ألا إن ثمودا: الرواية عن حفص عن عاصم من طريق أبي الربيع الزهراني، مع أن قراءة حفص عن عاصم في الأصل بغير ألف.
قال ابن خالويه: «... يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفًا وغير مصروف، فلمن صرفه وجهان:
أحدهما: أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه.
والآخر: أنه جعله «فعولًا» من الثمد وهو الماء القليل، فصرفه.
والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسمًا للقبيلة، فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف، إحداهما: التأنيث، وهو فرع للتذكير، والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير.
والقراء مختلفون في هذه الأسماء، وأكثرهم يتبع السواد، فما كان بألف أجراه، وما كان بغير ألف منعه الإجراء».
وقال الأنباري:
«فمن أجراه في المواضع الأربعة احتج بأن الألف ثابتة فيهن في المصحف، ويقف أصحاب هذه القراءة (ألا إن ثمودا) بالألف.
[معجم القراءات: 4/92]
ومن لم يجره وقف أيضًا (ألا إن ثمودا) بالألف إتباعا للكتاب، والحجة في هذا أن العرب تقف على المنصوب الذي لا يجرونه بالألف، فيقولون: رأيت سلاسلا وقواريرا، ورأيت يزيدا، فإذا وصلوا لم ينونوا، حكى هذا الرؤاسي والكسائي عن العرب.
قال أبو بكر: ولا أستحب لمن لم يجر «ثمود» أن يقف عليه (ألا إن ثمود) بلا ألف لأنه يخالف المصحف.
والحجة لمن أجرى «ثمودًا» أن يقول: هو اسم لرجل معروف؛ فلذلك أجريته.
ومن لم يجر «ثمود» قال: هو اسم للأمة والقبيلة فصار بمنزلة أسماء الإناث».
وقال الأخفش: «... وإنما قرئ منه مصروفًا ما كانت فيه الألف وبذلك نقرأ...»
{أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ}
قراءة الجماعة {ألا بعدًا لثمود} ممنوع من الصرف على إرادة القبيلة.
وقرأ الكسائي والأعمش (.. لثمود) بالصرف على إرادة الحي.
قال الأنباري:
«قال الفراء: قلت للكسائي: لم أجريت «ثمود» في قوله: {ألا بعدًا لثمود}، ومن أصلك ألا تجريه إلا في موضع النصب اتباعًا للكتاب؟
.
[معجم القراءات: 4/93]
وفي معاني الفراء:
«ومنهم من أجرى «ثمود» في النصب لأنها مكتوبة بالألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود الناقة مبصرة}، فأخذ بذلك الكسائي فأجراها في النصب، ولم يجرها في الخفض، ولا الرفع إلا في حرف واحد، قوله:
«{ألا إن ثمودًا كفروا ربهم ألا بعدًا لثمود} فسألوه عن ذلك فقال: قرئت في الخفض من المجرى، وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه» ). [معجم القراءات: 4/94]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (69) إلى الآية (73) ]

{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام} 69
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم (قَالُوا سلما قَالَ سلم) هَهُنَا وفي الذاريات 25
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (قَالُوا سلاما) بِأَلف (قَالَ سلم) بِغَيْر ألف بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام في السورتين جَمِيعًا هَهُنَا وفي الذاريات). [السبعة في القراءات: 337 - 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قال سلم) وفي "الذاريات"، حمزة، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قال سلم) [69، الذاريات: 25] فيهما: بكسر السين بلا ألف هما، [وافق
هناك جبلة] ). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قال سلم)، بكسر السين وسكون اللام هنا وفي الذاريات، وقرأ الباقون بفتح السين وبألف بعد اللام] ). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {قال سلم} (69)، هنا، وفي الذاريات (25): بكسر السين، وإسكان اللام.
والباقون: بفتح السين واللام، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (قال سلم) هنا وفي الذاريات بكسر السّين وإسكان اللّام من غير ألف، والباقون بفتح السّين واللّام وألف بعدها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سِلْمٌ) وفي الذاريات بكسر السين من غير ألف الْأَعْمَش، والزَّيَّات، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ، وعلي ابن أبي عبلة " قال سلامًا " بالنصب فيهما، الباقون (سَلَامٌ)، وهو الاختيار من التسليم قال أبو علي أبو زيد عن المفضل كعلي في الذاريات وهو غلط؛ لأنه لن نتابع عليه إلا في طريق أسباهان). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([69]- {قَالَ سَلامٌ} فيهما هنا والذاريات52 بكسر السين بلا ألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (764 - هُناَ قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ = وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور (شـ)اع تنزلا
سِلمٌ بمعنى السلام، كحِرم وحَرام؛ قال الشاعر:
مررنا فقلنا إيه سِلم فسلمت = كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح
يعني أننا سلمنا فردت علينا.
و{قال سلم}، أي أمري سلامٌ، أو جوابي.
وقيل: يريد سلام عليكم، وهو اسمٌ أقيم مقام المصدر، فنصب في قوله تعالى: {قالوا سلما}.
و (كسره)، يعني في السين. و(سكونه)، يعني في اللام.
(وقصر)، يعني حذف الألف، وهو مبتدأ وما عطف عليه.
و (شاع تنزلا)، خبره). [فتح الوصيد: 2/995]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور شاع تنزلاش
ح: (قال سلمٌ): مبتدأ، (كسره) وما عطف عليه، مبتدأ ثانٍ، (شاع): خبره (تنزلًا): تمييز، والجملة: خبر الأول، (فوق الطور): عطف على
[كنز المعاني: 2/319]
(هنا)، وهو ظرف ملغى.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (قال سلمٌ فما لبث) هنا [69]، و(قال سلمٌ قومٌ منكرون) في الذاريات [25] فوق الطور بكسر السين وسكون اللام وقصرها، أي: حذف الألف منها، والباقون، (سلامٌ) بفتح السين وتحريك اللام بالفتح مع الألف، لغتان، كـ (حرمٌ) و {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، أو السلم: ضد الحرب). [كنز المعاني: 2/320]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (764- هُنا قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ،.. وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ "شَـ"ـاعَ تَنَزُّلا
كسره: مبتدأ، وسكونه وقصر عطف عليه، وشاع خبر المبتدأ، وتنزلا تمييز، وفوق الطور: عطف على هنا؛ أي: قوله: "قال سلم" موضع: "قال سلام هنا وفي الذاريات وهما لغتان كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: سلم ضد حرب؛ وذلك لأنه نكرهم فقال: أنا مسالم لكم ورفعه على حكاية قوله؛ أي: سلام عليكم أوامري سلام، ونصب: {قَالُوا سَلامًا}؛ أي: قولا ذا سلامة لم يقصد فيه حكاية قولهم، وكذا معنى قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}.
وأما في كل موضع يقصد التسليم فلم يأت الأمر معرفا والأكثر تنكيره: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ}،: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ}، {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}.
وجاء معرفا في: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}، {وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}.
وقيل: التقدير: سلمنا سلاما، وله نظائر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (764 - هنا قال سلم كسره وسكونه = وقصر وفوق الطّور شاع تنزّلا
قرأ حمزة والكسائي: قالُوا سَلاماً* هنا وفي السورة التي فوق الطور، وهي الذاريات بكسر السين وسكون اللام والقصر أي: حذف الألف بعد اللام، فتكون قراءة الباقين بفتح السين واللام والمد أي إثبات الألف بعد اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... .... = .... .... .... سِلْمُ فَانْقُلَا
133 - سَلامٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: سلم فانقلا سلام أي قرأ مرموز (فا) فانقلا وهو خلف {قال سلام} [69] هنا والذاريات بفتح السين واللام مع الألف بعدها كما نطق به ولفظ بالرفع فخرج {قالوا سلامًا} المجمع عليه بين العشرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ سَلَامٌ هُنَا وَالذَّارِيَاتِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، (سِلْمٌ) بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قال سلام} هنا [69]، وفي الذاريات [25] بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (694- .... .... .... .... .... = .... .... قال سلمٌ سكّن
695 - واكسره واقصر مع ذروٍ في ربا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قال سلم) يريد قوله تعالى: قال سلام كما سيأتي في البيت الآتي:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ي (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
يعني قوله تعالى: قال سلام فما لبث هنا «وقال سلام» بالذاريات بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه حمزة والكسائي، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما، والسلام والسلم لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ى (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (ربا) الكسائي: قال سلم فما لبث هنا [69]، [و] قال سلم قوم بالذاريات [الآية: 25] بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه، وهو لغة في السلام: التحية ك «حل» و«حلال»، أو بمعنى مسالمة ضد الحرب.
قال مكي: «لأنه خافهم عند امتناع الأكل»، والباقون بفتحتين فألف [، وهي] التحية اتفاقا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ سَلام" [الآية: 69] هنا و[الذاريات الآية: 25] فحمزة والكسائي بكسر السين وسكون اللام بلا ألف فيهما، وقرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف بفتح السين واللام وبألف بعدها فيهما، وهما لغتان كحرم وحرام وخرج بقيد: قال قالوا سلاما اتفق عليه ما عدا الأعمش، فعنه بالكسر والسكون فيهما ورفع الميمين والجمهور على نصب الميم في الحرفين الأولين من السورتين، ورفع الثانيين منهما والنصب على المصدر أي: سلمنا عليك سلاما، أو بقالوا على معنى ذكروا سلاما ورفع الثاني أما خبر المحذوف أي: أمركم أو جوابي أو مبتدأ حذف خبره أي: وعليكم سلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [69] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 718]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال سلام} قرأ الأخوان بكسر السين وإسكان اللام، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها لفظًا، وأما خطًا فهي قبله، كما قال:
ومع لام ألحقت يمناه = لأسفل من منتهى أعلاه). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
{وَلَقَدْ جَاءَتْ}
القراءة بإدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الباقين بالإظهار.
وتقدم هذا في مواضع منها الآية / 87 من سورة البقرة، و 34 من سورة الأنعام و 57 من سورة يونس، فانظر هذا فيما مضى.
{جَاءَتْ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة عليه، انظر الآية/ 43 من سورة النساء.
{رُسُلُنَا}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلنا) بسكون السين، للتخفيف
[معجم القراءات: 4/94]
وقراءة الجماعة {رسلنا} بضم السين مثقلًا.
وفي حاشية الجمل:
«يقرأ بسكون السين وضمها حيث وقع مضافًا للضمير بخلاف ما إذا أضيف إلى مظهر فليس فيه إلا ضمها».
{بِالْبُشْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف وسلام {قالوا سلاما قال سلام} انتصب «سلامًا» على إضمار الفعل أي: سلمنا عليك سلامًا، أو بـ «قالوا»، وارتفع «سلامٌ» خبرًا لمبتدأ محذوف، أي: أمري وأمركم سلام، أو هو مبتدأ محذوف الخبر: عليكم سلام.
وقرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي (قالوا سلاما قال سلم).
[معجم القراءات: 4/95]
قال مكي: «وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يقرأ (قال سلم) بغير ألف.
وفي حاشية الجمل:
«... سيلم بكسر السين وسكون اللام، ويلزم بالضرورة سقوط الألف، فقيل هما لغتان، كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: السلم بالكسر ضد الحرب، وناسب ذلك لأنه نكرهم فكأنه قال: أنا مسالمكم غير محارب لكم».
وقرأ الأعمش (قالوا سلمٌ قال سلمٌ)، وتقدم تخريج الرفع قراءة حمزة ومن معه.
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (قالوا سلمًا قال سلمٌ).
جاءت هذه القراءة عند الزمخشري بزيادة الفاء (فقالوا..) ويغلب على ظني أنه تحريف.
وقرأ ابن أبي عبلة: (قالوا سلامًا قال سلامًا)بالألف والنصب فيهما، وتقدم تخريج النصب في قراءة الجماعة.
وقد ذكر هذا مكي جوازًا لا قراءة، وكذا الأمر عند الفراء والزجاج والنحاس.
وروي عن ابن أبي عبلة أيضًا (قالوا سلام قال سلام) بالألف والرفع فيهما، وتقدم تخريج الرفع في قراءة الجماعة، وذكره بعض العلماء على أنه جائز قراءة.
[معجم القراءات: 4/96]
ويأتي مثل هذه القراءات في الآية/25 من سورة الذاريات.
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة، انظر الآية/43 من سورة النساء). [معجم القراءات: 4/97]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا} [70] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف والأكثرون عن الداجواني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو، وتقدم تضعيف نقل الخلاف عن السوسي في الراء، وأنه ليس من طرق الكتاب، والباقون بفتحهما، وبذلك قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام، وكذا العليمي عن أبي بكر في رواية الجمهور أيضا، وأما فتح الراء وإمالة الهمزة عن شعيب عن يحيى عنه فانفرادة كما مر لا يقرأ بها، وإذا وقف عليها الأزرق هنا جازت له ثلاثة البدل، لتقدم الهمز على حرف المد، فإن وصلها بأيديهم تعين المد المشبع عملا بأقوى السببين وهو الهمز بعد حرف المد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءآ أيديهم} [70] قرأ ابن ذكوان وشعبة والأخوان بإمالة الراء والهمزة، وورش بتقليلهما، والبصري بإمالة الهمزة فقط، والباقون بالفتح.
[غيث النفع: 718]
وإمالة الراء للسوسي مما انفرد به الشاطبي، ولا يقرأ به، كما تقدم، فإن وقف ورش على {رءآ} فله الثلاثة، على أصله فيما تقدمت فيه الهمزة على الألف، وإن وصل فليس له إلا الطويل فقط، عملاً بأقوى السببين). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
{رَأَى}
إمالة الراء: انفرد أبو القاسم الشاطبي بذكر القراءة بإمالة الراء عن السوسي بخلاف عنه، وخالف بذلك سائر الناس.
ورد هذا ابن الجزري في النشر.
إمالة الهمزة والراء:
أمالهما إمالة محضة حمزة والكسائي وخلف وهشام وشعبة بخلاف عنهما، وابن ذكوان، والأكثرون عن الداجوني، وهي رواية عن عاصم.
وجاءت إمالة الراء لإمالة الهمزة والألف بعدها، وهو مما أميل. للإمالة بعده وهو قليل.
وأمال أبو عمرو الهمزة إمالة محضة وفتح الراء، وهي قراءة عن أبي بكر شعبة.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما.
وقراءة الباقين بفتحهما، وهو الوجه الثاني لهشام وشعبة.
[معجم القراءات: 4/97]
وإذا وقف الأزرق وورش أجريا في الهمزة المد والتوسط والقصر، وإذا وصلا فليس لهما إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة على أصله.
{إِلَيْهِ}
ضم الهاء يعقوب وحمزة والمطوعي (إليه) وضم الهاء على الأصل.
والباقون على كسر الهاء مراعاةً للجوار {إليه}.
{نَكِرَهُمْ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{خِيفَةً}
قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف). [معجم القراءات: 4/98]

قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في فتح الْبَاء وَضمّهَا من قَوْله {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {يَعْقُوب} نصبا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ أَبُو بكر بِالرَّفْع وروى حَفْص عَنهُ {يَعْقُوب} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يعقوب) نصب شامي، (وحمزة) وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعقوب) [71]: نصب: دمشقي، وحمزة، وحفص). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة وابن عامر (يعقوب) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، وحفص: {يعقوب قالت يا ويلتى} (71، 72): بنصب الباء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة وحفص: (يعقوب قالت) بنصب الباء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْقُوبَ) نصب أبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وحفص، وابن عامر، والثغري في قول الرَّازِيّ، وهو الاختيار بودوع البشارة عليه، لأن البشارة بولد الولد كالبشارة بالولد، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {يَعْقُوبَ} نصب: ابن عامر وحمزة وحفص). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (763- .... .... .... .... = وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ عَنْ فَاضِلٍ كَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يعقوب} بالنصب على: ومن وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب، لدلالة الكلام على هذا التقدير؛ ومنه قوله:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً = ولا ناعب إلا ببين غرابها
لأن {فبشرنها} دال على الهبة.
[فتح الوصيد: 2/993]
هذا قول سيبويه وتابعيه.
وإليه أشار بقوله: (نصب الرفع عن فاضل كلا)، أي حفط، لأن الكسائي والأخفش وأبا حاتم قالوا: «هو في موضع خفض»، عطفًا علی {إسحق}، ولكنه فتح لأنه لا ينصرف.
وأنكره سيبويه من قبل أن الجار لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا يفرق بين المعطوف وبين حرف العطف، فلا يجوز: مررت بزيدٍ في الدار والبيت عمروٍ.
وقيل: يجوز أن يكون {يعقوب} منصوبًا على العطف علی موضع {إسحق}.
وفيه، أنك تفصل بين المنصوب والناصب، فيصير بمثابة قولك: رأيت زيدًا وفي الدار عمرً، وهو قبيح للتفرقة.
والوجه هو الأول.
والرفع على الإبتداء في أحد قولي سيبويه في هذا ونحوه، والخبر متقدم، أو على أنه مرتفع بالظرف قبله وهو القول الثاني. وإليه ذهب الأخفش واختاره أبو علي). [فتح الوصيد: 2/994]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرئ يعقوب بالنصب والرفع، فالنصب على تقدير: ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق، ودل عليه معنى قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}؛ لأنه في معنى وهبنا، واختاره أبو علي، وذكر وجهين آخرين على ضعف فيهما؛ أحدهما: أن يكون مجرورًا عطفًا على إسحاق، والثاني أن يكون منصوبًا عطفًا على موضع بإسحاق؛ أي: فبشرناها "بإسحاق" ويعقوب من وراء إسحاق، وضعفهما من جهة الفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف فهو كالفصل بين الجار والمجرور، ولو قلت: مررت بزيد اليوم وأمس عمرو على تقدير وبعمر وأمس لم يحسن ولكن في الشعر يحتمل مثل ذلك كما جاء:
بكف -يوما- يهودي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
ومثله في الفصل بين حرف العطف والمرفوع وآونة أثالي وفي المنصوب:
ويوما أديمها نغلا
في بيتين معروفين أنشدهما أبو علي وغيره الأول لابن أحمر والثاني للأعشى، وله نظير في إعراب بعضهم {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} على أن هادٍ عطف على منذر؛ أي: أنت منذر وهادٍ لكل قوم، وقد مضى في هذه القصيدة وسيأتي نحو من ذلك في نظم الناظم، وذكر وجه العطف جماعة من أئمة العربية، أما قراءة يعقوب بالرفع فعلى الابتداء، وخبره ما قبله؛ أي: مولود لها من وراء إسحاق يعقوب أو يكون فاعل من وراء على قول الأخفش؛ أي: واستقر لها من وراء إسحاق يعقوب، قال أبو جعفر النحاس: وتكون الجملة في موضع الحال، وأظنه في البشارة أي: فبشرناها بإسحاق متصلا به يعقوب قال: ويجوز على إضمار فعل؛ أي: ويحدث من وراء إسحاق يعقوب، وقوله: نصب الرفع؛ أي: نصب رفعه أو نصب الرفع فيه منقول عن فاضل كلأه؛ أي: حفظه، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/240]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (763 - .... .... .... .... .... = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
....
وقرأ حفص وحمزة وابن عامر بنصب رفع الباء في لفظ يَعْقُوبَ في قوله: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ. وقرأ غيرهم برفع بائه و(كلا) بالهمز وخفف حفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... وَيَعْقُوبَ ارْفَعَنْ فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويعقوب ارفعن فز أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {وراءإسحاق يعقوب] [71] بالرفع كالآخرين فهو مبتدأ خبره {ومن وراء إسحاق}أي ويعقوب مولود لها من وراء إسحاق). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْقُوبَ قَالَتْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وحفص {يعقوب * قالت} [71 72] بنصب الباء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (695- .... .... .... .... .... = يعقوب نصب الرّفع عن فوزٍ كبا). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعقوب الخ) يريد قوله تعالى: ومن وراء إسحاق يعقوب نصب الباء حفص وحمزة وابن عامر على أنه مفعول لمقدر من معنى «بشرناها» والباقون بالرفع للابتداء عند سيبويه، وللظرف عند الأخفش). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو عين (عن) حفص، وفاء (فوز) حمزة، وكاف (كبا) ابن عامر: ومن ورآء إسحق يعقوب [71]- بنصب الباء على أنه مفعول لمقدر من معنى فبشّرنها [71].
قال سيبويه: أي: ووهبناها يعقوب.
وقال الأخفش والكسائي: عطف على لفظ بإسحق وفتحه علامة جره، [فمنعه] بالعلمية والعجمة.
والباقون برفعه بالابتداء عند سيبويه، وبالظرف عند الأخفش، وقيد النصب لمخالفة المفهوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَعْقُوبَ، قَالَت" [الآية: 71] فحفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء علامة جر عطفا على لفظ إسحاق، أو نصب بفعل مقدر يفسره ما دل عليه الكلام أي: ووهبنا يعقوب وافقهم المطوعي، والباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ومن وراء إسحاق" بتسهيل الأولى قالون والبزي مع المد والقصر، وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيشبع المد للساكنين، وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى مع المد والقصر، ولقنبل من طريق الأكثرين تسهيل الثانية وإبدالها ياء كالأزرق، فيكمل له ثلاثة أوجه، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن ورآه إسحاق} [71] قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى، والبصري بإسقاطها مع المد والقصر فيهما، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا إبدالها حرف مد، ويمد طويلاً لسكون السين، والباقون بتحقيقها، وهم في المد على اصولهم). [غيث النفع: 719]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعقوب} قرأ الشامي وحفص وحمزة بنصب الباء، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ}
قراءة الجماعة {وامرأته قائمة}، مبتدأ وخبر.
وذكروا أن في مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته (وامرأته قائمة وهو قاعد) بزيادة (وهو قاعد) على قراءة الجماعة.
ونقل أبو حيان عن ابن عطية أن ابن مسعود قرأ (وهي قائمة وهو جالس».
ولم أجد هاتين القراءتين في المطبوع من مصحفه، وهما قراءتان محمولتان على التفسير، ومن هذا الباب أغلب القراءات المروية عنه.
{فَضَحِكَتْ}
قراءة الجماعة {فضحكت} بكسر الحاء، وذهب بعضهم إلى أنه الضحك المعروف، ورأى آخرون أن معناه حاضت
[معجم القراءات: 4/98]
وذكر الفراء أنه لم يسمع هذا من ثقة.
وقرأ محمد بن زياد الأعرابي: (فضحكت) بفتح الحاء.
قال المهدوي: «فتح الحاء غير معروف».
وقال الشهاب: «وقيل إنه معروف في اللغة، وقيل إنه مخصوص بـ «ضحك» بمعنی حاض».
وقال أبو الفتح:
«روی ابن مجاهد قال: قال أبو عبد الله بن الأعرابي: الضحك هو الحيض وأنشد:
ضحك الأرانب فوق الصفا = مثل دم الجوف يوم اللقا»
{بِإِسْحَاقَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ}
قرأ نافع في رواية إسماعيل وابن كثير في رواية ابن فليح وقالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر في حال الوصل.
وقرأ ابن كثير برواية القواس، ويعقوب ونافع برواية ورش وورش من طريق الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد، والأزرق
[معجم القراءات: 4/99]
وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وابن شنبوذ، وابن مهران عن روح بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
وقرأ الأزرق وورش وقنبل من طريق أبن شنبوذ بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية ياء ساكنة من جنس ما قبلها مع إشباع المد للساكنين.
وصورة القراءة: (ومن وراء يسحاق).
وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الهمزة الأولى مع المد والقصر، ووافقهم على هذا اليزيدي وابن محيصن وابن كثير برواية البزي.
وصورة القراءة: (ومن ورا إسحاق).
قال ابن شنبوذ: «إذا لم تحقق الهمزتين فاقرأ كيف شئت».
وفي المكرر: «وقرأ أبو عمرو بإسقاط إحداهما مع المد والقصر».
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين معًا {ومن وراء إسحاق}.
{يَعْقُوبَ}
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم، وأبو عمر الضرير عن عام أيضًا، وجبلة عن المفضل عن عاصم، وزيد بن علي والمطوي (ويعقوب) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
[معجم القراءات: 4/100]
١- أن يكون محله الخفض بالعطف على {إسحاق} على معنى: وبشرنا من وراء إسحاق بيعقوب، وهو رأي الكسائي والأخفش: وأبي حاتم، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة؛ ولذا جاء الفتح في آخره.
وهذا الوجه غير جائز عند الفراء، فقد رده، لأن العطف على مجرور لا يصح عنده إلا بإعادة الجار وكذا الأمر عند سيبويه، فهو قبيح لأنك فصلت بين يعقوب والباء.
۲- أن يكون محله النصب، بفعل مقدر أي ووهبنا يعقوب من بعد إسحاق، واختاره ابن جني.
أن يكون النصب من عطفه على موضع قوله بإسحاق نحو: مررت بزيد وعمرًا.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف وأبو جعفر (ويعقوب) بالرفع.
وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري، وذكر أن للنصب وجهًا غير أنه لا يحب القراءة به.
وفي تخريج هذه القراءة وجهان:
١- الرفع على أنه مبتدأ، وخبره شبه الجملة قبله.
٢- أنه مرفوع بالظرف، كذا عند العكبري، وهو مذهب الأخفش.
وذكر القرطبي أنه على تقدير: ويحدث لها من وراء إسحاق يعقوب، وهذا الذي نقلته عن القرطبي رأيته للنحاس فيما بعد.
وقال القرطبي: «ويجوز أن يرتفع بالفعل الذي يعمل في «من» كان
[معجم القراءات: 4/101]
المعنى: «وثبت لها من رواء إسحاق يعقوب».
وقال الفراء: «وقوله: يعقوب، يرفع، وينصب.
وكان حمزة ينوي به الخفض، يريد ومن وراء إسحاق بيعقوب، ولا يجوز الخفض إلا بإظهار الباء.. والنصب في يعقوب...».
قلت: ذكر العكبري أنه يقرأ (بيعقوب) بزيادة باء الجر والتنوين ثم قال: وصرف هذا بعيد لأنه معرفة أعجمي، ولا يصح تقدير تنكيره، وعزيت إلى ابن أبي عبلة). [معجم القراءات: 4/102]

قوله تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يَا وَيْلَتي" [الآية: 72] حمزة والكسائي وخلف؛ لأن الظاهر انقلاب ألفها عن ياء المتكلم، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو، ووقف عليها رويس
[إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
بهاء السكت بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أألِدُ" [الآية: 72] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني غير الجمال، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بتسهيلها بلا ألف، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا مع القصر فقط، لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه، وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال، والوجه الثالث له التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "شيخ" بالرفع خبر بعد خبر والجمهور على الحال من فاعل أألد أي: كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين أو العامل فيه معنى الإشارة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءاالد} [72] قرأ قالون والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإثبات ألف بينهما، والمكي كذلك، إلا أنه لا يثبت الألف.
وورش له وجهان، وجه كالمكي، والثاني إبدال الثانية ألفًا، ولا يمدها، إذ لا ساكن بعدها، ولا يصير من باب {ءامنوا} [البقرة: 9] لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.
ومثله {ءأامنتم} و{جآء اجلهم} [الأعراف: 34] و{السمآء إلى} [السجدة: 5] و{أوليآء أولائك} [الأحقاف: 32] ونحوه، حالة إبدال الثانية حرف مد.
وهشام بتحقيق الأولى، وله في الثانية وجهان: التحقيق والتسهيل، مع الإدخال فيهما، والباقون بتحقيقهما من غير إدخال). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
{يَا وَيْلَتَى}
أماله حمزة والكسائي وعاصم في رواية، وخلف والأعمش والأعشى.
والألف فيه منقلبة عن ياء المتكلم، وأصله (يا ويلتي).
وقرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وقرأ رويس في الوقف بخلاف عنه (يا ويلتاه)بهاء السكت مع المد المشبع، وهذا أبين للألف، وأبعد للصوت، وذلك لزيادة التحسر والتوجع.
[معجم القراءات: 4/102]
قال أبو حيان:
«وقيل الألف ألف الندبة، ويوقف عليها بالهاء».
والوجه الثاني لرويس بغير هاء، وقال ابن الجزري: «والوجهان صحيحان عن رويس بهما قرأت، وبهما آخذ».
وقال الزجاج:
«ويجوز الوقف عليه بغير الهاء، والاختيار أن يوقف عليه بالهاء: يا ويلتاه، فأما المصحف فلا يخالف، ولا يوقف عليه بغير الهاء، فإن اضطر واقف وقف بغير الهاء».
وقال الأخفش:
«فإذا وقفت قلت يا ويلتاه»؛ لأن هذه الألف خفية وهي مثل ألف الندبة، فلطفت من أن تكون في السكت، وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت؛ وذلك أن الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء فيتردد فيه فيكون أكثر وأبين.
ولا تقف على ذا الحرف في القرآن؛ كراهية خلاف الكتاب، وقد ذكر أنه وقف على ألف الندبة، فإن كان هذا صحيحًا وقفت على الألفة».
وقال الطبري: «والصواب من القول في ذلك عندي أن هذه الألف ألف الندبة، والوقف عليها بالهاء وغير الهاء جائز في الكلام الاستعمال العرب ذلك في كلامهم».
[معجم القراءات: 4/103]
وقرأ الحسن وابن قطيب (يا ويلتي) بإضافته إلى ياء النفس وهو الأصل.
قرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني، وكذا من طريق ابن عبدان واليزيدي بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية بين الهمزة والألف، وإدخال ألف بينهما «أاالد».
وقرأ الأزرق عن ورش، وكذا ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس وابن محيصن والطرسوسي والأهوازي بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال ألف بينهما «أالد».
وقرأ الأزرق وورش أيضًا بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع القصر فقط العروض حرف المد بالإبدال.
قال ابن الجزري: «والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين، وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره».
وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما «أاألد»، وتصبح صورتها: «آألد»، وذلك بعد استبدال المد بالهمزة الأولى والألف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع وخلف وروح والداجوني عن هشام والحسن والأعمش وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين من غير إدخال ألف بينهما «أألد».
[معجم القراءات: 4/104]
{وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}
قراءة الجمهور {وهذا بعلي شيخا} بالنصب على الحال من {بعلي}، وهي حال مؤكدة، والعامل في الحال معنى الإشارة والتنبيه، أو أحدهما.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب والأعمش والمطوعي والأصمعي عن أبي عمرو (وهذا بعلي شيخ) بالرفع.
قال أبو حاتم: «وكذلك في مصحف ابن مسعود».
وذكر العكبري وغيره في إعراب الرفع عدة أوجه، منها:
۱. أن يكون {هذا} مبتدأ، و{بعلي} بدل منه، و{شيخ} خبر.
۲. أن يكون {بعلي} عطف بيان، و{شيخ} خبر.
۳. أن يكون {بعلي} مبتدأ ثانيا، و{شيخ} خبره، والجملة خبر عن {هذا}.
4. أن يكون {بعلي} خبر المبتدأ، و{شيخ} خبر مبتدأ محذوف، أي: هو شيخ.
5. أن يكون {شيخ} خبرًا ثانية.
6- أن يكون «بعلي وشيخ» جميعًا خبرًا واحدًا، كما تقول: هذا حلوٌ حامضٌ.
۷- أن يكون {شيخ} بدلا من {بعلي}.
[معجم القراءات: 4/105]
وروي أن بعض الناس قرأه: (وهذا بعلي هذا شيخ).
{لَشَيْءٌ}
تقدمت قراءة حمزة فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/106]

قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "رحمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
{رَحْمَةُ اللَّهِ}
الرسم القرآني (رحمت) بالتاء المفتوحة.
قراءة الوقف:
قرأ في الوقف بالهاء (رحمة) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن، وهي لغة قريش.
وقراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها «رحمة».
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بالتاء الساكنة (رحمت)، وهو الموافق لصريح الرسم القرآني، وهي لغة طيء). [معجم القراءات: 4/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (74) إلى الآية (77) ]

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
{جَاءَتْهُ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة، انظر الآية/۸۷ من سورة البقرة (جاءكم)، و61 من سورة آل عمران/ جاءك، و43 من سورة النساء /جاء.
{الْبُشْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/106]
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/107]

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}

قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد جاء" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمر} [76] لا يخفى.
{رسلنا} [77] كذلك). [غيث النفع: 719] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
{قَدْ جَاءَ}
تقدم إدغام الدال في الجيم في مواضع مما سبق، وانظر مثل هذا في الآيات/۸۷ من سورة البقرة، و34 من سورة الأنعام، و 57 من سورة يونس.
{جَاءَ}
قرأ حمزة وابن ذكوان وخلف بإمالة الألف.
وإذا وقف هشام وحمزة عليه فلهما ثلاثة أوجه: المد، والتوسط، والقصر مع البدل.
{أَمْرُ رَبِّكَ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في الراء بخلاف عنهما.
وروي عنهما فيه الاختلاس، أي اختلاس حركة الراء الأولى.
{إِنَّهُمْ آَتِيهِمْ}
قراءة الجماعة {إنهم آتيهم} اسم فاعل من «أتي»، وبكسر الهاء مراعاة للياء.
وقرأ يعقوب الحضرمي (.... آتيهم) بضم الهاء على الأصل.
وقرأ عمرو بن هرم (... إنهم أتاهم) بلفظ الماضي، و(عذاب) فاعل به، عبر بالماضي عن المضارع التحقيق وقوعه، كقوله تعالى:
{أتى أمر الله} سورة النحل /1.
{عَذَابٌ غَيْرُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرُ}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما).[معجم القراءات: 4/107]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {سيء بهم} (77)، و: {سيئت} (الملك: 27)، وشبهه: بإشمام السين الضم، هنا، وفي العنكبوت (33)، والملك.
والباقون: بإخلاص كسرة السين). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر والكسائيّ ورويس: (سيء بهم وسيئت) بإشمام السّين الضّم هنا وفي العنكبوت والملك، والباقون بإخلاص كسرة السّين). [تحبير التيسير: 407]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِشْمَامِ سِيءَ بِهِمْ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({سيء} [77] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" سين "سيء بهم" نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ورويس "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ياء وبالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وضاق" حمزة وافقه الأعمش فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمر} [76] لا يخفى.
{رسلنا} [77] كذلك). [غيث النفع: 719] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سيء بهم} قرأ نافع والشامي وعلي بإشمام الكسرة الضم، والباقون بالكسر الخالص). [غيث النفع: 720]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
{جَاءَتْ}
تقدمت الإمالة فيه ووقف حمزة، انظر الآية /۸۷ من سورة البقرة / جاءكم، و61 من سورة آل عمران/ جاءك.
{رُسُلُنَا}
قرأ أبو عمرو والحسن واليزيدي (رسلنا) بسكون السين للتخفيف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
وقراءة الجماعة {رسلنا} بضم السين مثقلًا.
وتقدم مثل هذا في مواضع من هذا المعجم.
{سِيءَ بِهِمْ}
قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وابن ذكوان والحسن والشنبوذي ويعقوب برواية رويس بإشمام الكسر الضم (سيء بهم)، وهي لغة قيس وعقيل ومن جاورهم.
وقراءة الباقين بإخلاص كسر السين (سيء بهم). وإذا وقف حمزة وهشام على «سيء» أبدلا الهمزة ياء ساكنة، فيصير ياءان ساكنتان، فتسقط الأولى لالتقاء الساكنين، وتصبح صورة القراءة في الوقف: (سيء...).
- ولهما في مثل هذه الحالة في الوقف وجه آخر، وهو إبدال الهمزة ياءً ثم إدغام الأولى فيها، فتصبح صورتها «سي...»
{ضَاقَ}
أماله حمزة والأعمش.
وقراءة الباقين بالفتح).[معجم القراءات: 4/108]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (78) إلى الآية (83) ]

{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }

قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَطهَرُ) نصب الخوزي، والْأَخْفَش وابن عمر، وعتبة عن الحسن، الباقون رفع، وهو الاختيار على خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "ولا تخزون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "ضيفي أليس" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تخزون} [78] قرأ البصري بإثبات الياء بعد النون، في الوصل لا في الوقف، والباقون بحذفها، وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في ضيفي أليس} قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
{جَاءَهُ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآية/61 من سورة آل عمران «جاءك».
{يُهْرَعُونَ}
قراءة الجمهور {يهرعون} بضم الياء وفتح الراء مبنية للمفعول من «أهرع»، أي: يهرعهم الطمع.
وقرأت فرقة (يهرعون) بفتح الياء من «هرع» الثلاثي.
وفي التاج: (وجاءه قومه يهرعون إليه):
«قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضًا.
وأهرع الرجل - مجهولًا - فهو مهرع إذا كان يرعد من غضب أو ضعف، كالحمى أو خوف أو سرعة أو حرص...».
وقال الشهاب:
«والعامة على قراءته مبنيًا للمفعول.، وقرأه جماعة {يهرعون} بفتح الياء مبنيًا للفاعل من هرع، وأصله من الهرع، وهو الدم الشديد السيلان، كأن بعضه يدفع بعضًا، فالمعنى على القراءتين: يسوقون أي يسوق بعضهم بعضا، أو يساقون بمعنى يسوقهم كبيرهم...».
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)بوصل الهاء بياء.
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم حيث وقع. وانظر الآية/ 50
[معجم القراءات: 4/109]
{السَّيِّئَاتِ}
قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء خالصة (السييات) كذا!.
{هُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه (هنه)بهاء السكت لبيان حركة الموقوف عليه، وهو النون.
{هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة السبعة وأبو جعفر ويعقوب {هن أطهر...} بالرفع، خبر المبتدأ {هن}، ورجح الطبري هذه القراءة، ولم يستجز غيرها.
وقرأ الحسن وزيد بن علي وعيسى بن عمر ومروان بن الحكم وسعيد بن جبير ومحمد بن مروان وعبد الملك بن مروان وابن أبي إسحاق والسدوسي والسدي (هن أطهر...) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
1- أن يكون {بناتي} خبرًا، و {هن} فصلًا، وأطهر، حالًا، والعامل التنبيه أو الإشارة.
۲. أن يكون {هن} مبتدأ، و{لكم} خبر، و{أطهر} حالًا، والعامل فيه ما في {هن} من معنى التوكيد، وقيل: العامل «لكم».
وقال الرازي: «أكثر النحويين على أنه خطأ».
[معجم القراءات: 4/110]
وقال أبو عمرو بن العلاء: «احتبي فيه ابن مروان في لحنه» يعني تربع».
وقال الطوسي: «ولا يجوز نصب «أطهر» في قول سيبويه وأكثر النحويين..».
وقال سيبويه:
«وزعم يونس أن أبا عمرو رآه لحنًا، وقال: احتبی ابن مروان في هذا اللحن».
قال الشهاب: «يعني أنه أخطأ خطأ فاحشًا يجعله كأنه تمكن في الخطأ كالمحتبي أي العاقد للحبوة أو المتربع..».
وقال مكي:
«مبتدأ وخبر، ولا يجوز عند البصريين غيره، وقد روي أن عيسى بن عمر قرأ «أطهر لكم» نصب «أطهر» على الحال، وجعل «هن» فاصلة، وهو بعيد ضعيف».
وسيبويه والخليل والأخفش لا يجيزون أن يكون «هن» ههنا عمادًا، ويكون عمادًا، فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها، نحو: كان زيد هو أخاك، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت».
وقال أبو حيان في النهر: «.. وأطهر: حال، ورد بأن الفصل لا يقع إلا بين جزأي الجملة، ولا يقع بين الحال وذي الحال، وأجاز ذلك بعضهم، وادعى السماع فيه عن العرب لكنه قليل».
[معجم القراءات: 4/111]
{أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وعنهما الإظهار.
{وَلَا تُخْزُونِ}
قرأ ابن كثير وابن عامر والمسيبي وورش عن نافع، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف {ولا تخزون} بنون مكسورة، على حذف الياء في الحالين.
وقرأ يعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ (ولا تخزوني) بإثبات الياء في الحالين.
وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ونافع برواية إسماعيل بن جعفر، وابن جماز وشيبة بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
قال ابن مجاهد: «وكان أبو عمرو يثبتها في الوصل ويقف بغير ياء...».
{فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي {في ضيفي أليس» بفتح الياء.
وقراءة الباقين بالسكون). [معجم القراءات: 4/112]

قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
{لَتَعْلَمُ مَا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 4/113]

قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُكْنٍ) بضم الكاف ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالإسكان وهو الاختيار؛ لأنه أخف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
{قَالَ لَوْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{أَوْ آَوِي}
قراءة الجماعة {أو آوي..} بسكون الياء على الرفع، والحركة مقدرة، والرفع على الاستئناف، أو هو في موضع رفع خبر «أن» على المعنى، وتقديره: أو أني آوي، كذا عند العكبري.
وقرأ أبو جعفر، والحلواني عن قالون عن شيبة (أو آوي..) بفتح الياء. قال ابن مجاهد: «ولا يجوز تحريك الياء ههنا»، أي لا يجوز النصب.
قال ابن جني:
«هذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي سائغ جائز، وهو أن تعطف «آوي» على «قوة»، فكأنه قال: لو أن لي بكم قوة أو أويا إلى ركن شديد، فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار «أن» ونصب الفعل بها، ومثله قول ميسون بنت بحدل الكليبية:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
فكذلك هذه القراءة: لو أن لي بكم قوة أو أويا، أي: أو أن آوي إلى ركن شديد، وهذا واضح.
ومثل هذا نجده عند الشهاب، نقله عن ابن جني، ولم يذكر
[معجم القراءات: 4/113]
الفضل فيه لصاحبه.
{إِلَى رُكْنٍ}
قراءة الجماعة {ركن} بسكون الكاف.
وقرأ عمرو بن عبيد وسعيد بن أبي عروبة {ركن} بضم الكاف، ولعله من إتباع الكاف حركة الراء.
والركن بسكون الكاف وضمها الناحية من جبل وغيره، ويجمع على أركان وأزكن). [معجم القراءات: 4/114]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في همز الْألف وإسقاطها في الْوَصْل من قَوْله {فَأسر بأهلك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {فَأسر بأهلك} من سريت بِغَيْر همز
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {فَأسر بأهلك} من أسريت). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في نصب التَّاء ورفعها من قَوْله {إِلَّا امْرَأَتك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {إِلَّا امْرَأَتك} بِرَفْع التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {إِلَّا امْرَأَتك} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فاسر) (وأن اسر) وصل حرمي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((إلا امرأتك) رفع، مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاسر) [81]، و(أن اسر) [طه: 77، الشعراء: 52]: وصل: حجازي، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/752]
(إلا امرأتك) [81]: رفع: مكي، وأبو عمرو، وأبو بشر). [المنتهى: 2/753]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (فاسر) (وأن اسر) بالوصل حيث وقع، وقرأ الباقون بالقطع حيث وقع). [التبصرة: 236]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إلا امرأتك) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {فاسر} (81)، و: {أن اسر} (طه: 77): بوصل الألف، حيث وقع.
والباقون: بقطعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {إلا امرأتك} (81): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر: (فاسر) و(أن اسر) بوصل الألف حيث وقع والباقون بقطعها.
[تحبير التيسير: 407]
ابن كثير وأبو عمرو: (إلّا امرأتك) بالرّفع وكذا روى الأشناني عن ابن جماز والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِلَّا امْرَأَتَكَ) رفع مكي، وأبو بشر، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو عَمْرٍو، وإلا عصمة، وهو الاختيار بدل من أحد، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {فَأَسْرِ}، و{أَنْ أَسْرِ} حيث وقع، وصل: الحرميان.
[81]- {إِلَّا امْرَأَتَكَ} رفع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (765 - وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الْوَصْلُ أَصْلٌ دَناَ وَهَا = هُنَا حَقٌّ إِلاَّ امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصل (د)نا وها = هنا (حق) إلا امراتك ارفع وأبدلا
سرى وأسرى لغتان: {سبحن الذي أسرى}، {واليل إذا يسر}.
[فتح الوصيد: 2/995]
وقال النابغة:
سرت عليه من الجوزاء سارية
وقال لبيد:
إذا هو عليه أسرى ليلة خال أنه = قضى عملًا والمرء ما عاش عاملُ
وقوله: (ارفع وأبدلا)، أراد: وأبدلن، لأن الرفع على البدل من أحدٍ وساغ هذا، لأن النهي في معنى النفي.
والبدل في النفي، الوجه.
والنصب على وجهين:
أحدهما، أن يكون مستثنى من قوله: فأسر بأهلك إلا امرأتك.
والثاني، أن يكون مستثنى من النهي لتمام الكلام قبله.
والوجه هو الأول، لأنه واجب، والمستثنى منه منصوب.
ويجوز (وأبدلا)، على أنه فعل ماض لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/996]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصلٌ دنا وها = هنا حق إلا امراتك ارفع وأبدلا
ح: (فاسر): مبتدأ، (أن اسر): عطف بحذف العاطف، (الوصل): مبتدأ ثانٍ، (أصلٌ): خبره، والعائد محذوف، أي: فيهما، (إلا امرأتك): مفعول (ارفع)، (ههنا): ظرفه، (حقٌ): اعتراض، أي: الرفع حق، (أبدلا): عطف على (ارفع)، والألف عوض عن نون التوكيد، ويجوز ضم الهمزة وكسر الدال على بناء المجهول، والألف للإطلاق.
ص: يعني: قرأ نافع وابن كثير: {فاسر} و{أن اسر} حيث جاء اللفظان بهمزة الوصل من (سرى)، والباقون: بالقطع من (أسرى)، وهما لغتان،
[كنز المعاني: 2/320]
يشهد للأولى: {والليل إذا يسر} [الفجر: 4]، وللثانية: {سبحان الذي أسرى} [الإسراء: 1].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك} [81] بالرفع على أنه بدل من {أحدٌ}، وبين ذلك بقوله: (أبدلا)، لأن النهي تضمن معنى النفي، والباقون: بالنصب على الاستثناء منه، نحو قوله تعالى: {ما فعلوه إلا قليلٌ}، و{قليلًا} [النساء: 66]، ولا يجوز أن يكون مستثنًى من {فاسر}، وإلا يلزم التناقض بين معنى القراءتين، لأنه إذا كان بدلًا من {أحدٌ} يلزم أن تكون المرأة مسرًى بها، وإذا استثنى من {فأسر} يلزم أن يكون إلا على تأويل بعيدٍ لا يليق إيراده ههنا.
[كنز المعاني: 2/321]
واحترز الناظم بقوله: (ههنا) من حرف العنكبوت: {إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك} [33]، إذ لا خلاف في نصبها). [كنز المعاني: 2/322]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (765- وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الوَصْلُ "أَ"صْلٌ "دَ"نا وَهَا،.. هُنَا حَقٌّ الا امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
يريد حيث جاء هذان اللفظان، وجاء فأسر في ثلاث سور هنا: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}، ومثله في الحجر والدخان: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا}.
وأما: {أَنْ أَسْرِ}؛ ففي طه والشعراء عنى بالوصل: همزة الوصل، ولا يظهر لفظها إلا على تقدير أن تقف على "أن"، فتبتدئ "إسر" بكسر الهمزة، أما إذا وصلت فلا يظهر إلا أثرها، وهو حذفها في الدرج وكسر النون من "أن"؛ لالتقاء الساكنين لورش وغيره، أما في كلمة "فأسر" فلا يظهر أثر إلا في حذفها، وقرأ الباقون بهمزة القطع المفتوحة، فالنون من أن ساكنة على أصلها، لكنها تفتح لحمزة إذا وقف على أن أسر على رواية نقل الحركة له في الوقف والقراءتان مبنيتان على الفعل الذي منه هذا الأمر، وفيه لغتان سرى وأسرى فعلى لغة سرى جاءت همزة الوصل في الأمر كقولك: ارم من رمى، وعلى لغة أسرى جاءت همزة القطع كقولك من أعطى: أعط، ويشهد لـ: "سرى" قوله سبحانه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.
ويشهد لأسرى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}.
ويتعلق بهما بحث كما ذكرناه في تفسير آية سبحان وأما قوله تعالى:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/242]
{وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}، فقرئ برفع امرأتك ونصبها، فقوله: ههنا احترازًا من الذي في العنكبوت: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ}؛ فإنه منصوب باتفاق؛ لأنه مستثنى من موجب، أما هنا فمستثنى من غير موجب، فجرى فيه الوجهان النصب والرفع كما سبق في سورة النساء: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}، و{إِلَّا قَلِيلًا}، لكن لم يقرأ بالنصب ثَم إلا واحد، وههنا الأكثر على النصب، فلهذا قال جماعة من أئمة العربية: إنه مستثنى من قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}؛ ليكون مستثنى من موجب، وهذا فيه إشكال من جهة المعنى؛ إذ يلزم من استثنائه من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} أن لا يكون أسرى بها وإذا لم يسر بها كيف يقال: "لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُكَ" على قراءة الرفع، فكيف تؤمر بالالتفات، وقد أمر أن لا يسري بها فهي لما التفتت كانت قد سرت معهم قطعا فيجوز أن يكون هو لم يسر بها ولكنها تبعتهم والتفتت، فأصابها ما أصاب قومها، والذي يظهر لي أن الاستثناء على القراءتين منقطع لم يقصد به إخراجها من المأمور بالإسراء بهم، ولا من المنهيين عن الالتفات، ولكن استؤنف الإخبار عنها بمعنى لكن امرأتك يجري لها كيت وكيت، والدليل على صحة هذا المعنى أن مثل هذه الآية جاءت في سورة الحجر، وليس فيها استثناء أصلا فقال تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}.
فلم تقع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/243]
العناية إلا بذكر من أنجاهم الله تعالى، فجاء شرح حال امرأته في سورة هود تبعا لا مقصودا بالإخراج مما تقدم، ونحو ذلك قوله تعالى في سورة الحجر: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.
قال كثير من المفسرين: إنه استثناء متصل، وبنى قوم على ذلك جواب الاستثناء الأكثر من الأقل؛ لأن الغاوي أكثر من المهتدي، وعندي أنه منقطع بدليل أنه في سورة سبحان: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا}، فأطلق ولم يستثن الغاوين دل على أنه أراد بقوله تعالى: "عبادي": المخلصين المكلفين، وهم ليس للشيطان عليهم سلطان فلا حاجة إلى استثناء الغواة منهم فحيث جاء في الحجر استثناء الغواة كان على سبيل الانقطاع؛ أي: لكن من اتبعك من الغاوين لك عليهم سلطان فإذا اتضح هذا المعنى لك علمت أن القراءتين واردتان على ما تقتضيه العربية في الاستثناء المنقطع؛ ففيه لغتان: النصب والرفع، فالنصب لغة أهل الحجاز وعليها الأكثر، والرفع لبني تميم وعليها اثنان من القراء، ولهذا قلت في المنظومة التي في النحو:
واحمل على المنقطع الا امرأتُك،.. في هود مطلقا فتقوى حجتُك
وقول الناظم: ارفع وأبدلا يجوز بضم الهمزة وفتحها؛ فضمها على أنه فعل لم يسم فاعله وفتحها على الأمر والألف في آخره بدل من نون التأكيد الخفيفة، والمعنى: واحكم على المرفوع أنه بدل من أحد
قوله: {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} هذا على قول الجماعة إنه مستثنى من ذلك، ولم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/244]
يختلفوا فيه، وإنما الخلاف بينهم في قراءة النصب منهم من استثناها من ذلك ومنهم من استثناها من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، وقوله: "إِلَّا امْرَاتَكَ" أبدل فيه الهمزة ألفا؛ ليتزن له النظم، وقد سمع نحو ذلك من العرب يقولون: المراة والكماة، فيبدلونها ألفا، ولزم من هذه العبارة في نظمه إيهام، وذلك أنه قال: ارفع وأبدلا فيظن أنه أراد ما لفظ به من إبدال الهمزة ألفا وإنما أراد الإبدال من جهة الإعراب ووقع لي في تصحيح ما أعربه النحاة معنى حسن وذلك أن يكون في الكلام اختصار نبه عليه اختلاف القراءتين، وكأنه قيل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وكذا روى أبو عبيد وغيره أنها في قراءة ابن مسعود هكذا، وليس فيها: {ولا يلتفت منكم أحد}، فهذا دليل على استثنائها من المسري بهم ثم كأنه سبحانه قال: فإن خرجت معكم وتبعتكم من غير أن تكون أنت سريت بها فإنه أهلك عن الالتفات غيرها فإنها ستلتفت ويصيبها ما أصاب قومها فكانت قراءة النصب دالة على ذلك المعنى المتقدم، وقراءة الرفع دالة على هذا المعنى المتأخر ومجموعها دال على جملة المعنى المشروح). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/245]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (765 - وفاسر أن اسر الوصل أصل دنا و... هاهنا حقّ الّا امرأتك ارفع وأبدلا
قرأ نافع وابن كثير: فاسر بأهلك هنا وفي الحجر، فاسر بعبادى في الدخان، إن اسر بعبادى في طه والشعراء. بوصل الهمزة في المواضع الخمسة وتكسر نون أن في الوصل وإذا ابتدئ ب أَسْرِ* كسرت الهمزة؛ وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة في المواضع الخمسة وسكون نون أن وصلا ووقفا. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِلَّا امْرَأَتَكَ هنا برفع التاء، فتكون قراءة غيرهما بنصبها والتقيد بقوله: (هنا) للاحتراز عن موضع العنكبوت: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ فلا خلاف بين السبعة في نصب تائه. وقوله: (وأبدلا) إشارة إلى وجه قراءة الرفع، وهو أنه مرفوع على البدل من لفظ أَحَدٌ في قوله تعالى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ. ووجه قراءة النصب.
هو أنه منصوب على الاستثناء من وَأَهْلَكَ من قوله تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... .... .... وَنَصْبُ حَا = فِظِ امْرَأَتُكْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونصب حافظ امرأتك أي قراء مرموز (حا) حافظ وهويعقوب {إلا امرأتك} [81] بالنصب على الاستثناء الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ هُنَا، وَالْحِجْرِ، وَفِي الدُّخَانِ فَأَسْرِ بِعِبَادِي، وَفِي طه وَالشُّعَرَاءِ أَنْ أَسْرِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِوَصْلِ الْأَلِفِ فِي الْخَمْسَةِ وَيَكْسِرُونَ النُّونَ مِنْ " أَنْ " لِلسَّاكِنَيْنِ وَصْلًا وَيَبْتَدِئُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً، وَهُمْ فِي السَّكْتِ وَالْوَقْفِ عَلَى أُصُولِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: امْرَأَتَكَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِرَفْعِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَشْنَائِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ بِالرَّفْعِ كَذَلِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {فأسر بأهلك} هنا [81] والحجر [65]، وفي الدخان [23] {فأسر بعبادي}، وفي طه [77] والشعراء [52] {أن أسر} بوصل الهمزة وكسر النون للساكنين وصلًا من {أن} وتبدأ الهمزة بالكسر، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إلا امرأتك} [81] برفع التاء، وانفرد الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز بذل، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (696 - وامرأتك حبرٌ أن اسر فاسر صل = حرمٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر (ص) ل = (حزم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
يريد قوله تعالى: امرأتك برفع التاء على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب قوله: (أن اسر فاسر) قرأ المدنيان وابن كثير «فأسر بأهلك» هنا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
والحجر وفي الدخان «فاسر بعبادي» وفي طه والشعراء «أن اسر بعبادي» بوصل الهمزة وكسر النون لالتقاء الساكنين وصلا من قوله: «أن اسر، فاسر» وابتدأ الهمزة بالكسر المدنيان وابن كثير، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر صل = (حرم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
ش: أي: قرأ مدلول [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك [81] برفع التاء، بدل من أحد على الفصحى؛ بناء على أنه لم ينه عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
الإسراء بها، فالاستثناء مع حكم الالتفات.
ونصبها الباقون على اللغة القليلة في الاستثناء من غير الموجب، أو هو مستثنى من فأسر [81]؛ بناء على أنه نهى عن صحبتها.
والاستثناء متصل على الوجهين، وجوز بعد انقطاعه والنصب على الحجازية، والبدل على التميمية.
ويشكل بأنها من الأهل ومندرجة في أحد [81].
وقرأ [ذو] (حرم) المدنيان وابن كثير: أن اسر بعبادي فاضرب بطه [الآية: 77]، وأن اسر بعبادي إنكم بالشعراء [الآية: 52]، [و] فاسر بأهلك بقطع هنا [81]، والحجر [65]، [و] فاسر بعبادي ليلا في الدخان [الآية: 23]- بوصل همز الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين على أنه أمر من: «سرى» الثلاثي، مثل: فاقض [طه: 72]؛ فحذف الياء علامة البناء.
وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل وإسكان النون على أنه [أمر] من: «أسرى» الرباعي، مثل: أن ألق [الأعراف: 117] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
علم كسر النون وصلا، والهمزة ابتداء، وأن اسر من الساكنين، والعموم من الضم، وقرينة خصوص الفرش أخرجت: إنّا منجّوك وأهلك إلّا امرأتك [العنكبوت: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأسر" هنا [الآية: 81] وفي [الحجر الآية: 65] وفي [الدخان الآية: 23] "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" وفي [طه الآية: 77] و[الشعراء الآية: 52] "أَنْ أَسْر" فنافع وابن كثير وأبو جعفر بهمزة وصل تثبت ابتداء مكسورة مع كسر نون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
إن للساكنين، وافقهم ابن محيصن، والباقون بهمزة قطع مفتوحة تثبت درجا، وابتداء يقال سرى وأسرى للسير ليلا، وقيل أسرى لأول الليل وسرى لآخره، وأما سار فمختص بالنهار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلَّا امْرَأَتُك" [الآية: 81] هنا فابن كثير وأبو عمرو برفع التاء بدل من أحد، واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات، إلا المرأة فإنها لم تنه عنه، وهذا لا يجوز، ولذا جعله في المغني مرفوعا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى الجملة قال: ونظيره: "لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر، فيعذبه الله" وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالنصب مستثنى من بأهلك، وجعله في المغني استثناء منقطعا؛ لئلا تكون قراءة الأكثرين مرجوحة على أن المراد بالأهل المؤمنون، وإن لم يكونوا من أهل بيته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاسر} [81] قرأ الحرميان بوصل الهمزة، فمن الفاء ينتقل إلى السين، لأن همزة الوصل لا تظهر في الدرج، من (سرى) الثلاثي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة، من (أسرى) الرباعي). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إلا امرأتك} قرأ المكي والبصري برفع التاء، على البدل من {أحد} والباقون بالنصب على الاستثناء من {بأهلك} وفيها أبحاث شريفة تركناها خوف التطويل). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
{رُسُلُ}
قرأ المطوعي (رسل) بإسكان السين، وهو للتخفيف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
والجماعة على ضم السين {رسل}، وهي لغة الحجازيين.
{رُسُلُ رَبِّكَ}
أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود وأبي بن كعب «فأسير».. بقطع الهمزة من
[معجم القراءات: 4/114]
«أسرى» الرباعي.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (فاسر) بهمزة وصل، أمرًا من «سرى» الثلاثي.
يقال: سرى وأسرى، وهما بمعنى واحد، وهو قول أبي عبيد، وذهب الليث إلى أن «أسرى» لأول الليل، و«سرى» لآخره.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل واحدة منهما أهل قدوة في القراءة، وهما لغتان مشهورتان في العرب معناهما واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب.
وقرأ اليماني (فسر بأهلك)، وهو أمر من «سار».
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
وهنا قراءتان أخريان:
الأولى: عن ابن مسعود وأبي بن كعب: (فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك)، وليس في هذه القراءة {ولا يلتفت منكم أحد}، وهي كذلك في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 4/115]
الثانية: عن ابن مسعود (فأسر بأهلك إلا امرأتك) كذا، ولم يأت على ذكر ما بينهما.
{بِأَهْلِكَ}
قراءة حمزة في الوقف بقلب الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء، وصورتها «بيهلك».
{بِقِطْعٍ}
قراءة الجماعة {بقطع} بكسر فسكون.
وقرأ نبيح وأبو واقد والجراح (بقطع) بكسر ففتح، والقطع: ظلمة آخر الليل، والقطع: جمع قطعة، وهي الطائفة من الشيء، وهو هنا الليل.
{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {... إلا امرأتك} بالنصب، وهو مستثنى من قوله {بأهلك}.
وذهب ابن هشام إلى أنه مستثنى منقطع، وهو لأبي حيان، نقله عن الزمخشري ثم تعقبه فيه، فأخذه عنه ابن هشام ولم يعزه لصاحبه.
[معجم القراءات: 4/116]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والحسن وابن جماز عن أبي جعفر «... إلا امرأتك» بالرفع، على أنه بدل من «أحد»، وجعله ابن هشام مرفوعًا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى جملة.
وأنكر قراءة الرفع جماعة منهم أبو عبيد قال: لا يصح ذلك إلا برفع «يلتفت» ويكون نعتًا، لأن المعنى يصير. إذا أبدلت وجزمت ۔ أن المرأة أبيح لها الالتفات، وليس المعنى كذلك.
قال النحاس: وهذا الحمل من أبي عبيد ومن غيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون».
وذهب المبرد إلى أن مجاز هذه القراءة أن المراد بالنهي المخاطب، ولفظه لغيره، كما تقول لخادمك: لا يخرج فلان، فلفظ النهي الفلان، ومعناه للمخاطب، فمعناه: لا تدعه يخرج.
وكذلك معنى النهي إنما هول {لوط}: أي لا تدعهم يلتفتون إلا امرأتك، وكذلك قولهم: لا يقم أحد إلا زيد، معناه: إنههم عن القيام إلا زيدًا.
قال ابن هشام:
«والذي أجزم به أن قراءة الأكثرين لا تكون مرجوحة، وأن الاستثناء في الآية من جملة الأمر على القراءتين، بدليل سقوط {ولا يلتفت منكم أحد} في قراءة ابن مسعود، وأن الاستثناء منقطع، بدليل سقوطه في آية الحجر، ولأن المراد بالأهل المؤمنون وإن لم يكونوا من أهل بيته وإن لم يكونوا مؤمنين...».
[معجم القراءات: 4/117]
قال الرازي: «واعلم أن القراءة بالرفع أقوى، لأن القراءة بالنصب تمنع من خروجها من أهله...، وأما القراءة بالنصب فإنها أقوى من وجه آخر، وذلك لأن مع القراءة بالنصب يبقى الاستثناء متصلًا ومع القراءة بالرفع يصير الاستثناء منقطعًا».
{امْرَأَتَكَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{الصُّبْحُ.... الصُّبْحُ}
قراءة الجماعة فيهما {الصبح} بسكون الباء.
وقرأ عیسی بن عمر (الصبح)بضم الباء، وهي لغة، وليست من باب الإتباع). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وحكم الهمز في الوقف، وانظر الآية 40 من هذه السورة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين، انظر الآية/ 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ببعيد} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثالث والعشرين، بإجماع). [غيث النفع: 721]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (84) إلى الآية (88) ]

{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }

قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(من إله) غيره)
[تحبير التيسير: 405]
قد ذكر قبل). [تحبير التيسير: 406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم إمالة أراكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" الياء من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإلى مدين أخاهم شعيبا}
{إله غيره} [84] قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أراكم} قرأ نافع والبزي والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية /50.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
تقدمت في الآية/50 من هذه السورة القراءات التالية فيه:
[معجم القراءات: 4/118]
۱-إخفاء التنوين في الغين.
۲- قراءة الجماعة بضم الراء صفة لإله على المحل.
قراءة ابن محيصن (غيره).
وقراءة الكسائي وأبي جعفر بالخفض صفة لإله على اللفظ.
٣- قراءة أبي جعفر (غيرهي» على الإشباع.
٤- ترقيق الراء من «غيره» للأزرق وورش بخلاف.
انظر بيان هذا مفصلًا في الآية المحال عليها.
{إِنِّي أَرَاكُمْ}
فتح الياء نافع وأبو عمرو وأبو جعفر والبزي عن ابن كثير واليزيدي (إني أراكم).
وقراءة الباقين بسكون الياء.
{أَرَاكُمْ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري. وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
الباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَإِنِّي أَخَافُ}
فتح الياء نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي بفتح الياء (إني أخاف).
وقراءة الباقين بسكون الياء). [معجم القراءات: 4/119]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "تبخسوا" و"تعثوا" بكسر التاء فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية/50 من هذه السورة.
{وَلَا تَبْخَسُوا}
قراءة العامة {ولا تبخسوا} بفتح التاء.
وقراءة المطوعي (ولا تبخسوا) بكسر التاء.
وتقدم مثل هذا في مواضع، وانظر قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
{وَلَا تَعْثَوْا}
قراءة العامة بفتح التاء {وَلَا تَعْثَوْا}.
وقراءة المطوعي بكسر التاء (ولا تعثوا).
وكسر التاء لغة، وتقدم الحديث عنها في سورة الفاتحة في (نِستعين) ). [معجم القراءات: 4/120]

قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "بقيت الله" بالتاء المثناة فوق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال القاضي: هي تقواه التي تكف عن المعاصي والجمهور بالموحدة أي: ما أبقاه لكم من الحلال "ووقف" عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، والباقون بالتاء للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بقيت الله} [86] رسمت بالتاء، فوقف عليها بالهاء المكي والنحويان، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
{بَقِيَّةُ اللَّهِ}
حكم الياء:
قراءة الجماعة {بقيت الله} بالباء وتشديد الياء.
وقرأ إسماعيل بن جعفر عن أهل المدينة (بقيت الله)بتخفيف الياء، وذهب ابن عطية إلى أنها لغة.
الباء في أوله:
وقرأ الحسن ومجاهد وابن عباس (تقيت الله) بالتاء المشاة من فوق بدل الباء، والمراد: تقواه سبحانه ومراقبته الصارفة عن المعاصي.
[معجم القراءات: 4/120]
حكم التاء في الوقف:
وقف عليها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء (بقية)، وهي لغة قريش.
ووقف الباقون بالتاء، وهو الموافق لرسم المصحف (بقيت»)، وهي لغة طيء.
وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف (بقية).
وأما في الوصل فقراءة الجميع بالتاء (بقيت الله).
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مُؤْمِنِينَ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (مومنين).
انظر الآية/۹۹ من سورة يونس، وقبلها الآية / ۲۲۳ من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/121]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {أصلاتك} (87): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أصلاتك) ذكر في التّوبة). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَفْعَلَ)، و(نَشَاءُ) بالتاء فيهما ابن أبي عبلة، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ نَتْرُكَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَصَلَاتُكَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِحَذْفِ الْوَاوِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {أصلاتك} [87] بغير واو على التوحيد، والباقون بالواو على الجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أصلواتك" [الآية: 87] بالإفراد حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف ولا خلاف في رفع التاء هنا ومر بالتوبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَا نَشَاءُ إِنَّك" [الآية: 87] بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ونقل ابن شريح جعلها كالواو مردود كما مر "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "نشاء" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها، تقدمت في أنبؤا ما كانوا بأول الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشآؤا انك} [87] قرأ الحرميان وبصري بإبدال الثانية واوًا، وعنهم أيضًا تسهيلها بين بين، والباقون بالتحقيق، ومراتبهم في المد لا تخفى.
ورسم {نشآؤا} هنا بالواو، فلو وقف عليه، وهو كاف، ففيه لحمزة وهشام اثنا عشر وجهًا، ثلاثة مع البدل ألفًا، واثنان مع بين بين، وسبعة مع إبدال الهمزة واوًا ثلاثة مع الإسكان، وثلاثة مع الإشمام، وواحد مع الروم وتقدم نظيره بالأنعام). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
{أَصَلَاتُكَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (أصلاتك) بالإفراد، والمراد به الجنس.
[معجم القراءات: 4/121]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (أصلواتك) بالجمع.
وتقدم مثل هذا في سورة التوبة /۱۰۳ {إن صلاتك سكن لهم}.
وقراءة ورش بتغليظ اللام على أصله.
{تَأْمُرُكَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني والأزرق وورش (تامرك) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز (تأمرك).
{آَبَاؤُنَا}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}
قراءة الجماعة {... نفعل... نشاء} بالنون فيهما.
وقرأ الضحاك بن قيس وابن أبي عبلة وزيد بن علي وأبو عبد الرحمن السلمي (... تفعل.. تشاء) بالتاء على الخطاب فيهما.
[معجم القراءات: 4/122]
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وطلحة بن مصرف وعلي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك بن قيس الفهري (نفعل... تشاء) الأول بالنون، لجماعة المتكلمين، والثاني بالتاء على الخطاب.
{مَا نَشَاءُ إِنَّكَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وروس بوجهين:
۱۔ بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
۲. وبإبدالها واوًا مكسورة: (مانشاءونك).
وروي عنهم وجه ثالث، وهو التسهيل بين الهمزة والواو.
ونقل ابن شريح أن جعلها كالواو مردود.
وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين {ما نشاء إنك}.
ووقف حمزة وهشام بخلاف عنه باثني عشر وجهًا:
أ- خمسة على القياس، وهي:
- إبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر والتوسط..
- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
ب - وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي:
- المد والتوسط والقصر، مع سكون الواو، وإشمامها.
- والسابع روم حركتها مع القصر). [معجم القراءات: 4/123]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنهاكم عنه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "الإصلاح" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "توفيقي إلا بالله" نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم "أرأيتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [88] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيمدها طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {توفيقي إلا} قرأ نافع وبصري وشامي بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية/50 من هذه السورة.
{أَرَأَيْتُمْ}
تقدم الحديث عن الهمزة الثانية مفصلًا في الآية/۲۸ من هذه السورة، فارجع إليها ففيها الغاية، وتجد فيها: التسهيل، إبدالها ألفًا، حذفها.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
{أَنْهَاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{عَنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عنهو) بوصل الهاء بواو.
{الْإِصْلَاحَ}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
والباقون على الترقيق.
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}
قرأ بفتح الياء نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر واليزيدي {وما توفيقي إلا....}.
[معجم القراءات: 4/124]
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
والباقون من غير وصل وإليه أنيب.
{وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (وإليهي..).
والباقون من غير وصل). [معجم القراءات: 4/125]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (89) إلى الآية (95) ]

{ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِثْلُ مَا أَصَابَ) نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأبو قرة عن نافع، وابن بحر عن الْمُسَيَّبِيّ، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار مرتفع بإسناد الفعل إليه). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ يَجْرِمَنَّكُمْ فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ، وَانْفِرَادُ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيِّ بِتَخْفِيفِهِ عَنْ رُوَيْسٍ، وَلَعَلَّهُ سَهْوٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش ضم ياء "لا يَجْرِمَنَّكُم" [الآية: 89] من أجرم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "شقاقي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شقاقي أن} [89] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت القراءة بضم الميم (يا قوم) وانظر الآية / 50 من هذه السورة.
{لَا يَجْرِمَنَّكُمْ}
قراءة الجماعة {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ} بفتح الياء من «جرم» الثلاثي.
وقرأ ابن وثاب والأعمش ويعقوب (لا يجرمنكم) بضم الياء من «أجرم»، ونسبها الزمخشري إلى ابن كثير، ونقلها عنه أبو حيان، ولعله سينق قلم.
قال ابن جني: «جرم الرجل ذنبا إذا كسب الجرم، ثم ينقل فيقال: أجرمته ذنبًا إذ أكسبته إياه، فعليه جاء: لا يجرمنكم» أي لا يكسبنكم بغض القوم ترك العدل...».
قال الرازي:
«والقراءتان مستويتان في المعنى، لا تفاوت بينهما، إلا أن المشهور، أفصح لفظًا كما أن كسبه مالًا أفصح من أكسبه».
وتقدم مثل هذه القراءة في سورة المائدة في الآية /۲.
[معجم القراءات: 4/125]
وروى أبو العلاء الهمداني عن رويس تخفيف النون (لا يرجمنكم).
قال ابن الجزري:
«وانفرد أبو العلاء الهمداني عنه بتخفيف (يجرمنكم)، لا أعلم أحدًا حكاه عنه غيره، ولعله سبق قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه عنه كذلك، وتبعه على ذلك الجعبري فوهم فيه...».
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية /۲ من سورة المائدة.
{شِقَاقِي أَنْ}
فتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (شقاقي أن) بفتح الياء.
وقراءة الباقين بسكون الياء.
{أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ}
قراءة الجماعة {أن يصيبكم مثل} بالرفع على الفاعلية.
وقرأ مجاهد والجحدري وابن أبي إسحاق وأبو حيوة ونافع في رواية، وابن كثير في رواية إسماعيل بن مسلم عنه (أن يصيبكم مثل..) بالنصب.
وخرج هذا على وجهين:
الأول: أن تكون الفتحة للبناء، وهو فاعل كحاله حين كان مرفوعا، ولما أضيف إلى غير متمكن جاز فيه البناء.
والثاني: أن تكون الفتحة للإعراب، وانتصب على أنه نعت لمصدر
[معجم القراءات: 4/126]
محذوف أي: إصابة مثل إصابة قوم نوح، والفاعل مضمر يفسره سياق الكلام، أي: أن يصيبكم هو، أي العذاب.
ويأتي مثل هاتين القراءتين مفصلًا في سورة الذاريات الآية /۲۳ {إنه الحق مثل ما أنكم تنطقون} ). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
{وَاسْتَغْفِرُوا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)، بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
{كَثِيرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{لَنَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومن" "أرهطي أعز" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" ذال "اتخذتموه" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرهطي أعز} [92] قرأ ابن ذكوان والحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان.
تنبيه: كل من ذكرت له في هذه الياء حكمًا فهو متفق عليه، إلا هشامًا فلم يتفق عنه على الإسكان، بل له الفتح أيضًا، وبه قطع أكثر القراء، واقتصروا عليه في تآليفهم.
والمأخوذ به عند من يقرأ بما في التيسير والشاطبية الإسكان فقط، مع أن الداني رحمه الله خرج فيه عن طريق التيسير، وتبعه الشاطبي.
فالأولى القراءة بالوجهين، لأن الوجهين صحيحان، والفتح أكثر وأشهر، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح، وهو طريقه في رواية هشام، والله أعلم). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت في الآية /50 قراءة ابن محيصن بضم الميم.
{أَرَهْطِي أَعَزُّ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه، والبزي وابن محيصن واليزيدي (أرهطي أعز) بفتح الياء.
وقراءة حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر وشعبة ويعقوب (أرهطي أعز) بسكون الياء.
{وَاتَّخَذْتُمُوهُ}
أظهرالذال ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس بخلاف عنه وأبو جعفر ويعقوب.
وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وشعبة عن عاصم وحمزة والكسائي.
وانظر الآية/51 من سورة البقرة.
وقرأ ابن كثير (واتخذتموهو) في الوصل وذلك بوصل الهاء بواو.
{وَرَاءَكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة).[معجم القراءات: 4/128]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {على مكاناتكم} (92): على الجمع.
[التيسير في القراءات السبع: 316]
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(على مكانتكم) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 408]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ مَكَانَتِكُمْ كِلَاهُمَا لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكانتكم} [93] ذكر لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَانَتِكُم" [الآية: 93] بالجمع أبو بكر ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكانتكم} [93] قرأ شعبة بألف بعد النون، والباقون بحذفها). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم في الآية /50.
{عَلَى مَكَانَتِكُمْ}
قراءة الجماعة {على مكانتكم} على التوحيد على إرادة الجنس، وهي رواية حفص وشيبان النحوي عن عاصم في كل القرآن.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والحسن وأبو عبد الرحمن (على مكاناتكم)، جمعًا في كل القرآن عن عاصم من هذه الرواية.
وتقدم هذا في الآية /135 من سورة الأنعام.
{يَأْتِيهِ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الفا عن أبي عمرو وغيره، انظر الآية/۸ من هذه السورة في (ياتيهم).
وقرأ ابن كثير في الوصل (يأتيهي)بوصل الهاء بياء يزيد.
{يُخْزِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (يخزيهي)بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/129]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [94] جلي.
{وهي} [102] كذلك). [غيث النفع: 723] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم في الآية 40 من هذه السورة:
إمالة جاء.
وحكم الهمزة في الوقف.
حكم الهمزتين في الوصل.
{ظَلَمُوا}
تفخيم اللام عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/129]
{دِيَارِهِمْ}
إمالة الألف عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية /85 من سورة البقرة، ومواضع أخرى). [معجم القراءات: 4/130]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعِدَت ثَمُودُ) بضم العين الْعَبْسِيّ في اختياره، وأبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسر العين، وهو الاختيار من الهلاك لا من البعد). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "بعدت ثمود" أبو عمرو وابن عامر بخلف عن ابن ذكوان فالإظهار طريق الصوري والإدغام طريق الأخفش وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
{بَعِدَتْ}
قرأ أبو معاذ وعلي بن أبي طالب وعيسى بن عمر وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو حيوة (بعدت)بضم العين، من البعد الذي هو ضد القرب.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن (بعدت) بكسر العين، وهو الهلاك.
قال أبو حيان:
«أرادت العرب التفرقة بين البعد من جهة الهلاك وبين غيره فغيروا البناء، وقراءة السلمي جاءت على الأصل اعتبارًا لمعنى البعد من غير تخصيص، كما يقال: ذهب فلان، ومضى، في معنى القرب... وقال الخليل: إلا أنهم يقولون بعد الرجل، وأبعده الله».
وقال ابن الأنباري:
[معجم القراءات: 4/130]
«من العرب من يسوي بين الهلاك والبعد الذي هو ضد القرب، فيقول فيهما: بعُد يبعُد وبعِد يبعِد».
وقال ابن جني:
«أما بعد فيكون مع الخير والشر، تقول: بعد عن الشر، وبعد عن الخير، ومصدرها البعد.
وأما بعد ففي الشر خاصة، يقال: بعِد يبعَدُ بَعَدًا، ومنه قولهم: أبعده الله، فهو منقول عن «بعد»؛ لأنه دعاء عليه، فهو من «بعد» الموضوعة للشر...»
{بَعِدَتْ ثَمُودُ}
أدغم التاء في الثاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش.
وأظهر التاء ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن ورش، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من طريق الصوري، وخلف). [معجم القراءات: 4/131]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (96) إلى الآية (99) ]

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
{مُوسَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في مواضع مما سبق، وانظر الآيتين /51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/131]

قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
{فِرْعَوْنَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش، وهي قراءة حفص والجماعة لوقوعها ساكنة بعد كسر). [معجم القراءات: 4/132]

قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ}
قراءة الجماعة {يقدم...} بفتح الياء وسكون القاف وضم الدال أي يتقدم قومه.
وقرأ أبو البرهسم (يقدم) بضم الياء وكسر الذال، وماضيه أقدم، أي حملهم على القدوم.
{الْقِيَامَةِ}
قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل الهاء (القيامة).
{بِئْسَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش من طريق الأصبهاني، وأبو جعفر بإبدال الهمزة ياء في الحالين (بيس).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 4/132]

قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)} {لَعْنَةً}
أمال الكسائي النون في الوقف(لعنة).
{الْقِيَامَةِ}
تقدمت الإمالة فيه عند الكسائي في الآية السابقة.
{بِئْسَ}
تقدم حكم الهمز في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/132]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الدال في الذال، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 4/133]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (100) إلى الآية (105) ]

{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) }

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
{مِنْ أَنْبَاءِ}
قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل مع المد والقصر.
{الْقُرَى}
أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي الرواية عن ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{قَائِمٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}
قراءة الجماعة بالرفع فيهما {منها قائم وحصيد}.
وقرئ بالنصب (منها قائمًا وحصيدُا) وهذا نصب على الحال من الهاء في نقصه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/133]

قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "زادوهم" حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ.... ظَلَمُوا}
قرأ ورش من طريق الأزرق، وكذا ورش عن نافع، بتغليظ اللام فيهما.
[معجم القراءات: 4/133]
وقراءة الباقين بالترقيق.
{فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ}
ذكر الألوسي أنه قرئ: (... اللاتي يدعون).
اللاتي: على الجمع، وهي في قراءة الجماعة {التي} مفردة.
يدعون: على البناء للمفعول، وهي في قراءة الجماعة {يدعون} مبنيًا للفاعل.
ثم قال: «وهو وصف للآلهة كالتي في المشهورة، وفيه مطابقة للموصوف ليست في التي.......».
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين /20 و 106 من سورة البقرة.
{جَاءَ أَمْرُ}
تقدمت القراءات فيه:
۱. إمالة جاء.
۲. حكم الهمز في الوقف.
٣. حكم الهمزتين في الوصل.
انظر الآية 40 من هذه السورة.
{أَمْرُ رَبِّكَ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء، وبالإظهار.
وروي عن أبي عمرو اختلاس حركة الراء.
{وَمَا زَادُوهُمْ}
أمالهحمزة، وهشام وابن ذكوان بخلاف عنهما، وكذا ابن عامر بخلاف عنه.
وقرئ (وما زادهم) بضم الدال مع حذف الواو على أنه بمعني الزاد.
[معجم القراءات: 4/134]
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/135]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أخذ) [102]: بفتحتين، (ربك) [102]: برفع الباء الحريري). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أخذ) فعل ماضي (رَبُّكَ) فاعل (إِذَا أَخَذَ) بغير ألف طَلْحَة، والْجَحْدَرِيّ، والجريري عن يَعْقُوب، وعصمة، واللؤلؤي، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (أَخْذَ) بإسكان الخاء وكسر الياء وألف في إذا، وهو الاختيار لموافقة الجمهور والمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [94] جلي.
{وهي} [102] كذلك). [غيث النفع: 723] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
{وَكَذَلِكَ}
قرأ ابن مسعود (... كذلك) بغير واو.
وقراءة الجماعة {وكذلك} بواو.
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ}
قرأ أبو رجاء والجحدري وطلحة بن مصرف والحريري عن يعقوب (وكذلك أخذ ربك).
أخذ ربك: فعل وفاعل، وإذا: ظرف لما مضى، وهذا إخبار عما جرت به عادة الله في إهلاك من تقدم من الأمم.
وقراءة الجماعة {وكذلك أخذ ربك} وهي رواية عن الجحدري.
{إِذَا أَخَذَ الْقُرَى}
وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف وأبو رجاء ويونس عن أبي عمرو (إذ أخذ القرى)، بوضع «إذ» موضع «إذا».
قال ابن عطية: «وأنحى الطبري على قراءة عاصم هذه وقراءة طلحة ابن مصرف كذلك، وهي قراءة متمكنة المعنى، ولكن قراءة الجماعة تعطي بقاء الوعيد واستمراره في الزمان، وهو الباب في وضع المستقبل موضع الماضي».
وقراءة الجماعة {إذا أخذ القرى}.
[معجم القراءات: 4/135]
وقرأ الجحدري وإسماعيل عن نافع (إذا أخذ ربك القری) بالتصريح بالفاعل.
قلت: بناء على ما تقدم من قراءة عاصم الجحدري، يجب أن تكون قراءته هنا: إذ أخذ ربك القرى.
{الْقُرَى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية /۱۰۰ قبل قليل.
{وَهِيَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون والحسن واليزيدي «وهي» بسكون الهاء، وهي لغة نجد.
وقراءة الجماعة {وهي} بتحريك الهاء، وهي لغة الحجاز.
وقراءة يعقوب بالوقف (وهية) بهاء السكت). [معجم القراءات: 4/136]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "خاف" حمزة وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
{لِمَنْ خَافَ}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
{خَافَ}
أماله حمزة.
والباقون على الفتح.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت فيه قراءات:
تحقيق الهمز.
نقل الحركة وحذف الهمزة.
السكت.
[معجم القراءات: 4/136]
ترقيق الراء.
إمالة الهاء وما قبلها.
وانظر تفصيل هذا في الآية /4 من سورة البقرة.
{الْآَخِرَةِ ذَلِكَ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الذال، وبالإظهار). [معجم القراءات: 4/137]

قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((وما يؤخره) بالياء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 283 - 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وما يؤخره) [104]: بياء زيد طريق البخاري). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُؤَخِّرُهُ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن رواية بن أرقم، وعباس طريق الرومي وزيد عن يَعْقُوب، وزائدة عن الْأَعْمَش.
قال ابن مهران: يَعْقُوب بكماله وهو غلط بخلاف المفرد والجماعة، زاد العراقي المفضل وهو سهو؛ لأنه خلاف المفرد والجماعة، والاختيار الياء بقوله: (إِنَّ أَخْذَهُ)، الباقون بالنون، وفي إبرهيم بالنون عباس، والمفضل، وزيد، واللؤلؤي والخفاف،
[الكامل في القراءات العشر: 573]
ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالياء، وهو الاختيار). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نؤخره} [104] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
{نُؤَخِّرُهُ}
قرأ الأعمش والوليد وزيد عن ويعقوب والمفضل عن عاصم {يؤخره} بالياء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
وقراءة الجماعة {نؤخره} بنون العظمة، وهو ما يليق به جل وعلا.
ب- حكم الهمزة:
وقرأ ورشوأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (نوخره).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على التحقيق {نؤخره}.
ج- حكم الراء:
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 4/137]

قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْيَاء وإسقاطها في الْوَصْل وَالْوَقْف من قَوْله {يَوْم يَأْتِ لَا تكلم نفس} 105
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {يَوْم يَأْتِ} بياء في الْوَصْل ويحذفونها في الْوَقْف غير أَن ابْن كثير كَانَ يقف بِالْيَاءِ ويصل بِالْيَاءِ فِيمَا أَحسب
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 338 - 339]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (لَا تَكَلَّمُ) لِلْبَزِّيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا تكلم} [105] ذكر للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "يأت لا تكلم" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب، والباقون بالحذف فيهما لقصد التخفيف على حد لا أدر اكتفاء بالكسرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" تاء "لا تكلم" وصلا البزي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوم يأت} [105] قرأ نافع والبصري وعلي بإثبات ياء بعد التاء، وصلاً لا وقفًا، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 723]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تكلم} قرأ البزي بتشديد التاء في الوصل، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
{يَأْتِ}
حكم الهمزة: قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والسوسي (يات) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {يأت} مهموزًا.
حكم الياء في آخر الفعل:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وحفص وشعبة وخلف والأعمش {يأت} بحذف الياء في الوقف والوصل، وهو الموافق لخط المصحف والغرض من ذلك التخفيف نحو: لا أدر، اكتفاء بالكسرة، والاجتزاء بالكسرة عن الياء كثير في لغة هذيل، وهي اختيار الطبري.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وابن محيصن (يأتي) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
وقرأ ابن كثير ويعقوب وسهل وابن مسعود وأبي بن كعب (يأتي) بالياء في الوقف والوصل.
[معجم القراءات: 4/138]
قال ابن مجاهد:
«... غير أن ابن كثير كان يقف بالياء، ويصل بالياء، فيما أحسب».
وقد ذكر هذا ابن مجاهد بعد أن ذكر قراءة ابن كثير كقراءة أبي عمرو والكسائي بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف. وقال الأنباري:
«في مصحف أبي وعبد الله بن مسعود (يوم يأتي لا تكلم) بالياء، وقال أبو عبيد: الذي رأيته في الإمام مصحف عثمان بغير ياء».
وفي حاشية الجمل:
«وقد وردت المصاحف بإثباتها وحذفها، ففي مصحف أبي إثباتها، وفي مصحف عثمان حذفها، وإثباتها هو الوجه؛ لأنها لام الكلمة وإنما حذفوها في القوافي والفواصل لأنها محل وقف».
وقريب من هذا في بحر أبي حيان.
وقال الزجاج:
«الذي يختاره النحويون: يوم يأتي... بإثبات الياء، والذي في المصحف وعليه القراء القراءة بكسر التاء من غير ياء، وهذيل تستعمل حذف هذه الياءات كثيرة، وقد ذكر سيبويه والخليل أن العرب تقول: لا أدر، فتحذف الياء وتجتزئ بالكسر، إلا أنهم يزعمون أن ذلك لكثرة الاستعمال.
والأجود في النحو إثبات الياء، والذي أراه اتباع المصحف مع إجماع القراء؛ لأن القراءة سنة، وقد جاء مثله في كلام العرب».
[معجم القراءات: 4/139]
وقرأ الأعمش وابن مسعود (يأتون).
وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحف ابن مسعود.
{لَا تَكَلَّمُ}
قرأ ابن كثير وحده في رواية البزي وابن فليح (لا تكلم)بتشديد التاء في الوصل مع المدة المشبع في الألف من «لا».
وقراءة الباقين {لا تكلم}بتخفيف التاء مع القصر، وأصله لا تتكلم: بتاءين. فحذفت إحداهما.
{بِإِذْنِهِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين). [معجم القراءات: 4/140]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (106) إلى الآية (108) ]

{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) }

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "شقوا" بضم الشين استعمله متعديا، يقال أشقاه الله وشقاه، والجمهور بفتحها من شقى فعل قاصر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)}
{شَقُوا}
قراءة الجمهور {شقوا} بفتح الشين، من «شقي» وهو فعل لازم، حذفت منه الياء عند إسناده إلى واو الجماعة، وضمت القاف قبلها.
وقرأ الحسن (شقوا) بضم الشين، على البناء للمفعول، فهو من «شقي»، وعلى هذا فالفعل متعد، يقال: أشقاه الله، وشقاه.
{فَفِي النَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/۳۹ من سورة البقرة.
{النَّارِ لَهُمْ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في اللام، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 4/140]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يريد} كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جمهور أهل المشرق، وعند جمهور أهل المغرب {معدود} قبله، وعند قوم {مجذوذ} بعده، وعند آخرين {منقوص} ). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)}
{وَالْأَرْضُ}
تقدم في الآية /۹۹ من سورة يونس، وكذا في الآية / 30 من سورة آل عمران نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف الهمزة (ولرض).
{شَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
والفتح والإمالة عن هشام.
والباقون على الفتح.
وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والقصر.
وتقدم حكم {شاء»} في الآية / ۲۰من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/141]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في ضم السِّين وَفتحهَا من قَوْله {وَأما الَّذين سعدوا} 108
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {سعدوا} بِفَتْح السِّين
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {سعدوا} بِضَم السِّين). [السبعة في القراءات: 339]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((سعدوا) بضم السين، كوفي - غير أبي بكر ). [الغاية في القراءات العشر: 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فعميت} [28]: بالتشديد، و{مجراها} [41]: بفتح الميم،
[المنتهى: 2/747]
و{سعدوا} [108]: بضم السين هما، وخلفٌ، وحفص، وافق علي عن أبي بكر، والمفضل في الميم، زاد المفضل فتح (ومرسها) [41]، وربما ضم الميمين.
بالإمالة أبو عمرو غير أبي زيد، وهما، وخلف، وابن مامويه، والصوري عن ابن ذكوان، وحفص غير البختري والخزاز والقواس إلا الصفار). [المنتهى: 2/748] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (سعدوا) بضم السين، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {وأما الذين سعدوا} (108): بضم السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (وأما الّذين سعدوا) بضم السّين، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 408]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([108]- {سُعِدُوا} بضم السين: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (766 - وَفِي سَعِدُوا فَاضْمُمْ صِحَابًا وَسَلْ بِهِ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([766] وفي سعدوا فاضمم (صحابـ)ًا وسل به = وخف وإن كلا (إ)لى (صـ)فوه (د)لا
(سعدوا)، من قولهم: سعده يسعده، وهي لغة هذيل؛ ومنه قولهم: رجل مسعود. ولبيك وسعديك، أي سعدًا لك بعد سعد.
وكذلك حكى الكسائي أن سعدوا وأسعدوا بمعنى.
[فتح الوصيد: 2/996]
وقال أبو عمرو بن العلاء: «يقال: سعد بغير ألف، كما يقال: جن زيدٌ؛ يعني مع قولهم: أجنه الله».
وقد قيل: هما في الأصل لغتان: سعده وأسعده، فتتداخل اللغتان، وشذت إحداهما فقالوا: أسعده، وقالوا: مسعود في الأكثر، كما قالوا: أحببت وقالوا: محبوب، مع قولهم: حببت ومحب.
فإلى هذا أشار بقوله: (وسل به)؛ يقال: سل به، معنی: اعتن به واشتغل به؛ كما يقال: سل عنه، بمعنى ابحث عنه وفتش). [فتح الوصيد: 2/997]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([766] وفي سعدوا فاضمم صحاباً وسل به = وخف وإن كلًّا إلى صفوه دلا
[767] وفيها وفي يس والطارق العلا = يشدد لما كاملٌ نص فاعتلا
ح: (في سعدوا): مفعول (فاضمم)، (صحابًا): حال، أي: ذا صحاب، (سل به): بمعنى (عنه)، نحو: {سأل سائلٌ بعذابٍ} [المعارج: 1]، أي: عن عذاب، والضمير: لحرف الضم، (خف): مبتدأ، (وإن كلًّا): مضاف إليه، (دلا): خبر، (إلى صفوه): متعلق به، والمعنى: أدلى دلوه إلى صفو الخف، فاستخرجها ملأى، (لما): مفعول (يشدد)، (كاملٌ): فاعله، (نص): فعل ماضٍ صفة له (كامل)، (فاعتلى): عطف عليه، (فيها وفي يس): ظرف (يشدد)، وضمير (فيها): للسورة، (العلا): صفة السور الثلاث، لكن ... وقع الضمير موصوفًا أيضًا.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {وأما الذين سعدوا} [108] بضم السين على بناء المجهول، بناءًا على أنه فعل متعدٍّ، كقولهم: (مسعود)، ولا يأتي اسم المفعول إلا من المتعدي، وأشار إلى غموض
[كنز المعاني: 2/322]
القراءة بقوله: (سل به)، أي: فتش عنه، وتفحص حتى تتحقق صحتها.
والباقون: بفتح السين على بناء الفاعل بناءً على لزوم الفعل.
وقرأ نافع وأبو بكر وابن كثير: {وإن كلًا لما ليوفينهم} [111] بتخفيف {إن}، والباقون: بالتشديد.
ثم قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد {لما} ههنا، وفي يس: {وإن كلٌ لما جميعٌ} [32]، وفي الطارق: {إن كل نفسٍ لما عليها} [4]، والباقون: بالتخفيف.
فتحصل هنا أربع قراءات: تخفيفهما لنافع وابن كثير على أن (إن) مخففة من الثقيلة عملت في {كلا}، ولام {لما} للتوكيد دخلت على الخبر، و{ليوفينهم} جواب القسم تقديره، وإن كلًّا لخلقٌ ليوفينهم، نحو: {وإن منكم لمن ليبطئن} [النساء: 72].
[كنز المعاني: 2/323]
وتشديدهما لابن عامر وحمزة وحفص، فـ {إن}: على الأصل، و{لما}: فعلى أن الأصل: (لمن ما)، أي: لمن خلقٍ ليوفينهم، قلبت النون ميمًا، فاجتمع ثلاث ممات، حذفت الأولى، وأدغمت الثانية في الثالثة. وتخفيف {إن} وتشديد {لما} لأبي بكر وحده، وتشديد {إن} وتخفيف {لما} لأبي عمرو والكسائي، ووجه التخفيف والتثقيل يفهم مما ذكر.
وأما تشديد {لما} في السور الثلاث مع تخفيف {إن}: فعلى أن (إن) نافية، و(لما)، بمعنى (إلا)، وتخفيفها: فعلى أنها مخففة من الثقيلة، واللام للتأكيد، ودخلت على الخبر). [كنز المعاني: 2/322] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (766- وَفِي سَعِدُوا فَاضْمُمْ "صِحَابـ"ـًا وَسَلْ،.. بِهِ وَخِفُّ وَإِنْ كُلًا "إِ"لَى "صَـ"ـفْوِهِ "دَ"لا
صحابا؛ أي: ذا صحاب ويقال: سال عنه وسال به بمعنى وعليه حمل قوله: تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ}.
أي: عن عذاب ومنه:
"فسئل به خبيرا".
وقال علقمة:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/245]
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب
وقال الشيخ: سل به بمعنى اعتن به واشتغل به كما يقال: سل عنه بمعنى ابحث عنه وفتش عنه، وإنما قال ذلك؛ لصعوبة تخريج وجه الضم؛ لأنه يقتضي أن يكون سعد متعديا وهي لغة مجهولة ويدل على وجودها قولهم: مسعود والمعروف أسعده الله بالألف وقيل: إن سعد لغة هذيل يقال سعد كما يقال: جن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/246]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (766 - وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به = وخفّ وإن كلّا إلى صفوه دلا
قرأ حمزة والكسائي وحفص: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا. بضم السين، وقرأ غيرهم بفتحها. وقرأ نافع وشعبة وابن كثير: وإن كلا بتخفيف نون وَإِنَّ أي: إسكانها، وقرأ غيرهم بتشديد مفتوحة.
والمعنى: قوله: (وسل به) أي اعتن وفتش عن أسباب سعادة هؤلاء واحتذ حذوهم لتسعد كما سعدوا). [الوافي في شرح الشاطبية: 292] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سُعِدُوا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {سعدوا} [108] بضم السين، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (696- .... .... .... .... .... = .... وضمّ سعدوا شفا عدل). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) أي ضم السين من قوله تعالى: وأما الذين سعدوا حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وضم مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وعين [(عدل)] حفص- السين [من] وأمّا الّذين سعدوا [108]، والباقون بفتحها.
تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105].
يقال: «سعد» فلان، لازم، ثم يعدى بالهمزة: «أسعده».
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/384]
وهذيل تعديه بنفسه فتقول: «سعده» و«نظره»، أبو عمرو: بجنّ وأجنه أو هما لغتان مطلقا؛ لوجود «مسعود» وعدم «مسعد»، ثم التزم إحدى اللغتين:
فالفتح على أنه مبني للفاعل من اللازم.

والضم على أنه مبني للمفعول من الثلاثي المتعدي بنفسه [على المذهبين]، أصله: أسعدهم الله، ثم غير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سُعِدُوا" [الآية: 108] فحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بضم السين بالبناء للمفعول من سعده الله بمعنى أسعده، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل من اللازم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأما الذين سعدوا}
{سعدوا} [108] قرأ حفص والأخوان بضم السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 725]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)}
{سُعِدُوا}
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وفي رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (سعدوا) بفتح السين، مبنيًا للفاعل، وذكر أبو زرعة أن الفتح هو المختار عند أهل اللغة، واختارها أبو
عبيد وأبو حاتم.
[معجم القراءات: 4/141]
وقرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن وثاب والأعمش (سعدوا) بضم السين مبنيًا للمفعول، وهي لغة قليلة شاذة.
والقراءتان عند الطبري معروفتان، فبأيتهما قرأ القاري فمصيب الصواب.
قال أبو حيان:
«وكان علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي (سعدوا) مع علمه بالعربية، ولا يتعجب من ذلك؛ إذ هي قراءة منقولة عن ابن مسعود ومن ذكرنا معه.
وقد احتج الكسائي بقولهم: مسعود...
وقال المهدوي: ومن قرأ: {سعدوا} فهو محمول على مسعود، وهو شاذ قليل، لأنه لا يقال: سعده الله وإنما أسعده.
وذكروا أن الفراء حكى أن هذيلًا؟ تقول: سعده الله بمعنى أسعده....».
وقال العكبري: «... بفتح السين وهو الجيد، وقرئ بضمها وهو ضعيف...».
وقال الشهاب: «وقال الكسائي: إنهما لغتان بمعنى، وكذا قال أبو عمرو رحمه الله تعالى.
وقيل من قرأ {سعدوا} حمله على مسعود، وهو شاذ قليل....».
{وَالْأَرْضُ}
انظر حكم النقل في الآية السابقة، والآية / 99 من سورة يونس.
{شَاءَ}
تقدمت إمالته، وحكم الهمز في الوقف في الآية السابقة.
{عَطَاءً غَيْرَ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
[معجم القراءات: 4/142]
{غَيْرَ}
رقق الراء الأزرق وورش.
{مَجْذُوذٍ}
قراءة الجماعة «مجذوذ» بذالين معجمتين، أي: مقطوع.
وقرأ بعض القراء (مجدود) بدالين مهملتين، أي: مقطوع). [معجم القراءات: 4/143]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة