العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (ومعمر عن قتادة في قوله تعالى والصافات صفا قال هم الملائكة فالزاجرات زجرا قال كل زاجرة زجر الله عنها في القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والصّافّات صفًّا (1) فالزّاجرات زجرًا (2) فالتّاليات ذكرًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: أقسم اللّه تعالى ذكره بالصّافّات، والزّاجرات، والتّاليات الذّكر؛ فأمّا الصّافّات: فإنّها الملائكة الصّافّات لربّها في السّماء وهي جمعٌ صافّةٍ، فالصّافات: جمع جمعٍ، وبذلك جاء تأويل أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سلم بن جنادة، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، قال: كان مسروقٌ يقول في الصّافّات: هي الملائكة.
- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، بمثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {والصّافات صفًّا} قال: قسمٌ أقسم اللّه بخلقٍ، ثمّ خلقٍ، ثمّ خلقٍ، والصّافات: الملائكة صفوفًا في السّماء.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {والصّافات} قال: هم الملائكة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والصّافات صفًّا} قال: هذا قسمٌ أقسم اللّه به). [جامع البيان: 19/492-493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال: كان يقال في الصافات والمرسلات والنازعات هي الملائكة.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا} قال: هم الملائكة). [الدر المنثور: 12/385-386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386]

تفسير قوله تعالى: (فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (ومعمر عن قتادة في قوله تعالى والصافات صفا قال هم الملائكة فالزاجرات زجرا قال كل زاجرة زجر الله عنها في القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فالزّاجرات زجرًا} فقال بعضهم: هي الملائكة تزجر السّحاب تسوقه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: هم الملائكة.
وقال آخرون: بل ذلك أي القرآن الّتي زجر اللّه بها عمّا زجر بها عنه في القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: ما زجر اللّه عنه في القرآن.
قال أبو جعفرٍ: والّذي هو أولى بتأويل الآية عندنا ما قال مجاهدٌ، ومن قال هم الملائكة، لأنّ اللّه تعالى ذكره، ابتدأ القسم بنوعٍ من الملائكة، وهم الصّافّون بإجماعٍ من أهل التّأويل، فلأن يكون الّذي بعد قسمًا بسائر أصنافهم أشبه). [جامع البيان: 19/493-494]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا} قال: هم الملائكة). [الدر المنثور: 12/385-386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن). [الدر المنثور: 12/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالتّاليات ذكرًا} يقول: فالقارئات كتابًا.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بذلك، فقال بعضهم: هم الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {فالتّاليات ذكرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فالتّاليات ذكرًا} قال: هم الملائكة.
وقال آخرون: هو ما يتلى ممّا في القرآن من أخبار الأمم قبلنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فالتّاليات ذكرًا} قال: ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار النّاس والأمم قبلكم). [جامع البيان: 19/494-495]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة يجيؤن بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس). [الدر المنثور: 12/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ إلهكم لواحدٌ (4) ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5) إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب (6) وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ (7) لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ (9) إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يعني تعالى ذكره بقوله: {إنّ إلهكم لواحدٌ} والصّافات صفًّا إنّ معبودكم الّذي يستوجب عليكم أيّها النّاس العبادة وإخلاص الطّاعة منكم له لواحدٌ لا ثاني له ولا شريك يقول: فأخلصوا العبادة وإيّاه فأفردوا بالطّاعة، ولا تجعلوا له في عبادتكم إيّاه شريكًا). [جامع البيان: 19/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى رب المشارق قال المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا والمغارب ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف والمشرق والمغرب والمشرق والمغرب). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ربّ السّموات} يقول: هو واحدٌ مدبرٌ السّموات السّبع والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كلّه، والقيّم على جميع ذلك، يقول: فالعبادة لا تصلح إلاّ لمن هذه صفته، فلا تعبدوا غيره، ولا تشركوا معه في عبادتكم إيّاه من لا يضرّ ولا ينفع، ولا يخلق شيئًا ولا يفنيه.
واختلف أهل العربيّة في وجه رفع: {ربّ السّموات}، فقال بعض نحويّي البصرة: رفع على معنى: إنّ إلهكم لربٌّ وقال غيره: هو ردٌّ على {إنّ إلهكم لواحدٌ} ثمّ فسّر الواحد، فقال: {ربّ السّموات}، فهو ردٌّ على واحدٍ وهذا القول عندي أشبه بالصّواب في ذلك، لأنّ الخبر هو قوله: {لواحدٌ} وقوله: {ربّ السّموات} ترجمةٌ عنه، وبيانٌ مردودٌ على إعرابه.
وقوله: {وربّ المشارق} يقول: ومدبّرٌ مشارق الشّمس في الشّتاء والصّيف ومغاربها، والقيّم على ذلك ومصلحه؛ وترك ذكر المغارب لدلالة الكلام عليه، واستغنى بذكر المشارق من ذكرها، إذ كان معلومًا أنّ معها المغارب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ إلهكم لواحدٌ} وقع القسم على هذا إنّ إلهكم لواحدٌ {ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق} قال: مشارق الشّمس في الشّتاء والصّيف.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {ربّ المشارق} قال: المشارق ستّون وثلاث مائة مشرقٍ، والمغارب مثلها، عدد أيّام السّنة). [جامع البيان: 19/495-496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ورب المشارق} قال: المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا {والمغارب} ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف). [الدر المنثور: 12/386-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال {المشارق} ثلاثمائة وستون مشرقا {والمغارب} مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق وتغرب في مغرب). [الدر المنثور: 12/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ورب المشارق} قال: عدد أيام السنة كل يوم مطلع ومغرب). [الدر المنثور: 12/387]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروقٍ قال قرأها عبد الله (بزينة الكواكب) [الآية: 6]). [تفسير الثوري: 252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بزينةٍ الكواكب} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: (بزينة الكواكب) بإضافة الزّينة إلى الكواكب، وخفض الكواكب {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا} الّتي تليكم أيّها النّاس وهي الدّنيا إليكم بتزيينها الكواكب: أي بأن زيّنتها الكواكب وقرأ ذلك جماعةٌ من قرّاء الكوفة: {بزينةٍ الكواكب} بتنوين زينةٍ، وخفض الكواكب ردًّا لها على الزّينة، بمعنى: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ هي الكواكب، كأنّه قال: زيّنّاها بالكواكب وروي عن بعض قرّاء الكوفة أنّه كان ينوّن الزّينة وينصب الكواكب، بمعنى: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بتزييننا الكواكب ولو كانت القراءة في الكواكب جاءت رفعا إذا نوّنت الزّينة، لم يكن لحنًا، وكان صوابًا في العربيّة، وكان معناه: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بتزيينها الكواكب: أي بأن زيّنتها الكواكب وذلك أنّ الزّينة مصدرٌ، فجائزٌ توجيهها إلى أيّ هذه الوجوه الّتي وصفت في العربيّة.
وأمّا القراءة فأعجبها إليّ بإضافة الزّينة إلى الكواكب وخفض الكواكب لصحّة معنى ذلك في التّأويل والعربيّة، وأنّها قراءة أكثر قرّاء الأمصار، وإن كان التّنوين في الزّينة وخفض الكواكب عندي صحيحًا أيضًا فأمّا النّصب في الكواكب والرّفع، فلا أستجيز القراءة بهما، لإجماع الحجّة من القرّاء على خلافهما، وإن كان لهما في الإعراب والمعنى وجهٌ صحيحٌ.
وقد اختلف أهل العربيّة في تأويل ذلك إذا أضيفت الزّينة إلى الكواكب، فكان بعض نحويّي البصرة يقول: إذا قرئ ذلك كذلك، فليس يعني بعضها، ولكنّ زينتها حسنها؛ وكان غيره يقول: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بأن زيّنتها الكواكب وقد بيّنّا الصّواب في ذلك عندنا). [جامع البيان: 19/497-498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 6 - 10.
أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (بزينة الكواكب) منونة). [الدر المنثور: 12/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن عياش قال: قال عاصم رضي الله عنه من قرأها بزينة الكواكب مضافا ولم ينون فلم يجعلها زينة للسماء وإنما جعل الزينة للكواكب). [الدر المنثور: 12/387-388]

تفسير قوله تعالى: (وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وحفظًا} يقول تعالى ذكره: {وحفظًا} للسّماء الدّنيا زيّنّاها بزينةٍ الكواكب.
وقد اختلف أهل العربيّة في وجه نصب قوله: {وحفظًا} فقال بعض نحويّي البصرة: قال: وحفظًا، لأنّه بدلٌ من اللّفظ بالفعل، كأنّه قال، وحفظناها حفظًا وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّما هو من صلة التّزيين أنّا زيّنّا السّماء الدّنيا حفظًا لها، فأدخل الواو على التّكرير: أي وزيّنّاها حفظًا لها، فجعله من التّزيين؛ وقد بيّنت القول فيه عندنا وتأويل الكلام: وحفظًا لها من كلّ شيطانٍ عاتٍ خبيثٍ زيّنّاها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وحفظًا} يقول: جعلتها حفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ). [جامع البيان: 19/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وحفظا} قال: جعلناها حفظا {من كل شيطان مارد (7) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوا بها، يعني بالنجوم). [الدر المنثور: 12/388]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ} [سبأ: 53] : «من كلّ مكانٍ» ، {ويقذفون من كلّ جانبٍ} [الصافات: 8] : «يرمون»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر). [تغليق التعليق: 4/292-293] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان
وبه عن مجاهد في قوله 7 8 الصافات {ويقذفون} قال يرمون). [تغليق التعليق: 4/294] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: ويقذفون من كلّ جانبٍ يرمون
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {ويقذفون من كل جانب دحورا} (الصافات: 8) وفسّر: (يقذفون) بقوله: (يرمون) وفي التّفسير: يرمون ويطردون من كل جانب من حميع جوانب السّماء أي جهة صعدوا للاستراق). [عمدة القاري: 19/134]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) في قوله تعالى بسورة سبأ: ({ويقذفون}) بفتح أوله وكسر ثالثه ({بالغيب من مكان بعيد}) [سبأ: 53] أي (من كل مكان)، وعند ابن أبي حاتم عنه من مكان بعيد يقولون هو ساحر هو كاهن هو شاعر، وقال مجاهد أيضًا في قوله: ({ويقذفون من كل جانب}) [الصافات: 8] بالصافات أي (يرمون) وفي نسخة من كل جانب دحورًا يرمون أي يرمون من كل جانب من جوانب السماء إذا قصدوا صعوده ودحروا علة الطرد أي للدحور فنصبه على أنه مفعول له). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لا يسّمّعون} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (لا يسمعون) بتخفيف السّين من يسّمّعون، بمعنى أنّهم يتسمّعون ولا يسمعون وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين بعد {لا يسّمّعون} بمعنى: لا يتسمّعون، ثمّ أدغموا التّاء في السّين فشدّدوها.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه بالتّخفيف، لأنّ الأخبار الواردة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعن أصحابه، أنّ الشّياطين قد تسمّع الوحي، ولكنّها ترمى بالشّهب لئلاّ تسمع.
ذكر رواية بعض ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت للشّياطين مقاعدٌ في السّماء، قال: فكانوا يسمعون الوحي، قال: وكانت النّجوم لا تجري، وكانت الشّياطين لا ترمى، قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض، فزادوا في الكلمة تسعًا؛ قال: فلمّا بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جعل الشّيطان إذا قعد مقعده جاء شهابٌ، فلم يخطه حتّى يحرقه، قال: فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هو إلاّ لأمرٍ حدثٌ؛ قال: فبثّ جنوده، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ يصلّي بين جبلي نخلة؛ قال أبو كريبٍ، قال وكيعٌ: يعني بطن نخلة، قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، قال: فقال هذا الّذي حدث.
- حدّثنا ابن وكيعٍ وأحمد بن يحيى الصّوفيّ، قالا: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت الجنّ يصعدون إلى السّماء الدّنيا يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعًا، فأمّا الكلمة فتكون حقًّا، وأمّا ما زادوا فيكون باطلاً؛ فلمّا بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النّجوم يرمى بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا إلاّ لأمرٍ حدث في الأرض، فبعث جنوده فوجدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا يصلّي، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا الحدث الّذي حدث.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت الجنّ لهم مقاعد، ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن ابن عبّاسٍ، قال: حدّثني رهطٌ، من الأنصار، قالوا: بينا نحن جلوسٌ ذات ليلةٍ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ رأى كوكبًا رمي به، فقال: ما تقولون في هذا الكوكب الّذي رمي به؟ فقلنا: يولد مولودٌ، أو يهلك هالكٌ، ويموت ملكٌ ويملك ملكٌ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ليس كذلك، ولكنّ اللّه كان إذا قضى أمرًا في السّماء فيسبّح لذلك حملة العرش، فيسبّح لتسبيحهم من يليهم من تحتهم من الملائكة، فما يزالون كذلك حتّى ينتهي التّسبيح إلى السّماء الدّنيا، فيقول أهل السّماء الدّنيا لمن يليهم من الملائكة: ممّ سبّحتم؟ فيقولون: ما ندري: سمعنا من فوقنا من الملائكة سبّحوا فسبّحنا اللّه لتسبيحهم ولكنّا سنسأل، فيسألون من فوقهم، فما يزالون كذلك حتّى ينتهي إلى حملة العرش، فيقولون: قضى اللّه كذا وكذا، فيخبرون به من يليهم حتّى ينتهوا إلى السّماء الدّنيا، فتسترقّ الجنّ ما يقولون، فينزلون به إلى أوليائهم من الإنس فيلقونه على ألسنتهم بتوّهم منهم، فيخبرونهم به، فيكون بعضه حقًّا وبعضه كذبًا، فلم تزل الجنّ كذلك حتّى رموا بهذه الشّهب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا عبد الأعلى، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال بينما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في نفرٍ من الأنصار، إذ رمي بنجمٍ فاستنار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهليّة إذا رأيتموه؟ قالوا: كنّا نقول: يموت عظيمٌ أو يولد عظيمٌ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فإنّه لا يرمى به لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّ ربّنا تبارك اسمه إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش، ثمّ سبّح أهل السّماء الّذي يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم حتّى يبلغ التّسبيح أهل هذه السّماء ثمّ يسأل أهل السّماء السّابعة حملة العرش: ماذا قال ربّنا؟ فيخبرونهم، ثمّ يستخبر أهل كلّ سماءٍ سماءً، حتّى يبلع الخبر أهل السّماء الدّنيا، وتّخطّف الشّياطين السّمع، فيرمون، فيقذفونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنّهم يزيدون.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: حدّثنا ابن شهابٍ، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جالسًا في نفرٍ من أصحابه، قال: فرمي بنجمٍ، ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه زاد فيه: قلت للزّهريّ: أكان يرمى بها في الجاهليّة؟ قال: نعم، ولكنّها غلّظت حين بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبي عليّ بن عاصمٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان للجنّ مقاعد في السّماء يسمعون الوحي، وكان الوحي إذا أوحي سمعت الملائكة كهيئة الحديدة يرمى بها على الصّفوان، فإذا سمعت الملائكة صلصلة الوحي خرّوا لجباههم من في السّماء من الملائكة، فإذا نزل عليهم أصحاب الوحي {قالوا ماذا قال ربّكم قالوا الحقّ وهو العليّ الكبير}، قال: فيتنادون، قال ربّكم الحقّ وهو العليّ الكبير؛ قال: فإذا أنزل إلى السّماء الدّنيا، قالوا: يكون في الأرض كذا وكذا موتًا، وكذا وكذا حياةً وكذا وكذا جدوبةً، وكذا وكذا خصبًا، وما يريد أن يصنع وما يريد أن يبتدئ تبارك وتعالى، فنزلت الجنّ فأوحوا إلى أوليائهم من الإنس، ممّا يكون في الأرض، فبيناهم كذلك، إذ بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فزجرت الشّياطين عن السّماء ورموهم بكواكب، فجعل لا يصعد أحدٌ منهم إلاّ احترق، وفزع أهل الأرض لما رأوا في الكواكب، ولم يكن قبل ذلك، وقالوا: هلك من في السّماء، وكان أهل الطّائف أوّل من فزع، فينطلق الرّجل إلى إبله، فينحر كلّ يومٍ بعيرًا لآلهتهم، وينطلق صاحب الغنم، فيذبح كلّ يومٍ شاةً، وينطلق صاحب البقر فيذبح كلّ يومٍ بقرةً، فقال لهم رجلٌ: ويلكم لا تهلكوا أموالكم، فإنّ معالمكم من الكواكب الّتي تهتدون بها لم يسقط منها شيءٌ، فأقلعوا وقد أسرعوا في أموالهم وقال إبليس: حدث في الأرض حدثٌ، فأتي من كلّ أرضٍ بتربةٍ، فجعل لا يؤتى بتربة أرضٍ إلاّ شمّها، فلمّا أتي بتربة تهامة قال: هاهنا حدث الحدث، وصرف اللّه إليه نفرًا من الجنّ وهو يقرأ القرآن، فقالوا: {إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا}، حتّى ختم الآية، فولّوا إلى قومهم منذرين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عروة، عن عائشة، أنّها قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ الملائكة تنزل في العنان وهو السّحاب فتذكر الأمر قضي في السّماء، فتسترقّ الشّياطين السّمع، فتسمعه فتوحيه إلى الكهّان، فيكذبون معها مائة كذبةٍ من عند أنفسهم فهذه الأخبار تنبئ عن أنّ الشّياطين تسمع، ولكنّها ترمى بالشّهب لئلاّ تسمع.
فإن ظنّ ظانٌ أنّه لمّا كان في الكلام (إلى)، كان التّسمّع أولى بالكلام من السّمع، فإنّ الأمر في ذلك بخلاف ما ظنّ، وذلك أنّ العرب تقول: سمعت فلانًا يقول كذا، وسمعت إلى فلانٍ يقول كذا، وسمعت من فلانٍ.
وتأويل الكلام: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب، وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ أن لا يسمع إلى الملإ الأعلى، فحذفت إن اكتفاءً بدلالة الكلام عليها، كما قيل: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} بمعنى: أن لا يؤمنوا به؛ ولو كان مكان لا أن لكان فصيحًا، كما قيل: {يبيّن اللّه لكم أن تضلّوا} بمعنى: أن لا تضلّوا، وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} بمعنى: أن لا تميد بكم والعرب قد تجزم مع لا في مثل هذا الموضع من الكلام، فتقول: ربطت الفرس لا ينفلت، كما قال بعض بني عقيلٍ:
وحتّى رأينا أحسن الودّ بيننا = مساكتةً لا يقرف الشّرّ قارف
ويروى: لا يقرف رفعًا، والرّفع لغة أهل الحجاز فيما قيل.
- وقال قتادة في ذلك ما: حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوها.
ويعني بقوله: {إلى الملإ}: إلى جماعة الملائكة الّتي هم أعلى ممّن هم دونهم). [جامع البيان: 19/498-505]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} ويرمون من كلّ جانبٍ من جوانب السّماء دحورًا والدّحور: مصدرٌ من قولك: دحرته أدحره دحرًا ودحورًا، والدّحر: الدّفع والإبعاد، يقال منه: أدحر عنك الشّيطان: أي ادفعه عنك وأبعده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قذفًا بالشّهب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويقذفون} يرمون {من كلّ جانبٍ} قال: من كلّ مكانٍ وقوله: {دحورًا} قال: مطرودين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قال: الشّياطين يدحرون بها عن الاستماع، وقرأ وقال: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} ). [جامع البيان: 19/505-506]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويقذفون قال يرمون من كل جانب يعني من كل مكان دحورا قال يعني مطرودين). [تفسير مجاهد: 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وحفظا} قال: جعلناها حفظا {من كل شيطان مارد (7) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوا بها، يعني بالنجوم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} مخففة وقال: أنهم كانوا يتسمعون ولكن لا يسمعون). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويقذفون من كل جانب} قال: يرمون من كل مكان {دحورا} قال: مطر ودين {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ويقذفون من كل جانب (8) دحورا} قال: قذفا بالشهب {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388]

تفسير قوله تعالى: (دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى دحورا قال قذفا في النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واصب قال دائم). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {مدحورًا} [الأعراف: 18] : «مطرودًا» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق قال بعض الشّرّاح أراد أن يفسّر دحورًا الّتي في الصّافّات ففسّر مدحورًا الّتي في سورة الإسراء). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان
وبه عن مجاهد في قوله 7 8 الصافات {ويقذفون} قال يرمون {من كل جانب دحورا} قال مطرودين وباقي ذلك في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/294]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (دحورا) ، أي: طردا مفعلو له أي: يطردون للدحور، ويجوز أن يكون حالا. أي: مدحورين، وهذا إلى قوله: (لازب لازم) يثبت في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 19/134]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مدحورا: مطرودا
أشار به إلى قوله تعالى: {قال اخرج منها مذؤوما مدحورًا} (ص: 18) لكن هذا في الأعراف وليس هنا محله، والّذي في هذه السّورة هو قوله: (ويقذفون من كل جانب دحورا) وقد مر بيانه عن قريب، وفسّر: (مدحورًا) بقوله: (مطرودا) لأن الدّحر هو الطّرد والإبعاد). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال مجاهد أيضًا في قوله: ({ويقذفون من كل جانب}) [الصافات: 8] بالصافات أي (يرمون) وفي نسخة من كل جانب دحورًا يرمون أي يرمون من كل جانب من جوانب السماء إذا قصدوا صعوده ودحروا علة الطرد أي للدحور فنصبه على أنه مفعول له). [إرشاد الساري: 7/313] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مدحورًا}) بسورة الأعراف أي (مطرودًا) لأن الدحر هو الطرد وسقط من قوله صراط إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/314]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {واصبٌ} [الصافات: 9] : «دائمٌ»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (واصبٌ دائمٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولهم عذاب واصب} (الصافات: 9) وفسره بقوله: (دائم) نظيره قوله: {وله الدّين واصبا} وعن ابن عبّاس شديد
وقال الكلبيّ: مرجع، وقيل: خالص). [عمدة القاري: 19/134-135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولهم عذاب ({واصب}) [الصافات: 9] أي (دائم) وقيل شديد). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {عذابٌ واصبٌ} قال: دائم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} ويرمون من كلّ جانبٍ من جوانب السّماء دحورًا والدّحور: مصدرٌ من قولك: دحرته أدحره دحرًا ودحورًا، والدّحر: الدّفع والإبعاد، يقال منه: أدحر عنك الشّيطان: أي ادفعه عنك وأبعده. وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قذفًا بالشّهب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويقذفون} يرمون {من كلّ جانبٍ} قال: من كلّ مكانٍ وقوله: {دحورًا} قال: مطرودين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قال: الشّياطين يدحرون بها عن الاستماع، وقرأ وقال: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} ). [جامع البيان: 19/505-506] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولهم عذابٌ واصبٌ} يقول تعالى ذكره: ولهذه الشّياطين المسترقة السّمع عذابٌ من اللّه واصبٌ.
واختلف أهل التّأويل في معنى الواصب، فقال بعضهم: معناه: الموجع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: موجعٌ.
- وحدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {عذابٌ واصبٌ} قال: الموجع.
وقال آخرون: بل معناه: الدّائم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ولهم عذابٌ واصبٌ}: أي دائمٌ.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عذابٌ واصبٌ} قال: دائمٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: ثنّى عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {ولهم عذابٌ واصبٌ} يقول: لهم عذابٌ دائمٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عمّن ذكره، عن عكرمة، {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: دائمٌ.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: الواصب: الدّائب.
وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب تأويل من قال: معناه: دائمٌ خالصٌ، وذلك أنّ اللّه قال {وله الدّين واصبًا}، فمعلومٌ أنّه لم يصفه بالإيلام والإيجاع، وإنّما وصفه بالثّبات والخلوص؛ ومنه قول أبي الأسود الدّؤليّ:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه = يومًا بذمّ الدّهر أجمع واصبا
أي دائمًا). [جامع البيان: 19/506-507]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله واصب قال يعني دائم). [تفسير مجاهد: 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويقذفون من كل جانب} قال: يرمون من كل مكان {دحورا} قال: مطر ودين {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ويقذفون من كل جانب (8) دحورا} قال: قذفا بالشهب {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {عذاب واصب} قال: دائم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، مثله). [الدر المنثور: 12/389]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى ثاقب قالا مضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ من خطف الخطفة} يقول: إلاّ من استرق السّمع منهم {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} يعني: مضيءٌ متوقّدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} من نارٍ وثقوبه: ضوءه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {شهابٌ ثاقبٌ} قال: شهابٌ مضيءٌ يحرقه حين يرمى به.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فأتبعه شهابٌ} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: لا يقتلون بشهاب، ولا يموتون، ولكنّها تحرقهم من غير قتلٍ، وتخبل وتجرح من غير قتلٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} قال: والثّاقب: المستوقد؛ قال: والرّجل يقول: أثقب نارك، ويقول: استثقب نارك: استوقد نارك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: سئل الضّحّاك هل للشّياطين أجنحةٌ؟ فقال: كيف يطيرون إلى السّماء إلاّ ولهم أجنحةٌ). [جامع البيان: 19/508-509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إلا من خطف الخطفة} يقول: إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة {فأتبعه شهاب} يعني الكواكب). [الدر المنثور: 12/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا رمي الشهاب لم يخطء من رمي به وتلا {فأتبعه شهاب ثاقب} ). [الدر المنثور: 12/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فأتبعه شهاب ثاقب} قال: لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون ولكنها تحرق وتخبل وتجرح من غير قتل). [الدر المنثور: 12/389-390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم في قوله: (فأتبعه شهاب ثاقب) قال: إن الجني يجيء فيسترق فإذا سرق السمع فرمي بالشهاب قال للذي يليه: كان كذا وكذا). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله {شهاب ثاقب} قال: يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال: ليس ذاك ولكن ثقوبه ضوءه). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {شهاب ثاقب} قال: ضوءه إذا نقض فأصاب الشيطان). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال {الثاقب} المتوقد). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله {ثاقب} قالا: مضيء). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال {الثاقب} المحرق). [الدر المنثور: 12/390]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1]، يعني: صفوف الملائكة في الصّلاة وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: الملائكة.
الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عطاءٍ، قال: ليس في السّموات السّبع موضع شبرٍ إلا عليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ ليس فيها موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] الملائكة، والرّعد ملكٌ يزجر السّحاب وقد قال في آيةٍ أخرى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} [الصافات: 19] وهي النّفخة الآخرة ينفخ فيه صاحب الصّور). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فالتّاليات} [الصافات: 3]، يعني: الملائكة.
{ذكرًا} [الصافات: 3]، يعني: الوحي، وهو تفسير السّدّيّ، تتلو القرآن، الوحي الّذي تأتي به الأنبياء.
[تفسير القرآن العظيم: 2/822]
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: هذا كلّه الملائكة، أقسم بهذا كلّه.
{إنّ إلهكم لواحدٌ {4} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {والصّافّات...}

تخفض التاء من {الصافات} , ومن : {التاليات} : لأنه قسمٌ.
وكان ابن مسعودٍ يدغم : {والصّافّات صفّا} , وكذلك : {والتاليات} , {والزاجرات} : يدغم التاء منهن , والتبيان أجود؛ لأن القراءة بنيت على التفصيل والبيان.
, وهذه الأحرف - فيما ذكروا -: الملائكة). [معاني القرآن: 2/382]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : (قوله {والصّافّات}:كل شيء بين السماء والأرض لم يضم , قتريه , فهو صاف.). [مجاز القرآن: 2/166]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : ({ فالتّاليات ذكراً}: أي: القارئات , والتالي القارئ, " ذكراً ": كتاباً ؛ والتالي المتبع في موضع آخر.). [مجاز القرآن: 2/166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الصافات}: المصطفة). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({والزاجرات}{والتاليات}: الملائكة والتالي القارئ). [غريب القرآن وتفسيره: 314]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال ابن مسعود:
{الصّافّات صفًّا}، {فالزّاجرات زجراً}، {فالتّاليات ذكراً}: (هم الملائكة).). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ:{والصّافّات صفّا (1)}

أكثر القراءة : تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام: التاء في الصاد, وكذلك: {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت : أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.
وتفسير الصافات: أنها الملائكة، أي: هم مطيعون في السماء يسبحون اللّه عزّ وجلّ .
فالزاجرات، روي : أن الملائكة تزجر السحاب، وقيل:{فالزّاجرات زجرا}:كل ما زجر عن معصية اللّه.
{فالتّاليات ذكرا}: قيل : الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة , وغيرهم أيضا ممن يتلون ذكر اللّه.). [معاني القرآن: 4/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا (2) فالتاليات تذكرا}
روى مسروق , عن عبد الله بن مسعود , وعكرمة , عن ابن عباس قالا في قوله تعالى: {والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا}: (هذه كلها الملائكة) .
قال أبو جعفر : الصافات : جمع صافة , كأنه جماعة .
صافة: أي : مصطفة , تذكر الله جل وعز , وتسبحه .
والزاجرات : جمع زاجرة , أي: التي تزجر السحاب على ما مضى .
وقال قتادة : (الزاجرات كل ما زجر عنه , كأنه يريد ذوات الزجر) .
ويجوز أن تكون الزاجرات : كل ما يزجر عن معاصي الله جل وعز , وأن تكون التاليات: كل ما يتلو ذكر الله جل وعز وكتبه.). [معاني القرآن: 6/7-8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَالصَّافَّاتِ}, {الزَّاجِرَاتِ}, {التَّالِيَاتِ}: الملائكة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والصَّافَّاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الزَّاجِرَاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّالِيَاتِ}: ......... ). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفّا (1)}
أكثر القراءة تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام التاء في الصاد , وكذلك : {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل : معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.). [معاني القرآن: 4/297] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق {5}} [الصافات: 5] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لها ثلاث مائةٍ وستّون مشرقًا وثلاث مائةٍ وستّون مغربًا.
وسمعت غير سعيدٍ يقول: هي ثمانون ومائة منزلةٍ، تطلع كلّ يومٍ في منزلةٍ حتّى تنتهي إلى آخرها، ثمّ ترجع في الثّمانين ومائةٍ، فتكون ثلاث مائةٍ وستّين، فهي كلّ يومٍ في منزلةٍ.
قال سعيدٌ: وقال قتادة: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} [الرحمن: 17] قال: لها مشرقٌ في الشّتاء، ومشرقٌ في الصّيف، ومغربٌ في الشّتاء، ومغربٌ في الصّيف.
وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرق والمغرب} [الشعراء: 28] المشرق كلّه والمغرب كلّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({رّبّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق}

قال: {رّبّ السّماوات والأرض} , على "أنّ ألهكم ربّ" , ونصب بعضهم: {ربّ السّماوات} , {وربّ المشارق} : فجعله صفة للاسم الذي وقعت عليه "إنّ" , والأول أجود ؛ لأن الأول في هذا المعنى , وهو متناول بعيد في التفسير.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5)}
قيل: المشارق : ثلاثمائة وستون مشرقا، ومثلها: من المغارب.).[معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق}
روى أبو ظيبان , عن ابن عباس , قال: (للشمس كل يوم مشرق , وكل يوم مغرب , فتلك المشارق والمغارب).
وللصيف مشرق ومغرب , وللشتاء مشرق ومغرب , فذلك قوله جل وعز: {رب المشرقين ورب المغربين} .). [معاني القرآن: 6/9]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب...}
تضاف الزينة إلى الكواكب, وهي قراءة العامّة...
- وحدثني قيس وأبو معاوية , عن الأعمش, عن أبي الضحى , عن مسروق أنه قرأ {بزينةٍ الكواكب} يخفض الكواكب بالتكرير , فيردّ معرفة على نكرة، كما قال :{لنسفعاً بالناصية ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ} , فردّ نكرة على معرفةٍ.
ولو نصبت {الكواكب} إذا نوّنت في الزينة كان وجهاً صواباً, تريد: بتزييننا الكواكب, ولو رفعت {الكواكب} تريد: زيّناها بتزيينها الكواكب , تجعل الكواكب هي التي زيّنت السّماء.). [معاني القرآن: 2/382]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ }: لم تعمل الباء فيها التي هي في : {بزينةٍ الكواكب}: فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم= إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب}
وقال: {زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} , فجعل {الكواكب} بدلا من{الزينة}, وبعضهم يقول {بزينة الكواكب} , وليس يعني بعضها , ولكن زينتها حسنها.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب (6)}
{بزينة الكواكب}: على إضافة الزينة إلى الكواكب، وعلى هذا أكثر القراءة، وقد قرئت بالتنوين وخفض الكواكب، والمعنى : أن الكواكب بدل من الزينة.
المعنى : إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب، ويجوز بزينة الكواكب.
وهي: أقل ما في القراءة على معنى بأن زينا الكواكب.
ويجوز أن يكون : الكواكب في النصب بدلا من قوله بزينة؛ لأن {بزينة }: في موضع نصب، ويجوز بزينة الكواكب.
ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأن بها إلا أن ثبتت بها رواية؛ لأن القراءة سنة.


ورفع الكواكب على معنى: أنا زينا السماء الدنيا , بأن زينتها الكواكب, وبأن زيّنت الكواكب). [معاني القرآن: 4/298]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} على البدل : وبزينة الكواكب .
قال أبو حاتم: أعني الكواكب.
قال أبو جعفر : وأجود مما قال : أن يكون بمعنى بأن زينا الكواكب فيها , ويجوز بزينة الكواكب : بمعنى بأن زينتها الكواكب أو بمعنى هي الكواكب). [معاني القرآن: 6/9-10]

تفسير قوله تعالى:{وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وحفظًا} [الصافات: 7]، أي: وجعلناها، يعني: الكواكب حفظًا للسّماء.
{من كلّ شيطانٍ ماردٍ} [الصافات: 7] مرد على المعصية، أي: اجترأ على المعصية، وهم سراة إبليس). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ}: لم تعمل الباء فيها التي هي في { بزينةٍ الكواكب } : فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:

يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم = إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وحفظاً مّن كلّ شيطان مّاردٍ}
وقال: {وحفظاً} : لأنه بدل من اللفظ بالفعل , كأنه قال: "وحفظناها حفظاً"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مارد}: خبيث). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وحفظا من كلّ شيطان مارد (7)}


وحفظناها من كل شيطان مارد: على معنى : وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.

يقذفون بها : إذا استرقوا السّمع.). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وحفظا من كل شيطان مارد}
أي: وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.). [معاني القرآن: 6/10]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّارِدٍ}: خبيث.). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى:{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لا يسمعون} [الصافات: 8]، أي: لئلا يسمعوا.
{إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 8] الملائكة في السّماء، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه وكانوا يقعدون منها مقاعد للسّمع، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد.
[تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قال: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون} [الصافات: 8]، أي: يرمّون.
{من كلّ جانبٍ} [الصافات: 8] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: من كلّ مكانٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لاّ يسّمّعون...}

قرأها أصحاب عبد الله بالتّشديد على معنى يتسمعّون.
وقرأها الناس {يسمعون} , وكذلك قرأها ابن عباس؛ وقال: (هم يتسمّعون , ولا يسمعون).
ومعنى (لا) كقوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} , لو كان في موضع (لا) (أن) صلح ذلك، كما قال: {يبيّن الله لكم أن تضلّوا} , وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} .
ويصلح في (لا) على هذا المعنى الجزم, العرب تقول: ربطت الفرس لا ينفلت، وأوثقت عبدي لا يفر, وأنشدني بعض بني عقيلٍ:
وحتّى رأينا أحسن الودّ بيننا = مساكتةً لا يقرف الشرّ قارف
وبعضهم يقول: لا يقرف الشّر .
والرفع لغة أهل الحجاز, وبذلك جاء القرآن.) [معاني القرآن: 2/382-383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يسّمّعون}: أي: لا يتسمعون, فأدغمت التاء في السين.
{إلى الملأ الأعلى}: ملائكة اللّه.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانب (8)}
{لا يسمعون} : ويقرأ بالتشديد {يسّمّعون} : على معنى : يتسمّعون , {ويقذفون من كلّ جانب (8) } .). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لا يستمعون إلى الملأ الأعلى}:يعني : الملائكة .
قال أبو حاتم : أي: لئلا يسمعوا , ثم حذف أن , فرفع الفعل , كما قال الشاعر:
ألا أيها اللائمي احضر الوغى = وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي). [معاني القرآن: 6/10-11]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ويقذفون} :أي: ويرجمون). [ياقوتة الصراط: 425]

تفسير قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({دحورًا} [الصافات: 9] طردًا، يطردون عن السّماء.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: مدحورين مطرودين.
حدّثنا عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا يرمى به، فبينما نحن ذات ليلةٍ إذ النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إنّ هذا لأمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}
[الجن: 9] قوله عزّ وجلّ: {ولهم عذابٌ واصبٌ} [الصافات: 9] دائمٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {من كلّ جانبٍ دحوراً...}

بضمّ الدال, ونصبها أبو عبد الرحمن السلمي. فمن ضمّها جعلها مصدراً؛ كقولك: دحرته دحوراً, ومن فتحها جعلها اسماً؛ كأنه قال: يقذفون بداحرٍ , وبما يدحر, ولست أشتهيها؛ لأنها لو وجّهت على ذلك على صحّةٍ , لكانت فيها الباء, كما تقول: يقذفون بالحجارة، ولا تقول : يقذفون الحجارة, وهو جائز؛ قال الشاعر:
نغالي اللحم للأضياف نيئاً = وترخصه إذا نضج القدور
والكلام: نغالي باللحم.
وقوله: {عذابٌ واصبٌ}, {وله الدّين واصباً}: دائم خالصٌ.). [معاني القرآن: 2/383]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ دحوراً }: مصدر " دحرت " , تقول العرب: ادحر عنك الشيطان: أبعد عنك الشيطان.
{عذابٌ واصبٌ } : أي: دائم , قال أبو الأسود الدؤلي:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه= يوماً بذمّ الدهر أجمع واصبا). [مجاز القرآن: 2/166-167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({واصب}: دائم وقالوا واجب. يقال وصب يصب وصوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({دحوراً}: يعني : طردا.
يقال: دحرته دحرا ودحورا، أي : دفعته.
{ولهم عذابٌ واصبٌ}: أي :دائم). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {دحورا} : أي: يدحرون , أي: يباعدون.
{ولهم عذاب واصب (9)} : قيل: دائم , وقيل : موجع.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ويقذفون من كل جانب دحورا}
قال مجاهد : (ويقذفون , أي : يرمون دحورا , أي : مطرودين) .
وقال قتادة : (دحورا , أي: رميا في النار) .
قال أبو جعفر : يقال دحره إذا طرده , وباعده : دحورا ودحرا
ويروى عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ : دحورا , بفتح الدال , والمصادر على فعول قليلة .
وقال بعض النحويين : ليس بمصدر , ولكنه : بمعنى بما يدحرهم , ولو كان على ما قال : لكان بدحور , أي : بمباعد .
ثم قال جل وعز: {ولهم عذاب واصب}
قال مجاهد , وقتادة : (أي : دائم)). [معاني القرآن: 6/11-12]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دحورا}: أي: ذلا, {واصب}: أي: دائم). [ياقوتة الصراط: 425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دُحُورًا}: طرداً, {وَاصِبٌ}: دائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاصِبٌ}: دائم). [العمدة في غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10] رجع إلى أوّل الكلام {وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ {7} لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 7-8]...
{إلا من خطف الخطفة} [الصافات: 10] استمع الاستماعة كقوله: {إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 18].
قال: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10]، أي: مضيءٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ثقوبه: ضوءه.
- يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتوارى فإنّه لا يخطئ، وهو يحرق ما أصاب ولا يقتل.
وتفسير الحسن أنّه يقتله في أسرع من الطّرف.
[تفسير القرآن العظيم: 2/824]
يزيد بن إبراهيم، عن محمّد بن سيرين، عن رجلٍ قال: كنّا مع أبي قتادة على سطحٍ فانقضّ كوكبٌ، فنهانا أبو قتادة أن نتبعه أبصارنا.
أبو سهلٍ، عن عمرٍو قال: سأل حفصٌ الحسن: أأتبع بصري الكوكب؟ فقال: قال اللّه: {وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5] وقال: {أولم ينظروا في ملكوت السّموات} [الأعراف: 185] كيف نعلم إذا لم ينظر إليه؟ لأتبعنّه بصري). [تفسير القرآن العظيم: 2/825]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ ثاقبٌ } : الثاقب البين المضيء، يقال: أثقب نارك، وحسب ثاقب : أي كثير مضيء مشهور , وقال أبو الأسود:

أذاع به في الناس حتى كأنه= بعلياء نارٌ أوقدت بثقوب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ثاقب}: مضيء يقال أثقب نارك). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأتبعه} : أي لحقه {شهابٌ ثاقبٌ}: كوكب مضيء بين.


يقال: أثقب نارك، أي أضئها. و«الثقوب»: ما تذكي به النار.). [تفسير غريب القرآن: 369]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (10)}
{إلّا من خطف} :بفتح الطاء وكسرها، يقال خطفت أخطف.
وخطفت أخطف، إذا أخذت الشيء بسرعة، ويجوز إلا من خطّف بتشديد الطاء , وفتح الخاء.
ويجوز خطف بكسر الخاء , وفتح الطاء.
والمعنى : اختطف، فأدغمت التاء في الطاء , وسقطت الألف لحركة الخاء، فمن فتح الخاء ألقى عليها فتحة التاء التي كانت في اختطف.
ومن كسر فلسكونها وسكون الطاء.
فأما من روى خطف الخطفة بكسر الخاء والطاء فلا وجه له إلا وجها ضعيفا جدا يكون على اتباع الطاء كسر الخاء.
{فأتبعه شهاب ثاقب}:يقال : تبعته , وأتبعته، واتّبعته؛ إذا مضيت في أثره.
و{شهاب ثاقب} :كوكب مضيء.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
يقال: خطف الشيء إذا أخذه بسرعة , فأتبعه شهاب ثاقب .
قال الحسن , ومجاهد , وقتادة , وأبو مجلز : (ثاقب: أي : مضيء) .
قال أبو جعفر : وهذا مشهور في اللغة كما قال : وزندك أثقب أزنادها.). [معاني القرآن: 6/13]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثاقب}: أي: مضيء.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شِهَابٌ ثَاقِبٌ}: كوكب مضيء نير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَاقِبٌ}: مضيء.). [العمدة في غريب القرآن: 254]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:46 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) }

تفسير قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) }

تفسير قوله تعالى: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قولهم: جاءني ثلاثة فصاعدًا، فأما أهل البصرة فيقولون: صعد صاعدًا، ونحن نقول: هو مثل قوله: {وَحِفْظًا}، ونقوله بالواو والفاء وثم، وسيبويه لا يقوله بالواو، والمعنى في الثلاثة الأحرف واحد). [مجالس ثعلب: 178]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقرأ بعضهم: {لا يسّمّعون} يريد: لا يتسمعون والبيان عربيٌ حسنٌ لاختلاف المخرجين). [الكتاب: 4/463]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما يدغم إذا كان الحرفان من مخرج واحد وإذا تقارب المخرجان قولهم يطوعون في يتطوعون ويذكرون في يتذكرون ويسمعون في يتسمعون والإدغام في هذا أقوى إذ كان يكون في الانفصال والبيان فيهما
عربيٌ حسن لأنهما متحركان كما حسن ذلك في يختصمون ويهتدون وتصديق الإدغام قوله تعالى: {يطيروا بموسى} و: {يذكرون}.
فإن وقع حرفٌ مع ما هو من مخرجه أو قريبٌ من مخرجه مبتدأ أدغم وألحقوا الألف الخفيفة لأنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا بساكن وذلك قولهم في فعل من تطوع اطوع ومن تذكر إذ ذكر دعاهم إلى إدغامه أنهما في حرفٍ وقد كان يقع الإدغام فيهما في الانفصال.
ودعاهم إلى إلحاق الألف في اذكروا واطوعوا ما دعاهم إلى إسقاطها حين حركوا الخاء في خطف والقاف في قتلوا فالألف هنا يعني في اختطف لازمةٌ ما لم يعتل الحرف كما تدخل ثمة إذا اعتل الحرف.
وتصديق ذلك قوله عز وجل: {فادارأتم فيها} يريد فتدارأتم: {وازينت} إنما هي تزينت وتقول في المصدر ازيناً وادارأً ومن ذلك قوله عز وجل: {اطيرنا بك}.
وينبغي على هذا أن تقول في تترس اترس فإن بينت فحسن البيان كحسنه فيما قبله
فإن التقت التاءان في تتكلمون وتتترسون فأنت بالخيار إن شئت أثبتهما وإن شئت حذفت إحداهما وتصديق ذلك قوله عز وجل: {تتنزل عليهم الملائكة} و: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}
وإن شئت حذفت التاء الثانية وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها} وقوله: {ولقد كنتم تمنون الموت} وكانت الثانية أولى بالحذف لأنها هي التي تسكن وتدغم في قوله تعالى: {فادارأتم} و: {ازينت} وهي التي يفعل بها ذلك في يذكرون فكما اعتلت هنا كذلك تحذف هناك). [الكتاب: 4/474-476] (م)

تفسير قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
سنا لوحه لما استقلت عروضه = وأحيا ببرق في تهامة واصب
...
(واصب) دائم). [شرح أشعار الهذليين: 2/919]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
تنبه لبرق آخر الليل موصب = رفيه السنا يبدو لنا ثم ينضب
(موصِب) دائم، (قد وصب، وأوصب) من قوله عز وجل: {عذاب واصب} ). [شرح أشعار الهذليين: 3/1050]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وقال ابن الأعرابي: أوصب الشيء ووصب إذا ثبت ودام، وأنشد العجاج.
تعلو أعاصيم وتعلو أحدبا = إذا رجت منه الذّهاب أوصبا
قال أبو علي: ومن وصب قوله عز وجل: {عذاب واصبٍ} أي دائم). [الأمالي: 2/201]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والمثقب: الذي يوقد النار ويحييها ويضيئها، يقال:
أثقبت ناري أثقبها، وثقبت النار تثقب فهي ثاقبة ثقوبا، وقال الله عز وجل: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}، وقال أبو الأسود:
أذاع به في الناس حتى كأنه = بعلياء نار أوقدت بثقوب
أي يضياء، وقال الآخر:
قد يكسب المال الهدان الجافي = بغير لا عطف ولا اصطراف
أراد: بغير عصف.
وقال الآخر:
وقد حداهن بلا غبر خرق
وقال الآخر:
فما ألوم البيض ألا تسخرا = لما رأين الشمط القفندرا
أراد: (أن تسخرا)، والقفندر: القبيح، قال الآخر:

ألا يا لقومي قد أشطت عواذلي = ويزعمن أن أودى بحقي باطلي
ويلحينني في اللهو ألا أحبه = وللهو داع دائب غير غافل
أراد: أن أحبه.
وقال جماعة من أهل العربية في بيت العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر
أراد: في بئر حور، أي في بئر هلاك.
وقال الفراء: (لا) جحد محض في هذا البيت، والتأويل عنده: في بئر ماء لا يحير عليه شيئا أي لا يرد عليه شيئا. وقال العرب: تقول: طحنت الطاحنة؛ فما أحارت شيئا، أي لم يتبين لها أثر عمل.
وقال الفراء أيضا: إنما تكون (لا) زائدة إذا تقدم الجحد، كقول الشاعر:
ما كان يرضي رسول الله الله دينهم = والطيبان أبو بكر ولا عمر
أراد: أبو بكر وعمر.
أو إذا أتى بعدها جحد، فقدمت للإيذان به؛ كقوله عز وجل: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}، معناه: لأن يعلم.
وقال الكسائي وغيره في تفسير قول الله جل وعز: {لا أقسم بيوم القيامة}، معناه: أقسم، ولا زائدة.
وقال الفراء: (لا) لا تكون أول الكلام زائدة، ولكنها رد على الكفرة، إذ جعلوا لله عز وجل ولدا وشريكا وصاحبة،
فرد الله عليهم قولهم، فقال: (لا)، وابتدأ بـ {أقسم بيوم القيامة}.
وقال الفراء أيضا في قوله: {ما منعك ألا تسجد}: المنع يرجع إلى معنى القول، والتأويل: من قال لك لا تسجد. فـ (لا) جحد محض، وأن دخلت إيذانا بالقول؛ إذ لم يتصرح لفظه؛ كما قال أبو ذؤيب في مرثية بنيه:
فأجبتها أن ما لجسمي أنه = أودى بني من البلاد فودعوا
أراد: فقلت لها، فزاد (أن) إذ لم يتصرح القول. وكذلك تأول الآيتين الأخريين: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}، {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} على مثل هذا المعنى). [كتاب الأضداد:213- 216]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد}
أقسم الله تعالى في هذه الآيات بأشياء من مخلوقاته، واختلف الناس في معناها، فقال ابن مسعود، ومسروق، وقتادة: هي الملائكة التي تصف في السماء في عبادة الله تعالى وذكره صفوفا، وقالت فرقة: أراد كل من يصف من بنيآدم في قتال في سبيل الله، أو في صلاة وطاعة، والتقدير: والجماعات الصافات، واللفظ يحتمل أن يعم هذه المذكورات.
"الزاجرات زجرا"، قال مجاهد، والسدي: الملائكة التي تزجر السحاب وغيره من مخلوقات الله، وقال قتادة: هي آيات القرآن المتضمنة النواهي الشرعية.
وقوله: {فالتاليات ذكرا} معناه: القارئات، وقال مجاهد، والسدي: أراد الملائكة التي تتلو ذكره، وقال قتادة: أراد بني آدم الذين يتلون كتبه المنزلة، وتسبيحه وتكبيره، ونحو ذلك.
وقرأ أبو عمرو، وحمزة: [والصافات صفا] بالإدغام، وهي قراءة ابن مسعود، ومسروق، والأعمش. وقرأ الباقون وجمهور الناس بالإظهار، وكذلك في كلها، قال أبو حاتم: "والإظهار اختيارنا"، وأما "الحاملات وقرا" و"الجاريات يسرا" فلا يجوز فيهما الإدغام لبعد التاء من الحرفين).[المحرر الوجيز: 7/ 270-271]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تعالى المقسم عليه أنه توحيده، وأنه واحد، أي: متحد في جميع الجهات التي ينظر فيها المفكر).[المحرر الوجيز: 7/ 271]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف تعالى نفسه بربوبيته جميع المخلوقات، وذكر "المشارق" لأنها مطالع الأنوار، والعيون بها أكلف، وفي ذكرها غنية عن ذكر المغارب; إذ معادلتها لها مفهومة عند كل ذي لب، وأراد تبارك وتعالى مشارق الشمس وهي مائة وثمانون في السنة فيما يزعمون، من أطول أيام السنة إلى أقصرها). [المحرر الوجيز: 7/ 271]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر عن قدرته بتزيين السماء بالكواكب، وانتظم في ذلك التزيين أن جعلها حفظا وحرزا من الشياطين المردة، وهم مسترقو السمع.
وقرأ الجمهور بإضافة "الزينة" إلى "الكواكب"، وقرأ حمزة، وحفص عن عاصم بتنوين (زينة) وخفض (الكواكب) على البدل منها، وهي قراءة ابن مسعود، ومسروق - بخلاف عنه - وأبي زرعة بن عمر بن جرير، وابن وثاب، وطلحة. وقرأ أبو بكر عن عاصم: "بزينة" بالتنوين [الكواكب] بالنصب، وهي قراءة ابن وثاب، وأبي عمرو، والأعمش، ومسروق، وهذا في الإعراب نحو قوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا} وحكى الزهراوي قراءة بتنوين: "زينة" ورفع "الكواكب".
و"المارد": المتجرد للشر، ومنه: شجرة مرداء، أي: لا ورق عليها، ومنه: الأمرد. وخص تعالى السماء الدنيا بالذكر لأنها التي تباشر بأبصارنا، وأيضا فالحفظمن الشيطان إنما هو فيها وحدها. و"حفظا" نصب على المصدر، وقيل: مفعول من أجله، والواو زائدة). [المحرر الوجيز: 7/ 271-272]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
"الملأ الأعلى": أهل السماء الدنيا فما فوقها، ويسمى الكل منهم "أعلى" بالإضافة إلى ملإ الأرض الذي هو أسفل، والضمير في "يسمعون" للشياطين. وقرأ جمهور القراء والناس: [يسمعون] بسكون السين وتخفيف الميم، وقرأ حمزة، وعاصم - في رواية حفص - وابن عباس - بخلاف عنه - وابن وثاب، وعبد الله بن مسلم، وطلحة، والأعمش: "لا يسمعون" بشد السين والميم، بمعنى: لا يتسمعون، فينتفي على القراءة الأولى سماعهم وإن كانوا يستمعون، وهو المعنى الصحيح، ويعضده قوله تعالى: {إنهم عن السمع لمعزولون}، وينتفي على القراءة الأخيرة أن يقع منهم استماع أو سماع، وظاهر الأحاديث أنهم يستمعون حتى الآن لكنهم لا يسمعون، وإن سمع أحد منهم شيئا لم يفلت قبل أن يلقي ذلك السمع إلى الذي يجيؤه; لأن من وقت محمد عليه الصلاة والسلام ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا، وكان الرجم في الجاهلية أخف، وروي في هذا المعنى أحاديث صحاح مضمنها أن الشياطين كانت تصعد إلى السماء فتقعد للسمع واحدا فوق آخر، يتقدم الأجسر نحو السماء، ثم الذي يليه، فيقضي الله تعالى الأمر في الأمور في الأرض فيتحدث به أهل السماء، فيسمعه منهم ذلك الشيطان الأدنى، فيلقيه إلى الذي تحته، فربما أحرقه شهاب وقد ألقى الكلام، وربما لم تحرقه جملة، فينزل تلك الكلمة إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة، فتصدق تلك الكلمة، فيصدق الجاهلون الجميع، فلما جاء الله تعالى بالإسلام حرست السماء بشدة فلم يفلت شيطان سمع بتة، ويروى أنها لا تسمع الآن شيئا.
والكواكب الراجمة هي التي يراها الناس تنقض، قال النقاش، ومكي: وليست بالكواكب الجارية في السماء، لأن تلك لا ترى حركتها، وهذه الراجمة ترى حركتها لأنها قريبة منا، وفي هذا نظر. و"يقذفون" معناه: ويرجمون.
و"الدحور": الإصغار والإهانة; لأن الزجر الدفع بعنف، وقال مجاهد: مطرودين. وقرأ الجمهور بضم الدال، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: [دحورا] بفتح الدال، و"الواصب": الدائم، قاله مجاهد، وقتادة، وعكرمة. وقال السدي، وأبو صالح: الواصب: الموجع، ومنه: الوصب، والمعنى: هذه الحال الغالبة على جميع الشياطين، إلا من شذ فخطف خبرا أو نبأ فأتبعه شهاب فأحرقه.
وقرأ جمهور الناس: "خطف" بفتح الخاء وكسر الطاء خفيفة، وقرأ الحسن، وقتادة: [خطف] بكسر الخاء والطاء وتشديد الطاء، قال أبو حاتم: يقال: هي لغة بكر بن وائل، وتميم بن مرة، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما بكسر الخاء والطاء مخففة. و"الثاقب": النافذ بضوئه وشعاعه المنير، قاله قتادة، والسدي، وابن زيد، و"حسب ثاقب" إذا كان سنيا منيرا). [المحرر الوجيز: 7/ 272-273]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 06:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 06:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والصّافّات صفًّا (1) فالزّاجرات زجرًا (2) فالتّاليات ذكرًا (3) إنّ إلهكم لواحدٌ (4) ربّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5) }
قال سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه أنّه قال: {والصّافّات صفًّا} وهي: الملائكة، {فالزّاجرات زجرًا} وهي: الملائكة، {فالتّاليات ذكرًا} هي: الملائكة.
وكذا قال ابن عبّاسٍ، ومسروقٌ، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهدٌ، والسّدّيّ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ.
قال قتادة: الملائكة صفوفٌ في السّماء.
وقال مسلمٌ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن أبي مالكٍ الأشجعيّ، عن ربعيّ، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "فضّلنا على النّاس بثلاثٍ: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلّها مسجدًا وجعلت لنا تربتها طهورًا إذا لم نجد الماء".
وقد روى مسلمٌ أيضًا، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه من حديث الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم "ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربّهم؟ " قلنا: وكيف تصفّ الملائكة عند ربّهم؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: "يتمون الصّفوف المتقدّمة ويتراصون في الصّفّ".
وقال السّدّيّ وغيره: معنى قوله {فالزّاجرات زجرًا} أنّها تزجر السّحاب.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {فالزّاجرات زجرًا}: ما زجر اللّه عنه في القرآن. وكذا روى مالكٌ، عن زيد بن أسلم.
{فالتّاليات ذكرًا} قال السّدّيّ: الملائكة يجيئون بالكتاب، والقرآن من عند اللّه إلى النّاس. وهذه الآية كقوله تعالى: {فالملقيات ذكرًا عذرًا أو نذرًا} [المرسلات:5، 6]). [تفسير ابن كثير: 7/ 5-6]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ إلهكم لواحدٌ} هذا هو المقسم عليه، أنّه تعالى لا إله إلا هو). [تفسير ابن كثير: 7/ 6]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّ السّموات والأرض وما بينهما} أي: من المخلوقات، {وربّ المشارق} أي: هو المالك المتصرّف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب ثوابت، وسيّاراتٍ تبدو من المشرق، وتغرب من المغرب. واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه. وقد صرّح بذلك في قوله: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون} [المعارج:40]. وقال في الآية الأخرى: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} [الرّحمن:17] يعني في الشّتاء والصّيف، للشّمس والقمر). [تفسير ابن كثير: 7/ 6]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب (6) وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ (7) لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ (9) إلّا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ (10) }
يخبر تعالى أنّه زيّن السّماء الدّنيا للنّاظرين إليها من أهل الأرض {بزينةٍ الكواكب}، قرئ بالإضافة وبالبدل، وكلاهما بمعنًى واحدٍ، فالكواكب السّيّارة والثّوابت يثقب ضوءها جرم السّماء الشّفّاف، فتضيء لأهل الأرض، كما قال تعالى {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين وأعتدنا لهم عذاب السّعير} [الملك:5]، وقال: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ. إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر:16-18].
وقوله ها هنا: {وحفظًا} تقديره: وحفظناها حفظًا، {من كلّ شيطانٍ ماردٍ} يعني: المتمرّد العاتي إذا أراد أن يسترق السّمع، أتاه شهابٌ ثاقبٌ فأحرقه، ولهذا قال: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} أي: لئلّا يصلوا إلى الملأ الأعلى، وهي السّماوات ومن فيها من الملائكة، إذا تكلّموا بما يوحيه اللّه ممّا يقوله من شرعه وقدره، كما تقدّم بيان ذلك في الأحاديث الّتي أوردناها عند قوله تعالى: {حتّى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم قالوا الحقّ وهو العليّ الكبير} [سبأٍ:23] ولهذا قال {ويقذفون} أي: يرمون {من كلّ جانبٍ} أي: من كلّ جهةٍ يقصدون السّماء منها،
{دحورًا} أي: رجمًا يدحرون به ويزجرون، ويمنعون من الوصول إلى ذلك، {ولهم عذابٌ واصبٌ} أي: في الدّار الآخرة لهم عذابٌ دائمٌ موجعٌ مستمرٌّ، كما قال: {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} [الملك:5]). [تفسير ابن كثير: 7/ 6]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إلا من خطف الخطفة} أي: إلّا من اختطف من الشّياطين الخطفة، وهي الكلمة يسمعها من السّماء فيلقيها إلى الّذي تحته، ويلقيها الآخر إلى الّذي تحته، فربّما أدركه الشّهاب قبل أن يلقيها وربّما ألقاها بقدر اللّه قبل أن يأتيه الشّهاب فيحرقه، فيذهب بها الآخر إلى الكاهن، كما تقدّم في الحديث، ولهذا قال: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} أي: مستنيرٌ.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ قال: كان للشّياطين مقاعد في السّماء فكانوا يستمعون الوحي. قال: وكانت النّجوم لا تجري، وكانت الشّياطين لا ترمى قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض، فزادوا في الكلمة تسعًا. قال: فلمّا بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، جعل الشّيطان إذا قعد مقعده جاء شهابٌ فلم يخطئه حتّى يحرقه. قال: فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هو إلّا من أمر حدث. قال: فبثّ جنوده، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ يصلّي بين جبلي نخلة -قال وكيعٌ: يعني بطن نخلة-قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، فقال: هذا الّذي حدث.
وستأتي الأحاديث الواردة مع الآثار في هذا المعنى عند قوله تعالى إخبارًا عن الجنّ أنّهم قالوا: {وأنّا لمسنا السّماء فوجدناها ملئت حرسًا شديدًا وشهبًا. وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا. وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدًا} [الجنّ:8-10]). [تفسير ابن كثير: 7/ 6-7]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة