العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:54 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [27-29]

سورة الزمر


وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:13 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ لعلّهم يتذكّرون (27) قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ لعلّهم يتّقون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد مثّلنا لهؤلاء المشركين باللّه من كلّ مثلٍ من أمثال القرون الخالية؛ تخويفًا منّا لهم وتحذيرًا {لعلّهم يتذكّرون} يقول: ليتذكّروا فينزجروا عمّا هم عليه مقيمون من الكفر باللّه). [جامع البيان: 20/195]

تفسير قوله تعالى: (قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {غير ذي عوجٍ} [الزمر: 28] : «لبسٍ» ). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ذي عوجٍ لبسٍ وصله الفريابيّ والطّبريّ أي ليس فيه لبسٌ وهو تفسيرٌ باللّازم لأنّ الّذي فيه لبس يستلزم العوج في المعنى وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عبّاسٍ في قوله غير ذي عوجٍ قال ليس بمخلوقٍ). [فتح الباري: 8/548]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}
وفي قوله 28 الزمر {قرآنًا عربيا غير ذي عوج} غير ذي لبس). [تغليق التعليق: 4/297] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (غير ذي عوجٍ لبسٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {قرآنًا عربيا غير ذي عوج لعلّهم يتّقون} (الزمر: 28) وفسّر العوج باللبس وهو الالتباس، وهذا التّفسير باللازم لأن الّذي فيه ليس يستلزم العوج في المعنى، وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عبّاس في قوله: (غير ذي عوج) ، قال: ليس بمخلوق). [عمدة القاري: 19/141]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ذي}) ولأبي ذر: غير ذي ({عوج}) [الزمر: 28] أي (لبس) بموحدة ساكنة وقال ابن عباس غير مخلوق). [إرشاد الساري: 7/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قرآنًا عربيًّا} يقول تعالى ذكره: لقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ قرآنًا عربيًّا {غير ذي عوجٍ} يعني: ذي لبسٍ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ}: غير ذي لبسٍ.
ونصب قوله: {قرآنًا عربيًّا} على الحال من قوله: هذا القرآن، لأنّ القرآن معرفةٌ، وقوله {قرآنًا عربيًّا} نكرةٌ.
وقوله: {لعلّهم يتّقون} يقول: جعلنا قرآنًا عربيًّا إذ كانوا عربًا، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتّى يتّقوا ما حذّرهم اللّه فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرّؤوا من الأنداد والآلهة). [جامع البيان: 20/196]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قرآنا عربيا غير ذي عوج يعني غير ذي لبس). [تفسير مجاهد: 557]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 28.
أخرج الآجري في الشريعة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قرآنا عربيا غير ذي عوج} قال: غير مخلوق). [الدر المنثور: 12/651]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {قرآنا عربيا غير ذي عوج} قال: غير مخلوق). [الدر المنثور: 12/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن شاهين في السنة عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال القرآن كلام الله غير مخلوق). [الدر المنثور: 12/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن الفرج بن زيد الكلاعي رضي الله عنه قال: قالوا لعلي رضي الله عنه: حكمت كافرا ومنافقا فقال: ما حكمت مخلوقا ما حكمت إلا القرآن). [الدر المنثور: 12/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، وابن عدي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: القرآن كلام الله وليس كلام الله بمخلوق). [الدر المنثور: 12/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عكرمة رضي الله عنه قال: صلى ابن عباس رضي الله عنهما على جنازة فلما وضع الميت في قبره قال له رجل: اللهم رب القرآن اغفر له، فقال له ابن عباس رضي الله عنه: مه لا تقل مثل هذا منه بدا وإليه يعود، وفي لفظ فقال ابن عباس: ثكلتك أمك، إن القرآن منه). [الدر المنثور: 12/652-653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: القرآن كلام الله). [الدر المنثور: 12/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق). [الدر المنثور: 12/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: سأل علي بن الحسين عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا بمخلوق وهو كلام الخالق). [الدر المنثور: 12/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن قيس بن الربيع قال سألت جعفر بن محمد رضي الله عنه عن القرآن فقال: كلام الله قلت: مخلوق قال: لا، قلت: فما تقول فيمن زعم أنه مخلوق قال: يقتل ولا يستتاب). [الدر المنثور: 12/653]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قرآنا عربيا غير ذي عوج} قال: غير ذي لبس). [الدر المنثور: 12/653]

تفسير قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى رجلا فيه شركاء متشاكسون قال هو الكافر والشركاء المتشاكسون هم الشياطين ورجلا سالما لرجل فهو المؤمن يعمل لله). [تفسير عبد الرزاق: 2/172]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {ورجلًا سلمًا لرجلٍ} [الزمر: 29] : «مثلٌ لآلهتهم الباطل والإله الحقّ».
وقال غيره: {متشاكسون} [الزمر: 29] : " الرّجل الشّكس: العسر لا يرضى بالإنصاف "، {ورجلًا سلمًا} [الزمر: 29] : " ويقال: (سالمًا) صالحًا "). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ورجلًا سلمًا لرجلٍ صالحًا في رواية الكشميهنيّ خالصًا وسقطت للنّسفيّ هذه اللّفظة زاد غير أبي ذرٍّ مثلًا لآلهتهم الباطل والإله الحقّ وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ ولفظه في قوله رجلًا سالمًا لرجلٍ قال مثل آلهة الباطل ومثل إله الحقّ وسيأتي تفسيرٌ آخر قريبًا.
قوله وقال غيره متشاكسون الرّجل الشّكس العسر لا يرضى بالإنصاف ورجلا سلما ويقال سالمًا صالحًا سقط وقال غيره لأبي ذرٍّ فصار كأنّه من بقايا كلام مجاهدٍ وللنّسفيّ وقال بغير ذكر الفاعل والصّواب ما عند الأكثر وهو كلام عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال الشّكس العسر لا يرضى بالإنصاف أخرجه الطّبريّ وعن أبي عبيدة قال في قوله تعالى ضرب اللّه مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون هو من الرّجل الشّكس ورجلًا سالمًا الرّجل سالمٌ وسلمٌ واحدٌ وهو من الصّلح تنبيه قرأ بن كثيرٍ وأبو عمرٍو سالمًا والباقون سلمًا بفتح أوّله وفي الشّواذّ بكسره وهما مصدران وصف بهما على سبيل المبالغة أو على أنّه واقعٌ موقع اسم الفاعل وهو أولى ليوافق الرّواية الأخرى وعليه قول أبي عبيدة المذكور أنّهما واحدٌ أي بمعنًى وقوله الشّكس بكسر الكاف ويجوز إسكانها هو السيء الخلق وقيل من كسر الكاف فتح أوّله ومن سكّنها كسر وهما بمعنًى). [فتح الباري: 8/548-549]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}
وفي قوله 28 الزمر {قرآنًا عربيا غير ذي عوج} غير ذي لبس
وفي قوله 29 الزمر {ورجلا سلما لرجل} قال مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق). [تغليق التعليق: 4/297-298] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ورجلاً سلما لرجلٍ صالحا مثلٌ لإلههم الباطل والإله الحقّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سالما لرجل هل يستويان مثلا} (الزمر: 29) قوله: (ورجلاً) عطف على رجلا الأول، وهو منصوب بنزع الخافض، أي: ضرب الله مثلا لرجل أوفى رجل قوله: (سلما) بكسر السّين وهو قراءة العامّة، وهو الّذي لا تنازع فيه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: سالما وهو الخالص ضد الشّرك. قوله: (صالحا) ، وفي رواية الكشميهني: خالصا وسقطت هذه اللّفظة للنسفي. قوله: (مثل) خبر مبتدأ محذوف. أي: (هذا مثل لإلههم الباطل والإله الحق) ، والمعنى: هل تستوي صفاتهما وتمييزهما، وقال الثّعلبيّ: هذا مثل ضربه الله للكافر الّذي يعبد آلهة شتّى والمؤمن الّذي لا يعبد إلاّ الله عز وجل. قوله: (متشاكسون) ، مختلفون متنازعون متشاحون سيّئة أخلاقهم.
{متشاكسون} الرّجل الشّكس العسر لا يرضى بالإنصاف
أشار به إلى قوله تعالى: (رجلا فيه شركاء متشاكسون) (الزمر: 29) ، أي: مختلفون، فقد ذكرناه الآن. قوله: (الشكس) ، أشار به إلى أنه من مادّة متشاكسون غير أن المذكور في القرآن من باب التفاعل للمشاركة بين القوم. والشكس مفرد صفة مشبهة. قال في (الباهر) : رجل شكس، بالفتح والتسكين: صعب الخلق، وقوم شكس بالضّمّ مثال رجل صدق وقوم صدق، وقيل: الشكس بالكسر والإسكان، والشكس بالفتح وكسر الكاف: السيء يقال: شكس شكسأ وشكاسة، وفسّر البخاريّ الشكس بقوله: (العسر لا يرضى بالإنصاف) والعسر مثل الحذر صفة مشبهة، ويروى: العسير على وزن فعيل، وفي بعض النّسخ: وقال غيره: الشكس. قال صاحب (التّلويح) : يعني غير مجاهد فكأنّه والله أعلم يريد بالغير عبد الرّحمن بن زيد بن زيد بن أسلم فإن الطّبريّ رواه عن يونس عن ابن وهب عنه.
ورجلاً سلماً ويقال سالماً صالحاً
ليس هذا بمذكور في غالب من النّسخ لأنّه كالمكر لأنّه ذكر عن قريب، ولكن يمكن أن يقال: إنّه أشار به إلى أن سين، سلما، جاء فيها الفتح والكسر فيكون أحدهما إشارة إلى الكسر والآخر إلى الفتح، وقال الزّجاج: سلما وسلماً مصدران وصف بهما على معنى، ورجلاً ذا سلم). [عمدة القاري: 19/141-142]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ورجلًا سلمًا}) [الزمر: 29] بفتح اللام من غير ألف مصدر وصف، ولأبي ذر وابن عساكر سالمًا بكسرها مع الألف وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير اسم فاعل من الثلاثي (لرجل) أي (صالحًا) كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي وفي رواية الكشميهني خالصًا بدل صالحًا ومراده قوله تعالى: {ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون} [الزمر: 29] أي متنازعون كلٌّ يدّعي أنه عبده فهم يتجاذبونه حوائجهم وهو متحير في أمره كلما أرضى أحدهم غضب الباقون وإذا احتاج إليهم رده كل واحد إلى الآخر فهو في عذاب دائم ورجلًا سالمًا لرجل واحد لا يملكه غيره فهو يخدمه على سبيل الإخلاص وسيده يعينه على مهماته هذا (مثل لآلهتهم) بمد الهمزة الإله (الباطل والإله الحق) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.
({متشاكسون} الرجل الشكس}) بكسر الكاف هو (العسر) الذي (لا يرضى بالإنصاف) قال الكسائي يقال شكس يشكس شكوسًا وشكسًا إذا عسر وهو رجل شكس أي عسر وشاكس إذا تعاسر ({ورجلًا سلمًا}) ويقال ({سالمًا} صالحًا) كذا أثبته هنا في الفرع كأصله وقد سبق). [إرشاد الساري: 7/318]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (متشاكسون) أي: متنازعون سببه أخلافهم، وإليه أشار بقوله الرجل الشكس بكسر الكاف اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلمًا لرجلٍ هل يستويان مثلاً الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: مثّل اللّه مثلاً للكافر باللّه الّذي يعبد آلهةً شتّى، ويطيع جماعةً من الشّياطين، والمؤمن الّذي لا يعبد إلاّ اللّه الواحد، يقول تعالى ذكره: ضرب اللّه مثلاً لهذا الكافر رجلاً فيه شركاء يقول: هو بين جماعةٍ مالكين متشاكسين، يعني مختلفين متنازعين، سيّئةٌ أخلاقهم، من قولهم: رجلٌ شكسٌ: إذا كان سيّئ الخلق، وكلّ واحدٍ منهم يستخدمه بقدر نصيبه وملكه فيه، ورجلاً سلمًا لرجلٍ، يقول: ورجلاً خلوصًا لرجلٍ يعني المؤمن الموحّد الّذي أخلص عبادته للّه، لا يعبد غيره ولا يدين لشيءٍ سواه بالرّبوبيّة.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ورجلاً سلمًا} فقرأ ذلك بعض قرّاء أهل مكّة والبصرة: (ورجلاً سالمًا لرجلٍ) وتأوّلوه بمعنى: رجلاً خالصًا لرجلٍ، وقد روي ذلك أيضًا عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن جرير بن حازمٍ، عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأها: سالمًا لرجلٍ يعني بالألف، وقال: ليس فيه لأحدٍ شيءٌ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة: {ورجلاً سلمًا لرجلٍ} بمعنى: صلحًا.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ؛ وذلك أنّ السّلم مصدرٌ من قول القائل: سلم فلانٌ للّه سلمًا بمعنى: خلص له خلوصًا، تقول العرب: ربح فلانٌ في تجارته ربحًا وربحًا، وسلم سلمًا وسلمًا وسلامةً، وأنّ السّالم من صفة الرّجل، وسلمٌ مصدرٌ من ذلك وأمّا الّذي توهّمه من رغب من قراءة ذلك سلمًا من أنّ معناه صلحًا، فلا وجه للصّلح في هذا الموضع، لأنّ الّذي تقدّم من صفة الآخر، إنّما تقدّم بالخبر عن اشتراك جماعةٍ فيه دون الخبر عن حربه بشيءٍ من الأشياء، فالواجب أن يكون الخبر عن مخالفةٍ بخلوصه لواحدٍ لا شريك له، ولا موضع للخبر عن الحرب والصّلح في هذا الموضع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: (رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سالمًا لرجلٍ) قال: هذا مثل إله الباطل وإله الحقّ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون} قال: هذا المشرك تتنازعه الشّياطين، لا يقرّ به بعضهم لبعضٍ: (ورجلاً سالمًا لرجلٍ) قال: هو المؤمن أخلص الدّعوة والعبادة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون} إلى قوله: {بل أكثرهم لا يعلمون} قال: الشّركاء المتشاكسون: الرّجل الّذي يعبد آلهةً شتّى كلّ قومٍ يعبدون إلهًا يرضونه ويكفرون بما سواه من الآلهة، فضرب اللّه هذا المثل لهم، وضرب لنفسه مثلاً، يقول: رجلٌ سلمٌ لرجلٍ يقول: يعبدون إلهًا واحدًا لا يختلفون فيه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون} قال: مثلٌ لأوثانهم الّتي كانوا يعبدون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: (ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سالمًا لرجلٍ) قال: أرأيت الرّجل الّذي فيه شركاء متشاكسون كلّهم سيّئ الخلق، ليس منهم واحدٌ يلقاه إلاّ أخذ بطرفٍ من مالٍ - إلاّ إستخدامه - أسواؤهم، والّذي لا يملكه إلاّ واحدٌ؟ فإنّما هذا مثلٌ ضربه اللّه لهؤلاء الّذين يعبدون الآلهة، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقًا، فضربه اللّه مثلاً لهم، وللّذي يعبده وحده {هل يستويان مثلاً الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون} وفي قوله: (ورجلاً سالمًا لرجلٍ) يقول: ليس معه شركٌ.
وقوله: {هل يستويان مثلاً} يقول تعالى ذكره: هل يستوي مثل هذا الّذي يخدم جماعةً شركاء سيّئةٌ أخلاقهم مختلفةٌ فيه لخدمته مع منازعته شركاءه فيه والّذي يخدم واحدًا لا ينازعه فيه منازعٌ إذا أطاعه عرف له موضع طاعته وأكرمه، وإذا أخطأ صفح له عن خطئه، يقول: فأيّ هذين أحسن حالاً وأروح جسمًا وأقلّ تعبًا ونصبًا؟
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {هل يستويان مثلاً الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون} يقول: من اختلف فيه خيرٌ، أم من لم يختلف فيه؟.
وقوله: {الحمد للّه} يقول: الشّكر الكامل والحمد التّامّ للّه وحده دون كلّ معبودٍ سواه.
وقوله: {بل أكثرهم لا يعلمون} يقول جلّ ثناؤه: وما يستوي هذا المشترك فيه، والّذي هو منفردٌ ملكه لواحدٍ، بل أكثر هؤلاء المشركين باللّه لا يعلمون أنّهما لا يستويان، فهم بجهلهم بذلك يعبدون آلهةً شتّى من دون اللّه وقيل: {هل يستويان مثلاً} ولم يقل: مثلين لأنّهما كلاهما ضربا مثلاً واحدًا، فجرى المثل بالتّوحيد، كما قال جلّ ثناؤه: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} إذ كان معناهما واحدًا في الآية واللّه أعلم). [جامع البيان: 20/196-200]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل قال مثل آلهة الباطل وإله الحق). [تفسير مجاهد: 558]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون} قال: الرجل يعبد آلهة شتى، فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الأوثان {ورجلا سلما} يعبد الها واحدا ضرب لنفسه مثلا). [الدر المنثور: 12/653-654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون} قال: هو المشرك تنازعه الشياطين لا يعرفه بعضهم لبعض {ورجلا سلما لرجل} قال: هذا المؤمن أخلص لله الدعوة والعبادة). [الدر المنثور: 12/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل} قال: آلهة الباطل وإله الحق). [الدر المنثور: 12/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {شركاء متشاكسون} يعني الصنم). [الدر المنثور: 12/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ورجلا سلما} قال: ليس لأحد فيه شيء). [الدر المنثور: 12/654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها ورجلا سلما لرجل بغير ألف يعني: ورجلا سالما). [الدر المنثور: 12/654-655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأها: (ورجلا سلما لرجل) بغير ألف منصوبة اللام). [الدر المنثور: 12/655]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي رضي الله عنه قال: قراءة عبد الله بن عمر رضي الله عنه {ورجلا سلما لرجل} قال: خالصا، فإنما يعني مستسلما لرجل). [الدر المنثور: 12/655]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:15 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي



التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ لّعلّهم يتّقون}
وقال:
{قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ} ؛ لأن قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ}: معرفة , فانتصب خبره.). [معاني القرآن: 3/41] (م)

تفسير قوله تعالى:{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ لّعلّهم يتّقون}
وقال:
{قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ} ؛ لأن قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ}: معرفة , فانتصب خبره.).[معاني القرآن: 3/41]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون (27) قرآنا عربيّا غير ذي عوج لعلّهم يتّقون (28)}
{عربيّا} : منصوب على الحال, المعنى: ضربنا للناس في هذا القرآن في حال عربيّته, وبيانه.
وذكر
{قرآنا} توكيدا، كما تقول: جاءني زيدا رجلا صالحا.
, وجاءني عمرو إنسانا عاقلا, فتذكر رجل, و" إنسانا " توكيدا).
[معاني القرآن: 4/352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}
قال مجاهد: (أي : غير ذي لبس).
قال أبو جعفر : المعنى أنه مستقيم لا يخالف بعضه بعضا , لأن الشيء المعوج مختلف
وقد روي , عن ابن عباس :
{غير ذي عوج }: (غير مخلوق).). [معاني القرآن: 6/171]

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيه شركاء متشاكسون...}
مختلفون, هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن, فجعل الذي فيه شركاء الذي يعبد الآلهة المختلفة.
وقوله: {ورجلاً سلماً لّرجلٍ} : هو المؤمن الموحّد, وقد قرأ العوامّ (سلماً) , وسلمٌ وسالم متقاربان في المعنى، وكأنّ (سلما) مصدر لقولك: سلم له سلماً والعرب تقول: ربح ربحاً وربحاً، وسلم سلماً وسلماً وسلامة, فسالم من صفة الرّجل، وسلم مصدرٌ لذلك, والله أعلم...
- حدثني أبو إسحاق التيميّ -وليس بصاحب هشيم - عن أبي روق, عن إبراهيم التيميّ , عن ابن عباس: أنه قرأ : (ورجلاً سالماً) .
- وحدثني ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد أنه قرأ : (سالماً).
وقوله: {هل يستويان مثلاً...} , ولم يقل مثلين، لأنهما جميعاً ضربا مثلا واحداً، فجرى المثل فيهما بالتوحيد ومثله {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} ولم يقل: آيتين؛ لأن شأنهما واحد, ولو قيل مثلين أو آيتين كان صوابا؛ لأنهما اثنان في اللفظ). [معاني القرآن: 2/419]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون } : مجازها من الرجل الشكس, " سالماً " خالصاً , وسلماً لرجل , أي : صلحاً). [مجاز القرآن: 2/189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({متشاكسون}: متضايقون، والشكس الضيق من الرجال). [غريب القرآن وتفسيره: 326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({رجلًا فيه شركاء متشاكسون} :أي: مختلفون: يتنازعون , ويتشاحون فيه, يقال: رجل شكس :أي متعب الخلق.
قال قتادة: (هو الرجل الكافر، والشركاء: الشياطين, {ورجلًا سلماً لرجلٍ} : هو: المؤمن يعمل للّه وحده).
ومن قرأ: {سلماً لرجلٍ}، أراد: سلم إليه، فهو سلم له). [تفسير غريب القرآن: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد جاء في القرآن التعريض...ومنه قول إبراهيم صلّى الله عليه وسلم: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم، لأن من كتب عليه الموت، فلا بد من أن يسقم.
ومنه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} أي: ستموت ويموتون.
فأوهمهم إبراهيم بمعاريض الكلام أنه سقيم عليل، ولم يكن عليلا سقيما، ولا كاذبا). [تأويل مشكل القرآن: 267-268] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةًفِي النُّجُومِ}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم. هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة، لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم.
ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون). [تأويل مشكل القرآن: 335-336] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون (29)}
ويقرأ: (سلما) , و (سلما)، فسالما على معنى اسم الفاعل.
سلم فهو سالم، وسلم , وسلم مصدران وصف بهما على معنى : ورجلا ذا سلم.
ومثله مما جاء من المصادر فعلا وفعلا , قولهم: ربحت ربحا وربحا.
قال الشاعر:
إذا الحسناء لم ترحض يديها= ولم يقصر لها بصر بستر
قروا أضيافهم ربحا ببحّ= يعيش بفضلهنّ الحيّ سمر
أي: قروا أضيافهم بذبح القداح التي يضربون بها في الميسر.
وتفسير هذا المثل : أنه ضرب لمن وحّد اللّه، ولمن جعل له شريكا, فالذي وحد الله مثله : مثل السّالم لرجل , لا يشركه فيه غيره, ومثل الذي عبد غير اللّه مثل صاحب الشركاء المتشاكسين.
و " الشركاء المتشاكسون " المختلفون العسيرون الذين لا يتفقون.
وقوله: {هل يستويان مثلا} أي: هل يستوي مثل الموحّد , ومثل المشرك.). [معاني القرآن: 4/352-352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون}
قال قتادة : هو الكافر , والشركاء هم الشياطين .
قال : ورجلا سلما: هو المؤمن يعمل لله وحده .
قال مجاهد والضحاك : (هذا مثل للحق , والباطل , والشركاء هم الأوثان)
قال الفراء:{ متشاكسون }: مختلفون.
قال أبو جعفر: من قرأ رجلا سالما , أخرجه على الفعل , ومن قرأ سلما جعله مصدرا , فمعناه ذا سلم). [معاني القرآن: 6/171-172]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {متشاكسون}: أي: مختلفون). [ياقوتة الصراط: 446]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ}: أي: مختلفون , وقيل معناه: متعاسرون , ويقال: رجل شكس الأخلاق , أي: عسرها , والرجل هاهنا الكافر , والشركاء: الشياطين يعمل لهم, {وَرَجُلًا سَلَمًا}: الرجل هو المؤمن يعمل لله وحده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 213-214]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُتَشَاكِسُونَ}: متصانعون.).[العمدة في غريب القرآن: 262]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:16 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} قال: سلم مصدر. و(سالمًا) نعت، أي سالمًا لله لا يعبد إلا الله. وقال: ومثله قوله عز وجل: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا}، أي كيف أخاف آلهتكم وأنتم لا تخافون الله). [مجالس ثعلب: 262-263]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "قرآنا"، قالت فرقة: نصب على المصدر، وقالت فرقة: هو نصب على الحال و"عربيا" حال، وقالت فرقة: نصب على التوطئة للحال، والحال قوله: "عربيا"، ونفى عنه العوج لأنه لا اختلاف فيه ولا تناقض ولا مغمز بوجه. واختلفت عبارة المفسرين، فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: المعنى: غير متضاد، قال ابن عباس رضي الله عنهما: غير مختلف، وقال مجاهد: غير ذي لبس، وقال السدي: غير مخلوق، وقال بكر المزني: غير ذي لحن. و"العوج" بكسر العين في الأمر، وبفتحها في الأشخاص). [المحرر الوجيز: 7/ 390]

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون * فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين}
لما ذكر الله تعالى أنه ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل مجملا، جاء بعد ذلك بمثل في أهم الأمور وأعظمها خطرا وهو التوحيد، فمثل تعالى الكافر والعابد للأوثان والشياطين بعبد لرجال عدة، في أخلاقهم شكاسة ونقص وعدم مسامحة، فهم لذلك يعذبون ذلك العبد بأنهم يتضايقون في أوقاتهم، ويضايقون العبد في كثرة العمل، فهو أبدا ناصب، فكذلك عابد الأوثان، الذي يعتقد أن ضره ونفعه عندها هو معذب الفكر بها، وبحراسة حاله منها، ومتى أرضى صنما منها بالذبح له في زعمه تفكر فيما يصنع مع الآخر، فهو أبدا في نصب وضلال، وكذلك هو المصانع للناس، الممتحن بخدمة الملوك.
ومثل تعالى المؤمن بالله تبارك وتعالى وحده بعبد لرجل واحد يكلفه شغله، فهو يعمله على تؤدة، وقد ساس مولاه، فالمولى يغفر زلته، ويشكره على إجادة عمله.
وقوله تعالى: "ضرب" مأخوذ من الضريب الذي هو الشبيه، ومنه قولهم: "هذا ضرب هذا"، أي: شبهه، و"مثلا" مفعول بـ"ضرب"، و"رجلا" بدل، قال الكسائي: وإن شئت على إسقاط الخافض، أي: "مثلا لرجل"، أو"في رجل"، وفي هذا نظر.
و"متشاكسون" معناه: لا سمح في أخلاقهم، بل فيها لجاج ومتابعة ومحاذقة، ومنه قول الشاعر:
خلقت شكسا للأعادي مشكسا
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: [سالما] على اسم الفاعل، بمعنى: سلم من الشركة فيه، قال أبو عمرو: معناه: خالصا، وهذه بالألف قراءة ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والجحدري، والزهري، والحسن - بخلاف عنه - وقرأ الباقون: "سلما" بفتح السين واللام، وهي قراءة الأعرج، وأبي جعفر، وشيبة، وأبي رجاء، وطلحة، والحسن بخلاف -. وقرأ سعيد بن جبير: [سلما] بكسر السين وسكون اللام، وهما مصدران وصف بهما الرجل، بمعنى: خالصا وأمرا قد سلم له.
ثم وقف الكفار بقوله: {هل يستويان مثلا}، ونصب "مثلا" على التمييز، وهذا توقيف لا يجيب عنه أحد إلا بأنهما لا يستويان، فلذلك عاملتهم العبارة الوجيزة على أنهم قد جاوبوا، فقال: الحمد لله على ظهور الحجة عليكم من أقوالكم، ثم قال: {بل أكثرهم لا يعلمون} فأضرب عن مقدر محذوف يقتضيه المعنى، تقديره: الحمد لله على ظهور الحجة، وأن الأمر ليس كما يقولون، بل أكثرهم لا يعلمون. و"أكثر" في هذه الآية على بابها، لأنا وجدنا الأقل علم أمر التوحيد وتكلم به، ورفض أمر الأصنام، كورقة وزيد، وقس). [المحرر الوجيز: 7/ 390-392]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ لعلّهم يتذكّرون (27) قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ لعلّهم يتّقون (28) ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلمًا لرجلٍ هل يستويان مثلا الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون (29) إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون (30) ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون (31)}.
يقول تعالى: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ} أي: بيّنّا للنّاس فيه بضرب الأمثال، {لعلّهم يتذكّرون}، فإنّ المثل يقرّب المعنى إلى الأذهان، كما قال تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم} [الرّوم:28] أي: تعلمونه من أنفسكم، وقال: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت:43]). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

تفسير قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قرءانًا عربيًّا غير ذي عوجٍ} أي: هو قرآنٌ بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس، بل هو بيانٌ ووضوحٌ وبرهانٌ، وإنّما جعله اللّه [عزّ وجلّ] كذلك، وأنزله بذلك {لعلّهم يتّقون} أي: يحذرون ما فيه من الوعيد، ويعملون بما فيه من الوعد). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون} أي: يتنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم، {ورجلا سلمًا لرجلٍ} أي: خالصًا لرجلٍ، لا يملكه أحدٌ غيره، {هل يستويان مثلا} أي: لا يستوي هذا وهذا. كذلك لا يستوي المشرك الّذي يعبد آلهةً مع اللّه، والمؤمن المخلص الّذي لا يعبد إلّا اللّه وحده لا شريك له. فأين هذا من هذا؟
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: هذه الآية ضربت مثلًا للمشرك والمخلص، ولمّا كان هذا المثل ظاهرًا بيّنا جليًّا، قال: {الحمد للّه} أي: على إقامة الحجّة عليهم، {بل أكثرهم لا يعلمون} أي: فلهذا يشركون باللّه). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة