العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (ما) المصدرية في القرآن الكريم

دراسة (ما) المصدرية في القرآن الكريم
السهيلي ذهب إلى ما ذهب إليه الأخفش من أن (ما) المصدرية اسم لا حرف، ثم ذكر شرطا في صلة (ما) عجبيا عبر عنه بقوله في
[النتائج:140-141]: « والأصل في هذا الفصل أن (ما) لما كانت اسما مبهما لم يصح وقوعها إلا على جنس تختلف أنواعه، فإن كان المصدر مختلف الأنواع جاز أن تقع عليه، ويعبر بها عنه؛ كقولك: يعجبني ما صنعت، وما عملت، وما فعلت، وكذلك تقول: ما حكمت، لأن الحكم مختلف أنواعه، وكذلك الصنع، والفعل، والعمل، فإن قلت: يعجبني ما جلست، وما انطلق زيد كان غثا من الكلام؛ لخروج (ما) عن الإبهام ووقوعها على مالا يتنوع من المعاني؛ لأنه يكون التقدير حينئذ: أعجبني الجلوس الذي جلست، والقعود الذي قعدت؛ فيكون آخر الكلام مفسرا لأوله رافعا للإبهام، فلا معنى حينئذ لـ(ما)،
فأما قوله تعالى: {ذلك بما عصوا} [2: 61] فلأن المعصية تختلف أنواعها، وقوله سبحانه وتعالى: {بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}
[9: 77] فهو كقولك: لأعاقبنك بما ضربت زيدا، وبما شتمت عمرا أوقعتها على الذنب، والذنب مختلف الأنواع، ودل ذكر المعاقبة والمجازاة على ذلك، فكأنك قلت: لأجزينك بالذنب الذي هو ضرب زيد أو شتم عمرو، فـ(ما) على بابها غير خارجة عن إبهامها.

نق ابن القيم أيضا كلام السهيلي السابق في [البدائع:1/142] ثم أتبعه الرد عليه فقال [1/142-143] : «وليس كما زعم رحمه الله فإنه لا يشترط في كونها مصدرية ما ذكر من الإبهام، بل تقع على المصدر الذي لا تختلف أنواعه بل هو نوع واحد، فإن إخلافهم ما وعد الله كان نوعا واحدا مستمرا معلوما وكذلك كذبهم، وأصرح من هذا كله قوله تعالى: {كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [3: 79] فهذا مصدر معين خاص لا إبهام فيه بوجه، وهو علم الكتاب ودرسه، وهو فرد من أفراد العمل والصنع، فهو كما منعه من الجلوس والقعود والانطلاق- ونظيره: {بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} [6: 93]. فاستكبارهم، وقولهم على الله غير الحق مصدران معينان غير مبهمين واختلاف أفرادهما كاختلاف أفراد الجلوس والانطلاق، ولو أنك قلت في الموضع الذي منعه: هذا بما جلست، وهذا بما نطقت كان حسنا غير غث .... ».


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة