العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (32) إلى الآية (35) ]

{ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) }

قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جادلتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
{قَدْ جَادَلْتَنَا}
أظهر الدال نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر يعقوب وقالون.
وأدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{جَادَلْتَنَا}
قراءة الجمهور (جادلتنا) بإثبات الألف على وزن فاعل.
وقرئ (جدلتنا)بغير ألف، وهو الأصل، وهي بمعنى قراءة الجماعة.
وأصله من جدلت الحبل إذا أحكمت فتله فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه.
[معجم القراءات: 4/42]
{فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا}
قراءة الجماعة «... جدالنا» بألف.
وقرأ ابن عباس وأيوب السختياني (جدلنا) من غير ألف.
قال العكبري:
«قرئ: جدلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف فيهما، وهو بمعنى غلبتنا في الجدل» ). [معجم القراءات: 4/43]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
{يَأْتِيكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق والأصبهاني وورش عن نافع بإبدال الهمزة ألفا (ياتيكم).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَاءَ}
أماله ابن ذكوان وخلف وحمزة.
- والفتح والإمالة عن هشام.
والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية / ۲۰ من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 4/43]
وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وذلك بقلبها ألفًا، وإثباتها، أو حذفها، ويجوز مع هذا القصر والتوسط والمدة تبعًا الوجود الفين اثنتين، أو الاكتفاء بواحدة). [معجم القراءات: 4/44]

قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ترجعون" [الآية: 34] بفتح أوله وكسر الجيم يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نصحي إن} [34] قرأ نافع والبصري بفتح ياء {نصحي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
{نُصْحِي}
قراءة الجماعة (نصحي)بضم أوله، وهو يحتمل الاسمية والمصدرية.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (نصحي) بفتح النون وهو مصدر، ذكره صاحب اللسان من جملة مصادر هذه المادة، ونقله عنه صاحب التاج، ولم يذكره الجوهري ولا الفيومي.
{نُصْحِي إِنْ}
قراءة الجماعة بسكون الياء في الوصل {نصحي إن}.
وقرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي بفتح الياء في الوصل (نصحي إن).
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
قرأ ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بياء (إليهي ترجعون).
والجماعة قراءتهم على هاء مكسورة من غير إشباع {إليه....}.
{تُرْجَعُونَ}
قراءة الجماعة {ترجعون}بضم أوله وفتح الجيم، مبينًا للمفعول.
وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم على البناء للفاعل).[معجم القراءات: 4/44]

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بريء" بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه، وبذلك وقف حمزة وهشام بخلفه وتجوز إشارة بالروم والإشمام وحكى الحذف ولا يصح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إجرامي} [35] ترقيق رائه لورش لا يخفى). [غيث النفع: 712]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
{افْتَرَاهُ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (أفتراهو).
{افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (افتريتهو).
{فَعَلَيَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (فعليه).
{فَعَلَيَّ إِجْرَامِي}
قراءة الجماعة {فعلي إجرامي} بكسر الهمزة، وهو مصدر (أجرم).
وقرأ أبو المتوكل وابن السميفع (فعلي أجرامي) بفتح الهمزة، وهو جمع جرم، وفسر بأثامي.
قال الفراء: «وجاء في التفسير: فعلي آثامي، فلو قرئت (أجرامي) على التفسير كان صوابًا).
وفي حاشية الجمل (الجمهور على كسر همزة إجرامي، وهو مصدر أجرم، وأجرم هو الفاشي في الاستعمال، ويجوز جرم ثلاثيًا، وقرئ شاذًا أجرامي بفتحها، حكاه النحاس، وخرجه على أنه جمع جزم كقفل وأقفال، والمراد آثامي».
[معجم القراءات: 4/45]
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَأَنَا بَرِيءٌ}
عن أبي جعفر فيه روايتان:
لأولى: بري، وذلك بإبدال الهمزة ياءً وإدغامها في الياء وصلًا ووقفًا.
الثانية: بريء، بالهمزة كالجماعة.
وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف (بري) كقراءة أبي جعفر بالإبدال والإدغام.
ويجوز الإشارة بالروم، والإشمام.
وتقدم هذا في الآية/۱۹ من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 4/46]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) }

قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ}
قراءة الجمهور (وأوحي... أنه)، ببناء الفعل للمفعول، و(أنه) بفتح الهمزة.
وقرأ أبو البرهسم (وأوحى... إنه)ببناء الفعل للفاعل، و(إنه) بكسر الهمزة، وذلك على إضمار القول على مذهب البصريين، وعلى إجراء (أوحى) مجری (قال) على مذهب الكوفيين.
[معجم القراءات: 4/46]
{لَنْ يُؤْمِنَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني والأزرق وورش عن نافع (لن يومن) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز (لن يؤمن).
{فَلَا تَبْتَئِسْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(تُخَاطِبْنِي) بتشديد النون ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بتخفيف النون وبالتاء، وهو الاختيار؛ لموافقه الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
{بِأَعْيُنِنَا}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء، وصورة القراءة: (بيعيننا).
. وقرأ طلحة بن مصرف (بأعينا) مدغمًا، وذكرها النيسابوري في غرائبه عن عباس.
وقراءة الجماعة (بأعيننا)، بتحقيق الهمز وإظهار النون.
{ظَلَمُوا}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش وتقدم مرارًا، انظر سورة الأنفال آية / 25). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
{سَخِرُوا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/47]

قوله تعالى: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
{يَأْتِيهِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع (ياتيه) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقرأ ابن كثير في الوصل (يأتيهي)بوصل الهاء بياء.
{يُخْزِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (يخزيهي) بوصل الهاء بياء.
{وَيَحِلُّ}
قراءة الجماعة {يحل} بفتح الياء وكسر الحاء، ومعناه: يجب عليه، وينزل به.
وحكى الزهراوي أنه يقر (يحل) بضم الحاء، ومعناه: ينزل به.
وفي حاشية الجمل: «التلاوة بكسر الحاء، ويجوز ضمها لغة كما في المصباح»، وفي المصباح: «حل العذاب يحل ويحل حلوة، هذه وحدها بالضم مع الكسر، والباقي بالكسر فقط)، ونقل هذا صاحب التاج عنه). [معجم القراءات: 4/48]

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} 40
كلهم قَرَأَ {من كل زَوْجَيْنِ} مُضَافا غير منون غير حَفْص فَإِنَّهُ روى عَن عَاصِم {من كل زَوْجَيْنِ} منونا وَكَذَلِكَ في الْمُؤمنِينَ 27 وَأَبُو بكر عَن عَاصِم {من كل زَوْجَيْنِ} مُضَاف). [السبعة في القراءات: 333]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من كل) وفي (المؤمنون) منون حفص). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({من كل} [40]، وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27]: منون: حفص). [المنتهى: 2/748]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (من كل زوجين) بالتنوين في (كل) هنا وفي (قد أفلح)، وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما). [التبصرة: 234]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {من كل زوجين اثنين} (40)، هنا، وفي المؤمنين (27): بتنوين اللام.
والباقون: بغير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (من كل زوجين) هنا وفي المؤمنين بتنوين اللّام، والباقون بغير تنوين). [تحبير التيسير: 405]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِن كُلٍّ) منون، وفي المؤمنين ابْن مِقْسَمٍ، وحفص، وزائدة عن الْأَعْمَش، والحسن، زاد الحسن وزائدة عن الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، وأبان بن ثعلب، وأبو حيوة، وزيد عن يَعْقُوب، وأبان بن يزيد،
[الكامل في القراءات العشر: 570]
واللؤلؤي، ومحبوب، وعباس عن أبي عمرو، و(مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ)، الباقون مضاف، وهو الاختيار، لأن من نون في إبرهيم قصد النفي والإيجاب أولى، ومن نونها هنا والمؤمنين قصد النعت والإضافة أولى). [الكامل في القراءات العشر: 571]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} [27] منون: حفص). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (756 - وَمِنْ كُلِّ نُونٍ مَعْ قَدْ أَفْلَحَ عَالِماً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح (عـ) الما = فعميت اضممه وثقل (شـ)ذًا (عـ)لا
{من كل} بالتنوين، أي من كل شيء زوجين، وهو مفعول {احمل}. و{اثنين}، تأكيد.
و{كل زوجين}: مضاف، و{اثنين}: مفعول {احمل} ). [فتح الوصيد: 2/985]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([756] ومن كل نون مع قد افلح عالمًا = فعميت اضممه وثقل شذًا علا
ب: (الشذا): كسر العود.
ح: (من كل): مفعول (نون)، عالمًا: حال من الفاعل، (فعميت): منصوب المحل على عامل مضمر بشريطة التفسير، (شذًا): حال من الفاعل أو المفعول، أي: ذا شذًا، (علا): صفته.
ص: قرأ حفص: {من كل زوجين اثنين} [40] هنا وفي {قد أفلح} [المؤمنون: 27] بتنوين {كل} على أن التقدير: كل شيء، و{زوجين}: مفعول، {اثنين} تأكيده، والباقون بحذف التنوين على الإضافة، و{اثنين}: مفعول.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فعميت عليكم} [28] بضم العين وتشديد الميم من التعمية بمعنى الإخفاء، والباقون: بفتح العين وتخفيف الميم من العمى بمعنى الخفاء، ولا خلاف في {فعميت عليهم الأنباء} في القصص [66]، ولهذا سكت عنه). [كنز المعاني: 2/311] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (756- وَمِنْ كُلِّ نُونٍ مَعْ قَدَ افْلَحَ عَالِمًا،.. فَعُمِّيَتِ اضْمُمْهُ وَثَقِّلْ "شَـ"ـذًا "عَـ"ـلا
يريد: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} هنا، وفي سورة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، التنوين في تقدير: من كل شيء زوجين، ويكون زوجين مفعولا، واثنين: تأكيدا، وعلى قراءة غير حفص يكون اثنين مفعول احمل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/232]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (756 - ومن كلّ نوّن مع قد افلح عالما = فعمّيت اضممه وثقّل شذا علا
757 - وفي ضمّ مجراها سواهم وفتح يا = بنيّ هنا نصّ وفي الكلّ عوّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 289]
758 - وآخر لقمان يواليه أحمد = وسكّنه زاك وشيخه الاوّلا
قرأ حفص وحده: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ* هنا، وفي قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. بتنوين كُلٍّ*، وقرأ غيره بحذف التنوين في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ هُنَا وَالْمُؤْمِنُونَ، فَرَوَى حَفْصٌ كُلٍّ بِالتَّنْوِينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {من كلٍ} بالتنوين هنا [40]، وفي المؤمنون [27]، والباقون بغير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (688 - من كلّ فيهما علا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بنيّ افتح (ن) ما
أي قرأ حفص قوله: «من كلّ زوجين اثنين» هنا وفي المؤمنين بتنوين كلّ على تقدير مضاف: أي من كل جنس، والباقون بحذفه بإضافة كل إلى الزوجين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [(نونا)] فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/377]
ص:
من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بني افتح (ن) ما
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص: من كلّ زوجين هنا [40]، وفي الفلاح [المؤمنون: 27] بتنوين كلّ على تقدير مضاف، أي: من كل جنس أو ذكر وأنثى، واثنين [40] صفة زوجين مفعول، والباقون بحذفه، وإضافة كل إلى زوجين؛ ف اثنين مفعوله.
ومن عليهما متعلق الفعل أو حال المفعول لا صفة ثانية.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، وكاف (كم) ابن عامر، و(سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير: مجراها [41] بضم الميم؛ مصدر: «أجرى» على حد: «أرسى»، والباقون بفتحها؛ مصدر: «جرى» على حد: وهي تجري بهم [42]، وإمالتها تقدمت في بابها.
وقرأ ذو نون (نما) عاصم: يبنيّ اركب معنا [هنا] [42] بفتح الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/378] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "جاء أمرنا" بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب، قرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا فيشبع المد، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى ومن طريق غيره تحقيقها وتسهيل الثانية وبإبدالها كالأزرق، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (اختلف في "مِنْ كُلِّ زَوْجَيْن" [الآية: 40] هنا وقد أفلح [الآية: 27] فحفص بتنوين كل فيهما على تقدير محذوف رضي عنه التنوين أي: من كل حيوان وزوجين مفعول باحمل وافقه الحسن والمطوعي، والباقون بغير بغير تنوين على إضافة كل إلى زوجين فاثنين مفعول احمل، ومن كل زوجين محله نصب على الحال من المفعول، كأنه كان صفة للنكرة فلما قدم عليها نصب حالا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر آنفا حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [40] قرأ قالون والبزي والبصري بإسقاط الهمزة الأولى، مع القصر والمد، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، ونهما أيضًا إبدالها ألفًا، ولا بد من مده طويلاً لسكون الميم، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من كل زوجين} قرأ حفص بتنوين {كل} والباقون بغير تنوين، والأوجه الثلاثة في {عذاب يوم أليم} والبدل في {الرأي} [27] لحمزة إن وقف، والأوجه الخمسة في {شآء} [33] له ولهشام مما لا يخفى). [غيث النفع: 712]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قليل} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف على المشهور، وشذ بعضهم فجعله {رجيم} بعده). [غيث النفع: 713]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
{جَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
وبالفتح والإمالة هشام.
والباقون بالفتح.
وانظر مثل هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش {جاء أمرنا} بتحقيق الهمزتين.
وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب واليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني وقنبل من طريق ابن شنبوذ (جا أمرنا)، بحذف الهمزة الأولى وتحقيق الثانية.
وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكثير عنه من طريق الأزرق، وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وقنبل (جاء امرنا) بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية.
وتلخص مما سبق مايلي:
آ- ۱- للأزرق وورش: تسهيل الثانية بين بين.
۲ - ويضاف إلى هذا إبدال الثانية ألفا مع المد المشبع لأجل الساكنين.
ب- ولقنبل ثلاثة أوجه:
[معجم القراءات: 4/49]
۱- إسقاط الهمزة الأولى من طريق ابن شنبوذ مع المد والقصر.
٢- من طريق غير ابن شنبوذ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية.
٣- إبدال الثانية حرف مد محضًا مع المدة المشبع لالتقاء الساكنين، كالأزرق وورش.
وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر؛ ومع هذا الإبدال يكون الحذف والإثبات.
{مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ}
قرأ حفص عن عاصم والمفضل والحسن والمطوعي {من كل زوجين}، بتنوين (كل) على تقدير محذوف عوض عنه التنوين أي: من كل حيوان، وزوجين: مفعول (حمل)، و (اثنين) نعت مؤكد له، و (من كل) حال.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (من كل زوجين)، بإضافة (كل) إلى زوجين، واثنين: مفعول (احمل)، و(زوجين) هنا بمعنى العموم، أي من كل ماله ازدواج، ويأتي الزوج أيضا في كلام العرب للنوع، كقوله تعالى: {وأنبتنا فيها من كل زوج بهيجة}سورة ق آية / ۷). [معجم القراءات: 4/50]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }

قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في ضم الْمِيم وَفتحهَا من قَوْله {بِسم الله مجْراهَا} 41
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر (مجرها) بِضَم الْمِيم
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (مجرها) بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم (مجرها) بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء
وَلَيْسَ يكسر في الْقُرْآن غير هَذَا الْحَرْف يعْني الرَّاء في (مجرها) ). [السبعة في القراءات: 333]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وَمرْسَاهَا} 41
كلهم قَرَأَ (ومرسهآ) بِضَم الْمِيم
وَكَانَ ابْن كثير وَابْن عَامر يفتحان الرَّاء من (مجرها) وَالسِّين من (مرسهآ)
وَكَانَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر يقرآنهما بَين الْكسر والتفخيم
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي يميلون الرَّاء من (مجرها)
وَيفتح أَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم السِّين من (مرسهآ) ويميلها حَمْزَة والكسائي
وَلَيْسَ فيهم أحد جعلهَا نعتا لله عز وَجل). [السبعة في القراءات: 333]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((مجراها) بفتح الميم كوفي - غير أبي بكر ). [الغاية في القراءات العشر: 280]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فعميت} [28]: بالتشديد، و{مجراها} [41]: بفتح الميم،
[المنتهى: 2/747]
و{سعدوا} [108]: بضم السين هما، وخلفٌ، وحفص، وافق علي عن أبي بكر، والمفضل في الميم، زاد المفضل فتح (ومرسها) [41]، وربما ضم الميمين.
بالإمالة أبو عمرو غير أبي زيد، وهما، وخلف، وابن مامويه، والصوري عن ابن ذكوان، وحفص غير البختري والخزاز والقواس إلا الصفار). [المنتهى: 2/748] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (مجريها) بفتح الميم، وضمها الباقون.
[التبصرة: 234]
وأمال أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي، وقرأ ورش بين اللفظين، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {مجراها} (41): بفتح الميم.
والباقون: بضمها.
وقد تقدم الاختلاف في الراء في باب الإمالة.
وأمال حفص فتحة الراء من : {مجراها} ). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: {مجراها} بفتح الميم، والباقون بضمها، وقد تقدم [الاختلاف] في الرّاء في باب الإمالة). [تحبير التيسير: 405]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) بكسر الراء والسين مجاهد، وقد تقدم ذكرهما. (مَجْرَاهَا) كحفص، وافق المفضل في الميم، زاد (وَمُرْسَاهَا) بالفتح وافق ابْن مِقْسَمٍ في (عُمِّيَتْ) وزاد في القصص، الباقون بفتح العين والسين وضم الميم، وهو الاختيار لقوله: (عَلَى بَيِّنَةٍ)، و(مَجْرَاهَا) بضم الميم؛ لقوله: (وَمُرْسَاهَا) وفتح السين، لأن سعد أكثر ما يجيء لازمًا، وفي تعديته كلام طويل فالمشهور أولى). [الكامل في القراءات العشر: 570]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([41]- {مَجْرَاهَا} بفتح الميم: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/664]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (757 - وَفِي ضَمِّ مَجْرَاهَا سِوَاهُمْ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([757] وفي ضم مجراها سواهم وفتح يا = بني هنا (نـ)ص وفي الكل (عـ)ولا
[758] وآخر لقمان يواليه (أحمدٌ) = وسكنه (ز)اك و(شيخه) الاولا
المُجرى، مصدر أجرى إجراء ومُجرى.
والمَجرى: مصدر جَرى جَريًا ومَجرى). [فتح الوصيد: 2/986]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([757] وفي ضم مجراها سواهم وفتح يا = بني هنا نصٌ وفي الكل عولا
[كنز المعاني: 2/311]
ح: (سواهم): مبتدأ، والضمير: لحمزة والكسائي وحفص، (في ضم): خبره، و(في): بمعنى (على)، (فتح): مبتدأ، (يا بني): مضاف إليه، (نص): خبره.
ص: أي: قرأ غير حمزة والكسائي وحفص: {مجريها} [41] بضم الميم مصدر (أجرى)، وحمزة والكسائي وحفص: بفتحها مصدر (جرى).
وقد سبق أن حفصًا يوافق حمزة والكسائي مع إمالة {مجريها}.
وقرأ عاصم: {يا بني اركب} بفتح الياء هنا [42]، وحفص في جميع القرآن على أن ياء المتكلم أبدلت ألفًا لتوالي الياءات، ثم اكتفى عن الألف بالفتح، والباقون: في الكل بالكسر على الأصل لالتقاء الساكنين بعد حذف ياء الإضافة كما في {يا عباد} [الزمر:10]). [كنز المعاني: 2/312] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (757- وَفِي ضَمِّ مَجْرَاهَا سِوَاهُمْ وَفَتْحُ يَا،.. بُنَيِّ هُنَا "نَـ"ـصٌّ وَفِي الكُلِّ "عُـ"ـوِّلا
أي: غير حمزة والكسائي وحفص ضم ميم "مجراها" على أنه مصدر أجرى وهؤلاء فتحوها على أنها مصدر جرى وفي في قوله: وفي ضم بمعنى على أي: على ضمها من عدا هؤلاء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/233]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (757 - وفي ضمّ مجراها سواهم .... = .... .... .... .... ....
....
وقوله: (وفي ضم مجراها سواهم) معناه: أن سوى حمزة والكسائي وحفص قرءوا بضم ميم مجريها فتكون قراءة هؤلاء الثلاثة بفتحها فالضمير في (سواهم) يعود على حمزة والكسائي وحفص في البيت قبله). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَجْرَاهَا فَقَرَأَهَا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَدْ غَلِطَ مَنْ حَكَى فَتْحَ الْمِيمِ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنَ الْمُؤَلِّفِينَ، وَشُبْهَتُهُمْ فِي ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُمْ رَأَوْا فِيهَا عَنْهُ الْفَتْحَ وَالْإِمَالَةَ فَظَنُّوا فَتْحَ الْمِيمِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ إِنَّمَا أُرِيدَ فَتْحُ الرَّاءِ، وَإِمَالَتُهَا فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِيهَا الْفَتْحَ وَالْإِمَالَةَ فَالْإِمَالَةُ رِوَايَتُهُ عَنِ الصُّورِيِّ وَالْفَتْحُ رِوَايَتُهُ عَنْ غَيْرِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي الْإِمَالَةِ، وَهَذَا مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُنْتَبَهَ لَهُ، وَهُوَ مِمَّا لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا أَئِمَّةُ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ الْعَالِمُونَ بِالنُّصُوصِ وَالْعِلَلِ الْمُطَّلِعُونَ عَلَى أَحْوَالِ الرُّوَاةِ، فَلِذَلِكَ أَضْرَبَ عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ، وَلَمْ
[النشر في القراءات العشر: 2/288]
يَعْتَبِرْهُ مَعَ رِوَايَتِهِ لَهُ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الْعِزِّ، الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ فِي كُتُبِهِ، وَبِهَذَا يُعْرَفُ مِقْدَارُ الْمُحَقِّقِينَ، وَكَذَا فَعَلَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ، وَهُوَ أَكْبَرُ أَصْحَابِ أَبِي الْعِزِّ وَابْنِ سَوَّارٍ، وَأَجَلُّهُمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الميم، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ كَمَا أَثْبَتْنَاهُ مَنْصُوصًا مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {مجراها} [41] بفتح الميم، والباقون بضمها، وهم في الإمالة كما ذكر في بابها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (688- .... .... .... مجرى اضمما = صف كم سما .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (مجرى) يريد قوله تعالى: بسم الله مجراها ومرساها بضم الميم أبو بكر وابن عامر والمدنيان وابن كثير والبصريان على أنه مصدر أجرى، والباقون بفتحها على أنه مصدر جرى مجرى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [(نونا)] فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/377]
ص:
من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بني افتح (ن) ما
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص: من كلّ زوجين هنا [40]، وفي الفلاح [المؤمنون: 27] بتنوين كلّ على تقدير مضاف، أي: من كل جنس أو ذكر وأنثى، واثنين [40] صفة زوجين مفعول، والباقون بحذفه، وإضافة كل إلى زوجين؛ ف اثنين مفعوله.
ومن عليهما متعلق الفعل أو حال المفعول لا صفة ثانية.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، وكاف (كم) ابن عامر، و(سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير: مجراها [41] بضم الميم؛ مصدر: «أجرى» على حد: «أرسى»، والباقون بفتحها؛ مصدر: «جرى» على حد: وهي تجري بهم [42]، وإمالتها تقدمت في بابها.
وقرأ ذو نون (نما) عاصم: يبنيّ اركب معنا [هنا] [42] بفتح الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/378] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَجْرَاهَا" [الآية: 41] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم مع الإمالة من جرى ثلاثي ولم يمل حفص في القرآن العزيز غيرها، كما تقدم وافقهم الشنبوذي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/125]
والباقون بالضم من أجرى أمالها منهم أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرساها" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه على قاعدته، كما صوبه في النشر، وإن اقتضى كلام العنوان فتحها فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي فتح الميمين مع الإمالة من جرى ورسى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن مجريها ومرسيها بياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الراء والسين اسما فاعلين من أجرى وأرسى بدلان من اسم الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقال اركبوا فيها}
{مجراها} [41] قرأ حفص والأخوان بفتح الميم، والباقون بالضم). [غيث النفع: 714]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}
{مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وابن مسعود والداجوني ومسلم بن صبيح ومسروق وخلف والشنبوذي وأبو رزين وأبو المتوكل {مجراها ومرساها}، بفتح الميم في الأول، وضمها في الثاني، واختار هذه القراءة الطبري.
وتخريج هذه القراءة على ثلاثة أوجه:
1- أن يكون (مجراها) منصوبًا على تقدير حذف ظرف مضافي إلى (مجراها)، ومرساها: عطف عليه، والتقدير: باسم الله وقت إجرائها وإرسائها، أي: اركبوا فيها متبركين باسم الله تعالى في هذين الوقتين...
۲- أن يكون (مجراها) في موضع رفع لأنه مبتدأ، وباسم الله خبره، والتقدير: بسم الله إجراؤها وإرساؤها، وكانت الجملة في موضع نصب على الحال من الضمير (فيها).
3- أن يكون (مجراها) في موضع رفع بالظرف، ويكون الظرف حالا من (ها) المجرورة في (فيها).
وقرأ ابن مسعود وعيسى بن عمر الثقفي وزيد بن علي والأعمش وابن
[معجم القراءات: 4/51]
محيصن ويحيى بن عيسى عن ابن وثاب وأبو الجوزاء وابن يعمر وهي قراءة المفضل عن عاصم (مجراها ومرساها)بفتح الميم فيهما، وهما ظرفا زمان أو مكان، أو مصدران، وهما من جرت ورست.
قال الزجاج: ويجوز مجراها ومرساها.. فهو على جرت جريًا ومجرًى، ورست رسوًا ومرسًى).
وقال الشهاب: (وقراءة مرساها، بالفتح شاذة).
وفي حاشية الجمل: «وقوله بفتح الميمين فيه تساهل؛ فإن فتحهما قراءة شاذة»
وقال الزمخشري: «.. بفتح الميم من جري ورسي، إما مصدرين، أو وقتين، أو مكانين).
وقرأ مجاهد والحسن وأبو رجاء والأعرج وشيبة وابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحميد وأبو عمران الجوني وابن جبير (مجراها ومرساها) بضم الميم فيهما على معنى: باسم الله إجراؤها وإرساؤها.
[معجم القراءات: 4/52]
وذكر الطوسي أن الضم في (مجراها) إنما هو للمقابلة بينه وبين مرساها، لما بينهما من المشاكلة.
وقال الزجاج:
«ومن قرأ مجراها ومرساها فمعنى ذلك: بالله إجراؤها وإرساؤها، يقال: أجريته مجرى وإجراء في معنى واحد».
وقرأ الضحاك والنخعي وابن وثاب وأبو رجاء العطاردي ومجاهد وسليمان بن جندب والكلبي وعاصم الحجدري والحسن وأبو وائل عن ابن مسعود ومسروق ومسلم بن جندب وقتادة وحميد الأعرج وإسماعيل بن مجالد عن عاصم وجبلة عن المفضل عنه أيضًا ومحبوب عن أبي عمرو ومحمد بن السميفع (مجريها ومرسيها)، اسم فاعل من أجرى وأرسي، وهما بدل من اسم الله تعالى، فهما في موضع جر.
قال الزجاج: «ويجوز فيه شيء لم يقرأ به، ولا ينبغي أن يقرا به؛ لأن القراءة سنة متبعة: باسم الله مجريها، على وجهين:
1- أحدهما الحال، والمعنى: مجريًا لها، ومرسيًا لها، كما تقول: مررت بزيد ضاريها، على الحال.
ويجوز أن يكون منصوبًا على المدح، أعنى مجريها ومرسيها.
[معجم القراءات: 4/53]
2- ويجوز أن يكون مجريها ومرسيها في موضع رفع على إضمار هو مجريها ومرسيها).
وقال ابن الأنباري:
«ومن قرأ بضم الميم فيهما وكسر الراء والسين مجريها ومرسيها، جعله اسم فاعل من أجراها الله فهو مجري، وأرساها فهو مرسي».
{مَجْرَاهَا}
قرأه بالإمالة حفص عن عاصم، وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني.
وورش والأزرق بالتقليل، وهي قراءة الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو.. والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{وَمُرْسَاهَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.. والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
. والباقون بالفتح.
{مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}
وقرأ ابن وثاب والمطوعي (مجراها ومرساها) بفتح الميم، والإمالة فيهما.
وقال ابن مجاهد:
«وكان نافع وعاصم في رواية أبي بكر يقرأ انهما بين الكسر والتفخيم».
وقرأ ابن مسعود (مجراها ومرساها) بفتح الميم وإمالة الراء في الأول، ويضم الميم وإمالة السين في الثاني). [معجم القراءات: 4/54]

قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَكسرهَا من قَوْله {يَا بني اركب مَعنا} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {يَا بني} مُضَافَة بِكَسْر الْيَاء
وَكَذَلِكَ كل مَا أَضَافَهُ الْمُتَكَلّم إِلَى نَفسه فالياء فِيهِ مَكْسُورَة إِذا كَانَ الابْن وَاحِدًا
إِلَّا أَن ابْن كثير روى عَنهُ في سُورَة لُقْمَان أَنه قَرَأَ الأحرف الثَّلَاثَة 13 16 17 مُخْتَلفَة الْأَلْفَاظ فَكَانَ يقْرَأ {يَا بني لَا تشرك بِاللَّه} 13 بِحَذْف يَاء الْإِضَافَة وَلَا يشدد ويسكن الْيَاء وَقَرَأَ الثَّانِيَة {يَا بني إِنَّهَا} 16 مُشَدّدَة الْيَاء مَكْسُورَة وَقَرَأَ الثَّالِثَة {يَا بني أقِم الصَّلَاة} مثل الأولى سَاكِنة الْيَاء
هَكَذَا قَرَأت على قنبل عَن القواس وتابع البزي القواس في الْأَوليين وَخَالفهُ في الثَّالِثَة فَقَرَأَ {يَا بني أقِم} بِفَتْح الْيَاء
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم {يَا بني اركب مَعنا} مَفْتُوحَة الْيَاء في هَذَا الْموضع وَسَائِر الْقُرْآن مَكْسُورَة الْيَاء مثل حَمْزَة
وروى عَنهُ حَفْص {يَا بني} بِالْفَتْح في كل الْقُرْآن إِذا كَانَ وَاحِدًا). [السبعة في القراءات: 334]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا بني اركب) ).
بفتح الياء، عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 280 - 281]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يا بني} [42]: بفتح الياء عاصم.
{اركب معنا} [42]: مدغم: أبو عمرو، وعلي، وخلف، والزينبي عن أصحابه، وابن يزيد، وأبو الفضل، وقالون غير أبي عون والجمال إلا الشذائي والشحام، وحفص طريق الهاشمي، وحمزة غير سليم طريق ابن سعدان وخلفٍ وابن جبير ورويم). [المنتهى: 2/749]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد تقدم ذكر (سحر) و(اركب معن) و(صلواتك) و(مكانتكم) فيما تقدم، فأغنى عن الإعادة). [التبصرة: 234]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (يبني) هنا وفي يوسف وثلاثة في لقمان وموضع في والصافات بفتح الياء في الستة، ووافقه أبو بكر على فتح الياء في هذه السورة وحدها وكسر ما بقي، وكسرهن الباقون غير ابن كثير فإن له مذاهب تذكر في لقمان إن شاء الله). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، هنا: {يا بني اركب} (42): بفتح الياء.
والباقون: بكسرها.
وأظهر ورش، وابن عامر، وحمزة: {يا بني اركب معنا}.
واختلف عن قالون، وعن البزي، وعن خلاد.
وأدغمها الباقون). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم [هنا] (يا بني اركب) بفتح الياء والباقون بكسرها (اركب معنا) [ذكر في بابه] ). [تحبير التيسير: 405]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ} بفتح الياء: عاصم). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (757- .... .... .... وَفَتْحُ يَا = بُنَيِّ هُنَا نَصٌّ وَفِي الْكُلِّ عُوِّلاَ
758 - وَآخِرَ لُقْماَنٍ يُوَالِيهِ أَحْمَدُ = وَسَكَّنَهُ زَاكٍ وَشَيْخُهُ الأَوَّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([757] وفي ضم مجراها سواهم وفتح يا = بني هنا (نـ)ص وفي الكل (عـ)ولا
[758] وآخر لقمان يواليه (أحمدٌ) = وسكنه (ز)اك و(شيخه) الاولا
...
و{يبني} بالفتح، أصله: يا بنيا بألف، أبدلت من ياء الإضافة، ثم حذفت لسكون الراء.
و{يبني} بالكسر، أصله: يا بنيي، ثم حذفت الياء لذلك، أو حذفت في النداء، كما قالوا: (یا غلام) و(يا عباد) لكثرة الاستعمال، وبقيت الياء قبلها على كسرتها لتدل عليها.
[فتح الوصيد: 2/986]
ويحتمل الفتح أن يكون على الندبة، والأصل: يا بنياه، ثم حذفت، وترك مفتوح الياء ليدل على الألف المحذوفة، أو استثقل الكسر مع الياء ففتح.
وقيل: ثقل اجتماع الياءات والكسرات، فأبدل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت الياء ألفًا، ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء وبقيت الفتحة تدل عليها.
قال المازني: «وضع الألف مكان الياء مطرد في النداء».
وأجاز یا زيدًا أقبل، في يا زيدي؛ أبدل من كسرة الدال فتحة ومن الياء ألفًا. وقد فعلوا ذلك في غير النداء؛ قالوا في جارية: جاراه، وفي ناصية ناصاه.
ومن أسكن الياء، فلأنه حذف ياء الإضافة ولام الفعل، فبقيت ياء التصغير، لأن فيه ثلاث یاءات. ياء التصغير، ولام الفعل المحذوفة من (ابن)، فإن أصله: بنو أو بني، والتصغير يرد الأصل، وتوجب ياء التصغير قلب الواو ياء إن قلنا أصله: بنو.
والمغايرة في الفتح والكسر للجمع بين اللغتين.
وقراءة البزي، جمعت اللغات الثلاث). [فتح الوصيد: 2/987]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([757] وفي ضم مجراها سواهم وفتح يا = بني هنا نصٌ وفي الكل عولا
[كنز المعاني: 2/311]
ح: (سواهم): مبتدأ، والضمير: لحمزة والكسائي وحفص، (في ضم): خبره، و(في): بمعنى (على)، (فتح): مبتدأ، (يا بني): مضاف إليه، (نص): خبره.
ص: أي: قرأ غير حمزة والكسائي وحفص: {مجريها} [41] بضم الميم مصدر (أجرى)، وحمزة والكسائي وحفص: بفتحها مصدر (جرى).
وقد سبق أن حفصًا يوافق حمزة والكسائي مع إمالة {مجريها}.
وقرأ عاصم: {يا بني اركب} بفتح الياء هنا [42]، وحفص في جميع القرآن على أن ياء المتكلم أبدلت ألفًا لتوالي الياءات، ثم اكتفى عن الألف بالفتح، والباقون: في الكل بالكسر على الأصل لالتقاء الساكنين بعد حذف ياء الإضافة كما في {يا عباد} [الزمر:10].
[758] وآخر لقمانٍ يواليه أحمدٌ = وسكنه زاكٍ وشيخه الاولا
[كنز المعاني: 2/312]
ح: (آخر): مبتدأ، (يواليه أحمدٌ): خبره، والضمير: لحفص، والعائد إلى المبتدأ محذوف، أي: فيه، ضمير (سكنه): لـ (بني)، (زاك): فاعل الفعل، و(شيخه): عطف على (زاكٍ)، (الأولا): مفعوله.
ص: يعني: وافق البزي أحمد حفصًا في الحرف الآخر: {يا بني أقم الصلاة} [لقمان: 17] بفتح الياء، وسكنه قنبل، وأسكن شيخه ابن كثير الأول، وهو: {يا بني لا تشرك} [لقمان: 13].
ووجه الإسكان: أنه لما حذف ياء الإضافة، بقي ياء التصغير ولام الفعل، فصارت مشددة بالإدغام، ثم حذفت لام الفعل، فبقيت ياء التصغير ساكنة، وقيل: هذا إجراءٌ للوصل مجرى الوقف، لأن المشدد لما وقف عليه جاز تخفيفه.
وأما الحرف المتوسط، وهو: {يا بني إنها إن تك} [لقمان: 16] فيفتح لحفص ويكسر لغيره على ما تقدم). [كنز المعاني: 2/313]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما يا بني بفتح الياء وكسرها فلغتان مثل ما تقدم في: "يا ابن أم" بفتح الميم وكسرها، ففتح حفص الجميع ووافقه أبو بكر هنا فعلى الكسر أصله يبنى، فحذفت الياء كما تقول: يا غلام، والأصل: يا غلامي، وعلى الفتح أبدلت الياء ألفا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/233]
لتوالي الياءات والكسرات، ثم حذفت الألف وبقيت الفتحة دالة عليها.
758- وَآخِرَ لُقْمانٍ يُوَالِيهِ أَحْمَدُ،.. وَسَكَّنَهُ "زَ"اكٍ وَشَيْخُهُ الَاوَّلا
في لقمان ثلاثة مواضع: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}، {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ}، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ}، فالوسطى على ما تقدم تفتح لحفص وتكسر لابن كثير وغيره. والأولى والأخيرة فتحهما حفص وكسرهما من عدا ابن كثير، أما ابن كثير فسكن الأولى وله في الأخيرة وجهان؛ فتحها البزي فوافق حفصا في ذلك وسكنها قنبل، ووجه الإسكان أن بعد حذف ياء الإضافة بقي ياء مشددة هي مجموع ياء التصغير وياء لام الفعل، فخفف ذلك التشديد بحذف الياء الأخيرة، وهي لام الفعل وبقيت ياء التصغير وهي ساكنة وكأنه عند التحقيق وصل بنية الوقف فإذا وقف على المشدد جاز تخفيفه، وفي قراءة ابن كثير جمع بين اللغات الثلاث ففتح وسكن وكسر الأكثر، ومعنى يواليه يتابعه وأحمد هو اسم البزي، وزاكٍ عبارة عن قنبل وشيخه هو ابن كثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/234]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (757 - وفي ضمّ مجراها سواهم وفتح يا = بنيّ هنا نصّ وفي الكلّ عوّلا
758 - وآخر لقمان يواليه أحمد = وسكّنه زاك وشيخه الاوّلا
....
وقع لفظ يا بُنَيَّ* في القرآن في ستة مواضع: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا في هذه السورة، يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ بيوسف، يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ، يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ، يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ والثلاثة في لقمان، يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ في الصافات وقد قرأ عاصم هنا: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا. بفتح الياء وقرأ غيره بكسرها.
وكذا قرأ حفص بفتح الياء في المواضع الخمسة: موضع يوسف، وثلاث لقمان، وموضع الصافات ووافقه البزيّ على فتح الياء في الموضع الأخير من لقمان وهو: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وقرأ هذا الموضع بسكون الياء مخففة قنبل. وقرأ ابن كثير في الموضع الأول من لقمان وهو: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بسكون الياء مخففة وقرأ الباقون بكسر الياء في المواضع الستة.
والخلاصة: أن الموضع الأول وهو: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا. بفتح الياء فيه عاصم ويكسرها غيره، وأن الموضع الثاني وهو لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ بفتح الياء فيه حفص ويكسرها غيره، ومثله. الموضع الرابع: يا بُنَيَّ إِنَّها في لقمان. والموضع السادس: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى في الصافات. والموضع الثالث وهو: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بفتح ياء حفص ويسكنها مخففة ابن كثير ويكسرها الباقون. الموضع الخامس: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ بفتح ياءه حفص والبزي ويسكنها مخففة قنبل ويكسرها الباقون). [الوافي في شرح الشاطبية: 290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) فِي يَابَنِي حَيْثُ وَقَعَ، وَهُوَ هُنَا، وَفِي يُوسُفَ وَثَلَاثَةٌ فِي لُقْمَانَ، وَفِي الصَّافَّاتِ، فَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي السِّتَّةِ، وَافَقَهُ أَبُو بَكْرٍ هُنَا، وَوَافَقَهُ فِي الْحَرْفِ الْأَخِيرِ مِنْ لُقْمَانَ وَهُوَ قَوْلُهُ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ الْبَزِّيُّ وَخَفَّفَ الْيَاءَ وَسَكَّنَهَا فِيهِ، قُنْبُلٌ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ الْأَوَّلَ مِنْ لُقْمَانَ وَهُوَ (يَا بُنَيْ لَا تُشْرِكْ) بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَإِسْكَانِهَا، وَلَا خِلَافَ عَنْهُ فِي كَسْرِ الْيَاءِ مُشَدَّدَةً فِي الْحَرْفِ الْأَوْسَطِ، وَهُوَ (يَا بُنَيِّ إِنَّهَا)، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي السِّتَّةِ الْأَحْرُفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ ارْكَبْ مَعَنَا وَإِظْهَارِهِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {يا بني} بفتح الياء في الستة المواضع، وافقه أبو بكر هنا، ووافقه البزي في الأخير من لقمان {يا بني أقم الصلاة} [17]، وخفف قنبل الياء وسكنها منه ابن كثير الأولى من لقمان وهو {يا بني لا تشرك} [13] بتخفيف الياء وإسكانها، ولم يختلف عنه في الأوسط وهو {يا بني إنها إن} [لقمان: 16] بكسر الياء وتشديدها، وكذلك قرأ الباقون في الجميع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اركب معنا} [42] ذكر في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (688- .... .... .... .... .... = .... .... ويا بنيّ افتح نما
689 - وحيث جا حفصٌ وفي لقمانا = الاخرى هدى علمٍ وسكّن زانا
690 - وأوّلاً دن .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويا بني) يعني قوله تعالى: يا بني اركب معنا قرأه عاصم بفتح الياء هنا وكسرها الباقون.
وحيث جا حفص وفي لقمانا = الاخرى (هـ) دى (ع) لم وسكّن (ز) انا
أي فتح حفص الياء من «يا بنيّ» حيث جاء مضموم الأول، وهو في ستة مواضع: «يا بني اركب معنا» في هذه السورة، «ويا بني لا تقصص» في يوسف، و «يا بني لا تشرك» و «يا بني إنها، يا بني أقم الصلاة» بلقمان «يا بني إني أرى في المنام» في الصافات، ووافقه البزي على فتح آخر لقمان، وسكنها مخففة قنبل، وسكن الأول من لقمان ابن كثير كما في البيت الآتي وهو «يا بني لا تشرك بالله» والباقون بالكسر في الجميع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [(نونا)] فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/377]
ص:
من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما = (ص) ف (ك) م (سما) ويا بني افتح (ن) ما
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص: من كلّ زوجين هنا [40]، وفي الفلاح [المؤمنون: 27] بتنوين كلّ على تقدير مضاف، أي: من كل جنس أو ذكر وأنثى، واثنين [40] صفة زوجين مفعول، والباقون بحذفه، وإضافة كل إلى زوجين؛ ف اثنين مفعوله.
ومن عليهما متعلق الفعل أو حال المفعول لا صفة ثانية.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، وكاف (كم) ابن عامر، و(سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير: مجراها [41] بضم الميم؛ مصدر: «أجرى» على حد: «أرسى»، والباقون بفتحها؛ مصدر: «جرى» على حد: وهي تجري بهم [42]، وإمالتها تقدمت في بابها.
وقرأ ذو نون (نما) عاصم: يبنيّ اركب معنا [هنا] [42] بفتح الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/378] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وحيث جا حفص وفي لقمانا = الأخرى (هـ) دى (ع) لم وسكّن (ز) انا
ش: أي: [وفتح (حفص) الياء] من يبنيّ، حيث جاء مضموم الأول.
واتفق على [فتح] (آخر لقمان) [17] ذو هاء (هدى) البزي، وعين (علم) حفص:
وسكنها مخففة ذو زاي (زان) قنبل.
وسكن أول لقمان [13] ذو دال (دن) أول التالي ابن كثير.
وكسر وسطها [16] على أصله.
والثلاثة الباقية عنده كالباقين في الستة؛ وهي: يا بنيّ اركب مّعنا بهود [الآية: 42]، [و] يا بنيّ لا تقصص بيوسف [الآية: 5].
[و] يا بنيّ لا تشرك، [و] يا نبيّ إنّها، [و] يا بنيّ أقم [ثلاثتها] بلقمان
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/378]
[13، 16، 17]، [و] يا بنيّ إنّي أرى بالصافات [الآية: 102].
فصار حفص بفتح الستة، وشعبة بفتح الأول وكسر الخمسة، والبزي بإسكان أول لقمان وفتح آخرها وكسر الأربعة، وقنبل بإسكان طرفي لقمان، وكسر الأربعة، والباقون بكسر الكل.
تنبيه:
خرج بتخصيص المذكور يا بنيّ لا [لقمان: 13]، ويا بنيّ اذهبوا [يوسف: 87] فهما متفقا الفتح.
ووجه فتحه: أن أصله «بنو»، ومن ثم رد إليه في التصغير «بنيو»، فاجتمعت ياء التصغير والواو؛ فقلبت إليها، وأدغمت فيها على حد: «هيّن»، ثم لحقت ياء المتكلم- وهو منادى- فقلبت ألفا، ثم حذفت، وبقيت الفتحة تدل عليها.
ووجه الكسر: حذفها، وإبقاء الكسرة تدل عليها، وتمامها في ابن أمّ [الأعراف: 150، وطه: 54] وعموم الحذف، ضعف الحذف هنا للساكنين.
ووجه الإسكان: حذف ياء المتكلم، ثم خففت المشددة على لغتها بحذف الثانية على حد: أماني [البقرة: 78].
ثم كمل (بنى) فقال:
ص:
وأوّلا (د) ن عمل كعلما = غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/379]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام اركب معنا [42] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/379]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا بُنَي" [الآية: 42] هنا و[يوسف الآية: 5] وفي لقمان ثلاثة [الآية: 13، 16، 17] وفي [الصافات الآية: 102] فحفص بفتح الياء في الستة؛ ذلك لأن أصل ابن بنو صغر على بنيو فاجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فيها، ثم لحقها ياء الإضافة فاستثقل اجتماعها مع الكسرة فقلبت ألفا ثم حذفت الألف اجتزاء عنها بالفتحة، وقرأ أبو بكر هنا كذلك بالفتح، وقرأ ابن كثير الأول من لقمان "يَا بُنَي لا تُشْرِكْ بِاللَّه" بسكون الياء مخففة واختلف عنه في الأخير منها "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاة" فرواه عنه البزي كحفص ورواه عنه قنبل بالتخفيف مع السكون كالأول وافقه ابن محيصن على التخفيف فيهما، وعن المطوعي كذلك في هود، ولا خلاف عن ابن كثير في كسر الياء مشددة في الأوسط من لقمان "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا" وبه قرأ الباقون في الستة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم باء "اركب" [الآية: 42] في ميم "معنا" أبو عمرو والكسائي ويعقوب واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد، والوجهان صحيحان عن كل منهم،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/126]
والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهي} [42] قرأ قالون والبصري وعلي بإسكان الهاء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 714]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا بني} قرأ عاصم بفتح الياء، والباقون بالكسر، وكلاهما بالتشديد). [غيث النفع: 714]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}
{وَهِيَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون (وهي) بسكون الهاء.
وقراءة الباقين بكسرها (وهي).
وقراءة يعقوب في الوقف (وهيه) بهاء السكت.
{نَادَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{نُوحٌ ابْنَهُ}
قراءة الجمهور بكسر التنوين من (نوح) دفعًا لالتقاء ساكنين: سكون التنوين، ثم سكون همزة الوصل بعده.
وصورة القراءة (نوحن ابنه).
- وقراءة وكيع والجراح بضم تنوين (نوح) فقد أتبع حركته حركة الإعراب في الحاء وصورة القراءة (نوحن ابنه).
قال أبو حاتم: «وهي لغة سوء لا تعرف».
كذا جاء النص عن أبي حاتم عند أبي حيان، وابن عطية.
وقال الشهاب: «قال أبو حاتم: إنها لغة ضعيفة».
[معجم القراءات: 4/55]
{ابْنَهُ}
قراءة الجمهور (ابنهو) بوصل هاء الكناية بواو.
قال الشهاب: «وهاء (ابنه) توصل بواو في الفصيح».
وقرأ أبو جعفر محمد بن علي (ابنه) بالضم والاختلاس من غير إشباع.
قال النحاس: «ويجوز على قول سيبويه: {ونادى نوح ابنه}، مختلس...».
وقال القرطبي: «ويجوز على قول سيبويه {ونادى نوح ابنه} بحذف الواو من (ابنه) في اللفظ).
واحتج القرطبي ببيتٍ للشماخ لهذه القراءة، نقله من سيبويه، يقول فيه:
له زجل كأنه صوت حادٍ = إذا طلب الوسيقة أو زمير
والشاهد فيه: أن (كأنه) أصله: كأنهو، فحذف الواو وأبقى الضمة.
وهذا الذي ذكره القرطبي أخذه عن أبي جعفر النحاس.
وقرأ ابن عباس (ابنه) بسكون الهاء، وهو من إجراء الوصل مجرى الوقف.
[معجم القراءات: 4/56]
وذكروا أن هذا على لغةٍ لأزد السراة، يسكنون هاء الكناية من المذكر، وذهب بعضهم إلى أنها لغة لبني كلاب وعقيل.
ومن النحويين من يخص هذا السكون بالضرورة.
قال أبو حيان: «وينشدون:
وأشرب الماء ما بي نحوه عطش = إلا لأن عيونه سال واديها»
أراد: عيونه، فسكن الهاء للضرورة.
قال الشهاب: «.. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بسكون الهاء فلا التفات إلى ما قيل إنه ضرورة، وهي لغة عقيل، وقيل الأزد».
وقال ابن جني: (... وإذا وقفت قلت: هذه، فأسكنت الهاء، ومنهم من يدعها على سكونها في الوصل كما يسكنها عند الوقف عليها، كما أن منهم من يسكن الهاء المضمرة إذا وصلها فيقول: مررت به أمس، وذكر أبو الحسن أنها لغة لأزد السراة...».
وقرأ علي بن أبي طالب وعروة بن الزبير وعكرمة (ابنها)بفتح الهاء، وألف بعدها، أي ابن امرأته.
وذهب علي والحسن إلى أنه ليس ابنه من صلبه، وإنما كان ابن امرأته، وكان الحسن يحلف أنه ليس من صلبه.
وقال العكبري: «يعني ابن امرأته، كأنه توهم إضافته إليها دونه، لقوله: {إنه ليس من أهلك}.
وقال الشهاب: «وقرأ علي رضي الله عنه (ابنها)؛ ولذا قيل إنه كان ربيبه، والربيب ابن امرأة الرجل من غيره، لأن الإضافة إلى الأم مع
[معجم القراءات: 4/57]
ذكر الأب خلاف الظاهر وإن جوزوه، ووجه بأنه نسب إليها لكونه كافرًا مثلها».
وقال أبو حيان: «وأما قراءة من قرأ.. فشاذة، ويمكن أنه نسب إلى أمه، وأضيف إليها، ولم يضف إلى أبيه لأنه كان كافرًا مثلها يلحظ فيه هذا المعنى، ولم يضف إليه استبعادًا له ورعيًا أن لا يضاف إليه كافر، وإنما ناداه ظنًا منه أنه مؤمن، ولولا ذلك ما أحب نجاته، أو ظنًا منه أنه يؤمن إن كان كافرًا لما شاهد من الأهوال العظيمة، وأنه يقبل الإيمان...».
وقرأ علي بن أبي طالب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين وابنه محمد وأبو جعفر محمد بن علي، وابنه جعفر بن محمد وهشام بن عروة (ابنة) بفتح الهاء من غير ألف، أي: (ابنها) مضافًا لضمير امرأته، فاكتفي بالفتحة عن الألف، وذهب ابن عطية إلى أنها لغة. وذهب ابن جني إلى أن حذف الألف للتخفيف، وأصلها ابنها، واستدل لصحة هذا التخريج بقراءة من قرأ (يا أبت) بفتح التاء، والمراد: يا أبتاه.
قلت: هي قراءة ابن عامر وأبي جعفر والأعرج، ويأتي الحديث مفصلًا فيها في سورة يوسف.
وذهب العكبري فيها مذهب ابن جني وقرنها بقراءة (يا أبت) بفتح التاء.
وقال الشهاب: «وقرأ محمد بن علي.. بهاء مفتوحة دون ألف اكتفاءً بالفتحة عنها، وهو ضعيف في العربية حتي خصته بعضهم بالضرورة».
[معجم القراءات: 4/58]
وقال أبو جعفر النحاس: «... فقراءة شاذة، وزعم أبو حاتم أنها تجوز على أنه يريد: ابنها، ثم يحذف الألف، كما تقول: ابنه فتحذف الواو.
قال أبو جعفر: هذا الذي قاله أبو حاتم لا يجوز على مذهب سيبويه لأن الألف خفيفة فلا يجوز حذفها، والواو ثقيلة يجوز حذفها».
وذهب الطوسي إلى أن الألف تركت كراهة ما يخالف المصحف. وقرأ السدي وابن أبي ليلى (ابناه) بألف وهاء السكت.
وذهب ابن جني إلى أنه على النداء، وذهب غيره إلى أنه على الندبة والرثاء.
قال ابن جني: «وقرأ السدي (ابناه) يريد بها الندبة، وهو معنى قولهم: الترثي، وهو على الحكاية أي قال له: يا ابناه. ولو أراد حقيقة الندبة لم يكن بد من أحد الحرفين: يا أبتاه، أو واابناه، كقولك: وازيداه، ويازيدان».
وذكر الشهاب الخفاجي أنه وقع في تفسير ابن عطية (أبناه) بفتح همزة القطع التي للنداء، ثم قال: « رد بأنه لا ينادي المندوب بالهمزة، وأن الرواية بالوصل فيها، والنداء بالهمزة لم يقع في القرآن».
قلت: النص في المطبوع من المحرر «وقرأ السدي ابناه» كذا ؟
فلعل الأصل الذي بين يدي الشهاب مختلف عما كان عند غيره مما وثق المطبوع عليه.
قال العكبري: «ويقرأ (ابناه) على الترثي، وليس بندبة؛ لأن الندبة
[معجم القراءات: 4/59]
لا تكون بالهمزة»، وهذا ما ذهب إليه ابن جني.
وقال الزمخشري: «وقرأ السدي... على الندبة والترثي أي قال: يا ابناه».
{فِي مَعْزِلٍ}
قراءة الجماعة في {فِي مَعْزِلٍ} بكسر الزاء، وهو اسم مكان من (عزل)، وهذا هو القياس في أمثاله،
وذكر ابن الأنباري أنه قرئ (في معزل) بفتح الزاء، وهو على هذا مصدر.
قال ابن الأنباري: «معزلٍ، يقرأ بكسر الزاي وفتحها، فمن كسر الزاي جعله أسمًا للمكان، ومن فتحها جعله مصدرًا».
وقال العكبري: «... بكسر الزاي، موضع، وليس بمصدر، وبفتحها مصدر، ولم أعلم أحدًا قرأ بالفتح».
وذهب إلى مثل هذا الشهاب الخفاجي فقال:
«يعني أن المعزل بالكسر هنا اسم مكان العزلة، وقد يكون زمانًا، وأما المصدر فبالفتح، ولم يقرأ به أحد).
قرأ حفص عن عاصم، وكذلك أبو بكر عنه، وهي رواية المفضل عنه أيضا (يا بني) بفتح الياء.
[معجم القراءات: 4/60]
قال ابن مهران: «وهي قراءة حفص عن عاصم في جميع القرآن، وأبو بكر لا يفتح غير هذا».
وقال ابن مجاهد: «وروى أبو بكر عن عاصم... مفتوحة الياء في هذا الموضع، وسائر القرآن مكسورة الياء مثل حمزة، وروى عنه حفص... بالفتح في كل القرآن إذا كان واحدا».
قال العكبري: «ويقرأ بالفتح وفيه وجهان:
أحدهما: أنه أبدل الكسرة فتحة فانقلبت ياء الإضافة أي انقلبت ألفًا، وصورتها: يا بنيا، ثم حذفت الألف كما حذفت الياء مع الكسرة لأنها أصلها.
والثاني: أن الألف حذفت لالتقاء الساكنين، وحذف الألف عند ابن الأنباري للتخفيف.
وقال مكي: «وقرأ عاصم بفتح الياء، وذلك أنه أبدل من كسرة لام الفعل «كذا »! فتحة استثقالًا لاجتماع الياءات مع الكسرة فانقلبت ياء الإضافة ألفًا، ثم حذفت الألف كما تحذف الياء، فبقيت الفتحة على حالها، وقوي حذف الألف لأنها عوض مما يحذف في النداء وهو ياء الإضافة».
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب (يا بني) بكسر الياء، وأصله: بنيي، وأصله: بنيو، إلا أنه لما اجتمعت الياء والواو والسابق منهما ساكن قلبوا الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء.
[معجم القراءات: 4/61]
فإذا أضفت هذا إلى نفسك قلت: بنيي، فتجتمع ثلاث ياءات، فتحذف الأخيرة، لأن الكسرة قبلها تدل عليها، وقوى حذفها شيئان:
١- اجتماع الأمثال، وهو مستثقل، فما ظنك به وقد جاء مع الكسر؟
٢- النداء؛ فإن الحذف في النداء أكثر، ولأنها حلت محل التنوين، وهو يحذف في النداء فكذلك ما قام مقامه.
قال الزجاج: «الكسر أجود القراءة، أعني كسر الياء».
وقرأ المطوعي والأعمش (يا بني) بسكون الياء، وهي قراءة الأفطس عن ابن كثير.
قال ابن خالويه:
«بجزم الياء زائدة عن الأعمش».
ويأتي مثل هذه القراءة في الآية/۱۳ من سورة لقمان معزوة لابن كثير.
{ارْكَبْ مَعَنَا}
أدغم الباء في الميم أبو عمرو وعاصم والكسائي وإسماعيل والدوري عن سليم ويعقوب وقنبل وابن محيصن والأعمش.
[معجم القراءات: 4/62]
-وقرأ بالإظهار والإدغام وابن كثير عاصم وخلاد وقالون والبزي.
وكلا الوجهين صحيح عن حفص.
وقرأ بالإظهار ابن عامر وحمزة وفي رواية خلف ونافع وأبو جعفر وخلف وورش ويعقوب في رواية.
قال ابن مهران في المبسوط: حدثني أبو علي الصفار المقرئ قال: اختلف في هذا الحرف رجلان عند ابن مجاهد، فسألاه فقال: لا يظهر إلا حمزة، وهذا غلط منه، وإنما وهم فيه لأنه لم يكن قرأ لعاصم وابن عامر ونافع إلا برواية إسماعيل.
وأراه لم يكن رآه مرويًا منصوصًا بالإظهار إلا لحمزة قدر أنه لسائر القراء بالإدغام وليس كذلك.
وقد قرأه بالإظهار عاصم وابن عامر وحمزة وخلف ونافع برواية قالون ويعقوب إظهارًا خفيًا غير مشبع، وقرأت في رواية أبي نشيط عن قالون بالإدغام مثل سائر القراء، واختلف عن حمزة أيضًا، فروى أبو عمر عن سليم {يعذب من يشاء} سورة البقرة / 284، {اركب معنا} سورة هود /42 بالإدغام فيهما.
وقرأت على أبي بكر بن مقسم برواية خلفه، وعلى أبي علي الصفار برواية خلاد بالإظهار فيهما جميعًا.
وقرأت على ابن المهتدي برواية أبي أيوب الضبي عن أصحابه، وعلى بكار برواية أبي عمرو خلاد فقال: يدغم {يعذب من يشاء} ولا يدغم {أركب معنا}، وهو قول ابن مجاهد أيضًا.
وكذلك قرأت على أبي الحسن النقاش المقرئ لحمزة وخلف جميعا، والله أعلم» انتهى نص الأصبهاني، وإثباته هنا. على طوله
[معجم القراءات: 4/63]
فيه نفع لمن أراد معرفة قدر الخلاف في هذا الإدغام.
{مَعَ الْكَافِرِينَ}
تقدمت الإمالة فيه في الآيات /19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/64]

قوله تعالى: {قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}
{قَالَ لَا}
قرأ بإظهار اللام، وإدغامها في اللام من «لا» أبو عمرو ويعقوب.
{الْيَوْمَ مِنْ}
قرأ بإظهار الميم، وإدغامها في الميم من «من» أبو عمرو ويعقوب.
{رَحِمَ}
قراءة الجمهور {رحم} بفتح الراء مبنيًا للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى.
وقرئ (رحم) بضم الراء مبنيًا للمفعول.
قال الفراء: «ولم نسمع أحدًا قرأ به» ). [معجم القراءات: 4/64]

قوله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي، وهشام: {وقيل}، {وغيض} (44): بإشمام الضم لأول ذلك.
والباقون: بإخلاص الكسرة). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (وغيض وقيل) ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 405]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَلَى الْجُودِيِّ) مرسلة بإلياء زائدة عن الْأَعْمَش، وابن أبي عبلة، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، ولأنه مفرد). [الكامل في القراءات العشر: 571]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ قِيلَ وَغِيضَ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وقيل} [44]، و{وغيض} [44] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأشم "قيل، وغيض" هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يا سماء أقلعي" بإبدال الثانية واو مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "الجودي" بسكون الياء مخففة لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقيل} [44] معًا {وغيض} قرأ هشام وعلي بإشمام الكسر الضم، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 714]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويا سمآء اقلعي} جلي). [غيث النفع: 714]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}
{وَقِيلَ}
قرأ الكسائي وهشام ورويس بإشمام كسرة القاف الضم (قيل).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب بإخلاص الكسر القاف (قيل).
[معجم القراءات: 4/64]
{وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش {ويا سماء أقلعي} بتحقيق الهمزتين.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (ويا سماء وقلعي) بتحقيق الأولى، وإبدال الثانية واوًا خالصة مفتوحة.
وإذا وقف حمزة وهشام على «سماء» أبدلا الهمزة ألف «سما»، وعلى حذف الألف وإثباتها لهما المد والتوسط والقصر.
ولهما أيضًا التسهيل مع المد والقصر.
{وَغِيضَ}
قراءة الكسائي وهشام وريس بإشمام كسرة الغين الضم (غُيض).
والباقون بإخلاص كسر الغين.
وتقدم هذا قبل قليل في (قيل).
{عَلَى الْجُودِيِّ}
قراءة الجماعة {على الجودي} بياء مشددة.
قال الأخفش: «فثقل لأنها ياء النسبة فكأنه أضيف إلى الجود...».
وقال العكبري: «بتشديد الياء وهو الأصل».
وقرأ الأعمش وابن أبي عبلة والمطوعي (الجودي) بسكون الياء مخففة، وذلك لاستثقال الياءين.
قال ابن عطية: «هما لغتان».
وقال صاحب اللوامح: «هو تخفيف ياء النسب، وهذا التخفيف بابه
[معجم القراءات: 4/65]
الشعر لشذوذه».
وقال ابن جني: «تخفيف ياءي الإضافة قليل إلا في الشعر...».
وقال الفراء:«وقد حدثت أن بعض القراء قرأ (على الجودي» بإرسال الياء، فإن تكن صحيحة فهي مما كثر به الكلام عند أهله فخفف...».
وذكر ابن خالويه قراءتين:
الأولى: عن الأعمش (على الجودي) بجزم الياء.
والثانية: (على الجودي) بتخفيف الياء، حكاه الفراء.
كذا جاء النص عنده، وأحسب أنهما قراءة واحدة.
وذكر الصفراوي أنه بياء ساكنة في الحالين قراءة السعيدي عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 4/66]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود

[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) }

قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية/42 من هذه السورة.
{فَقَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/66]

قوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِنَّه عمل غير صَالح} 46
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة {إِنَّه عمل} مَرْفُوع منون (غير صلح) بِرَفْع الرَّاء
وَقَرَأَ الكسائي وَحده {إِنَّه عمل} بِكَسْر الْمِيم وَفتح اللَّام (غير صالح) بِنصب الرَّاء). [السبعة في القراءات: 334]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَلَا تسألن مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم} 46
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر (فَلَا تسئلن) مَفْتُوحَة اللَّام مُشَدّدَة النُّون مَفْتُوحَة غير وَاقعَة
هَكَذَا روى أَبُو عبيد عَن هِشَام بن عمار بأسناده عَن ابْن عَامر
وروى ابْن ذكْوَان (فَلَا تسئلن) مَفْتُوحَة اللَّام مُشَدّدَة النُّون مَكْسُورَة
وَهَذَا يدل على أَنَّهَا وَاقعَة خلاف مَا روى أَبُو عبيد
وَقَرَأَ نَافِع (فَلَا تسئلن) كَمَا قَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر غير أَنه كسر النُّون
وَاخْتلف عَنهُ في إِثْبَات الْيَاء في الْوَصْل وحذفها فروى ابْن جماز وورش والكسائي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أَبي أويس عَن نَافِع مُشَدّدَة بِالْيَاءِ في الْوَصْل
وَقَالَ المسيبي وقالون في رِوَايَة القاضي عَنهُ وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَسليمَان بن دَاوُد الهاشمي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أَبي أويس عَن نَافِع (فَلَا تسئلن) مَكْسُورَة من غير يَاء في الْوَصْل
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ورش (فَلَا تسئلن) السِّين سَاكِنة والهمزة قبل اللَّام وَاللَّام سَاكِنة وَالْيَاء مثبتة في الْوَصْل
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون {فَلَا تسألن} اللَّام سَاكِنة وَالسِّين سَاكِنة وَالنُّون مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (فَلَا تسئلن) سَاكِنة اللَّام خَفِيفَة النُّون
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يثبت الْيَاء في الْوَصْل مثل نَافِع في رِوَايَة من روى عَنهُ ذَلِك
وَكَانَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي لَا يثبتون الْيَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف). [السبعة في القراءات: 335 - 336]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنه عمل غير صالح) نصب، الكسائي، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 281]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسئلن) مشددة النون، مدني، شامي، مشدد المفتوح، مكي، بإثبات الياء مدني بصري - غير قالون ). [الغاية في القراءات العشر: 281 - 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عمل غير) [46]: نصب: حمصي، وعلي، وأبو عبيد، ويعقوب، وسهل.
(فلا تسئلن) [46]: بتشديد النون حجازي، دمشقي. بفتحها مكي. بإثبات الياء بصري غير أيوب، ويزيد، وإسماعيل، وورش، وأبو نشيط طريق ابن أيوب، وأبو مروان، وقال أبو مروان عن قالون: كل ما ليست في المصحف مكتوبة بالسواد، فإنه يصل بياء، ويسكت بغير ياء). [المنتهى: 2/750]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (عمل) بكسر الميم وفتح اللام من غير تنوين (غير) بفتح الراء، وقرأ الباقون (عمل) بفتح الميم وضم اللام والتنوين (وغير صالح) بالرفع). [التبصرة: 235]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (فلا تسئلن) بتشديد النون وفتحها، وكذلك نافع وابن عامر غير أنهما كسرا النون، وقرأ الباقون بتخفيف النون وكسرها وسكون اللام، وكلهم حذفوا الياء إلا ورشًا وأبا عمرو فإنهما أثبتاها في الوصل خاصة). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {إنه عمل} (46): بكسر الميم، وفتح اللام.
{غير صالح}: بنصب الراء.
والباقون: بفتح الميم، ورفع اللام مع التنوين، ورفع الراء). [التيسير في القراءات السبع: 315]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {فلا تسألن} (46): بفتح اللام، وكسر النون وتشديدها.
وابن كثير: كذلك إلا أنه يفتح النون.
والباقون: بإسكان اللام، وكسر النون وتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي ويعقوب: (إنّه عمل) بكسر الميم وفتح اللّام (غير صالح) بنصب الرّاء، والباقون بفتح الميم ورفع اللّام مع التّنوين ورفع [الرّاء] ). [تحبير التيسير: 406]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (فلا تسألني) بفتح اللّام وكسر النّون وتشديدها، وابن كثير كذلك إلّا انه بفتح النّون، والباقون بإسكان اللّام وكسر النّون وتخفيفها). [تحبير التيسير: 406]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قوله: (عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)، (عَمِلَ) على الفعل (غَيْرَ) نصب حمصي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب، وسهل، واختيار عباس، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، والْجَحْدَرِيّ، والكسائي وهو الاختيار على الفعل، الباقون على الاسم منون مرفوع والفعل أقوى من الاسم، لأن العمل ليس من أهله وصاحب العمل من أهله). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَسْأَلَنَّ) بتشديد النون وفتح اللام حجازي إلا ابن صالح عن قَالُون في قول أبي علي، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، ودمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وهكذا مكي غير ابْن مِقْسَمٍ كزيد عن الدَّاجُونِيّ، عن ابن عامر بفتح النون غير أن عبيدًا عن ابْن كَثِيرٍ لا يهمز، وفي الكهف مشدد مدني غير ابن صالح دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون إسكان اللام، والاختيار ما عليه نافع أبلغ في التأكيد، كردم عن نافع بفتح السين واللام مشدد النون بغير همز في الكهف خاصة). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([46]- {عَمَلٌ غَيْرُ} نصب: الكسائي.
[46]- {فَلا تَسْأَلْنِ} بتشديد النون مكسورة: نافع وابن عامر، بتشديدها مفتوحة: ابن كثير). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (759 - وَفِي عَمَلٌ فَتْحٌ وَرَفْعٌ وَنَوِّنُوا = وَغَيْرَ ارْفَعُوا إِلاَّ الْكِسَائِيَّ ذَا الْمَلاَ
760 - وَتَسْئَلْنِ خِفُّ الْكَهْفِ ظِلٌّ حِمًي وَهَا = هُنَا غُصْنُهُ وَافْتَحْ هُنَا نُونَهُ دَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([759] وفي عملٌ فتحٌ ورفعٌ ونونوا = وغير ارفعوا إلا (الكسائي) ذا الملا
{إنه عمل}، جعل عملًا مبالغةٌ كقوله:
فإنما هي إقبال وإدبار.
[فتح الوصيد: 2/987]
أو هو ذو عمل؛ أي إنما أهلك من عمل بعملك؛ أو تكون الهاء للنداء، أي أن نداءك عملٌ غير صالح.
و{عمل غير صالح}، أي عمل عملا غير صالح.
و(ذا الملا)، ذا الأتباع: الأشراف؛ أو تابع الملا؛ يريد من أخذ عنهم العلم.
[760] وتسألن خف الكهف (ظـ)ل (حـ)مى وها = هنا (غـ)صنه وافتح هنا نونه (د)لا
الأصل، فلا تسأل.
فالتخفيف والكسر وإثبات الياء، على أن النون والياء ضمير المفعول كما تقول: (لا تعذبني). وحذف الياء من ذلك للاستغناء بالكسرة الدالة عليها.
و{فلا تسئلن} بتشديد النون وفتحها، لأنها نون التأكيد الثقيلة التي في الأمر والنهي؛ فإن وليتها ياء الإضافة كسرت؛ وعلى ذلك {فلا تسئلني} في الكهف، و {فلا تسئلن} هنا، اجتزاء بالكسرة عنها.
وقوله: (وهاهنا غصنه)، لخروج ابن كثير منهم). [فتح الوصيد: 2/988]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([759] وفي عملٌ فتحٌ ورفعٌ ونونوا = وغير ارفعوا إلا الكسائي ذا الملا
ب: (الملا): الأشراف.
ح: (في عملٌ): خبر، (فتحٌ ورفعٌ): مبتدأ، والمبتدأ تخصص بتقدم الخبر
[كنز المعاني: 2/313]
- الظرف- عليه، مفعول (نونوا): محذوف، أي: عملًا، (غيرُ): مفعول (ارفعوا)، (إلا): استثناء من مقدر، أي: لكلهم إلا الكسائي، (ذا الملا): صفة.
ص: يعني: قرأ غير الكسائي: {إنه عملٌ غير صالحٍ} [46] بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع {غير} والتقدير: إنه ذو عملٍ غير صالح، والكسائي: بكسر الميم وفتح اللام ونصب {غير} على أنه صفة لمحذوف، أي: عمل عملًا غير صالح.
ووصف الكسائي بأنه ذو الأشراف، يعني من اتبعهم، إذ روت هذه القراءة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما
[كنز المعاني: 2/314]
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[760] وتسئلن خف الكهف ظل حمًى وها = هنا غصنه وافتح هنا نونه دلا
ب: (دلا) أخرج دلوه ملأى.
ح: (تسئلن): مبتدأ، (خف الكهف): نعت: أي: الخفيف في سورة الكهف، (ظل حمًى): خبر، و(ههنا غصنه): جملة عطف على الخبر، أي:
[كنز المعاني: 2/315]
تسئلن الخفيف ههنا غصنه، (دلا): حال من (نونه)، أي: قد دلا.
ص: قرأ الكوفيون وابن كثير وأبو عمرو فقط: {فلا تسئلني عن شيءٍ} في الكهف [70]، والكوفيون وأبو عمرو فقط: {فلا تسئلن ما ليس لك} ههنا [46] بتخفيف النون على أنها نون الوقاية بعدها ياء المفعول، والباقون: بالتشديد فيهما وكسر النون، إلا ابن كثير فإنه فتحها هنا [46] بالتشديد؛ لأنها نون التأكيد الثقيلة، والكسر بلا ياء لأنه حذفت ياء المفعول، واجتزئ بالكسر، وأما الفتح: فلأنه نون التوكيد الثقيلة من غير نون الوقاية ولا ياء المفعول، والكسر مع الياء فعلى الأصل.
والحاصل: أن قراءة مدلول (ظل حمًى) في الكهف بالتخفيف وإثبات الياء، وغيرهم بالتشديد والإثبات إلا ابن ذكوان فإنه يحذف الياء.
[كنز المعاني: 2/316]
وههنا قراءة مدلول الغين بالتخفيف، والباقين بالتشديد، وكلهم كسروا النون إلا ابن كثير، فإنه فتحها هنا -، وحذفوا الياء إلا أبا عمرو وورشًا، فإنهما أثبتا الياء). [كنز المعاني: 2/317]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (759- وَفِي عَمَلٌ فَتْحٌ وَرَفْعٌ وَنَوِّنُوا،.. وَغَيْرَ ارْفَعُوا إِلا الكِسَائِيَّ ذَا المَلا
يريد: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، فالفتح في الميم والرفع والتنوين في اللام فقراءة الكسائي واضحة؛ أي: إنه عمل عملا غير صالح، وقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/234]
الجماعة على تقدير إنه ذو عمل وإن كانت الهاء في "إنه" عائدة على النداء، فقراءتهم أيضا واضحة، والملا: الأشراف، ويريد: مشايخه أو أصحابه.
760- وَتَسْئَلْنِ خِفُّ الكَهْفِ "ظِـ"ـلٌّ "حِـ"ـمًي وَهَا،.. هُنَا "غُـ"ـصْنُهُ وَافْتَحْ هُنَا نُونَهُ دَلا
الذي في الكهف: "فلا تسألن عن شيء"، والذي هنا: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ}،
وأصله: فلا تسأل لحقته نون الوقاية بعدها ياء المفعول، وهي ثابتة في الكهف؛ لثبوتها في الرسم إلا في وجه عن ابن ذكوان تقدم ذكره في آخر باب الزوائد، أما هنا فحذفت الياء تخفيفا فهذه قراءة الجماعة المرموزين في هذا البيت والمراد بالتخفيف: تخفيف النون والباقون ألحقوا نون التأكيد الخفيفة في آخر الفعل فأدغمت في نون الوقاية ففتحت اللام وكانت ساكنة؛ لأجل التقاء الساكنين، فبقيت نون مشددة مكسورة، فبهذا قرأ نافع في الكهف مع إثبات الياء وكذا ابن عامر، وفي وجه حذف ابن ذكوان الياء، أما هنا فقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير بالتشديد إلا أن نافعا وابن عامر كسرا النون من غير ياء وابن كثير فتح النون؛ لأنه ألحق الفعل نون التأكيد الثقيلة، ولم يأت بنون الوقاية ولا ياء المفعول، وإنما لم يفعل في الكهف مثل هذه؛ لأن الياء فيه ثابتة في الرسم ويلزم من إثبات الياء كسر النون، أما التي في هود
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/235]
فلم ترسم فيها ياء، فأمكن فيها القراءتان وقول الناظم: خف الكهف صفة "تسئلن"؛ أي: الخفيف في سورة الكهف، وظل حمى خبره، ولفظ بقوله: "تسئلن" بلا ياء؛ ليشمل لفظ ما في السورتين، وقوله: وههنا غصنه؛ أي: فرع ذلك؛ لأن من خففه أقل عددا من مخفف الكهف، وقد سبق معنى ولا وفاعله ضمير عائد على تسألن؛ أي: جمع وجوه القراءات فيه من فتح وكسر وتخفيف وتشديد في السورتين فهو كمن أخرج دلوه ملآنا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/236]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (759 - وفي عمل فتح ورفع ونوّنوا = وغير ارفعوا إلّا الكسائيّ ذا الملا
قوله تعالى: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ قرأه غير الكسائي بفتح الميم ورفع اللام وتنوينها ورفع الراء في كلمة غَيْرُ وقرأه الكسائي بكسر الميم وفتح اللام وحذف التنوين ونصب
[الوافي في شرح الشاطبية: 290]
الراء في كلمة غَيْرُ.
760 - وتسألن خفّ الكهف ظلّ حمى و... هاهنا غصنه وافتح هنا نونه دلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون: فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ في سورة الكهف بتخفيف النون ويلزمه سكون اللام، فتكون قراءة نافع وابن عامر بتشديد النون ويلزمه فتح اللام.
وقرأ أبو عمرو والكوفيون: فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ هنا. بتخفيف النون ويلزمه سكون اللام، فتكون قراءة نافع وابن كثير وابن عامر بتشديد النون ويلزمه فتح اللام. وقرأ ابن كثير بفتح النون المشددة، فتكون قراءة نافع وابن عامر بكسرها مشددة وقراءة الباقين بكسرها مخففة في موضع هذه السورة فقط). [الوافي في شرح الشاطبية: 291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132 - عَمِلْ غَيْرَ حَبْرٌ كَالْكِسَائِي .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - عمل غير (حـ)ـبر الكسائي ونونو = ثمودا (فـ)ـدًا واترك (حـ)ـما سلم (فا)نقلا
سلام ويعقوب ارفعن (فـ)ـز ونصب (حُـ)ـا = فظ امرأتك إن (كلًا) (ا)تل مثقلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {إنه عمل} [46] بكسر الميم وفتح اللام ونصب {غيره} كالكسائي وعلم من الوفاق الآخرين بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع {غير} ). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَالْكِسَائِيُّ، (عَمِلَ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ (غَيْرَ) بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَرَفْعِ اللَّامِ مُنَوَّنَةً وَرَفْعِ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَسْأَلْنِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِفَتْحِ النُّونِ إِلَّا هِبَةَ اللَّهِ بْنَ سَلَامَةَ الْمُفَسِّرَ انْفَرَدَ عَنِ الدَّاجُونِيِّ فَكَسَرَ النُّونَ كَالْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَكُلُّهُمْ كَسَرَ النُّونَ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ وَالدَّاجُونِيِّ إِلَّا الْمُفَسِّرِينَ، وَهُمْ فِي إِثْبَاتِ الْيَاءِ وَحَذْفِهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ الزَّوَائِدِ وَسَيَأْتِي آخِرَ السُّورَةِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب والكسائي {إنه عمل} [46] بكسر الميم وفتح اللام، {غير} [46] بالنصب، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة، ورفع {غير} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {فلا تسئلن} [46] بفتح اللام وتشديد
[تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
النون، والباقون بإسكان اللام والتخفيف، وابن كثير والداجوني عن هشام بفتح النون، والباقون بكسرها، وهم في الياء كما ذكر في الزوائد، وسيأتي آخرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (690- .... .... عملٌ كعلما = غير انصب الرّفع ظهيرٌ رسما
691 - تسئلن فتح النّون دم لي الخلف = واشدد كما حرمٍ وعمّ الكهف). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وأوّلا (د) ن عمل كعلما = غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما
يريد قوله تعالى: إنه عمل غير صالح بكسر الميم وفتح اللام بغير تنوين، ونصب غير على الإخبار بالفاعلية يعقوب والكسائي، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع غير على الإخبار بالاسمية.
تسألن فتح النّون (د) م (ل) ي الخلف = واشدد (ك) ما (حرم) و (عمّ) الكهف
أي قرأ ابن كثير وهشام بخلاف عنه «فلا تسئلن» بفتح النون ولهشام وجه ثان عن الحلواني كسر النون، والباقون بكسرها، وشددها هنا ابن عامر والمدنيان وابن كثير قوله: (وعم الكهف) أي وشدد النون في الكهف من قوله تعالى: فلا تسئلنّي عن الشيء المدنيان وابن عامر، والباقون بإسكان اللام وكسر النون فيهما، وعلم إسكان اللام من لفظه وفتحهما من النظير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (بنى) فقال:
ص:
وأوّلا (د) ن عمل كعلما = غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظهير) يعقوب، وراء (رسم) الكسائي: إنه عمل غير صالح [46] بكسر الميم، وفتح اللام بلا تنوين، ونصب غير على الإخبار بالفعلية؛ ف عمل ماض من باب: علم، فتكسر ميمه، وتفتح لامه بناء، ويتعدى لواحد، وغير صفة مفعوله، أي: عملا غير صالح، والباقون بفتح الميم والرفع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/379]
والتنوين على الإخبار بالاسمية بتقدير: ذو عمل، أو مبالغة في ذمه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/380]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تسألن فتح النّون (د) م (ل) ى الخلف = واشدد (ك) ما (حرم) و(عمّ) الكهف
ش: أي: فتح [نون] فلا تسألنّ ما ليس هنا [46] ذو دال (دم) ابن كثير، واختلف فيها عن ذي لام (لي) هشام.
فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام كذلك إلا أن هبة الله المفسر انفرد عن الداجوني بكسر النون كالحلواني [عن] أصحابه عن هشام، والباقون بالكسر.
وشدد النون هنا ذو كاف (كما) ابن عامر، و(حرم) المدنيان، وابن كثير، وشدد أيضا مدلول (عم) المدنيان وابن عامر فلا تسألني عن شيء بالكهف [الآية: 70]، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون فيهما.
فصار المدنيان، وابن ذكوان، وهشام في أحد وجهيه هنا- بفتح اللام، وتشديد النون وكسرها، وحذف الياء؛ إلا ورشا وأبا جعفر؛ فأثبتاها وصلا، وكذا ابن كثير [وهشام] وفي ثانيهما إلا أنهما فتحا النون.
وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان اللام وتخفيف النون وكسرها، وياء في الوصل عند أبي عمرو، وفي الحالين عند يعقوب، والكوفيون كوقف أبي عمرو.
وفي الكهف المدنيان وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون وكسرها، والياء، والباقون بالإسكان والتخفيف والياء.
تنبيه:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/380]
علم سكون لام المخفف وفتحها للمشدد من النظير.
و «يسأل» يتعدى لثان بواسطة.
فوجه التخفيف والكسر: أنها نون الوقاية، وهو مجزوم بـ «لا» الناهية فسكنت اللام، والياء- مفعوله الأول- حذفت هنا تخفيفا اعتمادا على الكسرة، وثبتت ثم على الأصل وما ثان بتقدير «عن» الثابتة في عن شيء [الكهف: 70]، وما في النهي من الطلب أغنى عن التأكيد.
ووجه التشديد: [أنها المؤكدة، وكذلك بنى الفعل.
ووجه كسرها: أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في الواقية أو المشددة، وحذفت الواقية اكتفاء] بها؛ فكسرت مثلها، أو لتدل على الياء المحذوفة.
ووجه تأكيد هود فقط أن النهي عن الشفاعة للكافرين أبلغ منه لأدب الصحبة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّهُ عَمِلَ غَيْر" [الآية: 46] فالكسائي ويعقوب بكسر الميم وفتح اللام فعلا ماضيا من باب علم ونصب غير مفعولا به، أو نعتا لمصدر محدوف أي: عملا غير والضمير لابن نوح عليه السلام، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة على أنه خبر إن وغير بالرفع صفة على معنى أنه ذو عمل، أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم على حد رجل عدل، فالضمير حينئذ لابن نوح، ويحتمل عوده لترك الركوب أي: إن تركه لذلك وكونه مع الكافرين عمل غير صالح، وأما من جعله عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ففيه خطر عظيم، ينبغي تنزيه الرسل عنه، ولذا ضعفه الزمخشري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلا تَسْئَلْن" [الآية: 46] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون وفتحها منهم ابن كثير والداجواني عن هشام وافقهما ابن محيصن، والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون، وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والداجواني كما مر، فوجه التشديد مع الفتح أنها المؤكدة، ولذا بنى الفعل ومع الكسر أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في نون الوقاية، ووجه التخفيف والكسر أنها نون الوقاية والفعل مجزوم بالناهية فسكنت
[إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
اللام، والياء مفعوله الأول ومن حذفها فللتخفيف، وما مفعوله الثاني بتقدير عن وأثبت الياء فيها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وورش وفي الحالين يعقوب، والوقف لحمزة بالنقل، وأما بين بين فضعيف جدا يأتي موضع الكهف في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني أعظك" و"إني أعوذ بك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عمل غير} [46] قرأ علي بكسر ميم {عمل} وفتح لامه فعل ماض، ونصب راء {غير} مفعوله، أو نعت لمصدر محذوف، والباقون بفتح الميم، ورفع اللام منونًا، مصدر، وجعل ذاته ذات العمل مبالغة، كقول الخنساء تصف ناقة:
............ = فإنما هي إقبال وإدبار
ورفع راء {غير} ). [غيث النفع: 714]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تسئلن} [46] اشتملت هذه الكلمة على ثلاثة أحكام، حكم في اللام، وحكم في النون، وحكم في إ ثبات الياء بعدها.
فقرأ الحرميان والشامي بفتح اللام، وتشديد النون، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون، وقرأ المكي بفتح النون، والباقون بكسرها، وقرأ ورش والبصري بزيادة
[غيث النفع: 714]
يا بعدها وصلاً لا وقفًا، والباقون بحذفها مطلقًا، فحصل من مجموع ما ذكر خمس قراءات:
فقالون والشامي: بفتح اللام، وتشديد النون مكسورة.
وورش: كذلك، إلا أنه أثبت الياء وصلاً لا وقفًا.
والمكي: بفتح اللام، وتشديد النون مفتوحة.
والبصري: بإسكان اللام، وتخفيف النون وكسرها، وإثبات ياء بعدها وصلاً.
والكوفيون: بسكون اللام، وتخفيف النون وكسرها.
هذا إن وصلت، فإن وقفت عليها فالنون ساكنة للجميع). [غيث النفع: 715]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعظك} [46] و{إني أعوذ} [47] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء فيهما، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة وابن مسعود والشعبي والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعمش وابن سيرين {إنه عمل غير صالح}، جعله نفس العمل مبالغة في ذمه، ورجح الطبري هذه القراءة، وقال الفراء: «وعامة القراء عليه».
قال الزجاج:
«قرأ الحسن وابن سيرين.. وكان مذهبهما أنه ليس بابنه، لم يولد من صلبه، قال الحسن: والله ما هو بابنه...».
وأخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
وقرأ الكسائي ويعقوب وسهل وعلي وأنس وابن عباس وعروة وعكرمة، وعائشة وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إنه عمل غير صالحٍ)
[معجم القراءات: 4/67]
بكسر الميم، وفتح اللام، فعلًا ماضيًا، ونصب «غير» مفعولًا به، أو نعتًا لمصدر محذوف، أي: عمل عملًا غير صالح.
واختار هذه القراءة أبو عبيد، وضعفها الطبري.
والهاء في هذه القراءة عائدة على ابن نوح، لأنه جرى ذكره من قبل فكني عنه.
قال الأخفش: «وبه نقرأ».
وقال الطبري: «رويت عن جماعة من السلف، ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحد من قراء الأمصار إلا بعض المتأخرين».
وقالت أم سلمة: «قلت: يا رسول الله: كيف أقرأها؟ قال: (إنه عَمِلَ غير صالح).
وقرأ عكرمة (إنه عمل عملًا غير صالح) بزيادة (عملًا) على قراءة الكسائي ومن معه.
{فَلَا تَسْأَلْنِ}
ذكر أبو حيان أن في مصحف ابن مسعود: (إنه عملٌ غير صالح أن تسألني ما ليس لك به علم).
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وقالون في رواية أحمد ابن صالح عنه (فلا تسألن) ساكنة اللام، خفيفة النون، مكسورة.
[معجم القراءات: 4/68]
وأصله: فلا تسألني، فحذفت الياء للتخفيف، واجتزئ عنها بالكسرة، والنون للوقاية، والفعل مجزوم بلا الناهية، فسكنت اللام.
وحذف الياء لغة هذيل.
وقرأ أبو جعفر وابن ذكوان والأصبهاني والحلواني وهشام بن عمار عن ابن عامر وقالون عن نافع والمسيبي وأبو عبيد القاسم ابن سلام وسليمان بن داود الهاشمي وإسماعيل بن جعفر وأبو بكر ابن أبي أويس وابن شنبوذ (فلا تسألن) بتشديد النون مكسورة، وأصله: فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، فبقي ثلاث نونات: نونا التوكيد، ونون الوقاية، فاستثقلوا اجتماعها، فحذفوا الوسطى، كذا عند ابن الأنباري.
وذهب بعضهم إلى أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة فأدغمت بنون الوقاية، وحذفت الياء، فكسرت النون للدلالة على المحذوف ومناسبته.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن عباس والداجوني عن أصحابه عن هشام، وابن محيصن، وهي رواية أبي عبيد عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (فلا تسألن) بالنون المشددة المفتوحة، وهو نون التوكيد، واللام معها مفتوحة.
وقرأ أبو جعفر وشيبة وزيد بن علي وابن جماز وورش والكسائي عن إسماعيل بن جعفر وأبو بكر بن أبي أويس عن نافع (فلا
[معجم القراءات: 4/69]
تسألني) بإثبات الياء، والنون مشددة، وهي إما أن تكون النون الثقيلة وحذفت من بعدها نون الوقاية، أو هي النون الخفيفة أدغمت في نون الوقاية، وإثبات الياء لغة الحجازيين.
وقرأ أبو جعفر وشيبة وزيد بن علي وإسماعيل وقالون وأحمد بن صالح عن ورش وابن جماز والكسائي والأزرق وأبو بكر بن أبي أويس عن نافع وأبو عمرو في رواية (فلا تسألني) بإثبات الياء بعد النون في الوصل، والنون هي نون الوقاية، وإثبات الياء لغة الحجازيين.
وقرأ سهل ويعقوب وقالون وابن كثير وأبو عمرو في رواية بإثبات الياء في الحالين (فلا تسألني).
وقرأ الحسن وابن أبي مليكة (فلا تسالني) من غير همز من سال يسال، وهما يتساولان، وهي لغة سائرة.
وذكر العز القلانسي في الإرشاد أن أهل الحجاز وابن عامر قرأوا (فلا تسلني) بفتح اللام وتشديد النون.
وقد وجدتها مثبتة على هذه الصورة من غير همز والسين مفتوحة، فكأن حركة الهمزة وهي الفتحة قد ألقيت على السين ثم حذفت.
[معجم القراءات: 4/70]
ولم أجد مثل هذه القراءة عند غيره فيما رجعت إليه.
وذكر ابن عطية أن ابن أبي مليكة قرأ (فلا تسلني) بتخفيف النون وإثبات الياء وسكون اللام دون همز.
وإذا وقف حمزة قرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين ثم حذف الهمزة (فلا تسلن)، والياء محذوفة للتخفيف على ما بينته فيما سبق.
وقرأ ابن أبي مليكة وهي رواية عبيد عن شبل عن ابن كثير (فلا تسلن)بفتح السين واللام والنون.
{إِنِّي أَعِظُكَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أعظك) بفتح الياء.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر ويعقوب (إني أعظك) بسكون الياء). [معجم القراءات: 4/71]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على تسكين "ترحمني أكن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إدغام "تغفر لي" لأبي عمرو بخلف عن الدوري، وكذا إشمام قيل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعظك} [46] و{إني أعوذ} [47] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء فيهما، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
{قَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء لأبي عمرو ويعقوب، وكذلك الإظهار عنهما.
وتقدم هذا في الآية / 45 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/71]
{أَعُوذُ بِكَ}
قرأ (إني أعوذ) بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
وقراءة الباقين بسكون الياء (إني أعوذ).
{وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي}
قرأ أبو عمرو بإدغام الراء في اللام من رواية السوسي.
واختلف عنه من رواية الدوري.
وتقدم هذا في الآية/۲۳ من سورة الأعراف في قوله تعالى: (وإن لم تغفر لنا).
{وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ}
اتفق القراء على تسكين الياء من (ترحمني) ). [معجم القراءات: 4/72]

قوله تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
{قِيلَ}
تقدم إشمام الكسر الضم عن هشام والكسائي ورويس في الآية / 44 من هذه السورة.
وقراءة الباقين بالكسر.
{اهْبِطْ}
قراءة الجماعة بكسر الباء (اهبط).
وقرأ عيسى: (أهبط) بضم الباء، وذكر العكبري أنها لغة.
وفي التاج:
«هبط يهبط، من حد ضرب، ويهبط، من حد نصر..»
[معجم القراءات: 4/72]
وتقدمت القراءتان بضم الباء وكسرها في الآيتين:
61 من سورة البقرة معزوة لأيوب السختياني.
و 74 من السورة نفسها معزوة للأعمش والمطوعي.
{بَرَكَاتٍ}
قراءة الجماعة {بركات} على الجمع.
وحكى عبد العزيز بن يحيى الكناني عن الكسائي (بركته) على التوحيد). [معجم القراءات: 4/73]

قوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
{مِنْ قَبْلِ هَذَا}
ذكر أبو حيان أن في مصحف عبد الله بن مسعود (من قبل هذا القرآن) بزيادة لفظ (القرآن) على قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 4/73]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (50) إلى الآية (57) ]

{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) }

قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {من إله غيره} (50): بخفض الراء.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(من إله) غيره)
[تحبير التيسير: 405]
قد ذكر قبل). [تحبير التيسير: 406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "من إله غيره" بخفض الراء وكسر الهاء الكسائي وأبو جعفر كما مر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من إله غيره} [50 61] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون برفعهما). [غيث النفع: 715] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
{يَا قَوْمِ}
قراءة الجماعة {يا قوم} بكسر الميم على تقدير: (يا قومي) على القاعدة المعروفة في المضاف إلى ياء المتكلم، والحذف للتخفيف.
وقرأ ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم، وهي لغة في المنادي المضاف، وحكاها سيبويه.
[معجم القراءات: 4/73]
قال أبو حيان: «كقراءة حفص: قل رب احكم بالحق» بالضم، انظر الآية /۱۱۲ من سورة الأنبياء.
قراءة أبي جعفر بإخفاء التنوين في الغين مع الغنة.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
قراءة الجماعة {غيره} بضم الراء على الرفع صفة لـ «إله» على المحل، أو بدل، وعليه الجماعة.
قرأ الكسائي وأبو جعفر والمطوعي وابن محيصن (غيره) بكسر الراء صفة لـ «إله» على اللفظ، أو بدل.
قال مكي:
يجوز رفع (غيره) على النعت أو البدل من موضع (إله)، ويجوز الخفض على النعت أو البدل من لفظ (إله)، وقد قرئ بهما».
وتقدم مثل هذا في الأعراف الآية /59، وفيها تفصيل غير الذي تراه هنا، فارجع إليها فيما سبق.
وقرأ أبو جعفر والكسائي (... غيرهي) بخفض الراء وكسر الهاء ووصلها بياء في اللفظ حيث وقع.
وقرأ ابن محيصن في وجهه الثاني (غيره) بالنصب على الاستثناء). [معجم القراءات: 4/74]

قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن "فطرني أفلا" نافع والبزي وأبو جعفر ومن "إني أشهد الله" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن أجري إلا} [51] قرأ نافع والبصري والشامي وحفص بفتح الياء في الوصل، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فطرني أفلا} قرأ نافع والبزي بفتح الياء وصلاً، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت في الآية السابقة قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم.
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الباقين بهاء مكسورة (عليه).
{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إن أجري إلا...) بفتح الياء، وهي رواية حفص عن عاصم في جميع القرآن.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (إن أجري إلا..) بسكون الياء.
{فَطَرَنِي أَفَلَا}
قرأ نافع والبزي عن ابن كثير، وأبو جعفر، وقنبل من طريق ابن شنبوذ (فطرني أفلا)بفتح الياء.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر والقواس عن ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (فطرني أفلا)بسكون الياء). [معجم القراءات: 4/75]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مدرارًا} [52] يفخمه ورش كالجماعة، لتكرير الراء). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم، انظر الآية /50.
{اسْتَغْفِرُوا}
قراءة ورش والأزرق بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 4/75]
- والباقون على التفخيم.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الباقين {إليه} بهاء مكسورة.
{مِدْرَارًا}
أجمع القراء على تفخيم الراء لوجود التكرار). [معجم القراءات: 4/76]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
{مَا جِئْتَنَا}
قراءة أبي عمرو واليزيدي بخلاف عنهما (ما جيتنا)، بإبدال الهمزة ياء.
والباقون على تحقيق الهمز.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{وَمَا نَحْنُ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإظهار النون، وبإدغامها في اللام،
ولهما الاختلاس أيضًا، أي اختلاس حركة النون وهي الضمة. وتقدم مثل هذا في الآية /۱۳۲ من سورة الأعراف، والآية/۷۸ من سورة يونس.
{بِمُؤْمِنِينَ}
تقدمت قراءة تسهيل الهمز (بمومنين)، انظر الآية/۹۹ من سورة يونس). [معجم القراءات: 4/76]

قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اعتراك" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "بريء" بالإبدال ثم الإدغام فقط لزيادة الياء، وبذلك قرأ أبو جعفر في الحالين بخلف عنه كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أشهد} [54] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بِسُوءٍ}
لحمزة وهشام أربعة أوجه في الوقف:
النقل، الإدغام.
وعلى كل السكون المحض، والروم.
وانظر الآية /۳۰ من سورة آل عمران (من سوء).
{قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ}
قراءة الجماعة {... إني أشهد الله} بسكون الياء.
وقرأ نافع وأبو جعفر (إني أشهد الله)بفتح الياء.
{بَرِيءٌ}
قرأ حمزة وهشام بخلاف عنه (بري) في الوقف، وذلك بإبدال الهمز ياء ثم الإدغام.
وهذا الإبدال والإدغام قراءة أبي جعفر الحالين: الوقف، والوصل.
[معجم القراءات: 4/77]
والجماعة على الهمز (بريء).
وتقدم هذا في مواضع مفصة: انظر سورة الأنعام، الآية/۱۹، وانظر سورة هود هذه الآية/35). [معجم القراءات: 4/78]

قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "لا تنظرون" في الحالين يعقوب واتفقوا على إثبات ياء "فكيدوني" للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فكيدوني} [55] ياؤه ثابتة في جميع المصاحف، وعند جميع القراء). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
{فَكِيدُونِي}
اتفق القراء على إثبات الياء فيه وقفًا ووصلًا لثباتها في المصحف.
{لَا تُنْظِرُونِ}
قراءة الجمهور {لا تنظرون}بحذف الياء في الحالين.
وقرأ يعقوب (لا تنظروني) بإثبات الياء في الحالين.
وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 4/78]

قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 56] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [56] لا يخفى). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قراءة ورش عن نافع بنقل حركة الهمزة إلى اللام، ثم حذف الهمزة، (في لرض) كذا.
وانظر الآية/۹۹ من سورة يونس.
{صِرَاطٍ}
قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، ورويس وابن محيصن والشنبوذي (سراط) بالسين، وهي لغة عامة العرب.
[معجم القراءات: 4/78]
وقرأ خلف عن حمزة، والمطوعي بإشمام الصاد الزاي (صراط).
وقراءة الباقين بالصاد الخالصة (صراط).
وتقدم هذا مفصلًا في سورة الفاتحة، فارجع إليها). [معجم القراءات: 4/79]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويستخلف) [57]: جزم: الخزاز). [المنتهى: 2/749]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي) بإسكان الفاء الخزاز، الباقون برفع الفاء، وهو الاختيار على الاستئناف). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (فَإِنْ تَّوَلَّوْا) لِلْبَزِّيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وإن تولوا} [3]، {فإن تولوا} [57] ذكرا للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 546] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم فإن تولّوا [57] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" البزي بخلفه تاء "فإن تولوا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإن تولوا} [57] قرأ البزي بتشديد التاء في الوصل، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
{فَإِنْ تَوَلَّوْا}
قرأ الجمهور {فإن تولوا} وأصله: تتولوا، بتاءين، مضارع: تولى، فحذف التاء الثانية، وحذفت النون للجزم، وقيل: هو ماض.
وقرأ الأعرج وعيسى بن عمر الثقفي (فإن تولوا) بضم التاء واللام مضارع «ولی».
وقرأ البزي وابن فليح عن ابن كثير (فإن تولوا) بتشديد التاء في الوصل بإدغام التاء الأولى في الثانية، وأصله: تتولوا.
{وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي}
قراءة الجمهور {ويستخلف...} بضم الفاء، على معنى الخبر المستأنف، أي: يهلككم ويجيء بقسوم آخرين يخلفونكم في دياركم وأموالكم.
وروى هبيرة عن حفص عن عاصم، وعبد الله بن مسعود (ويستخلف..) يجزم الفاء عطفًا على موضع الجزاء، أو على التخفيف.
[معجم القراءات: 4/79]
قال العكبري: «وقد سكنه بعضهم على الموضع، أو على التخفيف التوالي الحركات».
وجاء في إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج:
وأما قوله تعالى: {... ويستخلف ربي قومًا غيركم}، فإن القراء السبعة أجمعوا على رفع {ويستخلف} ولم يجزموه كما جزموا {ويذرهم} و{نكفر} إلا رواية عن حفص جزمه كما جزم أولئك في الآيتين، فقال قائلهم: ليس ذا بجزم، وإنما هو اختلاس، ألا ترى أنه أطبق مع الجماعة على إثبات النون فقرأ {ويستخلف ربي قومًا غيركم ولا تضرونه شيئًا}، فأثبت النون، ولو أعتقد في {يستخلف} الجزم حملًا على موضع الفاء لحذف النون، ولم يثبتها، فثبت أنه ليس بمجزوم وإنما أطبقوا على الرفع لمكان النون في {ولا تضرونه شيئًا}؛ إذ وجدوها في المصحف كذلك» انتهى.
قلت: حذف النون روي قراءة عن ابن مسعود، وتأتي بعد قليل.
{قَوْمًا غَيْرَكُمْ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرَكُمْ}
قراءة ورش والأزرق بترقيق الراء.
{وَلَا تَضُرُّونَهُ}
قراءة الجمهور {ولا تضرونه} بإثبات النون.
وقرأ عبد الله بن مسعود (ولا تضروه) بحذف النون للجزم عطفًا على ما قبله، أي على موضع الفاء وما بعدها كما عطف (ويستخلف) فجزم.
[معجم القراءات: 4/80]
وروي عن ابن مسعود أيضًا أنه قرأ (ولا تنقصونه)، من أنقص، وبإثبات النون.
والذي في المطبوع من مصحفه: (ولا تنقصوه) بالجزم، وهو من أنقص.
وقرأ ابن كثير في الوصل (ولا تضرونهوه) بوصل الهاء بواو.
{شَيْئًا}
تقدمت القراءة فيه في الآية / ۱۲۳ من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز في الآيتين /۲۰ و 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/81]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (58) إلى الآية (60) ]

{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) }

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا امرنا} [58] تقدم، فإن وصلته مع {ءامنوا} تأتي الثلاثة فيه على كل من وجهي {جآء آمرنا} ). [غيث النفع: 715]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان وخلف، انظر الآية/40 من هذه السورة، وارجع إلى الآية /43 من سورة النساء.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم الحديث مفصلًا في حكم الهمزتين من تحقيق وتسهيل وحذف، وإبدال في الوقف.
وحسبي ما ذكرته في بيان هذه الحالات في الآية/ 40 من هذه السورة.
{مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}
قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الغين.
وقراءة الباقين بالإظهار.([معجم القراءات: 4/81]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "كل جبار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)}
{بِآَيَاتِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة المفتوحة بعد كسر، وصورة التسهيل هنا إبدالها ياءً.
{رُسُلَهُ}
قراءة أبي عمرو والحسن (رسله) بإسكان السين للتخفيف.
{جَبَّارٍ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/82]

قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَلَا بُعْدًا)، بضم العين ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بإسكانها، وهو الاختيار للتخفيف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}
{الدُّنْيَا}
سبقت الإمالة فيه في مواضع منها الآيتان / 85 و 114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/82]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) }

قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(من إله) غيره)
[تحبير التيسير: 405]
قد ذكر قبل). [تحبير التيسير: 406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "وإلى ثمود" بالكسر على إرادة الحي والجمهور على منع صرفه للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 61] بخفض الراء الكسائي وأبو جعفر وذكر قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من إله غيره} [50 61] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون برفعهما). [غيث النفع: 715] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مجيب} كاف، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وعند قوم {هود} قبله). [غيث النفع: 716]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
{وَإِلَى ثَمُودَ}
قرأ الأعمش وابن وثاب والحسن (وإلى ثمود) بالصرف على إرادة الحي.
[معجم القراءات: 4/82]
وقرأ الجمهور {وإلى ثمود} على منع الصرف على إرادة القبيلة.
قال الزجاج: «وثمود لم ينصرف لأنه اسم قبيلة، ومن جعله اسمًا للحي صرفه..».
ووجدت نصًا قيمًا عند الفراء أحرص على ألا يفوتك خبره، قال: «وقد اختلف القراء في (ثمود)، فمنهم من أجراه في كل حال، ومنهم من لم يجره في حال.
حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: حدثني قيس عن أبي إسحاق عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه أنه كان لا يجري {ثمود} في شيء من القرآن، فقرأ بذلك حمزة، ومنهم من أجرى {ثمود} في النصب؛ لأنها مكتوبة بألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} /59 من الإسراء، فأخذ بذلك الكسائي فأجراها في النصب ولم يجرها في الخفض ولا في الرفع إلا في حرف واحد قوله: {ألا إن ثمودًا كفروا ربهم...} الآية / 68 من هذه السورة، فسألوه عن ذلك فقال:
قرئت في الخفض من المجرى، وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه». انتهى.
وفي تفسير القرطبي: «... وزعم أبو عبيدة أنه لولا مخالفة السواد لكان الوجه ترك الصرف؛ إذ كان الأغلب عليه التأنيث».
وتعقبه أبو جعفر النحاس فقال: «الذي قال أبو عبيد - رحمه الله - من أن الغالب عليه التأنيث كلام مردود، لأن ثمودًا يقال له حي، ويقال له قبيلة، وليس
[معجم القراءات: 4/83]
الغالب عليه القبيلة، بل الأمر على ضد ما قال عند سيبويه......».
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة أبن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية /50.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
قرأ الكسائي وأبو جعفر والمطوعي وابن محيصن بخلاف عنه (من إله غيره) بكسر الراء نعتًا على اللفظ لـ «إله».
وقراءة الجماعة {من إله غيره} بضم الراء نعتًا على المحل.
وقراءة أبن محيصن في وجهه الثاني (غيره) بالنصب على الاستثناء.
وتقدم هذا مفصلا في الآية / 50 من هذه السورة.
{غَيْرُهُ هُوَ}
إدغام الهاء في الهاء بخلاف عن أبي عمرو ويعقوب، ولا يجوز هذا الإدغام عند النحاس إلا على لغة من حذف الواو في الإدراج، وأخذ هذا عنه القرطبي.
{أَنْشَأَكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{مِنَ الْأَرْضِ}
تقدم السكت، ونقل حركة الهمزة ثم حذفها، انظر الآية/۹۹ من سورة يونس.
{فَاسْتَغْفِرُوهُ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
والباقون على التفخيم.
وقرأ ابن كثير في الوصل (فاستغفروهو) بوصل هاء الضمير بواو في الوصل، وحذفها في الوقف.
[معجم القراءات: 4/84]
وقراءة الباقين في الحالين (فاستغفروه) بهاء مضمومة.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة {إليه} بهاء مكسورة). [معجم القراءات: 4/85]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
{مَرْجُوًّا}
قراءة الجماعة {مرجوًا} بواو مشددة.
وقرأ طلحة (مرجوءًا) بواو بعدها همزة. قال: «بالمد والهمز».
قلت: أصل الهمز في «الرجاء» الواو، فلعله جاء بالقراءة هنا على هذا الأصل.
وذهب بعضهم إلى أن المراد بالمرجو المؤخر اطراحه، وغلبته، ويجعلون هذا من باب الاحتقار، وهذا تفسير يصلح لقراءة الهمز هذه.
{أَتَنْهَانَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الجماعة بالفتح.
{آَبَاؤُنَا}
قرأه حمزة بالتسهيل بين بين في الوقف، ويجوز في الألف المد والقصر.
وفيه وجه آخر وهو إبدال الهمزة واوًا محضة (آباونا).
[معجم القراءات: 4/85]
قال صاحب النشر عن الإبدال: «وهو وجه شاذ لا أصل له في العربية، ولا في الرواية، واتباع الرسم في ذلك ونحوه بين بين».
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/86]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية قالون والأصبهاني وأبو جعفر والأزرق، وله إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد وحذفها الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا يا صالح}
{أرايتم} [63] لا يخفى وتقدم قريبًا.
{جا أمرنا} [66] كذلك). [غيث النفع: 717] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم. انظر الآية/ 50 من هذه السورة.
{أَرَأَيْتُمْ}
قرأ نافع وقالون والأصبهاني وأبو جعفر والأزرق بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.
وقرأ الأزرق وورش بإبدال الهمزة الثانية حرف مد مع الإشباع (أرآيتم).
وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة الثانية (أريتم).
وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين (أرأيتم).
وقراءة حمزة في الوقف بالتسهيل كقراءة نافع وصحبه.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآيتين/40 و 46 من سورة الأنعام، وفي الآيتين/50 و 59 من سورة يونس.
{آَتَانِي}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على القراءة بالفتح.
[معجم القراءات: 4/86]
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
{رَحْمَةً}
إمالة الهاء وما قبلها في الوقف، عن الكسائي.
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/87]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (64) إلى الآية (68) ]

{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية / 50.
{تَأْكُلْ}
قراءة الجماعة {.. تأكل} بجزم اللام، لأنه جواب الطلب.
وقرأه جماعة (تأكل) بالرفع على الاستئناف، أو الحال.
قال الزجاج:
«... فمن قرأ {تأكل} بالجزم فهو جواب الأمر...، ومن قرأ (تأكل) فمعناه فذروها في حال أكلها، ويجوز في الرفع وجه آخر على الاستئناف، المعني: فإنها تأكل في أرض الله».
وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (تاكل) بإبدال الهمزة حرف مد من جنس الحركة التي قبله وهي الفتحة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز (تأكل).
{بِسُوءٍ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين /۳۰ و 174 من سورة آل عمران، والآية/54 من سورة هود هذه.
[معجم القراءات: 4/87]
{فَيَأْخُذَكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (فياخذكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز {فيأخذكم} ). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
{فِي دَارِكُمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَعْدٌ غَيْرُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرُ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله {يَوْمئِذٍ} في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} 66 وفي النَّمْل {من فزع يَوْمئِذٍ} 89 وفي سَأَلَ سَائل {من عَذَاب يَوْمئِذٍ} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} و{من فزع يَوْمئِذٍ} مُضَافا ثلاثتهن بِكَسْر الْمِيم
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} مثل أَبي عَمْرو وَأَصْحَابه وخالفوهم في قَوْله {من فزع يَوْمئِذٍ} فنون عَاصِم وَحَمْزَة وفتحا الْمِيم
وَقَرَأَ الكسائي {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} فَفتح الْمِيم فيهمَا مَعَ الْإِضَافَة
وَقَرَأَ {من فزع يَوْمئِذٍ} نصبا
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أَبي أويس والمسيبي وقالون وورش وَيَعْقُوب بن جَعْفَر كل هَؤُلَاءِ عَن نَافِع بِالْإِضَافَة في الأحرف الثَّلَاثَة وَفتح الْمِيم
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ بِالْإِضَافَة في الثَّلَاثَة وَكسر الْمِيم
وَلَا يجوز كسر الْمِيم إِذا نونت {من فزع} وَيجوز فتحهَا وَكسرهَا إِذا لم تنون). [السبعة في القراءات: 336]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خزي يومئذ) و(عذاب يومئذ) بفتح الميم مدني - غير إسماعيل - والكسائي، والبرجمي، والشموني). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خزي يومئذ) [66]، و(عذاب يومئذ) [المعارج: 11]: بفتح الميم مدني غير إسماعيل، وعلي، وأيوب، والشموني، والبرجمي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يومئذ) هنا وفي المعارج بفتح الميم وكسرها الباقون، وسنذكر ما في النمل في موضعه، ولم يختلف في غير هذه الثلاثة المواضع). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {ومن خزي يومئذ} (66)، وفي المعارج (11): {من عذاب يومئذ ببنيه}: بفتح الميم.
والكوفيون، ونافع: في النمل (89) كذلك.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع والكسائيّ وأبو جعفر: (من خزي يومئذٍ) وفي المعارج (من عذاب يومئذٍ) بفتح الميم، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 406]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)، و(عَذَابِ يَوْمِئِذٍ) مضاف مبني على الفتح أبو بشر، ومدني غير إسماعيل، وميمونة وكردم بالوجهين، وافق أبا بشر ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والْأَعْمَش، وعلي، ومحمد والأعشى، والبرجمي، وهو الاختيار؛ لأن لا يحمل على خزي واحد، الباقون بكسر الميم مضاف، وأما في النمل فمضاف مفتوح على الياء مدني غير ميمونة عن أبي جعفر، وإسماعيل وكردم عن نافع كردم بالوجهين، ومثل ورش ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وأيوب، وأبو بشر أما كوفي غير جبلة، وقاسم
[الكامل في القراءات العشر: 572]
والشيزري فمنون و[(يَوْمِئِذٍ)] بفتح الميم وهو الاختيار لما ذكرنا، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، و{عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} في [المعارج: 11] بفتح الميم: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (761 - وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ أَتَى رِضاً = وَفِي النَّمْلِ حِصْنٌ قَبْلَهُ النُّونُ ثُمِّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح (أ)تى (ر)ضًا = وفي النمل (حصنٌ) قبله النون (ثـ)ملا
وفي النمل: {من فزع يومئذ ءامنون}.
وفي سأل: {من عذاب يومئذ}.
والفتح والكلمة في موضع خفض، «لأن يومئذ بمنزلة كلمة واحدة من قبل الإضافة، لأن المضاف يكتسب من المضاف إليه البناء والإعراب، إذا كان المضاف من الشائعة، نحو: يوم وحين وقبل، فيشبه بهذا الشياع، الأسماء المبنية الشائعة نحو: (أين) و(كيف). ولو كان مخصوصًا نحو: (رجلٍ)، لم يجز البناء، ومن ذلك:
على حين عاتبت المشيب على الصبى
ونحو:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
ومثل: {مثل ما أنكم تنطقون}.
[فتح الوصيد: 2/989]
فاكتسب منه البناء، كما اكتسب منه التعريف والتنكير، ومعنى الاستفهام والجزاء، في نحو: غلام من تضرب ؟ وغلام من تضرب أضربه.
والنفي نحو: ما أخذت باب دار أحدٍ».
هذا كله قول أبي علي رحمه الله ومعنى قوله.
قال: «وهو ظرف في المعنى»؛ يعني (يوم): كسر أو فتح.
والكسر فيه، «لأنه اسم معرب انجر بالإضافة، ولم يلزم بناؤه لإضافته إلى المبني، لما لم تلزم الإضافة المضاف.
ودليل ذلك قولك: ثوب خز، ودار زید فتعرب لا غير.
وإن كان الإسمان عملا بمعنى الحرف، ولكن لم يلزمهما البناء كما لزم ما لم ينفك عنه معنى الحرف؛ نحو: (أين) و(كيف)».
قال: «وأما الكسر في (إذ)، فلأجل التقاء الساكنين، لأن (إذ) حكمها أن تضاف إلى الجملة من الابتداء والخبر، فلما اقتطعت عنها الإضافة، نونت ليدل التنوين على قطع الإضافة، كما دل على انقضاء البيت في:
... الذرفن، و ... العتابن، و ... أو عساكن،
[فتح الوصيد: 2/990]
فكسرت الذال إسكوها وسكون التنوين».
قال: «والتنوين يجيء في كلامهم على ضروب: هذا، والذي يدخل على مبني فيفصل بين نكرته ومعرفته، كغاق وغاق، ولا يجوز أن يكون هذا هو التنوين في: رجل وفرس، لأن هذا لا يدخل إلا الأسماء المتمكنة، وقد يمتنع من بعضها، وهو ما لا ينصرف؛ ومن ذلك التنوين الذي في مسلمات. ونحوه من جمع المؤنث، ليس هو أيضًا على حد الذي في رجل، إذ لو كان كذلك، لسقط من: {فإذا أفضتم من عرفتٍ فاذكروا الله}.
قال: «وأما تنوين {من فزع} وتنكيره، فلأنه لما جاء الفزع الأكبر، دل ذلك على ضروب منه؛ فإذا نون، وقع الأمن من جميع ذلك: أكبره وأوسطه وأدونه.
والفتحة في: {يومئذ} على قراءة الكسائي، ينبغي أن تكون حركة البناء، لا نصبة، لأنه قد فتح {من عذاب يومئذٍ} و {من خزي يومئذ}، فبنى (يومًا) لما أضافه إلى غير متمكن؛ فكذلك يبنيه إذا نون المصدر.
ويجوز على هذه القراءة أن يكون (يومئذ)، معمول المصدر ومعمول اسم الفاعل».
هذا معنى قوله، ذكرته موجزًا لما فيه من الفوائد.
وثمل: أصلح، أي أصلح النون.
ونصب (يومئذٍ) على الظرف). [فتح الوصيد: 2/991]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح أتى رضًى = وفي النمل حصنٌ قبله النون ثملا
ب: (ثُملا): أصلح.
ح: (يومئذٍ): مفعول (افتح)، (أتى رضًى): جملة حالية، أي: قد أتى الفتح مرضيًا، (حصنٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: يومئذٍ في النمل حصن قبله، (النون ثملا): مبتدأ وخبر، (قبله): ظرفه، والضمير: لـ (يومئذٍ) .
ص: يعني: فتح الميم من (يومئذٍ) هنا [66] مع: {لو يفتدى من عذاب يومئذٍ} في سأل سائل [11]: نافع والكسائي، على أن (يومًا) مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وهو: (إذ)، والباقون: بجر الميم، لأنه مضاف إليه، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون ونافع: {من فزع يومئذٍ} في النمل [89] بالفتح، والباقون بالجر، لكن ... الكوفيون نونوا عين {فزعٍ}، فيكون لنافع
[كنز المعاني: 2/317]
الفتح من غير تنوين قبله لما ذكر، وللكوفيين الفتح مع التنوين على أنه نصب على الظرفية عمل فيه {فزعٍ} أو {آمنون}). [كنز المعاني: 2/318]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (761- وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ "أَ"تَى "رِ"ضًا،.. وَفِي النَّمْلِ "حِصْنٌ" قَبْلَهُ النُّونُ "ثُـ"ـمِّلا
يريد: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، وفي سورة: {سَأَلَ سَائِلٌ}: {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، قرئ بفتح الميم وجرها، فأما جرها فظاهر؛ لأنه اسم أضيف إليه ما قبله فكان مجرورًا، أما وجه الفتح، فكونه أضيف إلى غير متمكن، وهو "إذ"، وهذه حالة كل ظرف لزم الإضافة إذا أضيف إلى غير متمكن، ويجوز أن لا يبنى وعليه القراءة الأخرى،، أما الذي في النمل وهو: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ}، فزاد على فتح الميم عاصم وحمزة لكنِ الكوفيون نونوا قبله "من فزع" فهذا معنى قوله: قبله النون، أي: قبل يومئذ زاد الكوفيون نونا أو تنوينا، والباقون أضافوا: "من فزع" إلى: "يومئذٍ" فمن جر الميم مع الإضافة فقراءته واضحة كما سبق شرحه وهم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/236]
ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر على أصلهم ومن فتحها مع الإضافة وهو: نافع وحده فوجهه ما تقدم، فقراءته في السور الثلاث على طريقة واحدة، أما فتح الميم بعد التنوين فهو في قراءة عاصم وحمزة يكون حركة إعراب، وهو ظرف منصوب إما بفزع وإما بآمنون، وقراءة الكسائي تحتمل الأمرين؛ لأنه فتح الذي في هود وسأل لاعتقاده فيه البناء فكذا لو وجه هذا التنكير في فزع أنه أريد تهويله؛ أي: من فزع عظيم وهو الفزع الأكبر آمننا الله تعالى منه ومعنى ثمل أصلح؛ لأن التنوين جود الفتح على الظرفية ولم يخرج إلى وجه البناء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (761 - ويومئذ مع سال فافتح أتى رضا = وفي النّمل حصن قبله النّون ثمّلا
قرأ نافع والكسائي بفتح الميم في: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هنا، مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ في المعارج، وقرأ غيرهما بكسرها. وقرأ الكوفيون ونافع يَوْمَئِذٍ في النمل بفتح الميم، وقرأ غيرهم بكسرها. وقوله: (قبله النون ثملا) معناه: أن الكوفيين قرءوا بالنون أي التنوين في اللفظ الذي وقع قبل يَوْمَئِذٍ في سورة النمل وهو مِنْ فَزَعٍ وقرأ غير الكوفيين بترك التنوين فيه.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بحذف تنوين فَزَعٍ وفتح ميم يَوْمَئِذٍ وأن الباقين وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر يقرءون بحذف التنوين وخفض الميم و(ثملا) مبني للمعلوم أصلح). [الوافي في شرح الشاطبية: 291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هُنَا وَمِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ فِي الْمَعَارِجِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي {ومن خزي يومئذٍ} هنا [66]، و{من عذاب يومئذٍ} في المعارج [11]، بفتح الميم، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (692 - يومئذٍ مع سال فافتح إذ رفا = ثق نمل كوفٍ مدنٍ نوّن كفا
693 - فزع .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = ثق نمل كوف سدن نوّن (كفا)
أي فتح الميم من قوله تعالى: ومن خزى يومئذ هنا و «من عذاب يومئذ» يسأل نافع والكسائي وأبو جعفر على البناء لإضافته لمبنى وحرك للساكنين وبالفتح تخفيفا، والباقون بالكسر لاستصحاب المتمكن للانفصال وجر بالكسر للإضافة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
قوله: (نمل كوف) أي وفتح الميم من قوله تعالى: وهم من فزع يومئذ آمنون بالنمل الكوفيون والمدنيان قوله: (نون كفا) أي ونون الكوفيون «من فزع» فيها كما في أول البيت لتمكنه وفتح الميم مع علامة النصب على الظرف بفزع أو بصفته أو آمنون، والباقون بحذف التنوين لإضافته للظرف أو على تأويله بالمفعول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = (ث) ق نمل كوف مدن نوّن (كفى)
ش: أي: فتح ذو همزة (إذ) نافع، وراء (رفا) الكسائي، وثاء (ثق) أبو جعفر- الميم من ومن خزى يومئذ [66]. وو من عذاب يومئذ [11] بـ «سأل» [المعارج: 11] على البناء؛ لإضافته لم، وحرك للساكنين، وبالفتح تخفيفا كائن جوازا؛ لعدم لزوم الإضافة؛ وكسرها الباقون؛ لاستصحاب أصل التمكن للانفصال؛ فجر بالكسرة للإضافة.
وفتح الميم في من فزع يومئذ بالنمل [الآية: 89]- الكوفيون والمدنيان، وكسرها الباقون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]
ونوّن مدلول (كفا) الكوفيون من فزع [فيها]؛ لتمكنه وإيهامه التهويل، وفتح يومئذ معه علامة النصب على الظرف بـ فزع أو بصفته أو ءامنون، وحذفه الباقون، أو لإضافة فزع للظرف على مجيزها، أو على تأوله بالمفعول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ" [الآية: 66] وفي سأل [الآية: 11] "عَذَابِ يَوْمِئِذ" فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الميم فيهما، على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وافقهم الشنبوذي، والباقون بالكسر فيهما إجراء لليوم مجرى الأسماء، فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها، وأما "مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذ" فيأتي في محله بالنمل إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خزي يومئذ} قرأ نافع وعلي بفتح الميم، والباقون بالكسر، فلو وقف عليه فلا روم فيه، وإن كان مكسورًا.
قل المحقق: «لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين، فإذا زال التنوين في الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون، بخلاف كسرة {هؤلاء}» [البقرة: 31] وضمة {من قبل ومن بعد} [الروم: 4] فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين، لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف، لأنه من أصل الكلمة».
«وبخلاف {كل} [البقرة: 116] و{غواش} [الأعراف: 41] لأن التنوين دخل على متحرك، فالحركة فيه أصلية، فكان الوقف عليه بالروم حسنًا»). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا يا صالح}
{أرايتم} [63] لا يخفى وتقدم قريبًا.
{جا أمرنا} [66] كذلك). [غيث النفع: 717] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/ 40 من هذه السورة.
كذا حكم الهمز في الوقف عند حمزة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين من تحقيق وتسهيل وحذف في الآية / 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/88]
{وَمِنْ خِزْيِ}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
وقراءة الباقين بإظهار النون.
{وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وإسماعيل بن جعفر عن نافع وعاصم وحمزة ومحمد بن غالب عن الأعشى {ومن خزي يومئذ} على الإضافة وكسر الميم، وهي حركة إعراب.
وقرأ الكسائي، وابن جماز وأبو بكر بن أبي أويس، والمسيبي وقالون وورش ويعقوب بن جعفر، كل هؤلاء عن نافع، والبرجمي والشنبوذي ومحمد بن حبيب الشموني ومحمد بن عبد الله القلا عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وأبو جعفر (ومن خزي يومئذ) بالإضافة وفتح الميم، وهي فتحة بناء لإضافته إلى «إذ»، وهو غير متمكن.
قال مكي:
«وحجة من كسر أنه أجراه مجرى سائر الأسماء، فخفضه الإضافة «الخزي..» إليه، ولم يبنوا «يومًا» لإضافته إلى «إذ»؛ لأنه يجوز أن ينفصل من «إذ»، والبناء إنما يلزم إذا لزمت العلة.
[معجم القراءات: 4/89]
وحجة من فتح أنه بناه على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو « إذ»، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال».
وقرأ طلحة وأبان بن تغلب وابن مسعود (ومن خزي يومئذٍ) بالتنوين، ونصب (يومئذ) على الظرف معمولًا لـ (خزي).
وأدغم أبو عمرو ويعقوب الياء في الياء، مع كسر الميم، وذهب بعضهم إلى أنه إخفاء، والإدغام رواية الأهوازي عن شجاع عن أبي عمرو قال النحاس:
«قال أبو حاتم: حدثنا أبو زيد عن أبي عمرو أنه قرأ (ومن خزي يومئذ) أدغم الياء في الياء، وأضاف، وكسر الميم من (يومئذ).
قال أبو جعفر: الذي يرويه النحويون مثل سيبويه ومن قاريه عن أبي عمرو في مثل هذا الإخفاء، فأما الإدغام فلا يجوز لأنه يلتقي ساكنان ولا يحوز كسر الزاي».
ونقل هذا القرطبي عن النحاس.
{يَوْمِئِذٍ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/90]

قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
{ظَلَمُوا}
تقدمت القراءة بتغليظ اللام، انظر الأنفال/25.
{دِيَارِهِمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي.
[معجم القراءات: 4/90]
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/91]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في صرف ثَمُود وَترك إجرائه في خَمْسَة مَوَاضِع في هود {أَلا إِن ثَمُود كفرُوا رَبهم أَلا بعدا لثمود} 68 وفي الْفرْقَان {وعادا وَثَمُود وَأَصْحَاب الرس} 38 وفي العنكبوت {وعادا وَثَمُود} وفي النَّجْم {وَثَمُود فَمَا أبقى} 51
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر بِالتَّنْوِينِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع في هود (أَلا إِن ثمودا) وفي الْفرْقَان (وعادا وثمودا وأصحب الرس) وفي العنكبوت (وعادا وثمودا وَقد تبين لكم) وفي النَّجْم (وثمودا فَمَا أبقى) وَلم يصرفوا {أَلا بعدا لثمود}
وَقَرَأَ حَمْزَة بترك صرف هَذِه الأحرف الْخَمْسَة
وَقَرَأَ الكسائي بصرفهن جمع
وَاخْتلف عَن عَاصِم في الَّتِي في سُورَة النَّجْم فروى يحيى بن آدم عَن أَبي بكر عَنهُ أَنه أجْرى ثمودا في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود وَالْفرْقَان وَالْعَنْكَبُوت وَلم يجره في النَّجْم
وروى الكسائي عَن أَبي بكر وحسين الجعفي أَيْضا عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه أجْرى الأحرف الْأَرْبَعَة
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه لم يجر {ثَمُود} في شيء من الْقُرْآن مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 337]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ألا إن ثمود) وفي الفرقان، والعنكبوت، والنجم غير مجري، حمزة، وحفص، ويعقوب، وسهل، وافق الشموني، وحماد، ويحيى في "والنجم" لثمود منون الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألا إن ثمود) [68]، وفي الفرقان [38]، والعنكبوت [38]، والنجم [51]: بلا تنوين حمزة، وحفص، وسلامٌ، وسهل، ويعقوب إلا المنهال، وافق أبو بكر غير علي وابن غالب، وحماد طريق الضرير، وحمصي في النجم، وهكذا في تعليقي عن البرجمي، وزاد في العنكبوت حمصي.
[المنتهى: 2/751]
(لثمود) [68]: منون: علي، وأبو بكر طريق علي). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة (ثمود) بغير صرف في الثاني من هذه السورة وفي الفرقان والعنكبوت والنجم، وتابعهما أبو بكر على ترك الصرف في والنجم وحدها، وقرأ الباقون بالصرف في الأربعة مواضع، وأما الثالث من هذه السورة
[التبصرة: 235]
وهو قوله عز وجل (ألا بعدًا لثمود) فإن الكسائي صرفه، والباقون لم يصرفوه، ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة: {ألا إن ثمود} (68)، هنا، وفي الفرقان (38)، والعنكبوت (38): بفتح الدال من غير تنوين، ووقفا بغير ألف.
والباقون: بالتنوين، ووقفوا بالألف عوضًا منه.
الكسائي: {ألا بعدا لثمود}: بخفض الدال مع التنوين.
والباقون: بفتح الدال من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة ويعقوب: (ألا إن ثمود) هنا وفي الفرقان والعنكبوت بفتح الدّال من غير تنوين، ووقفوا بغير ألف، والباقون بالتّنوين ووقفوا بالألف عوضا منه.
[تحبير التيسير: 406]
الكسائي: (ألا بعدا لثمود) بخفض الدّال مع التّنوين، والباقون بفتح الدّال من غير تنوين). [تحبير التيسير: 407]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([68]- {أَلا إِنَّ ثَمُودَ} هنا، وفي [الفرقان: 38، والعنكبوت: 38، والنجم: 51] غير مصروف: حفص وحمزة.
[الإقناع: 2/665]
وافق أبو بكر في النجم.
[68]- {لِثَمُودَ} منون: الكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (762 - ثَمُودَ مَعُ الْفُرْقَانِ وَالْعَنْكَبُوتِ لَمْ = يُنَوَّنْ عَلَى فَصْلٍ وَفِي النَّجْمِ فُصِّلاَ
763 - نَماَ لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا رِضىً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون (عـ)لى (فـ)صل وفي النجم (فـ)صلا
[763] (نـ)ما لثمودٍ نونوا واخفضوا (ر)ضى = ويعقوب نصب الرفع (عـ)ن (فـ)اضلٍ (كـ)لا
العرب تصرف ثمودا تارة، ذاهبةً به إلى الحي، وتترك صرفه أخرى، وتذهب به إلى القبيلة.
قال سيبويه في نمود و سبأ: «هما مرة للحيين، ومرة للقبيلتين».
ونادى صالحٌ يا رب أنزل بـ = ــآل ثمود منك غدًا عذابًا
وعلى الأول قوله:
دفعت أمر عمرو شر أمرٍ علمته = بأرض ثمود كلها فأجابها
ومن حجة من نون، أنها في المصحف مرسومة بألف في هذه المواضع الأربعة.
[فتح الوصيد: 2/992]
هنا: {ألا إن ثمودا}، وفي الفرقان: {وعادًا وثمودًا وأصحب الرس}، وفي العنكبوت: {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم}، وفي النجم: {وثمودا فما أبقى}.
ولو كانت غير مصروفة، لم تثبت الألف بدلًا من التنوين.
وللقائل أن يقول: إن العرب قد تُثبت الألف في ما لا ينصرف عمادًا للفتحة في الوقف، فيقولون: رأيت عمرًا.
ومثله: {الظنونا} و {الرسولا} و {السبيلا}.
ومعنى قوله: (على فصل)، أي على قول فصل.
(وفي النجم فصل)، لأن معه {أهلك عادًا} مصروفًا بإجماع. وكذلك في العنكبوت.
و(نما)، من: نميت الحديث). [فتح الوصيد: 2/993]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (762- ثَمُودَ مَعَ الفُرْقَانِ وَالعَنْكَبُوتِ لَمْ،.. يُنَوَّنْ "عَـ"ـلَى "فَـ"ـصْلٍ وَفِي النَّجْمِ "فُـ"ـصِّلا
أراد: {أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ}، وفي الفرقان: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسّ}.
وفي العنكبوت: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ}.
وفي النجم: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}.
لم ينون الجميع حفص وحمزة، ووافقهما أبو بكر على عدم تنوين الذي في النجم، ورمزه في أول البيت الآتي نما؛ لأن النون لعاصم بكماله في اصطلاح هذه الطريقة عبارة عن أبي بكر وحفص معا، والباقون نونوا في الجميع، ووجه التنوين وعدمه مبني على صرف هذه الكلمة وعدم صرفها، وللعرب فيها مذهبان تارة تصرفها ذهابا إلى اسم الحي، وتارة تترك صرفها ذهابا إلى اسم القبيلة، وكذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
الخلاف في سبأ لما سيأتي في سورة النمل، فإن قلت: أطلق قوله: ثمود هنا فما المانع أن يظن أنه أراد التي في أول القصة: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} وهو غير منصرف اتفاقا، قلت: منع منه أمران.
أحدهما أن هذا سابق على كلمة يومئذ فلو كان فيه خلاف لذكره قبل مسألة يومئذ لا يقال: إنه في بعض المواضع يقدم ما تأخر من الحروف، ويؤخر ما تقدم كقوله بعد هذا البيت: ويعقوب ثم قال هنا: قال سلم ومثله ودرى اكسر ثم قال: يسبح فتح الياء كذا صف، وتوقد البيت، ولفظ توقد قبل يسبح، وإنما ضرورة النظم تحوج إلى مثل هذا؛ فإن جوابه أنه لا ضرورة هنا؛ لأن مسألة يومئذ في بيت مستقل فكان يمكنه تأخيره.
الأمر الثاني: أن جميع هذه المواضع الأربعة المختلف فيها منصوبة والخلاف واقع في إثبات التنوين وعدمه فقط، أما قوله: وإلى ثمود فمجرور فلا يكفي فيه ذكر التنوين بل لا بد من جره عند من صرفه كما ذكر بعد ذلك في "لثمود" فلم يدخل في مراده والله أعلم، قال سيبويه: وثمود وسبأ هما مرة للقبيلتين ومرة للحيين وكثرتهما سواء، قال أبو علي: فمن صرف في جميع المواضع كان حسنا، ومن لم يصرف في جميع المواضع فكذلك، وكذلك إن صرف في موضع ولم يصرف في موضع آخر إلا أنه لا ينبغي أن يخرج عما قرأت به القراء؛ لأن القراءة سنة فلا ينبغي أن نحمل على ما تجوزه العربية حتى ينضم إلى ذلك الأثر من قراءة القراء، وقول الناظم: على فصل؛ أي: على قول فصل والله أعلم.
واختار أبو عبيد قراءة التنوين في هذه المواضع الأربعة،؛ لأنها رسمت بألف بعد الدال وهو دليل الصرف.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/238]
763- "نَـ"ـما لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا "رِ"ضا،.. وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "فَـ"ـاضِلٍ "كَـ"ـلا
نما من تتمة رمز الذي في النجم، ثم ابتدأ لثمود أراد: "أَلا بُعْدًا لِثَمُودٍ"؛ صرفه الكسائي فخفضه ونونه موافقة لما قبله وهو: "ألا إن ثمودًا"، وفتحه الباقون غير منون؛ لأنه غير مصروف، وقوله: رضى؛ أي: ذوي رضى، وموضع لثمود نصب ما بعده). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (762 - ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينوّن على فصل وفي النّجم فصّلا
763 - نما لثمود نوّنوا واخفضوا رضى = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
قرأ حفص وحمزة بترك التنوين في: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ هنا، وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ في الفرقان، وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ في العنكبوت. وقرأ غيرهما بالتنوين في المواضع الثلاثة، وقرأ حمزة وعاصم: وَثَمُودَ فَما أَبْقى. في النجم بحذف التنوين، وقرأ غيرهما بإثباته. وقرأ الكسائي: أَلا بُعْداً لِثَمُودَ. بخفض الدال في لِثَمُودَ
[الوافي في شرح الشاطبية: 291]
وتنوينه، وقرأ غيره بفتح الدال وترك التنوين). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... وَنَوِّنُوا = ثَمُودَ فِدًا وَاتْرُكْ حِمًا .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونونوا ثمودًا فدا إلخ أي قرأ مرموزًا (فا) فدا وهو خلف {ألا إن ثمودا} [68] هنا {وثمودا وأصحاب الرس} [38] في الفرقان {وثمودا وقد تبين} [38] في العنكبوت {وثمودا فما أبقى} [51] في النجم بالتنوين وصلًا ويقف بالألف كأبي جعفر، وقوله: واترك حما أي قرأ مرموز (حا) حما وهو يعقوب بترك التنوين في جميع ذلك ويقف بغير
[شرح الدرة المضيئة: 148]
ألف فالتنوين على أنه اسم منصرف للحى فنفوت العلمية والترك على أنه غير منصرف اسم للقبيلة ولم يلتبس هذا بقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا} [هود: 61] أول القصة ولا بقوله {لثمود} [هود: 68] باللام فإنه مجمع عليه والثاني متروك التنوين عندهم كأصولهم فأطلقا اعتمادًا على الشهرة). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا إِنَّ ثَمُودَ هُنَا، وَفِي الْفُرْقَانِ وَعَادًا وَثَمُودَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ، وَفِي النَّجْمِ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى فَقَرَأَ، يَعْقُوبُ، وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ ثَمُودَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَافَقَهُمْ أَبُو بَكْرٍ فِي حَرْفِ
[النشر في القراءات العشر: 2/289]
(النَّجْمِ)، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ شَيْخُ ابْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْكِنَانِيِّ عَنِ الْحَرْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ فِيهِ بِوَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَدَمُ التَّنْوِينِ، وَالثَّانِي بِالتَّنْوِينِ، وَكَذَا قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَكُلُّ مَنْ نَوَّنَ وَقَفَ بِالْأَلِفِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ وَقَفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَإِنْ كَانَتْ مَرْسُومَةً فَبِذَلِكَ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ مَنْصُوصَةً لَا نَعْلَمُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ خِلَافًا إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَفَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الدَّالِ مَعَ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مَعَ فَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وحفص {إن ثمودا} [هنا [68]، وفي الفرقان [38] {وعادًا وثمودا}، وفي العنكبوت {38] {وثمودا وقد}، وفي النجم [51] {وثمودا فما} بغير تنوين في الأربعة، والباقون بالتنوين، وافقهم أبو بكر في النجم، وانفرد العطار عن الصريفيني عن يحيى عنه فيه بالوجهين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {ألا بعدًا لثمود} [68] بكسر الدال منونة، والباقون بالفتح من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (693- .... واعكسوا ثمود ها هنا = والعنكبا الفرقان عج ظبىً فنا
694 - والنّجم نل في ظنّه اكسر نوّن = رد لثمود .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
أي قرأ حفص ويعقوب وحمزة قوله تعالى: ألا إن ثمود في هذه السورة «وثمود وقد» في العنكبوت «وعادا وثمود» في الفرقان بعكس ما قرأه الكوفيون في فزع، فحذفوا التنوين في الثلاث.
والنّجم (ن) ل (ف) ي (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
أي وحذف التنوين أيضا من قوله تعالى: وثمود فما أبقى في عاصم وحمزة ويعقوب، والباقون بالتنوين في الأربعة والصرف وعدمه لغتان قوله: (اكسر) أي كسر الدال منونة الكسائي من قوله تعالى: ألا بعدا لثمود وفتحها الباقون من غير تنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
والنّجم (ن) لـ (ف) ى (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
ش: أي: قرأ ذو عين (عج) حفص: وظاء (ظبى) [يعقوب]، وفاء (فتى) حمزة ألا إنّ ثمودا كفروا هنا [68]، [و] وعادا وثمودا وقد تبيّن بالعنكبوت [الآية: 38]، وعادا وثمودا وأصحب الرّسّ بالفرقان [الآية: 38]- بعكس قراءة الكوفيين في فزع [النمل: 89]- فحذفوا التنوين من الثلاث، وحذفه أيضا من وثمودا فمآ أبقى [النجم: 51] ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظنه) يعقوب، والباقون بتنوين الأربعة.
وقرأ ذو راء (رد) الكسائي ألا بعدا لثمود [هود: 68] بالكسر والتنوين، والتسعة بحذفه والفتح.
تنبيه:
كل من نون وقف بألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة فبذلك جاء النص [عنهم باتفاق] - إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه، وقف بالألف.
وجه تنوين ثمود وعدمه: أنه علم شخص أو جنس للعرب، [فيه] مذهبان:
المنع للعلمية والتأنيث باعتبار القبيلة أو الأم.
والصرف لعدم التأنيث؛ باعتبار الحي أو الأب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا إِنَّ ثَمُودا" [الآية: 68] هنا وفي [الفرقان الآية: 38] "وَعَادًا وَثَمُودَا" وفي [العنكبوت الآية: 38] "وَثَمُودَ وَقَد" وفي [النجم الآية: 51] "وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى" فحفص وحمزة وكذا يعقوب بغير تنوين في الأربعة للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة، ويقفون بلا ألف كما جاء نصا عنهم، وإن كانت مرسومة وافقهم الحسن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
وقرأ أبو بكر كذلك في النجم فقط، والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا بُعْدًا لِثَمُود" [الآية: 68] فالكسائي بكسر الدال مع التنوين وافقه الأعمش، والباقون بغير تنوين مع فتحها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا إن ثمودا} [68] قرأ حفص وحمزة بغير تنوين في الدال، والباقون بالتنوين، وكل من نون وقف بالألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة بذلك، وجاءت الرواية عنهم، ففيه مخالفة خط المصحف). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا بعدا لثمود} قرأ علي بكسر الدال مع التنوين، والباقون بفتح الدال من غير تنوين، ومن قرأ بالخفض والتنوين وقف بالسكون والروم، ومن قرأ بالفتح من غير تنوين وقف بالسكون فقط، لأن الروم لا يكون في مفتوح.
فإن قلت: هذا غير مفتوح حكمًا، لجره باللام.
[غيث النفع: 717]
فالجواب: أن المعتبر في جواز الروم والإشمام الحركة الظاهرة الملفوظ بها، سواء كانت النون أصلية، أو نائبة عن غيرها، فيجوز الروم فيما جمع بألف وتاء مزيدتين، وما ألحق به، نحو {خلق الله السماوات} [العنكبوت: 44] {وإن كن أولات} [الطلاق: 6] وإن كان منصوبًا، لأن نصبه بالكسرة، ولا يجوز في الاسم الذي لا ينصرف، نحو {إلى إبراهم} [البقرة: 125] و{بإسحاق} [71] لأن جره بالفتحة.
و{ثمودا} يجوز صرفه وعدم صرفه، وكلاهما جاء نظمًا ونثرًا، فمنع صرفه للعلمية والتأنيث، باعتبار القبيلة أو الأم والصرف لعدم التأنيث، باعتبار الحي أو الأب، فيجري حكم الوقف عليه على هذا، وقد جعل بعض العلماء حكم هذه المسألة لغزًا، وهو ظاهر، والله أعلم). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
{كَأَنْ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة حيث جاءت في القرآن.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة وسهيل ويعقوب (ألا إن ثمود)بغير تنونين للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر عنه، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر وحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أيضًا، والحسن وخلف وأبو جعفر، والبرجمي ومحمد بن غالب عن الأعشى والأعمش (ألا إن ثمودًا) مصروفًا على إرادة الحي.
وجاء في النشر:
«وكل من نون وقف بالألف (لثمودا)، ومن لم ينون وقف بغير ألف (ثمود)، وإن كانت مرسومة، فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة لا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافًا إلا ما انفرد به أبو الربيع
[معجم القراءات: 4/91]
الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف، أي في القراءة الأولى».
ومن هذا النص نرى أن القراءة في الوقف على ثلاثة أوجه:
ا. ألا إن ثمودا: كذا بالألف عن الجماعة.
۲ - ألا إن ثمود: حفص عن عاصم وحمزة بغير ألف وإن كانت الألف مثبتة في الرسم.
٣- ألا إن ثمودا: الرواية عن حفص عن عاصم من طريق أبي الربيع الزهراني، مع أن قراءة حفص عن عاصم في الأصل بغير ألف.
قال ابن خالويه: «... يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفًا وغير مصروف، فلمن صرفه وجهان:
أحدهما: أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه.
والآخر: أنه جعله «فعولًا» من الثمد وهو الماء القليل، فصرفه.
والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسمًا للقبيلة، فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف، إحداهما: التأنيث، وهو فرع للتذكير، والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير.
والقراء مختلفون في هذه الأسماء، وأكثرهم يتبع السواد، فما كان بألف أجراه، وما كان بغير ألف منعه الإجراء».
وقال الأنباري:
«فمن أجراه في المواضع الأربعة احتج بأن الألف ثابتة فيهن في المصحف، ويقف أصحاب هذه القراءة (ألا إن ثمودا) بالألف.
[معجم القراءات: 4/92]
ومن لم يجره وقف أيضًا (ألا إن ثمودا) بالألف إتباعا للكتاب، والحجة في هذا أن العرب تقف على المنصوب الذي لا يجرونه بالألف، فيقولون: رأيت سلاسلا وقواريرا، ورأيت يزيدا، فإذا وصلوا لم ينونوا، حكى هذا الرؤاسي والكسائي عن العرب.
قال أبو بكر: ولا أستحب لمن لم يجر «ثمود» أن يقف عليه (ألا إن ثمود) بلا ألف لأنه يخالف المصحف.
والحجة لمن أجرى «ثمودًا» أن يقول: هو اسم لرجل معروف؛ فلذلك أجريته.
ومن لم يجر «ثمود» قال: هو اسم للأمة والقبيلة فصار بمنزلة أسماء الإناث».
وقال الأخفش: «... وإنما قرئ منه مصروفًا ما كانت فيه الألف وبذلك نقرأ...»
{أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ}
قراءة الجماعة {ألا بعدًا لثمود} ممنوع من الصرف على إرادة القبيلة.
وقرأ الكسائي والأعمش (.. لثمود) بالصرف على إرادة الحي.
قال الأنباري:
«قال الفراء: قلت للكسائي: لم أجريت «ثمود» في قوله: {ألا بعدًا لثمود}، ومن أصلك ألا تجريه إلا في موضع النصب اتباعًا للكتاب؟
.
[معجم القراءات: 4/93]
وفي معاني الفراء:
«ومنهم من أجرى «ثمود» في النصب لأنها مكتوبة بالألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود الناقة مبصرة}، فأخذ بذلك الكسائي فأجراها في النصب، ولم يجرها في الخفض، ولا الرفع إلا في حرف واحد، قوله:
«{ألا إن ثمودًا كفروا ربهم ألا بعدًا لثمود} فسألوه عن ذلك فقال: قرئت في الخفض من المجرى، وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه» ). [معجم القراءات: 4/94]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (69) إلى الآية (73) ]

{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام} 69
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم (قَالُوا سلما قَالَ سلم) هَهُنَا وفي الذاريات 25
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (قَالُوا سلاما) بِأَلف (قَالَ سلم) بِغَيْر ألف بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام في السورتين جَمِيعًا هَهُنَا وفي الذاريات). [السبعة في القراءات: 337 - 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قال سلم) وفي "الذاريات"، حمزة، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قال سلم) [69، الذاريات: 25] فيهما: بكسر السين بلا ألف هما، [وافق
هناك جبلة] ). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قال سلم)، بكسر السين وسكون اللام هنا وفي الذاريات، وقرأ الباقون بفتح السين وبألف بعد اللام] ). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {قال سلم} (69)، هنا، وفي الذاريات (25): بكسر السين، وإسكان اللام.
والباقون: بفتح السين واللام، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (قال سلم) هنا وفي الذاريات بكسر السّين وإسكان اللّام من غير ألف، والباقون بفتح السّين واللّام وألف بعدها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سِلْمٌ) وفي الذاريات بكسر السين من غير ألف الْأَعْمَش، والزَّيَّات، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ، وعلي ابن أبي عبلة " قال سلامًا " بالنصب فيهما، الباقون (سَلَامٌ)، وهو الاختيار من التسليم قال أبو علي أبو زيد عن المفضل كعلي في الذاريات وهو غلط؛ لأنه لن نتابع عليه إلا في طريق أسباهان). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([69]- {قَالَ سَلامٌ} فيهما هنا والذاريات52 بكسر السين بلا ألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (764 - هُناَ قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ = وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور (شـ)اع تنزلا
سِلمٌ بمعنى السلام، كحِرم وحَرام؛ قال الشاعر:
مررنا فقلنا إيه سِلم فسلمت = كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح
يعني أننا سلمنا فردت علينا.
و{قال سلم}، أي أمري سلامٌ، أو جوابي.
وقيل: يريد سلام عليكم، وهو اسمٌ أقيم مقام المصدر، فنصب في قوله تعالى: {قالوا سلما}.
و (كسره)، يعني في السين. و(سكونه)، يعني في اللام.
(وقصر)، يعني حذف الألف، وهو مبتدأ وما عطف عليه.
و (شاع تنزلا)، خبره). [فتح الوصيد: 2/995]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور شاع تنزلاش
ح: (قال سلمٌ): مبتدأ، (كسره) وما عطف عليه، مبتدأ ثانٍ، (شاع): خبره (تنزلًا): تمييز، والجملة: خبر الأول، (فوق الطور): عطف على
[كنز المعاني: 2/319]
(هنا)، وهو ظرف ملغى.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (قال سلمٌ فما لبث) هنا [69]، و(قال سلمٌ قومٌ منكرون) في الذاريات [25] فوق الطور بكسر السين وسكون اللام وقصرها، أي: حذف الألف منها، والباقون، (سلامٌ) بفتح السين وتحريك اللام بالفتح مع الألف، لغتان، كـ (حرمٌ) و {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، أو السلم: ضد الحرب). [كنز المعاني: 2/320]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (764- هُنا قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ،.. وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ "شَـ"ـاعَ تَنَزُّلا
كسره: مبتدأ، وسكونه وقصر عطف عليه، وشاع خبر المبتدأ، وتنزلا تمييز، وفوق الطور: عطف على هنا؛ أي: قوله: "قال سلم" موضع: "قال سلام هنا وفي الذاريات وهما لغتان كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: سلم ضد حرب؛ وذلك لأنه نكرهم فقال: أنا مسالم لكم ورفعه على حكاية قوله؛ أي: سلام عليكم أوامري سلام، ونصب: {قَالُوا سَلامًا}؛ أي: قولا ذا سلامة لم يقصد فيه حكاية قولهم، وكذا معنى قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}.
وأما في كل موضع يقصد التسليم فلم يأت الأمر معرفا والأكثر تنكيره: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ}،: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ}، {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}.
وجاء معرفا في: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}، {وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}.
وقيل: التقدير: سلمنا سلاما، وله نظائر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (764 - هنا قال سلم كسره وسكونه = وقصر وفوق الطّور شاع تنزّلا
قرأ حمزة والكسائي: قالُوا سَلاماً* هنا وفي السورة التي فوق الطور، وهي الذاريات بكسر السين وسكون اللام والقصر أي: حذف الألف بعد اللام، فتكون قراءة الباقين بفتح السين واللام والمد أي إثبات الألف بعد اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... .... = .... .... .... سِلْمُ فَانْقُلَا
133 - سَلامٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: سلم فانقلا سلام أي قرأ مرموز (فا) فانقلا وهو خلف {قال سلام} [69] هنا والذاريات بفتح السين واللام مع الألف بعدها كما نطق به ولفظ بالرفع فخرج {قالوا سلامًا} المجمع عليه بين العشرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ سَلَامٌ هُنَا وَالذَّارِيَاتِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، (سِلْمٌ) بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قال سلام} هنا [69]، وفي الذاريات [25] بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (694- .... .... .... .... .... = .... .... قال سلمٌ سكّن
695 - واكسره واقصر مع ذروٍ في ربا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قال سلم) يريد قوله تعالى: قال سلام كما سيأتي في البيت الآتي:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ي (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
يعني قوله تعالى: قال سلام فما لبث هنا «وقال سلام» بالذاريات بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه حمزة والكسائي، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما، والسلام والسلم لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ى (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (ربا) الكسائي: قال سلم فما لبث هنا [69]، [و] قال سلم قوم بالذاريات [الآية: 25] بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه، وهو لغة في السلام: التحية ك «حل» و«حلال»، أو بمعنى مسالمة ضد الحرب.
قال مكي: «لأنه خافهم عند امتناع الأكل»، والباقون بفتحتين فألف [، وهي] التحية اتفاقا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ سَلام" [الآية: 69] هنا و[الذاريات الآية: 25] فحمزة والكسائي بكسر السين وسكون اللام بلا ألف فيهما، وقرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف بفتح السين واللام وبألف بعدها فيهما، وهما لغتان كحرم وحرام وخرج بقيد: قال قالوا سلاما اتفق عليه ما عدا الأعمش، فعنه بالكسر والسكون فيهما ورفع الميمين والجمهور على نصب الميم في الحرفين الأولين من السورتين، ورفع الثانيين منهما والنصب على المصدر أي: سلمنا عليك سلاما، أو بقالوا على معنى ذكروا سلاما ورفع الثاني أما خبر المحذوف أي: أمركم أو جوابي أو مبتدأ حذف خبره أي: وعليكم سلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [69] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 718]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال سلام} قرأ الأخوان بكسر السين وإسكان اللام، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها لفظًا، وأما خطًا فهي قبله، كما قال:
ومع لام ألحقت يمناه = لأسفل من منتهى أعلاه). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
{وَلَقَدْ جَاءَتْ}
القراءة بإدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الباقين بالإظهار.
وتقدم هذا في مواضع منها الآية / 87 من سورة البقرة، و 34 من سورة الأنعام و 57 من سورة يونس، فانظر هذا فيما مضى.
{جَاءَتْ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة عليه، انظر الآية/ 43 من سورة النساء.
{رُسُلُنَا}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلنا) بسكون السين، للتخفيف
[معجم القراءات: 4/94]
وقراءة الجماعة {رسلنا} بضم السين مثقلًا.
وفي حاشية الجمل:
«يقرأ بسكون السين وضمها حيث وقع مضافًا للضمير بخلاف ما إذا أضيف إلى مظهر فليس فيه إلا ضمها».
{بِالْبُشْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف وسلام {قالوا سلاما قال سلام} انتصب «سلامًا» على إضمار الفعل أي: سلمنا عليك سلامًا، أو بـ «قالوا»، وارتفع «سلامٌ» خبرًا لمبتدأ محذوف، أي: أمري وأمركم سلام، أو هو مبتدأ محذوف الخبر: عليكم سلام.
وقرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي (قالوا سلاما قال سلم).
[معجم القراءات: 4/95]
قال مكي: «وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يقرأ (قال سلم) بغير ألف.
وفي حاشية الجمل:
«... سيلم بكسر السين وسكون اللام، ويلزم بالضرورة سقوط الألف، فقيل هما لغتان، كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: السلم بالكسر ضد الحرب، وناسب ذلك لأنه نكرهم فكأنه قال: أنا مسالمكم غير محارب لكم».
وقرأ الأعمش (قالوا سلمٌ قال سلمٌ)، وتقدم تخريج الرفع قراءة حمزة ومن معه.
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (قالوا سلمًا قال سلمٌ).
جاءت هذه القراءة عند الزمخشري بزيادة الفاء (فقالوا..) ويغلب على ظني أنه تحريف.
وقرأ ابن أبي عبلة: (قالوا سلامًا قال سلامًا)بالألف والنصب فيهما، وتقدم تخريج النصب في قراءة الجماعة.
وقد ذكر هذا مكي جوازًا لا قراءة، وكذا الأمر عند الفراء والزجاج والنحاس.
وروي عن ابن أبي عبلة أيضًا (قالوا سلام قال سلام) بالألف والرفع فيهما، وتقدم تخريج الرفع في قراءة الجماعة، وذكره بعض العلماء على أنه جائز قراءة.
[معجم القراءات: 4/96]
ويأتي مثل هذه القراءات في الآية/25 من سورة الذاريات.
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة، انظر الآية/43 من سورة النساء). [معجم القراءات: 4/97]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا} [70] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف والأكثرون عن الداجواني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو، وتقدم تضعيف نقل الخلاف عن السوسي في الراء، وأنه ليس من طرق الكتاب، والباقون بفتحهما، وبذلك قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام، وكذا العليمي عن أبي بكر في رواية الجمهور أيضا، وأما فتح الراء وإمالة الهمزة عن شعيب عن يحيى عنه فانفرادة كما مر لا يقرأ بها، وإذا وقف عليها الأزرق هنا جازت له ثلاثة البدل، لتقدم الهمز على حرف المد، فإن وصلها بأيديهم تعين المد المشبع عملا بأقوى السببين وهو الهمز بعد حرف المد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءآ أيديهم} [70] قرأ ابن ذكوان وشعبة والأخوان بإمالة الراء والهمزة، وورش بتقليلهما، والبصري بإمالة الهمزة فقط، والباقون بالفتح.
[غيث النفع: 718]
وإمالة الراء للسوسي مما انفرد به الشاطبي، ولا يقرأ به، كما تقدم، فإن وقف ورش على {رءآ} فله الثلاثة، على أصله فيما تقدمت فيه الهمزة على الألف، وإن وصل فليس له إلا الطويل فقط، عملاً بأقوى السببين). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
{رَأَى}
إمالة الراء: انفرد أبو القاسم الشاطبي بذكر القراءة بإمالة الراء عن السوسي بخلاف عنه، وخالف بذلك سائر الناس.
ورد هذا ابن الجزري في النشر.
إمالة الهمزة والراء:
أمالهما إمالة محضة حمزة والكسائي وخلف وهشام وشعبة بخلاف عنهما، وابن ذكوان، والأكثرون عن الداجوني، وهي رواية عن عاصم.
وجاءت إمالة الراء لإمالة الهمزة والألف بعدها، وهو مما أميل. للإمالة بعده وهو قليل.
وأمال أبو عمرو الهمزة إمالة محضة وفتح الراء، وهي قراءة عن أبي بكر شعبة.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما.
وقراءة الباقين بفتحهما، وهو الوجه الثاني لهشام وشعبة.
[معجم القراءات: 4/97]
وإذا وقف الأزرق وورش أجريا في الهمزة المد والتوسط والقصر، وإذا وصلا فليس لهما إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة على أصله.
{إِلَيْهِ}
ضم الهاء يعقوب وحمزة والمطوعي (إليه) وضم الهاء على الأصل.
والباقون على كسر الهاء مراعاةً للجوار {إليه}.
{نَكِرَهُمْ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{خِيفَةً}
قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف). [معجم القراءات: 4/98]

قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في فتح الْبَاء وَضمّهَا من قَوْله {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {يَعْقُوب} نصبا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ أَبُو بكر بِالرَّفْع وروى حَفْص عَنهُ {يَعْقُوب} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يعقوب) نصب شامي، (وحمزة) وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعقوب) [71]: نصب: دمشقي، وحمزة، وحفص). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة وابن عامر (يعقوب) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، وحفص: {يعقوب قالت يا ويلتى} (71، 72): بنصب الباء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة وحفص: (يعقوب قالت) بنصب الباء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْقُوبَ) نصب أبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وحفص، وابن عامر، والثغري في قول الرَّازِيّ، وهو الاختيار بودوع البشارة عليه، لأن البشارة بولد الولد كالبشارة بالولد، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {يَعْقُوبَ} نصب: ابن عامر وحمزة وحفص). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (763- .... .... .... .... = وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ عَنْ فَاضِلٍ كَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يعقوب} بالنصب على: ومن وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب، لدلالة الكلام على هذا التقدير؛ ومنه قوله:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً = ولا ناعب إلا ببين غرابها
لأن {فبشرنها} دال على الهبة.
[فتح الوصيد: 2/993]
هذا قول سيبويه وتابعيه.
وإليه أشار بقوله: (نصب الرفع عن فاضل كلا)، أي حفط، لأن الكسائي والأخفش وأبا حاتم قالوا: «هو في موضع خفض»، عطفًا علی {إسحق}، ولكنه فتح لأنه لا ينصرف.
وأنكره سيبويه من قبل أن الجار لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا يفرق بين المعطوف وبين حرف العطف، فلا يجوز: مررت بزيدٍ في الدار والبيت عمروٍ.
وقيل: يجوز أن يكون {يعقوب} منصوبًا على العطف علی موضع {إسحق}.
وفيه، أنك تفصل بين المنصوب والناصب، فيصير بمثابة قولك: رأيت زيدًا وفي الدار عمرً، وهو قبيح للتفرقة.
والوجه هو الأول.
والرفع على الإبتداء في أحد قولي سيبويه في هذا ونحوه، والخبر متقدم، أو على أنه مرتفع بالظرف قبله وهو القول الثاني. وإليه ذهب الأخفش واختاره أبو علي). [فتح الوصيد: 2/994]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرئ يعقوب بالنصب والرفع، فالنصب على تقدير: ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق، ودل عليه معنى قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}؛ لأنه في معنى وهبنا، واختاره أبو علي، وذكر وجهين آخرين على ضعف فيهما؛ أحدهما: أن يكون مجرورًا عطفًا على إسحاق، والثاني أن يكون منصوبًا عطفًا على موضع بإسحاق؛ أي: فبشرناها "بإسحاق" ويعقوب من وراء إسحاق، وضعفهما من جهة الفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف فهو كالفصل بين الجار والمجرور، ولو قلت: مررت بزيد اليوم وأمس عمرو على تقدير وبعمر وأمس لم يحسن ولكن في الشعر يحتمل مثل ذلك كما جاء:
بكف -يوما- يهودي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
ومثله في الفصل بين حرف العطف والمرفوع وآونة أثالي وفي المنصوب:
ويوما أديمها نغلا
في بيتين معروفين أنشدهما أبو علي وغيره الأول لابن أحمر والثاني للأعشى، وله نظير في إعراب بعضهم {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} على أن هادٍ عطف على منذر؛ أي: أنت منذر وهادٍ لكل قوم، وقد مضى في هذه القصيدة وسيأتي نحو من ذلك في نظم الناظم، وذكر وجه العطف جماعة من أئمة العربية، أما قراءة يعقوب بالرفع فعلى الابتداء، وخبره ما قبله؛ أي: مولود لها من وراء إسحاق يعقوب أو يكون فاعل من وراء على قول الأخفش؛ أي: واستقر لها من وراء إسحاق يعقوب، قال أبو جعفر النحاس: وتكون الجملة في موضع الحال، وأظنه في البشارة أي: فبشرناها بإسحاق متصلا به يعقوب قال: ويجوز على إضمار فعل؛ أي: ويحدث من وراء إسحاق يعقوب، وقوله: نصب الرفع؛ أي: نصب رفعه أو نصب الرفع فيه منقول عن فاضل كلأه؛ أي: حفظه، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/240]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (763 - .... .... .... .... .... = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
....
وقرأ حفص وحمزة وابن عامر بنصب رفع الباء في لفظ يَعْقُوبَ في قوله: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ. وقرأ غيرهم برفع بائه و(كلا) بالهمز وخفف حفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... وَيَعْقُوبَ ارْفَعَنْ فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويعقوب ارفعن فز أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {وراءإسحاق يعقوب] [71] بالرفع كالآخرين فهو مبتدأ خبره {ومن وراء إسحاق}أي ويعقوب مولود لها من وراء إسحاق). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْقُوبَ قَالَتْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وحفص {يعقوب * قالت} [71 72] بنصب الباء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (695- .... .... .... .... .... = يعقوب نصب الرّفع عن فوزٍ كبا). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعقوب الخ) يريد قوله تعالى: ومن وراء إسحاق يعقوب نصب الباء حفص وحمزة وابن عامر على أنه مفعول لمقدر من معنى «بشرناها» والباقون بالرفع للابتداء عند سيبويه، وللظرف عند الأخفش). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو عين (عن) حفص، وفاء (فوز) حمزة، وكاف (كبا) ابن عامر: ومن ورآء إسحق يعقوب [71]- بنصب الباء على أنه مفعول لمقدر من معنى فبشّرنها [71].
قال سيبويه: أي: ووهبناها يعقوب.
وقال الأخفش والكسائي: عطف على لفظ بإسحق وفتحه علامة جره، [فمنعه] بالعلمية والعجمة.
والباقون برفعه بالابتداء عند سيبويه، وبالظرف عند الأخفش، وقيد النصب لمخالفة المفهوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَعْقُوبَ، قَالَت" [الآية: 71] فحفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء علامة جر عطفا على لفظ إسحاق، أو نصب بفعل مقدر يفسره ما دل عليه الكلام أي: ووهبنا يعقوب وافقهم المطوعي، والباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ومن وراء إسحاق" بتسهيل الأولى قالون والبزي مع المد والقصر، وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيشبع المد للساكنين، وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى مع المد والقصر، ولقنبل من طريق الأكثرين تسهيل الثانية وإبدالها ياء كالأزرق، فيكمل له ثلاثة أوجه، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن ورآه إسحاق} [71] قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى، والبصري بإسقاطها مع المد والقصر فيهما، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا إبدالها حرف مد، ويمد طويلاً لسكون السين، والباقون بتحقيقها، وهم في المد على اصولهم). [غيث النفع: 719]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعقوب} قرأ الشامي وحفص وحمزة بنصب الباء، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ}
قراءة الجماعة {وامرأته قائمة}، مبتدأ وخبر.
وذكروا أن في مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته (وامرأته قائمة وهو قاعد) بزيادة (وهو قاعد) على قراءة الجماعة.
ونقل أبو حيان عن ابن عطية أن ابن مسعود قرأ (وهي قائمة وهو جالس».
ولم أجد هاتين القراءتين في المطبوع من مصحفه، وهما قراءتان محمولتان على التفسير، ومن هذا الباب أغلب القراءات المروية عنه.
{فَضَحِكَتْ}
قراءة الجماعة {فضحكت} بكسر الحاء، وذهب بعضهم إلى أنه الضحك المعروف، ورأى آخرون أن معناه حاضت
[معجم القراءات: 4/98]
وذكر الفراء أنه لم يسمع هذا من ثقة.
وقرأ محمد بن زياد الأعرابي: (فضحكت) بفتح الحاء.
قال المهدوي: «فتح الحاء غير معروف».
وقال الشهاب: «وقيل إنه معروف في اللغة، وقيل إنه مخصوص بـ «ضحك» بمعنی حاض».
وقال أبو الفتح:
«روی ابن مجاهد قال: قال أبو عبد الله بن الأعرابي: الضحك هو الحيض وأنشد:
ضحك الأرانب فوق الصفا = مثل دم الجوف يوم اللقا»
{بِإِسْحَاقَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ}
قرأ نافع في رواية إسماعيل وابن كثير في رواية ابن فليح وقالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر في حال الوصل.
وقرأ ابن كثير برواية القواس، ويعقوب ونافع برواية ورش وورش من طريق الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد، والأزرق
[معجم القراءات: 4/99]
وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وابن شنبوذ، وابن مهران عن روح بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
وقرأ الأزرق وورش وقنبل من طريق أبن شنبوذ بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية ياء ساكنة من جنس ما قبلها مع إشباع المد للساكنين.
وصورة القراءة: (ومن وراء يسحاق).
وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الهمزة الأولى مع المد والقصر، ووافقهم على هذا اليزيدي وابن محيصن وابن كثير برواية البزي.
وصورة القراءة: (ومن ورا إسحاق).
قال ابن شنبوذ: «إذا لم تحقق الهمزتين فاقرأ كيف شئت».
وفي المكرر: «وقرأ أبو عمرو بإسقاط إحداهما مع المد والقصر».
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين معًا {ومن وراء إسحاق}.
{يَعْقُوبَ}
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم، وأبو عمر الضرير عن عام أيضًا، وجبلة عن المفضل عن عاصم، وزيد بن علي والمطوي (ويعقوب) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
[معجم القراءات: 4/100]
١- أن يكون محله الخفض بالعطف على {إسحاق} على معنى: وبشرنا من وراء إسحاق بيعقوب، وهو رأي الكسائي والأخفش: وأبي حاتم، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة؛ ولذا جاء الفتح في آخره.
وهذا الوجه غير جائز عند الفراء، فقد رده، لأن العطف على مجرور لا يصح عنده إلا بإعادة الجار وكذا الأمر عند سيبويه، فهو قبيح لأنك فصلت بين يعقوب والباء.
۲- أن يكون محله النصب، بفعل مقدر أي ووهبنا يعقوب من بعد إسحاق، واختاره ابن جني.
أن يكون النصب من عطفه على موضع قوله بإسحاق نحو: مررت بزيد وعمرًا.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف وأبو جعفر (ويعقوب) بالرفع.
وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري، وذكر أن للنصب وجهًا غير أنه لا يحب القراءة به.
وفي تخريج هذه القراءة وجهان:
١- الرفع على أنه مبتدأ، وخبره شبه الجملة قبله.
٢- أنه مرفوع بالظرف، كذا عند العكبري، وهو مذهب الأخفش.
وذكر القرطبي أنه على تقدير: ويحدث لها من وراء إسحاق يعقوب، وهذا الذي نقلته عن القرطبي رأيته للنحاس فيما بعد.
وقال القرطبي: «ويجوز أن يرتفع بالفعل الذي يعمل في «من» كان
[معجم القراءات: 4/101]
المعنى: «وثبت لها من رواء إسحاق يعقوب».
وقال الفراء: «وقوله: يعقوب، يرفع، وينصب.
وكان حمزة ينوي به الخفض، يريد ومن وراء إسحاق بيعقوب، ولا يجوز الخفض إلا بإظهار الباء.. والنصب في يعقوب...».
قلت: ذكر العكبري أنه يقرأ (بيعقوب) بزيادة باء الجر والتنوين ثم قال: وصرف هذا بعيد لأنه معرفة أعجمي، ولا يصح تقدير تنكيره، وعزيت إلى ابن أبي عبلة). [معجم القراءات: 4/102]

قوله تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يَا وَيْلَتي" [الآية: 72] حمزة والكسائي وخلف؛ لأن الظاهر انقلاب ألفها عن ياء المتكلم، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو، ووقف عليها رويس
[إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
بهاء السكت بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أألِدُ" [الآية: 72] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني غير الجمال، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بتسهيلها بلا ألف، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا مع القصر فقط، لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه، وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال، والوجه الثالث له التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "شيخ" بالرفع خبر بعد خبر والجمهور على الحال من فاعل أألد أي: كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين أو العامل فيه معنى الإشارة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءاالد} [72] قرأ قالون والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإثبات ألف بينهما، والمكي كذلك، إلا أنه لا يثبت الألف.
وورش له وجهان، وجه كالمكي، والثاني إبدال الثانية ألفًا، ولا يمدها، إذ لا ساكن بعدها، ولا يصير من باب {ءامنوا} [البقرة: 9] لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.
ومثله {ءأامنتم} و{جآء اجلهم} [الأعراف: 34] و{السمآء إلى} [السجدة: 5] و{أوليآء أولائك} [الأحقاف: 32] ونحوه، حالة إبدال الثانية حرف مد.
وهشام بتحقيق الأولى، وله في الثانية وجهان: التحقيق والتسهيل، مع الإدخال فيهما، والباقون بتحقيقهما من غير إدخال). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
{يَا وَيْلَتَى}
أماله حمزة والكسائي وعاصم في رواية، وخلف والأعمش والأعشى.
والألف فيه منقلبة عن ياء المتكلم، وأصله (يا ويلتي).
وقرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وقرأ رويس في الوقف بخلاف عنه (يا ويلتاه)بهاء السكت مع المد المشبع، وهذا أبين للألف، وأبعد للصوت، وذلك لزيادة التحسر والتوجع.
[معجم القراءات: 4/102]
قال أبو حيان:
«وقيل الألف ألف الندبة، ويوقف عليها بالهاء».
والوجه الثاني لرويس بغير هاء، وقال ابن الجزري: «والوجهان صحيحان عن رويس بهما قرأت، وبهما آخذ».
وقال الزجاج:
«ويجوز الوقف عليه بغير الهاء، والاختيار أن يوقف عليه بالهاء: يا ويلتاه، فأما المصحف فلا يخالف، ولا يوقف عليه بغير الهاء، فإن اضطر واقف وقف بغير الهاء».
وقال الأخفش:
«فإذا وقفت قلت يا ويلتاه»؛ لأن هذه الألف خفية وهي مثل ألف الندبة، فلطفت من أن تكون في السكت، وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت؛ وذلك أن الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء فيتردد فيه فيكون أكثر وأبين.
ولا تقف على ذا الحرف في القرآن؛ كراهية خلاف الكتاب، وقد ذكر أنه وقف على ألف الندبة، فإن كان هذا صحيحًا وقفت على الألفة».
وقال الطبري: «والصواب من القول في ذلك عندي أن هذه الألف ألف الندبة، والوقف عليها بالهاء وغير الهاء جائز في الكلام الاستعمال العرب ذلك في كلامهم».
[معجم القراءات: 4/103]
وقرأ الحسن وابن قطيب (يا ويلتي) بإضافته إلى ياء النفس وهو الأصل.
قرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني، وكذا من طريق ابن عبدان واليزيدي بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية بين الهمزة والألف، وإدخال ألف بينهما «أاالد».
وقرأ الأزرق عن ورش، وكذا ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس وابن محيصن والطرسوسي والأهوازي بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال ألف بينهما «أالد».
وقرأ الأزرق وورش أيضًا بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع القصر فقط العروض حرف المد بالإبدال.
قال ابن الجزري: «والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين، وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره».
وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما «أاألد»، وتصبح صورتها: «آألد»، وذلك بعد استبدال المد بالهمزة الأولى والألف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع وخلف وروح والداجوني عن هشام والحسن والأعمش وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين من غير إدخال ألف بينهما «أألد».
[معجم القراءات: 4/104]
{وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}
قراءة الجمهور {وهذا بعلي شيخا} بالنصب على الحال من {بعلي}، وهي حال مؤكدة، والعامل في الحال معنى الإشارة والتنبيه، أو أحدهما.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب والأعمش والمطوعي والأصمعي عن أبي عمرو (وهذا بعلي شيخ) بالرفع.
قال أبو حاتم: «وكذلك في مصحف ابن مسعود».
وذكر العكبري وغيره في إعراب الرفع عدة أوجه، منها:
۱. أن يكون {هذا} مبتدأ، و{بعلي} بدل منه، و{شيخ} خبر.
۲. أن يكون {بعلي} عطف بيان، و{شيخ} خبر.
۳. أن يكون {بعلي} مبتدأ ثانيا، و{شيخ} خبره، والجملة خبر عن {هذا}.
4. أن يكون {بعلي} خبر المبتدأ، و{شيخ} خبر مبتدأ محذوف، أي: هو شيخ.
5. أن يكون {شيخ} خبرًا ثانية.
6- أن يكون «بعلي وشيخ» جميعًا خبرًا واحدًا، كما تقول: هذا حلوٌ حامضٌ.
۷- أن يكون {شيخ} بدلا من {بعلي}.
[معجم القراءات: 4/105]
وروي أن بعض الناس قرأه: (وهذا بعلي هذا شيخ).
{لَشَيْءٌ}
تقدمت قراءة حمزة فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/106]

قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "رحمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
{رَحْمَةُ اللَّهِ}
الرسم القرآني (رحمت) بالتاء المفتوحة.
قراءة الوقف:
قرأ في الوقف بالهاء (رحمة) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن، وهي لغة قريش.
وقراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها «رحمة».
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بالتاء الساكنة (رحمت)، وهو الموافق لصريح الرسم القرآني، وهي لغة طيء). [معجم القراءات: 4/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة