العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 01:48 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي على


عناصر الموضوع:
-شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
- شرح أبي الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ)
- شرح إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ)
- شرح أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ)
- شرح أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ)
-شرح أحمد بن عبد النور المالقي(ت:702ه)
- شرح إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ)
-شرح الحسن بن قاسم المرادي(ت:749ه)
-شرح عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري(ت:761ه)
- شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)
- شرح ابن نور الدين الموزعي(ت: 825هـ)
-شرح عبد الله بن محمد البيتوشي(ت:1211ه)
- شرح محمد عبد الخالق عضيمة(ت:1404ه)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:10 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"على"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (
"على" لها ثلاثة مواضع: تكون اسما وفعلا وحرفا.
فالفعل: قولك "علا" فلان يا زيد.
والحرف: قولك "على" زيد مال.
والاسم: قولك جئت من "عليه" بمعنى من فوقه.
وتجيء في مكان "من" قال الله تعالى {إذا اكتالوا على النّاس يستوفون} أي: "من" النّاس.
وتقع بمعنى "عند" كقوله تعالى: {ولهم عليّ ذنبٌ} أي: "عندي"). [حروف المعاني والصفات: 23]

"على"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ("على" لاستعلاء الشّيء كقولك: أمررت يدي "عليه" وقد ذكر كونها اسما وحرفا وفعلا متقدما). [حروف المعاني والصفات: 65]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:11 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "على"
اعلم أن لها ثلاثة مواضع:
تكون حرفًا من حروف الخفض: كقولك: «زيدٌ
"على" الجبل»، بالخفض.
وتكون فعلًا: كقولك: «زيدٌ
"علا" الجبل» بالنصب لأنها من «"علا" يعلو» وكتابته "بالألف"، ومنه قول امرئ القيس:
علا قطنا بالشيم أيمن صوبه .... وأيسره أعلى الستار فيذبل
وتكون اسمًا: وذلك إذا دخل عليها شيءٌ من حروف الخفض، كما قال الشاعر:
غدت من عليه تنفض الطل بعدما .... رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وقال مزاحم العقيلي:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها .... تصل، وعن فيضٍ بزيزاء مجهل
فـ "على" في هذين البيتين اسم لدخول "من" عليها، وهي لا تدخل إلا على الاسم، وقوله: «غدت "من" "عليه"» أي: "من" "عند" فرخها، يعني القطاة، وقال بعضهم: أي "من" فوقه، أي: "من" فوق الفرخ، فـ "على" ها هنا ظرف من المكان بمعنى "عند" أو "فوق"). [الأزهية: 193 - 194]

"على"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (ومنها "على"
ولها خمسة مواضع:
تكون مكان
"في" قال الله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان}، أي: "في" ملك سليمان، ويقال: «أتيته "على" عهد فلانٍ»، أي: "في" عهد فلانٍ.
قال الأعشى:
فصل على حين العشيات والضحى .... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
أي: "في" حين العشيات.
وتكون مكان
"عند" قال الله تعالى: {ولهم علي ذنب}، أي: "عندي".
وتكون مكان
"من" قال الله عز وجل: {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون}، أي: "من" الناس.
وقال: {من الذين استحق عليهم الأوليان}، أي: استحق
"منهم".
وقال أبو المثلم الهذلي يصف كتيبة.
متى ما تنكروها تعرفوها .... على أقطارها علق نفيث
أي "من" أقطارها، و«العلق»: الدم الجامد، و«نفيث»: منفوخ، و«النفث» هو النفخ الخفي.
وتكون مكان
"عن" قال الشاعر:
أرمي عليها، وهي فرع أجمع.
أي: "عنها".
وقال القحيف العقيلي:
إذا رضيت علي بنو قشيرٍ .... لعمر الله أعجبني رضاها
أي: إذا رضيت "عني".
وتكون مكان
"الباء": قال امرؤ القيس:
بأي علاقتنا ترغبو .... ن عن دم عمرو على مرثد
أراد: ترغبون "عن" دم عمرو بدم مرثد، وليس بدونه، و"على" في معنى "الباء"، وقال أبو ذؤيب:
فكأنهن ربابة وكأنه .... يسر يفيض على القداح ويصدع
أراد: يفيض بالقداح، أي: يضرب بها، و«الربابة» رقعة تجمع فيها قداح الميسر، إلا أنه أراد بـ «الربابة» في هذا البيت القداح نفسها، لأنه يصف أتنًا وحمارًا، فشبه الأتن بالقداح لاجتماعهن، وشبه الحمار باليسر، وهو صاحب الميسر وجمعه أيسار، وقوله: «ويصدع» أي: يفرق). [الأزهية: 275 - 278]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:13 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"على"
قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (
باب "على" على سبعة أوجه:
أحدها: بمعنى "في"، كقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} (البقرة 102).
والثاني: بمعنى
"لام""كي"، [كقوله]: {لتكونوا شهداء على الناس} (البقرة 143)، وفي المائدة (الآية 3) قوله: {وما ذبح على النصب}.
والثالث: بمعنى
"من"، كقوله: {على الناس يستوفون}.
والرابع: بمعنى
"بعد"، كقوله في إبراهيم (الآية 39)، والحجر: {الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق}.
والخامس: بمعنى
"عند"، كقوله في طه (الآية 10): {أو أجد على النار هدى}، يرشدني على الطريق، نظيرها في الشعراء (الآية 14) قوله: {ولهم علي ذنب}، بمعنى "عندي" قود.
والسادس: بمعنى
"الكاف"، [كقوله]: {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم} (الأعراف 52)، يعني: كما علم، نظيرها في الجاثية (الآية 23) قوله: {وأضله اللّه على علم}، يعني: كما علم.
والسابع: بمعنى "الباء"، كقوله: {لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى} (المائدة 78)، يعني بدعائه). [وجوه القرآن: 372 - 373]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:14 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"على"
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير "على" على خمسة أوجه:
"له" – يلزمه – "من""به""شرط"
فوجه منها:
"على" يعني: "له", قوله تعالى في سورة القلم {وإنك لعلى خلق عظيم} يعني: وإن "لك" الخلق العظيم, مثله في سورة الزمر {فهو على نور من ربه} يعني: "له" نور من ربه.
والوجه الثاني:
"عليه" يعني "به" يلزمه, قوله تعالى في سورة براءة {ما على المحسنين من سبيل} أي: لا يلزمهم الإثم، ولا يلحق "بهم".
والوجه الثالث:
"على" بمعنى: "من"، فذلك قوله تعالى في سورة النحل {وعلى الله قصد السبيل} يعني: و"منه" قصد الدين.
والوجه الرابع:
"على" أي: "به", قوله تعالى في سورة المائدة {وعلى الله فتوكلوا} يعني: وبالله فتوكلوا {إن كنتم مؤمنين} ونحوه كثير.
والوجه الخامس:
"على" يعني: "بشرط"، قوله تعالى في سورة القصص {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج} بمعنى: "بشرط" أن تأجرني, ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 346]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:17 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"على"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "على"
قال أبو زكريّا: "على" تستعمل اسما وفعلا وحرفا. فإذا كانت عبارة عن شخص فهي اسم (وتدخل عليها علامات السّماء. تقول: جاءني "علا"، ورأيت "علا"، ومررت "بعلا ". وإذا كانت بمعنى "فوق" فهي اسم أيضا. تقول: جئت من "عليه"، كما يقال: جئت من "فوقه". قال الشّاعر: -
(غدت من عليه بعدما تمّ ظمؤها)
وقال الآخر: -
(فهي تنوش الحوض نوشا من علا)
وإذا كانت مشتقّة من مصدر ودلت على زمان مخصوص فهي فعل تقول: "علا" "يعلو" "علوا" فهو "عال". و"علا" الحائط، كما تقول ارتفع الحائط.
وما عدا هذين الموضعين فهي حرف يجر ما بعدها.

وذكر بعض المفسّرين أن "على" في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: بمعنى
"فوق". ومنه قوله تعالى [في طه]: {الرّحمن على العرش استوى}.
والثّاني: بمعنى الشّرط. ومنه قوله تعالى في القصص: {على أن تأجرني ثماني حجج}.
والثّالث: بمعنى الضّمان والالتزام. ومنه قوله تعالى [في النّحل]: {وعلى الله قصد السّبيل}.
والرّابع: بمعنى
"من". ومنه قوله تعالى في المطففين: {الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون}. قال ابن قتيبة: ومثله: {من الّذين استحق عليهم الأوليان}، أي: استحق "منهم".
والخامس: بمعنى
"في" ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {واتبعوا ما تتلوا الشّياطين على ملك سليمان}، قاله المبرد). [نزهة الأعين النواظر: 441 - 443]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "على"
اعلم أن "على" لها ثلاثةُ أقسامٍ: قسم تكون اسمًا، وقسم تكون فعلًا، وقسم تكون حرفًا، فإذا كانت اسمًا فذلك بدخول حروف الجر عليها كقوله:
باتت تنوشُ الحوض نوشًا من علا ..... نوشا به تقطع أجواز الفلا
وقوله:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ..... تصلُّ وعند قيضٍ بزيزاء مجهل
ومعناها: "فوق".
وإذا كانت فعلًا فمضارعه
"يعلو" ومصدره "علوا"، مثل: دنا يدنو دنوًا، ومعناها ارتفع، كقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ}، وقال الشاعر:
وتساقى القوم كأسًا مُرة ..... وعلا القوم دماءٌ كالشقر
وليست غرضنا في الوجهين، وإنما غرضُنا الحرفية، وهي حرف جر للأسماء ومعناها العلو [حقيقة] كقولك: طلع فلانٌ "على" السقف واستوى "على" الجبل، أو مجازًا كقوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي: قهر العرش فما دونه باستيلاء حكمه "عليه"، ومنه قول الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق ..... من غير سيفٍ ودمٍ مُهراق
أي: استولى وقهر، ومن هذا المعنى أو قريبٍ منه قولهم: خرقتُ "على" فلان ثوبه، وأخرقت "عليه" داره، وهو لم يلبس الثوب ولا دخل الدار، وإنما معناه .... من ذلك.
وهذا موضع
"على" في أصل الوضع، ثم قد تخرج عنه لمعان أُخر، فمنها أن تكون بمعنى "عن" كقولك رضيت "عليك"، أي: "عن"، ومنه قول الشاعر:
إذا رضيت علي بنو قُشيرٍ ..... لعمرُ الله أعجبني رضاها
وقال الآخر:
إذا ما امرؤ ولى عليك بوجهه ..... .... .... .... ....
أي: "عنك"، وجاز هذا أيضًا فيها لأن معنى «رضي» في البيت الأول في معنى [وافى]، وولى في الثاني في معنى أعرض، وقد تقدم بيان هذا فيما تقدم فتبينه وقس تُصب إن شاء الله). [رصف المباني:371 - 373]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:19 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"على"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (
ومنها "على":
وتكون اسماً إذا دخل عليها حرف جرٍّ، نحو: غدت "من" "عليه".
وإذا تعدّت فعل المخاطب إلى ضميره المتّصل، نحو: هوّن "عليك".
وتكون فعلاً إذا رفعت الفاعل، نحو قوله تعالى: {إنّ فرعون علا في الأرض}.
وفيما عداهما حرفٌ، وقيل: إنّها اسمٌ إذا انجرّ متعلّقها مطلقاً، قال بعضهم: وهو مذهب سيبويه.
معناها الاستعلاء حقيقةً، كقوله تعالى: {كلّ من عليها فانٍ} ومجازاً: {فضّلنا بعضهم على بعضٍ}.
وزاد بعضهم لموافقة
"عن"، نحو: بعد "عليّ".
و
"الباء"، كقوله تعالى: {حقيقٌ علي أن لا أقول}.
و
"في"، كقوله تعالى: {على ملك سليمان}.
و
"من"، كقوله تعالى: {إلا على أزواجهم}.
وللمصاحبة، كقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه}.
وللتعليل، كقوله تعالى: {على ما هداكم}.
وتزاد "عند" بعضهم، نحو قوله:
أبى الله إلا أنّ سرحة مالكٍ
على كلّ أفنان العضاه تروق).
[التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:21 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("على"
التي تجر ما بعدها فيها خلاف، فمشهور مذهب البصريين أنها حرف جر، إلا إذا دخل عليها حرف الجر كقول الشاعر:
غدت من عليه، بعد ما تم ظمؤها ... تصل، وعن قيض، بزيزاء، مجهل
"فعلى" في هذا اسم بمعنى: "فوق".
وزاد بعضهم أنها تكون اسماً في موضع آخر، وهو قول الشاعر:
هون عليك، فإن الأمور ... بكف الإله سقاديرها
وما أشبهه، لأنها لو جعلت حرفاً في ذلك لأدى إلى تعدي فعل المخاطب إلى ضميره المتصل. وذلك لا يجوز في غير أفعال القلوب،
وما حمل عليها. ونقل بعضهم أن هذا مذهب الأخفش. فإنه قال باسميتها في نحو: سويت "على" ثيابي.
قال الشيخ أبو حيان: ولا يلزم في نحو هون "عليك" ولا في سويت "على" أن تكون اسماً. فإنه قد ورد مثل هذا التركيب في "إلى" نحو قوله تعالى: {وهزي إليك}، {واضمم إليك جناحك}. ولا نعلم خلافاً في حرفية "إلى"، فيخرج هون "عليك" ونحوه "على" ما خرج "عليه" وهزي "إليك".
قلت: تقدم مثل هذا في "عن". وذكرت ثم ما يخرج "عليه" وهزي "إليك". ولقائل أن يقول: إن "عن" و"على" قد ثبتت اسميتهما بدخول "من"، فلم يحتج فيهما إلى تأويل، يخالف الظاهر، بخلاف "إلى". وتقدم ذكر مذهب الفراء، في أن "عن" و"على" حرفان، إذا دخلت "من" عليهما.
وذهب ابن طاهر، وابن خروف، وابن الطراوة، والزبيدي، وابن معزوز، والشلوبين في أحد قوليه، إلى أنها اسم، ولا تكون حرفاً. وزعموا أن ذلك مذهب سيبويه.
قلت: صرح سيبويه بهذا في باب عدة ما يكون عليه الكلام. قيل: ويحتمل التأويل "على" أن يريد: ولا تكون إلا ظرفاً، إذا كانت اسماً. لأنه نص، في أول الكتاب، على أن "على" حرف، لأنه ذكر فيما يتعدى إلى مفعولين، أحدهما بحرف الجر، قول الملتمس:
آليت حب العراق، الدهر، أطعمه
أي: "على" حب العراق.
وقد تحصل في "على" الجارة، مما ذكرته، أقوال:
أحدها: أنها حرف، في كل موضع. وهو قول الفراء.
والثاني: أنها اسم، في كل موضع. وهو قول ابن طاهر، ومن وافقه.
والثالث: أنها حرف، إلا في موضع واحد.
والرابع: أنها حرف إلا في موضعين. وبه جزم ابن عصفور، وهو قول الأخفش.
وقد استدل على حرفيتها بحذفها في الشعر، ونصب ما بعدها، كقول الشاعر:
تحن، فتبدي ما بها، من صبابة ... وأخفي الذي، لولا الأسى لقضاني
أي: لقضي "على"، وقد أجاز الأخفش ذلك، في قوله تعالى: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}، أي: "على" صراطك. واستدل أيضاً، علي حرفيتها، بجواز حذفها مع الضمير في الصلة، كقول الشاعر:
وإن لساني شهدة، يشتفى بها ... وهو، على من صبه الله، علقم
أي: صبه الله "عليه". ولو كانت اسماً لم يجز فيها ذلك.
فإن قلت: إذا قلنا باسميتها فهل هي معربة أو مبنية؟ قلت: ذكر بعضهم أنها معربة، عند من قال إنها لا تكون إلا اسماً. وأما من جوز فيها، إذا كانت حرفاً، أن تنتقل إلى الأسمية، بدخول "من"، أو "على" مذهب الأخفش، في نحو: سويت "على" ثيابي، فقال بعضهم: هي إذ ذاك معربة. وقال أبو محمد القاسم بن القاسم: هي مبنية، و"الألف" فيها "كألف" هذا.
واعلم أن "على" قد تكون فعلاً، من العلو، ترفع الفاعل. كقوله تعالى: {إن فرعون علا في الأرض}، وأمر هذا بين. وليست من الحرفية في شيء، إلا في الصورة.
وأما "على" الأسمية فقال ابن يعيش: مختلف فيها؛ فمذهب أبي العباس، وجماعة، أنها على الاشتراك اللفظي فقط، لأن الحرف لا يشتق ولا يشتق منه. فكل واحد من هذه الثلاثة مباين لصاحبه إلا من جهة اللفظ. وقال قوم: الأصل أن تكون حرفاً. وإنما كثر استعمالها، فشبهت في بعض الأحوال بالاسم، فأجريت مجراه، وأدخل عليها حرف الجر، كما يشبه الاسم بالحرف، ويجري مجراه، نحو "من" و"كم" انتهى.
والغرض هنا إنما هو "على" الحرفية، وذكر معانيها. وذكر ابن مالك لها ثمانية معان:

الأول: الاستعلاء حساً، كقوله تعالى: {كل من عليها فان}، أو معنى كقوله {فضلنا بعضهم على بعض}. ولم يثبت، لها، أكثر البصريين غير هذا المعنى، وتأولوا ما أوهم خلافه.
الثاني: المصاحبة، كقوله تعالى: {وآتى المال على حبه}، {وإن ربك لذو مغفرة للناس، على ظلمهم}.
الثالث: المجاوزة، كقول الشاعر:
إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر أبيك، أعجبني رضاها
أي: "عني". قال ابن مالك: وكذلك الواقعة بعد: خفي، وتعذر، واستحال، وغضب، وأشباهها.
الرابع: التعليل، كقوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم}.
الخامس: الظرفية، كقوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}. وتؤولت الآية على تضمين تتلو معنى: تتقول.
السادس: موافقة "من"، كقوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون}. قاله بعض النحويين. والبصريون يذهبون في هذا إلى التضمين، أي: إذا حكموا "على" الناس في الكيل.
السابع: موافقة "الباء"، كقوله تعالى: {حقيق على ألا أقول}، أي "بألا" أقول. وقرأ أبي "بأن"، فكانت قراءته تفسيراً لقراءة الجماعة. وقالت العرب: اركب "على" اسم الله، أي: باسم الله.
الثامن: أن تكون زائدة للتعويض، كقول الراجز:
إن الكريم، وأبيك، يعتمل ... إن لم يجد، يوماً، على من يتكل
قال ابن جني: أراد من يتكل "عليه"، فحذف "عليه" وزاد "على" قبل "من" عوضاً. انتهى. ويحتمل أن يكون الكلام تم عند قوله إن لم يجد يوماً، ثم قال: "على" "من" يتكل، وتكون "من" استفهامية.
قال ابن مالك: وقد تزاد دون تعويض. واستدل، على ذلك، بقول حميد بن ثور:
أبى الله إلا أن سرحة ملك ... على كل أفنان العضاه، تروق
زاد "على" لأن راق متعدية، مثل أعجب. تقول: راقني حسن الجارية. وفي الحديث: من حلف "على" يمين والأصل: حلف يميناً. قيل: ولا حجة في ذلك، لأنه يحتمل تضمين تروق
معنى: تشرف، وتضمين حلف: جسر. وقد نص سيبويه على أن "على" لا تزاد.
وزاد بعضهم في معاني على موافقة "اللام"، كقوله تعالى: {أذلة على المؤمنين}.
وأكثر هذه المعاني إنما قال به الكوفيون، ومن وافقهم، كالقتبي. والبصريون يؤولون ذلك. والله أعلم). [الجنى الداني:470 - 480]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:23 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("على"
"على": على وجهين
أحدهما: أن تكون حرفا وخالف في ذلك جماعة فزعموا أنّها لا تكون إلّا اسما ونسبوه لسيبويه ولنا أمران:
أحدهما قوله:
(تجن فتبدي ما بها من صبابة ... وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني)
أي: لقضى "عليّ" فحذفت "على" وجعل مجرورها مفعولا.
وقد حمل الأخفش "على" ذلك {ولكن لا تواعدوهن سرا} أي: "على" سر أي: نكاح.
وكذلك {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} أي: "على" صراطك.
والثّاني: أنهم يقولون نزلت "على" الّذي نزلت أي: "عليه" كما جاء {ويشرب ممّا تشربون} أي: "منه".
ولها تسعة معان:
أحدها: الاستعلاء إمّا "على" المجرور وهو الغالب نحو: {وعليها وعلى الفلك تحملون} أو"على" ما يقرب منه نحو: (أو أجد على النّار هدى) وقوله:
( ... وبات عن النّار الندى والمحلق)
وقد يكون الاستعلاء معنويا نحو: {ولهم عليّ ذنب} ونحو: {فضلنا بعضهم على بعض}.
الثّاني: المصاحبة "كمع" نحو: {وآتى المال على حبه} {وإن ربك لذو مغفرة للنّاس على ظلمهم}.
الثّالث: المجاوزة "كعن" كقوله:
(إذا رضيت عليّ بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها)
أي: "عني" ويحتمل أن رضي ضمن معنى عطف.
وقال الكسائي حمل "على" نقيضه وهو سخط وقال:
(في ليلة لا نرى بها أحدا ... يحكي علينا إلّا كواكبها)
أي "عنّا" وقد يقال ضمن يحكي معنى ينم.
الرّابع: التّعليل "كاللام" نحو: (ولتكبروا الله على ما هداكم) أي: لهدايته إيّاكم وقوله:
(علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت)
الخامس: الظّرفيّة كـ "في" نحو: {ودخل المدينة على حين غفلة} ونحو: (واتبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان) أي: "في" زمن ملكه، ويحتمل أن {تتلو} مضمن معنى تتقول فيكون بمنزلة {ولو تقول علينا بعض الأقاويل}.
السّادس: موافقة "من" نحو: {إذا اكتالوا على النّاس يستوفون}
السّابع: موافقة "الباء" نحو: {حقيق على أن لا أقول} وقد قرأ أبي"بالباء" وقالوا اركب "على" اسم الله.
الثّامن: أن تكون زائدة للتعويض أو غيره،
فالأول كقوله:
(إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يومًا على من يتكل)
أي من يتكل "عليه" فحذف "عليه" وزاد "على" قبل الموصول تعويضا له قاله ابن جني وقيل المراد إن لم يجد يومًا شيئا ثمّ ابتدأ مستفهما فقال "على" من يتكل وكذا قيل في قوله:
(ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث ... إلّا أخو ثقة فانظر بمن تثق)
إن الأصل فانظر لنفسك ثمّ استأنف الاستفهام وابن جني يقول في ذلك أيضا إن الأصل فانظر من تثق به فحذف "الباء" ومجرورها وزاد "الباء" عوضا وقيل "بل" تمّ الكلام عند قوله فانظر ثمّ ابتدأ مستفهما فقال بمن تثق.
والثّاني: قول حميد بن ثور:
(أبى الله إلّا أن سرحة مالك ... على كل أفنان العضاه تروق)
قاله ابن مالك وفيه نظر لأن راقه الشّيء بمعنى أعجبه ولا معنى له هنا وإنّما المراد تعلو وترتفع.
التّاسع: أن تكون للاستدراك والإضراب كقولك فلان لا يدخل الجنّة لسوء صنيعه "على" أنه لا ييأس من رحمة الله تعالى وقوله:
(فواللّه لا أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسى ما بقيت على الأرض)
(على أنّها تعفو الكلوم وإنّما ... نوكل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي)
أي: "على" أن العادة نسيان المصائب البعيدة العهد.
وقوله:
(بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدّار خير من البعد)
ثمّ قال:
(على أن قرب الدّار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود)
أبطل "بعلى" الأولى عموم قوله لم يشف ما بنا فقال بلى إن فيه شفاء ما ثمّ أبطل بالثّانية قوله "على" أن قرب الدّار خير من البعد
وتعلق على هذه بما قبلها عند من قال به كتعلق "حاشا" بما قبلها عند من قال به لأنّها أوصلت معناه إلى ما بعدها على وجه الإضراب والإخراج أو هي خبر لمبتدأ محذوف أي والتّحقيق "على" كذا وهذا الوجه اختاره ابن الحاجب قال ودلّ "على" ذلك أن الجملة الأولى وقعت "على" غير التّحقيق ثمّ جيء بما هو التّحقيق فيها.

والثّاني: من وجهي "على" أن تكون اسما بمعنى "فوق" وذلك إذا دخلت عليها "من" كقوله:
(غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها ... )
وزاد الأخفش موضعا آخر وهو أن يكون مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد نحو قوله تعالى: {أمسك عليك زوجك} وقول الشّاعر:
(هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها)
لأنّه لا يتعدّى فعل المضمر المتّصل إلى ضميره المتّصل في غير باب ظن وفقد وعدم لا يقال ضربتني ولا فرحت بي
وفيه نظر لأنّها لو كانت اسما في هذه المواضع لصحّ حلول فوق محلها ولأنّها لو لزمت اسميتها لما ذكر لزم الحكم باسمية "إلى" في نحو: {فصرهن إليك} {واضمم إليك} {وهزي إليك} وهذا كله يتخرّج إمّا على التّعلّق بمحذوف كما قيل في "اللّام" في سقيا لك وإمّا "على" حذف مضاف أي هون نفسك واضمم "إلى" نفسك.
وقد خرج ابن مالك "على" هذا قوله:
(وما أصاحب من قوم فأذكرهم ... إلّا يزيدهم حبا إليّ هم)
فادّعى أن الأصل يزيدون أنفسهم ثمّ صار يزيدونهم ثمّ فصل ضمير الفاعل للضّرورة وأخر عن ضمير المفعول وحامله "على" ذلك ظنّه أن الضميرين لمسمى واحد وليس كذلك فإن مراده أنه ما يصاحب قوما فيذكر قومه لهم إلّا ويزيد هؤلاء القوم قومه حبا إليه لما يسمعه من ثنائهم عليهم والقصيدة في حماسة أبي تمام ولا يحسن تخريج ذلك "على" ظاهره كما قيل في قوله:
(قد بت أحرسي وحدي ويمنعني ... صوت السباع به يضبحن والهام)
لأن ذلك شعر فقد يستسهل فيه مثل هذا ولا "على" قول ابن الأنباري إن إلى قد ترد اسما فيقال انصرفت من إليك كما يقال غدوت من "عليك" لأنّه إن كان ثابتا ففي غاية الشذوذ، ولا "على" قول ابن عصفور إن "إليك" في {واضمم إليك} إغراء.
والمعنى خذ جناحك أي: عصاك لأن "إلى" لا تكون بمعنى خذ عند البصريين ولأن الجناح ليس بمعنى العصا إلّا عند الفراء وشذوذ من المفسّرين). [مغني اللبيب: 2 / 370 - 392]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:24 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء، وهو أربعة: "جير"، و"على"، و"متى"، و"منذ"، وللبحث عن كل منها فصل برأسه). [جواهر الأدب: 186]

الفصل الثاني: "على"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثاني: من هذا النوع، أي: المشترك بين الأسماء والحروف "على" تقع مرة اسمًا بمعنى "فوق"، عند دخول "من" عليها، كقوله:
غدت من عليه بعدما تم ظمؤها .... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
وبناؤها حينئذٍ لكونها كالحرفية، ولهذا قلبت "ألفها" "ياء"، حيث أضيفت إلى الضمير، وليست كذلك الأسماء المتمكنة، وأخرى حرفًا للاستعلاء إمَّا حسة وحقيقة، كقوله تعالى: {كل من عليها فان}، ونحو: زيد "على" السطح، أو حكمًا كقوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}، {ولله على الناس حج البيت}، وقولك: "عليّ" دين، لركوب الحقوق العنق، والذمة كالراكب مركوبه، وقد يطلق، والمقصود غير الاستعلاء إمَّا معية، كقوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}، وقوله تعالى: {إن الله لذو مغفرة للناس على ظلمهم}، أو مجاوزة وتختص بتعدية بعد، وخفي وتعذر واستحال وغضب ورضي وحرم ونحوها.
قال في الأغراب: لذلك اشتركت هي و"عن" في تعدية كثير من هذا الباب أو تعليلًا، كقوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم}، وقول الشاعر:
ودع ما عليه ذم من كان قد ذما.
وقولهم: علام فعلت أو تركت كذا، وظرفية، كقول الشاعر:
عليّ حين ألهي الناس جل أمورهم.
ومعنى "من"، كقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم}، وقوله تعالى: {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون}، ومعنى "الباء"، كقوله تعالى: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق}، ويؤيده قراءة أبي بها، وقد تكون زائدة دون تعويض، كقوله:
أبى الله إلا أن سرحة مالك .... على كل أفنان العضاة تروق
والأصل تروقه؛ لأنه متعد، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير»، وقيل: هي هنا بمعنى "الباء" أيضًا، والأول أحسن؛ لأنها زائدة، وأيضًا قد تجيء لمجرد الإسناد، فتؤدي معنى "إلى"، كقوله تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، أي: أسند أموره "إلى" الله، ومعنى الاستعلاء ملحوظ في جميع ذلك، وقد تأتي لكثرة الاستعمال غير ملحوظ، منها شيء من ذلك، كقوله تعالى: {كان على ربك حتمًا مقضيًا}، ومنه: ما أعظم الله وما أجله، وجعلها بعضهم بمعنى "من"، وليس ببعيد لاقتضاء الوعد والوعيد ذلك). [جواهر الأدب: 186 - 187]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:26 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

(فصل) "على"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "على":
قال المبرد: هي لفظة مشتركة بين الاسم والفعل والحرف،
فتكون اسمًا بمعنى "فوق"، وذلك إذا دخلت عليها "من" قال الشاعر:
غدت من عليه بعدما تم ظمؤها .... تصل وعن قيضٍ ببيداء مجهل
وقال آخر:
غدت من عليه تنفض الطل بعدما .... رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وتكون فعلًا، تقول: "علا" زيدًا سواد، قال طرفة:
وتساقى القوم كأسًا مرة .... وعلا الخيل دماءٌ كالشق
ويروى: و"على" الخيل، بالجر "على" الحرفية.
وللحرفية تسعة معان:
الأول: الاستعلاء، فقد يكون حسيًا كقوله تعالى: {وعليها وعلى الفلك تحملون}، وقد يكون مجازيًا كقوله تعالى: {أو أجد على النار هدًى}، وكقول الشاعر:
....وبات على النار الندى والمحلق ....
أي: بالقرب منها، وقد يكون معنويًا كقوله تعالى: {ولهم علي ذنبٌ}، وقوله تعالى: {فضلنا بعضهم على بعض}، وقول القائل: أنا "على" الحج وأنا "على" ما عهدتني، هذا ترتيب ابن هشام.
ويظهر لي أن الاستعلاء بـ "على" ينقسم إلى حسي وإلى معنوي كما ذكر وأن قوله تعالى: {أو أجد على النار هدى}، معناه "عند" النار وتكون معانيها عشرة والله تعالى أعلم.
الثاني: المجاوزة كـ "عن" قال الشاعر:
....أرمي عليها وهي فرعُ أجمع ....
وقال القحيف العقيلي:
إذا رضيت على بنو قشيرٍ .... لعمر الله أعجبني رضاها
أي: "عني"، ويحتمل أن رضي ضمن معنى عطف، وقال الكسائي: حمل "على" نقيضه وهو سخط، وقال آخر:
في ليلة لا نرى بها أحدًا .... يحكي علينا إلا كواكبها
أي: "عنا"، وقيل: ضمن يحكي معنى ينم.
الثالث: المصاحبة كـ "مع" كقول الله سبحانه: {وآتى المال على حبه}، وقوله تعالى: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم}.
الرابع: التعليل كـ "اللام" كقوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم}، أي: لهدايته إياكم، قال الشاعر:
علام تقول الرمح يثقل عاتقي .... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت
الخامس: الظرفية كـ "في" قال الله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها}، وقال تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان}.
قال الأعشى:
وصل على حين العشيات والضحى .... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
ومنه قولهم: كان كذا "على" عهد كذا، أي: "في" عهده.
السادس: تكون بمعنى "من" كقوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون}، قال الهذلي يصف كتيبة:
متى ما تنكروها تعرفوها .... على أقطارها علق نفيث
السابع: مرادفه "الباء" كقوله تعالى: {حقيق على أن لا أقول}، وقد قرأه أُبَيُّ "بالباء"، وقالوا: اركب "على" اسم الله، أي : باسم الله، قال امرؤ القيس:
بأي علاقتنا ترغبون .... عن دم عمروٍ على مرثد
أراد: ترغبون عن دم عمرو بدم مرثد وليس بدونه، وقال أبو ذؤيب:
وكأنهن ربابةٌ وكأنه .... يسرٌ يفيض على القداح ويصدع
أراد: يفيض بالقداح: أي يضرب بها والربابة: رقعة تجمع فيها قداح إلا أنه أراد في البيت القداح نفسها؛ لأنه يصف أتنًا وحمارًا، فشبه الأتن بالقداح، وشبه الحمار باليسر، وهو صاحب الميسر، وقوله: ويصدع، أي: يفرق.
الثامن: تكون زائدة للتعويض، كقول الشاعر:
إن الكريم وأبيك يعتمل .... إن لم يجد يومًا على من يتكل
أي: من يتكل "عليه"، فحذف "عليه"، وزاد "على" قبل الموصول تعويضًا، قاله ابن جني.
التاسع: تكون للاستدراك والإضراب، كقولك: فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه "على" أنه لا ييأس من رحمة الله، قال الشاعر:
فوالله لا أنسى قتيلًا رزئته .... بجانب قوسي ما بقيت على الأرض
على أنه تعفو الكلوم وإنما .... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
وقال آخر:
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا .... على أن قرب الدار خير من البعد
ثم قال:
علي أن قرب الدار ليس بنافع .... إذا كان من تهواه ليس بذي ود
أبطل بـ "على" الأولى عموم قوله: فلم يشف ما بنا، فقال: بلى إن فيه شفاء ما، ثم أبطل بالثانية قوله:
.... على أن قرب الدار خيرٌ من البعد ....).
[مصابيح المغاني: 280 - 287]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:27 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
على بمعنى عن وفي وعللا .... ومن ومع واللام والبا نُقلا
لم يعقلوا علي جفوةً ولم
.... أو ذِ صديقًا لا ولم أشكُ الألم
لكن على مُلك سُليمان الهوى
.... تلت شياطينُ فأغروا بالنوى
فكبر الله على ما قد هدى
.... يا قلبُ من صبري في أذا العِدَى
بي من إذا اكتال علينا استوفى
.... دموعنا أو كَاَلَنا ما أوفى
وربما أبدى لنا الود على
.... أن الفؤاد منه مملوٌّ قِلى
غرك أن صرنا أذلةً على
.... هواك والعميد رُبما سلا
فكف عن هذا الصدود والجفا
.... وافتح على اسم الله أبواب الصفا
كذا للاستدراك أيضًا أُلفت
.... وربما زيدت لأخرى حُذِفت
هذا على أني لا أهاب لا
.... إذا نبا بي بلدٌ طيَّ الفلا
إن الكريم وأبيك يعتمل
.... إن لم يجد يومًا على من يتكل
وربما زيدت لغير ذلك
.... كما أفاد العَلَمُ ابن مالك
قدُّ حبيبي مثل غُصن البان
.... راق على بقية الأفنان
وقد يجيءُ اسمًا بشرط أن يحل
.... محلها فوقٌ على ما قد نُقل
حتى متى الصبر ولست ترحم
.... ومن على قلبي نارٌ تُضرم
قيل كذا إن يكُ ما جر بدا
.... مع فاعلِ العامل شيئًا واحدًا
يا قلبُ ماذا الخفقان هون
.... عليك ما يقض الإله يكن
ومنهم من ادعى أن على
.... لم تأت إلا اسمًا ولكن جُهلا
إذ ربما نحذفها مجعولًا
.... مدخولها لما تلي مفعولًا
إني من الأشجان والأحزان .... أُخفي الذي لولا الأسا قَضَاني).
[كفاية المعاني: 281 - 283]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 09:33 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


قسم معاني الحروف من دليل"دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة





- دراسة (على) في القرآن الكريم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة