العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 01:29 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي حتى


عناصر الموضوع:
- شرح مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ)
- شرح هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ)
- شرح يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت:200هـ)
- شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
- شرح علي بن عيسى الرماني(ت:388ه)
- شرح أبي الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ)
- شرح إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ)
- شرح أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ)
- شرح أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ)
- شرح أحمد بن عبد النور المالقي(ت:702ه)
- شرح إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ)
- شرح الحسن بن قاسم المرادي(ت:749ه)
- شرح عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري(ت:761ه)
- شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)
- شرح ابن نور الدين الموزعي(ت: 825هـ)
- شرح عبد الله بن محمد البيتوشي(ت:1211ه)
-شرح محمد عبد الخالق عضيمة (ت:1404ه)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:50 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"حتى"
قال مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ):
("حتى"
على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول:
"حتى"، يعني: "إلى". فذلك قوله في الصافات: {وتول عنهم حتى حين} [178]. يعني: "إلى" حين، يعني: حين آجالهم. وقوله في الذاريات لقوم صالح: {إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} [43]. يعني: "إلى" حين آجالهم. وقال في المؤمنين: {في غمرتهم حتى حين} [54]. يعني: "إلى" آجالهم. وقال في: إنا أنزلناه في ليلة القدر: {سلا هي حتى مطلع الفجر} [القدر: 5]. يعني: "إلى" مطلع الفجر.

الوجه الثاني: "حتى"، يعني: "فلما". فذلك قوله في يوسف: {حتى إذا استيئس الرسل} [110]. يعني: "فلما" استيأس الرسل من إيمان قومهم. وقال في الأنبياء: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} [96]. يقول: "فلما" فتحت يأجوج ومأجوج. وقال في المؤمنين: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} [64]. يقول: "فلما" أخذنا مترفيهم. قال في هود: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} [40]. يعني: "فلما" جاء أمرنا.

الوجه الثالث: "حتى"، تفسيره: قرابة، وهو وقت لشيء يكون. فذلك قوله في براءة: {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [29]. يقول: قاتلوهم "حتى" يعطوا الخراج، هذا وقت لهم. وقال في الحجرات: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [9]. وقال في البقرة: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [193]. يعني: "حتى" يذهب الشرك. وقال فيها أيضا: {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} [214] ). [الوجوه والنظائر: 99 - 100]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"حتى"
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): ("حتى"
تفسير "حتى" على ثلاثة وجوه:
فوجه منها:
"حتى". يعني: "إلى"، فذلك قوله في يونس: {لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} يعني: "حتى" يحين آجالهم. وقوله في الذاريات لقوم صالح: {إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} [43] يعني: "إلى" حين آجالهم. وقال في قد أفلح {فذرهم في غمرتهم حتى حين} [54] يعني: "إلى" آجالهم. وقال في إنا أنزلناه: {حتى مطلع الفجر} [5] يعني: "إلى" مطلع الفجر.

الوجه الثاني: "حتى". يعني "فلما"، فذلك قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} يعني: "فلما" استيأس الرسل من إيمان قومهم. وقال في الأنبياء: {حتى إذا تحت يأجوج ومأجوج} [96]. وقال في قد أفلح: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} [64]. وقال في هود: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} [40].

الوجه الثالث: تفسيره: قرابة، وهو وقت الشيء يكون، فذلك قوله في براءة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} إلى قوله {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [29] يقول: قاتلوهم أبدا "حتى" يقروا بالخراج، هذا وقت لهم. وقال: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}. وقال في الأنفال: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [39] يقول: "حتى" يذهب الشرك. مثلها في البقرة، وقال أيضا: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} ). [الوجوه والنظائر: 291]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:20 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"حتى"
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت:200هـ): (
تفسير "حتى" على ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: "حتى" يعني "إلى" وذلك قوله في سورة الصّافّات: {وتولّ عنهم حتى حينٍ} يعني "إلى" حين، "إلى" آجالهم. وكقوله في سورة الذّاريات لقوم صالح: {إذ قيل لهم تمتّعوا حتى حينٍ} "إلى" حين يعني "إلى" آجالهم. وقال في سورة المؤمنون: {فذرهم في غمرتهم حتى حينٍ} يعني "إلى" آجالهم وقال: {حتى مطلع الفجر} يعني "إلى" مطلع الفجر.

الوجه الثاني:
"حتى" يعني "فلما" وذلك قوله في سورة يوسف: {حتى إذا أستيأس الرسل} يعني "فلمّا" أستيأس الرّسل من إيمان قومهم. [وقال في] سورة الأنبياء {حتى إذا فتحت} يعني "فلمّا" فتحت {يأجوج ومأجوج}. [وقال في سورة] المؤمنون {حتى إذا أخذنا} يعني "فلمّا" أخذنا {مترفيهم بالعذاب}. وقال في سورة هود: {حتى إذا جاء} يعني "فلمّا" جاء، {أمرنا وفار التنور}.

الوجه الثالث:
"حتى" وتفسيره قراءته وذلك قوله في سورة براءة: {حتى يعطوا الجزية} يعني بقوله "حتّى": أبدا {حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} يعني "حتّى" يقرّوا بالخراج، فهذا وقتهم. وقال في سورة الحجرات: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء} يعني "حتى" ترجع، {إلى أمر الله}. وقال في سورة الأنفال: {وقاتلوهم حتى} يعني أبدا، {حتى لا تكون فتنةٌ}، يعني "حتّى" يذهب الشّرك. ومثلها في سورة البقرة). [التصريف: 354 - 356]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:22 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



"حتّى"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ( "حتّى"
تكون عاطفة، وناصبة، وجارة بمعنى انتهاء الغاية، كقولك: سار النّاس "حتّى" زيد، وتكون حرف ابتداء، كقول الشّاعر:
فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل ).
[حروف المعاني والصفات: 64 - 65]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:23 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): ("حتّى"
و"حتّى" تنصرف على أربعة اوجه:
1 - جارة، نحو قولك: قمت "حتّى" اللّيل، ومنه قوله تعالى: {سلام هي حتّى مطلع الفجر}.
2 - وعاطفة، نحو: قدم النّاس "حتّى" المشاة، وخرج النّاس "حتّى" الأمير، وتقول إن فلانا ليصوم الأيّام "حتّى" يوم الفطر، ويجوز النصب لأنّه لا يدخل في الصّوم، فتكون "حتّى" غاية بمعنى "إلى"، ولا يكون عطفا في هذه المسألة.
3 - وناصبة للفعل، نحو: سرت "حتّى" أدخل المدينة، بمعنى: سرت "إلى" أن أدخل المدينة، وتقول: صليت "حتّى" أدخل الجنّة، بمعنى صليت "كي" أدخل الجنّة، فهي تنصب بمعنى "إلى" "أن" و"كي".
4 - وحرف من حروف الابتداء، نحو قول الشّاعر:
فواعجبا حتّى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع
وكقولك كلمته في الأمر "حتّى" يميل فيه أو "حتّى" يميل على الحال، فهذه ترفع الفعل بعدها، وكذلك قولك قد لج في أمره "حتّى" أظنه خارجا، تخبر عن ظن واقع في حال كلامه فترفع، وهذه الّتي هي حرف من حروف الابتداء يقع بعدها الاسم والفعل على الاستئناف). [منازل الحروف: 48 - 49]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:25 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

باب: مواضع "حتّى"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "حتّى"
اعلم أن لها أربعة مواضع:
تكون حرفًا جارًا على جهة الغاية، بمعنى "إلى" كقولك: «سرت
"حتى" الليل»، و«قعدت "حتى" طلوع الشمس»، تريد: "إلى" الليل، و"إلى" طلوع الشمس، قال الله تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر}، و{ليسجننه حتى حين}، أي: "إلى" طلوع الفجر، و"إلى" حين.
وتكون حرفًا من حروف العطف بمنزلة "الواو": وتقع في تعظيم أو تحقير، فالتعظيم قولك: «مات الناس
"حتى" الأنبياء والملوك»، والتحقير قولك: «قدم الحاج "حتى" المشاة والصبيان»، ولو قلت: «مات الناس "حتى" زيدٌ»، ولم يكن زيدٌ معروفًا بتعظيم لم يجز.
وتكون ناصبة للفعل المستقبل بمعنيين:
بمعنى "كي"، وبمعنى "إلى أن" فنصبها بمعنى "كي" قولك: «سرت
"حتى" أدخل المدينة»، تريد: "كي" أدخل المدينة.
وأما نصبها بمعنى "إلى أن" فقولك: «وقفت
"حتى" تطلع الشمس»، أي "إلى أن" تطلع الشمس، ولا يجوز أن تكون "حتى" ها هنا بمعنى "كي" لأن وقوفك لا يكون سببًا لطلوع الشمس، لأن طلوعها واقعٌ لا محالة.
قال الجعدي:
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا .... من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
أراد: "إلى أن" تحسب الجون أشقرا.
والموضع الرابع: تكون حرفًا من حروف الابتداء، يستأنف ما بعدها، كما يستأنف ما بعد "أما" و"إذا"، وذلك قولك: «ضربت القوم،
"حتى" زيد مضروب» و«أعطيت القوم "حتى" الفقير غني»، ومنه قول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماؤهم ..... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل).
[الأزهية: 214 - 216]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:26 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"حتّى" قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (
باب "حتى" على ثلاثة أوجه:
أحدها: بمعنى الوقت يكون، كقوله: {لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة} (البقرة 55)، وقوله: {حتى يقول الرسول} (البقرة 214)، وقوله: {حتى لا تكون فتنة} (البقرة 193)، نظيرها في الأنفال (الآية 39)، و[في] التوبة (الآية 29) قوله: {حتى يعطوا الجزية عن يد}.
الثاني: "لما"، كقوله: {حتى إذا بلغوا النكاح} (النساء 6)، وقوله: {حتى إذا استيأس الرسل} (يوسف 110)، وفي الكهف في ثلاثة مواضع، (الآية 86، 90، 93): {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} (الأنبياء 96).
الثالث: "إلى"، كقوله: {فذرهم في غمرتهم حتى حين} (المؤمنون 54)، وفي الذاريات (الآية 43): {إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين}، وقوله: {سلام هي حتى مطلع الفجر} (القدر5) ).
[وجوه القرآن: 186 - 187]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:27 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"حتى"
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (
تفسير "حتى" على ثلاثة أوجه:
"إلى""فلما" – وقت يكون الشيء
فوجه منها,
"حتى" معناه: "إلى" حين آجالهم، قوله تعالى في سورة الذاريات {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} يعني: "إلى" آجالهم، وقال تعالى في سورة المؤمنون {فذرهم في غمرتهم حتى حين} يعني: "إلى" آجالهم، وكقوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى قوله تعالى {حتى مطلع الفجر} يعني: "إلى" مطلع الفجر.
والوجه الثاني,
"حتى" بمعنى: "فلما"، قوله تعالى {حتى إذا استيئس الرسل} يعني: "فلما" استيأس الرسل من إيمان قومهم, وقال تعالى في سورة الأنبياء {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} يعني: "فلما" فتحت يأجوج ومأجوج, وقال سبحانه في سورة المؤمنون {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} وقال تعالى في سورة هود {حتى إذا جاء أمرنا} يقول: "فلما" جاء أمرنا.
والوجه الثالث,
"حتى": بمعنى: في أية، وهو وقت الشيء يكون, قوله تعالى في سورة براءة {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} يقول سبحانه: قاتلوهم أبدا "حتى" يقروا بالجزية, هذا وقت لهم. وقال تعالى في سورة الحجرات {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} وقال تعالى في سورة الأنفال {وقتلوهم حتى لا تكون فتنة} يقول: "حتى" يذهب الشرك, مثلها في سورة البقرة وقال تعالى أيضا في سورة البقرة {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} ). [الوجوه والنظائر: 168 - 169]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:29 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"حتى"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "حتّى"
قال الشّيخ أبو زكريّا: "حتّى" حرف من حروف المعاني لا يجوز إمالة "ألفها"، وإنّما تكون الإمالة في الأسماء والأفعال. وتجيء في أربعة مواضع: -
أحدها: أن تكون حرفا جارا "كإلى"، كقوله: {حتّى مطلع الفجر}، وإذا كانت جارة قيل لها غاية.
والثّاني: أن تكون عاطفة بمنزلة "الواو"، تعطف ما بعدها على ما قبلها، وتشركه في إعرابه كقولك: قدم الحاج
"حتّى" المشاة. فتأتي "حتّى" لأحد معنيين: إمّا التّعظيم. أو التحقير.
فالتعظيم: مات النّاس "حتّى" الأنبياء.
والتحقير: اجترأ عليه النّاس
"حتّى" الصّبيان.
ولا بد أن تكون ما بعدها من جنس ما قبلها. وأقل منه في المقدار تقول: - قام القوم
"حتّى" زيد.
والثّالث: أن تكون حرفا يقطع بها الكلام عمّا قبلها ويستأنف، ويقع بعدها الجملتان المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل، فمثال وقوع المبتدأ والخبر قولك: خرج القوم
"حتّى" زيد غضبان.
قال الفرزدق: -
فواعجبا حتّى كليب تسبني... كأن أباها نهشل أو مجاشع
كأنّه قال: يا عجبا تسبني النّاس "حتّى" كليب تسبني.
وقال امرؤ القيس: -
سريت بهم حتّى تكل مطيهم... وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان
فهذه حروف استئناف.
والرّابع: أن تدخل على الفعل والفاعل ودخولها على ضربين: (عاملة، وغير عاملة، فالعاملة: على ضربين: _).
ضرب يكون: الفعل الأول سببا للثّاني، فتكون بمنزلة " كي " تقول: صليت حتّى أدخل الجنّة. وكلمته حتّى يأمرني بشيء. (فالصّلاة والكلام سيان لدخول الجنّة والأمر بالشّيء).
والثّاني: أن لا يكون الأول، سببا للثّاني، فيكون التّقدير "إلى أن" وذلك كقولك لا تنظرنه
"حتّى" تطلع الشّمس.
والمعنى: "إلى أن" تطلع الشّمس. أو
"حتّى" أن تطلع الشّمس فليس الفعل الأول سببا للفعل الثّاني في هذا لأن طلوع الشّمس ليس سببه انتظارك، وإنّما قدرت في الأول " كي" وفي الثّاني "أن"، لتفرق بين المسبّب وغير المسبّب.

وذكر بعض المفسّرين أن حتّى في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها: بمعنى "إلى" ومنه قوله تعالى في الذاريات: {إذ قيل لهم تمتّعوا حتّى حين}، وفي سأل سائل: {حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون}، وفي القدر: {حتّى مطلع الفجر}.
والثّاني: بمعنى "فلمّا"، ومنه قوله تعالى في هود: {حتّى إذا جاء أمرنا وفار التّنور}، وفي يوسف: {حتّى إذا استيأس الرّسل}، وفي الأنبياء: {حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج}، وفي المؤمنين: {حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب}.
والثّالث: بمعنى " كي". ومنه قوله تعالى في البقرة: {حتّى يبلغ الكتاب أجله}.
والرّابع: بمعنى "الواو". ومنه قوله تعالى في سورة محمّد صلى الله عليه وسلم: {ولنبلونكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين}
).[نزهة الأعين النواظر: 243 - 246]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:31 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "حتى"
اعلم أن "حتى" معناها الغاية في جميع الكلام، إلا أنها تكون تارة حرفًا جارًا للأسماء، وتارة ينتصبُ بعدها الفعلُ المضارعُ، وتارة عاطفة تشرك بين الأول والثاني في اللفظ والمعنى كـ "ثم" المتقدمة الذكر، وتارة تقع بعدها الجمل الاسمية والفعلية فلا تعمل فيها فترجع إلى باب العطف وإلى باب حروف الابتداء، وإذا حُققت هذه المواضع واعتبرت رجعت "حتى" فيها إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ تكونُ حرف ابتداء، وقسمٌ تكونُ حرف عطفٍ وقسم تكون حرف جر، ولكل قسم من هذه الأقسام حكمٌ لابد من بيانه.
القسم الأول: التي هي حرف ابتداء تليها الجملة الاسمية والفعلية من غير عمل، نحو: قام القوم
"حتى" يخرجُ عمرو بالرفع، وقام القوم "حتى" عمرو خارجٌ، قال الله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} على قراءة من رفع {يَقُولُ الرَّسُولُ}، وقال الشاعر:
فيا عجبا حتى كليب تسبني ..... كأن أباها نهشلُ أو مجاشع
وقال آخر:
.... .... .... .... ..... حتى كلنا غير لابس
وقال آخر:
.... .... .... .... ..... وحتى الجيادُ ما يقدن بأرسان

القسم الثاني: التي هي حرف عطف هي التي تشرك بين المفردين والجملتين في الكلام، كقولك: قام القوم "حتى" قام زيدٌ، وبين الاسمين في اللفظ والمعنى، في اللفظ من الرفع والنصب والخفض، وفي المعنى من النفي والإثبات، ويشترط فيها في العطف شرطان:أحدهما: أن يكون الثاني جزءً من الأول أو مناسبًا له كقولك: قام القوم "حتى" زيدٌ، أو أكلت السمكة "حتى" رأسها، وأسرع القوم "حتى" حميرُهم، [الشرط] الثاني أن يكون [الثاني] عظيمًا إن كان الأول حقيرًا، أو حقيرًا إن كان الأول عظيمًا، أو قويًا إن كان الأول ضعيفًا، أو ضعيفًا إن كان الأول قويًا، لأن معناها الغاية نحو قولك: مات الناس "حتى" الأنبياء، ونهض الحاج "حتى" المشاة، وكل الناس "حتى" الركائب، وضعف الناس "حتى" السلطان، وما بعدها في هذا القسم داخلٌ فيما قبلها، قال الشاعر:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ..... والزاد حتى نعله ألقاها
على رواية من نصب «النعل».


القسم الثالث: التي تكون خافضة، تنقسمُ فيه قسمين: قسمٌ تدخل على الأعيان، وقسمٌ تدخل على المصادر.
فالتي تدخل على الأعيان تدخل عليها على معنى "إلى" فهي لانتهاء الغاية مثلها، تخالفها في أن ما بعدها لا يكون إلا داخلًا فيما قبلها اتفاقًا، إن كان الفعلُ متوجهًا عليه نحو: قام القومُ "حتى" زيد، وأكلتُ السمكة "حتى" راسها، فإن لم يتوجه الفعل عليه فلا يدخل فيه، نحو سرتُ "حتى" الليل.
والتي تدخل على المصادر لا يدخُل ما بعدها فيما قبلها نحو: سرتُ
"حتى" غروب الشمس، وقوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وفي هذا القسم يجوز أن تدخل على الفعل المضارع فتنصبه.
واختلف في نصبه بم هو؟ فقيل: بها بنفسها، وقيل: بإضمار
"أن"، فمن قال إنها تنصبه بنفسها، فلأنه لم ير "أن" في موضعٍ من المواضع بعدها تنصبُ الفعل فجعل الحكم لها، وإنما رآها تلي الفعل وينتصب بعدها فجل الحكم في النصب لها، ومن قال: إنها تنصبُ بإضمار "أن" راعى شيئين: أحدهما أن "أن" والفعل في موضع المصدر، فإذا قلت: سار القوم "حتى" يدخلوا المدينة، فالمعنى: "حتى" دخول المدينة فردها إلى القسم الداخلة على المصادر الخافضة، والثاني: أنهم وجدوا "حتى" خافضةً ولا يخفض إلا ما يختص بالاسم فلما دخلت على الفعل علموا أنه لابد من تقدير "أن" لتصيره إلى المصدر المخفوض الذي اختصت به فخفضته، ولا تضربُ فتكون مختصة غير مختصةٍ وهذا تناقضٌ، وهذا بينٌ صحيحٌ لا مدفع فيه.
واعلم أن
"حتى" إذا دخلت على الفعل المضارع لا يلزم النصبُ فيه بل يجوز أن ينتصب تارةً بإضمار "حتى" ويجوز أن يبقى مرتفعًا، والمواضع للرفع والنصب تختلف بسبب اختلاف أحوالها، فلابد من ضبطٍ لها وحصر، حتى يعلم ما يلزم فيه النصبُ وما يلزم فيه الرفعُ، وما يجوزان فيه على السواء، والأولى بأحدهما، إن شاء الله فتقول:
لا يخلو
"حتى" وما بعدها من الفعل من أن يقعا خبرًا لذي خبرٍ، أو لا يقعا.
فإن وقعا نصبت الفعل لا غير لأن
"حتى" فيه بمعنى "إلى أن" أو "كي" نحو قولك: «كان سيري "حتى" أدخل المدينة»؛ لأن المعنى: "إلى أن" أدخل المدينة، أو"كي" أدخل المدينة، وإن لم يقعا خبرًا فلا يخلو أن يكون ما قبل "حتى" سببًا لما بعدها أو لا يكون، فإن كان فلا يخلو أن توجبه أو تنفيه، فإن أوجبته فلا يخلو أن تكثره أو تقلله أو لا تكثر ولا تقلل.
فإن كثرته كان الرفعُ في الفعل الذي بعدها أقوى من النصب نحو: كثر ما سرت
"حتى" أدخل المدينة.
وإن قلَّلته كان النصبُ أقوى من الرفع نحو: قلَّما سرتُ
"حتى" أدخل المدينة، وإن لم تقلل ولم تكثر، فلا يخلو أن تريد بالفعل بعدها الماضي أو الحال أو لا تريدُ.
فإذا أردت فالرفع نحو: سرت
"حتى" أدخل المدينة، بمعنى دخلتها أو أدخلها الآن، ومن كلامهم: «مرض "حتى" لا يرجونه»، أي: "حتى" هو الآن لا يُرجى.
وإن لم تُرد واحدًا منهما نصب، وكانت بمعنى "إلى أن" "أو" "كي" نحو: «سرت
"حتى" أدخلها غدًا»، بمعنى "إلى أن" أدخل "أو" "كي".
فإن نفيت السبب قبلها فلا يخلو أن تقدر أن النفي دخل بعد [دخول]
"حتى" أو لا تقدر، فإن قدرت فالأمر على ما كان عليه قبله من [جواز] النصب على معنى "إلى أن" أو "كي" والرفع على أن تريد الحال أو الماضي كما تقدم.
وإن قدرت أن
"حتى" دخلت في الكلام بعد [دخول] النفي لم يجز فيما بعدها إلا النصب على معنى "إلى أن" أو "كي" [نحو: ما سرت "حتى" أدخل المدينة} على التقدير الثاني والرفع على التقدير الأول.
وإن لم يكن ما قبلها سببًا لما بعدها لم يجز في الفعل الواقع بعدها إلا أن يكون منصوبًا على معنى
"إلى أن"، لأنه لا يصح أن يكون إلا مستقبلًا نحو «سرتُ "حتى" يخطب الخطيب»، المعنى: "إلى أن" يخطب.
فهذا حصرُ هذا الموضع، ويرجع الكلام فيه إلى أن تعلم أن كل موضعٍ صلحت [فيه] بمعنى
"إلى أن" أو "كي" انتصب ما بعدها وإن لم تصلح فالرفع، وقد يكون الرفع لازمًا في بعض المواضع، وقد يكون النصب لازمًا في بعضها، وقد يجوز الأمران على السواء، وقد يغلبُ الرفع ويغلب النصب على حسب التفصيل.
واعلم أن
"حتى" التي تكون خافضة لا تخفض إلا الظواهر كما ذكر، ولا تخفض المضمر إلا في الضرورة كقوله:
فلا والله لا يلقى أُناسٌ ..... فتًى حتاك يابن أبي زيد).
[رصف المباني: 180 - 185]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 04:33 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



"حتى"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها "حتّى": ومعناها الغاية، وتجرّ الظاهر دون المضمر إلا في الشعر، نحو:
فلا والله لا يلفى أناسٌ
فتًى حتّاك يابن أبي يزيد
وزعم بعضهم أنّه غير مخصوصٍ بالشّعر.
والاسم المجرور بها إمّا صريحٌ، كقوله تعالى: {حتّى مطلع الفجر}، وإمّا مؤوّل بـ"أن" لازماً إضمارها، كقوله تعالى: {حتّى يتبيّن لكم}، وشرطها في جرّ الاسم الصريح بها أن يكون ما بعدها جزءاً ممّا قبلها، نحو: ضربت القوم "حتّى" زيدٍ، أو كجزءٍ نحو:
ألقى الصحيفة كي يخفّف رحله
والزاد حتّى نعله ألقاها

لأنّه في معنى: ألقى ما يثقله "حتّى" نعله).[التحفة الوفية: ؟؟]

"حتّى"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ):"حتّى": لمطلق الجمع، "كالواو"، وقيل: للترتيب.
وشرطها: أن يكون ما بعدها جزءاً ممّا قبلها، نحو: قدم الحاجّ "حتّى" المشاة، أو ملابسه، نحو: خرج الصيّادون "حتّى" كلابهم.
وهذه الأربعة تشترك في الإعراب والمعنى).[التحفة الوفية: ؟؟]

الغاية
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الغاية: وحرفاه: "حتّى"، و"إلى" ). [التحفة الوفية: ؟؟]

التعليل
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها التعليل:
وحروفه: "اللام"، نحو: {ليحكم}، و"من"، نحو: قمت "من" أجل عمرٍو، و"الباء"، كقوله تعالى: {فبظلمٍ}، و"كي"، نحو: جئت "كي" أكرمك، و"حتّى"، نحو: وثبت "حتّى" آخذ بيده، و"في"، كما روي أنّ امرأة دخلت النار "في" هرّةٍ، أي: بسبب هرّة). [التحفة الوفية: ؟؟]


حروف الابتداء
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الابتداء: وحروفه: "إنّ" وأخواتها إذا كفّت بـ"ما"، و"هل"، و"بل"، و"لكن"، و"حتّى" إذا وقعت بعدها جملةٌ، نحو: "إنّما" زيدٌ قائمٌ، و"هل" زيدٌ قائمٌ، و"ما" زيدٌ "لكن" عمرٌو قائمٌ، وأكلت السمكة "حتّى" رأسها مأكولٌ، و"ما" قام زيدٌ، "بل" عمرٌو قائمٌ). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 05:13 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("حتى"
حرف، له عند البصريين ثلاثة أقسام: يكون حرف جر، وحرف عطف، وحرف ابتداء. وزاد الكوفيون قسماً رابعاً، وهو أن يكون حرف نصب، ينصب الفعل المضارع. وزاد بعض النحويين قسماً خامساً، وهو أن يكون بمعنى "الفاء". ولا بد من بيان هذه الأقسام واحداً واحداً.
الأول: "حتى" الجارة. ومعناها انتهاء الغاية. ومذهب البصريين أنها جارة بنفسها. وقال الفراء: تخفض، لنيابتها عن "إلى". وربما أظهروا "إلى" بعدها. قالوا: جاء الخبر "حتى" إلينا. جمعوا بينهما على تقدير إلغاء أحدهما. ومجرورها إما اسم صريح، نحو {حتى حين}، أو مصدر مؤول من "أن" والفعل المضارع، نحو: {حتى يقول الرسول}، لأن التقدير: "حتى أن" يقول.
هذا مذهب البصريين. وزاد ابن مالك، في أقسام مجرورها، أن يكون مصدراً مؤولا من "أن" وفعل ماض، نحو {حتى عفوا وقالوا}. قال الشيخ أبو حيان: ووهم في هذا، لأن "حتى" ههنا ابتدائية، و"أن" غير مضمرة بعدها.
ولمجرورها شرطان:
الأول: أن يكون ظاهراً، فلا تجر الضمير هذا مذهب سيبويه، وجمهور البصريين. وأجازه الكوفيون، والمبرد، كقول الشاعر:
فلا، والله، لا يلفي أناس ... فتى، حتاك، يابن أبي يزيد
وهذا عند البصريين ضرورة.
والثاني: أن يكون آخر جزء، أو ملاقي آخر جزء. فمثال كونه آخر جزء: أكلت السمكة "حتى" رأسها. ومثال كونه ملاقي آخر جزء: سرت النهار "حتى" الليل. ولو قلت أكلت السمكة "حتى" نصفها، أو ثلثها لم يجز. قال الزمخشري: لأن الفعل المتعدي بها الغرض فيه أن ينقضي شيئاً فشيئاً، "حتى" يأتي عليه.
وقال ابن مالك: هذا لا يلزم. واستدل بقول الشاعر:
عينت ليلة، فما زلت حتى ... نصفها راجياً، فعدت يؤوسا
قال الشيخ أبو حيان: ولا حجة في هذا البيت، لأنه لم يتقدم "حتى" ما يكون ما بعدها جزءاً منه، ولا ملاقياً لآخر جزء منه. فلو صرح، في الجملة، بذكر الليل، فقال فما زلت راجياً وصلها تلك الليلة "حتى" نصفها كان حجة.
واختلف في المجرور "بحتى" هل يدخل فيما قبلها أو لا؟ فذهب المبرد، وابن السراج، وأبو علي، وأكثر المتأخرين، إلى أنه داخل. وقال ابن مالك: "حتى" لانتهاء العمل بمجرورها، أو عنده. يعني أنه يحتمل أن يكون داخلاً فيما قلبها، أو غير داخل، فإذا انتهى الضرب به. ويجوز أن يكون غير مضروب، انتهى الضرب عنده. وذكر أن سيبويه والفراء أشارا إلى ذلك. وحكى عن ثعلب أن "حتى" للغاية، والغاية تدخل وتخرج. يقال: ضربت القوم "حتى" زيد فيكون مرة مضروباً، ومرة غير مضروب. وحكى في الإفصاح عن الفراء، والرماني، أنهما قالا: يدخل ما لم يكن غير جزء، نحو: إنه لينام الليل "حتى" الصباح. قال: وصرح سيبويه بأن ما بعدها داخل فيما قبلها، ولا بد. لكنه مثل بما هو بعض.
فإن قلت: "حتى" وإلى كلاهما لانتهاء الغاية، فهل بينهما فرق؟ قلت: بينهما فروق:
الأول: أن مجرور إلى يكون ظاهراً وضميراً، بخلاف "حتى" فإن مجرورها لا يكون ضميراً.
الثاني: أن مجرور إلى لا يلزم كونه آخر جزء أو ملاقي آخر جزء. تقول: أكلت السمكة "إلى" نصفها. بخلاف "حتى".
الثالث: أن أكثر المحققين على أن "إلى" لا يدخل ما بعدها فيما قبلها بخلاف "حتى".

القسم الثاني: "حتى" العاطفة، نحو: قدم الحجاج "حتى" المشاة، ورأيت الحجاج "حتى" المشاة، ومررت بالحجاج "حتى" المشاة. فهذه حرف عطف، تشرك في الإعراب والحكم. وقد روى سيبويه، وغيره من أئمة البصريين، والعطف بها. وخالف الكوفيون، فقالوا: "حتى" ليست بعاطفة. ويعربون ما بعدها، على إضمار عامل.
وللمعطوف "بحتى" شرطان:
الأول: أن يكون بعض ما قبلها، أو كبعضه. فمثال كونه بعضاً: قدم الحجاج "حتى" المشاة. ومثال كونه كبعض: قدم الصيادون "حتى" كلابهم. وقد يكون مبايناً، فتقدر بعضيته بالتأويل، كقول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحله ... والزاد، حتى نعله ألقاها
لأن المعنى: ألقى ما يثقله "حتى" نعله. ولا يكون إلا واحداً من جمع، نحو: أكلت السمكة "حتى" رأسها. فلو قلت ضربت الرجلين "حتى" أفضلهما لم يجزم لأنه ليس جزءاً من أجزاء المعطوف، ولا واحداً من جمع.
قلت: هذا الشرط ذكره النحويون، في باب العطف، ولم أرهم ذكروه في باب الجر، إلا ابن مالك فإنه قال: ومجرورها، يعني "حتى"، إما بعض لما قبلها، من مفهم جمع إفهاماً صريحاً، أو غير صريح، وإما كبعض. قال: عنيت بالصريح كونه بلفظ موضوع للجمعية، فيدخل في ذلك الجمع الاصطلاحي واللغوي، كرجال وقوم. وعنيت بغير الصريح ما دل على الجمعية، بلفظ غير لها، كقوله تعالى: {ليسجننه حتى حين}. فإن مجرور "حتى" فيه منتهى لأحيان، مفهومة، غير مصرح بذكرها. انتهى ما ذكره. وعندي فيه نظر. فإن المجرور "بحتى" قد يكون ملاقياً لآخر جزء. نحو: سرت النهار "حتى" الليل.
الثاني: "أ"، يكون غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص. والزيادة تشمل القوة والتعظيم. والنقص يشمل الضعف والتحقير. وقد اجتمعت الزيادة والنقص، في قول الشاعر:
قهرناكم، حتى الكماة، فإنكم ... لتخشوننا، حتى بنينا، الأصاغرا
فإن قلت: ما الفرق بين "حتى" الجارة و"حتى" العاطفة؟ قلت: الفرق بينهما من أوجه:
الأول: أن العاطفة يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها. وأما الجارة فقد يدخل وقد لا يدخل، كما سبق. فالذي بعد العاطفة يكون الانتهاء به. والذي بعد الجارة قد يكون الانتهاء به، وقد يكون الانتهاء عنده.
الثاني: أن العاطفة يلزم أن يكون ما بعدها غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص. وأما الجارة ففيها تفصيل؛ وهو أن مجرورها إن كان بعض ما قبله من مصرح به، وكان منتهى به، فهو كالمعطوف، في اعتبار الزيادة والنقص. وإن كان بعضاً لشيء لم يصرح به، نحو {ليسجننه حتى حين}، أو كان منتهى عنده، لم يعتبر فيه ذلك.
الثالث: أنا ما بعده الجارة قد يكون ملاقياً لآخر جزء، بخلاف العاطفة، وقد تقدم.

تنبيه
قد ظهر، بما ذكرته، أن الجارة أعم، لأن كل موضع جاز فيه العطف يجوز فيه الجر، ولا عكس، لأن الجر يكون في مواضع لا يجوز فيها العطف. منها أن يقترن بالكلام ما يدل على أن ما بعدها غير شريك لما قبلها. نحو: صمت الأيام "حتى" يوم الفطر. فهذا يجب فيه الجر. ومنها ألا يكون قبلها ما يعطف عليه، نحو {حتى مطلع الفجر}، و {حتى حين}. فيجب الجر أيضاً. قال ابن هشام في الإفصاح: اتفقوا على أنها لا يعطف بها، إلا حيث تجر، ولا يلزم العكس.
وتتعلق "بحتى" العاطفة مسائل، نذكرها مختصرة:
الأولى: أن "حتى" بالنسبة إلى الترتيب "كالواو"، خلافاً لمن زعم أنها للترتيب، كالزمخشري.
الثانية: لا تكون "حتى" عاطفة للجمل. وإنما تعطف مفرداً على مفرد. وذلك مفهوم من اشتراط كون معطوفها بعض المعطوف عليه.
الثالثة: حيث جاز العطف والجر فالجر أحسن، إلا في نحو: ضربت القوم "حتى" زيداً ضربته فالنصب أحسن، وله وجهان: أحدهما أن تكون عاطفة، وضربته توكيداً. والآخر أن تكون ابتدائية، وضربته مفسراً لناصب زيد من باب الاشتغال.
الرابعة: إذا عطف "بحتى" على مجرور. قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار، ليقع الفرق بين العاطفة والجارة. وقال ابن الخباز: لزم إعادة الجار، فرقاً بينها وبين الجارة. وقال ابن مالك في التسهيل: لزم إعادة الجار ما لم يتعين العطف. ومثل بعجبت من القوم "حتى" بنيهم. وفيه نظر.

القسم الثالث: "حتى" الابتدائية. وليس المعنى أنها يجب أن يليها المبتدأ والخبر. بل المعنى أنها صالحة لذلك. وهي حرف ابتداء، يستأنف بعدها الكلام، فيقع بعدها المبتدأ والخبر، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة، حتى ماء دجلة أشكل
ويليها الجملة الفعلية، مصدرة بمضارع مرفوع، نحو {وزلزلوا حتى يقول الرسول}، على قراءة الرفع، أو بماض، نحو قوله تعالى: {حتى عفوا وقالوا}.
والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب، خلافاً للزجاج. فإنه ذهب إلى أن "حتى" هذه جارة، والجملة في موضع جر "بحتى". وهو ضعيف. قال ابن الخباز: لأنه يفضي إلى تعليق حرف الجر عن العمل، وذلك غير معروف.
و"حتى" هذه - أعني الابتدائية - تدخل على جملة مضمونها غاية لشيء قبلها، فتشارك الجارة والعاطفة، في معنى الغاية.
وقد اجتمعت الثلاثة، في قول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحلة ... والزاد، حتى نعله ألقاها
يروى بجر النعل على أن "حتى" جارة، وبنصها على وجهين: أحدهما أنها عاطفة، والآخر أنها ابتدائية، والنصب بفعل مقدر، يفسره الظاهر، من باب الاشتغال. والرفع على أنها ابتدائية، ونعله مبتدأ، وألقاها خبره. ويروى بالثلاثة أيضاً قول الآخر:
عممتهم بالندى، حتى غواتهم ... فكنت مالك ذي غي، وذي رشد
قال بعضهم: ومذهب البصريين أنه لا يجوز الرفع بالإبتداء، إلا إذا كان بعده ما يصلح أن يكون خبراً. فإن صح الرفع في غواتهم كان حجة على الجواز.

القسم الرابع: "حتى" الناصبة للفعل. هذا القسم أثبته الكوفيون. فإن "حتى" عندهم تنصب الفعل المضارع بنفسها. وأجازوا إظهار أن بعدها توكيداً. ومذهب البصريين أنها هي الجارة، والناصب أن مضمرة بعدها.
ويتعلق بها مسألتان:
الأولى: في معناها. والمشهور أن لها معنيين:
أحدهما الغاية، نحو: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}.
والثاني التعليل، نحو: لأسيرن "حتى" أدخل المدينة. وعلامة كونها للغاية أن يحسن في موضعها "إلى أن" وعلامة كونها للتعليل أن يحسن في موضعها "كي".
وزاد ابن مالك في التسهيل معنى ثالثاً، وهو أن تكون بمعنى "إلا أن"، فتكون بمعنى الاستثناء المنقطع. كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود، وما لديك قليل
وهو معنى غريب، ذكره ابن هشام، وحكاه في البسيط عن بعضهم. وقول سيبويه في قولهم والله لا أفعل كذا إلا أن تفعل: والمعنى: "حتى أن" تفعل، ليس نصاً على أن "حتى" إذا انتصب ما بعدها تكون بمعنى "إلا أن"، لأن ذلك تفسير معنى. ولا حجة في البيت، لإمكان جعلها فيه بمعنى "إلى".
الثانية: شرط الفعل المنصوب "بحتى" أن يكون مستقبلاً أو مؤولاً بالمستقبل. ومنه قراءة غير نافع {حتى يقول الرسول}. فهذا مؤول بالمستقبل. ومعنى ذلك أنه فعل قد وقع، ولكن المخبر يقدر اتصافه بالعزم عليه، حال الإخبار، فيصير مستقبلاً بالنسبة إلى تلك الحال، فينصب. وإذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً بالحال، رفع. فالحال نحو: سألت عنك "حتى" لا أحتاج إلى سؤال. والمؤول بالحال قراءة نافع {وزلزلوا حتى يقول}.
والمراد بالمؤول بالحال أن يكون الفعل قد وقع، فيقدر اتصافه بالدخول فيه، فيرفع لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.

وهنا تنبيهات:
الأول: إذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً به، "فحتى" ابتدائية.
الثاني: علامة كونه حالاً، أو مؤولاً به، صلاحية جعل "الفاء" في موضع "حتى". ويجب حينئذ كون ما بعدها فضلة، متسبباً عما قبلها.
الثالث: قد فهم من هذا أن الرفع يمتنع، في نحو: كان سيري "حتى" أدخلها، إذا جعلت ناقصة، لأنه لو رفع لكانت ابتدائية، فتبقى "كان" بلا خبر. وفي نحو: سرت "حتى" تطلع الشمس، لانتفاء السببية، خلافاً للكوفيين. وفي نحو: "ما" سرت، أو، أسرت "حتى" تدخل المدينة؟ مما يدل على حدث غير واجب، لأنه لو رفع لزم أن يكون مستأنفاً، مقطوعاً بوقوعه، وما قبلها سبب له.
وذلك لا يصح، لأن ما قبلها منفي في نحو "ما" سرت، ومشكوك في وقوعه في نحو أسرت فيلزم وقوع المسبب مع نفي السبب، أو الشك فيه.
وأجاز الأخفش الرفع في نحو: "ما" سرت "حتى" أدخل المدينة. فقيل: هي مسألة خلاف بينه وبين سيبويه. وقيل: إنما أجازه على أن يكون أصل الكلام واجباً، ثم أدخلت أداة النفي على الكلام، بأسره. فنفيت أن يكون عنك سير كان عنه دخول. قال ابن عصفور: وهذا الذي قاله جيد، وينبغي ألا يعد خلافاً.

القسم الخامس: "حتى" التي بمعنى "الفاء" اعلم أنه قد تقدم، آنفاً، "حتى" إذا رفع المضارع بعدها لكونه حالاً، أو مؤولاً به، فهي "كالفاء" في إفادة معنى السببية. وتصلح "الفاء" في موضعها، ولكنها مع ذلك حرف ابتداء، لا حرف عطف، لأن "حتى" العاطفة لا تعطف الجمل عند الجمهور.
وذهب أبو الحسن إلى أنها إذا كانت بمعنى "الفاء" فهي عاطفة، وتعطف الفعل. وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة وتعطف الفعل على الفعل. وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة السبب. نحو: ضربت زيداً "حتى" بكى. ولأضربنه "حتى" يبكي. وثمرة الخلاف أن الأخفش يجيز الرفع في يبكي، على العطف، والجمهور لا يجيزون فيه إلا النصب.
ويتعلق به "حتى" فروع كثيرة. وفيما ذكرته كفاية.

فائدة
في "حتى" ثلاث لغات: المشهورة، وإبدال "حائها" "عيناً"، وهي لغة هذيلية، وبها قرأ ابن مسعود {ليسجننه حتى حين}، وإمالة "ألفها"، وهي لغة يمنية. والله سبحانه وتعالى أعلم).[الجنى الداني:542 - 558]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 05:15 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("حتّى"
"حتى": حرف يأتي لأحد ثلاثة معان: انتهاء الغاية وهو الغالب، والتّعليل، وبمعنى "إلّا" في الاستثناء وهذا أقلها وقل من يذكره.
وتستعمل على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون حرفا جارا بمنزلة "إلى" في المعنى والعمل، ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور:
أحدها: أن لمخفوضها شرطين:
أحدهما عام: وهو أن يكون ظاهرا لا مضمرا خلافًا للكوفيين والمبرد فأما قوله:
أتت حتاك تقصد كل فج ... ترجي منك أنّها لا تخيب
فضرورة، واختلف في علّة المنع فقيل هي أن مجرورها لا يكون إلّا بعضًا ممّا قبلها، أو كبعض منه فلم يمكن عود ضمير البعض على الكل، ويرده أنه قد يكون ضميرا حاضرا كما في البيت، فلا يعود على ما تقدم، وأنه قد يكون ضميرا غائبا عائدًا على ما تقدم غير الكل، كقولك: زيد ضربت القوم "حتاه".
وقيل العلّة خشية التباسها بالعاطفة، ويرده أنّها لو دخلت عليه لقيل في العاطفة قاموا "حتّى" أنت، وأكرمتهم "حتّى" إياك بالفصل، لأن الضّمير لا يتّصل إلّا بعامله، وفي الخافضة "حتاك" بالوصل كما في البيت، وحينئذٍ فلا التباس، ونظيره أنهم يقولون في توكيد الضّمير المنصوب: رأيتك أنت، وفي البدل منه: رأيتك إياك، فلم يحصل لبس.
وقيل لو دخلت عليه قلبت "ألفها" "ياء"، كما في "إلى" وهي فرع عن "إلى" فلا تحتمل ذلك.
والشّرط الثّاني خاص بالمسبوق بذي أجزاء، وهو أن يكون المجرور آخرا، نحو: أكلت السّمكة "حتّى" رأسها أو ملاقيا لآخر جزء، نحو: {سلام هي حتّى مطلع الفجر}، ولا يجوز سرت البارحة "حتّى" ثلثها أو نصفها كذا قال المغاربة وغيرهم، وتوهم ابن مالك أن ذلك لم يقل به إلّا الزّمخشريّ واعترض عليه بقوله:
عينت ليلة فما زلت حتّى ... نصفها راجيا فعدت يؤوسا
وهذا ليس محل الاشتراط إذ لم يقل فما زلت في تلك اللّيلة "حتّى" نصفها، وإن كان المعنى عليه، ولكنه لم يصرح به.
الثّاني: أنّها إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها، كما في قوله:
ألقى الصّحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتّى نعله ألقاها
أو عدم دخوله كما في قوله:
سقى الحيا الأرض حتّى أمكن عزيت ... لهم فلا زال عنها الخير مجدودا
حمل على الدّخول، ويحكم في مثل ذلك لما بعد "إلى" بعدم الدّخول حملا على الغالب في البابين هذا هو الصّحيح في البابين.
وزعم الشّيخ شهاب الدّين القرافيّ أنه لا خلاف في وجوب دخول "ما" بعد "حتّى"، وليس كذلك بل الخلاف فيها مشهور، وإنّما الاتّفاق في "حتّى" العاطفة لا الخافضة، والفرق أن العاطفة بمعنى "الواو".
والثّالث: أن كلا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للآخر، فمما انفردت به "إلى" أنه يجوز كتبت "إلى" زيد، وأنا "إلى" عمرو، أي: هو غايتي كما جاء في الحديث «أنا بك وإليك وسرت من البصرة إلى الكوفة»، ولا يجوز "حتّى" زيد، و"حتّى" عمرو، و"حتّى" الكوفة.
أما الأوّلان فلأن "حتّى" موضوعة لإفادة تقضي الفعل قبلها شيئا فشيئًا إلى الغاية، وإلى ليست كذلك، وأما الثّالث فلضعف "حتّى" في الغاية، فلم يقابلوا بها ابتداء الغاية.
وممّا انفردت به "حتّى" أنه يجوز وقوع المضارع المنصوب بعدها، نحو: سرت "حتّى" أدخلها، وذلك بتقدير "حتّى" "أن" أدخلها، و"أن" المضمرة، والفعل في تأويل مصدر مخفوض "بحتى"، ولا يجوز سرت "إلى" أدخلها.
وإنّما قلنا إن النصب بعد "حتّى" "بأن" مضمرة لا بنفسها، كما يقول الكوفيّون لأن "حتّى" قد ثبت أنّها تخفض الأسماء، وما يعمل في الأسماء لا يعمل في الأفعال وكذا العكس.
و"لحتى" الدّاخلة على المضارع المنصوب ثلاثة معان:
مرادفة "إلى"، نحو: {حتّى يرجع إلينا موسى}.
ومرادفة "كي" التعليلية، نحو: {ولا يزالون يقاتلونكم حتّى يردوكم}،{هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضوا}. وقولك أسلم "حتّى" تدخل الجنّة، ويحتملهما: {فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله}.
ومرادفة "إلاّ" في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم: والله لا أفعل "إلّا" أن تفعل، المعنى: "حتّى" أن تفعل.
وصرح به ابن هشام الخضراوي، وابن مالك، ونقله أبو البقاء عن بعضهم في: {وما يعلمان من أحد حتّى يقولا}، والظّاهر في هذه الآية خلافه، وأن المراد معنى الغاية "نعم" هو ظاهر فيما أنشده ابن مالك في قوله:
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتّى تجود وما لديك قليل
وفي قوله:
والله لا يذهب شيخي باطلا ... حتّى أبير مالكًا وكاهلا
لأن ما بعدهما ليس غاية لما قبلهما ولا مسببا عنه، وجعل ابن هشام من ذلك الحديث: ((كل مولود يولد على الفطرة "حتّى" يكون
أبواه هما اللّذان يهوّدانه أو ينصرانه)). إذ زمن الميلاد لا يتطاول فتكون "حتّى" فيه للغاية، ولا كونه يولد على الفطرة علته اليهوديّة والنصرانية، فتكون فيه للتّعليل، ولك أن تخرجه على أن فيه حذفا، أي: يولد على الفطرة ويستمر على ذلك "حتّى" يكون، ولا ينتصب الفعل بعد "حتّى" إلّا إذا كان مستقبلا، ثمّ إن كان استقباله بالنّظر إلى زمن التّكلّم فالنصب واجب، نحو: {لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى}، وإن كان بالنّسبة إلى ما قبلها خاصّة فالوجهان نحو: {وزلزلوا حتّى يقول الرّسول}، الآية فإن قولهم إنّما هو مستقبل بالنّظر إلى الزلزال لا بالنّظر إلى زمن قصّ ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد "حتّى" إلّا إذا كان حالا، ثمّ إن كانت حاليته بالنّسبة إلى زمن التّكلّم فالرفع واجب، كقولك: سرت "حتّى" أدخلها، إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدّخول، وإن كانت حاليته ليست حقيقيّة بل كانت محكية رفع، وجاز نصبه إذا لم تقدر الحكاية نحو: (وزلزلوا حتّى يقول الرّسول) قراءة نافع بالرّفع بتقدير "حتّى" حالتهم حينئذٍ أن الرّسول والّذين آمنوا معه يقولون كذا وكذا.
واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد "حتّى" إلّا بثلاثة شروط:
أحدها: أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مثلنا.
والثّاني: أن يكون مسببا عمّا قبلها، فلا يجوز سرت "حتّى" تطلع الشّمس، ولا ما سرت "حتّى" أدخلها، وهل سرت "حتّى" تدخلها.
أما الأول فلأن طلوع الشّمس لا يتسبب عن السّير، وأما الثّاني فلأن الدّخول لا يتسبب عن عدم السّير، وأما الثّالث فلأن السّبب لم يتحقّق وجوده.
ويجوز أيهم سار "حتّى" يدخلها، ومتى سرت "حتّى" تدخلها، لأن السّير محقّق، وإنّما الشّك في عين الفاعل، وفي عين الزّمان.
وأجاز الأخفش الرّفع بعد النّفي على أن يكون أصل الكلام إيجابا، ثمّ أدخلت أداة النّفي على الكلام بأسره لا على ما قبل "حتّى"، خاصّة ولو عرضت هذه المسألة بهذا المعنى على سيبويه لم يمنع الرّفع فيها، وإنّما منعه إذا كان النّفي مسلطا على السّبب خاصّة وكل أحد يمنع ذلك.
والثّالث: أن يكون فضلة، فلا يصح في نحو: سيري "حتّى" أدخلها لئلّا يبقى المبتدأ بلا خبر، ولا في نحو: كان سيري "حتّى" أدخلها إن قدرت كان ناقصة، فإن قدرتها تامّة أو قلت سيري أمس "حتّى" أدخلها جاز الرّفع إلّا إن علقت أمس بنفس السّير لا باستقرار محذوف.
الثّاني من أوجه "حتّى":
أن تكون عاطفة بمنزلة "الواو" إلّا أن بينهما فرقا من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن لمعطوف حتّى ثلاثة شروط:
أحدها: أن يكون ظاهرا لا مضمرا، كما أن ذلك شرط مجرورها ذكره ابن هشام الخضراوي، ولم أقف عليه لغيره.
والثّاني: أن يكون إمّا بعضًا من جمع قبلها، كـ قدم الحاج "حتّى" المشاة، أو جزءا من كل، نحو: أكلت السّمكة "حتّى" رأسها، أو كجزء، نحو: أعجبتني الجارية "حتّى" حديثها، ويمتنع أن تقول "حتّى" ولدها، والّذي يضبط لك ذلك أنّها تدخل حيث يصح دخول الاستثناء، وتمتنع حيث يمتنع، ولهذا لا يجوز ضربت الرجلين "حتّى" أفضلهما وإنّما جاز.
... حتّى نعله ألقاها
لأن إلقاء الصّحيفة والزاد في معنى ألقى ما يثقله.
والثّالث: أن يكون غاية لما قبلها، إمّا في زيادة أو نقص، فالأول نحو: مات النّاس "حتّى" الأنبياء، والثّاني نحو: زارك النّاس "حتّى" الحجامون، وقد اجتمعا في قوله:
قهرناكم حتّى الكماة فأنتم ... تهابوننا حتّى بنينا الأصاغرا
الفرق الثّاني: أنّها لا تعطف الجمل، وذلك لأن شرط معطوفها أن يكون جزءا ممّا قبلها، أو كجزء منه كما قدمناه، ولا يتأتّى ذلك إلّا في المفردات هذا هو الصّحيح، وزعم ابن السّيّد في قول امرئ القيس:
سريت بهم حتّى تكل مطيهم ... وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان
فيمن رفع تكل أن جملة تكل مطيهم معطوفة "بحتى" على سريت بهم.
الثّالث: أنّها إذا عطفت على مجرور أعيد الخافض فرقا بينها وبين الجارة، فتقول: مررت بالقوم "حتّى" بزيد، ذكر ذلك ابن الخباز، وأطلقه وقيده ابن مالك بأن لا يتعيّن كونها للعطف، نحو: عجبت من القوم "حتّى" بنيهم، وقوله:
جود يمناك فاض في الخلق حتّى ... بائس دان بالإساءة دينا
وهو حسن ورده أبو حيّان وقال في المثال هي جارة إذ لا يشترط في تالي الجارة أن يكون بعضًا أو كبعض بخلاف العاطفة، ولهذا معنوا أعجبتني الجارية "حتّى" ولدها، قال وهي في البيت محتملة انتهى.
وأقول إن شرط الجارة التالية ما يفهم الجمع أن يكون مجرورها بعضًا أو كبعض، وقد ذكر ذلك ابن مالك في باب حروف الجرّ، وأقره أبو حيّان عليه ولا يلزم من امتناع، أعجبتني الجارية "حتّى" ابنها، امتناع عجبت من القوم "حتّى" بنيهم؛ لأن اسم القوم يشمل أبناءهم، واسم الجارية لا يشمل ابنها.
ويظهر لي أن الّذي لحظة ابن مالك أن الموضع الّذي يصح أن تحل فيه إلى محل "حتّى" العاطفة، فهي فيه محتملة للجارة فيحتاج حينئذٍ إلى اعادة الجار عند قصد العطف، نحو: اعتكفت في الشّهر "حتّى" في آخره بخلاف المثال والبيت السّابقين، وزعم ابن عصفور أن إعادة الجار مع "حتّى" أحسن ولم يجعلها واجبة.
تنبيه
العطف "بحتى" قليل، وأهل الكوفة ينكرونه البتّة، ويحملون نحو: جاء القوم "حتّى" أبوك، ورأيتهم "حتّى" أباك، ومررت بهم "حتّى" أبيك، على أن "حتّى" فيه ابتدائية، وأن ما بعدها على إضمار عامل.

الثّالث من أوجه "حتّى" أن تكون حرف ابتداء: أي حرفا تبتدأ بعده الجمل، أي: تستأنف فيدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل
وقول الفرزدق:
فوا عجبا حتّى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع
ولا بد من تقدير محذوف قبل "حتّى" في هذا البيت يكون ما بعد "حتّى" غاية له، أي: فوا عجبا يسبني النّاس "حتّى"كليب تسبني، وعلى الفعلية الّتي فعلها مضارع، كقراءة نافع رحمه الله: {حتّى يقول الرّسول} برفع يقول.
وكقول حسان:
يغشون حتّى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
وعلى الفعلية الّتي فعلها ماض، نحو: {حتّى عفوا وقالوا}، وزعم ابن مالك أن "حتّى" هذه جارة، وأن بعدها أن مضمرة، ولا أعرف له في ذلك سلفا، وفيه تكلّف إضمار من غير ضرورة، وكذا قال في "حتّى" الدّاخلة على إذا في نحو: {إذا فشلتم وتنازعتم} إنّها الجارة، وإن إذا في موضع جر بها.
وهذه المقالة سبقه إليها الأخفش، وغيره، والجمهور على خلافها، وأنّها حرف ابتداء، وأن إذا في موضع نصب بشرطها أو جوابها، والجواب في الآية محذوف، أي: امتحنتم أو انقسمم قسمين بدليل: {منكم من يريد الدّنيا ومنكم من يريد الآخرة}، ونظيره حذف جواب لما في قوله تعالى: {فلمّا نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد}، أي: انقسموا قسمين فمنهم مقتصد ومنهم غير ذلك.
وأما قول ابن مالك إن {فمنهم مقتصد} هو الجواب، فمبني على صحة مجيء جواب لما مقرونا "بالفاء"، ولم يثبت، وزعم بعضهم أن الجواب في الآية الأولى مذكور، وهو (عصيتم) أو {صرفكم}، وهذا مبنيّ على زيادة "الواو" ثمّ ولم يثبت ذلك.
وقد دخلت "حتّى" الابتدائية على الجملتين الاسمية والفعلية في قوله:
سريت بهم حتّى تكل مطيهم ... وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان
فيمن رواه برفع تكل، والمعنى: "حتّى" كلت، ولكنه جاء بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية، كقولك: رأيت زيدا أمس وهو راكب، وأما من نصب فهي "حتّى" الجارة كما قدمنا، ولا بد على النصب من تقدير زمن مضاف إلى تكل، أي: "إلى" زمان كلال مطيهم
وقد يكون الموضع صالحا لأقسام "حتّى" الثّلاثة، كقولك: أكلت السّمكة "حتّى" رأسها، فلك أن تخفض على معنى "إلى"، وأن تنصب على معنى "الواو"، وأن ترفع على الابتداء، وقد روي بالأوجه الثّلاثة قوله:
عممتهم بالندى حتّى غواتهم ... فكنت مالك ذي غي وذي رشد
وقوله:
... حتّى نعله ألقاها
إلّا أن بينهما فرقا من وجهين: أحدهما: أن الرّفع في البيت الأول شاذ لكون الخبر غير مذكور، ففي الرّفع تهيئة العامل، وقطعة عنه، وهذا قول البصريين، وأوجبوا إذا قلت "حتّى" رأسها بالرّفع، أن تقول مأكول، والثّاني: أن النصب في البيت الثّاني من وجهين: أحدهما العطف، والثّاني إضمار العامل على شريطة التّفسير، وفي البيت الأول من وجه واحد.
وإذا قلت: قام القوم "حتّى" زيد قام، جاز الرّفع والخفض دون النصب، وكان لك في الرّفع أوجه:
أحدها: الابتداء.
والثّاني: العطف.
والثّالث: إضمار الفعل والجملة الّتي بعدها خبر على الأول ومؤكدة على الثّاني، كما أنّها كذلك مع الخفض، وأما على الثّالث فتكون الجملة مفسرة.
وزعم بعض المغاربة أنه لا يجوز ضربت القوم "حتّى" زيد ضربته بالخفض، ولا بالعطف بل الرّفع أو بالنّصب بإضمار فعل، لأنّه يمتنع جعل ضربته توكيدا لضربت القوم، قال وإنّما جاز الخفض في "حتّى" نعله أن ضمير ألقاها للصحيفة، ولا يجوز على هذا الوجه أن يقدر أنه للنعل، ولا محل للجملة الواقعة بعد "حتّى" الابتدائية خلافًا للزجاج وابن درستويه، زعما أنّها في محل جر "بحتى"، ويرده أن حروف الجرّ لا تعلق عن العمل، وإنّما تدخل على المفردات، أو ما في تأويل المفردات، وأنّهم إذا أوقعوا بعدها إن كسروها، فقالوا مرض زيد "حتّى" إنّهم لا يرجونه، والقاعدة أن حرف الجرّ إذا دخل على أن فتحت "همزتها" نحو: {ذلك بأن الله هو الحق} ). [مغني اللبيب: 2 / 260 - 297]


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 05:17 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

الباب الرابع: الحروف الرباعية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

النوع الأول الحروف المحضة قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الأول الحروف المحضة: وهي اثنا عشر حرفًا: "ألا" و"إلا" و"هلا" و"لولا" و"لما" و"أما" و"إمَّا" و"حتى" و"كان" و"كلا" و"لكن" مخففة و"لعل"، وعقدنا للبحث عنها فصولًا). [جواهر الأدب: 190]

الفصل الخامس: "حتى"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الخامس: من أنواع الحروف الرباعية المحضة "حتى": وهذيل وثقيف يقولون: "عتى"، وهي حرف بالاتفاق، وقياسها أن لا تعمل لدخولها على القبيلين، لكن حملت على إلى لإفادتها الغاية، وتقع على ثلاثة أنحاء:
ابتدائية: إذا دخلت على الجملة الاسمية، كقوله: و"حتى" الجياد ما يقدن بارسان، لمنع "الواو" عن جعلها عاطفة، ووروده مرفوعًا عن جعلها حرف جر، فتعين الاستئناف، والفعلية كقولك: كان سيرى "حتى" أدخلها، برفع أدخلها على أن "كان" تامة لا تحتاج إلى خبر، و"حتى" أدخلها كلام مستأنف لا تعلق له بما قبله.
وجارة "أما" للتعليل، ولا تجر حينئذٍ إلا مصدرًا مؤولًا به الفعل المنتصب بعدها "بأن" مضمرة، كقولك: فعلت الخير "حتى" احوز الأجر، ولهذا قال البصريون: إن انتصاب الفعل بعد "حتى" "بأن" مقدرة خلافًا للكوفيين؛ لأنها حرف جر وهو يختص بالأسماء، فإذا دخلت الفعل وجب تقدير حرف مصدري، ولا يمكن تقدير أن المشبهة لاختصاصها بالاسم أيضًا، ولا تقدير "ما"؛ لأن الفعل لا ينتصب بها ظاهرة، فكيف تنصبه مقدرة فتعين تقدير "أن"، وشرط هذه أن يكون ما بعدها مستقبلًا مترقبًا وقوعه بالنسبة إلى وقوع ما قبلها، وإن لم يكن مترقبًا وقت الإخبار، ولذلك جاز: سرت أمس "حتى" أدخل البلد، بالنصب؛ إذ الغرض هو الدخول عند ذلك السير، فلو كان الفعل الذي بعدها وسببه ماضيين، كقولك: سرت "حتى" أدخل الجنة، إذا كنت قد سرت ودخلت كأنك قلت: سرت فدخلتها، أو حالًا كقول: سرت "حتى" أدخلها وأنت في حال الدخول تعين رفع الفعل، وأن يكون سببًا لما قبلها، وكونها حرف استئناف لامتناع تقدير أن حينئذٍ، وإليه أشار بعضهم بقوله: فإن أردت الحال تحقيقًا أو حكاية كانت حرف ابتداء فترفع، وتجب السببية، ولاشتراط السببية حينئذٍ امتنع الرفع بعد الاستفهام إذا أفاد الشك في الفعل، فلا يقال: أسرت "حتى" تدخلها، لتعذر الحكم على المشكوك فيه بالسببية، فلو كان في الفاعل جاز، نحو: أي الرجال أحسن "حتى" يمدح؛ لأن تحقق السببية لا يتوقف على تحقق تعيين الفاعل، وبعد النفي، وفي معناه قلما، فلا يجوز: ما سرت "حتى" أدخلها؛ لانتفاء السبب.
وأما: للغاية والانتهاء "كإلى"، وتجر هذه ما تجره التعليلية بالشروط المذكورة نحو: سرت "حتى" تغيب الشمس، وتدخل الماضي كقوله تعالى: {حتى عفوا}، وقالوا: الاسم الصريح كقوله تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر}، {ومتعناهم حتى حين}، أي: "إلى" حين، وبها قرأ عبد الله، وهذا الاسم الصريح على ضربين:
أحدهما: أن يكون آخر جزء لما قبلها ولا يكون إلا جنسًا أو جزءً منه، فيتصف بالدخول في الحكم أو القوة أو الضعف نحو: أكلت السمكة "حتى" رأسها، ودخل القوم "حتى" زيد، ومات الناس "حتى" الأنبياء، وقد الساقة "حتى" عاجزها، فيجب أن يكون لمجرور "حتى" مع ما قبلها تعلق من أحد هذه الجهات، ويجوز في مثل هذه الأمثلة مما صرح بذكر جمع ما بعدها أحد أجزائه أو جزئياته الاستئناف، وأوجبوا حذف الخبر تقديره: رأسها مأكول، ومنع بعضهم حذف الخبر هنا غير متجه لقيام القرينة والجر، أي: مع رأسها، والعطف أي: أكلت رأسها، ولم يحتج إلى تكرار الفعل اكتفاء بالأول، فلو ذكر كان تأكيدًا، فلو لم يصرح بذكره، كقوله تعالى: {ليسجننه حتى حين} فإنه يفهم منه أنه منتهي أحيان متعددة مفهومة غير مصرح بذكرها تعين الجر، ومنع الكسائي كون "حتى" عاملة بل العامل إلى مضمرة، قال: و"حتى" لا تكون حرف جر أبدًا، وإذا عملت لا تعمل إلا النصب، وقولك: ضربت القوم "حتى" زيد، تقديره: "حتى" انتهى إلى زيد، ورد بأنه لا معنى لها مع "حتى" مصرحة، فكذا مضمرة.
وثانيهما: أن يكون ما بعدها ملاقيًا آخر جزء مما قبلها، كقولك: نمت البارحة "حتى" الصباح، وفي دخول المجرور فيما بعدها خلاف، فالزمخشري حكم بالدخول مطلقًا حملًا على العاطفة، سواء كان آخر جزء أو ملاقيه، وإليه أشار في المفصل بقوله: فقد أكل الرأس، ونيم الصباح، وعليه العكبري وتبعه ابن الحاجب، وجوز ابن مالك الدخول وعده لآخر جزء كان أو ملاقيه، وعبد القاهر والرماني والأندلسي حكموا بالدخول فيما إذا كان آخر جزء كالعاطفة، وبعدمه في الملاقي بناء على أن "حتى" كالتفصيل لما قبلها، فإذا كان آخر جزء دخل في الإجمال فيدخل في التفضيل أيضًا، وإذا كان الملاقي لم يدخل في الإجمال فلم يدخل في التفصيل، وهو حسن لاشتراطهم أن ما بعد "حتى" يجب أن يكون حدًا، وطرفًا معينًا كما سيأتي، وليعلم أن "حتى" وإن شاركت إلى في إفادة الانتهاء لكن قد فارقتها في أمور:
الأول: اتحاد ما بعد "حتى" مع ما قبها في الجنسية، فيمتنع: ركب القوم خيولهم "حتى" الحمير، بخلاف "إلى" لصحة: سرت "إلى" البصرة، وهذا على مذهب الزمخشري لوجوب كون الداخل من جنس المدخول فيه، وأما عند ابن مالك فهي "كإلى"، وكذا عند عبد القاهر فيما إذا كان ما بعد "حتى" ملاقيًا آخر جز.
الثاني: أن ما بعد "حتى" يجب أن يكون إمَّا آخر جزء أو ملاقيًا آخر جزء كما سلف، فلا يقال: أكلت السمكة "حتى" نصفها.
قال الزمخشري: لأن الفعل المعدى بها الغرض منه أن ينقضي ما تعلق به شيئًا فشيئًا "حتى" يأتي عليه، فحصول الغرض موقوف على ذلك، ولهذا وجب أن يكون ما بعد "حتى" جمعًا إمَّا مصرحًا أو مقدرًا، فيصح: قام زيد "إلى" عمرو دون "حتى".
قال العكبري: وعلة ذلك أن "حتى" تدل على بلوغ الفعل غايته، ولفظ الواحد لا يتناول أكثر منه، بحيث يجوز تخصيصه ببعضه بخلاف لفظ الجمع، فإنه جاز أن يضاف الفعل إلى القوم، ولا يراد دخول زيد فيهم لعظمة أو حقارة، فإذا جئت "بحتى" أزلت هذا الجواز وتنزلت "حتى" منزلة التوكيد المانع من التخصيص.
وثالثها: أن "حتى" لا تقع مع مجرورها خبرًا عن مبتدأ لامتناع دخول الخبر في المبتدأ كونه آخر جزء أو ملاقية.
قال الفاضل الإسفرائيني: ولا تستعمل على الاستقرار إلا في نحو: كان سيري "حتى" أدخلها، بالنصب، فيجوز: سيري "إلى" بغداد، ولا يجوز: "حتى" بغداد.
قال الرضي: المراد بالمستقر ما يتعلق بمقدر.
ورابعها: أن "حتى" تختص بالمظهر، فلا يقال: "حتاه" أو "حتاك"، قالوا: لئلا تختلط الضمائر؛ لأن ما بعد "حتى" يقع مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا، وقال بعضهم: لو دخلت على الضمير لزم أحد الأمرين: إمَّا قلب "الفاء" "ياء" وهو ممتنع لتوقفه على النقل، ولم يسمع فامتنع التصرف، وإمَّا عدم القلب وهو أيضًا ممتنع للزوم مخالفة سائر الحروف عند إضافتها إلى الضمير "كإلى" و"على"، وأحسن منهما أن ما بعد "حتى" لما وجب أن يكون آخر جزءً أو ملاقيًا آخر جزءٍ والضمير كناية عن السابق، فلو دخلت على الضمير لزم أن يكون رأس السمكة كلها، والصباح كل البارحة، وهو محال، وأجازه المبرد متمسكًا بالقياس على "إلى"، وبقوله:
وأكفيه ما يخشى وأعطيه سؤله .... وألحقه بالقوم حتاه لاحق
وأجيب عن القياس بالفرق لقوة إلى وأصالتها وضعف "حتى" وفرعيتها، وعن السماع بأن الضمير مرفوع منفصل حذف "الواو" منه للضرورة، وأما في قوله:
فلا والله لا يلقى أناس .... فتى حتاك يا ابن أبي زياد
فلا اعتداد به لشذوذه وعاطفة، وهي كالجارة في دخولها على المفرد المظهر، فتسحب إليه حكم المعطوف عليه، ولابد أن يكون الحكم هنا إمَّا القوة والصعود أو الضعف والنزول، سواء أفاد مع ذلك كون المعطوف آخر أجزاء المعطوف عليه الحسية، كرأس السمكة، أو آخر جزئي نسب إليه جنسه، فعلم مما حققناه أن منع الخلو في الجارة بين أربعة أشياء، وفي العاطفة بين شيئين، وعلم أيضًا أن ما بعد العاطفة والغائية يجب أن يكون طرفًا وحدا لما قبله، ولهذا التزموا أن يكون موقتًا معينًا فيهما، فلا يقال: جاءني القوم "حتى" رجل، لا عطفًا ولا جرًا؛ لأنه حد بلا فائدة تجوز في إبهامه.

تنبيه: فلو عطفت بها على مجرور وجب رد الجار نحو: مررت بالقوم "حتى" بزيد، لئلا تلتبس بالجارة.
قال الرضي: هذا إذا عطفت بها الاسم، فلو عطفت جملة على جملة كقولهم: نظرت إليه "حتى" أبصرته، جاز الاستئناف أيضًا، قلت: كأنه أطلق الجملة هنا على المصرح بطرفيه، وإلا فهي في مثل: قدم الحاج "حتى" المشاة، داخلة على جملة أيضًا تقديرها: "حتى" قدم المشاة، وإن كان في اللفظ مفردًا، ولهذا أفادت ما أفادته "الواو" من التشريك مع زيادة، وهي الغائية، وهذا غاية ما يحقق في هذا الفصل، فتأمله مستقصيًا منصفًا). [جواهر الأدب: 198 - 202]


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 05:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



باب ما أوله "الحاء"
فصل: "حتى"

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب ما أوله "الحاء"
فصل: "حتى" لها ثمان معان وثلاثة استعمالات، أما المعاني: فتكون للغاية وهو الأغلب عليها، وتكون للتعليل، وتكون للاستثناء وهو أقلها، وقل من ذكره، وأما الاستعمالات:
فالأول منها: أن تكون حرف جر بمنزلة "إلى"، وهذه تدخل على الأسماء فتختص بمعنى الغاية "كإلى"، إلا أن ما بعدها يدخل فيما قبلها على الأصح بخلاف "إلى"، ومن شرطها:
أن يكون المجرور آخر جزء من الشيء أو ما يلاقي آخر جزء من ذلك، كقولك: أكلت السمكة "حتى" رأسها، ونمت البارحة "حتى" الصباح، ولا تقول: "حتى" نصفها أو ثلثها كما تقول: "إلى" نصفها أو ثلثها، وأما قول الشاعر:
عينت ليلة فما زلت حتى .... نصفها راجيًا فعدت يؤوسا
فليس محل الاشتراط إذ لم يقل: فما زلت في تلك الليلة "حتى" نصفها وإن كان المعنى على هذا لكنه لم يصرح به.
وتدخل على الأفعال المستقبلة فتنصبها بإضمار "أن" نحو: سرت "حتى" أدخل المدينة، ويكون الفعل و"أن" في تأويل المصدر مخفوض "بحتى".
وإذا دخلت على الأفعال المستقبلة جاءت للثلاثة المعاني.
فالغاية كقول الله سبحانه وتعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}.
والتعليل كقوله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} أو قوله تعالى: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}.
وقوله سبحانه: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} يحتمل الغاية والتعليل.
والاستثناء كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة .... حتى تجود وما لديك قليل
وكقول الآخر:
والله لا يذهب شيخي باطلًا .... حتى أبير مالكًا وكاهلًا
لأن ما بعدها ليس غاية لما قبلها ولا مسببًا عنه، وجعل بعضهم من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه» إذ زمن الميلاد لا يتطاول فتكون "حتى" فيه للغاية ولا كونه يولد على الفطرة علة لليهودية والنصرانية فتكون للتعليل.
قال ابن هشام: ولك أن تخرجه على أن فيه حذفًا، أي: يولد على الفطرة ويستمر على ذلك "حتى" يكون.
الاستعمال الثاني: أن تكون حرف ابتداء، أي: يبتدأ بعدها ومعناها على هذا الاستعمال الغاية، فتدخل على الجملة الاسمية كقول الفرزدق:
فيا عجبًا حتى كليب تسبني .... كأن أباها نهشلٌ أو مجاشع
وقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها .... بدجلة حتى ماء دجلة أُشكلُ
وتدخل على الفعلية إذا كان فعلها ماضيًا أو بتأويل الماضي نحو قوله تعالى: {حتى عفوا}، وقوله تعالى: {حتى يقولُ الرسول} على قراءة الرفع ونحو قول الشاعر:
سريت بهم حتى تكل مطيهم .... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
على رواية من رفع «تكل» وتكون قد دخلت في البيت على الجملتين.
ومعناها في هذا الاستعمال: الحال الواقع بالنظر إلى وقت الغاية، ومعناها على الاستعمال الأول: الغاية بالنظر إلى الزمن الماضي الممتد إلى وقت الغاية، ولا تخلوا من هذا المعنى أصلًا، ولهذا وجب نصب الفعل المستقبل بها حيث تخلص للاستقبال كقوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}، ووجب رفعه حيث تخلص للحال كقوله: سرت "حتى" أدخل المدينة إذا قلت ذلك في حال الدخول، وجاز الوجهان فيما احتمل الحال والاستقبال كقوله تعالى: {حتى يقول الرسولُ} فمن نظر إلى الحال رفع ومن نظر إلى الماضي الممتد إلى وقت الغاية، نصب.
الاستعمال الثالث: وهو قليل أن تكون عاطفة، إمَّا "كالواو" أو" كالفاء" نحو: قدم الجيش "حتى" الأتباع، ومعناها في هذا الاستعمال الغاية أيضًا، ومن شرطها أن يكون الثاني من الأول إمَّا بعضًا من جمع نحو: قدم الحجاج "حتى" المشاة، أو جزءً من كل ، نحو: أكلت السمكة "حتى" رأسها، أو كجزء من كل نحو: أعجبتني الجارية "حتى" حديثها.
وإذا كان الثاني غير الأول امتنع العطف، فلا يجوز: كلمت العرب "حتى" العجم؛ لأن "حتى" إنما دخلت لما تتناهي إليه الأشياء من أعلاها أو أسفلها مما يكون منتهي في الغاية، فإذا قلت: ضربت القوم، جاز أن يتوهم السامع أن زيدًا لم يدخل في الضرب، إمَّا لأنه أعلاهم أو لأنه أدونهم.
ومعيارها "إلا" فحيث يصح دخول "إلا" يصح العطف بها، وحيث يمتنع دخول "إلا" يمتنع العطف بها، فكما لا يجوز: كلمت أخاك "إلا" أباك، لا يجوز: ضربت أخاك "حتى" أباك.
وأجاز الفراء: إنه ليقاتل الرجالة "حتى" الفرسان، وإن كلبي ليصيد الأرانب "حتى" الظباء، خفضًا ونصبًا، قال: لأن الظباء وإن كانت مخالفة للأرانب فإنها من الصيد وهي أرفع منها.
وقال البصريون: هذا خطأ وفيه بطلان الباب.
ويقرب قول الفراء قول الشاعر:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله .... والزاد حتى نعله ألقاها
فجاز العطف هنا، وإن كان النعل غير الصحيفة والزاد، لكن قوله: ألقى الصحيفة والزاد في معنى: ألقى ما يثقله والنعل يثقله، فجاز عطفها، وهذا مذهب البصريين.
وأما الكوفيون فلا يجعلون "حتى" حرف عطف، وإنما يرفعون ما بعدها وينصبونه ويجرونه بإضمار عامل ويجعلون "حتى" ابتدائية). [مصابيح المغاني: 232 - 237]


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 05:20 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
حتى وبالعين أتت ومن يُمـــــــــل .... فيها فعما جاز فيها لم يمــــــــــــــل
وغالبًــــــــــــــا تــــــأتي للانتهـــــــــــــــــاء
.... ثُمت للتعليـــــــل فاستثنــــــــــــــــــــاء
حتى متى أخضع حتى أقبــــــــلا
.... أم أنت لا يرضيك حتى أقتلا
أقسامه عطفٌ وجرٌّ وابتــــــــــــــدا
.... قيل ونصبٌ ونظير الفا بــــــــــدا
وردَّ إذ من بعده النصب بـــــــأن
.... في راجـــــــــــــــــــحٍ فردَّ للجر إذن
وإن أتى مماثـــــــــــــــــلًا للفـــــــــــــــــــــــاء
.... فهو إذن من قسم الابتــــــــــــــــــداء
أبكيت أقوامي حتى الجلــــــــــــدا
.... إذ قلت لا أسلوه حتى ألحــــــــــــــــدا
مـــــــــــا زلت أبكي بعد قومٍ رحلوا
.... عنــــي حتى ماءُ عيني أشكـــــــــــــــــــل
وجرهـــــا للمضمر اضطـــــــــــــــــــراري
.... وعند بعض ذلك اختيــــــــــــــــــــــاري
ويدخل المجرور في حكـــــــم سبق
.... حينًا وحينًــــــــــا لا وذا هو الأحق
لكـــــــــــــــن إذا ما انتفت القرينة .... فللدخول أوجبـــــــــــــــــــــــــــــــن قرينة).
[كفاية المعاني: 289 - 290]


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 09:08 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قسم معاني الحروف من دليل "دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة



- لمحات عن دراسة (حتى) في القرآن الكريم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة