العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (100) إلى الآية (101) ]

{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100) وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)}

قوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورًا رحيمًا}
{مراغمًا}
- قراءة الجماعة {مراغمًا} بضم الميم وألف بعد الراء، وهو اسم مكان، ومعناه: متحولًا ومذهًبا.
- وقراءة الجراح ونبيح والحسن بن عمران، والواقدي عن عباس الضبي عن أصحابه (مرغمًا) على وزن مفعل مثل مذهب.
قال ابن جني: «ينبغي أن يكون هذا إنما جاء على حذف الزيادة من «راغم»، فعليه جاء مرغم كمضرب من ضرب، ومذهب من ذهب...».
{كثيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مهاجرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{ثم يدركه}
- قراءة الجمهور {... يدركه...} بالجزم طفا على فعل الشرط «يخرج».
[معجم القراءات: 2/140]
- وقرأ النخعي وطلحة بن مصرف أو طلحة بن سليمان، أو هما معًا (... يدركه...) برفع الكاف على أنه خبر مبتدأ محذوف: ثم هو يدركه، وذلك على الاستئناف.
- وقرأ الحسن بن أبي الحسن «البصري» ونبيح والجراح وقتادة (يدركه) بنصب الكاف على إضمار «أن» بعد ثم، وهو مذهب الكوفيين.
قال ابن جني: «هذا ليس بالسهل، وإنما بابه الشعر لا القرآن».
وقال الأزهري في شرح التصريح: «وهذه القراءات لم يثبت البصريون بها حكمًا لندورها» ). [معجم القراءات: 2/141]

قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ تَقْصُرُوا) مشددة ابْن مِقْسَمٍ، وبالياء هكذا الحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون خفيف بالتاء، وهو الاختيار؛ لأنه الأشهر قصر بقصر). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوًّا مبينًا}
{أن تقصروا}
- قراءة الجمهور «أن تقصروا» بفتح التاء من «قصر»
- وقرأ ابن عباس والضبي عن رجاله (أن تقصيروا) بضم التاء من «أقصر» الرباعي.
- وقرأ الزهري: (أن تقصروا) بتشديد الصاد من «قصر» المضعف.
[معجم القراءات: 2/141]
- وروي عباس عن القاسم (أن تفصروا) بالفاء من «أفصر».
ولم أجد لهذا معنى، وقد أهمل هذه المادة صاحب اللسان والجوهري، وذكرها صاحب القاموس، والتكملة، وكذا في التاج.
ولعل صواب القراءة (أن تقصروا) بالقاف من أقصر، فتكون هي المتقدمة عن ابن عباس!!
{الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/ 43 من هذه السورة.
{أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم}
- قرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (أن تقصروا من الصلاة أن يفتنكم...) بإسقاط {إن خفتم}، وأن يفتنكم: مفعول من أجله من حيث المعنى أي: مخافة أن يفتنكم، وثبت في مصحف عثمان {إن خفتم}.
{إن خفتم}
- أخفي أبو جعفر النون في الخاء.
{الكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة، وانظر الآية/ 100 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 2/142]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (102) إلى الآية (104) ]

{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)}

قوله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فلتقم" بكسر اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم أبو عمرو بخلفه "ولتأت طائفة" ومثله يعقوب كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ترقيق راء "حذرهم" للأزرق وإمالة "مرضى" ويرضى و"للكافرين" و"الناس" وتغليظ لام "الصلاة" وإصلاح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن يهاجر في سبيل الله}
{حذرهم} [102] و{حذركم} ترقيق رائهما لورش، وهو المأخوذ به لمن قرأ بما في التيسير ونظمه). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتهم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابًا مهينًا}
{فيهم}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {فيهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء.
{الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/ 43 من هذه السورة.
{فلتقم}
- قراءة الجماعة {فلتقم} بسكون اللام، فحذفت الكسرة منها لثقلها.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ويحيى (فلتقم) بكسر اللام، وهو الأصل.
- وذكر ابن خالويه أن الحسن ويحيى قرآ: (فليقم) بكسر اللام، وجاءت القراءة بالياء، ولعله تصحيف عن القراءة السابقة، وأن صوابه بالتاء من فوق.
{وليأخذوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (ولياخذوا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وبالإبدال في الوقف جاءت قراءة حمزة.
- والباقون على القراءة بالهمز.
[معجم القراءات: 2/143]
{ولتأت}
- قراءة الجماعة {ولتأت} بالتاء على تأنيث الطائفة.
- وقرأ أبو حيوة (وليأت) بالياء على تذكير الطائفة، على معنى القوم.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (ولتات) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وقراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{ولتأت طائفة}
- قال ابن خالويه: (ولتأتي طايفة) بالياء القاسم بن عبد الواحد عن ابن كثير» كذا جاءت مرسومة في مختصره، وهل يعني الياء في (تأتي) أو في (طايفة) أو هما معًا؟ كل هذا محتمل.
أما في تأتي: فالجزم على حذف الحركة.
وأما الياء في (طايفة) فهو على تسهيل الهمزة.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه ويعقوب بإدغام التاء في الطاء.
قال في الإتحاف: «واختلف في «ولتأت طائفة» لمانع الجزم، لكن قوي الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء، ورواه الداني والأكثرون بالوجهين».
{أخرى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والأعمش وابن ذكوان
[معجم القراءات: 2/144]
من طريق الصوري.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{حذرهم}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{عن أسلحتكم وأمتعتكم}
- قرأ عباس هذين اللفظين باختلاس الكسر.
- والباقون على الكسر الخالص.
{وأمتعتكم}
- قراءة الجمهور {وأمتعتكم} جمع تكسير، والجر عطفًا على ما قبله.
- وقرأ سعيد بن جبير (وأمتعاتكم) على الجمع السالم، وهو شاذ، وهو جمع الجمع كما قالوا: أعطيات في أعطية جمع عطاء.
{فيميلون}
- قراءة الجماعة {فيميلون} بإثبات النون.
- وقرأ أبي بن كعب (فيميلوا) منصوبًا، فحذفت منه النون.
قال الفراء: «ولذلك قال في قراءة أبي (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا) رده على تأويل: ودوا أن تفعلوا، فإذا رفعت {فيميلون} رددت على تأويل لو...».
{ولا جناح عليكم}
- روي عن أبي عمرو خلاف في إدغام الحاء في العين، وتقدم مثل هذا في الآية/ 158 من سورة البقرة.
{أذى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 222 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/145]
{مرضى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 43 من هذه السورة.
{حذركم}
- ترقيق الراء فيه عن الأزرق وورش، كالذي تقدم في {حذرهم} قبل قليل.
{للكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 2/146]

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اطمأننتم} [103] إبداله للسوسي لا يخفى {وهو} [108] كذلك). [غيث النفع: 526] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}
{الصلاة... الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام عن الأزرق وورش في الآية/ 43 من هذه السورة.
{اطمأننتم}
- قرأ أبو جعفر وورش والسوسي والأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه والأعمش بإبدال الهمزة ألفًا (اطماننتم).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز.
{المؤمنين}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/146]

قوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا}
{ولا تهنوا}
- قراءة الجماعة {ولا تهنوا} بكسر الهاء من وهن يهن، أي ضعف.
- وقرأ الحسن (ولا تهنوا) بفتح الهاء، والفتح هنا كالفتح في دال «يدع» من أجل حرف الحلق، أو هو من وهن.
[معجم القراءات: 2/146]
- وقرأ عبيد بن عمير (ولاتهانوا) من الإهانة، نهوا عن أن يقع منهم ما يترتب عليه إهانتهم من كونهم يجنون على أعدائهم (فيهاونون...).
{إن تكونوا}
- قراءة الجماعة {إن تكونوا...} بكسر الهمزة على الشرط.
- وقرأ عبد الرحمن الأعرج: (أن تكونوا...) بفتح الهمزة مفعولًا له.
قال ابن جني: «... أي لا تهنوا لأنكم تألمون كقولك: لا تجبن عن قرنك لخوفك منه...)
{تألمون... يألمون}
- قرأ محمد بن السميفع ومنصور بن المعتمر (تئلمون... تئلمون)، بكسر التاء والهمز فيهما.
- وقرأ ابن وثاب ومنصور بن المعتمر (تيلمون... تيلمون) بكسر تاء المضارعة، وتسهيل الهمز فيهما، وهي لغة.
- وفي شرح التسهيل: (فإنهم يئلمون كما تئلمون) بكسر الياء والتاء، قراءة يحيى ابن وثاب.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش والأزرق والأصبهاني (تالمون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف، بالإبدال.
[معجم القراءات: 2/147]
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{فإنهم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{يألمون}
- قراءة الجماعة {يألمون}.
- وقراءة أبي عمرو وأبي جعفر والسوسي وورش والأزرق والأصبهاني (يالمون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- ومثلهم في الوقف قراءة حمزة.
- وتقدم هذا في {تألمون}.
- وقرأ ابن وثاب ومنصور بن المعتمر (يئلمون) بالياء المكسورة والهمز.
- وقرأ ابن وثاب (ييلمون) بكسر الياء، وقلب الهمز ياء.
وكسر الياء مرغوب عنه لثقله). [معجم القراءات: 2/148]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (105) إلى الآية (109) ]

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)}

قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا}
{الكتاب بالحق}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء وبالإظهار.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{لتحكم بين الناس}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن ويعقوب (لتحكم بين...) بإدغام الميم في الباء، كذا ذكر بعض المتقدمين، والصواب أنه إخفاء؛ إذ تسكن الميم عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة.
[معجم القراءات: 2/148]
قال النحاس: «وروي عن الحسن وأبي عمرو أنهما أدغما الميم في الباء، ولا يجيز ذلك النحويون لأن في الميم غنة».
{بين الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{أراك}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش
- وبالفتح قرأ الباقون، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/149]

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106)}

قوله تعالى: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)}

قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اطمأننتم} [103] إبداله للسوسي لا يخفى {وهو} [108] كذلك). [غيث النفع: 526] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطًا}
{من الناس}
- انظر الآية السابقة/ 105 ففيها الإحالة على ما سبق.
{وهو}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{يرضى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/149]

قوله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَا أَنْتُمْ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ها أنتم} [109] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم اختلافهم في "ها أنتم" قريبا بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هاانتم هؤلاء} [109] تقدم تقريبًا). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا}
{ها أنتم هؤلاء}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية/ 66 من سورة آل عمران.
[معجم القراءات: 2/149]
{جادلتم عنهم... يجادل الله عنهم}
- قراءة الجماعة {عنهم... عنهم} على الجمع في الموضعين، أي عن أهل الريب والمعاصي، وهو أبو طعمة وذووه.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب (عنه... عنه) على المفرد في الموضعين، أي عن أبي طعمة.
وقصة أبي طعمة، وهو رجل من الأنصار، أنه سرق درعًا وجعله في غرارة دقيق، وكان فيه خرق فانتشر الدقيق من مكان سرقته إلى منزله، فظن أنه سارق الدرع، وحيص في أمره، فمضي بالدرع إلى يهودي، فأودعها عنده ثم صار إلى قومه، ثم تتبعوا أثر الدرع فعلم أنها عند اليهودي، وأنه سارقها، فجاء قوم أبي طعمة إلى النبي صلي الله عليه وسلم، وسألوه أن يعذره عند الناس، وأعلموه أن اليهودي صاحب الدرع، فهم النبي صلي الله عليه وسلم بذلك، فأوحي إليه الله، وعرفه قصة أبي طعمة، وأعلمه أنه خائن...، فهرب إلى مكة، وارتد عن الإسلام، ثم سقط عليه حائط فقتله!...
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه في سورة البقرة، انظر الآيتين/ 85، 114.
{عليهم}
- تقدم ضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/150]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (110) إلى الآية (112) ]

{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)}


قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا}
{سوءًا}
- قراءة حمزة في الوقف بالنقل والإدغام.
- وكذا هشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 2/150]

قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)}

قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا}
{يكسب}
- قراءة الجماعة {يكسب} بكسر السين خفيفة.
- وقرأ معاذ بن جبل (يكسب) بكسر الكاف وشد السين، وأصله يكتسب.
قال ابن خالويه: «تقديره يكتسب، ثم يدغم، ويكسر الكاف لالتقاء الساكنين، مثل: يهدي».
{خطيئةً}
- قرأ الزهري (خطية)، وذلك بإبدال الهمزة ياء ثم إدغامها في الياء، وهو قياس تخفيفها.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء، ثم يدغم الياء في الياء.
وجاء في النشر: أنه حكي فيه وجه آخر، وهو تسهيل الهمزة بين بين، ذكره الحافظ أبو العلاء، وهو عند صاحب النشر ضعيف.
{بريئًا}
- الحكم في الوقف عند حمزة كالذي تقدم في {خطيئة}.
- إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء.
وصورة القراءة: (بريًّا).
- وذكر النيسابوري هذا قراءة ليزيد والشموني.
- وروي عن حمزة تسهيل الهمزة بين بين أيضًا في الوقف). [معجم القراءات: 2/151]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ الآية (113) ]

{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}

قوله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عظيما} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب للأكثر، وعند بعضهم {بين الناس} [114] بعده). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفةٌ منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا}
{لهمت طائفةٌ} أجمع السبعة على إدغام التاء في الطاء، وتقدم مثل هذا في الآية/ 123 من سورة آل عمران في {همت طائفتان}.
قال الأصبهاني: «... وعلى هذا إجماع القراء وكلام العرب، ولا ننظر إلى قول من أظهر منه شيئًا في القرآن في رواية شاذة بعيدة غير صحيحة، وإنما الاعتماد على ما أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه، والله أعلم».
{من شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20، 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (114) إلى الآية (115) ]

{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)}

قوله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {فَسَوف نؤتيه أجرا عَظِيما} 114
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {فَسَوف نؤتيه} بالنُّون
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة (فَسَوف يؤتيه) بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فسوف يؤتيه} بالياء، أبو عمرو وحمزة، وسهل، وخلف وقتيبة). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فسوف يؤتيه} [114]: بالياء حمصي، وأبو عمرو، وحمزة، وقاسم، وخلف، وعيسى، وقتيبة، وسهل). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة (يؤتيه) الثاني بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو عمرو: {فسوف يؤتيه أجرا} (114): بالياء.
[التيسير في القراءات السبع: 265]
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وأبو عمرو وخلف (فسوف يؤتيه أجرا) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 343]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([114]- {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} بالياء: أبو عمرو وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (606 - وَنُؤْتِيهِ بِالْيَا فِى حِمَاهُ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([606] ونؤتيه باليا (فـ)ي (حـ)ماه وضم يد = خلون وفتح الضم (حق) (صـ)رى حلا
الهاء في (حماه)، عائدة على يؤتيه.
وإنما كان في حماه، لأنه مردود على ما قبله وهو: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله}.
[فتح الوصيد: 2/842]
(ونؤتيه بالياء): مبتدأ. و(في حماه): خبرٌ.
والقراءة الأخرى بنون: الأمر المطاع). [فتح الوصيد: 2/843]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [606] ونؤتيه باليا في حماه وضم يد = خلون وفتح الضم حق صرى حلا
[كنز المعاني: 2/160]
ب: (الصرى): الماء المجتمع، (حلا): من الحلو، أي العذب.
ح: (نؤتيه ... في حماه): مبتدأ وخبر، (ضم): مبتدأ، (يدخلون): مضاف إليه، بمعنى (في)، (فتح الضم): عطف على المبتدأ، (حق): خبر، (حلا): صفة (صرًى) .
ص: أي: قرأ حمزة وأبو عمرو: (فسوف يؤتيه أجرًا عظيمًا) [114] بياء الغيبة؛ لأن قبله: {ابتغاء مرضات الله} [114]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة} [124] بضم يائه وفتح خائه على بناء المجهول، وشبه القراءة بالماء الصافي الحلو؛ لأنها على الأصل، وليطابق ما بعده: {ولا يظلمون نقيرًا} [124]، والباقون بفتح الياء وضم الخاء على بناء الفاعل). [كنز المعاني: 2/161] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (606- وَنُؤْتِيهِ بِاليَا "فِـ"ـى "حِـ"ـمَاهُ وَضَمُّ يَدْ،.. خُلُونَ وَفَتحُ الضَّمِّ "حَقٌّ صِـ"ـرًى حَلا
يريد: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا} القراءة بالنون والياء ظاهرة، والهاء في حماه عائدة على يؤتيه كقولك: زيد بماله في داره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (606 - ونؤتيه باليا في حماه .... .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ حمزة وأبو عمرو: فسوف يؤتيه أجرا عظيما بالياء، وقرأ غيرهما بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... نُونَ يُؤْتِيِهْ حُطْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نون نؤتيه حط أي قرأ مرموز (حا) حط وهو يعقوب {فسوف نؤتيه أجرًا} [114] بنون العظمة وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه لخلف بالغيبة، واتفقوا في الحرف الأول وهو {أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا} [74] لبعد الاسم العظيم عنه فلا تحسن فيه الغيبة كحسنها في الأول لقربه فلا تتعدى هذه الترجمة إلى الأول لتقدم محله وشهرة الخلاف في هذا دون ذاك). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا وَمَنْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ (يُؤْتِيهِ) بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/251]
بِالنُّونِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْحَرْفِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَنَّهُ بِالنُّونِ لِبُعْدِ الِاسْمِ الْعَظِيمِ عَنْ " فَسَوْفَ يُؤْتِيهِ " فَلَمْ يَحْسُنْ فِيهِ الْغَيْبَةُ كَحُسْنِهِ فِي الثَّانِي لِقُرْبِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة وخلف {فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا * ومن} [114- 115] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570- .... .... .... .... نؤتيه يا = فتىً حلاً .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نؤتيه) أي قوله تعالى «فسوف نؤتيه أجرا عظيما» بالياء حمزة وخلف وأبو عمرو، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "نجويهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث وأظهرها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرضات" الكسائي ووقف عليها بالهاء على أصله، وبالتاء وقف الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فسوف يؤتيه أجرا عظيما ومن" [الآية: 114] فأبو عمرو وحمزة وخلف يؤتيه بالياء المثناة تحت، وافقهم اليزيدي والشنبوذي والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا خير في كثير من نجواهم}
{نؤتيه} [114] قرأ البصري وحمزة بالياء التحتية، والباقون بنون العظمة، وصلة هائه لمكي جلي). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروٍف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا}
{لا خير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نجواهم}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
{إصلاح}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
{الناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/152]
{ومن يفعل ذلك}
- أدغم اللام في الذال أبو الحارث عن الكسائي.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{مرضات}
- أمال الكسائي وورش {مرضات} إمالة محضة.
- وعن ورش خلاف، وبالوجهين: الفتح والإمالة قرأ له أبو حيان.
- ووقف عليها الكسائي وخلف بالهاء (مرضاه)، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (مرضات)، وهي لغة طيء.
- وتقدم هذا مفصلًا في الآية/ 207 من سورة البقرة.
{فسوف نؤتيه}
- قراءة الجماعة {فسوف نؤتيه}.
- وقرأ ابن مسعود (فسيؤتيه) بالسين.
{نؤتيه}
- قرأ أبو عمرو وقتيبة عن الكسائي وحمزة وخلف واليزيدي والسراج عن حماد والشنبوذي وسهل وابن مسعود (يؤتيه) بالياء حملًا على {من يفعل}.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {نؤتيه} بنون العظمة، لقوله بعد {نوله ونصله} وهو
[معجم القراءات: 2/153]
أوقع للتعظيم.
قال ابن عطية: «والقراءتان حسنتان».
- وقرأ ابن كثير في الوصل (نؤتيهي) لوصل الهاء بياء.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي (نوتيه) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف جاءت بالإبدال). [معجم القراءات: 2/154]

قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُوَلِّهِ)، (وَنُصْلِهِ) بالياء فيهما الزَّعْفَرَانِيّ، والْأَعْمَش في رواية جرير، والقطيعي عن ابن عقيل عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة.
(وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) بالعين الشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالغين، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْهَاءِ مِنْ نُوَلِّهِ، وَنُصْلِهِ مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نوله} {ونصله} [115] ذكرا في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نوله ونصله" [الآية: 115] بإسكان الهاء فيهما أبو عمرو وأبو بكر وحمزة واختلف عن هشام وابن وردان وابن جماز، وقرأ قالون ويعقوب وأبو جعفر في وجهه الثاني بكسر الهاء بلا صلة والباقون بالصلة بخلف عن ابن ذكوان، وعن هشام أيضا فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والقصر والإشباع، ولابن ذكوان وجهان: القصر والإشباع ولأبي جعفر الإسكان والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نوله} و{نصله} [115] قرأ قالون وهشام بخلف عنه بكسر الهاء من غير صلة فيهما، والبصري وشعبة وحمزة بإسكانه، والباقون بالكسرة مع الصلة، وهو الطريق الثاني لهشام). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت جهنم وساءت مصيرًا}
{تبين له}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وتقدم في الآية/ 259 من سورة البقرة.
{الهدى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{غير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{المؤمنين}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا في الآية/ 223 من سورة البقرة.
{المؤمنين نوله}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{نوله... نصله}
- قرأ ابن أبي عبلة (يوله... يصله) بالياء فيهما جريًا على قوله: {فسوف يؤتيه} في الآية السابقة.
- وقراءة الجماعة بالنون فيهما {نوله... نصله}.
- [معجم القراءات: 2/154]
- وقرأ (نوله... نصله) بسكون الهاء فيهما أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر من طريق النهرواني واختلف عن ابن وردان وابن جماز، وهي رواية الداجوني عن هشام، والعجلي وأوقيه وأبو شعيب السوسي عن اليزيدي.
- وقرأ {نوله... نصله} بكسر الهاء بلا صلة قالون ويعقوب وأبو جعفر في وجهه الثاني وابن مهران والخبازي والوراق وهبة الله.
- وقرأ ابن كثير بالصلة (نولهي نصلهي) أي بوصل الهاء المكسورة بياء، وفيه خلاف عن ابن ذكوان وهشام.
وفي المكرر:
«واختلس كسرة الهاء قالون، ولهشام وجهان: الاختلاس كقالون، وإشباع الحركة كباقي القراء».
ومما سبق يتبين ما يلي:
هشام: وله الإسكان، والقصر، والإشباع، والاختلاس.
- ابن ذكوان: وله القصر، والإشباع.
- أبو جعفر: وله الإسكان، والقصر.
{نصله}
- ذكر أبو حيان أنه قرئ (نصله) بفتح النون من «صلاه».
{تولى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/155]
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
{مصيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/156]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (116) إلى الآية (121) ]

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "فقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا}
{لا يغفر... ويغفر}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{يشاء}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{فقد ضل}
- أدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام وابن ذكوان وورش.
- وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وقالون وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال). [معجم القراءات: 2/156]

قوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(إِنْ يَدْعُونَ) بالتاء ابن مسلم في قول الدهان، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (مَنْ يُشْرِكْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "إلا أنثى" بالإفراد على إرادة الجنس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن يدعون من دونه إلا إناثًا وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا}
{إن يدعون... وإن يدعون}
- قرأ أبو رجاء وعاصم وعيسى بن سليمان عن بعضهم (إن تدعون) بالتاء على الخطاب فيهما، وهو كذلك في مصحف عائشة.
- وقراءة الجمهور {إن يدعون} بالياء على الغيبة.
[معجم القراءات: 2/156]
{إناثًا}
- قراءة الجمهور {إناثًا} جمع أنثى، ولا يجيز الطبري القراءة بغيرها، وكذا جاء في مصحف عائشة.
- وفي مصحف عائشة من رواية عروة عن أبيه، وقراءة أبي السوار والهنائي ومجاهد (أوثانًا) جمع وثن، وهو الصنم.
- وقرأ الحسن وأبو هريرة والجوني (أنثى) على وزن فعلى، وهو مفرد أريد به الجمع.
- وقرأ أبو العالية ومعاذ القارئ وأبو نهيك وعائشة (أناثًا) برفع الهمزة.
- وقرأ ابن عباس وأبو حيوة والحسن وعطاء وابن عمر وأبو رزين وأبو العالية وأبو نهيك ومعاذ القارئ وعائشة عن النبي صلي الله عليه وسلم (أنثًا)، وهو جمع أنيث، مثل: غدير وغدر، ورسول ورسل.
وحكى الطبري أنه جمع إناث كثمار وثمر.
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وأبو مجلز وأبو المتوكل وابن عباس وأبو الجوزاء (وثنًا) بفتح الواو والثاء من غير همز في أوله.
[معجم القراءات: 2/157]
قال ابن عطية: «بفتح الواو والثاء على إفراد اسم الجنس».
- وقرأ سعيد بن المسيب ومسلم بن جندب ومورق العجلي وابن عباس وابن عمر وعطاء وابن مسعود وعائشة وعبد الله بن حسين ومجاهد والنبي صلي الله عليه وسلم (أثنًا).
يريدون (وثنًا) فأبدل الهمزة واوًا، وخرج على أنه جمع الجمع.
وذكرها ابن خالويه قراءة للنبي صلي الله عليه وسلم وجماعة.
- وقرأ أيوب السختياني وعائشة (وثنًا)بضم الواو والثاء من غير همز.
وعند ابن خالويه: «عن النبي وجماعة».
وعند ابن عطية قراءة ابن عباس، ومثله عند الطوسي.
- وقرأ ابن عباس (وثنًا).
- وقرأ عطاء بن أبي رباح وابن عباس (أثنًا) بسكون الثاء، وأصله «وثنًا»، والواحد: وثن، وهو الصنم، قال الفراء «جمع» الوثن «فضم الواو فهمزها» ). [معجم القراءات: 2/158]

قوله تعالى: {لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبًا مفروضًا}
{قال لأتخذن}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن يعقوب). [معجم القراءات: 2/159]

قوله تعالى: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولأضلنهم ولأمنيهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليًّا من دون الله فقد خسر خسرانًا مبينًا}
{ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم}
- قرأ أبي (وأضلنهم وأمنينهم وآمرنهم) بغير لام القسم، فتكون جملا مقولة لا مقسما عليها.
- وعند الفراء، قراءة أبي (وأضلهم وأمنيهم) كذا بغير لام ونون توكيد.
- وذكرها ابن عطية في هذين وفي الفعل الثالث (وآمرهم).
- وقرأ يحيى بن يعقوب وعن جده: (ولأضلنهم) بتخفيف النون.
{ولآمرنهم) قرأ أبو عمرو في رواية عنه- بالقصر (ولأمرنهم)، أي بغير ألف، وذكرها الجهضمي عن أبي عمرو بسكون الهمزة.
{خسر}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/159]

قوله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "يعدهم" بسكون الدال تخفيفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)}
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ}
- قرأ الأعمش وابن محيصن (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم) بسكون الدال فيهما، وهو تخفيف لتوالي التحركات وثقل الضمة.
قال ابن جني (.. قال حماد بن شعيب: قلت للأعمش: يعدهم ويمنيهم وما يعدهم) فقال: أيعدهم؟ وإنما هو يعدهم.. وما يعدهم).
{وَيُمَنِّيهِمْ}
- قراءة يعقوب بضم الهاء على الأصل (يمنيهم).
- والباقون على كسرها لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 2/160]

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مأواهم} [121] إبداله للسوسي وعدم إمالة البصري له لا يخفى {أصدق} [122] كذلك). [غيث النفع: 528] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
{مَأْوَاهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والسوسي (ماواهم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وأمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (122) إلى الآية (124) ]

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ومن أصدق} ونحوه بإشمام الزاي، كوفي،-غير عاصم- ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (603 - وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ = كَأَصْدَقُ زَايًا شَاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا (شـ)اع وارتاح أشملا
قوله: (كأصدق)، دليل على أن له نظائر.
وذلك نحو: {تصدية} و{يصدفون} و {تصديق}.
وجاء اثني عشر موضعًا:
في هذه السورة موضعان، وفي الأنعام ثلاثة والباقي سبعة في سبع سور: الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص والزلزلة.
[فتح الوصيد: 2/839]
ومعنى قوله: (شاع)، أي انتشر في النقل والعربية، وارتاحت شمائله.
والارتياح: النشاط. والشمائل والأشمل: جمع شمال، والشمال: اليد والخلق؛ قال جرير:
...وما لومي أخي من شماليا
أي من خلقي.
والعلة في هذا الإشمام، كالعلة المذكورة في: {الصرط}، لأن الدال حرفٌ مجهور، والصاد مهموسٌ). [فتح الوصيد: 2/840] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا شاع وارتاح أشملا
ب: (الارتياح): النشاط، (الأشمل): جمع (الشمال) بالكسر، وهو الخلق أو اليد.
[كنز المعاني: 2/157]
ح: (إشمام): مبتدأ، (ساكنٍ قبل داله): صفتا (صادٍ)، والهاء: للصاد أضيف إليها لملابسة المصاحبة، (كأصدق): نصب على الظرف، (زايًا): مفعول (إشمامُ)، (شاع): خبر، و (ارتاح): عطف، (أشملا): تمييز، ومعناه: ارتاح وحسن أخلاقًا.
ص: قرأ حمزة والكسائي كل صاد ساكن بعده دال بإشمام ذلك الصاد زايًا، نحو: {ومن أصدق من الله} [87، 122]، و{تصدية} [الأنفال: 35]، و{تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع بما} [الحجر: 94]، و{قصد السبيل} [النحل: 9] وشبهه.
لأن الصاد مهموسة والدال مجهورة، فكرهوا الخروج من الهمس إلى الجهر، فأشموا الصاد شيئًا من الزاي لمناسبتها الصاد في الصفير، والدال في الجهر، وهذا البحث جرى في: {الصراط} [الفاتحة: 6].
والباقون بالصاد الخالصة على الأصل). [كنز المعاني: 2/158] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (603- وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ،.. كَأَصْدَقُ زَايًا "شَـ"ـاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلا
يعني: نحو: "تَصْدِيَةً"، و"يَصْدِفُونَ"، و"يُصْدِرَ"، و"تَصْدِيقَ"، و"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ"، و"عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ"، و"مَنْ أَصْدَقُ"، وجه هذا الإشمام ما تقدم في "الصراط"؛ لأن الدال مجهورة، وقراءة الباقين بالصاد الخالصة، وقوله: زايا بالنصب هو ثاني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
مفعولي وإشمام والأول أضيف إليه وهو صاد؛ لأنك تقول أشم الصاد زايا والمصدر يتعدى تعدية فعله، وأشملا تمييز والارتياح النشاط وأشملا جمع شمال بكسر الشين وهو الخلق واليد يشير إلى حسنه في العربية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (603 - وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زاء شاع وارتاح أشملا
قرأ حمزة والكسائي بإشمام كل صاد زاء إذا كانت الصاد ساكنة ووقعت قبل دال نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ*، يُصَدِّقُونَ، وَتَصْدِيَةً، وَلكِنْ تَصْدِيقَ*، فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، يُصْدِرَ الرِّعاءُ، يَصْدُرُ النَّاسُ. فإذا كانت الصاد متحركة نحو صَدَقَةٍ* صَدَقُوا* أو كانت ساكنة ولم تقع قبل دال نحو: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ فلا إشمام فيها لأحد. وكيفية الإشمام أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد خالصة ولا بزاي خالصة ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما ينطق العوام بالظاء. وقرأ الباقون بالصاد الخاصة. و(شاع): انتشر.
و(الارتياح): النشاط. و(أشملا): جمع شمال وهو جمع قلة لأن جمع الكثرة شمائل). [الوافي في شرح الشاطبية: 247] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... .... = .... وَأَشْمِمْ بَابَ أَصْدَقُ طِبْ وَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "أصدق" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مأواهم} [121] إبداله للسوسي وعدم إمالة البصري له لا يخفى {أصدق} [122] كذلك). [غيث النفع: 528] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}
{الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في السين بخلاف. وتقدم في الآية/57.
{سَنُدْخِلُهُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (سندخلهم).
- وقرئ (سيدخلهم) بياء الغيبة، أي الله سبحانه وتعالى.
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/57 منسوبة إلى عبد الله بن مسعود والنخعي وابن وثاب. غير أن أبا حيان لم يذكر لها هنا في الموضع الثاني قارئًا..
{أَصْدَقُ}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف والأعمش ورويس عن يعقوب بإشمام الصاد الزاي، وهي لغة قيس.
- وقرأ الباقون (أصدق) بالصاد الخالصة، وهي لغة قريش.
وتقدم هذا في الآية/87 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/161]

قوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (أَمَانِيِّكُمْ وَأَمَانِيِّ) لِأَبِي جَعْفَرٍ وَكَذَا " إِبْرَاهَامُ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أمانيكم، وأماني [النساء: 123] لأبي جعفر وإبراهيم [125] في (تعينه من دون سائر أفراد جنسه، فتعريفها لفظي لا يفيد التعين، وإن كان في اللفظ معرفة. وثانيهما تعين المضارع للمضي إذا عطف الماضي عليه)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/278]
الثلاثة الأخيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/279] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بأمانيكم" [الآية: 123] و"إلا أماني" [الآية: 78] من سورة البقرة بتخفيف الياء مع تسكينها أبو جعفر كأنه جمع على فعالل دون فعاليل كما قالوا في قرقور قراقر وقراقير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (123)}
{بِأَمَانِيِّكُمْ ... أَمَانِيِّ}
- قراءة الجمهور بتشديد الياء في الموضعين (بأمانيكم ... أماني).
- وقرأ الحسن بخلاف وأبو جعفر وشيبة بن نصاح والحكم والأعرج وابن جماز لنافع (بأمانيكم ... أماني) بسكون الياء، جمع على فعالل.
وانظر الآية/75 من سورة البقرة.
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا}
- روى بعضهم عن الكسائي إدغام اللام في السين (من يعمل سوءًا).
{سُوءًا}
- فيه لحمزة في الوقف النقل والإدغام مع السكون المحض.
- وكذا هشام بخلاف عنه.
- وتقدم هذا في الآية/110 من هذه السورة.
{وَلا يَجِدْ..}
- قراءة الجمهور بجزم الدال (ولا يجد)، عطفًا على جواب الشرط (يجز به).
وقال ابن خالويه: (ولا يجد) برواية عن ابن عامر، ويجد: لغة غير قراءة)، وذكرها ابن عطية لابن بكار عن ابن عامر، وأراد بذلك قراءة الرفع على تقدير: وهو لا يجد، فلم يبق للجزم نصيب.
[معجم القراءات: 2/162]
{نَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/163]

قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {يدْخلُونَ الْجنَّة} 124
فَقَرَأَ ابْن كثير {يدْخلُونَ الْجنَّة} بِضَم الْيَاء فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع هَهُنَا فِي النِّسَاء وفي مَرْيَم 60 وفي الْمُؤمن 40 ورابعا فِيهِ سين وَهُوَ قَوْله {سيدخلون جَهَنَّم} غَافِر 60
وروى مطرف الشقري عَن مَعْرُوف بن مشكان عَن ابْن كثير أَنه ضم الْحَرْف الذي في سُورَة الْمَلَائِكَة {جنَّات عدن يدْخلُونَهَا} 33 وَلم يَأْتِ بِهِ مضموما عَن ابْن كثير غَيره
وَقَرَأَ عَاصِم مثل ابْن كثير {يدْخلُونَ} في رِوَايَة أَبي هِشَام عَن يحيى وَابْن عُطَارِد عَن أَبي بكر
وَأما خلف وَمُحَمّد بن الْمُنْذر وَأحمد بن عمر فرووا عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم فتح الْيَاء في {يدْخلُونَ الْجنَّة} في الْمُؤمن
وروى حَفْص عَن عَاصِم فتحهن كُلهنَّ
وروى الكسائي عَن أَبي بكر وخلاد عَن حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم فتحهن كُلهنَّ مثل حَفْص
وَقَالَ خلف عَن يحيى سَمِعت أَبَا بكر يَوْمًا وَقد سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ {يدْخلُونَ} و{سيدخلون} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو في النِّسَاء وفي مَرْيَم وفي الْمَلَائِكَة وفي الْمُؤمن {يدْخلُونَ الْجنَّة} بِضَم الْيَاء وَفتح الْيَاء من {سيدخلون جَهَنَّم}
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي
بِفَتْح الْيَاء فِي ذَلِك أجمع). [السبعة في القراءات: 237 - 238]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يدخلون الجنة} وفي مريم، وحم، بضم الياء، مكي،
[الغاية في القراءات العشر: 229]
بصري، ويزيد، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 230]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يدخلون} [124]، وفي مريم [60]، وحم [غافر: 40]: بضم الياء مكي، ويزيد، وبصرى غير سلام وأيوب، وعاصم غير علي وأبي حمدون وحفصي. وافق أبو حمدون في المؤمن، وأبو بشر إلا هنا). [المنتهى: 2/657]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (يدخلون) بضم الياء وفتح الخاء هنا وفي مريم والأول من غافر، وتفرد أبو عمرو بهذه الترجمة في سورة الملائكة، قرأ ابن كثير وأبو بكر بضم الياء وفتح الخاء في الثان من سورة غافر، وقرأ الباقون في الخمسة المواضع بفتح الياء وضم الخاء، ولم يختلف في غيرهن أنه بفتح الياء). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر: {يدخلون الجنة} (124)، هنا، وفي مريم (60)، وأول غافر (40). وأيضًا ابن كثير، وأبو بكر: الثاني من غافر (60)، وأبو عمرو في فاطر (33): بضم الياء، وفتح الخاء.
والباقون: بفتح الياء، وضم الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأبو بكر وروح: (يدخلون الجنّة) هنا وفي مريم وغافر بضم الياء وفتح الخاء وافقهم رويس في مريم [وأول غافر]. والباقون بفتح الياء وضم الخاء). [تحبير التيسير: 343]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَدْخُلُونَ)، وفي مريم، وحم بضم الياء وفتح الخاء مكي، وأبو جعفر، وشيبة ونصري غير سلام، وأيوب، وعَاصِم غير أبي الحسين، وأي حمدون، وحفص، وافق أبو بشر إلا ها هنا، وأبو حمدون في المؤمن، زاد أَبُو عَمْرٍو والْعُمَرِيّ طريق الطبراني في فاطر، زاد الْعُمَرِيّ طريق الطبراني في النحل والرعد، والاختيار ما عليه أبو عمرو لقوله تعالى: (وَلَا يُظْلَمُونَ)، وهكذا (يرزقون)الباقون بفتح الياء وضم الحاء، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([124]- {يَدْخُلُونَ} هنا، وفي [مريم: 60]، [وغافر: 40] مبني
[الإقناع: 2/631]
للمفعول: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر). [الإقناع: 2/632]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (606- .... .... .... وَضَمُّ يَدْ = خُلُونَ وَفَتحُ الضَّمِّ حَقٌّ صِرًى حَلاَ
607 - وَفي مَرْيَمٍ وَالطَّوْلِ الأَوَّلِ عَنْهُمُ = وَفِي الثَّانِ دُمْ صَفْوًا وَفِي فَاطِرٍ حَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وضم يدخلون)، في يائه. (وفتح الضم)، في الخاء.
والصرى بالكسر والفتح: الماء المجتمع المستنقع.
وإذا اجتمع الماء واستقر، صفا. وهو مع ذلك حلو، فهو الغاية.
فكأن هذه القراءة في صفائها وحلاوتها، بمنزلة ذلك الماء، لأنهم يدخلون الجنة حقيقة. وإنما يدخلونها إذا أدخلوا.
[607] وفي مريم والطول الاول عنهم = وفي الثان (د)م (صـ)فوًا وفي فاطر (حـ)لا
(في مريم): {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا}.
والأول في الطول: {فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها}.
و(عنهم)، عائد على الترجمة الأولى: (حق صری).
وفي الثاني في الطول: وهو قوله تعالى: {سيدخلون جهنم داخرين}.
(دم صفوًا)، أي صفو.
وفي فاطر: {ذلك هو الفضل الكبير جنت عدن يدخلونها}.
[فتح الوصيد: 2/843]
وقافية هذا البيت مغايرة لقافية الأول في المعنى، وإن اتفق اللفظ، وذلك من باب التجنيس وليس بإيطاء؛ وهو من قولهم: حلا فلان امرأته يحليها ويحلوها، إذا جعلها ذات حلي؛ كأن هذا الحرف على قراءة أبي عمرو. وقد جعل المعني ذا حلية لحسن القراءة ومشاكلتها للمعنى؛ أو من: حلوت فلانًا، إذا أعطيته حُلوانا). [فتح الوصيد: 2/844]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [606] ونؤتيه باليا في حماه وضم يد = خلون وفتح الضم حق صرى حلا
[كنز المعاني: 2/160]
ب: (الصرى): الماء المجتمع، (حلا): من الحلو، أي العذب.
ح: (نؤتيه ... في حماه): مبتدأ وخبر، (ضم): مبتدأ، (يدخلون): مضاف إليه، بمعنى (في)، (فتح الضم): عطف على المبتدأ، (حق): خبر، (حلا): صفة (صرًى) .
ص: أي: قرأ حمزة وأبو عمرو: (فسوف يؤتيه أجرًا عظيمًا) [114] بياء الغيبة؛ لأن قبله: {ابتغاء مرضات الله} [114]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة} [124] بضم يائه وفتح خائه على بناء المجهول، وشبه القراءة بالماء الصافي الحلو؛ لأنها على الأصل، وليطابق ما بعده: {ولا يظلمون نقيرًا} [124]، والباقون بفتح الياء وضم الخاء على بناء الفاعل.
[607] وفي مريم والطول الأول عنهم = وفي الثان دم صفوا وفي فاطر حلا
ب: (حلا): جعل الشي ذا حلية، فلم يكن مكررًا مع البيت قبله.
ح: المبتدأ: محذوف، أي: ضم {يدخلون} وفتح الضم في مريم،
[كنز المعاني: 2/161]
و(عنهم): خبر، والضمير: للمذكورين قبل، (الأول): رفع عطفًا على المبتدأ المحذوف، أو جر بدلًا من (الطول)، أي: حرف الطول الأول، و(في الثاني): عطف على (الأول) جرًا، (صفوًا): حال أو تمييز، و(في فاطرٍ حلا): عطف على الجملة قبلها، والضمير لـ (يدخلون).
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة لا يظلمون شيئًا} في مريم [60]، و{يدخلون الجنة يرزقون فيها} في أول حرفي المؤمن سورة الطول [40] بضم الياء وفتح الخاء على ما ذكر.
وابن كثير وأبو بكر فقط في الحرف الثاني من الطول، وهو: {سيدخلون جهنم} [60]، وأبو عمرو فقط في فاطر: {جناتُ عدنٍ يدخلونها} [33].
والباقون منهم بفتح الياء وضم الخاء في الكل). [كنز المعاني: 2/162]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويدخلون الجنة بضم الياء وفتح الخاء على بناء الفعل للمفعول وبفتح الياء وضم الخاء على بنائه للفاعل وكلاهما ظاهر المعنى والصري بكسر الصاد وفتحها: الماء المجتمع المستنقع يشير إلى عذوبة القراءة وكل عذب.
607- وَفي مَرْيَمٍ وَالطَّوْلِ الَاوَّلِ عَنْهُمُ،.. وَفِي الثَّانِ "دُ"مْ "صَـ"ـفْوًا وَفِي فَاطِرٍ "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
وقع في نسخ القصيدة الأول بالرفع، والأولى أن يكون مجرورًا على أنه بدل من الطول أو: وفي مريم وحرف الطول الأول، ويدل عليه قوله: بعد ذلك، وفي الثان؛ أي: في الأول عنهم وفي الثانِ عن دم صفوا، وقوله: عنهم؛ أي: عن المذكورين بضم الياء وفتح الخاء والذي في مريم: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}.
والأول في الطول: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا}.
والثاني فيها: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
دم صفوا؛ أي: ذا صفوا أو دام صفوك نحو طب نفسا وقر عينا فهو حال على الأول تمييز على الثاني وحلا في آخر هذا البيت ليس بمعنى حلا في آخر البيت الذي قبله وإن اتفقا لفظا بل هو من حلا فلان امرأته؛ أي: جعلها ذات حلى كأن حرف فاطر وهو قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا} لما صحبه ذكر الحلية كأنه قد حلا، وقال الشيخ: كأن هذا الحرف على قراءة أبي عمرو قد جعل المعنى: ذا حلية لحسن القراءة ومشاكلتها للمعنى، أو من حلوت فلانا: إذا أعطيته حلوانا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/81]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (606 - .... .... .... .... وضمّ يد = خلون وفتح الضّمّ حقّ صرى حلا
607 - وفي مريم والطّول الاوّل عنهم = وفي الثّان دم صفوا وفي فاطر حلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وشعبة يَدْخُلُونَ* هنا في فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً وفي مريم في قوله تعالى فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً وفي الموضع الأول من سورة غافر وهو فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ بضم الياء وفتح ضم الخاء. وقرأ غيرهم بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الثلاثة. وقرأ ابن كثير وشعبة بضم الياء وفتح ضم الخاء في الموضع الثاني من سورة غافر وهو سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ وغيرهما بفتح الياء وضم الخاء. وقرأ أبو عمر وحده بضم الياء وفتح ضم الخاء في موضع فاطر وهو جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وقرأ غيره بفتح الياء وضم الخاء واتفق
[الوافي في شرح الشاطبية: 248]
القراء على فتح الياء وضم الخاء في جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها* في سورتي الرعد والنحل.
و (الصري) بكسر الصاد: الماء المجتمع. و(حلا) بفتح الحاء آخر البيت الأول معناه: عذب، وفي آخر البيت الثاني وهو بفتح الحاء أيضا: مأخوذ من قولهم: حلا زوجته إذ ألبسها الحلى، ففي البيتين جناس تام). [الوافي في شرح الشاطبية: 249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... .... .... وَيَدْ = خُلُوا سَمِّ طِبْ جَهِّلْ كَطَوْلٍ وَكَافَ الَا
98 - وَفَاطِرَ مَعْ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويدخلوا سم طب أي روى مرموز (طا) طب وهو رويس {يدخلون الجنة} [124] بالتسمية للفاعل أي بفتح الياء وضم الخاء وعلم من
[شرح الدرة المضيئة: 117]
الوفاق أنه لروح بالتجهيل كأصله ويريد هنا فقط بدليل تفصيله عقب ذلك مستأنفًا لأبي جعفر بقوله: جهل كطول وكاف ألا يريد بالكاف تشبيه موضع النساء بالطول ومريم معناه جهل التي هنا مع التي في الطول[40] ومريم[60] وبهذا ظهر صحة ما قلنا قبل في مراده يعني قرأ مرموز(ألف) ألا وهو أبو جعفر بتجهيل هذه الكلم هنا وفي الطول في الموضعين [40، 60] وفي مريم [60] فاتفق روح وأبي جعفر في النساء [124] بالتجهيل وعلم من الوفاق لرويس بالتسمية وأما في الطول فأبو جعفربالتجهيل في الموضعين[40، 60] ووافقه يعقوب في الأول[40] وكذلك وافقه رويس في الموضع الثاني [60] منه كما يجيء في سورته وعلم من الوفاق التسمية في الموضع الثاني لروح وفي الموضعين لخلف، وأما مريم فأبو جعفر بالتجهيل ووافقه يعقوب وخلف بالتسمية فهذه أربع مواضع واندرج الخامس في قوله: وفاطر مع نزل وتلويه سم حم، قوله فاطر من تتمة السابق إلا أنه فصله لاشتراكه مع نزل وتلويه في تسمية يعقوب أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب {يدخلونها} [33] في فاطر بالتسمية بخلاف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك.
توضيح: قد تلخص مما ذكر في المواضع الخمسة أن أبا جعفر وروحًا جهلًا في هذه السورة ومريم وموضعي الطول ووافقهما رويس في مريم وموضعي الطول وسمي خلف في المواضع الخمسة، ووافقه الآخران في فاطر، ورويس في النساء، وروح في ثاني الطول فتأمل في استخراجها
[شرح الدرة المضيئة: 118]
فإنه من مشكلات هذه القصيدة). [شرح الدرة المضيئة: 119]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَدْخُلُونَ هُنَا، وَفِي مَرْيَمَ وَفَاطِرَ وَمَوْضِعَيِ الْمُؤْمِنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَمَرْيَمَ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي مَرْيَمَ وَأَوَّلِ الْمُؤْمِنِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَرُوَيْسٌ الْحَرْفَ الثَّانِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَهُوَ قَوْلُهُ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ. (وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِيهِ، فَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً فَتْحَ الْيَاءِ وَضَمَّ الْخَاءِ، وَهُوَ الْمَأْخُوذُ بِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْهُ كَذَلِكَ وَجُعِلَ مِنْ طَرِيقِ الشَّنَبُوذِيِّ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ: رَوَى الشَّنَبُوذِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى فَتْحَ الْيَاءِ وَضَمَّ الْخَاءِ، قَالَ: الْكَارَزِينِيُّ وَالَّذِي قَرَأْتُهُ بِضَمِّ الْيَاءِ فَيَكُونُ عَنِ الشَّنَبُوذِيِّ وَجْهَانِ.
(قُلْتُ): وَعَلَى ضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ يَحْيَى، وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْخَاءِ فِي الْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِ خَاصَّةً، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو يَدْخُلُونَهَا فِي فَاطِرَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْخَاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الْخَمْسَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأبو بكر وروح {يدخلون} بضم الياء وفتح الخاء هنا [124]، ومريم [60]، والأول من غافر [40]، وافقهم رويس في مريم وأول غافر. وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ورويس الثاني من غافر وهو {سيدخلون جهنم} [غافر: 60] بالضم، واختلف فيه عن أبي بكر وقرأ
[تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
أبو عمرو {يدخلونها} في فاطر [33] كذلك، والباقون بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الخمسة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570- .... .... .... .... .... = .... .... ويدخلون ضمّ يا
571 - وفتح ضمٍّ صف ثنا حبرٍ شفي = وكاف أولى الطّول ثب حقٌّ صفي
572 - والثّان دع ثطا صبا خلفًا غدا = وفاطرٍ حز .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويدخلون) أي وقرأ قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» بضم الياء شعبة وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وروح كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بفتح الياء وضم الخاء.
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) ب (حقّ) (ص) فى
يعني وقرأ بهذه الترجمة: أي ضم الياء وفتح الخاء في كاف يعني مريم قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» والموضع الأول من الطول وهو قوله تعالى «يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب» أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة.
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
أي وقرأ الحرف الثاني من الطول أيضا بهذه الترجمة أيضا ابن كثير وأبو جعفر ورويس وشعبة بخلاف: أي يريد قوله تعالى «سيدخلون جهنم داخرين» قوله: (وفاطر) يعني وقرأ الموضع الذي في فاطر بالترجمة المذكورة: أي بضم الياء وفتح الخاء أبو عمرو، يريد قوله تعالى «جنات عدن يدخلونها يحلون فيها» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يدخلون" [الآية: 124] هنا و[مريم الآية: 60] و[طه وفاطر الآية: 33] وموضعي [غافر الآية: 40]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر وروح بضم حرف المضارعة وفتح الخاء مبنيا للمفعول في هذه السورة، ومريم وأول غافر وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ أبو عمرو كذلك في فاطر فقط، وافقه اليزيدي والحسن وكذا قرأ رويس في مريم والأول من غافر، وقرأ كذلك في ثاني غافر وهو سيدخلون جهنم ابن كثير وأبو بكر بخلاف عنه، وكذا أبو جعفر ورويس وافقهم ابن محيصن والباقون بفتح حرف المضارعة، وضم الخاء مبنيا للفاعل في الخمسة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يدخلون} [124] قرأ المكي وشعبة بضم الياء، وفتح الخاء، مبنيًا للمفعول، والباقون بفتح الياء، وضم الخاء). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
{أُنْثَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{مُؤْمِنٌ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (مومن) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{يَدْخُلُونَ}
- قرأ ابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وعاصم برواية حفص، وخلف (يدخلون) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وروح وحماد وابن محيصن واليزيدي (يدخلون) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/163]
{وَلَا يُظْلَمُونَ}
- عن الأزرق وورش تغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
- إدغام النون في النون عن أبي عمرو ويعقوب.
{نَقِيرًا}
- القراءة على تفخيم الراء.
- والأزرق وورش على الترقيق). [معجم القراءات: 2/164]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (125) إلى الآية (126) ]

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا (126)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (أَمَانِيِّكُمْ وَأَمَانِيِّ) لِأَبِي جَعْفَرٍ وَكَذَا " إِبْرَاهَامُ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {إبراهيم} [54، 125، 163] في الثلاثة ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أمانيكم، وأماني [النساء: 123] لأبي جعفر وإبراهيم [125] في (تعينه من دون سائر أفراد جنسه، فتعريفها لفظي لا يفيد التعين، وإن كان في اللفظ معرفة. وثانيهما تعين المضارع للمضي إذا عطف الماضي عليه)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/278]
الثلاثة الأخيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/279] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إبراهام" [الآية: 125] الثلاثة الأواخر من هذه السورة، وهي: واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم، بألف بدل الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [125] معًا قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها فيهما، والباقون بكسر الهاء والياء بعدها). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)}
{وَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
- والباقون بالضم (وهو).
- وتقدم هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة مفصلًا بأحسن مما ههنا.
{إِبْرَاهِيمَ ... إِبْرَاهِيمَ}
- قرأ ابن عامر وابن ذكوان وهشام (إبراهام) بألف في الموضعين. وقد مضى بيان هذا مفصلًا بأوفى مما ذكرته هنا في الآية/124 من سورة البقرة، فارجع إليها إن شئت). [معجم القراءات: 2/164]

قوله تعالى: {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا (126)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/164]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة