العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (74) إلى الآية (77) ]

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
{جَاءَتْهُ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة، انظر الآية/۸۷ من سورة البقرة (جاءكم)، و61 من سورة آل عمران/ جاءك، و43 من سورة النساء /جاء.
{الْبُشْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/106]
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/107]

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}

قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد جاء" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمر} [76] لا يخفى.
{رسلنا} [77] كذلك). [غيث النفع: 719] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
{قَدْ جَاءَ}
تقدم إدغام الدال في الجيم في مواضع مما سبق، وانظر مثل هذا في الآيات/۸۷ من سورة البقرة، و34 من سورة الأنعام، و 57 من سورة يونس.
{جَاءَ}
قرأ حمزة وابن ذكوان وخلف بإمالة الألف.
وإذا وقف هشام وحمزة عليه فلهما ثلاثة أوجه: المد، والتوسط، والقصر مع البدل.
{أَمْرُ رَبِّكَ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في الراء بخلاف عنهما.
وروي عنهما فيه الاختلاس، أي اختلاس حركة الراء الأولى.
{إِنَّهُمْ آَتِيهِمْ}
قراءة الجماعة {إنهم آتيهم} اسم فاعل من «أتي»، وبكسر الهاء مراعاة للياء.
وقرأ يعقوب الحضرمي (.... آتيهم) بضم الهاء على الأصل.
وقرأ عمرو بن هرم (... إنهم أتاهم) بلفظ الماضي، و(عذاب) فاعل به، عبر بالماضي عن المضارع التحقيق وقوعه، كقوله تعالى:
{أتى أمر الله} سورة النحل /1.
{عَذَابٌ غَيْرُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرُ}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما).[معجم القراءات: 4/107]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {سيء بهم} (77)، و: {سيئت} (الملك: 27)، وشبهه: بإشمام السين الضم، هنا، وفي العنكبوت (33)، والملك.
والباقون: بإخلاص كسرة السين). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر والكسائيّ ورويس: (سيء بهم وسيئت) بإشمام السّين الضّم هنا وفي العنكبوت والملك، والباقون بإخلاص كسرة السّين). [تحبير التيسير: 407]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِشْمَامِ سِيءَ بِهِمْ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({سيء} [77] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" سين "سيء بهم" نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ورويس "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ياء وبالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وضاق" حمزة وافقه الأعمش فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمر} [76] لا يخفى.
{رسلنا} [77] كذلك). [غيث النفع: 719] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سيء بهم} قرأ نافع والشامي وعلي بإشمام الكسرة الضم، والباقون بالكسر الخالص). [غيث النفع: 720]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
{جَاءَتْ}
تقدمت الإمالة فيه ووقف حمزة، انظر الآية /۸۷ من سورة البقرة / جاءكم، و61 من سورة آل عمران/ جاءك.
{رُسُلُنَا}
قرأ أبو عمرو والحسن واليزيدي (رسلنا) بسكون السين للتخفيف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
وقراءة الجماعة {رسلنا} بضم السين مثقلًا.
وتقدم مثل هذا في مواضع من هذا المعجم.
{سِيءَ بِهِمْ}
قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وابن ذكوان والحسن والشنبوذي ويعقوب برواية رويس بإشمام الكسر الضم (سيء بهم)، وهي لغة قيس وعقيل ومن جاورهم.
وقراءة الباقين بإخلاص كسر السين (سيء بهم). وإذا وقف حمزة وهشام على «سيء» أبدلا الهمزة ياء ساكنة، فيصير ياءان ساكنتان، فتسقط الأولى لالتقاء الساكنين، وتصبح صورة القراءة في الوقف: (سيء...).
- ولهما في مثل هذه الحالة في الوقف وجه آخر، وهو إبدال الهمزة ياءً ثم إدغام الأولى فيها، فتصبح صورتها «سي...»
{ضَاقَ}
أماله حمزة والأعمش.
وقراءة الباقين بالفتح).[معجم القراءات: 4/108]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (78) إلى الآية (83) ]

{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }

قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَطهَرُ) نصب الخوزي، والْأَخْفَش وابن عمر، وعتبة عن الحسن، الباقون رفع، وهو الاختيار على خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "ولا تخزون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "ضيفي أليس" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تخزون} [78] قرأ البصري بإثبات الياء بعد النون، في الوصل لا في الوقف، والباقون بحذفها، وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في ضيفي أليس} قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
{جَاءَهُ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآية/61 من سورة آل عمران «جاءك».
{يُهْرَعُونَ}
قراءة الجمهور {يهرعون} بضم الياء وفتح الراء مبنية للمفعول من «أهرع»، أي: يهرعهم الطمع.
وقرأت فرقة (يهرعون) بفتح الياء من «هرع» الثلاثي.
وفي التاج: (وجاءه قومه يهرعون إليه):
«قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضًا.
وأهرع الرجل - مجهولًا - فهو مهرع إذا كان يرعد من غضب أو ضعف، كالحمى أو خوف أو سرعة أو حرص...».
وقال الشهاب:
«والعامة على قراءته مبنيًا للمفعول.، وقرأه جماعة {يهرعون} بفتح الياء مبنيًا للفاعل من هرع، وأصله من الهرع، وهو الدم الشديد السيلان، كأن بعضه يدفع بعضًا، فالمعنى على القراءتين: يسوقون أي يسوق بعضهم بعضا، أو يساقون بمعنى يسوقهم كبيرهم...».
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)بوصل الهاء بياء.
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم حيث وقع. وانظر الآية/ 50
[معجم القراءات: 4/109]
{السَّيِّئَاتِ}
قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء خالصة (السييات) كذا!.
{هُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه (هنه)بهاء السكت لبيان حركة الموقوف عليه، وهو النون.
{هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة السبعة وأبو جعفر ويعقوب {هن أطهر...} بالرفع، خبر المبتدأ {هن}، ورجح الطبري هذه القراءة، ولم يستجز غيرها.
وقرأ الحسن وزيد بن علي وعيسى بن عمر ومروان بن الحكم وسعيد بن جبير ومحمد بن مروان وعبد الملك بن مروان وابن أبي إسحاق والسدوسي والسدي (هن أطهر...) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
1- أن يكون {بناتي} خبرًا، و {هن} فصلًا، وأطهر، حالًا، والعامل التنبيه أو الإشارة.
۲. أن يكون {هن} مبتدأ، و{لكم} خبر، و{أطهر} حالًا، والعامل فيه ما في {هن} من معنى التوكيد، وقيل: العامل «لكم».
وقال الرازي: «أكثر النحويين على أنه خطأ».
[معجم القراءات: 4/110]
وقال أبو عمرو بن العلاء: «احتبي فيه ابن مروان في لحنه» يعني تربع».
وقال الطوسي: «ولا يجوز نصب «أطهر» في قول سيبويه وأكثر النحويين..».
وقال سيبويه:
«وزعم يونس أن أبا عمرو رآه لحنًا، وقال: احتبی ابن مروان في هذا اللحن».
قال الشهاب: «يعني أنه أخطأ خطأ فاحشًا يجعله كأنه تمكن في الخطأ كالمحتبي أي العاقد للحبوة أو المتربع..».
وقال مكي:
«مبتدأ وخبر، ولا يجوز عند البصريين غيره، وقد روي أن عيسى بن عمر قرأ «أطهر لكم» نصب «أطهر» على الحال، وجعل «هن» فاصلة، وهو بعيد ضعيف».
وسيبويه والخليل والأخفش لا يجيزون أن يكون «هن» ههنا عمادًا، ويكون عمادًا، فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها، نحو: كان زيد هو أخاك، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت».
وقال أبو حيان في النهر: «.. وأطهر: حال، ورد بأن الفصل لا يقع إلا بين جزأي الجملة، ولا يقع بين الحال وذي الحال، وأجاز ذلك بعضهم، وادعى السماع فيه عن العرب لكنه قليل».
[معجم القراءات: 4/111]
{أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وعنهما الإظهار.
{وَلَا تُخْزُونِ}
قرأ ابن كثير وابن عامر والمسيبي وورش عن نافع، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف {ولا تخزون} بنون مكسورة، على حذف الياء في الحالين.
وقرأ يعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ (ولا تخزوني) بإثبات الياء في الحالين.
وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ونافع برواية إسماعيل بن جعفر، وابن جماز وشيبة بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
قال ابن مجاهد: «وكان أبو عمرو يثبتها في الوصل ويقف بغير ياء...».
{فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي {في ضيفي أليس» بفتح الياء.
وقراءة الباقين بالسكون). [معجم القراءات: 4/112]

قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
{لَتَعْلَمُ مَا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 4/113]

قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُكْنٍ) بضم الكاف ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالإسكان وهو الاختيار؛ لأنه أخف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
{قَالَ لَوْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{أَوْ آَوِي}
قراءة الجماعة {أو آوي..} بسكون الياء على الرفع، والحركة مقدرة، والرفع على الاستئناف، أو هو في موضع رفع خبر «أن» على المعنى، وتقديره: أو أني آوي، كذا عند العكبري.
وقرأ أبو جعفر، والحلواني عن قالون عن شيبة (أو آوي..) بفتح الياء. قال ابن مجاهد: «ولا يجوز تحريك الياء ههنا»، أي لا يجوز النصب.
قال ابن جني:
«هذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي سائغ جائز، وهو أن تعطف «آوي» على «قوة»، فكأنه قال: لو أن لي بكم قوة أو أويا إلى ركن شديد، فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار «أن» ونصب الفعل بها، ومثله قول ميسون بنت بحدل الكليبية:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
فكذلك هذه القراءة: لو أن لي بكم قوة أو أويا، أي: أو أن آوي إلى ركن شديد، وهذا واضح.
ومثل هذا نجده عند الشهاب، نقله عن ابن جني، ولم يذكر
[معجم القراءات: 4/113]
الفضل فيه لصاحبه.
{إِلَى رُكْنٍ}
قراءة الجماعة {ركن} بسكون الكاف.
وقرأ عمرو بن عبيد وسعيد بن أبي عروبة {ركن} بضم الكاف، ولعله من إتباع الكاف حركة الراء.
والركن بسكون الكاف وضمها الناحية من جبل وغيره، ويجمع على أركان وأزكن). [معجم القراءات: 4/114]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في همز الْألف وإسقاطها في الْوَصْل من قَوْله {فَأسر بأهلك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {فَأسر بأهلك} من سريت بِغَيْر همز
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {فَأسر بأهلك} من أسريت). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في نصب التَّاء ورفعها من قَوْله {إِلَّا امْرَأَتك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {إِلَّا امْرَأَتك} بِرَفْع التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {إِلَّا امْرَأَتك} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فاسر) (وأن اسر) وصل حرمي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((إلا امرأتك) رفع، مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاسر) [81]، و(أن اسر) [طه: 77، الشعراء: 52]: وصل: حجازي، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/752]
(إلا امرأتك) [81]: رفع: مكي، وأبو عمرو، وأبو بشر). [المنتهى: 2/753]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (فاسر) (وأن اسر) بالوصل حيث وقع، وقرأ الباقون بالقطع حيث وقع). [التبصرة: 236]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إلا امرأتك) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {فاسر} (81)، و: {أن اسر} (طه: 77): بوصل الألف، حيث وقع.
والباقون: بقطعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {إلا امرأتك} (81): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر: (فاسر) و(أن اسر) بوصل الألف حيث وقع والباقون بقطعها.
[تحبير التيسير: 407]
ابن كثير وأبو عمرو: (إلّا امرأتك) بالرّفع وكذا روى الأشناني عن ابن جماز والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِلَّا امْرَأَتَكَ) رفع مكي، وأبو بشر، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو عَمْرٍو، وإلا عصمة، وهو الاختيار بدل من أحد، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {فَأَسْرِ}، و{أَنْ أَسْرِ} حيث وقع، وصل: الحرميان.
[81]- {إِلَّا امْرَأَتَكَ} رفع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (765 - وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الْوَصْلُ أَصْلٌ دَناَ وَهَا = هُنَا حَقٌّ إِلاَّ امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصل (د)نا وها = هنا (حق) إلا امراتك ارفع وأبدلا
سرى وأسرى لغتان: {سبحن الذي أسرى}، {واليل إذا يسر}.
[فتح الوصيد: 2/995]
وقال النابغة:
سرت عليه من الجوزاء سارية
وقال لبيد:
إذا هو عليه أسرى ليلة خال أنه = قضى عملًا والمرء ما عاش عاملُ
وقوله: (ارفع وأبدلا)، أراد: وأبدلن، لأن الرفع على البدل من أحدٍ وساغ هذا، لأن النهي في معنى النفي.
والبدل في النفي، الوجه.
والنصب على وجهين:
أحدهما، أن يكون مستثنى من قوله: فأسر بأهلك إلا امرأتك.
والثاني، أن يكون مستثنى من النهي لتمام الكلام قبله.
والوجه هو الأول، لأنه واجب، والمستثنى منه منصوب.
ويجوز (وأبدلا)، على أنه فعل ماض لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/996]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصلٌ دنا وها = هنا حق إلا امراتك ارفع وأبدلا
ح: (فاسر): مبتدأ، (أن اسر): عطف بحذف العاطف، (الوصل): مبتدأ ثانٍ، (أصلٌ): خبره، والعائد محذوف، أي: فيهما، (إلا امرأتك): مفعول (ارفع)، (ههنا): ظرفه، (حقٌ): اعتراض، أي: الرفع حق، (أبدلا): عطف على (ارفع)، والألف عوض عن نون التوكيد، ويجوز ضم الهمزة وكسر الدال على بناء المجهول، والألف للإطلاق.
ص: يعني: قرأ نافع وابن كثير: {فاسر} و{أن اسر} حيث جاء اللفظان بهمزة الوصل من (سرى)، والباقون: بالقطع من (أسرى)، وهما لغتان،
[كنز المعاني: 2/320]
يشهد للأولى: {والليل إذا يسر} [الفجر: 4]، وللثانية: {سبحان الذي أسرى} [الإسراء: 1].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك} [81] بالرفع على أنه بدل من {أحدٌ}، وبين ذلك بقوله: (أبدلا)، لأن النهي تضمن معنى النفي، والباقون: بالنصب على الاستثناء منه، نحو قوله تعالى: {ما فعلوه إلا قليلٌ}، و{قليلًا} [النساء: 66]، ولا يجوز أن يكون مستثنًى من {فاسر}، وإلا يلزم التناقض بين معنى القراءتين، لأنه إذا كان بدلًا من {أحدٌ} يلزم أن تكون المرأة مسرًى بها، وإذا استثنى من {فأسر} يلزم أن يكون إلا على تأويل بعيدٍ لا يليق إيراده ههنا.
[كنز المعاني: 2/321]
واحترز الناظم بقوله: (ههنا) من حرف العنكبوت: {إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك} [33]، إذ لا خلاف في نصبها). [كنز المعاني: 2/322]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (765- وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الوَصْلُ "أَ"صْلٌ "دَ"نا وَهَا،.. هُنَا حَقٌّ الا امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
يريد حيث جاء هذان اللفظان، وجاء فأسر في ثلاث سور هنا: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}، ومثله في الحجر والدخان: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا}.
وأما: {أَنْ أَسْرِ}؛ ففي طه والشعراء عنى بالوصل: همزة الوصل، ولا يظهر لفظها إلا على تقدير أن تقف على "أن"، فتبتدئ "إسر" بكسر الهمزة، أما إذا وصلت فلا يظهر إلا أثرها، وهو حذفها في الدرج وكسر النون من "أن"؛ لالتقاء الساكنين لورش وغيره، أما في كلمة "فأسر" فلا يظهر أثر إلا في حذفها، وقرأ الباقون بهمزة القطع المفتوحة، فالنون من أن ساكنة على أصلها، لكنها تفتح لحمزة إذا وقف على أن أسر على رواية نقل الحركة له في الوقف والقراءتان مبنيتان على الفعل الذي منه هذا الأمر، وفيه لغتان سرى وأسرى فعلى لغة سرى جاءت همزة الوصل في الأمر كقولك: ارم من رمى، وعلى لغة أسرى جاءت همزة القطع كقولك من أعطى: أعط، ويشهد لـ: "سرى" قوله سبحانه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.
ويشهد لأسرى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}.
ويتعلق بهما بحث كما ذكرناه في تفسير آية سبحان وأما قوله تعالى:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/242]
{وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}، فقرئ برفع امرأتك ونصبها، فقوله: ههنا احترازًا من الذي في العنكبوت: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ}؛ فإنه منصوب باتفاق؛ لأنه مستثنى من موجب، أما هنا فمستثنى من غير موجب، فجرى فيه الوجهان النصب والرفع كما سبق في سورة النساء: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}، و{إِلَّا قَلِيلًا}، لكن لم يقرأ بالنصب ثَم إلا واحد، وههنا الأكثر على النصب، فلهذا قال جماعة من أئمة العربية: إنه مستثنى من قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}؛ ليكون مستثنى من موجب، وهذا فيه إشكال من جهة المعنى؛ إذ يلزم من استثنائه من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} أن لا يكون أسرى بها وإذا لم يسر بها كيف يقال: "لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُكَ" على قراءة الرفع، فكيف تؤمر بالالتفات، وقد أمر أن لا يسري بها فهي لما التفتت كانت قد سرت معهم قطعا فيجوز أن يكون هو لم يسر بها ولكنها تبعتهم والتفتت، فأصابها ما أصاب قومها، والذي يظهر لي أن الاستثناء على القراءتين منقطع لم يقصد به إخراجها من المأمور بالإسراء بهم، ولا من المنهيين عن الالتفات، ولكن استؤنف الإخبار عنها بمعنى لكن امرأتك يجري لها كيت وكيت، والدليل على صحة هذا المعنى أن مثل هذه الآية جاءت في سورة الحجر، وليس فيها استثناء أصلا فقال تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}.
فلم تقع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/243]
العناية إلا بذكر من أنجاهم الله تعالى، فجاء شرح حال امرأته في سورة هود تبعا لا مقصودا بالإخراج مما تقدم، ونحو ذلك قوله تعالى في سورة الحجر: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.
قال كثير من المفسرين: إنه استثناء متصل، وبنى قوم على ذلك جواب الاستثناء الأكثر من الأقل؛ لأن الغاوي أكثر من المهتدي، وعندي أنه منقطع بدليل أنه في سورة سبحان: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا}، فأطلق ولم يستثن الغاوين دل على أنه أراد بقوله تعالى: "عبادي": المخلصين المكلفين، وهم ليس للشيطان عليهم سلطان فلا حاجة إلى استثناء الغواة منهم فحيث جاء في الحجر استثناء الغواة كان على سبيل الانقطاع؛ أي: لكن من اتبعك من الغاوين لك عليهم سلطان فإذا اتضح هذا المعنى لك علمت أن القراءتين واردتان على ما تقتضيه العربية في الاستثناء المنقطع؛ ففيه لغتان: النصب والرفع، فالنصب لغة أهل الحجاز وعليها الأكثر، والرفع لبني تميم وعليها اثنان من القراء، ولهذا قلت في المنظومة التي في النحو:
واحمل على المنقطع الا امرأتُك،.. في هود مطلقا فتقوى حجتُك
وقول الناظم: ارفع وأبدلا يجوز بضم الهمزة وفتحها؛ فضمها على أنه فعل لم يسم فاعله وفتحها على الأمر والألف في آخره بدل من نون التأكيد الخفيفة، والمعنى: واحكم على المرفوع أنه بدل من أحد
قوله: {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} هذا على قول الجماعة إنه مستثنى من ذلك، ولم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/244]
يختلفوا فيه، وإنما الخلاف بينهم في قراءة النصب منهم من استثناها من ذلك ومنهم من استثناها من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، وقوله: "إِلَّا امْرَاتَكَ" أبدل فيه الهمزة ألفا؛ ليتزن له النظم، وقد سمع نحو ذلك من العرب يقولون: المراة والكماة، فيبدلونها ألفا، ولزم من هذه العبارة في نظمه إيهام، وذلك أنه قال: ارفع وأبدلا فيظن أنه أراد ما لفظ به من إبدال الهمزة ألفا وإنما أراد الإبدال من جهة الإعراب ووقع لي في تصحيح ما أعربه النحاة معنى حسن وذلك أن يكون في الكلام اختصار نبه عليه اختلاف القراءتين، وكأنه قيل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وكذا روى أبو عبيد وغيره أنها في قراءة ابن مسعود هكذا، وليس فيها: {ولا يلتفت منكم أحد}، فهذا دليل على استثنائها من المسري بهم ثم كأنه سبحانه قال: فإن خرجت معكم وتبعتكم من غير أن تكون أنت سريت بها فإنه أهلك عن الالتفات غيرها فإنها ستلتفت ويصيبها ما أصاب قومها فكانت قراءة النصب دالة على ذلك المعنى المتقدم، وقراءة الرفع دالة على هذا المعنى المتأخر ومجموعها دال على جملة المعنى المشروح). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/245]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (765 - وفاسر أن اسر الوصل أصل دنا و... هاهنا حقّ الّا امرأتك ارفع وأبدلا
قرأ نافع وابن كثير: فاسر بأهلك هنا وفي الحجر، فاسر بعبادى في الدخان، إن اسر بعبادى في طه والشعراء. بوصل الهمزة في المواضع الخمسة وتكسر نون أن في الوصل وإذا ابتدئ ب أَسْرِ* كسرت الهمزة؛ وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة في المواضع الخمسة وسكون نون أن وصلا ووقفا. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِلَّا امْرَأَتَكَ هنا برفع التاء، فتكون قراءة غيرهما بنصبها والتقيد بقوله: (هنا) للاحتراز عن موضع العنكبوت: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ فلا خلاف بين السبعة في نصب تائه. وقوله: (وأبدلا) إشارة إلى وجه قراءة الرفع، وهو أنه مرفوع على البدل من لفظ أَحَدٌ في قوله تعالى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ. ووجه قراءة النصب.
هو أنه منصوب على الاستثناء من وَأَهْلَكَ من قوله تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... .... .... وَنَصْبُ حَا = فِظِ امْرَأَتُكْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونصب حافظ امرأتك أي قراء مرموز (حا) حافظ وهويعقوب {إلا امرأتك} [81] بالنصب على الاستثناء الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ هُنَا، وَالْحِجْرِ، وَفِي الدُّخَانِ فَأَسْرِ بِعِبَادِي، وَفِي طه وَالشُّعَرَاءِ أَنْ أَسْرِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِوَصْلِ الْأَلِفِ فِي الْخَمْسَةِ وَيَكْسِرُونَ النُّونَ مِنْ " أَنْ " لِلسَّاكِنَيْنِ وَصْلًا وَيَبْتَدِئُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً، وَهُمْ فِي السَّكْتِ وَالْوَقْفِ عَلَى أُصُولِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: امْرَأَتَكَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِرَفْعِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَشْنَائِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ بِالرَّفْعِ كَذَلِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {فأسر بأهلك} هنا [81] والحجر [65]، وفي الدخان [23] {فأسر بعبادي}، وفي طه [77] والشعراء [52] {أن أسر} بوصل الهمزة وكسر النون للساكنين وصلًا من {أن} وتبدأ الهمزة بالكسر، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إلا امرأتك} [81] برفع التاء، وانفرد الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز بذل، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (696 - وامرأتك حبرٌ أن اسر فاسر صل = حرمٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر (ص) ل = (حزم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
يريد قوله تعالى: امرأتك برفع التاء على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب قوله: (أن اسر فاسر) قرأ المدنيان وابن كثير «فأسر بأهلك» هنا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
والحجر وفي الدخان «فاسر بعبادي» وفي طه والشعراء «أن اسر بعبادي» بوصل الهمزة وكسر النون لالتقاء الساكنين وصلا من قوله: «أن اسر، فاسر» وابتدأ الهمزة بالكسر المدنيان وابن كثير، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر صل = (حرم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
ش: أي: قرأ مدلول [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك [81] برفع التاء، بدل من أحد على الفصحى؛ بناء على أنه لم ينه عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
الإسراء بها، فالاستثناء مع حكم الالتفات.
ونصبها الباقون على اللغة القليلة في الاستثناء من غير الموجب، أو هو مستثنى من فأسر [81]؛ بناء على أنه نهى عن صحبتها.
والاستثناء متصل على الوجهين، وجوز بعد انقطاعه والنصب على الحجازية، والبدل على التميمية.
ويشكل بأنها من الأهل ومندرجة في أحد [81].
وقرأ [ذو] (حرم) المدنيان وابن كثير: أن اسر بعبادي فاضرب بطه [الآية: 77]، وأن اسر بعبادي إنكم بالشعراء [الآية: 52]، [و] فاسر بأهلك بقطع هنا [81]، والحجر [65]، [و] فاسر بعبادي ليلا في الدخان [الآية: 23]- بوصل همز الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين على أنه أمر من: «سرى» الثلاثي، مثل: فاقض [طه: 72]؛ فحذف الياء علامة البناء.
وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل وإسكان النون على أنه [أمر] من: «أسرى» الرباعي، مثل: أن ألق [الأعراف: 117] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
علم كسر النون وصلا، والهمزة ابتداء، وأن اسر من الساكنين، والعموم من الضم، وقرينة خصوص الفرش أخرجت: إنّا منجّوك وأهلك إلّا امرأتك [العنكبوت: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأسر" هنا [الآية: 81] وفي [الحجر الآية: 65] وفي [الدخان الآية: 23] "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" وفي [طه الآية: 77] و[الشعراء الآية: 52] "أَنْ أَسْر" فنافع وابن كثير وأبو جعفر بهمزة وصل تثبت ابتداء مكسورة مع كسر نون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
إن للساكنين، وافقهم ابن محيصن، والباقون بهمزة قطع مفتوحة تثبت درجا، وابتداء يقال سرى وأسرى للسير ليلا، وقيل أسرى لأول الليل وسرى لآخره، وأما سار فمختص بالنهار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلَّا امْرَأَتُك" [الآية: 81] هنا فابن كثير وأبو عمرو برفع التاء بدل من أحد، واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات، إلا المرأة فإنها لم تنه عنه، وهذا لا يجوز، ولذا جعله في المغني مرفوعا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى الجملة قال: ونظيره: "لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر، فيعذبه الله" وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالنصب مستثنى من بأهلك، وجعله في المغني استثناء منقطعا؛ لئلا تكون قراءة الأكثرين مرجوحة على أن المراد بالأهل المؤمنون، وإن لم يكونوا من أهل بيته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاسر} [81] قرأ الحرميان بوصل الهمزة، فمن الفاء ينتقل إلى السين، لأن همزة الوصل لا تظهر في الدرج، من (سرى) الثلاثي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة، من (أسرى) الرباعي). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إلا امرأتك} قرأ المكي والبصري برفع التاء، على البدل من {أحد} والباقون بالنصب على الاستثناء من {بأهلك} وفيها أبحاث شريفة تركناها خوف التطويل). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
{رُسُلُ}
قرأ المطوعي (رسل) بإسكان السين، وهو للتخفيف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
والجماعة على ضم السين {رسل}، وهي لغة الحجازيين.
{رُسُلُ رَبِّكَ}
أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود وأبي بن كعب «فأسير».. بقطع الهمزة من
[معجم القراءات: 4/114]
«أسرى» الرباعي.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (فاسر) بهمزة وصل، أمرًا من «سرى» الثلاثي.
يقال: سرى وأسرى، وهما بمعنى واحد، وهو قول أبي عبيد، وذهب الليث إلى أن «أسرى» لأول الليل، و«سرى» لآخره.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل واحدة منهما أهل قدوة في القراءة، وهما لغتان مشهورتان في العرب معناهما واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب.
وقرأ اليماني (فسر بأهلك)، وهو أمر من «سار».
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
وهنا قراءتان أخريان:
الأولى: عن ابن مسعود وأبي بن كعب: (فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك)، وليس في هذه القراءة {ولا يلتفت منكم أحد}، وهي كذلك في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 4/115]
الثانية: عن ابن مسعود (فأسر بأهلك إلا امرأتك) كذا، ولم يأت على ذكر ما بينهما.
{بِأَهْلِكَ}
قراءة حمزة في الوقف بقلب الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء، وصورتها «بيهلك».
{بِقِطْعٍ}
قراءة الجماعة {بقطع} بكسر فسكون.
وقرأ نبيح وأبو واقد والجراح (بقطع) بكسر ففتح، والقطع: ظلمة آخر الليل، والقطع: جمع قطعة، وهي الطائفة من الشيء، وهو هنا الليل.
{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {... إلا امرأتك} بالنصب، وهو مستثنى من قوله {بأهلك}.
وذهب ابن هشام إلى أنه مستثنى منقطع، وهو لأبي حيان، نقله عن الزمخشري ثم تعقبه فيه، فأخذه عنه ابن هشام ولم يعزه لصاحبه.
[معجم القراءات: 4/116]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والحسن وابن جماز عن أبي جعفر «... إلا امرأتك» بالرفع، على أنه بدل من «أحد»، وجعله ابن هشام مرفوعًا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى جملة.
وأنكر قراءة الرفع جماعة منهم أبو عبيد قال: لا يصح ذلك إلا برفع «يلتفت» ويكون نعتًا، لأن المعنى يصير. إذا أبدلت وجزمت ۔ أن المرأة أبيح لها الالتفات، وليس المعنى كذلك.
قال النحاس: وهذا الحمل من أبي عبيد ومن غيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون».
وذهب المبرد إلى أن مجاز هذه القراءة أن المراد بالنهي المخاطب، ولفظه لغيره، كما تقول لخادمك: لا يخرج فلان، فلفظ النهي الفلان، ومعناه للمخاطب، فمعناه: لا تدعه يخرج.
وكذلك معنى النهي إنما هول {لوط}: أي لا تدعهم يلتفتون إلا امرأتك، وكذلك قولهم: لا يقم أحد إلا زيد، معناه: إنههم عن القيام إلا زيدًا.
قال ابن هشام:
«والذي أجزم به أن قراءة الأكثرين لا تكون مرجوحة، وأن الاستثناء في الآية من جملة الأمر على القراءتين، بدليل سقوط {ولا يلتفت منكم أحد} في قراءة ابن مسعود، وأن الاستثناء منقطع، بدليل سقوطه في آية الحجر، ولأن المراد بالأهل المؤمنون وإن لم يكونوا من أهل بيته وإن لم يكونوا مؤمنين...».
[معجم القراءات: 4/117]
قال الرازي: «واعلم أن القراءة بالرفع أقوى، لأن القراءة بالنصب تمنع من خروجها من أهله...، وأما القراءة بالنصب فإنها أقوى من وجه آخر، وذلك لأن مع القراءة بالنصب يبقى الاستثناء متصلًا ومع القراءة بالرفع يصير الاستثناء منقطعًا».
{امْرَأَتَكَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{الصُّبْحُ.... الصُّبْحُ}
قراءة الجماعة فيهما {الصبح} بسكون الباء.
وقرأ عیسی بن عمر (الصبح)بضم الباء، وهي لغة، وليست من باب الإتباع). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وحكم الهمز في الوقف، وانظر الآية 40 من هذه السورة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين، انظر الآية/ 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ببعيد} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثالث والعشرين، بإجماع). [غيث النفع: 721]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (84) إلى الآية (88) ]

{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }

قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(من إله) غيره)
[تحبير التيسير: 405]
قد ذكر قبل). [تحبير التيسير: 406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم إمالة أراكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" الياء من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإلى مدين أخاهم شعيبا}
{إله غيره} [84] قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أراكم} قرأ نافع والبزي والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإني أخاف} قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية /50.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
تقدمت في الآية/50 من هذه السورة القراءات التالية فيه:
[معجم القراءات: 4/118]
۱-إخفاء التنوين في الغين.
۲- قراءة الجماعة بضم الراء صفة لإله على المحل.
قراءة ابن محيصن (غيره).
وقراءة الكسائي وأبي جعفر بالخفض صفة لإله على اللفظ.
٣- قراءة أبي جعفر (غيرهي» على الإشباع.
٤- ترقيق الراء من «غيره» للأزرق وورش بخلاف.
انظر بيان هذا مفصلًا في الآية المحال عليها.
{إِنِّي أَرَاكُمْ}
فتح الياء نافع وأبو عمرو وأبو جعفر والبزي عن ابن كثير واليزيدي (إني أراكم).
وقراءة الباقين بسكون الياء.
{أَرَاكُمْ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري. وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
الباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَإِنِّي أَخَافُ}
فتح الياء نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي بفتح الياء (إني أخاف).
وقراءة الباقين بسكون الياء). [معجم القراءات: 4/119]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "تبخسوا" و"تعثوا" بكسر التاء فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية/50 من هذه السورة.
{وَلَا تَبْخَسُوا}
قراءة العامة {ولا تبخسوا} بفتح التاء.
وقراءة المطوعي (ولا تبخسوا) بكسر التاء.
وتقدم مثل هذا في مواضع، وانظر قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
{وَلَا تَعْثَوْا}
قراءة العامة بفتح التاء {وَلَا تَعْثَوْا}.
وقراءة المطوعي بكسر التاء (ولا تعثوا).
وكسر التاء لغة، وتقدم الحديث عنها في سورة الفاتحة في (نِستعين) ). [معجم القراءات: 4/120]

قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "بقيت الله" بالتاء المثناة فوق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال القاضي: هي تقواه التي تكف عن المعاصي والجمهور بالموحدة أي: ما أبقاه لكم من الحلال "ووقف" عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، والباقون بالتاء للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بقيت الله} [86] رسمت بالتاء، فوقف عليها بالهاء المكي والنحويان، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
{بَقِيَّةُ اللَّهِ}
حكم الياء:
قراءة الجماعة {بقيت الله} بالباء وتشديد الياء.
وقرأ إسماعيل بن جعفر عن أهل المدينة (بقيت الله)بتخفيف الياء، وذهب ابن عطية إلى أنها لغة.
الباء في أوله:
وقرأ الحسن ومجاهد وابن عباس (تقيت الله) بالتاء المشاة من فوق بدل الباء، والمراد: تقواه سبحانه ومراقبته الصارفة عن المعاصي.
[معجم القراءات: 4/120]
حكم التاء في الوقف:
وقف عليها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء (بقية)، وهي لغة قريش.
ووقف الباقون بالتاء، وهو الموافق لرسم المصحف (بقيت»)، وهي لغة طيء.
وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف (بقية).
وأما في الوصل فقراءة الجميع بالتاء (بقيت الله).
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مُؤْمِنِينَ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (مومنين).
انظر الآية/۹۹ من سورة يونس، وقبلها الآية / ۲۲۳ من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/121]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {أصلاتك} (87): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أصلاتك) ذكر في التّوبة). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَفْعَلَ)، و(نَشَاءُ) بالتاء فيهما ابن أبي عبلة، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ نَتْرُكَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَصَلَاتُكَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِحَذْفِ الْوَاوِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {أصلاتك} [87] بغير واو على التوحيد، والباقون بالواو على الجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أصلواتك" [الآية: 87] بالإفراد حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف ولا خلاف في رفع التاء هنا ومر بالتوبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَا نَشَاءُ إِنَّك" [الآية: 87] بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ونقل ابن شريح جعلها كالواو مردود كما مر "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "نشاء" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها، تقدمت في أنبؤا ما كانوا بأول الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نشآؤا انك} [87] قرأ الحرميان وبصري بإبدال الثانية واوًا، وعنهم أيضًا تسهيلها بين بين، والباقون بالتحقيق، ومراتبهم في المد لا تخفى.
ورسم {نشآؤا} هنا بالواو، فلو وقف عليه، وهو كاف، ففيه لحمزة وهشام اثنا عشر وجهًا، ثلاثة مع البدل ألفًا، واثنان مع بين بين، وسبعة مع إبدال الهمزة واوًا ثلاثة مع الإسكان، وثلاثة مع الإشمام، وواحد مع الروم وتقدم نظيره بالأنعام). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
{أَصَلَاتُكَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (أصلاتك) بالإفراد، والمراد به الجنس.
[معجم القراءات: 4/121]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (أصلواتك) بالجمع.
وتقدم مثل هذا في سورة التوبة /۱۰۳ {إن صلاتك سكن لهم}.
وقراءة ورش بتغليظ اللام على أصله.
{تَأْمُرُكَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني والأزرق وورش (تامرك) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز (تأمرك).
{آَبَاؤُنَا}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}
قراءة الجماعة {... نفعل... نشاء} بالنون فيهما.
وقرأ الضحاك بن قيس وابن أبي عبلة وزيد بن علي وأبو عبد الرحمن السلمي (... تفعل.. تشاء) بالتاء على الخطاب فيهما.
[معجم القراءات: 4/122]
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وطلحة بن مصرف وعلي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك بن قيس الفهري (نفعل... تشاء) الأول بالنون، لجماعة المتكلمين، والثاني بالتاء على الخطاب.
{مَا نَشَاءُ إِنَّكَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وروس بوجهين:
۱۔ بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
۲. وبإبدالها واوًا مكسورة: (مانشاءونك).
وروي عنهم وجه ثالث، وهو التسهيل بين الهمزة والواو.
ونقل ابن شريح أن جعلها كالواو مردود.
وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين {ما نشاء إنك}.
ووقف حمزة وهشام بخلاف عنه باثني عشر وجهًا:
أ- خمسة على القياس، وهي:
- إبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر والتوسط..
- التسهيل بين بين مع المد والقصر.
ب - وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي:
- المد والتوسط والقصر، مع سكون الواو، وإشمامها.
- والسابع روم حركتها مع القصر). [معجم القراءات: 4/123]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنهاكم عنه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "الإصلاح" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "توفيقي إلا بالله" نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم "أرأيتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [88] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيمدها طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 722]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {توفيقي إلا} قرأ نافع وبصري وشامي بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 722]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية/50 من هذه السورة.
{أَرَأَيْتُمْ}
تقدم الحديث عن الهمزة الثانية مفصلًا في الآية/۲۸ من هذه السورة، فارجع إليها ففيها الغاية، وتجد فيها: التسهيل، إبدالها ألفًا، حذفها.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
{أَنْهَاكُمْ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{عَنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عنهو) بوصل الهاء بواو.
{الْإِصْلَاحَ}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
والباقون على الترقيق.
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}
قرأ بفتح الياء نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر واليزيدي {وما توفيقي إلا....}.
[معجم القراءات: 4/124]
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
والباقون من غير وصل وإليه أنيب.
{وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (وإليهي..).
والباقون من غير وصل). [معجم القراءات: 4/125]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (89) إلى الآية (95) ]

{ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِثْلُ مَا أَصَابَ) نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأبو قرة عن نافع، وابن بحر عن الْمُسَيَّبِيّ، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار مرتفع بإسناد الفعل إليه). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ يَجْرِمَنَّكُمْ فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ، وَانْفِرَادُ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيِّ بِتَخْفِيفِهِ عَنْ رُوَيْسٍ، وَلَعَلَّهُ سَهْوٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش ضم ياء "لا يَجْرِمَنَّكُم" [الآية: 89] من أجرم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "شقاقي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شقاقي أن} [89] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت القراءة بضم الميم (يا قوم) وانظر الآية / 50 من هذه السورة.
{لَا يَجْرِمَنَّكُمْ}
قراءة الجماعة {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ} بفتح الياء من «جرم» الثلاثي.
وقرأ ابن وثاب والأعمش ويعقوب (لا يجرمنكم) بضم الياء من «أجرم»، ونسبها الزمخشري إلى ابن كثير، ونقلها عنه أبو حيان، ولعله سينق قلم.
قال ابن جني: «جرم الرجل ذنبا إذا كسب الجرم، ثم ينقل فيقال: أجرمته ذنبًا إذ أكسبته إياه، فعليه جاء: لا يجرمنكم» أي لا يكسبنكم بغض القوم ترك العدل...».
قال الرازي:
«والقراءتان مستويتان في المعنى، لا تفاوت بينهما، إلا أن المشهور، أفصح لفظًا كما أن كسبه مالًا أفصح من أكسبه».
وتقدم مثل هذه القراءة في سورة المائدة في الآية /۲.
[معجم القراءات: 4/125]
وروى أبو العلاء الهمداني عن رويس تخفيف النون (لا يرجمنكم).
قال ابن الجزري:
«وانفرد أبو العلاء الهمداني عنه بتخفيف (يجرمنكم)، لا أعلم أحدًا حكاه عنه غيره، ولعله سبق قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه عنه كذلك، وتبعه على ذلك الجعبري فوهم فيه...».
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية /۲ من سورة المائدة.
{شِقَاقِي أَنْ}
فتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (شقاقي أن) بفتح الياء.
وقراءة الباقين بسكون الياء.
{أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ}
قراءة الجماعة {أن يصيبكم مثل} بالرفع على الفاعلية.
وقرأ مجاهد والجحدري وابن أبي إسحاق وأبو حيوة ونافع في رواية، وابن كثير في رواية إسماعيل بن مسلم عنه (أن يصيبكم مثل..) بالنصب.
وخرج هذا على وجهين:
الأول: أن تكون الفتحة للبناء، وهو فاعل كحاله حين كان مرفوعا، ولما أضيف إلى غير متمكن جاز فيه البناء.
والثاني: أن تكون الفتحة للإعراب، وانتصب على أنه نعت لمصدر
[معجم القراءات: 4/126]
محذوف أي: إصابة مثل إصابة قوم نوح، والفاعل مضمر يفسره سياق الكلام، أي: أن يصيبكم هو، أي العذاب.
ويأتي مثل هاتين القراءتين مفصلًا في سورة الذاريات الآية /۲۳ {إنه الحق مثل ما أنكم تنطقون} ). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
{وَاسْتَغْفِرُوا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)، بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
{كَثِيرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{لَنَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومن" "أرهطي أعز" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" ذال "اتخذتموه" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرهطي أعز} [92] قرأ ابن ذكوان والحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان.
تنبيه: كل من ذكرت له في هذه الياء حكمًا فهو متفق عليه، إلا هشامًا فلم يتفق عنه على الإسكان، بل له الفتح أيضًا، وبه قطع أكثر القراء، واقتصروا عليه في تآليفهم.
والمأخوذ به عند من يقرأ بما في التيسير والشاطبية الإسكان فقط، مع أن الداني رحمه الله خرج فيه عن طريق التيسير، وتبعه الشاطبي.
فالأولى القراءة بالوجهين، لأن الوجهين صحيحان، والفتح أكثر وأشهر، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح، وهو طريقه في رواية هشام، والله أعلم). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت في الآية /50 قراءة ابن محيصن بضم الميم.
{أَرَهْطِي أَعَزُّ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه، والبزي وابن محيصن واليزيدي (أرهطي أعز) بفتح الياء.
وقراءة حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر وشعبة ويعقوب (أرهطي أعز) بسكون الياء.
{وَاتَّخَذْتُمُوهُ}
أظهرالذال ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس بخلاف عنه وأبو جعفر ويعقوب.
وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وشعبة عن عاصم وحمزة والكسائي.
وانظر الآية/51 من سورة البقرة.
وقرأ ابن كثير (واتخذتموهو) في الوصل وذلك بوصل الهاء بواو.
{وَرَاءَكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة).[معجم القراءات: 4/128]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {على مكاناتكم} (92): على الجمع.
[التيسير في القراءات السبع: 316]
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(على مكانتكم) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 408]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ مَكَانَتِكُمْ كِلَاهُمَا لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكانتكم} [93] ذكر لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَانَتِكُم" [الآية: 93] بالجمع أبو بكر ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكانتكم} [93] قرأ شعبة بألف بعد النون، والباقون بحذفها). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم في الآية /50.
{عَلَى مَكَانَتِكُمْ}
قراءة الجماعة {على مكانتكم} على التوحيد على إرادة الجنس، وهي رواية حفص وشيبان النحوي عن عاصم في كل القرآن.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والحسن وأبو عبد الرحمن (على مكاناتكم)، جمعًا في كل القرآن عن عاصم من هذه الرواية.
وتقدم هذا في الآية /135 من سورة الأنعام.
{يَأْتِيهِ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الفا عن أبي عمرو وغيره، انظر الآية/۸ من هذه السورة في (ياتيهم).
وقرأ ابن كثير في الوصل (يأتيهي)بوصل الهاء بياء يزيد.
{يُخْزِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (يخزيهي)بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/129]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [94] جلي.
{وهي} [102] كذلك). [غيث النفع: 723] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم في الآية 40 من هذه السورة:
إمالة جاء.
وحكم الهمزة في الوقف.
حكم الهمزتين في الوصل.
{ظَلَمُوا}
تفخيم اللام عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/129]
{دِيَارِهِمْ}
إمالة الألف عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية /85 من سورة البقرة، ومواضع أخرى). [معجم القراءات: 4/130]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعِدَت ثَمُودُ) بضم العين الْعَبْسِيّ في اختياره، وأبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسر العين، وهو الاختيار من الهلاك لا من البعد). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "بعدت ثمود" أبو عمرو وابن عامر بخلف عن ابن ذكوان فالإظهار طريق الصوري والإدغام طريق الأخفش وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
{بَعِدَتْ}
قرأ أبو معاذ وعلي بن أبي طالب وعيسى بن عمر وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو حيوة (بعدت)بضم العين، من البعد الذي هو ضد القرب.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن (بعدت) بكسر العين، وهو الهلاك.
قال أبو حيان:
«أرادت العرب التفرقة بين البعد من جهة الهلاك وبين غيره فغيروا البناء، وقراءة السلمي جاءت على الأصل اعتبارًا لمعنى البعد من غير تخصيص، كما يقال: ذهب فلان، ومضى، في معنى القرب... وقال الخليل: إلا أنهم يقولون بعد الرجل، وأبعده الله».
وقال ابن الأنباري:
[معجم القراءات: 4/130]
«من العرب من يسوي بين الهلاك والبعد الذي هو ضد القرب، فيقول فيهما: بعُد يبعُد وبعِد يبعِد».
وقال ابن جني:
«أما بعد فيكون مع الخير والشر، تقول: بعد عن الشر، وبعد عن الخير، ومصدرها البعد.
وأما بعد ففي الشر خاصة، يقال: بعِد يبعَدُ بَعَدًا، ومنه قولهم: أبعده الله، فهو منقول عن «بعد»؛ لأنه دعاء عليه، فهو من «بعد» الموضوعة للشر...»
{بَعِدَتْ ثَمُودُ}
أدغم التاء في الثاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش.
وأظهر التاء ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن ورش، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من طريق الصوري، وخلف). [معجم القراءات: 4/131]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (96) إلى الآية (99) ]

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
{مُوسَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في مواضع مما سبق، وانظر الآيتين /51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/131]

قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
{فِرْعَوْنَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش، وهي قراءة حفص والجماعة لوقوعها ساكنة بعد كسر). [معجم القراءات: 4/132]

قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ}
قراءة الجماعة {يقدم...} بفتح الياء وسكون القاف وضم الدال أي يتقدم قومه.
وقرأ أبو البرهسم (يقدم) بضم الياء وكسر الذال، وماضيه أقدم، أي حملهم على القدوم.
{الْقِيَامَةِ}
قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل الهاء (القيامة).
{بِئْسَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش من طريق الأصبهاني، وأبو جعفر بإبدال الهمزة ياء في الحالين (بيس).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 4/132]

قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)} {لَعْنَةً}
أمال الكسائي النون في الوقف(لعنة).
{الْقِيَامَةِ}
تقدمت الإمالة فيه عند الكسائي في الآية السابقة.
{بِئْسَ}
تقدم حكم الهمز في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/132]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الدال في الذال، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 4/133]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (100) إلى الآية (105) ]

{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) }

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
{مِنْ أَنْبَاءِ}
قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل مع المد والقصر.
{الْقُرَى}
أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي الرواية عن ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{قَائِمٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}
قراءة الجماعة بالرفع فيهما {منها قائم وحصيد}.
وقرئ بالنصب (منها قائمًا وحصيدُا) وهذا نصب على الحال من الهاء في نقصه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/133]

قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "زادوهم" حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أصلواتك} [87] قرأ حفص والأخوان بحذف الواو، على التوحيد، والباقون بإثباتها، على الجمع، وتفخيم لامه ولام {الإصلاح} [88] و{ظلمناهم} [101] و{ظلموا} [84 101] لورش جلي). [غيث النفع: 722] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ.... ظَلَمُوا}
قرأ ورش من طريق الأزرق، وكذا ورش عن نافع، بتغليظ اللام فيهما.
[معجم القراءات: 4/133]
وقراءة الباقين بالترقيق.
{فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ}
ذكر الألوسي أنه قرئ: (... اللاتي يدعون).
اللاتي: على الجمع، وهي في قراءة الجماعة {التي} مفردة.
يدعون: على البناء للمفعول، وهي في قراءة الجماعة {يدعون} مبنيًا للفاعل.
ثم قال: «وهو وصف للآلهة كالتي في المشهورة، وفيه مطابقة للموصوف ليست في التي.......».
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين /20 و 106 من سورة البقرة.
{جَاءَ أَمْرُ}
تقدمت القراءات فيه:
۱. إمالة جاء.
۲. حكم الهمز في الوقف.
٣. حكم الهمزتين في الوصل.
انظر الآية 40 من هذه السورة.
{أَمْرُ رَبِّكَ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء، وبالإظهار.
وروي عن أبي عمرو اختلاس حركة الراء.
{وَمَا زَادُوهُمْ}
أمالهحمزة، وهشام وابن ذكوان بخلاف عنهما، وكذا ابن عامر بخلاف عنه.
وقرئ (وما زادهم) بضم الدال مع حذف الواو على أنه بمعني الزاد.
[معجم القراءات: 4/134]
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/135]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أخذ) [102]: بفتحتين، (ربك) [102]: برفع الباء الحريري). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أخذ) فعل ماضي (رَبُّكَ) فاعل (إِذَا أَخَذَ) بغير ألف طَلْحَة، والْجَحْدَرِيّ، والجريري عن يَعْقُوب، وعصمة، واللؤلؤي، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (أَخْذَ) بإسكان الخاء وكسر الياء وألف في إذا، وهو الاختيار لموافقة الجمهور والمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [94] جلي.
{وهي} [102] كذلك). [غيث النفع: 723] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
{وَكَذَلِكَ}
قرأ ابن مسعود (... كذلك) بغير واو.
وقراءة الجماعة {وكذلك} بواو.
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ}
قرأ أبو رجاء والجحدري وطلحة بن مصرف والحريري عن يعقوب (وكذلك أخذ ربك).
أخذ ربك: فعل وفاعل، وإذا: ظرف لما مضى، وهذا إخبار عما جرت به عادة الله في إهلاك من تقدم من الأمم.
وقراءة الجماعة {وكذلك أخذ ربك} وهي رواية عن الجحدري.
{إِذَا أَخَذَ الْقُرَى}
وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف وأبو رجاء ويونس عن أبي عمرو (إذ أخذ القرى)، بوضع «إذ» موضع «إذا».
قال ابن عطية: «وأنحى الطبري على قراءة عاصم هذه وقراءة طلحة ابن مصرف كذلك، وهي قراءة متمكنة المعنى، ولكن قراءة الجماعة تعطي بقاء الوعيد واستمراره في الزمان، وهو الباب في وضع المستقبل موضع الماضي».
وقراءة الجماعة {إذا أخذ القرى}.
[معجم القراءات: 4/135]
وقرأ الجحدري وإسماعيل عن نافع (إذا أخذ ربك القری) بالتصريح بالفاعل.
قلت: بناء على ما تقدم من قراءة عاصم الجحدري، يجب أن تكون قراءته هنا: إذ أخذ ربك القرى.
{الْقُرَى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية /۱۰۰ قبل قليل.
{وَهِيَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون والحسن واليزيدي «وهي» بسكون الهاء، وهي لغة نجد.
وقراءة الجماعة {وهي} بتحريك الهاء، وهي لغة الحجاز.
وقراءة يعقوب بالوقف (وهية) بهاء السكت). [معجم القراءات: 4/136]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "خاف" حمزة وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
{لِمَنْ خَافَ}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
{خَافَ}
أماله حمزة.
والباقون على الفتح.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت فيه قراءات:
تحقيق الهمز.
نقل الحركة وحذف الهمزة.
السكت.
[معجم القراءات: 4/136]
ترقيق الراء.
إمالة الهاء وما قبلها.
وانظر تفصيل هذا في الآية /4 من سورة البقرة.
{الْآَخِرَةِ ذَلِكَ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الذال، وبالإظهار). [معجم القراءات: 4/137]

قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((وما يؤخره) بالياء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 283 - 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وما يؤخره) [104]: بياء زيد طريق البخاري). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُؤَخِّرُهُ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن رواية بن أرقم، وعباس طريق الرومي وزيد عن يَعْقُوب، وزائدة عن الْأَعْمَش.
قال ابن مهران: يَعْقُوب بكماله وهو غلط بخلاف المفرد والجماعة، زاد العراقي المفضل وهو سهو؛ لأنه خلاف المفرد والجماعة، والاختيار الياء بقوله: (إِنَّ أَخْذَهُ)، الباقون بالنون، وفي إبرهيم بالنون عباس، والمفضل، وزيد، واللؤلؤي والخفاف،
[الكامل في القراءات العشر: 573]
ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالياء، وهو الاختيار). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نؤخره} [104] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
{نُؤَخِّرُهُ}
قرأ الأعمش والوليد وزيد عن ويعقوب والمفضل عن عاصم {يؤخره} بالياء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
وقراءة الجماعة {نؤخره} بنون العظمة، وهو ما يليق به جل وعلا.
ب- حكم الهمزة:
وقرأ ورشوأبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (نوخره).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على التحقيق {نؤخره}.
ج- حكم الراء:
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 4/137]

قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْيَاء وإسقاطها في الْوَصْل وَالْوَقْف من قَوْله {يَوْم يَأْتِ لَا تكلم نفس} 105
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {يَوْم يَأْتِ} بياء في الْوَصْل ويحذفونها في الْوَقْف غير أَن ابْن كثير كَانَ يقف بِالْيَاءِ ويصل بِالْيَاءِ فِيمَا أَحسب
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 338 - 339]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (لَا تَكَلَّمُ) لِلْبَزِّيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا تكلم} [105] ذكر للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "يأت لا تكلم" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب، والباقون بالحذف فيهما لقصد التخفيف على حد لا أدر اكتفاء بالكسرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وشدد" تاء "لا تكلم" وصلا البزي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوم يأت} [105] قرأ نافع والبصري وعلي بإثبات ياء بعد التاء، وصلاً لا وقفًا، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 723]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تكلم} قرأ البزي بتشديد التاء في الوصل، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
{يَأْتِ}
حكم الهمزة: قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والسوسي (يات) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {يأت} مهموزًا.
حكم الياء في آخر الفعل:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وحفص وشعبة وخلف والأعمش {يأت} بحذف الياء في الوقف والوصل، وهو الموافق لخط المصحف والغرض من ذلك التخفيف نحو: لا أدر، اكتفاء بالكسرة، والاجتزاء بالكسرة عن الياء كثير في لغة هذيل، وهي اختيار الطبري.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وابن محيصن (يأتي) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
وقرأ ابن كثير ويعقوب وسهل وابن مسعود وأبي بن كعب (يأتي) بالياء في الوقف والوصل.
[معجم القراءات: 4/138]
قال ابن مجاهد:
«... غير أن ابن كثير كان يقف بالياء، ويصل بالياء، فيما أحسب».
وقد ذكر هذا ابن مجاهد بعد أن ذكر قراءة ابن كثير كقراءة أبي عمرو والكسائي بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف. وقال الأنباري:
«في مصحف أبي وعبد الله بن مسعود (يوم يأتي لا تكلم) بالياء، وقال أبو عبيد: الذي رأيته في الإمام مصحف عثمان بغير ياء».
وفي حاشية الجمل:
«وقد وردت المصاحف بإثباتها وحذفها، ففي مصحف أبي إثباتها، وفي مصحف عثمان حذفها، وإثباتها هو الوجه؛ لأنها لام الكلمة وإنما حذفوها في القوافي والفواصل لأنها محل وقف».
وقريب من هذا في بحر أبي حيان.
وقال الزجاج:
«الذي يختاره النحويون: يوم يأتي... بإثبات الياء، والذي في المصحف وعليه القراء القراءة بكسر التاء من غير ياء، وهذيل تستعمل حذف هذه الياءات كثيرة، وقد ذكر سيبويه والخليل أن العرب تقول: لا أدر، فتحذف الياء وتجتزئ بالكسر، إلا أنهم يزعمون أن ذلك لكثرة الاستعمال.
والأجود في النحو إثبات الياء، والذي أراه اتباع المصحف مع إجماع القراء؛ لأن القراءة سنة، وقد جاء مثله في كلام العرب».
[معجم القراءات: 4/139]
وقرأ الأعمش وابن مسعود (يأتون).
وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحف ابن مسعود.
{لَا تَكَلَّمُ}
قرأ ابن كثير وحده في رواية البزي وابن فليح (لا تكلم)بتشديد التاء في الوصل مع المدة المشبع في الألف من «لا».
وقراءة الباقين {لا تكلم}بتخفيف التاء مع القصر، وأصله لا تتكلم: بتاءين. فحذفت إحداهما.
{بِإِذْنِهِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين). [معجم القراءات: 4/140]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (106) إلى الآية (108) ]

{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) }

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "شقوا" بضم الشين استعمله متعديا، يقال أشقاه الله وشقاه، والجمهور بفتحها من شقى فعل قاصر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)}
{شَقُوا}
قراءة الجمهور {شقوا} بفتح الشين، من «شقي» وهو فعل لازم، حذفت منه الياء عند إسناده إلى واو الجماعة، وضمت القاف قبلها.
وقرأ الحسن (شقوا) بضم الشين، على البناء للمفعول، فهو من «شقي»، وعلى هذا فالفعل متعد، يقال: أشقاه الله، وشقاه.
{فَفِي النَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/۳۹ من سورة البقرة.
{النَّارِ لَهُمْ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في اللام، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 4/140]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يريد} كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جمهور أهل المشرق، وعند جمهور أهل المغرب {معدود} قبله، وعند قوم {مجذوذ} بعده، وعند آخرين {منقوص} ). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)}
{وَالْأَرْضُ}
تقدم في الآية /۹۹ من سورة يونس، وكذا في الآية / 30 من سورة آل عمران نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف الهمزة (ولرض).
{شَاءَ}
أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
والفتح والإمالة عن هشام.
والباقون على الفتح.
وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والقصر.
وتقدم حكم {شاء»} في الآية / ۲۰من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/141]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في ضم السِّين وَفتحهَا من قَوْله {وَأما الَّذين سعدوا} 108
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {سعدوا} بِفَتْح السِّين
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {سعدوا} بِضَم السِّين). [السبعة في القراءات: 339]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((سعدوا) بضم السين، كوفي - غير أبي بكر ). [الغاية في القراءات العشر: 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فعميت} [28]: بالتشديد، و{مجراها} [41]: بفتح الميم،
[المنتهى: 2/747]
و{سعدوا} [108]: بضم السين هما، وخلفٌ، وحفص، وافق علي عن أبي بكر، والمفضل في الميم، زاد المفضل فتح (ومرسها) [41]، وربما ضم الميمين.
بالإمالة أبو عمرو غير أبي زيد، وهما، وخلف، وابن مامويه، والصوري عن ابن ذكوان، وحفص غير البختري والخزاز والقواس إلا الصفار). [المنتهى: 2/748] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (سعدوا) بضم السين، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {وأما الذين سعدوا} (108): بضم السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (وأما الّذين سعدوا) بضم السّين، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 408]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([108]- {سُعِدُوا} بضم السين: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (766 - وَفِي سَعِدُوا فَاضْمُمْ صِحَابًا وَسَلْ بِهِ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([766] وفي سعدوا فاضمم (صحابـ)ًا وسل به = وخف وإن كلا (إ)لى (صـ)فوه (د)لا
(سعدوا)، من قولهم: سعده يسعده، وهي لغة هذيل؛ ومنه قولهم: رجل مسعود. ولبيك وسعديك، أي سعدًا لك بعد سعد.
وكذلك حكى الكسائي أن سعدوا وأسعدوا بمعنى.
[فتح الوصيد: 2/996]
وقال أبو عمرو بن العلاء: «يقال: سعد بغير ألف، كما يقال: جن زيدٌ؛ يعني مع قولهم: أجنه الله».
وقد قيل: هما في الأصل لغتان: سعده وأسعده، فتتداخل اللغتان، وشذت إحداهما فقالوا: أسعده، وقالوا: مسعود في الأكثر، كما قالوا: أحببت وقالوا: محبوب، مع قولهم: حببت ومحب.
فإلى هذا أشار بقوله: (وسل به)؛ يقال: سل به، معنی: اعتن به واشتغل به؛ كما يقال: سل عنه، بمعنى ابحث عنه وفتش). [فتح الوصيد: 2/997]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([766] وفي سعدوا فاضمم صحاباً وسل به = وخف وإن كلًّا إلى صفوه دلا
[767] وفيها وفي يس والطارق العلا = يشدد لما كاملٌ نص فاعتلا
ح: (في سعدوا): مفعول (فاضمم)، (صحابًا): حال، أي: ذا صحاب، (سل به): بمعنى (عنه)، نحو: {سأل سائلٌ بعذابٍ} [المعارج: 1]، أي: عن عذاب، والضمير: لحرف الضم، (خف): مبتدأ، (وإن كلًّا): مضاف إليه، (دلا): خبر، (إلى صفوه): متعلق به، والمعنى: أدلى دلوه إلى صفو الخف، فاستخرجها ملأى، (لما): مفعول (يشدد)، (كاملٌ): فاعله، (نص): فعل ماضٍ صفة له (كامل)، (فاعتلى): عطف عليه، (فيها وفي يس): ظرف (يشدد)، وضمير (فيها): للسورة، (العلا): صفة السور الثلاث، لكن ... وقع الضمير موصوفًا أيضًا.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {وأما الذين سعدوا} [108] بضم السين على بناء المجهول، بناءًا على أنه فعل متعدٍّ، كقولهم: (مسعود)، ولا يأتي اسم المفعول إلا من المتعدي، وأشار إلى غموض
[كنز المعاني: 2/322]
القراءة بقوله: (سل به)، أي: فتش عنه، وتفحص حتى تتحقق صحتها.
والباقون: بفتح السين على بناء الفاعل بناءً على لزوم الفعل.
وقرأ نافع وأبو بكر وابن كثير: {وإن كلًا لما ليوفينهم} [111] بتخفيف {إن}، والباقون: بالتشديد.
ثم قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد {لما} ههنا، وفي يس: {وإن كلٌ لما جميعٌ} [32]، وفي الطارق: {إن كل نفسٍ لما عليها} [4]، والباقون: بالتخفيف.
فتحصل هنا أربع قراءات: تخفيفهما لنافع وابن كثير على أن (إن) مخففة من الثقيلة عملت في {كلا}، ولام {لما} للتوكيد دخلت على الخبر، و{ليوفينهم} جواب القسم تقديره، وإن كلًّا لخلقٌ ليوفينهم، نحو: {وإن منكم لمن ليبطئن} [النساء: 72].
[كنز المعاني: 2/323]
وتشديدهما لابن عامر وحمزة وحفص، فـ {إن}: على الأصل، و{لما}: فعلى أن الأصل: (لمن ما)، أي: لمن خلقٍ ليوفينهم، قلبت النون ميمًا، فاجتمع ثلاث ممات، حذفت الأولى، وأدغمت الثانية في الثالثة. وتخفيف {إن} وتشديد {لما} لأبي بكر وحده، وتشديد {إن} وتخفيف {لما} لأبي عمرو والكسائي، ووجه التخفيف والتثقيل يفهم مما ذكر.
وأما تشديد {لما} في السور الثلاث مع تخفيف {إن}: فعلى أن (إن) نافية، و(لما)، بمعنى (إلا)، وتخفيفها: فعلى أنها مخففة من الثقيلة، واللام للتأكيد، ودخلت على الخبر). [كنز المعاني: 2/322] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (766- وَفِي سَعِدُوا فَاضْمُمْ "صِحَابـ"ـًا وَسَلْ،.. بِهِ وَخِفُّ وَإِنْ كُلًا "إِ"لَى "صَـ"ـفْوِهِ "دَ"لا
صحابا؛ أي: ذا صحاب ويقال: سال عنه وسال به بمعنى وعليه حمل قوله: تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ}.
أي: عن عذاب ومنه:
"فسئل به خبيرا".
وقال علقمة:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/245]
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب
وقال الشيخ: سل به بمعنى اعتن به واشتغل به كما يقال: سل عنه بمعنى ابحث عنه وفتش عنه، وإنما قال ذلك؛ لصعوبة تخريج وجه الضم؛ لأنه يقتضي أن يكون سعد متعديا وهي لغة مجهولة ويدل على وجودها قولهم: مسعود والمعروف أسعده الله بالألف وقيل: إن سعد لغة هذيل يقال سعد كما يقال: جن). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/246]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (766 - وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به = وخفّ وإن كلّا إلى صفوه دلا
قرأ حمزة والكسائي وحفص: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا. بضم السين، وقرأ غيرهم بفتحها. وقرأ نافع وشعبة وابن كثير: وإن كلا بتخفيف نون وَإِنَّ أي: إسكانها، وقرأ غيرهم بتشديد مفتوحة.
والمعنى: قوله: (وسل به) أي اعتن وفتش عن أسباب سعادة هؤلاء واحتذ حذوهم لتسعد كما سعدوا). [الوافي في شرح الشاطبية: 292] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سُعِدُوا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {سعدوا} [108] بضم السين، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (696- .... .... .... .... .... = .... وضمّ سعدوا شفا عدل). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) أي ضم السين من قوله تعالى: وأما الذين سعدوا حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وضم مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وعين [(عدل)] حفص- السين [من] وأمّا الّذين سعدوا [108]، والباقون بفتحها.
تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105].
يقال: «سعد» فلان، لازم، ثم يعدى بالهمزة: «أسعده».
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/384]
وهذيل تعديه بنفسه فتقول: «سعده» و«نظره»، أبو عمرو: بجنّ وأجنه أو هما لغتان مطلقا؛ لوجود «مسعود» وعدم «مسعد»، ثم التزم إحدى اللغتين:
فالفتح على أنه مبني للفاعل من اللازم.

والضم على أنه مبني للمفعول من الثلاثي المتعدي بنفسه [على المذهبين]، أصله: أسعدهم الله، ثم غير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سُعِدُوا" [الآية: 108] فحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بضم السين بالبناء للمفعول من سعده الله بمعنى أسعده، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل من اللازم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأما الذين سعدوا}
{سعدوا} [108] قرأ حفص والأخوان بضم السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 725]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)}
{سُعِدُوا}
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وفي رواية أبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (سعدوا) بفتح السين، مبنيًا للفاعل، وذكر أبو زرعة أن الفتح هو المختار عند أهل اللغة، واختارها أبو
عبيد وأبو حاتم.
[معجم القراءات: 4/141]
وقرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن وثاب والأعمش (سعدوا) بضم السين مبنيًا للمفعول، وهي لغة قليلة شاذة.
والقراءتان عند الطبري معروفتان، فبأيتهما قرأ القاري فمصيب الصواب.
قال أبو حيان:
«وكان علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي (سعدوا) مع علمه بالعربية، ولا يتعجب من ذلك؛ إذ هي قراءة منقولة عن ابن مسعود ومن ذكرنا معه.
وقد احتج الكسائي بقولهم: مسعود...
وقال المهدوي: ومن قرأ: {سعدوا} فهو محمول على مسعود، وهو شاذ قليل، لأنه لا يقال: سعده الله وإنما أسعده.
وذكروا أن الفراء حكى أن هذيلًا؟ تقول: سعده الله بمعنى أسعده....».
وقال العكبري: «... بفتح السين وهو الجيد، وقرئ بضمها وهو ضعيف...».
وقال الشهاب: «وقال الكسائي: إنهما لغتان بمعنى، وكذا قال أبو عمرو رحمه الله تعالى.
وقيل من قرأ {سعدوا} حمله على مسعود، وهو شاذ قليل....».
{وَالْأَرْضُ}
انظر حكم النقل في الآية السابقة، والآية / 99 من سورة يونس.
{شَاءَ}
تقدمت إمالته، وحكم الهمز في الوقف في الآية السابقة.
{عَطَاءً غَيْرَ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
[معجم القراءات: 4/142]
{غَيْرَ}
رقق الراء الأزرق وورش.
{مَجْذُوذٍ}
قراءة الجماعة «مجذوذ» بذالين معجمتين، أي: مقطوع.
وقرأ بعض القراء (مجدود) بدالين مهملتين، أي: مقطوع). [معجم القراءات: 4/143]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (109) إلى الآية (111) ]

{ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110) وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) }

قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "لموفوهم" بسكون الواو وتخفيف الفاء من أوفى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
{مِرْيَةٍ}
تقدمت القراءة بضم الميم وكسرها وفتحها، انظر الآية/۱۷ من هذه السورة.
{آَبَاؤُهُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ}
قراءة الجمهور {... لموفوهم} بالتشديد من «وفى».
وقرأ البزي عن ابن محيصن (لموفوهم) مخففًا من «أوفى».
{غَيْرَ}
تقدم ترقيق الراء في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/143]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}
{مُوسَى}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية / 15 من سورة البقرة.
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ}
إدغام الفاء في الفاء واظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 4/143]
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل منهو بوصل الهاء بواو). [معجم القراءات: 4/144]

قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد النُّون وَالْمِيم من قَوْله {وَإِن كلا لما ليوفينهم} 111
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {وَإِن} مُخَفّفَة {كلا لما} مُخَفّفَة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وَإِن كلا} خَفِيفَة {لما} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَإِن} مُشَدّدَة النُّون وَاخْتلفَا في الْمِيم من {لما} فشددها حَمْزَة وخففها الكسائي
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مثل قِرَاءَة الكسائي وَقَرَأَ ابْن عَامر مثل قِرَاءَة حَمْزَة
وَقَرَأَ حَفْص {وَإِن} مُشَدّدَة النُّون {لما} مُشَدّدَة أَيْضا مثل حَمْزَة وَابْن عَامر). [السبعة في القراءات: 339 - 340]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وإن كلا) خفيف مكي، ونافع، وأبو بكر (لما) مشدد شامي ويزيد، وعاصم، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإن كلًا) [111]: خفيف: مكي، ونافع، وأيوب، وأبو بكر، والمفضل.
(لما) [111]: مشدد: دمشقي غير الوليدين، ويزيد، وعاصم، وحمزة.
[المنتهى: 2/753]
وفي تصنيف الشذائي: (لما) [111]، وفي يس [32]، والزخرف [35]، والطارق بالتخفيف فيهن، وفي تعليقه عن ابن شنبوذ عنه بتشديدهن). [المنتهى: 2/754]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أهل الحرمين وأبو بكر (وإن كلا) بتخفيف (إن)، وشدد الباقون). [التبصرة: 236]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وحمزة وابن عامر (لما) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وأبو بكر: {وإن كلا} (111): بإسكان النون.
والباقون: بتشديدها مع الفتح). [التيسير في القراءات السبع: 317]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر، وحمزة : {لما ليوفينهم} (111)، هنأ، وفي يس (32): {لما جميع}، وفي الطارق (4): {لما عليها}: بتشديد الميم في الثلاثة.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو بكر: (وإن كلا) بإسكان النّون، والباقون بتشديدها مفتوحة). [تحبير التيسير: 408]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر وحمزة: (لما ليوفينهم) وفي يس (لما جميع لدينا) وفي الطارق لما عليها حافظ بتشديد [الميم] في الثّلاثة، وافقهم أبو جعفر هنا وفي الطارق، وابن جماز في يس، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِنَّ كُلًّا) خفيف مكي غير عبيد، ونافع، وعَاصِم غير حفص، وأيوب، وهو الاختيار لاتفاقهم في يس والطارق على التخفيف ها هنا وإن كان منصوبًا فإن الخفيفة مبدلة من الثقيلة على أنه مفعول لقوله: (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) فيكون الهاء والميم بدل من " كل "، الباقون بالتشديد (لَمَّا) مشدد أبو جعفر، وشيبة وابن عقيل، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، ودمشقي غير الوليد بن عتبة، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وعَاصِم، الباقون خفيف، وهو الاختيار لتكون ما زائدة وكذلك في يس والزخرف والطارق غير أن المفضل عن أبي جعفر خفيف في يس والزخرف، وافقه ابن ذكوان في الزخرف وافق سلام وزيد، والوليد عن يَعْقُوب في التشديد في والطارق). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([111]- {وَإِنَّ كُلًّا} خفيف: الحرميان وأبو بكر.
[111]- {لَمَّا} هنا، وفي [يس: 32، وفي الطارق: 4] مشدد:
[الإقناع: 2/666]
عاصم وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/667]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (766- .... .... .... .... = وَخِفُّ وَإِنْ كُلاًّ إِلَى صَفْوِهِ دَلاَ
767 - وَفِيها وَفِي يس وَالطَّارِقِ العُلى = يُشَدِّدُ لَمَّا كَامِلُ نَصَّ فَاعْتَلا العلى
768 - وَفي زُخْرُفٍ في نَصِّ لُسْنٍ بِخُلْفِهِ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وإن هي المخففة من الثقيلة، أعملت بعد التخفيف، لأنها عملت لشبهها بالفعل، والفعل يعمل مع الحذف كما يعمل مع التمام نحو: لم يكن زيد منطلقًا، ولم يك زيدٌ منطلقًا. هذا قول سيبويه والأخفش.
وأنشد:
ووجه زائه النحر = كأن ثدييه حقان
وأنشد أبو زيد:
[فتح الوصيد: 2/997]
ويوم توافينا بوجهٍ مقسمٍ = كأن ظبية تغطو إلى ناضر السلم
وأباه الفراء وقال: «لم نسمع العرب تخفف أن وتعملها إلا مع المكنى كقوله:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني = فراقك كم أبخل وأنت صديق
قال: «لأن المكنى لا يظهر فيه إعراب».
وأما مع الظاهر فالرفع.
وقد مضى تفسير (إلى صفوه دلا).
[767] وفيها وفي ياسين والطارق العُلى = يشدد لما (كـ)املٌ (نـ)ص (فـ)اعتلى
[768] وفي زخرف (فـ)ي (نص) (لـ)سنٍ بخلفه = ويرجع فيه الضم والفتح (إ)ذ (عـ)لا
القراءة في هذه السورة في: {إن} و {لما} معًا على أربعة أوجه:
تشديد {إن} وتخفيف {لما}، وهي قراءة أبي عمرو والكسائي.
قال أبو علي: «من قرأ {وإن كلا لما}، فشدد (إن)، وخفف (لما) فوجهه بين، وهو أنه نصب {كلا} بـ {إن}، وأدخل لام الابتداء على الخبر.
[فتح الوصيد: 2/998]
وقد دخلت في الخبر لام أخرى، وهي التي يتلقى بهما القسم، وتختص بالدخول على الفعل، ويلزمها في أكثر الأمر إحدى النونين.
فلما اجتمع اللامان، واتفقا في اللفظ وفي تلقي القسم، فُصل بينهما بـ(ما)، كما فصلوا بين إن واللام».
وقال غيره: «التنوين في {كلا}، عوض من المضاف إليه؛ يريد: وإن كلهم أي كل المختلفين {ليوفينهم} جواب قسم محذوف، واللام في (ما) موطئة للقسم. و(ما)، مزيدة؛ والمعنى: وإن جميعهم والله {ليوفينهم ربك أعمالهم} من حسن وقبيح وإيمان وجحود».
الثاني، قراءة نافع وابن كثير بالتخفيف فيهما.
ووجه ذلك، ما سبق لأبي عمرو والكسائي.
و{إن}، مخففة من الثقيلة، وقد سبق القول في إعمالها.
الثالث، قراءة أبي بكر بتخفيف {إن} وتشديد {لما}.
قال أبو علي: «وهي مشكلة».
وقال غيره: «المعنى: وإن يوف كلا لما فعلوا ما فعلوا ليوفينهم».
ويجوز أن تكون {إن} مخففة من الثقيلة.
و{لما} أصلها: لا، ثم وقف بالألف، وأجرى الوصل مجرى الوقف.
وأما تشديد {لما} في غير هذه السورة، فوجهها أن (إن) نافية، و(لما) بمعنى إلا؛ والتقدير: وما كل إلا جميعٌ لدينا، وما كل ذلك إلا متاع.
واستعمال (لما) بمعنى (إلا)، لغة هذيل؛ يقولون: سألتك بالله لما فعلت، بمعنى إلا فعلت.
[فتح الوصيد: 2/999]
وكذلك قوله تعالى: {لما عليها حافظ}، بمعنى (إلا).
وعلى ذلك الخليل وسيبويه، وإليه ذهب الزجاج؛ أعني جعل لما بمعنى (إلا).
وقال الفراء: «لا يوجد في شعر ولا غيره: ذهب الناس لما زيدًا، بمعنى (إلا) زيدًا».
وقد نقلها الخليل وسيبويه.
ومن خفف (لما) في هذه المواضع، فـ (إن) على قراءته مخففةٌ من الثقيلة غير معملة.
الرابع: قراءة ابن عامر وحفص وحمزة بتشديدهما.
قال أبو علي: «لا يقال: وإن كلا إلا، وذلك مشكل».
وقال الفراء: «الأصل: لمن ما، فأبدلت النون میمًا وأدغمت في الميم، فاجتمعت ثلاث میمات، فحذفت التي كانت نونًا، فلم يحسن الجمع بين حرفين متحركين متماثلين، فأسكنوا الأولى وأدغموها في الأخرى، فصار (ما)».
وأنشد:
[فتح الوصيد: 2/1000]
وإني لمما أصدر الأمر وجهه = إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
وقال أبو إسحاق: «هذا القول ليس بشيء، لأن النون من (من) لا تحذف، فيبقی حرف واحد».
وقال غير الفراء: «المحذوف: الميم الأولى المكسورة، فبقي (لما)».
وقال المازي: «إنما هو (اما) بالتخفيف، ثم ثقل».
ورده الزجاج وقال: «إنما يخفف المثقل، لا أنه يثقل المخفف».
وفي ما قاله الزجاج نظر.
أبو عبيد: «الأصل (لما) بالتنوين، كقوله: {أكلًا لما}، ثم بُني منه فعلی، كما جاء (تري بالتنوين وغيره».
وقال غيره: «الأصل (لما)، وأجري الوصل بحرى الوقف».
وقال الكسائي: «الله أعلم هذه القراءة، لا أعلم لها وجهًا».
قال الزجاج: «الذي لا يجوز غيره، أن {إن} المخففة التي بمعنى (ما)، شددت على أصلها، وتكون بمعنى (ما)، و{لما}: بمعنى (إلا)».
وأما في سورة الزخرف فإن ابن ذكوان خفف (لما).
[فتح الوصيد: 2/1001]
قال أبو عمرو: «وعن هشام خلف» ولم يفصل.
والظاهر أنه قرأه على أبي الفتح بالتخفيف هشام مثل ابن ذكوان.
وقرأه على ابن غلبون لهشام مشددًا، لأن أبا الفتح قال في كتابه في اختلاف السبعة: «قرأ حمزة وعاصم {لما متع} مشددة الميم، وكذلك في اختيار هشام. الباقون بتخفيف الميم».
قال أبو الفتح: «وكذلك قرأت عن ابن عامر».
وقال عبد المنعم بن غلبون في كتاب الإرشاد: قرأ عاصم وابن عامر في رواية هشام بن عمار وحمزة: {لا متع} بالتشديد، وقد اختلف عن هشام».
قال: «والذي رواه الحلواني، التشديد، وبه قرأت وبه آخذ. وقرأ الباقون وابن ذكوان عن ابن عامر بالتخفيف. وكذلك قرأت وبه آخذ».
ولم يذكر ابنه أبو الحسن عن هشام في التذكرة فيه غير الشديد.
ولسن، جمع لسن). [فتح الوصيد: 2/1002]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([766] وفي سعدوا فاضمم صحاباً وسل به = وخف وإن كلًّا إلى صفوه دلا
[767] وفيها وفي يس والطارق العلا = يشدد لما كاملٌ نص فاعتلا
ح: (في سعدوا): مفعول (فاضمم)، (صحابًا): حال، أي: ذا صحاب، (سل به): بمعنى (عنه)، نحو: {سأل سائلٌ بعذابٍ} [المعارج: 1]، أي: عن عذاب، والضمير: لحرف الضم، (خف): مبتدأ، (وإن كلًّا): مضاف إليه، (دلا): خبر، (إلى صفوه): متعلق به، والمعنى: أدلى دلوه إلى صفو الخف، فاستخرجها ملأى، (لما): مفعول (يشدد)، (كاملٌ): فاعله، (نص): فعل ماضٍ صفة له (كامل)، (فاعتلى): عطف عليه، (فيها وفي يس): ظرف (يشدد)، وضمير (فيها): للسورة، (العلا): صفة السور الثلاث، لكن ... وقع الضمير موصوفًا أيضًا.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {وأما الذين سعدوا} [108] بضم السين على بناء المجهول، بناءًا على أنه فعل متعدٍّ، كقولهم: (مسعود)، ولا يأتي اسم المفعول إلا من المتعدي، وأشار إلى غموض
[كنز المعاني: 2/322]
القراءة بقوله: (سل به)، أي: فتش عنه، وتفحص حتى تتحقق صحتها.
والباقون: بفتح السين على بناء الفاعل بناءً على لزوم الفعل.
وقرأ نافع وأبو بكر وابن كثير: {وإن كلًا لما ليوفينهم} [111] بتخفيف {إن}، والباقون: بالتشديد.
ثم قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد {لما} ههنا، وفي يس: {وإن كلٌ لما جميعٌ} [32]، وفي الطارق: {إن كل نفسٍ لما عليها} [4]، والباقون: بالتخفيف.
فتحصل هنا أربع قراءات: تخفيفهما لنافع وابن كثير على أن (إن) مخففة من الثقيلة عملت في {كلا}، ولام {لما} للتوكيد دخلت على الخبر، و{ليوفينهم} جواب القسم تقديره، وإن كلًّا لخلقٌ ليوفينهم، نحو: {وإن منكم لمن ليبطئن} [النساء: 72].
[كنز المعاني: 2/323]
وتشديدهما لابن عامر وحمزة وحفص، فـ {إن}: على الأصل، و{لما}: فعلى أن الأصل: (لمن ما)، أي: لمن خلقٍ ليوفينهم، قلبت النون ميمًا، فاجتمع ثلاث ممات، حذفت الأولى، وأدغمت الثانية في الثالثة. وتخفيف {إن} وتشديد {لما} لأبي بكر وحده، وتشديد {إن} وتخفيف {لما} لأبي عمرو والكسائي، ووجه التخفيف والتثقيل يفهم مما ذكر.
وأما تشديد {لما} في السور الثلاث مع تخفيف {إن}: فعلى أن (إن) نافية، و(لما)، بمعنى (إلا)، وتخفيفها: فعلى أنها مخففة من الثقيلة، واللام للتأكيد، ودخلت على الخبر.
[768] وفي زخرفٍ في نص لسنٍ بخلفه = ويرجع فيه الضم والفتح إذ علا
ب: (اللسن): جمع (لسن) بكسر السين، وهو الفصيح.
ح: (في زخرفٍ): خبر مبتدأ محذوف، أي: التشديد في زخرفٍ، (في نص): حال، أي: مستقرًا في نص قومٍ فصحاء، (يرجعُ): مبتدأ، (فيه الضم): خبره، (إذ علا): ظرف فيه تعليل حصول الضم والفتح فيه.
[كنز المعاني: 2/324]
ص: يعني: قرأ حمزة وعاصم وهشام بخلافٍ عنه في الزخرف: {وإن كل ذلك لما متاع} [35] بالتشديد في {لما}، والباقون: بالتخفيف، ووجههما ما مر.
وقرأ نافع وحفص: {وإليه يرجع الأمر كله} [123] بضم الياء وفتح الجيم على بناء المفعول، والباقون: بفتح الياء وكسر الجيم على بناء الفاعل). [كنز المعاني: 2/324]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}، فمعناها على القراءات من أشكل الآيات، وقد نظم في هذا البيت الخلاف في أن وفي البيت الآتي الخلاف في لما، والخلاف فيهما في التشديد والتخفيف فقوله: {وَإِنَّ كُلًّا} في موضع خفض بإضافة وخف إليه، واعلم أن "إن" يجوز تخفيفها وهي باقية على إعمالها؛ فقوله: كلا اسمها مخففة كانت أو مشددة، ولا يجوز أن يكون المخففة نافية؛ لأنها قد نصبت كلها، وقد دخلت اللام في الخبر إلا في قراءة من شدد كما يأتي فهي قراءة أبي بكر وحده، وقوله: إلى صفوه دلا خبر، وخف "وإن كلا"، والهاء في صفوه للخف، وفاعل دلا ضمير عائد إلى القارئ؛ أي: إلى صفو الخف أدلى القارئ دلوه ثم استخرجها؛ أي: وجد قراءة حلوة فقرأ بها، يقال: دلوت الدلو نزعتها وأدليتها أرسلتها في البئر، قال الله تعالى: {فَأَدْلَى دَلْوَهُ}.
واجتزى الشاطبي بقوله: دلا عن أن يقول: أدلى فدلا؛ لأنه لا يوصف بأنه دلا إلا بعد أن يكون أدلى دلوه، وقال صاحب الصحاح: قد جاء في الشعر: الدالي بمعنى المدلى، فإذا كان الأمر كذلك ظهر قول الناظم: داي لا إلى صفوه بمعنى أدلى دلوه إليه، والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/246]
767- وَفِيها وَفِي يس وَالطَّارِقِ العُلا،.. يُشَدِّدُ لَمَّا كَامِلُ نَصَّ فَاعْتَلا
العلى: نعت للطارق، وفي جعله نعتا للسور الثلاث نظر من جهة أن بعضها معبر عنه بالضمير، والمضمر لا يوصف، فأشار إلى قوة قراءة من شدد لما بقوله: كامل نص فاعتلا، فالقراءات في هاتين الكلمتين: "أن"، و"لما"، أربع: تخفيفهما لنافع وابن كثير تشديدهما لابن عامر وحمزة، وحفص تخفيف "إن"، وتشديد "لما" لأبي بكر وحده تشديد "إن" وتخفيف "لما" لأبي عمرو والكسائي، فمن شدد "إن" وخفف "لما" فاللام في "لما" هي التي تدخل فيما كان في خبر "إن"، واللام في: {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} جواب قسم محذوف، ومثله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}.
غير "أن" اللام في لمن داخلة على الاسم، وفي "لما" داخلة على موضع الخبر، وقام القسم وجوابه مقام الخبر و"ما" في "لما" زائدة؛ لتفرق بين اللامين؛ لام التوكيد ولام القسم، وقيل: بمعنى الذي وزاد بعضهم، فجعلها بمعنى "من"، وقيل: اللام في "لما" موطئة للقسم مثل: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}.
والمعنى: وإن جميعهم والله ليوفينهم ربك أعمالهم من حسن وقبح وإيمان وجحود فهذا تعليل قراءة أبي عمرو والكسائي، قال الفراء: جعل ما اسما للناس كما جاز: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}.
ثم جعل اللام التي فيها جوابا؛ لأن وجعل اللام التي في "ليوفينهم" لامًا دخلت على نية يمين فيما بين "ما" وصلتها كما تقول: هذا مَن ليذهبن وعندي: ما لغيره خير منه ومثله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}، ثم قال بعد ذلك ما يدل على أن اللام مكررة فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/247]
إذا عجلت العرب باللام في غير موضعها أعادوها إليه نحو: إن زيدا لإليك لمحسن ومثله:
ولو أن قومي لم يكونوا عزة،.. لبعد لقد لالقيت لابد مصرعا
قال: أدخلها في بعد وليس بموضعها، وسمعت أبا الجراح يقول: إني بحمد الله لصالح، وقال أبو علي: في قراءة من شدد إن وخفف لما: وجهها بيِّن؛ وهو أنه نصب "كُلًّا" بـ "أن"، وأدخل لام الابتداء على الخبر، وقد دخل في الخبر لام "ليوفي"، وهي التي يتلقى بها القسم، وتختص بالدخول على الفعل، فلما اجتمع اللامان فصل بينهما كما فصل بين "أن" واللام، فدخلت "ما" وإن كانت زائدة؛ للفصل، ومثله في الكلام: إن زيدا لما لينطلقن، قال: هذا بين ويلي هذا الوجه في البيان قراءة من خفف: "إن" و"لما"، وهي قراءة ابن كثير، ونافع.
قال سيبويه: حدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: إن عمرا لمنطلق كما قالوا:
كأنْ ثدييه حقان
قال: ووجهه من القياس: "أن إن" مشبهة في نصبها بالفعل، والفعل يعمل محذوفا كما يعمل غير محذوف، نحو: لم يك زيد منطلقا، {فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ}، وكذلك "لا أدر".
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/248]
قلت: فتعليل هذه القراءة كالتي قبلها سواء واللام في "لما" هي الفارقة بين المخففة من الثقيلة والنافية، وقال الفراء: أما الذين خففوا أن، فإنهم نصبوا، وهو وجه لا أشتهيه؛ لأن اللام لا يقع الفعل الذي بعدها على شيء قبله، فلو وقعت "كل" لصلح ذلك كما يصلح أن يقول: إن زيدا لقائم لا يصلح إن زيدًا لأضرب؛ لأن تأويلها كتأويل إلا.
قلت: واستشكل أبو علي وغيره قراءة من شدد لما هنا في سورة هود سواء شدد إن أو خففها؛ لأنه قد نصب بها "كلا"، وإذا نصب بالمخففة كانت بمنزلة المثقلة فكما لا يحسن إن زيدا إلا منطلق؛ لأن "إلا" إيجاب بعد نفي، ولم يتقدم هذا إلا إيجاب مؤكد فكذا لا يحسن إن زيدا لما منطلق؛ لأنه بمعناه، وإنما شاع: نشدتك بالله إلا فعلت و"لما،.. "؛ لأن معناه الطلب فكأنه قال: ما أطلب منك إلا فعلك، فحرف النفي مراد مثل: {تَاللَّهِ تَفْتَأ}، ومثل أبو علي بقولهم: شر أهر ذا ناب؛ أي: ما أهره إلا شر قال: وليس في الآية معنى النفي ولا الطلب، وحكي عن الكسائي أنه قال: لا أعرف وجه التثقيل في لما، قال أبو علي: ولم يبعد فيما قال، قال أبو جعفر النحاس: القراءة بتشديدها عند أكثر النحويين لحن حكي عن محمد بن يزيد أن هذا لا يجوز، ولا يقال: إن زيدا إلا لأضربنه ولا لما لأضربنه، قال: وقال الكسائي: الله -جل وعز- أعلم بهذه القراءة ما أعرف لها وجها، قال: وللنحويين بعد هذا فيها أربعة أقوال فذكرها مختصرة، وأنا أبسطها وأنبه على ما فيها، ثم أذكر وجها خامسا هو الحق إن شاء الله تعالى.
الأول: قاله الفراء وتبعه فيه جماعة، قال: أراد "لمن ما" فلما اجتمع ثلاث ميمات حذف واحدة فبقيت ثنتان، فأدغمت إحداهما في الأخرى كما قال الشاعر:
وإني لما أصدر الأمر وجهه،.. إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/249]
قال نصر بن علي الشيرازي: وصل من الجارة بما فانقلبت النون أيضا ميما للإدغام فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت أحداهن فبقي "لما" بالتشديد قال: وما ههنا بمعنى: من، وهو اسم لجماعة الناس كما قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ}؛ أي: من طاب، والمعنى: وإن كلا من الذين ليوفينهم ربك أعمالهم، أو من جماعة ليوفينهم ربك أعمالهم، قال المهدوي: حذفت الميم المكسورة والتقدير: لمن خلق ليوفينهم، وجوز أن يكون تقدير هذا الوجه لمن ما بفتح الميم، وتكون اللام داخلة على من التي بمعنى الذي وما بعدها زائدة.
قال: فقلبت النون ميما وأدغمت في الميم التي بعدها، فاجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت الوسطى منهن وهي المبدلة من النون، فقيل: لما قلت، فقد صار لهذا الوجه الذي استنبطه الفراء تقديران، وسبق المهدويَ إلى التقدير الثاني أبو محمد مكي، وقال: التقدير: وإن كلا لخلق ليوفينهم ربك قال: فيرجع إلى معنى القراءة الأولى التي بالتخفيف، وهذا هو الذي حكاه الزجاج فقال: زعم بعض النحويين أن معناه "لمن ما" ثم قلبت النون ميما فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت الوسطى، قال: وهذا القول ليس بشيء؛ لأن "من" لا يجوز حذفها؛ لأنها اسم على حرفين، وقال النحاس: قال أبو إسحاق: هذا خطأ؛ لأنه يحذف النون مِن "مِن" فيبقى حرف واحد، وقال أبو علي: إذا لم يقو الإدغام على تحريك الساكن قبل الحرف المدغم في نحو قوم مالك، فأن لا يجوز الحذف أجدر، قال علي: إن في هذه السورة ميمات اجتمعت في الإدغام أكثر مما كان
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/250]
يجتمع في "لمن ما"، ولم يحذف منها شيء، وذلك قوله: {وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ}،
فإذا لم يحذف شيء من هذا فأن لا يحذف ثَم أجدر.
قلت: وما ذره الفراء استنباط حسن، وهو قريب من قولهم في: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}؛ أصله: لكن أنا ثم حذفت الهمزة وأدغمت النون في النون وكذا قولهم أما أنت منطلقا انطلقت قالوا: المعنى؛ لأن كنت منطلقًا، وما أحسن ما استخرج الشاهد من البيت الذي أنشده واجتمع في: {أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} ثماني ميمات؛ خمس ظاهرة والتنوين في أمم والنون من ممن كلاهما تقلب ميما وتدغم في الميم بعده على ما تمهد في بابهما في الأصول، ثم إن الفراء أراد أن يجمع بين قراءتي التخفيف والتشديد من لما في معنى واحد فقال: ثم يخفف كما قرأ بعض القراء: "وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ" بحذف الياء عند الياء، أنشدني الكسائي شعرا:
وأشمتّ العداة بنا فأضحوا،.. لديّ تباشرون بما لقينا
معناه يتباشرون، فحذف ياؤه؛ لاجتماع الياءات قلت: الأولى أن يقال: حذفت ياء الإضافة من لدى، فبقيت الياء الساكنة قبلها المنقلبة عن ألف لدى، وهو مثل قراءة: "يا بني" بالإسكان على ما سبق، أما الياء من يتباشرون فثابتة؛ لدلالتها على المضارعة قال ومثله كأن من آخرها القادم يريد إلى القادم، فحذف عند اللام اللام الأولى، قلت: لأن آخر "إلى" حذف لالتقاء الساكنين، وهمزة الوصل من القادم تحذف في الدرج،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/251]
فاتصلت لام "إلى" بلام التعريف في القادم، فحذفت الثانية على رأيه، والأولى أن يقال: حذفت الأولى؛ لأن الثانية دالة على التعريف، فلم يبق من حروف "إلى" غير الهمزة، فاتصلت بلام القادم، فبقيت الهمزة على كسرها وهذا قريب من قولهم: "ملكذب" في "من الكذب"، "وبالعنبر"، في بني العنبر، و"عَلْمَاء" بنو فلان؛ أي: على الماء.
القول الثاني: قال الزجاج: زعم المازني أن أصلها "لما" بالتخفيف ثم شددت الميم قال: وهذا ليس بشيء؛ لأن الحروف نحو "رب"، وما أشبهها تخفف، ولسنا نثقل ما كان على حرفين.
الثالث: قال النحاس: قال أبو عبيد القاسم بن سلام: الأصل: "وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ" بالتنوين من لممته لما؛ أي: جمعته، ثم بني منه فعلى كما قرئ: "ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا" بغير تنوين وبتنوين.
قلت: الذي في كتاب القراءات لأبي عبيد: وروي عن بعض القراء: "وَإِنَّ كُلًّا لَمًّا" منونة، يريد: جميعا قال: وهي صحيحة المعنى، إلا أنها خارجة عن قراءة الناس، وقال الفراء: المعنى: {وَإِنَّ كُلًّا} شديدًا: {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}، وإن كلا حقا "ليوفينهم" وقال أبو علي: وقد روي أنه قرئ: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} منونا كما قال: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا}، فوصف بالمصدر وينبغي أن يقدر المضاف إليه كل نكرة؛ ليحسن وصفه بالنكرة، ولا يقدر إضافته إلى معرفة فيمتنع أن تكون لما وصفا له، ولا يجوز أن تكون حالا؛ لأنه لا شيء في الكلام عامل في الحال قال: فإن قال إن لما فيمن ثقل إنما هي لما هذه وقف عليها بالألف، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف فذلك مما يجوز في الشعر، قال ابن جني: معنى لما بالتنوين توفية جامعة لأعمالهم جمعا، ومحصلة لأعمالهم تحصيلا فهو كقولك:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/252]
قياما لأقومن وقعودا لأقعدن، قال الشيخ أبو عمرو -رحمه الله: استعمال لما في هذا المعنى بعيد، وحذف التنوين من المنصرف في الوصل أبعد، قال: وقيل: لما فعْلَى من اللم ومنع الصرف لأجل ألف التأنيث، والمعنى فيه مثل مضى لما المنصرف قال وهذا أبعد إذ لا تعرف لما فعلى بهذا المعنى ولا بغيره، ثم كان يلزم هؤلاء أن يميلوا لمن أمال وهو خلاف الإجماع، وأن يكتبوها بالياء وليس ذلك بمستقيم.
قلت: فهذه ثلاثة أوجه وهي خمسة في المعنى؛ لأن الأول اختلف في تقديره على وجهين: "لَِمن ما" بكسر الميم وفتحها، وهذا الثالث اختلف في ألفه على وجهين؛ أحدهما: أنها بدل من التنوين، والثاني أنها للتأنيث.
القول الرابع: قال الزجاج: وقال بعضهم قولا ولا يجوز غيره: "إن لما" في معنى "إلا" مثل: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}، ثم أتبع ذلك بكلام طويل مشكل حاصله: أن معنى: إن زيد لمنطلق: ما زيد إلا منطلق، فأجريت المشددة كذلك في هذا المعنى إذا كانت اللام في خبرها، وعملها النصب في اسمها باقٍ بحاله مشددة ومخففة، والمعنى نفي بأن وإثبات باللام التي في معنى إلا ولما بمعنى إلا، قلت: قد تقدم إنكار أبي علي جواز إلا في مثل هذا الموضع فكيف يجوز لما التي بمعناها على أن من الأئمة من أنكر مجيء لما بمعنى إلا، قال أبو عبيد: أما من شدد لما يتأولها إلا فلم نجد هذا في كلام العرب ومن قال هذا لزمه أن يقول: رأيت القوم لما أخاك يريد إلا أخاك، وهو غير موجود، قال الفراء: أما من جعل لما بمنزلة إلا فإنه وجه لا نعرفه، وقد قالت العرب مع اليمين: بالله لما قمت عنا وإلا قمت عنا فأما في الاستثناء فلم تقله في شعر ولا غيره ألا ترى أن ذلك لو جاز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/253]
لسمعت في الكلام: ذهب الناس لما زيدًا.
قلت: وقد ذكر ابن جني وغيره أن إلا تقع زائدة فلا بُعد في أن تقع لما التي بمعناها زائدة فهذا وجه آخر فصارت الوجوه سبعة والصحيح في معنى لما المشددة في هذه السورة ما قاله الشيخ أبو عمرو -رحمه الله- في أماليه المفرقة على مواضع من القرآن وغيره قال لما هذه هي لما الجازمة حذف فعلها للدلالة عليه لما ثبت من جواز حذف فعلها في قولهم: خرجت ولما وسافرت ولما ونحوه وهو سائغ فصيح، فيكون المعنى: وإن كلا لما يهملوا ولما يتركوا لما قدم من الدلالة عليه من تفصيل المجموعين كقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}، ثم ذكر الأشقياء والسعداء ومجازاتهم ثم بين ذلك بقوله: {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} قال: وما أعرف وجها أشبه من هذا وإن كانت الناس تستبعده من جهة أن مثله لم يقع في القرآن قال: والتحقيق يأبى استبعاد ذلك، قلت: هذا وجه مليح ومعنى صحيح والسكوت على "لما" دون فعلها قد نص عليه الزمخشري في مفصله، وأنشد ابن السكيت شاهدا على ذلك في كتاب معاني الشعر له:
فجئت قبورهم بدءا ولما،.. فناديت القبور فلم يجبْنَهْ
وقال في معناه بدءا؛ أي: سيدا وبدؤ القوم؛ أي: سيدهم وبدء الجزو خبر أنصبائها قال: وقوله: ولما؛ أي: لم أكن سيدا إلا حين ماتوا فإني سدت بعدهم كما قال الآخر:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/254]
خلت الديار فسدت غير مدافع،.. ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
قلت: ونظير السكوت على "لما" دون فعلها سكوت النابغة على قد دون فعلها في قوله:
أزف الترحل غير أن ركابنا،.. لما تزل برحالنا وكأن قدِ
أي: وكأن قد زالت قال الشيخ أبو عمرو، أما قراءة أبي بكر فلها وجهان أحدهما الوجوه المذكورة في قراءة ابن عامر وغيره فتكون أن مخففة من الثقيلة في قراءتهم والوجه الثاني: أن تكون أن نافية ويكون كلا منصوبا بفعل مضمر تقديره، وإن أرى كلا أو إن أعلم ونحوه ولما بمعنى "إلا" نحو: "إن كل نفس لما عليها حافظ" ومن ههنا كانت أقل إشكالا من قراءة ابن عامر؛ لقبولها هذا الوجه الذي هو غير مستبعد ذلك الاستبعاد وإن كان في نصب الاسم الواقع بعد حرف المنفي استبعاد ولذلك اختلف في مثل قوله: إلا رجلا جزاه الله خيرًا هل هو منصوب بفعل مقدر ونون ضرورة فاختار الخليل إضمار الفعل واختار يونس التنوين للضرورة قلت: فهذا ما يتعلق بتوجيه القرارات في تشديدان ولما في تخفيفها في هذه السورة وهو من المواضع المشكلة غاية الإشكال وقد اتضحت والحمد لله وإن كان قد طال الكلام فيها فلا بد في المواضع المشكلة من التطويل زيادة في البيان ولو كان الشرح الكبير بلغ هذا الموضع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/255]
لم يحتج إلى هذا التطويل في هذا المختصر والله الموفق.
والذي في يس: {إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}.
وفي الطارق: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}.
إن في الموضعين للنفي؛ لأن كل مرفوع بعدها فلم يحتج أن تجعلها المخففة من الثقيلة على قراءة من شدد لما ولما بمعنى إلا وم خففها فهي لام الابتدا وما زائدة وإن هي المخففة من الثقيلة ولم تعمل والله أعلم.
768- وَفي زُخْرُفٍ "فِـ"ـي "نَـ"ـصِّ "لُـ"ـسْنٍ بِخُلْفِهِ،.. وَيَرْجِعُ فِيه الضَّمُّ وَالفَتْحُ "إِ"ذّ "عَـ"ـلا
يريد: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الكلام فيه كالكلام في الذي في يس والطارق، ولسن جمع لسن بكسر السين وهو الفصيح؛ لأن اللسن بفتح السين: الفصاحة، يقال: لسن الكسر فهو لسن ولسن وقوم لسن، لم يوافق ابن ذكوان على تشديد التي في الزخرف وعن هشام فيها خلاف وتقدير البيت: والتشديد في حرف الزخرف مستقر في نص قوم فصحاء نقلوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/256]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (766 - وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به = وخفّ وإن كلّا إلى صفوه دلا
قرأ حمزة والكسائي وحفص: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا. بضم السين، وقرأ غيرهم بفتحها. وقرأ نافع وشعبة وابن كثير: وإن كلا بتخفيف نون وَإِنَّ أي: إسكانها، وقرأ غيرهم بتشديد مفتوحة.
والمعنى: قوله: (وسل به) أي اعتن وفتش عن أسباب سعادة هؤلاء واحتذ حذوهم لتسعد كما سعدوا). [الوافي في شرح الشاطبية: 292] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (767 - وفيها وفي ياسين والطّارق العلى = يشدّد لمّا كامل نصّ فاعتلا
768 - وفي زخرف في نصّ لسن بخلفه = ويرجع فيه الضّمّ والفتح إذ علا
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم في لفظ لَمَّا في: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ هنا، وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ في سورة يس، إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ في الطارق، وقرأ غيرهم بتخفيف الميم في المواضع الثلاثة، وقرأ حمزة وعاصم وهشام بخلف عنه بتشديد الميم في: وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا بالزخرف. وقرأ غيرهم بالتخفيف وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... .... .... .... .... = .... .... إِنْ كُلاًّ اتْلُ مُثَقِّلَا
134 - وَلَمَّا مَعَ الطَّارِقْ أَتَى وَبِيَا وَزُخْـ = ـرُفٍ جُدْ وَخِفُّ الْكُلِّ فُقْ .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: إن كلا اتل مثقلا أي قرأ مرموز (ألف) اتل وهو أبو جعفر{وإن كلًا} [111] بتشديد النون وعلم من الوفاق للآخرين كذلك:
[شرح الدرة المضيئة: 149]
ص ولما مع الطارق (أ)تى وبيا وزخـ = ـرف (جـ)ـد وخفف الكل (فـ)ـق زلفًا (أ)لا
بضم وخفف واكسرن بقية (جـ)ـنا = وما يعملوا خاطب مع النمل (حـ)ـفلا
ش - أي قرأ المرموز له (بألف) أتى وهو أبو جعفر {لما ليوفينهم} [11] هنا {لما عليها حافظ} [4] بالطارق بالتشديد ويؤخذ التشديد له إما من العطف على المثقل آخر البيت أو لكون الواو فاصلة فاستغنى باللفظ القيد وعلم للآخرين التخفيف فيها، أما يعقوب فمن الوفاق وأما خلف فمن الترجمة الآتية، وقوله: وبيا وزخرف جد أي روى المرموز له (بجيم) جد وهو ابن جماز في سورة يس {وإن كل ما جميع لدينا} [32] وفي سورة الزخرف {وإن كل ذلك لما متاع} [35] بالتشديد فيهما وعلم لمن بقى بالتخفيف فيهما أما الابن وردان ويعقوب فمن الوفاق وأما لخلف فمما يأتي، وقوله: وخف الكل فق أي قرأ المرموز له (بفا) فق وهو خلف بتخفيف لما في السور الأربعة.
توضيح: تحصل مما ذكر أن خلفًا ويعقوب خففا في الجميع ووافقهماابن وردان في يس والزخرف وثقل أبو جعفر بكماله هنا وفي الطارق ويس والزخرف من رواية ابن جماز.
وإذا ركب {وإن كلًا} مع {لما} هنا صار أبو جعفر بتشديد الكلمتين والآخران بتشديد الأولى وتخفيف الثانية فشدد {إن} على أصل المشبهة بالفعل وتشديد {لما} له على أنها الجازمة وحذف فعلها للدلالة عليه فيكون المعني وإن كلا لما يهملوا ويتركوا فوالله ليوفيهم ربك أعمالهم.
[شرح الدرة المضيئة: 150]
ووجه تخفيف {لما} أن لامين لام تأكيد تقديره وإن كلا لحق ولام جواب قسم محذوف وهو لام {ليوفينهم} وما زائدة للفصل بين اللامين وقام القسم مع جوابه مقام الخبر.
وأما تشديد {لما} في السور الثلاثة الباقية مع تخفيف {إن} المتفق عليه فعلى أن {إن} نافية و{لما} بمعنى إلا ووجه تخفيفها أنها لام الابتداء وما زائدة فإن مخففة من الثقيلة ولم تعمل). [شرح الدرة المضيئة: 151]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَإِنَّ كُلًّا فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو بَكْرٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/290]
بِإِسْكَانِ النُّونِ مُخَفَّفَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِمَا هُنَا، وَيس، وَالزُّخْرُفِ، وَالطَّارِقِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ هُنَا وَالطَّارِقِ، وَشَدَّدَهَا فِي يس لَمَّا جَمِيعٌ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَابْنُ جَمَّازٍ وَشَدَّدَهَا فِي الزُّخْرُفِ لَمَّا مَتَاعُ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَابْنُ جَمَّازٍ; وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى عَنْهُ الْمَشَارِقَةُ قَاطِبَةً، وَأَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ تَشْدِيدَهَا كَذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا عَمْرٍو الدَّانِيَّ أَثْبَتَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ أَعْنِي بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ وَأَطْلَقَ الْخِلَافَ لَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَاقْتَصَرَ لَهُ عَلَى الْخِلَافِ فَقَطْ فِي مُفْرَدَاتِهِ. قَالَ فِي جَامِعِهِ: وَبِذَلِكَ - يَعْنِي التَّخْفِيفَ - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ فِي رِوَايَةِ الْحُلْوَانِيِّ وَابْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ لِيَ: التَّشْدِيدُ اخْتِيَارٌ مِنْ هِشَامٍ.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنْ هِشَامٍ، فَالتَّخْفِيفُ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُحَيْمٍ وَابْنُ أَبِي حَسَّانَ نَصًّا عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَرَوَاهُ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَسَّانَ عَنْ هِشَامٍ فَخَرَجَ عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَفْرَادِ فَارِسٍ وَلَكِنَّ الْكُتُبَ مُطْبِقَةٌ شَرْقًا وَغَرْبًا عَلَى التَّشْدِيدِ لَهُ، بِلَا خِلَافٍ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَأَبِي الْقَاسِمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ فِي السُّوَرِ الْأَرْبَعَةِ، وَوَجْهُ تَخْفِيفِ " إِنْ " فِي هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّهَا الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَإِعْمَالُهَا مَعَ التَّخْفِيفِ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهِ وَوَجْهُ تَخْفِيفِ " لَمَا " هُنَا أَنَّ اللَّامَ هِيَ الدَّاخِلَةُ فِي خَبَرِ " إِنْ " الْمُخَفَّفَةِ وَالْمُشَدَّدَةِ وَ " مَا " زَائِدَةٌ وَاللَّامُ فِي لَيُوَفِّيَنَّهُمْ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ، وَذَلِكَ الْقَسَمُ فِي مَوْضِعِ خَبَرِ " إِنْ " وَلَيُوَفِّيَنَّهُمْ جَوَابُ ذَلِكَ الْقَسَمِ الْمَحْذُوفِ، وَالتَّقْدِيرُ: وَإِنْ كُلًّا لَأُقْسِمُ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ. وَوَجْهُ تَشْدِيدِ " لَمَّا " أَنَّهَا لَمَّا الْجَازِمَةُ، وَحُذِفَ الْفِعْلُ الْمَجْزُومُ لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ، وَالتَّقْدِيرُ: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا يُنْقَصْ مِنْ جَزَاءِ عَمَلِهِ. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ لَمَّا أَخْبَرَ بِانْتِقَاصِ جَزَاءِ أَعْمَالِهِمْ أَكَّدَهُ بِالْقَسَمِ، قَالَتِ الْعَرَبُ قَارَبْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمَّا، أَيْ: وَلَمَّا أَدْخُلْهَا، فَحُذِفَ " أَدْخُلْهَا " لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير وأبو بكر {وإن كلًا} [111] بإسكان النون مخففة والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة {لما} هنا [111]، وفي الطارق [4] بتشديد الميم، وابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز في يس {لما جميعٌ} [32]، وعاصم وحمزة وابن جماز وهشام بخلاف عنه في الزخرف [35] {لما متاع}، والباقون بالتخفيف في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (697 - إن كلاًّ الخفّ دنا اتل صن وشد = لماّ كطارقٍ نهًى كن في ثمد
698 - يس في ذا كم نوى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (إن كلّا الخفّ (د) نا (ا) تل (ص) ن وشد = لمّا كطارق (ن) هى (ك) ن (ف) ي (ث) مد
يريد قوله تعالى: وإن كلا قرأه بتخفيف النون وإسكانها ابن كثير ونافع وأبو بكر، والباقون بالفتح والتشديد قوله: (وشد «لما») يريد قوله تعالى: لمّا ليوفينهم هنا «ولما عليها» في الطارق، قرأه بتشديد الميم عاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر.
يس (ف) ي (ذ) ا (ك) م (ن) وى لام زلف = ضمّ (ث) نا بقية (ذ) ق كسر وخف
أي وشدد الميم من قوله تعالى: لمّا جميع في يس حمزة وابن عامر وابن جماز وعاصم على أنها بمعنى إلا وإن نافية، والباقون بالتخفيف في الثلاثة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
[و] إن كلا الخفّ (د) نا (ا) تل (ص) ن وشد = لمّا كطارق (ن) هي (ك) ن (في) (ث) مد
يس (ف) ى (ذ) ا (ك) م (ن) وى لام زلف = ضمّ (ث) نا بقية (ذ) ق كسر وخفّ
ش: أي: قرأ ذو دال (دنا) ابن كثير، وهمزة (اتل) نافع، [وصاد (صن) أبو بكر]:
وإن كلّا [111]- بتخفيف النون وإسكانها، والباقون بتشديدها.
وفتحها وشدد ذو نون (نهى) عاصم، وكاف (كن) ابن عامر، وفاء (في) حمزة، وثاء (ثمد) أبو جعفر- لمّا ليوفّينّهم هنا [111]، ولمّا عليها حافظ بالطارق [4] وشددها في لمّا جميع لدينا بيس [الآية: 32] ذو فاء (في) حمزة، وذال (ذا) ابن جماز، وكاف (كم) ابن عامر، ونون (نوى) عاصم، والباقون بتخفيفها في الثلاث، وسنذكر الزخرف [35] في موضعها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
المراد من (خف وإن كلا): (إن) لا (كلا)، علم من سبق اللفظ، والنظير لمّا [111] المختلف فيه هو الواقع من (إن كلا) علم من الترتيب.
وجه تخفيف إن مع تخفيف لما [أن] إن مخففة من الثقيلة، وفيها لغتان:
الإعمال كهذه، والإلغاء كالآخر، واللام مع العمل على جوازها.
ويجب مع الإلغاء؛ لتميزها عن النافية ولام «لما» هي المؤكدة؛ فكان حقها الدخول على الخبر أو موطئة نحو: لئن اشركت [الزمر: 65]، ولام ليوفّينّهم [111] جواب قسم مقدر سد مسد الخبر؛ فزيدت «ما» فاصلة بين اللامين.
ووجه تشديدها معه: الإتيان بـ «إن» على أصلها ولمّا على ما ذكر.
ووجه تخفيف إن مع تشديد لّمّا جعل إن نافية ك «ما»، ولّمّا ك «إلا».
قال الخليل وسيبويه: هذلية تقول: «نشدتك الله لما فعلت»، وأصله: ما أسألك إلا فعلك.
وكلّا منصوب بمفسر [بقوله]: ليوفّينّهم، أي: وما كلا ليوفينهم، أو بتقدير «أرى»، خلافا ليونس.
ووجه تشديدها معه وظاهرها مشكل لشبهه ب: «إن زيدا لما لأضربنه»، وهو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/386]
ممتنع، وعليه نبه الكسائي بقوله: «الله أعلم بهذه القراءة لا أعلم لها وجها».
والجواب: قال الفراء: أصله «لمن ما»، أدغمت النون في الميم، ثم حذفت الميم المكسورة، أي: وإن كلا لمن الذين، أو: لمن خلق.
وقال أبو محمد والمهدوي: أصله: [«لمن ما»] ف «من» اسم و«ما» زائدة، ثم حذفت إحدى الميمات، أي: وإن كلا لخلق ما.
وقال المازني؛ أصلها «لما» خفيفة كما تقدم، ثم شددت.
ووجه تشديد لّمّا في بقية المواضع-: أنها بمعنى: إلا، وإنّ نافية، وكلهم رفع بالابتداء خبره تاليه، أي: وما كل إلا.
ووجه تخفيفها: أن إنّ مخففة ملغاة واللام الفارقة، و«ما» فاصلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/387]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِنَّ كُلًّا" [الآية: 111] وفي "لما" هنا [الآية: 111] و[يس الآية: 32] و[الزخرف الآية: 35] و[الطارق الآية: 4] فنافع وابن كثير بتخفيف نون "إن" وميم "لما" هنا على أعمال أن المخففة، وهي لغة ثابتة سمع إن عمرا لمنطلق، وأما لما فاللام فيها هي الداخلة في خبر إن، وما موصولة أو نكرة موصوفة، ولام ليوفينهم لام القسم، وجملة القسم مع جوابه صلة الموصول أو صفة لما، والتقدير على الأول، وإن كلا للذين والله ليوفينهم، وعلى الثاني وإن كلا الخلق أو لفريق والله ليوفينهم والموصول أو الموصوف خبر لإن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/135]
وافقهما ابن محيصن.
وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بتشديد "إن" وتخفيف "لما" قال في الدر: وهي واضحة جدا فإن المشددة عملت عملها، واللام الأولى للابتداء دخلت على خبر أن، والثانية جواب قسم محذوف أي: وإن كلا للذين والله ليوفينهم وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديدهما فإن على حالها، وأما لما فقيل أصلها لمن ما على أنها من الجارة دخلت على ما الموصولة أو الموصوفة أي: لمن الذين والله إلخ أو لمن خلق الله إلخ أدغمت النون الساكنة في الميم على القاعدة فصار في اللفظ ثلاث ميمات فخففت الكلمة بحذف أحدها، فصار اللفظ كما ترى وافقهم الشنبوذي، وقرأ أبو بكر بتخفيف النون وتشديد الميم جعل إن نافية، ولما كإلا وكلا منصوب بمفسر بقوله: ليوفينهم أو بتقدير أمري وافقه الحسن، وعن المطوعي تخفيف إن ورفع كل وتشديد لما على أن إن نافية، وكل مبتدأ، ولما بمعنى إلا وهي ظاهرة، وحكم لما بالطارق حكم هود تشديدا وتخفيفا، ويأتي موضع يس كالزخرف إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/136]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن كلا} [111] قرأ الحرميان وشعبة بإسكان النون مخففة، والباقون بفتحها مشددة.
{لما} قرأ الشامي وعاصم وحمزة بتشديد الميم، والباقون بتخفيفها، وتحصل من جمع {وإن} و{لما} أربع قراءات: تخفيفهما للحرميين، وتشديدهما لشامي وحفص وحمزة، وتخفيف {وإن} وتشديد {لما} لشعبة، وعكسه لبصري وعلي). [غيث النفع: 725]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة وأبو جعفر والأعمش وشيبة والشنبوذي وابن عباس والأعرج وأبو رجاء والحسن وابن أبي ليلى القاضي وعيسی همدان وشيبان النحوي ونعيم بن ميسرة وطلحة بن سليمان وعمرو بن فائد ويحيى بن سليمان الجعفي وسليمان بن أرقم والزهري {وإن كلًا لما ليوفينهم} بتشديد «إن»، و «لما».
وتشديد «إن» وإعمالها لا خلاف فيه، وأما تشديد «لما» فقد ذهب المبرد إلى أنه لحن، لا تقول العرب: إن زيدًا لما خارجٌ، وتعقبه أبو حيان، وقال: «هذه جسارة من المبرد على عادته، وكيف تكون قراءة متواترة لحنًا؟ وليس تركيب الآية كتركيب المثال الذي
[معجم القراءات: 4/144]
قال.. ولو سكت، وقال كما قال الكسائي: «ما أدري ما وجه هذه القراءة...»، أي بتثقيل «لما».
وقال أبو علي الفارسي: «التشديد فيهما مشكل».
وذهب النحويون في «لما» مذاهب مختلفة أذكر بعضها:
فقد ذهب أبو عبيد إلى أن أصله «لما» منونًا، وقد قرئ كذلك، ثم بني منه «فعلى» فصار كـ «تترى»، نون إذ جعلت الألف فيه للإلحاق كأرطى، ومنع الصرف إذ جعلت ألف تأنيث، وهو مأخوذ من لممته، أي جمعته، والتقدير: وإن كلًا جميعًا ليوفينهم، ويكون «جميعًا» فيه معنى التوكيد ككل.
ورد هذا أبو حيان، فقال: «وما قاله أبو عبيد بعيد؛ إذ لا يعرف بناء «فعلى» من اللمم، ولما يلزم لمن أمال «فعل» أن يميلها، ولم يملها أحد بالإجماع، ومن كتابتها بالياء، ولم تكتب لما بها.
وذهب المازني إلى أن «لما» المشددة هي المخففة، وشددها في الوقف، وأجرى الوصل مجرى الوقف، وذهب إلى مثل هذا العكبري، وذهب أبو حيان إلى أن هذا بعيد جدًا.
كما ذهب المازني إلى أن «إن» هي المخففة ثقلت وهي نافية بمعنى «ما»، كما خففت «إن» ومعناها المثقلة، و«لما» بمعنى «إلا».
قال أبو حيان: «وهذا باطل؛ لأنه لم يعهد تثقيل «إن» النافية، ونصب «كل»، و«إن» النافية لا تنصب».
وقال ابن جني وغيره: تقع «إلا» زائدة، فلا يبعد أن تقع «لما» بمعناها زائدة.
قال أبو حيان: «وهذا وجه ضعيف مبني على وجه ضعيف في إلا».
وقال الحوفي: «لما» بمعنى «إلا»، كقولك: نشدتك بالله لما
[معجم القراءات: 4/145]
فعلت، تريد: إلا فعلت، وضعف هذا أبو علي.
وقال المهدوي: «لما» أصلها «لمن ما»، ومن هي الموصولة، و «ما» بعدها زائدة، واللام في «لما» داخلة في خبر «إن» والصلة الجملة القسمية، فلما أدغمت ميم «من» في «ما» الزائدة، اجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت الوسطى منهن، وهي المبدلة من النون، فاجتمع المثلان، فأدغمت ميم «من» في ميم «ما» فصار «لما» وذهب إلى مثل هذا العكبري. وضعفها ابن هشام في مغني اللبيب لأن حذف الميم استثقالا لم يثبت.
وقال أبو حيان: «وكنت قد ظهر لي فيها وجه جار على قواعد العربية، وهو أن «لما»، هذه هي «لما» الجازمة، وحذف فعلها المجزوم؛ لدلالة المعنى عليه كما حذفوه في قولهم: قاربت المدينة ولما، يريدون: ولما أدخلها. وكذلك هنا: التقدير: وإن كلا لما ينقص من جزاء عمله. ويدل عليه قوله تعالى: {ليوفينهم ربك أعمالهم}.
لما أخبر بانتفاء نقص جزاء أعمالهم أكده بالقسم فقال: ليوفينهم... وكنت أعتقد أني سبقت إلى هذا التخريج السائغ العاري من التكلف، وذكرت ذلك لبعض من يقرأ علي فقال: قد ذكر ذلك أبو عمرو بن الحاجب، ولتركي النظر في كلام هذا الرجل لم أقف عليه، ثم رأيت في كتاب «التحرير» نقل هذا التخريج.
وما أعرف وجهًا أشبه من هذا، وإن كانت النفوس تستبعده من جهة أن مثله لم يقع في القرآن، والتحقيق يأبى استبعاده لذلك».
[معجم القراءات: 4/146]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن {وإن كلا لما...} بتخفيف «إن» و «لما».
وإعمال «إن» مخففة كإعمالها مشددةً، وهذه المسألة فيها خلاف.
ذهب الكوفيون إلى أن تخفيفها يبطل عملها، وذهب البصريون إلى أن إعمالها جائز لكنه قليل إلا مع المضمر، فلا يجوز إلا إن ورد في شعر، وهذا هو الصحيح لثبوت ذلك في لسان العرب.
وحكى سيبويه أن الثقة أخبره أنه سمع بعض العرب يقول: «إن عمرًا لمنطلق»، ولثبوت هذه القراءة، وقد تأولها الكوفيون.
وأما «لما» فذهب الفراء إلى أن اللام فيها هي اللام الداخلة على خبر «إن»، و «ما» موصولة بمعنى الذي..، والجملة من القسم المحذوف وجوابه الذي هو «ليوفينهم» صلة لـ «ما».
وهذا وجه حسن، ومن إيقاع «ما» على ما يعقل قولهم: «لاسيما زيدٌ بالرفع، أي: لاسي الذي هو زيد.
وقيل: «ما» نكرة موصوفة، وهي لمن يعقل، والجملة القسمية وجوابها قامت، مقام الصفة، لأن المعنى: وإن كلا لخلقٌ موفي عمله.
ورجح الطبري هذا الرأي، واختاره.
[معجم القراءات: 4/147]
وقرأ أبو بكر عن عاصم، والحسن: {وإن كلًا لما...} لما بتخفيف «إن»، وتشديد «لما»، وذلك على جعل «إن» نافية، و«لما» مثل «إلا» و«كلا» منصوب بمفسر، لقوله: ليوفينهم.
وذهب ابن الحاجب إلى أن في هذه القراءة وجهين:
الأول: الوجوه المذكورة في قراءة ابن عامر فتكون إن مخففة من الثقيلة.
الثاني: أن تكون «إن» نافية، ويكون «كلا» منصوبًا بقول مضمر تقديره: وإن أرى كلا...، أو وإن أعلم، ونحوه.
و«لما» بمعنى «إلا»، كقوله: {إن كل نفس لما عليها حافظ} سورة الطارق /4.
ومن هنا كانت أقل إشكالًا من قراءة ابن عامر لقبولها هذا الوجه الذي هو غير مستبعد ذلك الاستبعاد، وإن كان في نصب الاسم الواقع بعد حرف النفي استبعاد.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب وخلف وهشام واليزيدي (وإن كلًا لما..) بتشديد «إن» وتخفيف الميم من «لما».
[معجم القراءات: 4/148]
واللام في «لما» لام الابتداء دخلت على خبر «إن» واللام في {ليوفينهم} جواب قسم محذوف أي: وإن كلًا للذين والله ليوفينهم...
وقرأ محمد بن شهاب الزهري وسليمان بن أرقم {وإن كلًا لما بتشديد...} الميم من {لما} وتنوينها، أي: جميعًا، وهو مثل قوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لما}.
قال أبو حيان: «ولم يتعرضوا لتخفيف «إن» ولا تشديدها، و «لما» مصدر من قولهم: لممت الشيء».
قلت: ذكر الطبري تشديد «إن».
قال ابن جني:
«بالتنوين فإنه مصدر كالذي في قوله: سبحانه (ويأكلون التراث أكلا لما)، أي أكلًا جامعًا الأجزاء المأكول، فكذلك تقدير هذا، وإن كلا ليوفينهم بك أعمالهم لما، أي: توفيةً جامعةً لأعمالهم جميعًا، ومحصلة لأعمالهم تحصيلًا، فهو كقولك: قيامًا لأقومن، وقعودًا لأقعدن». ونصب «لما» على وجهين:
[معجم القراءات: 4/149]
الأول: أن يكون صفة لـ «كلا»، وهو وصف بالمصدر، وقدر «كل» مضافة إلى نكرة حتى يصح الوصف بالنكرة، كما وصف به قوله تعالى {أكلا لما}، وهذا تخريج أبي علي الفارسي.
الثاني: أن يكون منصوبًا بقوله: {ليوفينهم}، على حد قولهم: قيامًا لأقومن، وقعودًا لأقعدن.
فالتقدير: توفيةً جامعة لأعمالهم ليوفينهم.
وقد رأيت قبل قليل فيما نقلته عن ابن جني أنه مذهبه في تخريج هذه القراءة.
وخبر «إن» على هذين الوجهين هو جملة القسم وجوابه.
وقال العكبري:
« وقد نونه قوم، وانتصابه على الحال من ضمير المفعول في «ليوفينهم»، وهو ضعيف».
ونقل هذا الشهاب في حاشيته عن العكبري.
وقرأ أبي بن كعب والحسن بخلاف عنه وأبان بن تغلب وعبد الله ابن مسعود والأعمش والمطوعي (إن كل لما ليوفينهم).
«إن» هنا نافية، و «كل»: مبتدأ، و«لما»، بمعنى إلا، و (ليوفينهم) هو الخبر، والتقدير: ما كل إلا والله ليوفيهم.
وأنكر الفراء وأبو عبيد أن تكون «لما» بمعنى إلا.
قال أبو عبيد: «لم نجد هذا في كلام العرب».
وقال الفراء: «أما من جعل «لما» بمعنى «إلا» فإنه وجه لا نعرفه».
[معجم القراءات: 4/150]
قال أبو حيان:
«وكون «لما» بمعنى «إلا»، نقله الخليل وسيبويه والكسائي». وذكر الشهاب أن مجيء «لما» بمعنى «إلا» لغة لهذيل لكنها لم تستمع إلا بعد القسم.
وقال الطبري: «... فيخالف بقراءته ذلك، كذلك قراءة القراء وخط مصاحف المسلمين، ولا يخرج بذلك من العيب بخروجه من معروف كلام العرب» ولم يذكر هذا قراءة لابن مسعود، بل ساقه على سبيل أنه لو قرأ قارئ كذلك فهذا حكمه عنده.
وذكر أبو حاتم أن الذي في مصحف أبي (وإن من كل إلا ليوفينهم).
وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن ابن مسعود وذلك على جعل «إن» نافية، و «من» زائدة.
وقرأ الأعمش وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (وإن كل إلا ليوفينهم)، والمعنى: ما كل إلا والله ليوقينهم.
قال ابن جني:
«فمعناه: ما كل إلا والله ليوفينهم، كقولك: ما زيد إلا لأضربنه، أي: ما زيد إلا مستحق لأن يقال فيه هذا، ويجوز فيه وجه ثان وهو أن تكون «إن» مخففة من الثقيلة، وتجعل «إلا» زائدة، وقد جاء عنهم ذلك...».
[معجم القراءات: 4/151]
وذكر العكبري أنه قرئ: (ما كل إلا ليوفينهم).
قال: «... ويقرأ وإن» بتخفيف النون، «كل» بالرفع، وفيه وجهان:
أحدهما:...
والثاني: أن «إن» بمعنى «ما» و «لما» بمعنى «إلا» أي: ما كل إلا ليوفينهم، وقد قرئ به شاذا».
وعن أبي أنه قرأ: (وإن كل إلا ليوفين ربك أعمالهم).
وذكر ابن خالويه أن أبيا قرأ: (وإن كل ما ليوفينهم) بفتح الكاف وتخفيف اللام من «كل» ولم أهتد في هذه القراءة إلى وجه مقبول.
{لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}
قرئ (ليوفيهم) بغير نون، واللام لتوكيد الخبر كما قال تعالى: (وإن ربك ليحكم بينهم).
{يَعْمَلُونَ}
قرأ ابن هرمز (تعلمون)بتاء الخطاب، على الالتفات من الغيبة.
وقراءة الجماعة (يعملون) بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 4/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (112) إلى الآية (115) ]

{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) }

قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}
{تَعْمَلُونَ}
قراءة السبعة وأبو جعفر ويعقوب «تعملون» بالتاء على الخطاب.
وقرأ الحسن والأعمش وعيسى بن عمر الثقفي في رواية وهارون عن أبي عمرو (يعملون) بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 4/152]

قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَرْكَنُوا) بضم الكاف قَتَادَة، وأبو حيوة، وطَلْحَة، وعبد الوارث، والواقدي، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو بكسر الكاف، هارون عن أَبِي عَمْرٍو، وبكسر التاء وفتح الكاف محبوب عنه، الباقون بفتحتين غير أن ابن أبي عبلة بضم التاء وفتح الكاف على ما لم يسم فاعله وهو قبيح، والاختيار بفتحتين من فعل يفعل). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَمَسَّكُمُ) بكسر التاء محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بفتحها وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)}
{وَلَا تَرْكَنُوا}
قرأ الجمهور من القراء {ولا تركنوا} بفتح التاء والكاف، والماضي: ركن، بكسر الكاف، وهي لغة قريش.
قال الأزهري: «هي اللغة الفصحى».
وقال أبو عمرو بن العلاء: «هي لغة أهل الحجاز».
وفي التاج: «ركن إليه يركن كنصر»، حكى أبو زيد ركن إليه يركن مثل علم.
وأما ما حكاه أبو عمرو: ركن يركن مثل منع فإنما هو على الجمع بين اللغتين».
قال أبو حيان: «وشد يك بفتح الكاف مضارع ركن بفتحها».
وذهب العكبري إلى أن ماضيه على هذه القراءة ركن، وقيل ركن بفتح الكاف وهو شاذ، وقيل: اللغتان متداخلتان».
وقرأ محبوب، عن أبي عمرو، ويحيى بن وثاب وقتادة وطلحة والأشهب (ولا تركنوا) بكسر التاء، وهي لغة تميم في مضارع «علم» غير الياء.
وروي هارون والأزرق وخالد كلهم عن أبي عمرو (ولا تركنوا) بفتح التاء وكسر الكاف.
[معجم القراءات: 4/153]
وقرأ قتادة وطلحة والأشهب وأبو عمرو في رواية هارون وعبد الوارث وعباس (ولا تركوا) بضم الكاف مضارع ركن، بفتح الكاف، من باب نصر، وهي لغة قيس وتميم، قال الكسائي: «وأهل نجد».
وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة (ولا تركنوا) بضم التاء مبنيًا للمفعول، من أركنه: إذا أماله، أي: لا يملكم إليهم أغراضكم الفاسدة.
{ظَلَمُوا}
تقدم تغليظ اللام فيه عن الأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{فَتَمَسَّكُمُ}
قراءة الجماعة {فتمسكم} بفتح التاء من «مس»، وهو منصوب بإضمار «أن» في جواب النهي.
وقرأ يحيى بن وثاب وعلقمة والأعمش وطلحة بن مصرف وحمزة في رواية (فتمسكم)بكسر التاء، وهي لغة تميم.
قال النحاس:
«وأنكر هذا لأي كسر التاء أبو عبيد، قال: لأنه ليس فيه حرف من حروف الحلق.
[معجم القراءات: 4/154]
قال أبو جعفر: لا معنى لقوله: ليس فيه حرف من حروف الحلق؛ لأن حروف الحلق لا تجتلب الكسرة، وهذه اللغة ذكرها الخليل وسيبويه عن غير أهل الحجاز، إذا كان الفعل على فعل كسروا أول مستقبله ليدلوا على الكسرة التي في ماضيه، وكان يجب أن يكسروا ثانية مع الماضي فلم يجز ذلك للزوم الثاني الإسكان فكسر الأول، فقالوا: يحذر، وهي مشهورة في بني فزارة وهذيل... ».
وقرأ الأعمش ومحبوب والهمداني وعدي كلهم عن أبي عمرو (فتمسكم) بكسر التاء.
وذكر ابن خالويه قراءة علقمة ويحيى والأعمش (فيمسكم)بالياء المفتوحة على التذكير، ولا يبعد عندي أن يكون في هذه القراءة تصحيف أصاب التاء.
وقرأ بعض الأسديين (فيمسكم) بضم الياء وكسر الميم من «أمس»، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى، و«النار» بالنصب على هذه القراءة، وهو المفعول الثاني.
وجاءت القراءة عند العكبري بالتاء (فتمسكم).
{ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}
قراءة الجماعة {ثم لا تنصرون} بإثبات النون.
وقرأ زيد بن علي وعائشة رضي الله عنهما (ثم لا تنصروا) بحذف النون عطفًا على قوله: {فتمسكم}.
وجملة {ومالكم من دون الله من أولياء} حالية، أو اعتراضية بين
[معجم القراءات: 4/155]
المتعاطفين، وجيء بثم تنبيهًا على تباعد الرتبة... ). [معجم القراءات: 4/156]

قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (زلفا) بضم اللام، يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وزلفًا) [114]: بضم اللام يزيد). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَزُلُفًا) بضمتين أبو جعفر، وشيبة، ومجاهد رواية بن أبي نجيح، والجهضمي وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وبإسكان اللام على وزن فعلي حجاج عن مجاهد، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، وابن سبعون عن ابن مُحَيْصِن، وبإسكان اللام مع تنوين الفاء خارجة، وابن المنادي عن نافع، ونصر بن علي عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بفتح اللام وتنوين الفاء، وهو الاختيار جمع زُلفة). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (134- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... زُلَفَا أَلَا
135 - بِضَمٍّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: زلفا ألا أي المرموز له (بألف) ألا وهو أبو جعفر {وزلفًا من الليل} [114] بضم اللام اتباعًا لضمة الأول وعلم من انفراده للآخرين بفتحاللام). [شرح الدرة المضيئة: 151]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَزُلَفًا مِنَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ اللَّامِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ طَلْحَةَ وَشَيْبَةَ وَعِيسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَرِوَايَةُ نَصْرِ
[النشر في القراءات العشر: 2/291]
بْنِ عَلِيٍّ وَمَحْبُوبِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي عُمَرَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَهُمَا لُغَتَانِ مَسْمُوعَتَانِ فِي جَمْعِ زُلْفَةً، وَهِيَ الطَّائِفَةُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ كَمَا قَالُوا: ظُلَمٌ فِي ظُلْمَةٍ وَيُسَرٌ فِي يُسْرَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {وزلفًا} [114] بضم اللام، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (698- .... .... .... لام زلف = ضمّ ثنا .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لام زلف) أي ضم اللام من قوله تعالى: وزلفا من الليل أبو جعفر، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وضم ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر اللام من وزلفا من اليل [114]، وفتحها الباقون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت أبو جعفر (وزلفًا) بضم اللّام، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 409]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَزُلَفًا" [الآية: 114] فأبو جعفر بضم اللام للاتباع جمع زلفة نحو: بسرة وبسر بالضم وافقه الشنبوذي وعن الحسن وابن محيصن بإسكان اللام وعنه في وجه من المبهج ترك التنوين على وزن حبلى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/136]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
{الصَّلَاةَ}
قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام.
وروي عن ورش الترقيق كالجماعة.
{الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الطاء وبالإظهار.
والباقون على الإظهار.
{النَّهَارِ}
قرأ أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واليزيدي وابن ذكوان من رواية الصوري بإمالة الألف.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَزُلَفًا}
قراءة الجمهور {زلفًا}، بفتح اللام، جمع زلفة، مثل: ظلمة وظلم، وهي الطائفة من الليل.
وقال قوم: الزلفة: «أول ساعة من الليل بعد مغيب الشمس».
[معجم القراءات: 4/156]
وهي أعجب القراءتين إلى الطبري.
وقرأ عيسى بن عمر وابن محيصن. فيما ذكره ابن مجاهد عنه - وابن أبي إسحاق وأبو جعفر وشيبة والشنبوذي وطلحة بن مصرف بخلاف عنه، وهي رواية نصر بن علي ومحبوب بن الحسن والأزرق وهارون كلهم عن أبي عمرو وابن أبي إسحاق والأعمش (زلفا) بضمتين.
وفيه وجهان:
۱. قد يكون مفردًا مثل حلم.
۲. قد يكون جمع زلفة، مثل بسر وبسرة، بضم سينهما.
وقيل: الضم للإتباع، أتبع ضمة اللام ضمة الزاء.
وذهب العكبري إلى أنه قد يكون جمع زليف، ومثل هذا عند الزجاج.
وقرأ ابن محيصن وهبيرة عن حفص عن عاصم ومجاهد والحسن ومحمد بن السميفع اليماني (زلفا)بضم أوله وسكون اللام،
وهو على هذا قد يكون جمع زلفة، وقد يكون جمع زليف، مثل القرب والقريب.
قال الزجاج: «.... ولكن الزلف أجود في الجمع، وما علمت أن زليفًا يستعمل في الليل».
[معجم القراءات: 4/157]
وقرأ ابن محيصن ومجاهد (زلفى) على وزن (فعلى)، على صفة الواحد من المؤنث مثل: «حبلى»، والألف للتأنيث.
قال الشهاب:
«وقرئ زلفى بمعنى قريبة، أو على إبدال الألف من التنوين، إجراء للوصل مجرى الوقف».
وقرأ ابن مجاهد (زلفى) بالإمالة.
{السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ}
إدغامالتاء في الذال عن أبي عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار أيضًا.
{ذِكْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/158]

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة