العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 06:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا}
المعنى: من كان يريد الدنيا العاجلة، ولا يعتقد غير هذا، ولا يؤمن بآخرة، فهو يفرغ أمله ومعتقده للدنيا، فإن الله تعالى يعجل لمن يريد من هؤلاء ما يشاء هذا المريد، أو ما يشاء الله تعالى -على قراءة من قرأ: "نشاء" بالنون وقوله سبحانه: {لمن نريد} شرط كاف على القراءتين، ثم يجعل الله تعالى جهنم لجميع من يريد العاجلة -على جهة الكفر- من أعطاه فيها ما يشاء ومن حرمه. قال أبو إسحاق الفزاري: لمن نريد هلكته. وقرأ الجمهور: "نشاء" بالنون، وقرأ نافع أيضا: "يشاء" بالياء. و"المدحور": المهان المبعد المذلل المسخوط عليه). [المحرر الوجيز: 5/457]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومن أراد الآخرة} الآية. المعنى: ومن أراد الآخرة إرادة يقين بها وبالله وبرسالته.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذلك كله مرتبط بتلازم.
ثم شرط في مريد الآخرة أن يسعى لها سعيها، وهو ملازمة أعمال الخير وأقواله على حكم الشرع وطرقه، فأولئك يشكر الله سعيهم، ولا يشكر الله عملا ولا سعيا إلا أثاب عليه وغفر بسببه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرجل الذي سقى الكلب العاطش، فشكر الله له، فغفر له). [المحرر الوجيز: 5/458]

تفسير قوله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كلا نمد} الآية. نصب "كلا" بـ "نمد". وأمددت الشيء إذا زدت فيه من غير نوعه، ومددت إذا زدت فيه من نوعه، وقيل: هما بمعنى واحد، يقال: مد وأمد. و"هؤلاء" بدل من "كلا"، فهو في موضع نصب. وقوله تعالى: {من عطاء ربك} يحتمل أن يريد: من الطاعات لمن يريد الآخرة، والمعاصي لمن يريد العاجلة، وروي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويحتمل أن يريد بالعطاء رزق الدنيا، وهذا هو تأويل الحسن بن أبي الحسن وقتادة، أي إن الله تبارك وتعالى يرزق في الدنيا مريدي الآخرة المؤمنين، ومريدي العاجلة من الكافرين، ويمدهم بعطائه منها، وإنما يقع التفاضل والتباين في الآخرة، ويتناسب هذا المعنى مع قوله سبحانه: {وما كان عطاء ربك محظورا}، أي إن رزقه في الدنيا لا يضيق عن مؤمن ولا كافر وقلما تصلح هذه العبارة لمن يمد بالمعاصي التي توبقه.
و "المحظور": الممنوع). [المحرر الوجيز: 5/458]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض} آية تدل دلالة على أن العطاء في
[المحرر الوجيز: 5/458]
الآية التي قبلها هو الرزق، وفي ذلك يترتب أن ينظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى تفضيل الله تبارك وتعالى لبعض على بعض في الرزق ونحوه من الصور والشرف والجاه والحظوظ، وبين أن يكون التفضيل الذي ينظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن أعطى الله قوما الطاعة المؤدية إلى الجنة، وأعطى آخرين الكفر المؤدي إلى النار، وهذا قول الطبري، وهذا إنما هو النظر في تفضيل فريق على فريق، وعلى التأويل الآخر فالنظر في تفضيل شخص على شخص من المؤمنين ومن الكافرين كيفما قرنتهما. ثم أخبر عز وجل أن التفصيل الأكبر إنما يكون في الآخرة، وقوله: {أكبر درجات} ليس في اللفظ: "من أي شيء" لكنه في المعنى -ولا بد- أكبر درجات من كل ما يضاف بالوجود أو بالفرض إليها، وكذلك قوله تعالى: {وأكبر تفضيلا}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ورأى بعض العلماء أن هذه الدرجات والتفضيل إنما هو فيما بين المؤمنين، وأسند الطبري في ذلك حديثا نصه: "إن بين أعلى الجنة وأسفلها درجة كالنجم يرى في مشارق الأرض ومغاربها".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
قيل: وقد رضى الله الجميع فما يغبط أحد أحدا ولا يتمنى ذلك بدلا). [المحرر الوجيز: 5/459]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 04:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 04:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها مذمومًا مدحورًا (18) ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا (19)}
يخبر تعالى أنّه ما كلّ من طلب الدّنيا وما فيها من النّعيم يحصل له، بل إنّما يحصل لمن أراد الله ما يشاء.
وهذه مقيّدةٌ لإطلاق ما سواها من الآيات فإنّه قال: {عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها} أي: في الآخرة {يصلاها} أي: يدخلها حتّى تغمره من جميع جوانبه {مذمومًا} أي: في حال كونه مذمومًا على سوء تصرّفه وصنيعه إذ اختار الفاني على الباقي {مدحورًا}: مبعدًا مقصيًّا حقيرًا ذليلًا مهانًا.
قال الإمام أحمد: حدثنا حسين، حدثنا ذويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 62-63]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن أراد الآخرة} أي: أراد الدّار الآخرة وما فيها من النّعيم والسّرور {وسعى لها سعيها} أي: طلب ذلك من طريقه وهو متابعة الرّسول {وهو مؤمنٌ} أي: وقلبه مؤمنٌ، أي: مصدّقٌ بالثّواب والجزاء {فأولئك كان سعيهم مشكورًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

تفسير قوله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلًّا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورًا (20) انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلًا (21)}
[يقول تعالى: {كلا} أي كلّ واحدٍ من الفريقين الّذين أرادوا الدّنيا والّذين أرادوا الآخرة، نمدّهم فيما هم فيه {من عطاء ربّك} أي: هو المتصرّف الحاكم الّذي لا يجور، فيعطي كلًّا ما يستحقّه من الشّقاوة والسّعادة ولا رادّ لحكمه ولا مانع لما أعطى، ولا مغيّر لما أراد؛ ولهذا قال: {وما كان عطاء ربّك محظورًا} أي: ممنوعًا، أي: لا يمنعه أحدٌ ولا يردّه رادٌّ.
قال قتادة: {وما كان عطاء ربّك محظورًا} أي: منقوصًا.
وقال الحسن وابن جريجٍ وابن زيدٍ: ممنوعًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ} في الدّنيا، فمنهم الغنيّ والفقير وبين ذلك، والحسن والقبيح وبين ذلك، ومن يموت صغيرًا، ومن يعمّر حتّى يبقى شيخًا كبيرًا، وبين ذلك {وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا} أي: ولتفاوتهم في الدّار الآخرة أكبر من الدّنيا؛ فإنّ منهم من يكون في الدّركات في جهنّم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدّرجات العلى ونعيمها وسرورها، ثمّ أهل الدّركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أنّ أهل الدّرجات يتفاوتون، فإنّ الجنّة مائة درجةٍ ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض. وفي الصّحيحين: "إنّ أهل الدّرجات العلى ليرون أهل علّيّين، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السّماء" ؛ ولهذا قال تعالى: {وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا}]).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 63]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة