العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 02:35 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي هل


عناصر الموضوع:
- شرح هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ)
- شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
- شرح أبي الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ)
- شرح إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ)
- شرح أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ)
- شرح أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ)
- شرح أحمد بن عبد النور المالقي(ت:702ه)
- شرح إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ)
- شرح الحسن بن قاسم المرادي(ت:749ه)
- شرح عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري(ت:761ه)
-شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)
- شرح ابن نور الدين الموزعي(ت: 825هـ)
- شرح عبد الله بن محمد البيتوشي(ت:1211ه)
- شرح محمد عبد الخالق عضيمة (ت: 1404هـ)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 09:40 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"هل"
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ):
("هل"
تفسير
"هل" على أربعة وجوه:
فوجه منها: يقول:
"هل". "ما"، فذلك قوه تعالى: {هل ينظرون إلا ان تأتيهم الملائكة} يقول: "ما" ينظرون. نظيرها في النحل. وقوله في البقرة: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} [210] يقول: "ما" ينظرون. وقوله في الزخرف: {هل ينظرون} يعني: "ما" ينظرون {إلا الساعة أن تأتيهم} [66]. نظيرها في القتال حيث قول: {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها} [18] يعني: "ما" ينظرون إلا الساعة. وقال في الأعراف: {هل ينظرون إلا تأويله} [53] يعني: "ما". وقوله في النحل: {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} [35] يعني "فما" على الرسل إلا البلاغ.
الوجه الثاني:
"هل". يقول: "قد"، فذلك قوله: {هل أتى} يقول: "قد" أتى. وقوله: {هل أتاك حديث الغاشية} يقول: "قد" أتاك. وقوله في طه: {وهل أتاك حديث موسى} [9] يقول: "قد" أتاك. وقوله في والذاريات: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم} [24] يقول: "قد" أتاك.
الوجه الثالث:
"هل". يعني "إلا"، فذلك قوله في طه: {هل أدلك على شجرة الخلد} [120] يقول: "ألا" أدلك على شجرة الخلد. وقوله في سبأ: {هل ندلكم على رجل ينبئكم} [7] يقول: "ألا" أدلكم على رجل. وفي الصف: {هل أدلكم على تجارة} [10] يقول: "ألا" أدلكم وفي الكهف: {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} [103] يقول: "ألا" أدلكم. وفي الشعراء: {هل أنبئكم} [221] يقول: "ألا" أدلكم.
الوجه الرابع: استفهام، قوله في الروم: {هل لكم مما ملكت أيمانكم} [28]، هذا استفهام. نظيرها فيها حيث يقول: {خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم} [40] وقال فيها أيضا: {هل من شركائكم من يهدي إلى الحق} [35] استفهام. وقوله في الأعراف: {هل لنا من شفعاء} [53] استفهام. وكذلك في الزخرف وعسق والمؤمن). [الوجوه والنظائر: 141 - 142]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 09:41 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (بعض اختصاص "هل" تكون استفهاما، كقولك: "هل" خرج زيد؟
وتكون بمعنى "قد"، كقول الله تعالى: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر} قالوا معناه: "قد" أتى.
ويدخلها من معنى التّقرير والتوبيخ ما يدخل "الألف" الّتي يستفهم بها، كقوله تعالى:{هل لّكم مّن مّا ملكت أيمانكم مّن شركاء}، وكقوله تعالى:{هل من شركائكم مّن يبدأ الخلق ثمّ يعيده}، فهذا استفهام فيه تقرير وتوبيخ.
ويجعلونها أيضا بمعنى "ما" في قوله تعالى:{هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم الملائكة} و{هل ينظرون إلّا تأويله} و{هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله} و{فهل على الرّسل إلّا البلاغ}، كل هذا بمعنى "ما"). [حروف المعاني والصفات: 2]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:25 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب: مواضع "هَلْ"

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "هَلْ"
اعلم أن لها أربعة مواضع:
تكون استفهامًا: كقولك: «
"هل" قام زيدٌ؟» و«"هل" تخرجن؟» وما أشبه ذلك.
وتكون بمعنى
"قد": كقوله عز وجل: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، أي: "قد" أتى على الإنسان، وكذلك: {هل أتاك حديث الغاشية}، بمعنى: "قد" أتاك.
وتكون بمعنى
"إن" :كقوله عز وجل: {والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسمٌ لذي حجر}، معناه: "إن" في ذلك قسمًا لذي حجرٍ.
وتكون بمعنى
"ما": كقوله عز وجل: {هل ينظرون إلا الساعة}، معناه: "ما" ينظرون إلا الساعة، وقال:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، معناه: "ما" جزاء الإحسان إلا الإحسان، وقال: {فهل على الرسل إلا البلاغ}، معناه: "ما" على الرسل.
وقال الفرزدق:
هل ابنك إلا ابنٌ من الناس فاصبري .... فلن يرجع الموتى حنين المآتم
معناه "ما" ابنك إلا ابن، وقال ابن قيس الرقيات:
لا بارك الله في الغواني هل .... يصبحن إلا لهن مطلب
معناه: "ما" يصبحن.
وقال الفرزدق:
تقول، إذا اقلولى عليها وأقردت .... ألا هل أخو عيشٍ لذيذٍ بدائمٍ
معناه: "ما" أخو عيشٍ، و«اقلولى»: ارتفع، و«أقردت»: سكنت ذلًا). [الأزهية: 208 - 210]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:26 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"هل"
قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ):
(باب
"هل" على أربعة أوجه:
أحدها: النفي، كقوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظلل من الغمام} (البقرة 210)، نظيرها في الأنعام (الآية 158)، والأعراف (الآية 53)، والنحل (الآية 33)، والزخرف (الآية 66)، وسورة محمد صلى اللّه عليه وسلم (الآية 18).
والثاني: الأمر، كقوله في المائدة (الآية 91): {فهل أنتم منتهون}، أي انتهوا، وقوله: {فهل أنتم شاكرون} في الأنبياء (الآية 80)، أي اشكروا، وقوله: {فهل أنتم مسلمون} (هود14)، و(الأنبياء 108)، أي: أسلموا.
والثالث: الاستفهام، كقوله في الروم (الآية 40): {هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء}، وقوله في الزمر: {هل من خالق غير اللّه} (فاطر 3)، وفي سبأ (الآية 7): {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم}، وقوله: {هل أدلكم على من يكفله} (طه 40)، وفي القصص: {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم}، وفي الصف (الآية 10): {هل أدلكم على تجارة تنجيكم}.
والرابع: بمعنى
"قد"، كقوله: {هل أتاك حديث الغاشية} (الغاشية 1)، {هل أتاك حديث الجنود} (البروج 17) ). [وجوه القرآن: 544 - 545]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:27 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (تفسير "هل" على أربعة أوجه:
"ما""قد""ألا" – استفهام
فوجه منها:
"هل" بمعنى: "ما", قوله تعالى في سورة الأنعام {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} يعني: "ما" ينظرون, نظيرها في سورة النحل 33, وسورة القرة 210، وكقوله تعالى في سورة الزخرف {هل ينظرون} يعني: ما ينظرون ونظيرها في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {فهل ينتظرون إلا الساعة} يعني: "ما" ينظرون، وقال تعالى في سورة الأعراف {هل ينظرون إلا تأويله} وقوله تعالى في سورة النحل {فهل على الرسل} يعني: "ما" على الرسل {إلا البلاغ المبين}.
والوجه الثاني:
"هل" بمعنى: "قد"، فذلك قوله تعالى في سورة الإنسان {هل أتى على الإنسان} يعني: "قد" أتى, وكقوله تعالى {هل أتاك حديث الغاشية} يقول: "قد" أتاك حديث الغاشية, وكقوله تعالى في سورة طه {وهل أتاك حديث موسى} "قد" أتاك، وكقوله تعالى في سورة الذاريات {هل أتاك}.
والوجه الثالث:
"هل" يعني: "ألا"، فذلك قوله تعالى في سورة طه {هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} يقول: "ألا" أدلك على شجرة الخلد, وكقوله تعالى في سورة سبأ {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزتم} مثلها في سورة الصف {هل أدلكم على تجارة}، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} مثلها في سورة الشعراء.
والوجه الرابع:
"هل" بمعنى: الاستفهام، قوله تعالى في سورة الروم {هل لكم من ما ملكت أيمانكم} نظيرها فيها {هل من شركائكم} استفهاما, وقال أيضا في سورة يونس {قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق} وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فهل لنا من شفعاء} وكذلك في سورة حم عسق الشورى 44, وسورة المؤمن غافر 47). [الوجوه والنظائر: 460 - 461]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:28 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"هل"

قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "هل"
"هل" حرف استفهام.
قال ابن قتيبة: ويدخلها من معنى التّقرير والتوبيخ ما يدخل
"الألف" الّتي يستفهم بها كقوله تعالى: {هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثمّ يعيده}.
وذكر أهل التّفسير أن
"هل" في القرآن على سبعة أوجه: -
أحدها: الاستفهام. ومنه قوله تعالى [في الأعراف]: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا}، وفي يونس: {هل من شركائكم من يهدي إلى الحق}، وفيها: {هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثمّ يعيده}، وفي الرّوم: {هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم}، وفيها: (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء}. وفي ق: { [هل امتلأت] }.
والثّاني: بمعنى
"قد". ومنه قوله تعالى في طه: {وهل أتاك حديث موسى}، وفي ص: {وهل أتاك نبؤ الخصم}، وفي الذاريات: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}، وفي الإنسان: {هل أتى على الإنسان}، حين من الدّهر) {ومثله} (هل أتاك حديث الغاشية}.
والثّالث: بمعنى
"ما". ومنه قوله تعالى في البقرة: {هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الله (في ظلل من الغمام} }، وفي الأنعام: {هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة}، وفي الأعراف: {هل ينظرون إلّا تأويله}، وفي النّحل: {فهل على الرّسل إلّا البلاغ المبين}، وفي الزخرف: {هل ينظرون إلّا السّاعة أن تأتيهم بغتة}، وفي سورة الرّحمن: {هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان}.
والرّابع: بمعنى "ألا". ومنه قوله تعالى في الكهف: {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}، وفي طه: {هل أدلك على شجرة الخلد} وفي الشّعراء: {هل أنبئكم على من تنزل الشّياطين}، وفي سبأ: {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق}. وفي الصّفّ. {هل أدلكم على تجارة تنجيكم}.
والخامس: بمعنى
"أليس". ومنه قوله تعالى في الفجر: {هل في ذلك قسم لذي حجر}.
والسّادس: بمعنى الأمر. ومنه قوله تعالى في الصافات: {قل هل أنتم مطلعون}، أي: اطلعوا.
والسّابع: بمعنى السّؤال. ومنه قوله تعالى في ق: {وتقول هل من مزيد}، أي: زدني
). [نزهة الأعين النواظر: 623 - 625]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:30 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

باب "هل"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "هل"
اعلم أن لها في الكلام موضعين:
الموضع الأول: أن تكون للاستفهام غير عاملةٍ لعدم اختصاصها بالأسماء [أ] والأفعال، وما لم يختص لم يعمل، فتقول:
"هل" قام زيدٌ، و"هل" يقوم زيدٌ و"هل" زيدٌ قائمٌ، قال الله تعالى: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}، وقال: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، وقال: «وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ».
ويجوز حذف الجملة الداخلة عليها إذا تفسرت بعدُ، كما قال الشاعر:
ليت شعري هل ثم هل آتينهم .... أو يحولن من دون ذاك الردى
التقدير: "هل" آتينهم ثم "هل" آتينهم، فكرر توكيدًا، ثم اجتزأ عن الأول بالثاني وقد تدخل في موضع "الهمزة" المعادلة بين الجهتين كقوله.
هل ما علمت وما استودعت مكتوم .... أم حبلها إذا نأيت اليوم مصرومُ
أم هل كبيرٌ بكى لم يقض عبرته .... إثر الأحبة يوم البين مشكوم
ومنه قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}.
الموضع الثاني: أن تكون بمعنى
"قد" نحو قولك: «"هل" قُمت» بمعنى: "قد" قُمت، ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، وعلى ذلك ينبغي أن يحمل قول الشاعر:
سائل فوارس يربوعٍ بشدتنا .... أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم
لا على الاستفهام، لأنه لم يثبت دخول الاستفهام على استفهام فيُحمل هذا عليه.
وزعم بعضهم أن
"هل" في الآية للتقرير وهذا مردود لأنه لم يثبت في "هل" معنى التقرير، فيُحمل هذا عليه، ولا يليقُ بالآية، بل اللائق بـ "هل" فيها أن تكون للتحقيق، فهي أشبه بـ "قد" الداخلة على الماضي المذكورة في بابها من غيرها، فاعلمه). [رصف المباني:406 - 407]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:31 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الابتداء: وحروفه: "إنّ" وأخواتها إذا كفّت بـ"ما"، و"هل"، و"بل"، و"لكن"، و"حتّى" إذا وقعت بعدها جملةٌ، نحو: "إنّما" زيدٌ قائمٌ، و"هل" زيدٌ قائمٌ، و"ما" زيدٌ "لكن" عمرٌو قائمٌ، وأكلت السمكة "حتّى" رأسها مأكولٌ، و"ما" قام زيدٌ، "بل" عمرٌو قائمٌ). [التحفة الوفية: ؟؟]

حروف الاستفهام
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها الاستفهام:
وحروفه: "الهمزة"، و"هل"، و"أم" المتصلة.
وأمّا المنفصلة فمعناها الإضراب والاستفهام معاً، والإضراب إمّا إبطالٌ لما سبق، أو تركٌ له وأخذٌ في غيره). [التحفة الوفية: ؟؟]



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:33 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("هل"
حرف استفهام تدخل على الأسماء والأفعال، لطلب التصديق الموجب، لا غير، نحو: "هل" قام زيد؟ و"هل" زيد قائم؟ فتساوي "الهمزة" في ذلك.
وتنفرد "الهمزة"، بأنها ترد لطلب التصور، نحو: أزيد في الدار أم عمرو؟ ولذلك انفردت بمعادلة "أم" المتصلة، لأنها يطلب بها تعيين أحد الأمرين، و"هل" لا يطلب بها ذلك. وانفردت "الهمزة" أيضاً بأنها تدخل على المنفي، نحو {أليس الله بكاف عبده}،
{ألم نشرح لك صدرك}. ولا تدخل "هل" على منفي. وتفارق "الهمزة" "هل" في أمور أخر:
الأول: أن "الهمزة" ترد للإنكار، والتوبيخ، والتعجب، بخلاف "هل".
والثاني: أن "هل" قد يراد بالاستفهام بها النفي، نحو قولك: "هل" يقدر على هذا غيري، أي: "ما" يقدر. ويعين ذلك دخول إلا، نحو {وهل نجازي إلا الكفور}.
والثالث: أن "الهمزة" تتقدم على "فاء" العطف و"واوه" و"ثم"، بخلاف "هل". وقد تقدم ذكر هذا في الباب الأول.
والرابع: أن "الهمزة" لا تعاد بعد "أم"، وهل يجوز أن تعاد وألا تعاد. وقد اجتمع الأمان في قوله تعالى: {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل يستوي الظلمات والنور أم جعلوا}.
والخامس: أن "الهمزة" تدخل على "إن"، كقوله تعالى: {قالوا أإنك لأنت يوسف}، بخلاف "هل".
والسادس: أن "الهمزة" قد يليها اسم، بعده فعل، في الاختيار. نحو: أزيد قام؟ وأزيداً ضربت؟ وإن كان الأولى أن يليها الفعل بخلاف "هل" فإنها لا يتقدم الاسم بعدها على الفعل، إلا في الشعر.
ولذلك وجب النصب، في نحو: هي زيداً ضربته؟ في باب الاشتغال، وترجح بعد "الهمزة" ولم يجب.
والسابع: زعم بعضهم أن الفرق بين "الهمزة" و"هل" أن "الهمزة" لا يستفهم بها، إلا وقد هجس في النفس إثبات ما يستفهم بها عنه، بخلاف "هل" فإنه لا يترجح عنده لا النفي ولا الإثبات.

تنبيه
الأصل في "هل" أن تكون للاستفهام، كما ذكر. وقد ترد لمعان أخر:
الأول: النفي، وقد تقدم.
الثاني: أن تكون بمعنى "قد". ذكر هذا قوم من النحويين، منهم ابن مالك. وقال به الكسائي، والفراء، وبعض المفسرين، في قوله تعالى: {هل أتى عل الإنسان حين من الدهر} واستدل بعضهم، على ذلك، بقول الشاعر:
سائل فوارس يربوع، بشدتنا: ... أهل رأونا، يسفح القف، ذي الأكم
فالمعنى "أقد" رأونا. ويدل على ذلك دخول "الهمزة" عليها. وأنكر بعضهم مرادفة "هل" "لقد"، وقال يحتمل أن يكون "أهل" رأونا م الجمع بين أداتين لمعنى واحد، على سبيل التوكيد، كقوله: ولا للما بهم أبداً دواء بل الجمع بين "الهمزة" و"هل" أسهل لاختلاف لفظهما، ولأن أحدهما ثنائي. وقال بعضهم: إن أصل "هل" أن تكون بمعنى "قد" ولكنه لما كثر استعمالها في الاستفهام استغني بها عن "الهمزة". وفي كلام سيبويه ما يوهم ذلك، وهو بعيد.
الثالث: أن تكون بمعنى "إن". زعم بعضهم أن "هل" في قوله تعالى: {هل في ذلك قسم لذي حجر} بمعنى "إن". ولذلك يتلقى بها القسم، كما يتلقى "بإن". وهو قول ضعيف
الرابع: أن تكون للتقرير والإثبات. ذكره بعضهم، في قوله تعالى: {هل في ذلك قسم لذي حجر}، وفي قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان}. وذكر بعذ النحويين أن"هل" لم تستعمل للتقرير، وأن ذلك مما انفردت به "الهمزة".
الخامس: أن تكون للأمر، كقوله تعالى: {فهل أنتم منتهون}. فهذا صورته صورة الاستفهام، ومعناه الأمر، أي: انتهوا. والله أعلم). [الجنى الداني:341 - 346]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:34 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("هل"
"هل": حرف موضوع لطلب التّصديق الإيجابي دون التّصوّر، ودون التّصديق السلبي فيمتنع، نحو: "هل" زيدا ضربت؟ لأن تقديم الاسم يشعر بحصول التّصديق بنفس النّسبة، ونحو: "هل" زيد قائم "أم" عمرو؟ إذا أريد "بأم" المتّصلة، و"هل" لم يقم زيد؟
ونظيرها في الاختصاص بطلب التّصديق "أم" المنقطعة، وعكسهما "أم" المتّصلة.
وجميع أسماء الاستفهام فإنّهنّ لطلب التّصوّر لا غير، وأعم من الجميع "الهمزة" فإنّها مشتركة بين الطلبين.
وتفترق "هل" من "الهمزة" من عشرة أوجه:
أحدها: اختصاصها بالتصديق.
والثّاني: اختصاصها بالإيجاب، تقول: "هل" زيد قائم؟ ويمتنع: "هل" لم يقم؟ بخلاف "الهمزة"، نحو: {ألم نشرح}،{ألن يكفيكم}،{أليس الله بكاف عبده}،وقال:
ألا طعان ألا فرسان عادية ...
والثّالث: تخصيصها المضارع بالاستقبال، نحو: "هل" تسافر؟ بخلاف"الهمزة"، نحو: أتظنه قائما.
وأما قول ابن سيدة في شرح الجمل لا يكون الفعل المستفهم عنه إلّا مستقبلا فسهو، قال الله سبحانه وتعالى: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا}، وقال زهير:
فمن مبلغ الأحلاف عني رسالة ... وذبيان هل أقسمتم كل مقسم
والرّابع والخامس والسّادس: أنّها لا تدخل على الشّرط، ولا على "إن"، ولا على اسم بعده فعل في الاختيار بخلاف "الهمزة" بدليل: {أفإن مت فهم الخالدون}،{أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون}،{أئنك لأنت يوسف}،{أبشرا منا واحدًا نتبعه}.
والسّابع والثّامن: أنّها تقع بعد العاطف لا قبله، وبعد "أم"، نحو: {فهل يهلك إلّا القوم الفاسقون}، وفي الحديث: «وهل ترك لنا عقيل من رباع»، وقال:
ليت شعري هل ثمّ هل آتينهم ... أو يحولن دون ذاك حمام
وقال تعالى:{قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظّلمات والنور}.
التّاسع: أنه يراد بالاستفهام بها النّفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها "إلّا" في نحو: {هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان}، و"الباء" في قوله:
... ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
وصحّ العطف في قوله:
وإن شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معول
إذ لا يعطف الخبر الإنشاء.
فإن قلت قد مر لك في صدر الكتاب أن "الهمزة" تأتي لمثل ذلك، مثل: {أفأصفاكم ربكم بالبنين}، ألا ترى أن الواقع أنه سبحانه لم يصفهم بذلك، قلت: إنّما مر أنّها للإنكار على مدعي ذلك، ويلزم من ذلك الانتفاء لا أنّها للنّفي ابتداء، ولهذا لا يجوز أقام "إلّا" زيد، كما يجوز: "هل" قام "إلّا" زيد؟ {فهل على الرّسل إلّا البلاغ المبين}،{هل ينظرون إلّا السّاعة}.
وقد يكون الإنكار مقتضيا لوقوع الفعل على العكس من هذا وذلك إذا كان بمعنى ما كان ينبغي لك أن تفعل، نحو: أتضرب زيدا وهو أخوك؟
ويتلخص أن الإنكار على ثلاثة أوجه:
إنكار على من ادّعى وقوع الشّيء، ويلزم من هذا النّفي.
وإنكار على من أوقع الشّيء، ويختصان "بالهمزة".
وإنكار لوقوع الشّيء، وهذا هو معنى النّفي، وهو الّذي تنفرد به "هل" عن "الهمزة".
والعاشر: أنّها تأتي بمعنى "قد"، وذلك مع الفعل، وبذلك فسر قوله تعالى:{هل أتى على الإنسان حين من الدّهر}، جماعة منهم ابن عبّاس رضي الله عنهما والكسائيّ والفراء والمبرد، قال في مقتضبه: "هل" للاستفهام، نحو: "هل" جاء زيد؟ و"قد" تكون بمنزلة "قد"، نحو قوله جلّ اسمه: {هل أتى على الإنسان}، انتهى.
وبالغ الزّمخشريّ فزعم أنّها أبدا بمعنى "قد"، وأن الاستفهام إنّما هو مستفاد من "همزة" مقدرة معها، ونقله في المفصل عن سيبويه،
فقال وعند سيبويه أن "هل" بمعنى "قد"، إلّا أنهم تركوا "الألف" قبلها؛ لأنّها لا تقع إلّا في الاستفهام، و"قد" جاء دخولها عليها في قوله:
سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
انتهى.
ولو كان كما زعم لم تدخل إلّا على الفعل "كقد"، ولم أر في كتاب سيبويه رحمه الله ما نقله، إنما قال في باب عدّة ما يكون عليه الكلم ما نصه: و"هل" وهي للاستفهام، ولم يزد على ذلك.
وقال الزّمخشريّ في كشافه {هل أتى}، أي: "قد" أتى على معنى التّقرير والتقريب جميعًا، أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزّمان الطّويل الممتد لم يكن فيه شيئا مذكورا، بل شيئا منسيا نطفة في الأصلاب، والمراد بالإنسان الجنس بدليل: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفة}، انتهى.
وفسرها غيره "بقد" خاصّة، ولم يحملوا "قد" على معنى التّقريب، بل على معنى التّحقيق.
وقال بعضهم معناها التوقع، وكأنّه قيل لقوم يتوقعون الخبر عمّا أتى على الإنسان وهو آدم عليه الصّلاة والسّلام، قال والحين زمن كونه طينا، وفي تسهيل ابن مالك أنه يتعيّن مرادفة "هل" "لقد" إذا دخلت عليها "الهمزة"، يعني كما في البيت، ومفهومه أنّها لا تتعيّن لذلك إذا لم تدخل عليها، بل "قد" تأتي لذلك كما في الآية، و"قد" لا تأتي له، و"قد" عكس قوم ما قاله الزّمخشريّ، فزعموا أن "هل" لا تأتي
بمعنى "قد" أصلا، وهذا هو الصّواب عندي إذ لا متمسك لمن أثبت ذلك إلّا أحد ثلاثة أمور:
أحدها: تفسير ابن عبّاس رضي الله عنهما، ولعلّه إنّما أراد أن الاستفهام في الآية للتقرير، وليس باستفهام حقيقيّ، وقد صرح بذلك جماعة من المفسّرين، فقال بعضهم: "هل" هنا للاستفهام التقريري، والمقرر به من أنكر البعث، و"قد" علم أنهم يقولون: نعم "قد" مضى دهر طويل لا إنسان فيه، فيقال لهم فالّذي أحدث النّاس بعد أن لم يكونوا كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم، وهو معنى قوله تعالى: {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون}، أي: فهلا تذكرون فتعلمون أنه من أنشأ شيئا بعد أن لم يكن قادر على إعادته بعد عدمه. انتهى.
وقال آخر مثل ذلك، إلّا أنه فسر الحين بزمن التّصوير في الرّحم، فقال المعنى: ألم يأت على النّاس حين من الدّهر كانوا فيه نطفا، ثمّ علقا، ثمّ مضغا إلى أن صاروا شيئا مذكورا.
وكذا قال الزّجاج إلّا أنه حمل الإنسان على آدم عليه الصّلاة والسّلام، فقال المعنى: ألم يأت على الإنسان حين من الدّهر كان فيه ترابا وطينا إلى أن نفخ فيه الرّوح انتهى.
وقال بعضهم: لا تكون "هل" للاستفهام التقريري، وإنّما ذلك من خصائص "الهمزة"، وليس كما قال.
وذكر جماعة من النّحويين أن "هل" تكون بمنزلة "إن" في إفادة التوكيد والتّحقيق، وحملوا على ذلك:{هل في ذلك قسم لذي حجر}، وقدروه جوابا للقسم وهو بعيد.
والدّليل الثّاني: قول سيبويه الّذي شافه العرب وفهم مقاصدهم، وقد مضى أن سيبويه لم يقل ذلك.
والثّالث: دخول "الهمزة" عليها في البيت، والحرف لا يدخل على مثله في المعنى، وقد رأيت عن السيرافي أن الرّواية الصّحيحة "أم" "هل"، و"أم" هذه منقطعة بمعنى "بل" فلا دليل، وبتقدير ثبوت تلك الرّواية، فالبيت شاذ فيمكن تخريجه على أنه من الجمع بين حرفين لمعنى واحد على سبيل التوكيد، كقوله:
... ولا للما بهم أبدا دواء
"بل" الّذي في ذلك البيت أسهل؛ لاختلاف اللّفظين، وكون أحدهما على حرفين فهو كقوله:
فأصبح لا يسألنه عن بما به ... أصعد في علو الهوى أم تصوبا ).
[مغني اللبيب: 4 / 324 - 345]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:36 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الثاني: في الحروف الثنائية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثاني: في الحروف الثنائية وهي التي كل واحدٍ منها على حرفين من حروف الهجاء بالوضع، واعلم أن جماعة لم تتعرض لها وهم أكثر النحاة ومنها طائفة لم يتعرضوا لها عند عدهم الحروف ونبهوا عليها في أماكن أخرى، ونحن نأتي إن شاء الله تعالى على عدّ جميعها ونذكر في كل واحد منها ما يليق ذكره بهذا التعليق، ونستمد من الله سبحانه حسن التوفيق، فنقول: إن جملة الحروف الثنائية التي اسقصينا حصرها ثلاثون حرفًا منها ما لم تجر عادتهم بذكره بين الحروف وهي ستة: "النون" الشديدة للتأكيد، و"الألف" و"النون" في نحو: يفعلان الزيدان، وتفعلان المرأتان، و"الواو" و"النون" في: يفعلون الزيدون إذا أسندت إلى الظاهر المرتفع بعدهما بالفاعلية على لغة أكلوني البراغيث، أي: قول من يجعل هذه العلامة للدلالة على نوعية الفاعل "كتاء" التأنيث الدالة على تأنيثه، ولفظة "نا"، و"كم"، و"ها"، الملحقة "بأيا" ضمير النصب المنفصل على رأي سيبويه في جعل المردفات حروفًا دالة على التفريع فإذا طرحنا هذه الستة بقي جميع الحروف المتداولة بين النحاة أربعة وعشرون حرفًا، وهي على حالتين كما قدمناه، فإنها إمَّا أن تكون حروفًا محضة، أي: تقع في جملة مواقعها وقاطبة استعمالاتها إلا حروفًا، وإمَّا أن تكون مشتركة بين الاسمية والحرفية، ولا يجوز أن يشارك الحرف الثنائي شيئَا من الأفعال لما تقدم من أنه لم يوضع فعل على أقل من ثلاثة أحرف أصول، فلذلك وضعنا هذا الباب أيضًا على نوعين: ملازم لمحض الحرفية، وغير ملازم، والله الموفق).[جواهر الأدب: 85]


النوع الأول: الحروف المحضة التي لا تشارك شيئًا من القسمين الآخرين
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الأول: الحروف المحضة التي لا تشارك شيئًا من القسمين الآخرين وهي ثمانية عشر حرفًا، وذكرها على مقتضى الترتيب الطبيعي والاصطلاحي هو هكذا "آ" "أو" "أم" و"إن" و"أن" و"أو" و"أي" و"إي" و"بل" و"في" و"كي" و"لا" و"لم" و"لن" و"لو" و"من" و"هل" و"وا" و"ما" ونحن نذكر كل واحدٍ من هذه الحرف في فصل مفرد على هذا الترتيب المذكور ونذكر في كل فصل منها ما نرى ذكره لائقًا بذلك الموضع مستمدين من الله سبحانه ولطفه حسن التوفيق ومتوكلين على كرمه في إصابة الحق بالتحقيق إن شاء الله تعالى).[جواهر الأدب: 85 - 86]

الفصل السادس عشر: "هل"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل السادس عشر: من النوع الأول من الحروف الثنائية المحضة هو "هل" وهي من الحروف المحضة الهاملة لدخولها على الجملتين وهي فرع على "الهمزة" أما "أو" لا فلأن "الهمزة" تدخل الجملة مطلقًا نحو: أزيد قام، وأقام زيد، وأزيد قائم، وأقائم زيد، بخلاف "هل"، فإنها لا تدخل على الاسمية والخبر فعل، فلا يقال: "هل" زيد قام؛ لأنها في أصل الوضع بمعنى "قد"، ثم لكثرة استعمال "الهمزة" معها اكتسبت الاستفهام منها، فحذفت "الهمزة"، وكثر استعمالها للاستفهام حتى صارت من أدواته ولم تستعمل بمعنى "قد" إلا قليلًا، ومنه قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، أي: "قد" أتى، وقول الشاعر:
سائل فوارس يربوع بشدتنا ..... أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
أي: "قد"، لئلا يجتمع أداتا استفهام، وقد تختص بالفعل، فإذن لهل جهتان، فوجب دخولها، إمَّا على الاسمية لزوال معنى "قد"، وعورض الاستفهام بها، أو الفعلية كما كانت في الأصل، ولا تدخل الاسمية والخبر فعل؛ لأن الفعل إذا لم يذكر تسلمت عنه ونسيته، وإذا ذكر لم تصطبر عن "الألف" مع الفاصلة لتحننها إليه، وفي معناه قول مجنون ليلى:
ءاترك ليلى ليس بني وبينها ..... سوى ليلة إني إذا الصبور
وأما ثانيًا: فلأن "الهمزة" يطلب بها التصديق بوقوع النسبة الحكمية نحو: أقام زيد، في الفعلية، وأزيد قائم في الاسمية، وتصور المستفهم عنه بها، أي: اداركه، كتصور النسبة من حيث هي مع قطع النظر عن أنها واقعة أو غير واقعة، وفسر بعضهم التصور بإدراك غير النسبة فيلزم منه أن لا يكون تصورها تصورًا وليس كذلك، ونحو: أرجل في الدار أم امرأة لتعيين المسند إليه، وأفي الدار زيد أم في السوق لتعيين المسند بخلاف "هل"، فإنها إنما يطلب بها التصديق فقط نحو: "هل" قام زيد، و"هل" عمرو منطلق.
وأما ثالثًا: فلأن "الهمزة" تدخل على الفعل المضارع سواء كان بمعنى الحال أو الاستقبال بخلاف "هل"، فإنها لا تدخل على المضارع مع قرينة الحال سواء عمل في جملة حالية أم لا؛ لأن "هل" تخصص المضارع بالاستقبال "كالسين" و"سوف"، فيصح: أتؤذي جارك، وأنت تريد إنكار الإيذاء الصادر منه حال الخطاب، ومنه قوله تعالى: {أتقولون على الله ما لا تعلمون}، وأتضرب زيدًا وهو أخوك، مع وجود القرينة اللفظية، وهي تقييد بالجملة الحالية، ومنه قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}، ولا يصح ذلك "بهل"، واتفاق النحاة على صحة مثل، ستبصر الهلال مشرقًا، وسوف يحمر اليسر مونقًا، وورد قوله تعالى: {سيدخلون جهنم داخرين}، و{إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين}، ونحوه يشهد بفساد ما عضده بعضهم من أن امتناع هذا ونحو بسبب أن الفعل المستقبل لا يجوز تقييده بالحال، وإعماله فيها.
قال بعضهم: وكان ها الوهم إنما نشأ له من سماعه قول النحاة: إن الجملة الحالية يجب تجريدها عن علم الاستقبال فحكم بامتناع "هل" تكرم زيدًا وقد عاداك؟ وإن لم يكن واقعًا على الإنكار، ولم يفرق بين اشتراط تجرد الحالية وبين اشتراط تجرد العامل فيها، وهذا كله يدل على أن "الهمزة" أعم تصرفًا فثبت أن "هل" فرع متطفل عليها.
فائدة: لتكميل العائدة ليعلم أن مطالب العلوم ضربان:
أصول أمهات: تقوم مقام غيرها ولا يقوم غيرها مقامها، وفروع متولدة منها ناشئة عنها
فالأول: "ما"، و"هل"، و"أي"، و"لم".
والثاني: ما عداها من كلمات الاستفهام فمنها ما يطلب به تارة شر مفهوم الشيء، أي: معرفة اسمه وظاهره، فإذا قيل: "ما" الإنسان مثلًا بحسب الرسم، أجيب بطويل القامة ماش على القدمين، ونحوه ويسمى اسمه كذلك، وتارة شرح حقيقية الشيء وماهيته فيجاب بأصناف القول في جواب ما هو بالحد حقيقة، وبالرسم توسعًا أو اضطرارًا وتسمى حقيقة، و"هل" يسأل بها تارة عن وجود الشيء وتحققه نحو: "هل" هو موجود، وتسمى بسيطة لبساطة المسؤول عنه بها، وتارة عن اتصاف ذلك بصفة وثبوتها له، وتسمى مركبة لتركب المسؤول عنه بها من وجودين وجوده في ذاته، ووجود الصفة له، ولا يسأل بهذا إلا بعد السؤال بما الحقيقة ولا بهذه إلا بعد السؤال بهل البسيطة، ولا بهذه إلا بعد السؤال بما الاسمية لتقدم تصور اسم الشيء، ورسمه على الحكم بوجوده وتحققه وماهيته، وتقدم تصورها على الحكم باتصافه بصفة، فيسأل هكذا ما شرح الإنسان، ثم "هل" هو موجود أم لا، ثم "ما" حقيقته، ثم "هل" هو متصف بصفة أم لا فيجاب أولًا بأنه عريض الأظفار مثلًا، وثانيًا بأنه موجود أو معدوم.
وثالثًا: بأنه إمَّا طويل أو قصير.
ورابعًا: بأنه عالم أو جاهل، فعلم مما قررنا معنى قولهم: "هل" البسيطة تقع بين مطلبي "ما" و"ما" الحقيقية بين مطلبي "هل"، واتضح أيضًا معنى قولهم: "ما" تستعمل في التصورات، و"هل" في التصديقات، و"أي" يطلب بها تمييز ما عملت مشاركته لآخر سواء كانت في النسبة نحو: "أي" شيء هو، ومنه قوله تعالى: {أي الفريقين خيرٌ مقامًا}، أي: أنحن أم أصحاب محمد، وتجاب بالمميز بالفصل إن كانت المشاركة في الذاتيات والخاصة إن كانت في العوارض، ولم يطلب به علة نسبة طرفي النتيجة، أما المحمول إلى الموضوع أو المقدم إلى التالي أو أحد جزئي المنفصلة إلى الآخر، وقد يطلب "بلم" علة الحكم في نفس الأمر، أما مطلقًا نحو: "لم" كانت الحركة موجودة أو مقيدة محال، نحو: "لم" كانت سريعة، ولهذا جعلوا مطلب "أي" كما في التصورات، ومطلب "لم" "كهل" في التصديقات، وهذا أحسن ما يحقق في هذا المقام وأبين ما يدقق لنيل المرام، وجعل بعضهم "أيا" متفرعًا على "هل"، وقال أصول المطالب اثنان: "ما"، و"هل"، وغيرهما متفرع عليهما للاستغناء بهما عنهما من غير عكس، وبقية الأبحاث منوطة بعلمه). [جواهر الأدب: 140 - 142]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:38 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



(فصل) "هل"

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "هل":
استفهام عن الحكم لا المحكوم عليه، كقولك: "هل" قام زيد، و"هل" زيد قام؟ فالسؤال عن حصول القيام المحكوم به على زيد، ولا يجوز "هل" زيدًا ضربت؟ لأن تقدم الاسم مشعر حينئذٍ بأن الضرب واقع، وإنما السؤال عن محل الضرب لا عن الضرب، ولا يجوز: "هل" زيد قام أم عمرو؟ لأن السؤال حينئذٍ عن حقيقة القائم، وأما القيام فهو واقع، وأم موضوعة للسؤال عن تصور المحكوم عليه لا عن الحكم، ولأجل هذا قلنا: "هل" لا تعادل "أم"، وإنما تعادل "أو".
وأما "الهمزة" فإنها تصلح في الاستفهام عن الحكم وعن المحكوم به كقولك: أقام زيد "أم" عمرو؟ وكقولك: أقام زيد "أو" عمرو؟ وسائر أدوات الاستفهامات إنما تصلح للسؤال عن حقيقة المحكوم عليه.
ومختصر القول: أن "هل" موضوعة للاستفهام عن التصديق والإيجاب الذي هو معرفة المركبات، الذي هو إسناد الحكم إلى المحكوم عليه وسائر الأدوات غير "الهمزة" موضوعة للتصور الذي هو معرفة حقائق المفردات التي هي محكوم عليها، و"الهمزة" صالحة للأمرين.
ولها مع الاستفهام أربعة معان:
أحدها: النفي، كقوله تعالى: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}، وقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، وقوله تعالى: {فهل على الرسل إلا البلاغ}، قال الفرزدق:
هل ابنك إلا ابنٌ من الناس فاصطبر .... فلن يرجع الموتى حنين المآتم
وقال ابن قيس الرقيات:
لا بارك الله في الغواني هل .... يصبحن إلا لهن مطلبُ
الثاني: تكون بمعنى "إن" في التوكيد والتحقيق، ذكره جماعة من النحويين وحملوا عليه قوله تعالى: {هل في ذلك قسم لذي حجر}، قال ابن هشام وهو بعيد.
الثالث: تكون بمعنى "قد"، وبذلك فسر قوله سبحانه: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، جماعة منهم ابن عباس، والكسائي والفراء، والمبرد رضي الله تعالى عنهم، وبالغ الزمخشري فزعم أنها تأتي أبدًا بمعنى "قد" وأن الاستفهام بها إنما هو مستفاد من "همزة" مقدرة معها، ونقله في المفصل عن سيبويه واحتج لدخولها عليها وأنشد قول الشاعر:
سائل فوارس يربوع بشدتنا .....أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
وأنكر ابن هشام ما نقله عن سيبويه، وادعى أن الموجود في كتاب سيبويه خلافه، كما زعم.
وعكس قوم مقالة الزمخشري فزعموا أنها لا تأتي بمعنى "قد"، قال ابن هشام: وهو الصواب عندي؛ إذ لا متمسك لمن أثبت ذلك إلا أحد ثلاثة أمور:
أحدها: تفسير ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ولعله إنما أراد أن الاستفهام في الآية للتقرير، وليس باستفهام حقيقي، وقد صرح بذلك جماعة من المفسرين قال بعضهم: "هل" هنا للاستفهام التقريري، والمقرر به: من أنكر البعث، وقد علم أنهم يقولون: نعم قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه، فيقال: والذي أحدث الإنسان بعد أن لم يكن كيف يمتنع عليه إعادته بعد موته.
والدليل الثاني: نص سيبويه الذي شافه العرب وفهم مقاصدهم وقد مضى أن سيبويه لم يقل ذلك، وإنما قال في عدة ما يكون الكلم ما نصه: و"هل" وهي للاستفهام، ولم يزد على ذلك.
والدليل الثالث: البيت المذكور، والرواية الصحيحة:
أم هل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
و"أم" هذه منقطعة بمعنى: "بل"، فلا دليل فيه، وبتقدير ثبوته: فالبيت شاذ لاجتماع حرفين بمعنى واحد كقوله:
ولا للمابهم أبدًا دواءُ
والذي يظهر في البيت أسهل لاختلاف اللفظين، وفي تسهيل ابن مالك: أنه تعين مرادفة "هل" "لقد" إذا دخلت عليها "الهمزة" يعني كما في البيت، ومفهوم كلامه: أنها لا تتعين عند عدم "الهمزة"، بل قد تأتي لذلك والله أعلم.
الرابع: التمني، وحمل عليه قوله تعالى حكاية عن الكفار: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} ). [مصابيح المغاني: 506 - 510]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
اطلب بهل تصديق موجب ولا ..... تطلب به تصورًا إذ حُظلا
يا ليت شعري هل أرى ما وعدا
..... من قبل أن يغتالني وشك الردى
وهو بمعنى قد أتى وليس في
..... ذلك أصلًا في الأصح الأعرف
وإن تلا الهمزة فابن مالك
..... يقول فيه لا غنى عن ذلك
يا عين كُفي عن هوى الحسان
..... فهل أتى الدمع على الإنسان
سائلهم صاح وهم بي أبصر ..... أهل رأوني في جفاهم أصبر).
[كفاية المعاني: 270]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة