العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً (1) يهدي إلى الرّشد فآمنّا به ولن نشرك بربّنا أحداً (2) وأنّه تعالى جدّ ربّنا ما اتّخذ صاحبةً ولا ولداً (3) وأنّه كان يقول سفيهنا على اللّه شططاً (4) وأنّا ظننّا أن لن تقول الإنس والجنّ على اللّه كذباً (5)
قرأ جمهور الناس «قل أوحي إلي» من أوحى يوحي. وقرأ أبو أناس جوية بن عائذ: «قل أوحى إلي»، من وحي يحي ووحي وأوحى، بمعنى واحد، وقال العجاج: «وحي لها القرار فاستقرت». وقرأ أيضا جوية فيما روى عنه الكسائي، «قل أحي» أبدلت الواو همزة كما أبدلوها في وسادة وإسادة، وغير ذلك.
وكذلك قرأ ابن أبي عبلة، وحكى الطبري عن عاصم أنه كان يكسر كل ألف في السورة من «أن» و «إن» إلا قوله تعالى: وأنّ المساجد للّه [الجن: 18]. وحكي عن أبي عمرو أنه يكسر من أولها إلى قوله وأن لو استقاموا على الطّريقة [الجن: 16] فإنه كان يفتح همزة وما بعدها إلى آخر السورة. فعلى ما حكي يلزم أن تكون الهمزة مكسورة في قوله «إنه استمع»، وليس ما ذكر بثابت. وذكر أبو علي الفارسي أن ابن كثير وأبا عمرو فتحا أربعة أحرف من السورة وكسرا غير ذلك أنّه استمع، وأن لو استقاموا [الجن: 16]، وأنّ المساجد [الجن: 18]، وأنّه لمّا قام [الجن: 19]، وأن نافعا وعاصما في رواية أبي بكر والمفضل وافقا في الثلاثة وكسرا وأنّه لمّا قام [الجن: 19] مع سائر ما في السورة. وذكر أن ابن عامر وحمزة والكسائي كانوا يقرأون كل ما في السورة بالفتح إلا ما جاء بعد قول أو فاء جزاء، وكذلك حفص عن عاصم، فترتب إجماع القراء على فتح الألف من أنّه استمع و «أن لو استقاموا» «وأن المساجد». وذكر الزهراوي عن علقمة أنه كان يفتح الألف في السورة كلها. واختلف الناس في الفتح من هذه الألفات وفي الكسر اختلافا كثيرا يطول ذكره وحصره وتقصي معانيه. قال أبو حاتم: أما الفتح فعلى أوحي، فهو كله في موضع رفع على ما لم يسم فاعله. وأما الكسر فحكاية وابتداء وبعد القول. وهؤلاء النفر من الجن هم الذين صادفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ببطن نخلة في صلاة الصبح وهو يريد عكاظ. وقد تقدم قصصهم في سورة الأحقاف في تفسير قوله تعالى: وإذ صرفنا إليك نفراً من الجنّ [الأحقاف: 29].
وقول الجن: إنّا سمعنا الآيات، هو خطاب منهم لقومهم الذين ولوا إليهم منذرين، وقرآناً عجباً معناه ذا عجب، لأن العجب مصدر يقع من سامع القرآن لبراعته وفصاحته ومضمناته، وليس نفس القرآن هو العجب). [المحرر الوجيز: 8/ 424-426]

تفسير قوله تعالى: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس «إلى الرّشد» بضم الراء وسكون الشين. وقرأ عيسى الثقفي «إلى الرّشد» بفتح الراء والشين. وقرأ عيسى «إلى الرّشد»). [المحرر الوجيز: 8/ 426]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومن كسر الألف من قوله «وإنه تعالى» فعلى القطع ويعطف الجملة على قوله إنّا سمعنا، ومن فتح الألف من قوله وأنّه تعالى اختلفوا في تأويل ذلك، فقال بعضهم هي عطف على أنّه استمع، فيجيء على هذا قوله تعالى مما أمر أن يقول إنه أوحي إليه وليس يكون من كلام الجن، وفي هذا قلق. وقال بعضهم بل هي عطف على الضمير في به فكأنه يقول فآمنا به وبأنه تعالى. وهذا القول ليس في المعنى، لكن فيه من جهة النحو العطف على الضمير المخفوض دون إعادة الخافض وذلك لا يحسن. وقرأ جمهور الناس «جدّ ربنا» بفتح الجيم وضم الدال وإضافته إلى الرب، وقال جمهور المفسرين معناه عظمته.
وروي عن أنس أنه قال: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران، جد في أعيننا أي عظم. وقال أنس بن مالك والحسن: جدّ ربّنا معناه، فهذا هو من الجد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد»، وقال مجاهد: ذكره كله متجه لأن الجد هو حظ المجدود من الخيرات والأوصاف الجميلة، فجد الله تعالى هو الحظ الأكمل من السلطان الباهر والصفات العلية والعظمة، ومن هذا قول اليهودي حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة: «يا بني قيلة هذا جدكم الذي تنتظرون» أي حظكم من الخيرات وبختكم. وقال علي بن الحسين رضي الله عنه وأبو جعفر الباقر وابنه جعفر والربيع بن أنس ليس لله جد، وهذه مقالة قوم جهلة من الجن، جعلوا الله جدا أي أبا أب. قال كثير من المفسرين هذا قول ضعيف. وقوله: ولن نشرك بربّنا أحداً يدفعه، وكونهم فيما روي على شريعة متقدمة وفهمهم للقرآن. وقرأ محمد بن السميفع اليماني «جد ربنا» وهو من الجد والنفع. وقرأ عكرمة «جدّ ربّنا» بفتح الجيم وضم الدال وتنوينه ورفع الرب كأنه يقول تعالى عظيم هو ربنا ف «ربنا» بدل والجد العظيم في اللغة.
وقرأ حميد بن قيس «جد ربنا» بضم الجيم. ومعناه ربنا العظيم حكاه سيبويه وبإضافته إلى الرب فكأنه قال عظيم، وهذه إضافة تجديد يوقع النحاة هذا الاسم إذا أضيفت الصفة إلى الموصوف، كما تقول جاءني كريم زيد تريد زيدا الكريم ويجري مجرى هذا عند بعضهم.
قول المتنبي [البسيط]
... ... ... ... = عظيم الملك في المقل
أراد الملك العظيم قال بعض النحاة، وهذا المثال يعترض بأنه أضاف إلى جنس فيه العظيم والحقير، وقرأ عكرمة أيضا «جدا ربّنا» بفتح الجيم والدال وتنوينها ورفع الرب ونصب «جدا» على التمييز كما تقول تفقأت شحما وتصببت عرقا، وقرأ قتادة «جدا ربّنا» بكسر الجيم ورفع الباء وشد الدال، فنصب جدا على الحال ومعناه تعالى حقيقة ومتمكنا. وهذا معنى غير الأول، وقرأ أبو الدرداء «تعالى ذكر ربنا»، وروي عنه «تعالى جلال ربنا»). [المحرر الوجيز: 8/ 426-427]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وأنّه كان يقول لا خلاف أن هذا من قول الجن، وكسر الألف فيه أبين وفتحها لا وجه له إلا اتباع العطف على الضمير. كأنهم قالوا الآن بأن سفيهنا كان قوله شططاً. والسفيه المذكور قال جميع المفسرين هو إبليس لعنه الله. وقال آخرون هو اسم جنس لكل سفيه منهم. ولا محالة أن إبليس صدر في السفهاء وهذا القول أحسن. والشطط: التعدي وتجاوز الحد بقول أو فعل ومنه قول الأعشى: [البسيط]
أتنتهون ولا ينهى ذوي شطط = كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
). [المحرر الوجيز: 8/ 427-428]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وأنّا ظننّا هو كلام أولئك النفر لا يحتمل غير ذلك، وكسر الألف فيه أبين.
والمعنى: إنا كنا نظن قبل إيماننا أن الأقوال التي تسمع من إبليس وغواة الجن والإنس في جهة الآلهة وما يتعلق بذلك حق وليست بكذب، لأنا كنا نظن بهم أنهم لا يكذبون على الله ولا يرضون ذلك. وقرأ جمهور الناس «تقول». وقرأ الحسن والجحدري وابن أبي بكرة ويعقوب «تقوّل» بفتح القاف والواو وشد الواو، والتقول خاص بالكذب، والقول عام له وللصدق، ولكن قولهم كذباً يرد القول هنا معنى التقول). [المحرر الوجيز: 8/ 428]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقاً (6) وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحداً (7) وأنّا لمسنا السّماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً (8) وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً (9) وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً (10)
هذه الألف من أنّه كان مما اختلف في فتحها وكسرها والكسر أوجه. والمعنى في الآية ما كانت العرب تفعله في أسفارها وتعزبها في الرعي وغيره، فإن جمهور المفسرين رووا أن الرجل كان إذا أراد المبيت أو الحلول في واد، صاح بأعلى صوته يا عزيز هذا الوادي إني أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك فيعتقد بذلك أن الجني الذي بالوادي يمنعه ويحميه، فروي أن الجن كانت عند ذلك تقول: ما نملك لكم ولأنفسنا من الله شيئا. قال مقاتل: أول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا ذلك في العرب. وروي عن قتادة أن الجن لذلك كانت تحتقر بني آدم وتزدريهم لما ترى من جهلهم، فكانوا يزيدونهم مخافة ويتعرضون للتخيل لهم بمنتهى طاقاتهم ويغوونهم في إرادتهم لما رأوا رقة أحلامهم، فهذا هو الرهق الذي زادته الجن ببني آدم. وقال مجاهد والنخعي وعبيد بن عمير: بنو آدم زادوا الجن رهقاً وهي الجرأة والانتخاء عليهم والطغيان وغشيان المحارم والإعجاب، لأنهم قالوا سدنا الجن والإنس، وقد فسر قوم الرهق بالإثم وأنشد الطبري في ذلك بيت الأعشى: [البسيط]
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها = لا يشتفي وامق ما لم يصب رهقا
قال معناه ما لم يغش محرما فالمعنى زادت الإنس والجن مأثما لأنهم عظموهم فزادوهم استحلالا لمحارم الله). [المحرر الوجيز: 8/ 428-429]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله وأنّهم ظنّوا كما ظننتم يريد به بني آدم الكفار. وقوله كما ظننتم، مخاطبة لقومهم من الجن. وقولهم أن لن يبعث اللّه أحداً، يحتمل معنيين أحدهما: بعث الحشر من القبور، والآخر بعث آدمي رسولا. وأن في قوله أن لن مخففة من «أن» الثقيلة وهي تسد مسد المفعولين.
وذكر المهدوي تأويلا أن المعنى وأن الجن ظنوا كما ظننتم أيها الإنس فهي مخاطبة من الله تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 429]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وذكر المهدوي تأويلا أن المعنى وأن الجن ظنوا كما ظننتم أيها الإنس فهي مخاطبة من الله تعالى.
وقولهم وأنّا لمسنا قال معناه التمسنا ويظهر بمقتضى كلام العرب أنها استعارة لتجربتهم أمرها وتعرضهم لها فسمي ذلك لمسا إذ كان اللمس غاية غرضهم ونحو هذا قول المتنبي: [الطويل]
تعد القرى والمس بنا الجيش لمسة = نبادر إلى ما تشتهي يدك اليمنى
فعبر عن صدم الجيش بالجيش وحربه باللمس، وهذا كما تقول المس فلانا في أمر كذا، أي جرب مذهبه فيه، وملئت إما أن يكون في موضع المفعول الثاني ل «وجدنا»، وإما أن يقصر الفعل على مفعول واحد ويكون ملئت في موضع الحال، وكان الأعرج يقرأ «مليت» لا يهمز، والشهب: كواكب الرجم، والحرس: يحتمل أن يريد الرمي بالشهب. وكرر المعنى بلفظ مختلف، ويحتمل أن يريد الملائكة). [المحرر الوجيز: 8/ 429-430]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومقاعد جمع مقعد، وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة قعود الجن أنهم كانوا واحدا فوق واحد، فمتى أحرق الأعلى طلع الذي تحته مكانه، فكانوا يسترقون الكلمة فيلقونها إلى الكهان ويزيدون معها ثم يزيد الكهان بالكلمة مائة كذبة، وقوله: فمن يستمع الآن الآية قطع على أن كل من استمع الآن أحرقه شهاب. فليس هنا بعد سمع، إنما الإحراق عند الاستماع، وهذا يقتضي أن الرجم كان في الجاهلية. ولكنه لم يكن يستأصل وكان الحرس ولكنه لم يكن شديدا، فلما جاء الإسلام اشتد الأمر حتى لم يكن فيه ولا يسير سماحة، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد رأى كوكبا راجما: «ماذا كنتم تقولون لهذا في الجاهلية؟ قالوا كنا نقول: ولد ملك، مات ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس الأمر كذلك، ثم وصف صورة صعود الجن».
وقد قال عوف بن الجزع وهو جاهلي: [الكامل]
فانقض كالدري يتبعه = نقع يثور تخاله طنبا
وهذا في أشعارهم كثير، ورصداً نعت لشهاب ووصفه بالمصدر). [المحرر الوجيز: 8/ 430-431]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض الآية، معناه لا ندري أيؤمن الناس بهذا النبي فيرشدون، أم يكفرون به فينزل بهم الشر). [المحرر الوجيز: 8/ 431]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:13 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا (1) يهدي إلى الرّشد فآمنّا به ولن نشرك بربّنا أحدًا (2) وأنّه تعالى جدّ ربّنا ما اتّخذ صاحبةً ولا ولدًا (3) وأنّه كان يقول سفيهنا على اللّه شططًا (4) وأنّا ظننّا أن لن تقول الإنس والجنّ على اللّه كذبًا (5) وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا (6) وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحدًا (7)}
يقول تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخبر قومه: أنّ الجنّ استمعوا القرآن فآمنوا به وصدّقوه وانقادوا له، فقال تعالى: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 237]

تفسير قوله تعالى: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يهدي إلى الرّشد} أي: إلى السّداد والنّجاح، {فآمنّا به ولن نشرك بربّنا أحدًا} وهذا المقام شبيهٌ بقوله تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ يستمعون القرآن} [الأحقاف: 29] وقد قدّمنا الأحاديث الواردة في ذلك بما أغنى عن إعادته هاهنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 237]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّه تعالى جدّ ربّنا} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {جدّ ربّنا} أي: فعله وأمره وقدرته.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: جدّ اللّه: آلاؤه وقدرته ونعمته على خلقه.
وروي عن مجاهدٍ وعكرمة: جلال ربّنا. وقال قتادة: تعالى جلاله وعظمته وأمره. وقال السّدّيّ: تعالى أمر ربّنا. وعن أبي الدّرداء، ومجاهدٌ أيضًا وابن جريجٍ: تعالى ذكره. وقال سعيد بن جبيرٍ: {تعالى جدّ ربّنا} أي: تعالى ربّنا.
فأمّا ما رواه ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الجدّ: أبٌ. ولو علمت الجنّ أنّ في الإنس جدًّا ما قالوا: تعالى جدّ ربّنا.
فهذا إسنادٌ جيّدٌ، ولكن لست أفهم ما معنى هذا الكلام؛ ولعلّه قد سقط شيءٌ، واللّه أعلم. وقوله: {ما اتّخذ صاحبةً ولا ولدًا} أي: تعالى عن اتّخاذ الصّاحبة والأولاد، أي: قالت الجنّ: تنزّه الرّبّ تعالى جلاله وعظمته، حين أسلموا وآمنوا بالقرآن، عن اتّخاذ الصّاحبة والولد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 237-238]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قالوا: {وأنّه كان يقول سفيهنا على اللّه شططًا} قال مجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، والسّدّيّ: {سفيهنا} يعنون: إبليس، {شططًا} قال السّدّي، عن أبي مالكٍ: {شططًا} أي: جورًا. وقال ابن زيدٍ: ظلمًا كبيرًا.
ويحتمل أن يكون المراد بقولهم: {سفيهنا} اسم جنسٍ لكلّ من زعم أنّ للّه صاحبةً أو ولدًا. ولهذا قالوا: {وأنّه كان يقول سفيهنا} أي: قبل إسلامه {على اللّه شططًا} أي: باطلًا وزورًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 238]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنّا ظننّا أن لن تقول الإنس والجنّ على اللّه كذبًا} أي: ما حسبنا أنّ الإنس والجنّ يتمالئون على الكذب على اللّه في نسبة الصّاحبة والولد إليه. فلمّا سمعنا هذا القرآن وآمنّا به، علمنا أنّهم كانوا يكذبون على اللّه في ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 238]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا} أي: كنّا نرى أنّ لنا فضلًا على الإنس؛ لأنّهم كانوا يعوذون بنا، أي: إذا نزلوا واديًا أو مكانًا موحشًا من البراري وغيرها كما كان عادة العرب في جاهليّتها. يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجانّ، أن يصيبهم بشيءٍ يسوؤهم كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجلٍ كبيرٍ وذمامه وخفارته، فلمّا رأت الجنّ أنّ الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم، {فزادوهم رهقًا} أي: خوفًا وإرهابًا وذعرًا، حتّى تبقوا أشدّ منهم مخافةً وأكثر تعوّذًا بهم، كما قال قتادة: {فزادوهم رهقًا} أي: إثمًا، وازدادت الجنّ عليهم بذلك جراءةً.
وقال الثّوريّ، عن منصورٍ عن إبراهيم: {فزادوهم رهقًا} أي: ازدادت الجنّ عليهم جرأةً.
وقال السّدّيّ: كان الرّجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول: أعوذ بسيّد هذا الوادي من الجنّ أن أضرّ أنا فيه أو مالي أو ولدي أو ماشيتي، قال: فإذا عاذ بهم من دون اللّه، رهقتهم الجنّ الأذى عند ذلك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيد يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الزّبير بن الخرّيت، عن عكرمة قال: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي.
فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}
وقال أبو العالية، والرّبيع، وزيد بن أسلم: {رهقًا} أي: خوفًا. وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {فزادوهم رهقًا} أي: إثمًا. وكذا قال قتادة. وقال مجاهد: زاد الكفار طغيانا.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا فروة بن المغراء الكنديّ، حدّثنا القاسم بن مالكٍ -يعني المزنيّ-عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن أبيه، عن كردم بن أبي السّائب الأنصاريّ قال: خرجت مع أبي من المدينة في حاجةٍ، وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فآوانا المبيت إلى راعي غنمٍ. فلمّا انتصف اللّيل جاء ذئبٌ فأخذ حملًا من الغنم، فوثب الرّاعي فقال: يا عامر الوادي، جارك. فنادى منادٍ لا نراه، يقول: يا سرحان، أرسله. فأتى الحمل يشتدّ حتّى دخل في الغنم لم تصبه كدمةٌ. وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكّة {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}
ثمّ قال: وروي عن عبيد بن عميرٍ، ومجاهدٍ، وأبي العالية، والحسن، وسعيد بن جبيرٍ، وإبراهيم النّخعي، نحوه.
وقد يكون هذا الذّئب الّذي أخذ الحمل -وهو ولد الشّاة-وكان جنّيًّا حتّى يرهب الإنسيّ ويخاف منه، ثمّ ردّه عليه لمّا استجار به، ليضلّه ويهينه، ويخرجه عن دينه، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 239-240]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحدًا} أي: لن يبعث اللّه بعد هذه المدّة رسولًا. قاله الكلبيّ، وابن جريرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 240]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنّا لمسنا السّماء فوجدناها ملئت حرسًا شديدًا وشهبًا (8) وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا (9) وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدًا (10)}
يخبر تعالى عن الجنّ حين بعث اللّه رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وأنزل عليه القرآن، وكان من حفظه له أنّ السّماء ملئت حرسًا شديدًا، وحفظت من سائر أرجائها، وطردت الشّياطين عن مقاعدها الّتي كانت تقعد فيها قبل ذلك؛ لئلّا يسترقوا شيئًا من القرآن. فيلقوه على ألسنة الكهنة، فيلتبس الأمر ويختلط ولا يدرى من الصّادق. وهذا من لطف اللّه بخلقه ورحمته بعباده، وحفظه لكتابه العزيز، ولهذا قال الجنّ: {وأنّا لمسنا السّماء فوجدناها ملئت حرسًا شديدًا وشهبًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 240]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا} أي: من يروم أن يسترق السّمع اليوم يجد له شهابًا مرصدًا له، لا يتخطّاه ولا يتعدّاه، بل يمحقه ويهلكه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 240]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدًا} أي: ما ندري هذا الأمر الّذي قد حدث في السّماء، لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض، أم أراد بهم ربّهم رشدًا؟ وهذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا الشّرّ إلى غير فاعلٍ، والخير أضافوه إلى اللّه عزّ وجلّ. وقد ورد في الصّحيح: "والشّرّ ليس إليك". وقد كانت الكواكب يرمى بها قبل ذلك، ولكن ليس بكثيرٍ بل في الأحيان بعد الأحيان، كما في حديث ابن عبّاسٍ بينما نحن جلوسٌ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا رمي بنجمٍ فاستنار، فقال: "ما كنتم تقولون في هذا؟ فقلنا: كنّا نقول: يولد عظيمٌ، يموت عظيمٌ، فقال: "ليس كذلك، ولكنّ اللّه إذا قضى الأمر في السّماء"، وذكر تمام الحديث، وقد أوردناه في سورة "سبأٍ" بتمامه وهذا هو السّبب الّذي حملهم على تطلّب السّبب في ذلك، فأخذوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فوجدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ بأصحابه في الصّلاة، فعرفوا أنّ هذا هو الّذي حفظت من أجله السّماء، فآمن من آمن منهم، وتمرّد في طغيانه من بقي، كما تقدّم حديث ابن عبّاسٍ في ذلك، عند قوله في سورة "الأحقاف": {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ يستمعون القرآن} الآية 29. ولا شكّ أنّه لمّا حدث هذا الأمر وهو كثرة الشّهب في السّماء والرّمي بها، هال ذلك الإنس والجنّ وانزعجوا له وارتاعوا لذلك، وظنّوا أنّ ذلك لخراب العالم -كما قال السّدّيّ: لم تكن السّماء تحرس إلّا أن يكون في الأرض نبيٌّ أو دينٌ للّه ظاهرٌ، فكانت الشّياطين قبل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قد اتّخذت المقاعد في السّماء الدّنيا، يستمعون ما يحدث في السّماء من أمرٍ. فلمّا بعث اللّه محمّدًا نبيًّا، رجموا ليلةً من اللّيالي، ففزع لذلك أهل الطّائف، فقالوا: هلك أهل السّماء، لمّا رأوا من شدّة النّار في السّماء واختلاف الشّهب. فجعلوا يعتقون أرقّاءهم ويسيّبون مواشيهم، فقال لهم عبد يا ليل بن عمرو بن عميرٍ: ويحكم يا معشر أهل الطّائف. أمسكوا عن أموالكم، وانظروا إلى معالم النّجوم فإن رأيتموها مستقرّةً في أمكنتها فلم يهلك أهل السّماء، إنّما هذا من أجل ابن أبي كبشة -يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم-وإن أنتم لم تروها فقد هلك أهل السّماء. فنظروا فرأوها، فكفّوا عن أموالهم. وفزعت الشّياطين في تلك اللّيلة، فأتوا إبليس فحدّثوه بالّذي كان من أمرهم، فقال: ائتوني من كلّ أرضٍ بقبضةٍ من ترابٍ أشمّها. فأتوه فشم فقال: صاحبكم بمكّة. فبعث سبعة نفرٍ من جنّ نصيبين، فقدموا مكّة فوجدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا يصلّي في المسجد الحرام يقرأ القرآن، فدنوا منه حرصًا على القرآن حتّى كادت كلاكلهم تصيبه، ثمّ أسلموا. فأنزل اللّه تعالى أمرهم على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستقصًى في أوّل البعث من (كتاب السّيرة) المطوّل، واللّه أعلم، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 240-241]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة