العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 04:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة النجم [ من الآية (33) إلى الآية (41) ]

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (34) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (41)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (39)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت دراجاً أبا السبح يقول: خرجت سريّةٌ غازيةٌ، فسأل رجلٌ رسول اللّه أن يحمله، فقال: ما أجد ما أحملك عليه، قال: فانصرف حزينًا، فمرّ برجلٍ راحلته منيجةٌ بين يديه، فشكا إليه، فقال له الرّجل: هل لك أن أحملك فتلحق الجيش بحسناتك، فقال: نعم، فركب؛ فنزل الكتاب: {أفرأيت الّذي تولّى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى (35) أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى (37) ألّا تزر وازرةٌ وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأنّ سعيه سوف يرى (40) ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى}). [الجامع في علوم القرآن: 1/103-104]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفرأيت الّذي تولّى (33) وأعطى قليلاً وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى (35) أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى (37) ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: أفرأيت يا محمّد الّذي أدبر عن الإيمان باللّه، وأعرض عنه وعن دينه، وأعطى صاحبه قليلاً من ماله، ثمّ منعه فبخل عليه فلم يعطه.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنّه عاتبه بعض المشركين، وكان قد اتّبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على دينه، فضمن له الّذي عاتبه إن هو أعطاه شيئًا من ماله، ورجع إلى شركه أن يتحمّل عنه عذاب الآخرة، ففعل، فأعطى الّذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له، ثمّ بخل ومنعه تمام ما ضمن له.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأكدى} قال: الوليد بن المغيرة: أعطى قليلاً ثمّ أكدى.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفرأيت الّذي تولّى} إلى قوله: {فهو يرى} قال: هذا رجلٌ أسلم، فلقيه بعض من يعيّره فقال: أتركت دين الأشياخ وضلّلتهم، وزعمت أنّهم في النّار، كان ينبغي لك أن تنصرهم، فكيف تفعل بآبائك، فقال: إنّي خشيت عذاب اللّه، فقال: أعطني شيئًا، وأنا أحمل كلّ عذابٍ كان عليك عنك، فأعطاه شيئًا، فقال زدني، فتعاسر حتّى أعطاه شيئًا، وكتب له كتابًا، وأشهد له، فذلك قول اللّه: {أفرأيت الّذي تولّى} {وأعطى قليلاً وأكدى} عاسره {أعنده علم الغيب فهو يرى} نزلت فيه هذه الآية). [جامع البيان: 22/71-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 33 – 37
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج في مغزاة فجاء رجل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال: أعطني شيئا قال: أعطيك بكري هذا على أن تتحمل بذنوبي فقال له: نعم فأنزل الله {أفرأيت الذي تولى (33) وأعطى قليلا وأكدى}). [الدر المنثور: 14/43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن دراج أبي السمح قال: خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال: لا أجد ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه فقال له الرجل: هل لك أن أحملك فتلحق الجيش فقال: نعم فنزلت: {أفرأيت الذي تولى} إلى قوله {ثم يجزاه الجزاء الأوفى}). [الدر المنثور: 14/43-44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال: أتركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال: إني خشيت عذاب الله قال: أعطني شيئا وأنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال: زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئا وكتب له كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية {أفرأيت الذي تولى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى}). [الدر المنثور: 14/44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أفرأيت الذي تولى} قال: الوليد بن المغيرة كان يأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيسمع ما يقولان وذلك {وأعطى} من نفسه أعطى الاستماع {وأكدى} قال: انقطع عطاؤه نزل في ذلك {أعنده علم الغيب} قال: الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذ كان يختلف إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر). [الدر المنثور: 14/44]

تفسير قوله تعالى: (وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وأعطى قليلا وأكدى قال أعطى قليلا ثم قطع ذلك.
عن معمر عن رجل عن عكرمة مثل ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وأكدى} [النجم: 34] : «قطع عطاءه»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وأكدى قطع عطاءه وصله الفريابيّ بلفظ اقتطع عطاءه وروى الطّبريّ من هذا الوجه عن مجاهدٍ أنّ الّذي نزلت فيه هو الوليد بن المغيرة ومن طريق أخرى منقطعة عن بن عبّاسٍ أعطى قليلًا أي أطاع قليلًا ثمّ انقطع وأخرج بن مردويه من وجه لين عن بن عبّاسٍ أنّها نزلت في الوليد بن المغيرة وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة أعطى قليلًا ثمّ قطع ذلك وقال أبو عبيدة مأخوذٌ من الكدية بالضّمّ وهو أن يحفر حتّى ييأس من الماء). [فتح الباري: 8/604]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس
وبه في قوله 22 النّجم {تلك إذا قسمة ضيزى} قال عوجاء
وفي قوله 34 النّجم {وأعطى قليلا وأكدى} قال اقتطع عطاءه). [تغليق التعليق: 4/321-322] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وأكدى قطع عطاءه
أشار به إلى قوله تعالى: {أفرأيت الّذي تولى وأعطى قليلا وأكدى} (النّجم: 33، 43) وفسّر: (أكدى) بقوله: (قطع عطاءه) نزلت في الوليد بن المغيرة. قال مقاتل: يعني أعطى الوليد قليلا من الخير بلسانه ثمّ أكدى، أي: قطعه ولم يتم عليه، وعن ابن عبّاس والسّديّ والكلبي والمسيب بن شريك. نزلت في عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، وله قصّة تركناها لطولها، وأصل أكدى، من الكدية وهو حجر يظهر في البئر ويمنع من الحفر ويوئس من الماء، ويقال: كديت أصابعه إذا بخلت، وكديت يده إذا كلت فلم تعمل شيئا). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وأكدى}) [النجم: 34] أي (قطع عطاءه) قال:
فأعطى قليلًا ثم أكدى عطاءه = ومن يبذل المعروف في الناس يحمد
وهو من قولهم: أكدى الحافر إذا بلغ الكدية وهي الصخرة الصلبة فترك الحفر). [إرشاد الساري: 7/358]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أعطى قليلاً} قال: يقال أعطى قليلا وانقطع). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 107]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفرأيت الّذي تولّى} إلى قوله: {فهو يرى} قال: هذا رجلٌ أسلم، فلقيه بعض من يعيّره فقال: أتركت دين الأشياخ وضلّلتهم، وزعمت أنّهم في النّار، كان ينبغي لك أن تنصرهم، فكيف تفعل بآبائك، فقال: إنّي خشيت عذاب اللّه، فقال: أعطني شيئًا، وأنا أحمل كلّ عذابٍ كان عليك عنك، فأعطاه شيئًا، فقال زدني، فتعاسر حتّى أعطاه شيئًا، وكتب له كتابًا، وأشهد له، فذلك قول اللّه: {أفرأيت الّذي تولّى} {وأعطى قليلاً وأكدى} عاسره {أعنده علم الغيب فهو يرى} نزلت فيه هذه الآية). [جامع البيان: 22/71-72] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وأكدى} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ الشّيبانيّ، عن ثابتٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {أعطى قليلاً وأكدى} قال: أعطى قليلاً ثمّ انقطع.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أفرأيت الّذي تولّى (33) وأعطى قليلاً وأكدى} يقول: أعطى قليلاً ثمّ انقطع.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وأعطى قليلاً وأكدى} قال: انقطع فلا يعطي شيئًا، ألم تر إلى البئر يقال لها أكدت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وأكدى}: انقطع عطاؤه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن طاوسٍ، وقتادة، في قوله: {وأكدى} قال: أعطى قليلاً، ثمّ قطع ذلك.
- قال: حدّثنا ابن ثورٍ قال: حدّثنا معمرٌ، عن عكرمة، مثل ذلك.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأكدى} أي بخل وانقطع عطاؤه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأكدى} يقول: انقطع عطاؤه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأكدى} عاسره.
والعرب تقول: حفر فلانٌ فأكدى، وذلك إذا بلغ الكدية، وهو أن يحفر الرّجل في السّهل، ثمّ يستقبله جبلٌ فيكدي، يقال قد أكدى يكدي كداءً، وكديت أظفاره وأصابعه كدًى شديدًا، منقوصٌ: إذا غلظت، وكديت أصابعه إذا كلّت فلم تعمل شيئًا، وكدا النّبت إذا قلّ رفعه يهمز ولا يهمز.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: اشتقّ قوله: أكدى، من كدية الرّكيّة، وهو أن يحفر حتّى ييأس من الماء، فيقال حينئذٍ بلغنا كديتها). [جامع البيان: 22/72-74]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وأعطى قليلا وأكدى يعني الوليد بن المغيرة أعطى ثم أكدى يقول قطع عطاءه). [تفسير مجاهد: 2/631-632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال: أتركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال: إني خشيت عذاب الله قال: أعطني شيئا وأنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال: زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئا وكتب له كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية {أفرأيت الذي تولى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى}). [الدر المنثور: 14/44] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أفرأيت الذي تولى} قال: الوليد بن المغيرة كان يأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيسمع ما يقولان وذلك {وأعطى} من نفسه أعطى الاستماع {وأكدى} قال: انقطع عطاؤه نزل في ذلك {أعنده علم الغيب} قال: الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذ كان يختلف إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر). [الدر المنثور: 14/44] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس في قوله {وأعطى قليلا وأكدى} قال: قطع نزلت في العاص بن وائل). [الدر المنثور: 14/45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وأعطى قليلا وأكدى} قال: أطاع قليلا ثم انقطع). [الدر المنثور: 14/45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {وأعطى قليلا وأكدى} قال: أعطى قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدره بمنة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
أعطى قليلا ثم أكدى بمنه * ومن ينشر المعروف في الناس يحمد). [الدر المنثور: 14/45]

تفسير قوله تعالى: (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى} يقول تعالى ذكره: أعند هذا الّذي ضمن له صاحبه أن يتحمّل عنه عذاب اللّه في الآخرة علم الغيب، فهو يرى حقيقة قوله، ووفاءه بما وعد؟!). [جامع البيان: 22/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أفرأيت الذي تولى} قال: الوليد بن المغيرة كان يأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيسمع ما يقولان وذلك {وأعطى} من نفسه أعطى الاستماع {وأكدى} قال: انقطع عطاؤه نزل في ذلك {أعنده علم الغيب} قال: الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذ كان يختلف إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر). [الدر المنثور: 14/44] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى} يقول تعالى ذكره: أم لم يخبر هذا المضمون له أن يتحمّل عنه عذاب اللّه في الآخرة، بالّذي في صحف موسى بن عمران عليه السّلام). [جامع البيان: 22/74]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وحدّثني عليّ بن عيسى، ثنا محمّد بن النّضر الجاروديّ، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت سبّح اسم ربّك الأعلى قال: «كلّها في صحف إبراهيم» ، فلمّا نزلت والنّجم إذا هوى فبلغ {وإبراهيم الّذي وفّى (37) ألّا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [النجم: 38] إلى قوله: {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} [النجم: 56] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/511]

تفسير قوله تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي وسئل عن الآية التي قال الله: {وإبراهيم الذي وفى}، قال: أوفى يذبح ابنه.
وسئل عن هذه الآية التي قال الله: {وحملناه على ذات ألواحٍ ودسرٍ}، قال: هي المسامير الدسر). [الجامع في علوم القرآن: 2/151]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس في قوله تعالى وإبراهيم الذي وفى قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله وإبراهيم الذى وفى). [تفسير عبد الرزاق: 2/251]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال ابن عيينة وقال ابن أبي نجيح في قوله {وفى} أدى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [تفسير عبد الرزاق: 2/251]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله الذي وفى قال أوفى طاعة الله ورسالته إلى خلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى نزل وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الّذي وفّى} [النجم: 37] : «وفّى ما فرض عليه»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الّذي وفّى وفّى ما فرض عليه وصله الفريابيّ بلفظه وروى سعيد بن منصورٍ عن عمرو بن أوس قال وفي أي بلغ وروى بن المنذر من وجهٍ آخر عن عمرو بن أوسٍ قال كان الرّجل يؤخذ بذنب غيره حتّى جاء إبراهيم فقال اللّه تعالى وإبراهيم الّذي وفي أن لا تزر وازرة وزر أخرى ومن طريق هذيل بن شرحبيل نحوه وروى الطّبريّ بإسنادٍ ضعيفٍ عن سهل بن معاذ بن أنسٍ عن أبيه قال كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول سمّى اللّه إبراهيم خليله الّذي وفّى لأنّه كان يقول كلّما أصبح وأمسى فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون وروى عبد بن حميدٍ بإسنادٍ ضعيفٍ عن أبي أمامة مرفوعًا وفي عمل يومه بأربع ركعات من أول النّهار). [فتح الباري: 8/605]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس
وبه في قوله 22 النّجم {تلك إذا قسمة ضيزى} قال عوجاء
وفي قوله 34 النّجم {وأعطى قليلا وأكدى} قال اقتطع عطاءه
وبه في قوله 49 النّجم {وأنه هو رب الشعرى} قال مرزم الجوزاء
وبه في قوله 37 النّجم وإبراهيم الّذي وفى قال ما فرض عليه). [تغليق التعليق: 4/321-322] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الّذي وفّى وفّى ما فرض عليه
أشار به إلى قوله تعالى: {وإبراهيم الّذي وفى} (النّجم: 73) وفسّر قوله: {إبراهيم الّذي وفى} بقوله: وفّى ما فرض عليه من الأمر، ووفى بالتّشديد أبلغ من وفى بالتّخفيف، لأن باب التفعيل فيه المبالغة، وعن ابن عبّاس وأبي العالية: أوفى أدّى {إن لا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام: 461) وعن الزّجاج: وفي بما أمر به وما امتحن به من ذبح ولده وعذاب قومه). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الذي وفى}) أي (وفى ما فرض عليه) وقال الحسن عمل ما أمر به وبلغ رسالات ربه إلى خلقه وقيل قيامه بذبح ابنه). [إرشاد الساري: 7/358-359]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} يقول: وإبراهيم الّذي وفّى من أرسل إليه ما أرسل به.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى الّذي وفّى، فقال بعضهم: وفّاه بما عهد إليه ربّه من تبليغ رسالته، وهو {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاءٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الوليّ بالوليّ، حتّى كان إبراهيم، فبلغ {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} لا يؤاخذ أحدٌ بذنب غيره.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، وعكرمة: {وإبراهيم الّذي وفّى} قالا: بلغ هذه الآيات {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى طاعة اللّه، وبلّغ رسالات ربّه إلى خلقه.
وكان عكرمة يقول: وفي هؤلاء الآيات العشر {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} حتّى بلغ {وأنّ عليه النّشأة الأخرى}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} أوفى طاعة اللّه ورسالته إلى خلقه.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: بلّغ ما أمر به.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: بلّغ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى: بلّغ رسالات ربّه، بلّغ ما أرسله به، كما يبلّغ الرّجل ما أرسلته. به.
وقال آخرون: بل وفّى بما رأى في المنام من ذبح ابنه، وقالوا قوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} من المؤخّر الّذي معناه التّقديم؛ وقالوا: معنى الكلام: أم لم ينبّأ بما في صحف موسى ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى، وبما في صحف إبراهيم الّذي وفّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى} يقول: إبراهيم الّذي استكمل الطّاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرّؤيا، والّذي في صحف موسى {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} إلى آخر الآية.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني ابن لهيعة، عن أبي صخرٍ، عن القرظيّ، وسئل، عن هذه الآية، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى بذبح ابنه.
وقال آخرون بل معنى ذلك: أنّه وفّى ربّه جميع شرائع الإسلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال: حدّثنا خارجة بن مصعبٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الإسلام ثلاثون سهمًا وما ابتلي بهذا الدّين أحدٌ فأقامه إلاّ إبراهيم قال اللّه {وإبراهيم الّذي وفّى} فكتب اللّه له براءةً من النّار.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وإبراهيم الّذي وفّى} ما فرض عليه.
وقال آخرون: وفّى بما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الخبر الّذي حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ قال: ثني زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذ بن أنسٍ، عن أبيهٍ قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ألا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وأمسى: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون} حتّى ختم الآية.
وقال آخرون: بل وفّى ربّه عمل يومه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: حدّثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: أتدرون ما وفّى؟ قالوا اللّه ورسوله أعلم قال: وفّى عمل يومه أربع ركعاتٍ في النّهار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: وفى جميع شرائع الإسلام وجميع ما أمر به من الطّاعة، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عنه أنّه وفّى فعمّ بالخبر عنه عن توفيته جميع الطّاعة، ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ.
فإن قال قائلٌ: فإنّه خصّ ذلك بقوله وفّى {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فإنّ ذلك ممّا أخبر اللّه جلّ ثناؤه أنّه في صحف موسى وإبراهيم، لا ممّا خصّ به الخبر عن أنّه وفّى وأمّا التّوفية فإنّها على العموم، ولو صحّ الخبران اللّذان ذكرناهما أو أحدهما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم نعد القول به إلى غيره ولكن في إسنادهما نظرٌ يجب التّثبّت فيهما من أجله). [جامع البيان: 22/74-78]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة قال حدثنا جعفر عن القاسم عن أبي أمامة قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وإبراهيم الذي وفى قال أتدرون ما وفى فقلنا الله ورسوله أعلم قال وفى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار). [تفسير مجاهد: 2/632]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يقول وفى ما فرض عليه). [تفسير مجاهد: 2/632]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ معاذ بن هشامٍ، ثنا أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «أتعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرّؤية لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم وصلوات اللّه عليهم أجمعين» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/509]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن الحسن الكارزيّ، ثنا عليّ بن عبد العزيز، ثنا معلّى بن راشدٍ، ثنا وهيبٌ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " سهام الإسلام ثلاثون سهمًا لم يتمّمها أحدٌ قبل إبراهيم عليه السّلام، قال اللّه عزّ وجلّ: {وإبراهيم الّذي وفّى} [النجم: 37] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وإبراهيم الذي وفى}.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردوية والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما قوله {وإبراهيم الذي وفى} قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: وفي عمل يومه بأربع ركعات كان يصليهن من أول النهار وزعم أنها صلاة الضحى). [الدر المنثور: 14/45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى الله بالبلاغ). [الدر المنثور: 14/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى ما فرض عليه). [الدر المنثور: 14/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردوية عن ابن عباس قال: سهام الإسلام ثلاثون سهما لم يمسها أحد قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله {وإبراهيم الذي وفى}). [الدر المنثور: 14/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى طاعة الله وبلغ رسالة ربه إلى خلقه). [الدر المنثور: 14/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ هذه الآية {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ ما أمر به). [الدر المنثور: 14/46-47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} يقول: الذي استكمل الطاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرؤيا والذي في صحف موسى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 14/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن القرظي {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى بذبح ابنه). [الدر المنثور: 14/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى سهام الإسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهما منها عشرة في براءة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) (التوبة 111) الآيات كلها وعشرة في الأحزاب (إن المسلمين والمسلمات) (الأحزاب 35) الآيات كلها وستة في (قد أفلح المؤمنين) (المؤمنون 1) من أولها الآيات كلها وأربع في (سأل سائل) (المعارج 1) (والذين يصدقون بيوم الدين) (المعارج 26) (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) (المعارج 27) الآيات كلها فذلك ثلاثون سهما فمن وافى الله بسهم منها فقد وافاه بسهم من سهام الإسلام ولم يوافه بسهام الإسلام كلها إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله {وإبراهيم الذي وفى}). [الدر المنثور: 14/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 38 - 41
أخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت {والنجم} فبلغ {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله {من النذر الأولى}). [الدر المنثور: 14/47-48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال: أدى عن ربه {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ وأدى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالمولى حتى كان إبراهيم فبلغ {ألا تزر وازرة وزر أخرى} لا يؤخذ أحد بذنب غيره). [الدر المنثور: 14/48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره فيما بين نوح إلى إبراهيم حتى جاء إبراهيم {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} يقول: وإبراهيم الّذي وفّى من أرسل إليه ما أرسل به.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى الّذي وفّى، فقال بعضهم: وفّاه بما عهد إليه ربّه من تبليغ رسالته، وهو {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاءٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الوليّ بالوليّ، حتّى كان إبراهيم، فبلغ {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} لا يؤاخذ أحدٌ بذنب غيره.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، وعكرمة: {وإبراهيم الّذي وفّى} قالا: بلغ هذه الآيات {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى طاعة اللّه، وبلّغ رسالات ربّه إلى خلقه.
وكان عكرمة يقول: وفي هؤلاء الآيات العشر {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} حتّى بلغ {وأنّ عليه النّشأة الأخرى}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} أوفى طاعة اللّه ورسالته إلى خلقه.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: بلّغ ما أمر به.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: بلّغ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى: بلّغ رسالات ربّه، بلّغ ما أرسله به، كما يبلّغ الرّجل ما أرسلته. به.
وقال آخرون: بل وفّى بما رأى في المنام من ذبح ابنه، وقالوا قوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} من المؤخّر الّذي معناه التّقديم؛ وقالوا: معنى الكلام: أم لم ينبّأ بما في صحف موسى ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى، وبما في صحف إبراهيم الّذي وفّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى} يقول: إبراهيم الّذي استكمل الطّاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرّؤيا، والّذي في صحف موسى {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} إلى آخر الآية.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني ابن لهيعة، عن أبي صخرٍ، عن القرظيّ، وسئل، عن هذه الآية، {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: وفّى بذبح ابنه.
وقال آخرون بل معنى ذلك: أنّه وفّى ربّه جميع شرائع الإسلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال: حدّثنا خارجة بن مصعبٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الإسلام ثلاثون سهمًا وما ابتلي بهذا الدّين أحدٌ فأقامه إلاّ إبراهيم قال اللّه {وإبراهيم الّذي وفّى} فكتب اللّه له براءةً من النّار.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وإبراهيم الّذي وفّى} ما فرض عليه.
وقال آخرون: وفّى بما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الخبر الّذي حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ قال: ثني زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذ بن أنسٍ، عن أبيهٍ قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ألا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وأمسى: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون} حتّى ختم الآية.
وقال آخرون: بل وفّى ربّه عمل يومه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: حدّثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: أتدرون ما وفّى؟ قالوا اللّه ورسوله أعلم قال: وفّى عمل يومه أربع ركعاتٍ في النّهار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: وفى جميع شرائع الإسلام وجميع ما أمر به من الطّاعة، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عنه أنّه وفّى فعمّ بالخبر عنه عن توفيته جميع الطّاعة، ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ.
فإن قال قائلٌ: فإنّه خصّ ذلك بقوله وفّى {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فإنّ ذلك ممّا أخبر اللّه جلّ ثناؤه أنّه في صحف موسى وإبراهيم، لا ممّا خصّ به الخبر عن أنّه وفّى وأمّا التّوفية فإنّها على العموم، ولو صحّ الخبران اللّذان ذكرناهما أو أحدهما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم نعد القول به إلى غيره ولكن في إسنادهما نظرٌ يجب التّثبّت فيهما من أجله). [جامع البيان: 22/74-78] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فإنّ من قوله: {ألاّ تزر} على التّأويل الّذي تأوّلناه في موضع خفضٍ ردًّا على ما الّتي في قوله {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى}.
يعني بقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} ألاّ تحمل حاملةٌ إثم حاملةٍ غيرها، بل كلّ آثمةٍ فإنّما إثمها عليها وقد بيّنّا تأويل ذلك باختلاف أهل العلم فيه فيما مضى قبل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ قال: حدّثنا أبو مالكٍ الجنبيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي مالكٍ الغفاريّ، في قوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} إلى قوله: {من النّذر الأولى} قال: هذا في صحف إبراهيم وموسى.
وإنّما عنى بقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} الّذي ضمن للوليد بن المغيرة أن يتحمّل عنه عذاب اللّه يوم القيامة، يقول: ألم يخبر قائل هذا القول، وضامن هذا الضّمان بالّذي في صحف موسى وإبراهيم مكتوبٌ: أن لا تأثم آثمةٌ إثم أخرى غيرها {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} يقول جلّ ثناؤه: أولم ينبّأ أنّه لا يجازى عاملٌ إلاّ بعمله، خيرًا كان ذلك أو شرًّا.
- كما: حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى}، وقرأ {إنّ سعيكم لشتّى} قال: أعمالكم.
وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: هذه الآية منسوخةٌ.
ذكر الرواية بذلك عنه:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} قال: فأنزل اللّه بعد هذا (والّذين آمنوا وأتبعناهم ذرّيّاتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّاتهم) فأدخل الأبناء بصلاح الآباء الجنّة). [جامع البيان: 22/79-80]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي داود المنادي، ثنا عبد الملك بن عمرٍو العقديّ، ثنا زهير بن محمّدٍ، عن أسيد بن أبي أسيدٍ، عن موسى بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الميّت ليعذّب ببكاء الحيّ» فإذا قالت: واعضداه وامانعاه واناصراه واكاسياه حبّذا الميّت فقيل أناصرها أنت، أكاسيها أنت، أعاضدها أنت؟ " قال: فقلت: سبحان اللّه قال اللّه عزّ وجلّ: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [الأنعام: 164] فقال: ويحك أحدّثك عن أبي موسى، عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وتقول هذا؟ فأيّنا كذب فواللّه ما كذبت على أبي موسى وما كذب أبو موسى على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ هذه الآية {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/46] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} يقول: الذي استكمل الطاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرؤيا والذي في صحف موسى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 14/47] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 38 - 41
أخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت {والنجم} فبلغ {وإبراهيم الذي وفى} قال: وفى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله {من النذر الأولى}). [الدر المنثور: 14/47-48] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال: أدى عن ربه {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله {وإبراهيم الذي وفى} قال: بلغ وأدى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالمولى حتى كان إبراهيم فبلغ {ألا تزر وازرة وزر أخرى} لا يؤخذ أحد بذنب غيره). [الدر المنثور: 14/48] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره فيما بين نوح إلى إبراهيم حتى جاء إبراهيم {ألا تزر وازرة وزر أخرى}). [الدر المنثور: 14/48] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فإنّ من قوله: {ألاّ تزر} على التّأويل الّذي تأوّلناه في موضع خفضٍ ردًّا على ما الّتي في قوله {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى}.
يعني بقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} ألاّ تحمل حاملةٌ إثم حاملةٍ غيرها، بل كلّ آثمةٍ فإنّما إثمها عليها وقد بيّنّا تأويل ذلك باختلاف أهل العلم فيه فيما مضى قبل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ قال: حدّثنا أبو مالكٍ الجنبيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي مالكٍ الغفاريّ، في قوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} إلى قوله: {من النّذر الأولى} قال: هذا في صحف إبراهيم وموسى.
وإنّما عنى بقوله: {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} الّذي ضمن للوليد بن المغيرة أن يتحمّل عنه عذاب اللّه يوم القيامة، يقول: ألم يخبر قائل هذا القول، وضامن هذا الضّمان بالّذي في صحف موسى وإبراهيم مكتوبٌ: أن لا تأثم آثمةٌ إثم أخرى غيرها {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} يقول جلّ ثناؤه: أولم ينبّأ أنّه لا يجازى عاملٌ إلاّ بعمله، خيرًا كان ذلك أو شرًّا.
- كما: حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى}، وقرأ {إنّ سعيكم لشتّى} قال: أعمالكم.
وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: هذه الآية منسوخةٌ.
ذكر الرواية بذلك عنه:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى} قال: فأنزل اللّه بعد هذا (والّذين آمنوا وأتبعناهم ذرّيّاتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّاتهم) فأدخل الأبناء بصلاح الآباء الجنّة). [جامع البيان: 22/79-80] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
أخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردوية عن ابن عباس قال {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} فأنزل الله بعد ذلك (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) (سورة الطور الآية 21) فأدخل الله الأبناء الجنة بصلاح الآباء). [الدر المنثور: 14/49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأن سعيه سوف يرى (40) ثم يجزاه الجزاء الأوفى} استرجع واستكان). [الدر المنثور: 14/49]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّ سعيه سوف يرى (40) ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى (41) وأنّ إلى ربّك المنتهى (42) وأنّه هو أضحك وأبكى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: قوله جلّ ثناؤه: {وأنّ سعيه سوف يرى} يقول تعالى ذكره: وأنّ عمل كلّ عاملٍ سوف يراه يوم القيامة، من ورد القيامة بالجزاء الّذي يجازى عليه، خيرًا كان أو شرًّا، لا يؤخذ بعقوبة ذنبٍ غير عامله، ولا يثاب على صالحٍ عملٍ عاملٌ غيره وإنّما عنى بذلك: الّذي رجع عن إسلامه بضمان صاحبه له أن يتحمّل عنه العذاب، أنّ ضمانه ذلك لا ينفعه، ولا يغني عنه يوم القيامة شيئًا، لأنّ كلّ عاملٍ فبعمله مأخوذٌ). [جامع البيان: 22/80]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى} يقول تعالى ذكره: ثمّ يثاب بسعيه ذلك الثّواب الأوفى وإنّما قال جلّ ثناؤه {الأوفى} لأنّه أوفى ما وعد خلقه عليه من الجزاء، والهاء في قوله: {ثمّ يجزاه} من ذكر السّعي، وعليه عادت). [جامع البيان: 22/81]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأكدى...} أي: أعطى قليلاً، ثم أمسك عن النفقة). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأعطى قليلاً وأكدى} معنى "أكدى": قطع، اشتقت من كدية الركية وكدية الرحل وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول: بلغنا كديتها). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وأكدى}: قطع ومنع، وهو مأخوذ من كدية الركية وهو أن يحفر حتى ييأس من الماء فيقال: قد بلغنا كديتها). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأعطى قليلًا وأكدى} أي قطع. وهو من «كدية الرّكيّة».
وهي: الصلاة فيها، وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها، فقطع الحفر.
فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره، أو أعطى ولم يتمّم -: أكدي). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ {أفرأيت الّذي تولّى * وأعطى قليلا وأكدى}
معنى " أكدى " قطع، وأصله من الحفر في البئر يقال للحافر إذا حفر البئر فبلغ إلى حجر لا يمكنه معه الحفر: قد بلغ إلى الكدية، فعند ذلك يقطع الحفر). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (وأكدى) أي: قطع ومنع). [ياقوتة الصراط: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَكْدَى}: أي قطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْدَى}: قطع ومنع). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى...} حاله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى} أي يعرف ما غاب عنه: من أمر الآخرة وغيرها؟!). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى}
معناه فهو يعلم، والرؤية على ضربين:
أحدهما: " رأيت " أبصرت. والآخر: علمت، كما تقول: رأيت زيدا أخاك وصديقك معناه علمت.
ألا ترى أن المكفوف يقول: رأيت زيدا عاقلا، فلو كان من رؤية العين لم يجز). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {أم لم ينبّأ...} المعنى: ألم). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم...}
أي أم لم يخبر، ثم أعلم ما في الصحف). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ). [معاني القرآن: 3/101](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وإبراهيم الّذي وفّى} أي بلّغ). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الّذي وفّى}
أي قضى، يقال إن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وفّى ما أمر به، وما امتحن به من ذبح ولده، فعزم على ذلك حتى فداه اللّه بالذبح وامتحن بالصبر على عداوة قومه حين أجّجت له النار فطرح فيها، وأمر أيضا - بالاختتان فاختتن، وقيل وفّى وهي أبلغ من وفى لأن الذي امتحن به من أعظم المحن). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الَّذِي وَفَّى}: أي بلغ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ ـ أن ليست تزر وازرةٌ وزر أخرى، لا تحتمل الوازرة ذنب غيرها). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى * ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}
وقال: {وإبراهيم الّذي وفّى} {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فقوله: {أن لا تزر} بدل من قوله: {بما في صحف موسى} أي: بأن لا تزر). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وموضع {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}
خفض، المعنى أم لم ينبأ بأن لا تزر وازرة وزر أخرى.
و " أن " ههنا بدل من (ما) ويجوز أن تكون " أن " في موضع رفع على إضمار " هو " كأنه لما قيل: بما في صحف موسى قيل: ما هو؛ قيل هو {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}.
ومعناه ولا تؤخذ نفس بإثم غيرها.
وكذلك قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى} أي ما عمل لآخرته). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}
أي هذا أيضا مما في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
ومعناه: ليس للإنسان إلّا جزاء سعيه، إن عمل خيرا جزي خيرا.
وإن عمل شرّا جزي شرّا..
وتزر من وزر يزر إذا كسب وزرا وهو الإثم). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّ سعيه سوف يرى} عمله). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ سعيه}: عمله {سوف يرى} أي يعلم). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وأنّ سعيه سوف يرى}
إن قال قائل: إن الله عزّ وجلّ يرى عمل كل عامل ويعلمه، فما معنى (سوف يرى)؟
فالمعنى أنه يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي يرى في ميزانه عمله). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ثمّ يجزاه}: يجزى به). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى}
أي يجزي عمله أوفى جزاء. وجائز أن تقرأ سوف يرى، والأجود يرى.
لأن قولك إنّ زيدا سوف أكرم، فيه ضعف لأن إنّ عاملة وأكرم عاملة، فلا يجوز أن ينتصب الاسم من وجهين، ولكن يجوز على إضمار الهاء، على معنى سوف يراه، أو على إضمار الهاء في " أن " تقول: إن زيدا سأكرم، على أنه زيد سأكرم). [معاني القرآن: 5/76]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}

قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: أعطَى فأكْدَى أي أعْطَى قليلا، وقد بلغتُ كديته أي مجهوده). [كتاب الجيم: 3/150]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

لا يبعد الله من يعطي الجزيل ومن = يحبو الجليل وما أكدى ولا نكدا
أكدى بخل أو قل خيره أو قلل عطاؤه). [شرح ديوان الحطيئة: 119]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (يقال: أكدى، إذا أقل، وأصل ذلك في البئر تحفر، فإذا بلغ منها إلى حجر أو كدن استصعب على الحافر. وقيل: قد بلغت كديتها وجمعها كدى فلا يخرج من التراب إلا اليسير، فلذلك قيل للذي يعطي قليلاً: أكدى. قال الله جل وعز: {وأعطى قليلاً وأكدى}. فقالت: إذا بلغ الجهد من الناس لم يكن عطاؤه قليلاً ولا نزراً). [التعازي والمراثي: 125]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): ( فطوف في أصحابه يستثيبهم = فآب وقد أكدت عليه المسائل
يستثيبهم: يطلب ثوابهم ونائلهم، وأكدت: امتنعت، يقال حفر الحافر فأكدى إذ بلغ إلى كدية، وهو الصلب من الأرض، وهو من قول الله تعالى: {وأعطى قليلاً وأكدى}، أي: منع وآب، رجع، غيره: يقال أكدى الرجل إذا لم يصب حاجته). [شرح المفضليات: 181]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {أفرأيت الذي تولى} الآية. قال مجاهد، وابن زيد، وغيرهما: نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي، وذلك أنه كان قد سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس إليه، ووعظه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرب من الإسلام، وطمع النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين وقال له: أتترك ملة آبائك؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل لك بكل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد بن المغيرة على ذلك، ورجع عما هم به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى ذلك المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح، فنزلت الآية فيه. وذكر الثعلبي عن قوم أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه في قصة جرت له مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وذلك كله عندي باطل، وعثمان عن مثله متنزه. وقال السدي: نزلت في العاص بن وائل، فقوله تعالى: {وأعطى قليلا وأكدى} -على هذا القول- هو في المال، وقال مقاتل بن حيان في كتاب الثعلبي المعنى: وأعطى من نفسه قليلا في قربه من الإيمان، ثم أكدى، أي انقطع ما أعطى، وهذا بين من اللفظ، والآخر يحتاج إلى رواية، و"تولى" معناه: أدبر وأعرض، والمراد: عن أمر الله تعالى، و"أكدى" معناه: انقطع عطاؤه، وهو مشبه بالحافر في الأرض، فإذا انتهى إلى كدية، وهي ما صلب من الأرض، وقف وانقطع حفره، وكذلك: أجبل الحافر إذا انتهى إلى جبل، ثم قيل لمن انقطع عمله: أكدى وأجبل).[المحرر الوجيز: 8/ 124]

تفسير قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقوله تعالى: {أعنده علم الغيب فهو يرى} معناه: أعلم من الغيب أن من تحمل ذنوب آخر فإن المتحمل عنه ينتفع بذلك فهو لهذا الذي علمه يرى الحق وله فيه بصيرة، أم هو جاهل لم ينبأ بما في صحف موسى -وهي التوراة- وفي صحف إبراهيم - وهي كتب نزلت عليه من السماء- من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى؟ أي لا تحمل حاملة حمل أخرى، وإنما يؤخذ كل أحد بذنوب نفسه، فلما كان جاهلا بهذا وقع في إعطاء ماله للذي قال له: أنا أتحمل عنك درك الآخرة.
واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى:" الذي وفى"، وفى ما هو الموفى؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الولي بالولي في القتل ونحوه، فوفى إبراهيم عليه السلام وبلغ هذا الحكم من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا، والربيع: ومن طاعة الله تعالى في ذبح ابنه عليهما السلام، وقال عكرمة: وفى هذه العشر الآيات: "ألا تزر وازرة وزر أخرى" فما بعدها، وقال ابن عباس وقتادة وعكرمة: وفى ما افترض عليه من الطاعات على وجهها، وتكملت له شعب الإيمان والإسلام، فأعطاه الله تعالى براءته من النار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: وفى شرائع الإسلام، ثلاثين سهما، وقال أبو أمامة - ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم-: وفى أربع صلوات في كل يوم، والأقوى من هذه كلها القول العام لجميع الطاعات المستوفية لدين الإسلام، فروى أنها لم تفرض على أحد مكملة فوفاها إلا على إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم، ومن الحجة لذلك قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}.
وقرأ ابن جبير، وأبو مالك، وابن السميفع: "وفى" مخففة الفاء، والخلاف فيما وفى به كالخلاف فيما وفاه على القراءة الأولى التي فسرنا ورويت القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأها أبو أمامة.
و"الوزر": الثقل، وأنث "الوازرة" إما لأنه أراد النفس، وإما أراد المبالغة كعلامة ونسابة وما جرى مجراهما، و"أن" في قوله سبحانه: "ألا تزر" مخففة من الثقيلة، وتقديرها: أنه لا تزر، وحسن الحائل بينها وبين الفعل إن بقي الفعل مرتفعا، فهي كقوله تعالى: {أن سيكون منكم مرضى وآخرون} ونحوه، و"أن" في موضع رفع أو خفض كلاهما مرتب).[المحرر الوجيز: 8/ 125-126]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى * وأن إلى ربك المنتهى * وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا * وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى * من نطفة إذا تمنى * وأن عليه النشأة الأخرى * وأنه هو أغنى وأقنى * وأنه هو رب الشعرى * وأنه أهلك عادا الأولى * وثمود فما أبقى}
قوله تعالى: "وأن ليس"، وقوله تعالى بعد ذلك: "وأن، وأنه" معطوف كل ذلك على "أن" المقدرة في قوله تعالى: "ألا تزر وازرة"، وهي كلها بفتح الألف في قراءة الجمهور، وقرأ أبو السمال قعنب: "وإن إلى ربك المنتهى" بكسر الهمزة فيها وفيما بعدها، وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} منسوخ بقوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}، وهذا لا يصح عندي على ابن عباس رضي الله عنهما لأنه خبر لا ينسخ، ولأن شروط النسخ ليست هنا، اللهم إلا أن يتجوز في لفظة النسخ ليفهم سائلا. وقال عكرمة: هذا الحكم كان في قوم إبراهيم وموسى عليهما السلام، وأما هذه الأمة فلها سعي غيرها، والدليل حديث سعد بن عبادة، قال: يا رسول الله: هل لأمي إن تطوعت عنها أجر؟ قال: نعم، وقال الربيع بن أنس: هذا الإنسان الذي في هذه الآية هو الكافر، وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له غيره، وسأل عبد الله بن طاهر بن الحسين والي خراسان الحسين بن الفضل عن هذه الآية مع قوله: {والله يضاعف لمن يشاء}، فقال له: ليس بالعدل إلا ما سعى، وله بفضل الله ما شاء الله، فقبل عبد الله رأس الحسين، وقال الجمهور: الآية محكمة، والتحرير عندي في هذه الآية أن ملاك المعنى هو في اللام من قوله تعالى: "للإنسان"، فإذا حققت الشيء الذي هو حق الإنسان يقول فيه: "لي كذا" لم تجده إلا سعيه، وما تم بعد من رحمة بشفاعة أو رعاية أب صالح أو ابن صالح أو تضعيف حسنات أو تغمد بفضل ورحمة دون هذا كله، فليس هو للإنسان ولا يسعه أن يقول: "لي كذا وكذا" إلا على تجوز وإلحاق بما هو له حقيقة، واحتج بهذه الآية من يرى أنه لا يعمل أحد عن أحد بعد موته ببدن ولا مال، وفرق بعض العلماء بين البدن والمال، وهي عندي كلها فضائل للعامل وحسنات تذكر للمعمول عنه، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا رضي الله عنه بالصدقة عن أمه، والسعي: الكسب.
وقوله تعالى: "يرى" فاعله حاضرو القيامة، أي يراه الله ومن شاهد الأمر، وفي عرض الأعمال على الجميع تشريف للمحسنين وتوبيخ للمسيئين، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سمع بأخيه فيما يكره سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة"). [المحرر الوجيز: 8/ 126-127]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {ثم يجزاه الجزاء الأوفى} وعيد للكافرين وعد للمؤمنين). [المحرر الوجيز: 8/ 127]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفرأيت الّذي تولّى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى (35) أم لم ينبّأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الّذي وفّى (37) ألا تزر وازرةٌ وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأنّ سعيه سوف يرى (40) ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى (41)}.
يقول تعالى ذامًّا لمن تولّى عن طاعة اللّه: {فلا صدّق ولا صلّى. ولكن كذّب وتولّى} [القيامة: 31، 32]،
{وأعطى قليلا وأكدى} قال ابن عبّاسٍ: أطاع قليلًا ثمّ قطعه. وكذا قال مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، وقتادة، وغير واحدٍ. قال عكرمة وسعيدٌ: كمثل القوم إذا كانوا يحفرون بئرًا، فيجدون في أثناء الحفر صخرةً تمنعهم من تمام العمل، فيقولون: "أكدينا"، ويتركون العمل). [تفسير ابن كثير: 7/ 463]

تفسير قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى} أي: أعند هذا الّذي قد أمسك يده خشية الإنفاق، وقطع معروفه، أعنده علم الغيب أنّه سينفد ما في يده، حتّى قد أمسك عن معروفه، فهو يرى ذلك عيانًا؟! أي: ليس الأمر كذلك، وإنّما أمسك عن الصّدقة والمعروف والبرّ والصّلة بخلًا وشحًّا وهلعًا؛ ولهذا جاء في الحديث: "أنفق بلالًا ولا تخش من ذي العرش إقلالًا"، وقد قال اللّه تعالى: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين} [سبأٍ: 39]). [تفسير ابن كثير: 7/ 463-464]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى. وإبراهيم الّذي وفّى} قال سعيد بن جبيرٍ، والثّوريّ أي بلّغ جميع ما أمر به.
وقال ابن عبّاسٍ: {وفّى} للّه بالبلاغ. وقال سعيد بن جبير: {وفّى} ما أمر به. وقال قتادة: {وفّى} طاعة اللّه، وأدّى رسالته إلى خلقه. وهذا القول هو اختيار ابن جريرٍ، وهو يشمل الّذي قبله، ويشهد له قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إمامًا} [البقرة: 124] فقام بجميع الأوامر، وترك جميع النّواهي، وبلّغ الرّسالة على التّمام والكمال، فاستحقّ بهذا أن يكون للنّاس إمامًا يقتدى به في جميع أحواله وأفعاله وأقواله، قال اللّه تعالى: {ثمّ أوحينا إليك أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} [النّحل: 123].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصي، حدّثنا آدم بن أبي إياسٍ العسقلانيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {وإبراهيم الّذي وفّى} قال: "أتدري ما وفّى؟ " قلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: "وفّى عمل يومه بأربع ركعاتٍ من أوّل النّهار".
ورواه ابن جريرٍ من حديث جعفر بن الزّبير، وهو ضعيفٌ.
وقال التّرمذيّ في جامعه: حدّثنا أبو جعفرٍ السّمناني، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء وأبي ذرٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن اللّه، عزّ وجلّ، أنّه قال: "ابن آدم اركع لي أربع ركعاتٍ من أوّل النّهار، أكفك آخره".
قال ابن أبي حاتمٍ رحمه اللّه: حدّثنا أبي، حدّثنا الرّبيع بن سليمان، حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّان بن قائدٍ، عن سهل بن معاذ بن أنسٍ، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "ألا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله الّذي وفّى؟ إنّه كان يقول كلما أصبح وأمسى: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون} [الرّوم: 17] حتّى ختم الآية. ورواه ابن جريرٍ عن أبي كريب، عن رشدين بن سعدٍ، عن زبّان، به). [تفسير ابن كثير: 7/ 464-465]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ شرع تعالى يبيّن ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى فقال: {ألا تزر وازرةٌ وزر أخرى} أي: كلّ نفسٍ ظلمت نفسها بكفرٍ أو شيءٍ من الذّنوب فإنّما عليها وزرها، لا يحمله عنها أحدٌ، كما قال: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطرٍ: 18]). [تفسير ابن كثير: 7/ 465]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} أي: كما لا يحمل عليه وزر غيره، كذلك لا يحصّل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه. ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشّافعيّ، رحمه اللّه، ومن اتّبعه أنّ القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى؛ لأنّه ليس من عملهم ولا كسبهم؛ ولهذا لم يندب إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته ولا حثّهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنصٍّ ولا إيماءٍ، ولم ينقل ذلك عن أحدٍ من الصّحابة، رضي اللّه عنهم، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النّصوص، ولا يتصرّف فيه بأنواع الأقيسة والآراء، فأمّا الدّعاء والصّدقة فذاك مجمعٌ على وصولهما، ومنصوصٌ من الشّارع عليهما.
وأمّا الحديث الّذي رواه مسلمٌ في صحيحه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاثٍ: من ولدٍ صالحٍ يدعو له، أو صدقةٍ جاريةٍ من بعده، أو علمٍ ينتفع به"، فهذه الثّلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكدّه وعمله، كما جاء في الحديث: "إنّ أطيب ما أكل الرّجل من كسبه، وإنّ ولده من كسبه". والصّدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه، وقد قال تعالى: {إنّا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم} الآية [يس: 12]. والعلم الّذي نشره في النّاس فاقتدى به النّاس بعده هو أيضًا من سعيه وعمله، وثبت في الصّحيح: "من دعا إلى هديٍ كان له من الأجر مثل أجور من اتّبعه، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا"). [تفسير ابن كثير: 7/ 465]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّ سعيه سوف يرى} أي: يوم القيامة، كما قال تعالى: {وقل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون وستردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون} [التّوبة: 105] أي: فيخبركم به، ويجزيكم عليه أتمّ الجزاء، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ. وهكذا قال هاهنا: {ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى} أي: الأوفر). [تفسير ابن كثير: 7/ 465]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة