العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة

[ من الآية (75) إلى الآية (80) ]
{ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) }


قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)}

قوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)}

قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (81) إلى الآية (83) ]

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)}

قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81)}

قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)}

قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (معي أبدًا... (83)،.. معي عدوًّا... (83).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (معي أبدًا) محركة الياء.
وقرأ حفص عن عاصم (معي أبدًا) و(معي عدوًّا) متحركتين، وأرسلهما الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/462]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (27- وقوله تعالى: {معي أبدًا ...} و{معي عدوا} [83].
فتح الياء فيهما كليهما حفص عن عاصم.
وأسكنها حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {معي أبدًا} بالفتح {ومعي عدوا} ساكنًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/259]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يُروى عن مالك بن دينار: [فاقعُدوا مع الخَلِفين] بغير ألف.
[المحتسب: 1/298]
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون مقصورًا من {الخالفين} كقراءة الجماعة، وقد جاء نحو هذا، قال الراجز:
أصبح قلبي صَرِدَا ... لا يشتهي أن يَردا
ألا عَرَادا عَرِدا ... وصِلِّيانا برِدا
وعَنْكثا ملتبِدا
يريد: عارِدا وبارِدا، كما قال أبو النجم:
كأن في الفُرْشِ القَتَاد العاردا
وقد حذفت الألف حشوًا في غير موضع. قال:
مثل النَّقا لبده ضرب الطِّلل
يريد: الطِّلال، كقول القُحَيف:
دِيار الحي تضربها الطِّلال ... بها أَنَس من الخافي ومالُ
وروينا عن قطرب:
ألا لا بارك الله في سهيل ... إذا ما الله بارك في الرجال
يريد: لا بارك الله، فحذف الألف قبل الهاء. وينبغي أن يكون ألف فعال؛ لأنها زائدة، كقوله تعالى: {إِلَهِ النَّاسِ}، ولا تكون الألف التي هي عين فَعَل في أحد قولي سيبويه: إن أصله: لاهٌ كناب؛ لأن الزائد أولى بالحذف من الأصلي. وقد
حذفوا الواو حشوًا أيضًا قالوا:
إن الفَقِير بيننا قاضٍ حَكَم ... أن تَرِد الماء إذا غاب النُّجُم
[المحتسب: 1/299]
يريد: النجوم. وقال الأخطل:
كلَمْع أيدي مثاكيل مُسلِّبَةٍ ... يندبْنَ ضَرْس بنات الدهر والْخُطُب
يريد: الخطوب. وقد حُذفت الياء أيضًا نحو قول عبيد الله بن الحر:
وبُدِّلتْ بعد الزعفران وطيبه ... صدا الدِّرع من مستحكِمات المسامر
يريد: المسامير. وقال الآخر:
والبكرات الفسج العطامسا
يريد: العطاميس.
فكما حُذفت حروف اللين من هذا ونحوه مما تركناه إجمامًا بحذفه، فكذلك تحذف الألف من {الخالفين} فيصير [الخَلِفين] ). [المحتسب: 1/300]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة

[ من الآية (84) إلى الآية (87) ]

{ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) }

قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)}

قوله تعالى: {وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85)}

قوله تعالى: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86)}

قوله تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ الآيتين (88) ، (89) ]
{لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)}

قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88)}

قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (90) إلى الآية (92) ]

{ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) }

قوله تعالى: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وجاء المعذّرون من الأعراب... (90).
قرأ يعقوب وحده (وجاء المعذرون) ساكنة العين خفيفة.
وقرأ الباقون (وجاء المعذّرون) بتشديد الذال.
قال أبو منصور: من قرأ (المعذرون) بالتخفيف فهم الذين أعذروا، أي: جاءوا بعذر، يقال: أعذر الرجل، إذا جاء بعذر ولم يقصر.
ومن قرأ (المعذّرون) بتشديد الذال فله وجهان:
أحدهما: المتعذرون، أدغمت التاء في الذال، كأنهم يعتذرون، كأنّ لهم عذر ولم يكن.
وشبيهٌ أن يكون المعنى أن يكون لهم عذر، كما قال لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
المعنى فقد أعذر، أي: جاء بعذر.
وجائز أن يكون (المعذّرون) الذين توهّموا أن لهم عذرًا ولا عذر لهم. والعرب تقول للمقصّر: معذّر.
والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 1/460]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم}
قرأ الكسائي في رواية قتيبة (وجاء المعذرون) بالتّخفيف أي الّذين أعذروا وجاؤوا بعذر وكان ابن عبّاس يقرؤها كذلك ويقول هم أهل العذر أي جاؤوا معذرين ولهم عذر والمعذر الّذي قد بلغ أقصى العذر والعرب تقول أعذر من أنذر أي بالغ في العذر
وقرأ الباقون {وجاء المعذرون} بالتّشديد أي المعتذرون إلّا أن التّاء أدغمت في الذّال لقرب المخرجين قال الزّجاج ومعنى المعتذرين الّذين يعتذرون كان لهم عذر أو لم يكن لهم عذر وهو ها هنا أشبه بأن يكون لهم عذر وأنشدوا:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
يريد قد أعذر وقد يكون لا عذر له قال الله تعالى {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم} ثمّ قال {لا تعتذروا} أي لا عذر لكم وكان ابن عبّاس يقول رحم الله المعذرين ولعن الله المعذرين ذهب إلى من يعتذر بغير عذر وقال آخرون المعذرون المقصرون أي الّذين يوهمون أن لهم عذرا ولا عذر لهم). [حجة القراءات: 321]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وجَاءَ المُعْذِرُونَ} [آية/ 90] بسكون العين وتخفيف الذال:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن المعنى فيه: هم الذين أعذروا أي جاءوا بالعذر، يقال أعذر فلان: إذا جاء بالعذر ولم يقصر، قال جرير:
46- أعذرت في طلب النوال إليكم = لو كان من ملك النوال ينيل
وقرأ الباقون {المُعَذِّرُونَ} بفتح العين وتشديد الذال.
والوجه أن الأصل: المعتذرون، فنقلت فتحة التاء إلى العين فأدغمت التاء في الذال فبقي {المُعَذِّرُونَ}.
ويجوز أن يكون المعذرون من عذر يعذر بوزن فعل، وهم الذين يوهمون أن لهم عذراً ولا عذر لهم وهم المقصرون). [الموضح: 600]

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)}

قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (93) إلى الآية (96) ]

{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93)}

قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}

قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)}

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة

[ من الآية (97) إلى الآية (99) ]

{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)}

قوله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)}

قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عليهم دائرة السّوء واللّه سميعٌ عليمٌ (98).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (دائرة السّوء) بضم السين والمد، وكذلك في سورة الفتح.
وقرأ الباقون بفتح السين في السورتين.
قال الفراء: من قرأ (دائرة السّوء) بفتح السين فإنه أراد المصدر، من سؤته سوءًا ومساءة.
ومن رفع السين جعله اسمًا كقولهم: عليهم دائرة البلاء والعذاب.
قال: ولا يجوز ضم السين في قوله: (ما كان أبوك امرأ سوءٍ)، ولا في قوله: (وظننتم ظنّ السّوء)؛ لأنه ضدٌّ لقولك: هذا رجلٌ صدقٌ، وثوب صدقٍ.
فليس للسوء ها هنا معنى في البلاء ولا عذاب فيضم.
والقراء كلهم قرأوا (وظننتم ظنّ السّوء) بفتح السين، وكذلك (ما كان أبوك امرأ سوءٍ) ). [معاني القراءات وعللها: 1/461]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {دائرة السوء} [98].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {السوء} بضم السين، على معنى دائرة الشر.
وقرأ الباقون {السوء} بفتح السين مثل: {ظن السوء} أي: السيء، وهو مصدر، يقال: سؤت زيدًا أسوؤه سوءًا ومساءة ومساية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/252]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ السين وفتحها من قوله تعالى: دائرة السوء [التوبة/ 98] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: دائرة السوء* بضمّ السّين، وكذلك في سورة الفتح [الآية: 6].
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: السوء بفتح السين فيهما، ولم يختلف في غيرهما.
حدثني الصوفيّ عن روح بن عبد المؤمن عن محمّد بن صالح عن شبل عن ابن كثير: دائرة السوء بفتح السّين، وكذلك في سورة الفتح بالنصب.
وقرأ ابن محيصن: السوء* بضم السين.
قال أبو علي: الدائرة لا تخلو من أحد أمرين: إما أن تكون صفة قد غلبت، أو تكون بمنزلة العافية، والعاقبة،
[الحجة للقراء السبعة: 4/206]
والصفة أكثر في الكلام، وينبغي أن [يكون] يحمل عليها؛ فالمعنى فيها أنها خلّة تحيط بالإنسان حتى لا يكون له عنها مخلص، يبيّن ذلك أن ما جاء في التنزيل منه يدلّ على هذا المعنى، فمن ذلك قوله سبحانه: نخشى أن تصيبنا دائرة [المائدة/ 52] وقال تعالى: الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء [الفتح/ 6] وقال: ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء [التوبة/ 98].
فإن قلت: فما معنى إضافته إلى السّوء أو إلى السّوء؟
فإنّه على وجه التأكيد، والزيادة في التبيين، ولو لم يضف لعلم هذا المعنى منها، كما أن نحو قوله: لحيي رأسه، وشمس النّهار، كذلك، ولو لم يضافا عرف منهما هذا المعنى الذي فهم بالإضافة.
وأما إضافتهما إلى السّوء أو إلى السّوء، فالقول فيه:
إن السّوء يراد به الرداءة والفساد، فهو خلاف الصدق الذي في قولك: ثوب صدق، وليس الصدق من صدق اللسان الذي هو خلاف الكذب، كما أن السّوء ليس من سؤته في المعنى، وإن
[الحجة للقراء السبعة: 4/207]
كان اللفظ واحدا يدلّك على ذلك أنّك تقول: ثوب صدق، فتضيفه إلى ما لا يجوز عليه الصدق والكذب في الأخبار.
فأمّا دائرة السوء بالضم فكقولك: دائرة الهزيمة ودائرة البلاء، فاجتمعا في جواز إضافة الدائرة إليهما من حيث أريد بكلّ واحدة منهما الرداءة والفساد، فمن قال:
دائرة السوء
فتقديره الإضافة إلى الرداءة والفساد.
فمن قال: دائرة السّوء فتقديره دائرة الضرر والمكروه، من ذلك: سؤته مساءة ومسائية، والمعنيان يتقاربان.
قال أبو زيد: قال العدوي: عليهم دائرة السوء [الفتح/ 6]، وأمطرت مطر السوء [الفرقان/ 40] فضمّ أوائلهما، وقال: رجل سوء، ففتح أولها.
وقال أبو الحسن: دائرة السوء، كما تقول: رجل السّوء، وأنشد:
وكنت كذئب السّوء لمّا رأى دما* بصاحبه يوما أحال على الدّم
[الحجة للقراء السبعة: 4/208]
قال: وقرئت دائرة السوء* وفي ذا القياس تقول: رجل السّوء، قال: وذا ضعيف إلا أنك إذا قلت: كانت عليهم دائرة السّوء كان أحسن من رجل السّوء، ألا ترى أنك تقول: كانت عليهم دائرة الهزيمة؟ قال: والرجل لا يضاف إلى السّوء، كما يضاف هذا، لأن هذا تفسيره: الخير والشرّ، كما يقول:
سلكت طريق الشرّ، وتركت طريق الخير). [الحجة للقراء السبعة: 4/209]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({عليهم دائرة السوء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {عليهم دائرة السوء} بضم السّين وحجتهما قوله تعالى {والسوء على الكافرين}
[حجة القراءات: 321]
وقرأ الباقون بالفتح وحجتهم قوله {وظننتم ظن السوء} السوء بالضّمّ الاسم مثل البؤس والشؤم والسوء بالفتح المصدر كذا قال الفراء سؤته سوءا أو مساءة وقال آخرون السوء بالضّمّ الشّرّ والعذاب والسوء بالفتح الفساد والهلاك قال الخليل قوله {عليهم دائرة السوء} الفساد والهلاك وقال آخرون هما لغتان مثل الضّر والضر). [حجة القراءات: 322]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {دائرة السوء} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم السين، ومثله في الفتح، وقرأ الباقون بالفتح فيهما.
وحجة من ضم السين أنه جعل «السوء» يُراد بها الهزيمة والشر والبلاء، فتقديره: عليهم دارة الشر والهزيمة والبلاء والضرر، يقال: هو رجل سوء وسوء، أي: رجل شر، وجند هزيمة.
17- وحجة من فتح السين أن «السوء» بالفتح الرداءة والفساد، والمعنى: عليهم دائرة الفساد، وأكثر ما يقال: هو رجل سوء، بالفتح، ويبعد الضم، وقد أجمعوا على قوله: {ظن السوء} «الفتح 6» بالفتح، وأكثر العرب على فتح السين في قولهم: هو رجل سوء، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/505]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {دَائِرَةُ السُّوْءِ} [آية/ 98] مضمومة السين ممدودة:
قرأها ابن كثير وأبو عمور، وكذلك في سورة الفتح {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السُّوْءِ}.
والوجه أن السوء هو المكروه من قولهم سؤته مساءة، وهو اسم لا مصدر، كأنه قال دائرة البلاء والمكروه، هذا عن الفراء، وقال غيره: هو مصدر؛ لأنه يقابل به الحسن، قال الله تعالى {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ}.
وقرأ الباقون {دَائِرَةُ السَّوْءِ} بفتح السين.
وكلهم قرأ بفتح السين من قوله {ظَنَّ السَّوْءِ}.
والوجه أنه مصدر من قوله سؤته مساءة وسوءا، وهو مصدر في معنى الصفة، يقال: هذا رجل سوء ورجل صدق، وهو بمعنى رجل سيء، فهو مضاف إلى مصدر، ويذهب به إلى مذهب الصفة، فكما أنك لو قلت رجل صدق ورجل رضى، بالرفع كان المعنى رجل ذو صدق وذو رضى أي صادق مرضي، فكذلك إذا أضفت كان المعنى رجل له صدق، كما تقول هو فتى وقار أي فتى له وقار.
وليس الصدق ههنا الذي هو ضد الكذب، وإنما هو بمعنى الحق والحقيقة، فالمعنيان في القراءتين متقاربان). [الموضح: 601]

قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ألا إنّها قربةٌ لهم... (99).
روى إسماعيل ويعقوب ابنا جعفر وورش والأصمعي عن نافع (قربةٌ) مثقلةً.
وروى قالون والمسيبي وأبو بكر بن أبي أويس (قربةٌ) ساكنة الراء مثل سائر القراء، واتفقوا على تثقيل (قرباتٍ).
[معاني القراءات وعللها: 1/461]
قال أبو منصور: من قرأ (قربة) فهو على بناء (فعلة)، وجمعها: قربات وقربات.
ومن قرأ (قربةٌ) مثقلة فهو على مثل الجمعة والجمعة، والتخفيف أجود الوجهين). [معاني القراءات وعللها: 1/462]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ألا إنها قربة لهم} [99].
قرأ نافع وحده: {قربة لهم} بضمتين مثل الرعب والسحب وأكثر ما تأتي الضمتان فيما لا هاء فيه نحو قول العرب والله لأوجعن قربتك يعني: الخاصرتين، ويقال لها: القرب والأطل والكشح والخاصرة بمعنى واحد، والأيطل والخوشان والناطفة أيضًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/254]
وقرأ الباقون {قربة} خفيفة، وهو الاختيار مثل غرفة وجرعة تقول العرب: قربت منك قربا وما قربتك قربانا وقربت الماء قربا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/255]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله [جلّ وعز]: ألا إنها قربة لهم [التوبة/ 99] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر، وحمزة، والكسائي: قربة لهم خفيفة.
واختلف عن نافع، فروى ابن جمّاز، وإسماعيل بن جعفر، عنه في رواية الهاشمي سليمان بن داود وغيره، وورش، والأصمعيّ، ويعقوب بن جعفر: قربة* مثقّل، وروى قالون والمسيبيّ وأبو بكر بن أبي أويس: قربة خفيفة، ولم يختلفوا في قربات أنها مثقّلة.
قال أبو علي: لا تخلو قربة من أن يكون الأصل فيه التخفيف أو التثقيل، ولا يجوز أن يكون التخفيف في الواحد الأصل ثم يثقّل، لأنّ ذلك يجيء على ضربين: أحدهما في
[الحجة للقراء السبعة: 4/209]
الوقف، والآخر أن يتبع الحركة التي قبلها، فما كان من ذلك في الوقف فنحو قوله.
أنا ابن مأويّة إذ جدّ النّقر وإنما هو النّقر، فحرك القاف بالحركة التي كانت تكون للّام في الإدراج، وما كان من إتباع ما قبلها، فنحو قول الشاعر:
إذا تجرّد نوح قامتا معه... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
فالكسر في اللام إنما هو لاتباع حركة فاء الفعل، ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون كالبيت الأول، لأنّ حرف الإعراب الذي [هو] في هذا البيت قد تحرك بحركته التي يستحقّها، فظهر ذلك في اللفظ، والحركة التي حركت بها اللام التي هي عين في الجلد من قوله: الجلدا ليست كالضمة في النّقر، وعلى هذا يكون قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/210]
فيد أوركك أتبع العين حركة الفاء التي هي فتحة الراء. فأمّا قول الأعشى:
أذاقتهم الحرب أنفاسها... وقد تكره الحرب بعد السّلم
فيجوز فيه أن يكون أتبع حركة العين الفاء [حرك العين] على حدّ ما حرك الجلدا. ويجوز أن يكون ألقى حركة الإعراب التي كانت تستحقها اللام على العين، وهذا أولى. وعلى قولهم: الجلدا، قالوا: رأيت الحجر، فحرّكوا العين اتباعا لحركة ما قبلها في الوقف، وليس قوله: قربة* في الآية موقوفا عليه، ولا ينبغي أن يحمل على التحريك اتباعا لحركة
ثم استمروا وقالوا إنّ موعدكم... ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك
وفي رواية: «إن مشربكم».
وسلمى: أحد جبلي طيء- وفيد: نجد قريب منهما. وركك: ماء قريب منها.
انظر شرح ديوانه/ 167، والمحتسب 1/ 87 - 2/ 27 ومعجم ما استعجم 1/ 150 أسنمة وفي المنصف 2/ 309: قال أبو عثمان: وزعم الأصمعي قال: قلت لأعرابي، ونحن بالموضع الذي ذكره زهير فقال: ثم استمروا... البيت: هل تعرف رككا؟ فقال: قد كان هنا ماء يسمى:
ركّا. فهذا مثل: فكك، حين احتاج إلى تحريكه بناه على: فعل. اه.
وانظر شرح ابن جني لكلام أبي عثمان فيه.
[الحجة للقراء السبعة: 4/211]
ما قبلها، لأن ذلك أيضا يكون في الوقف، أو في الضرورة؛ فإذا لم يجز حملها على واحد من الأمرين، علمت أن الحركة هي الأصل في قربه* وأنّ الإسكان تخفيف، كما أسكنوا الرسل، والكتب، والطنب، والأذن، ونحو ذلك.
فأما إذا جمعت فينبغي أن يكون قربات لأنه لا يخلو من أن يكون: كغرفة، أو كبسرة ومن أي الوجهين كان، فينبغي أن يثقّل في الجمع، ألا ترى أنه إذا ثقل ما أصله التخفيف نحو: الظلمات، والغرفات، فاجتلبت في الجمع الضمة، فأن تقرّ الحركة الثابتة في الكلمة أجدر، وينبغي في قول من خفّف فقال في الواحد: قربة إذا جمع أن يعيد الضمّة التي هي الأصل، و [وقع التخفيف فيها]، لأنها أولى من المجتلبة، كما رددت الضمّة في نحو ضربتهم الآن، ومذ اليوم الذي كان لها في الأصل، ولم تجتلب حركة غريبة في الكلمة لالتقاء الساكنين.
والقربة: ما تقرّب به إلى الله تعالى من فعل خير، أو إسداء عرف، ومثل قولهم: قربة، وقربة، بسرة وبسرة، وهدبة وهدبة. حكاه محمد بن يزيد). [الحجة للقراء السبعة: 4/212]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ألا إنّها قربة لهم}
قرأ نافع في رواية ورش وإسماعيل {ألا إنّها قربة} برفع الرّاء مثل الرعب والسحت
وقرأ الباقون {قربة لهم} بإسكان الرّاء مثل جرعة). [حجة القراءات: 322]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {قربة لهم} «99» قرأ ورش بضم الراء، وأسكن الباقون، والضم هو الأصل، والإسكان للتخفيف، كما يخفف في: كتب ورسل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/505]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {أَلا إنَّهَا قُرُبَةٌ} [آية/ 99] بضم الراء:
قرأها نافع- ش- و- ل-، وقرأ الباقون {قُرْبَةٌ} بسكون الراء، وكذلك- ن- عن نافع.
والوجه أن الأصل {قُرُبَةٌ} بضم الراء، وما سكن راؤه مخفف منه، كما قالوا جمعه وجمعه بالتحريك والتسكين، فالأصل هو المحرك). [الموضح: 602]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ الآية (100) ]
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}

قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من المهاجرين والأنصار... (100).
قرأ يعقوب وحده (من المهاجرين والأنصار) بالرفع، وقرأ الباقون بالخفض.
قال أبو منصور: من قرأ (والأنصار) عطفه على قوله: (والسّابقون الأوّلون).
ومن قرأ بالخفض عطفه على (المهاجرين).
وهو أجود الوجهين، والأولى صحيحة في العربية، والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 1/462]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تجري تحتها الأنهار... (100).
[معاني القراءات وعللها: 1/462]
قرأ ابن كثير وحده (وأعدّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار) بزيادة (من)، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة خاصة.
وقرأ الباقون (تحتها الأنهار) بغير (من).
قال أبو منصور: (من) تزاد في الكلام توكيدًا، وتخذف اختصارًا، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/463]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمر بن الخطاب والحسن وقتادة وسلام وسعيد بن أسعد ويعقوب بن طلحة وعيسى الكوفي: [مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارُ].
قال أبو الفتح: الأنصار معطوف على قوله: [وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارُ].
[المحتسب: 1/300]
فأما قوله: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} فيجوز أن يكون معطوفًا على "الأنصار" في رفعه وجره، ويجوز أن يكون معطوفًا على "السابقون"، وأن يكون معطوفًا على "الأنصار" لقربه منه). [المحتسب: 1/301]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأعد لهم جنّات تجري تحتها الأنهار}
قرأ ابن كثير (وأعد لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من وكذلك في مصاحفهم
وقرأ الباقون {تحتها} من غير من وهكذا في مصاحفهم). [حجة القراءات: 322]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {تحتها} قرأ ابن كثير بزيادة «من» وذلك في رأس المائة الآية، وكذلك هي في مصحف أهل مكة، وقرأ الباقون بغير «من»، وكذلك هي في جميع المصاحف، غير مصحف أهل مكة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/505]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {مِنَ المُهَاجِرِينَ والأَنصَارُ} [آية/ 100] بالرفع:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه عطف على قوله تعالى {والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ فهو رفع، كما أن المعطوف عليه رفع.
وقرأ الباقون {والأَنصَارِ} بالخفض.
والوجه أنه عطف على قوله تعالى {المُهَاجِرِينَ} وهو جر كالمعطوف عليه). [الموضح: 602]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} [آية/ 100] بزيادة {مِنْ}:
قرأها ابن كثير وحده، عند المائة، وقرأ الباقون {تَجْرِي تَحْتَهَا} بغير {مِنْ}.
والوجه أن من أدخل {مِنْ} فقد جعل {تحت} اسمًا ولم يجعله ظرفًا، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم، قال الله تعالى {لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ ومِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}. والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم، فإذا دخل {مِنْ} خرج عن كونه ظرفًا؛ لأن دخول الجار منع من تقديم جار آخر.
ومن نصب {تَحْتَهَا} ولم يدخل {مِنْ} جعل {تحت} ظرفًا، وقدر معنى في، وجعلها مفعولاً فيه.
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق {مِنْ} أفاد أن {الأَنْهَارُ} مبتدأ جريها من أسفل الجنات؛ لأن {مِنْ} لابتداء الغاية، ومن نصب ولم يلحق {مِنْ} أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها). [الموضح: 603]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (101) إلى الآية (106) ]

{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) }

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)}

قوله تعالى: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)}

قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ صلاتك سكنٌ لهم واللّه سميعٌ عليمٌ (103)
قرأ حمزة والكسائي (إنّ صلاتك)، وفي هود (أصلاتك)، وفي المؤمنين (على صلاتهم) على التوحيد.
وقرأ حفص (إنّ صلاتك) و(أصلاتك) على التوحيد، و(على صلواتهم) جماعة.
وقرأ الباقون كلهن على الجمع.
قال الأزهري: الصلاة في قولك (إن صلاتك) دعاء، أما قوله (أصلاتك تأمرك) فمعناها: أعبادتك، وكله جائز، صلاتك وصلواتك). [معاني القراءات وعللها: 1/463]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {إن صلواتك سكن لهم} [103].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالتوحيد، وكذلك في (هود) و(قد أفلح) إلا حفصًا.
وقرأ الباقون بالجمع. فأما التي في (سأل سآئل) فلم يختلف القراء فيها؛ لأنها كتبت في المصحف على التوحيد. فمن وحد اجتزأ بالواحد عن الجمع؛ لأن الصلاة هاهنا بمعنى الدعاء، والتقدير في قوله: {وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم} أي: ادع لهم يا محمد إن دعاءك يسكن قلوبهم، قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/252]
* وصلى على دنها وارتسم *
إن والصلاة من الله: المغفرة والرحمة، ومن المخلوقين: الاستغفار كقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} والصلاة: بيت النصارى، قال الشاعر:
اتق الله والصلاة فدعها = إن في الصوم والصلاة فسادا
والصلاة: مغرز عجب الذنب، ومنه يقال للفرس إذا جاء بعد السابق: المصلى؛ لأن رأسه عند صلا السابق، ومنه قول علي رضي الله عنه: «سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر رضي الله عنه» والصلاة: الصلوات الخمس نحو قوله تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} المغرب والعشاء وقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} أي: زوالها، قال الراجز:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/253]
واضحة الغرة غراء الضحك
تبلج الزهراء في قرن الدلك
فأما قوله تعالى: {والصلاة الوسطى} فقيل: العصر، وقيل: الظهر، وقيل: الغداة، وقيل المغرب، وقيل الصلاة: كل الصلوات، والاختيار أن تكون العصر لعشر حجج ذكرناها في بابٍ على حدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/254]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله [جل وعز]: إن
[الحجة للقراء السبعة: 4/212]
صلاتك [التوبة/ 103] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر: إن صلواتك جماعة. وفي سورة هود: أصلواتك تأمرك [الآية/ 87] وفي سورة المؤمنين: على صلواتهم [الآية/ 9] جماعة كلهم.
وروى حفص عن عاصم: إن صلاتك على التوحيد، وفي سورة هود على التوحيد أيضا: أصلاتك فيهما، وفي سورة المؤمنين: على صلواتهم هذه جماع وحدها.
وقرأ حمزة والكسائيّ في الثلاثة المواضع في سورة التوبة وهود والمؤمنين على التوحيد، ولم يختلفوا في سورة الأنعام [الآية/ 92]، وسأل سائل [23، 34].
قال أبو علي: الصلاة في اللغة: الدّعاء، قال الأعشى في الخمر:
وقابلها الريح في دنّها... وصلّى على دنّها وارتسم
[الحجة للقراء السبعة: 4/213]
فكأن معنى: وصل عليهم أدع لهم، فإن دعاءك لهم تسكن إليه نفوسهم، وتطيب به، فأمّا قولهم: صلى الله على رسوله وعلى أهله وملائكته، فلا يقال فيه: إنّه دعاء لهم من الله. كما لا يقال في نحو: ويل يومئذ للمكذبين [الطور/ 11] إنّه دعاء عليهم، ولكنّ المعنى فيه: أن هؤلاء ممن يستحقّ عندكم أن يقال فيهم هذا النحو من الكلام، وكذلك قوله سبحانه: بل عجبت ويسخرون [الصافات/ 12] فيمن ضمّ التاء، وهذا مذهب سيبويه. وإذا كان الصلاة مصدرا وقع على الجميع والمفرد على لفظ واحد، كقوله: لصوت الحمير [لقمان/ 19] فإذا اختلف جاز أن يجمع لاختلاف ضروبه، كما قال: إن أنكر الأصوات ومن المفرد الذي يراد به الجمع قوله سبحانه: وادعوا ثبورا كثيرا [الفرقان/ 14] وممّا جاء من الصلاة مفردا يراد به الجمع قوله: وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء [الأنفال/ 35] وقال: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة [البقرة/ 43] والزكاة في هذا كالصلاة، وكأن الرّكعات
[الحجة للقراء السبعة: 4/214]
المفروضة والمتنفّل بها سميت صلاة لما فيها من الدعاء إلا أنّه اسم شرعي، فلا يكون الدعاء على الانفراد، حتى ينضم إليها خلال أخر جاء بها الشرع، كما أن الحجّ: القصد في اللغة، فإذا أريد به النّسك، لم يتمّ بالقصد وحده دون خصال أخرى تنضمّ إلى القصد، وكما أن الاعتكاف لبث وإقامة، والشرعي ينضم إليه معنى آخر، وكذلك الصوم، وحسّن ذلك جمعها حيث جمعت لأنه صار بالتسمية بها وكثرة الاستعمال لها كالخارجة عن حكم المصادر، وإذا جمعت المصادر إذا اختلفت في قوله: إن أنكر الأصوات [لقمان/ 19] فأن تجمع ما صار بالتسمية كالخارج عن حكم المصادر أجدر، ألا ترى أنّ سيبويه جعل درّا من قولهم: لله درّك، بمنزلة: لله بلادك، وجعله خارجا من حكم المصادر، فلم يعمله إعمالها، مع أنه لم يختص بالتسمية به شيء. وجعله بكثرة الاستعمال خارجا عن حكم المصادر، ولم يجز أن نضيف درّا إلى اليوم في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/215]
لله درّ اليوم من لامها على حدّ قوله: بل مكر الليل والنهار [سبأ/ 33] فهذا يقوّي قول من جمع في نحو حافظوا على الصلوات [البقرة/ 238].
فإن قلت: هلّا جعل بمنزلة درّ، فلم يجز فيه إلا الإفراد، إلا أن تختلف ضروبه، كما لم يجز في درّ الإعمال؟
قيل له: ليس كلّ شيء كثر استعماله يغيّر عن أحوال نظائره، فلم تغيّر الصلاة عما كان عليه في الأصل من كونه مصدرا، وإن كان قد سمّي به لأنّه وإن كان قد انضمّ إلى كونه دعاء غيره، فلم يخرج عن أن يكون الدعاء مرادا بها.
ومثل ذلك في كلامهم قولهم: أرأيت زيدا ما فعل، لم يخرجه عمّا كان عليه دخول معنى آخر فيه، فالتسمية به مما يقوي الجمع فيه إذا عنى به الرّكعات، لأنها جارية مجرى الأسماء والإفراد له في نحو: وما كان صلاتهم عند البيت- يجوّزه أنه في الأصل مصدر، فلم يجعل التسمية مزيلة له عما كان عليه في الأصل.
[الحجة للقراء السبعة: 4/216]
و من أفرد فيما يراد به الرّكعات كان جوازه على ضربين:
أحدهما: على أنه في الأصل مصدر، وجنس، والمصادر لأنها أجناس مما تفرد في موضع الجميع، إلّا أن تختلف فتجمع من أجل اختلافها.
والآخر: أن الواحد قد يقع في موضع الجمع، كقوله سبحانه: يخرجكم طفلا [غافر/ 67] وقول جرير:
الواردون وتيم في ذرى سبأ... قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
وقال بعضهم: إن التي في التوبة، والتي في هود، وفي المؤمنين، مكتوبات في المصحف بالواو، والتي في سأل سائل، مكتوبة بغير واو وإذا اتّجه الإفراد والجمع في العربية ورجّح أحد الوجهين الموافقة لخطّ المصحف؛ كان ذلك ترجيحا يجعله أولى بالأخذ به.
فأما من زعم أن الصلاة أولى لأن الصلاة للكثرة، وصلوات للقلة، فلم يكن قوله متّجها، لأن الجمع بالتاء قد
[الحجة للقراء السبعة: 4/217]
يقع على الكثير كما يقع على القليل، كقوله سبحانه: وهم في الغرفات آمنون [سبأ/ 37] وقوله: إن المسلمين والمسلمات [الأحزاب/ 35] وإن المصدقين والمصدقات [الحديد/ 18] فقد وقع هذا الجمع على الكثير كما وقع على القليل، وإذا كان للشيء في العربية وجهان، فأخذ أحد بأحد الوجهين وآخر بالوجه الآخر كان سائغا، وكذلك: إن أخذ بأحد الوجهين في موضع، وفي موضع آخر بالوجه الآخر وقال: إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون [المعارج/ 23] وقد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون [المؤمنون/ 2] وقال: حافظوا على الصلوات [البقرة/ 238] فأفرد في موضع وجمع في آخر). [الحجة للقراء السبعة: 4/218]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [صَدَقَةً تُطْهِرُهُم] خفيفة.
قال أبو الفتح: هذا منقول من طهَر وأَطهرته كظهر وأَظهرته. وقراءة الجماعة أشبه بالمعنى لكثرة المؤمنين؛ فذلك قرأت: {تُطَهِّرهم}، من حيث كان تشديد العين هنا إنما هو للكثير، وقد يؤدي فعلت وأَفعلت عن الكثرة من حيث كانت الأفعال تفيد أجناسها، والجنس غاية الجموع، ألا ترى أن ما أنشده الحسن من قوله:
أنت الفداءُ لقِبلة هدَّمتها ... ونَقَرتها بيديك كل منقَّر
ولم يقل: كل نَقْر، وهذا واضح، وعليه قراءة من قرأ: [وَأغْلَقَتِ الْأَبْوَاب]، وهو واضح). [المحتسب: 1/301]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {إن صلاتك سكن لهم} على التّوحيد وكذلك في هود وحجتهم في ذلك إجماع الجميع على
[حجة القراءات: 322]
التّوحيد في قوله تعالى {إن صلاتي ونسكي} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وقرأ الباقون (إن صلواتك) على الجمع وحجتهم إجماع الجميع على الجمع في قوله قبلها {وصلوات الرّسول} فلا فرق في شيء من ذلك في وجه من الوجوه). [حجة القراءات: 323]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {إن صلاتك سكن} قرأه حفص وحمزة والكسائي بالتوحيد، وفتح التاء، وقرأ الباقون بالجمع، وكسر التاء.
وحجة من وحّد أن «الصلاة» بمعنى الدعاء، والدعاء صنف واحد،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/505]
وهي مصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير بلفظه، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله: {وما كان صلاتهم عند البيت} «الأنفال 35» ومثله الاختلاف والحجة في هود في قوله: {أصلواتك} «87» ومثله في الحجة في قوله: {على صواتهم} في «المؤمنين 9» إلا أن حمزة والكسائي قرآه بالتوحيد، فخرج عنهما حفص إلى الجمع.
21- وحجة من جمع أنه قدر أن الدعاء تختلف أجناسه وأنواعه، فجمع المصدر لذلك، كما قال: {إن أنكر الأصوات} «لقمان 19»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/506]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {إنَّ صَلواتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [آية/ 103] على الوحدة:
قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في هود {أَصَلاتُكَ وفي المؤمنين {عَلَى صَلاتِهِمْ وروى- ص- عن عاصم في المؤمنين {صَلَوَاتِهِمْ} جمع، وفي التوبة وهود {صَلاتُكَ} على الوحدة.
[الموضح: 603]
والوجه في الوحدة أنه بمعنى الدعاء وهو مصدر، والمصدر بلفظه يقع على الجمع والواحد، فلم تجمع لأن المصدر في الأصل لا يدخله التثنية والجمع، وأما الصلاة المشتملة/ على الركوع والسجود، فهي بالتسمية بها خارجة عن أحكام المصادر، فيصح فيها التثنية والجمع.
وقرأ الباقون و- ياش- عن عاصم {صَلَوَاتك} و{صَلَوَاتِهِمْ} بالجمع في الأحرف الثلاثة.
والوجه أن المصادر إذا اختلف ضروبها جاز جمعها؛ لأن المانع عن جمع المصادر هو كونها جنسًا يقع على القليل والكثير بشموله لهما، فإذا اختلف أنواعها خرج اللفظ من أن يكون مبنيًا عن اختلافها، فجاز تثنيتها وجمعها لذلك). [الموضح: 604]

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)}

قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}

قوله تعالى: {وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مرجون لأمر اللّه... (106) و(ترجي من تشاء منهنّ).
[معاني القراءات وعللها: 1/463]
قرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي (مرجون لأمر اللّه) و(ترجي) بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز في الموضعين.
قال أبو منصور: هما لغتان: أرجأت الأمر، وأرجيته، إذا أخرته، ورجل مرجئ ومرجٍ، وهم المرجئة والمرجية، فإذا نسبت إليهم قلت: رجلٌ مرجاءٍ. بفتح الجيم). [معاني القراءات وعللها: 1/464]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {وآخرون مرجون} [106].
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر بالهمز، والباقون بترك الهمز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/255]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وآخرون مرجون لأمر الله}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ وحفص وآخرون {مرجون} بغير همز وقرأ الباقون بالهمز وهما لغتان يقال أرجأت الأمر إذا أخّرته وأرجيته أيضا). [حجة القراءات: 323]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {مرجون} قرأه نافع وحفص وحمزة والكسائي بغير همز، وهمز الباقون، وكذلك: {ترجي} في الأحزاب «51».
وحجة من لم يهمز أنه جعله من «أرجيت الأمر» يعني أخرته، وهي لغة قريش والأنصار، وأصله «مرجيون» فلما انضمت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، وبعدها واو ساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وبقيت فتحة الجيم، تدل على الألف المحذوفة، فهو مثل قوله تعالى: {وأنتم الأعلون} «آل عمران 139» اعتلالهما واحد، وقد يجوز أن يكون أصله الهمز، لكن سهلت الهمزة، فأبدل منها ياء مضمومة، ثم أعل على ما ذكرنا، والأول أحسن وأقوى.
23- وحجة من همز أنها لغة تميم وسفلى قيس، ومعناه التأخير مثل الأولى وقد قال المبرد: إن من لم يهمز جعله من «رجا يرجو» وهو قول شاذ، ومثله الحجة في همز: {ترجي من تشاء} وترك همزه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/506]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {وآخَرُونَ مُرْجَئُونَ} [آية/ 106] بالهمز:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم- ياش- ويعقوب، وكذلك في الأحزاب {تُرْجِيء مَن تَشَاءُ} مهموزة.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي، و- ص- عن عاصم {مُرْجَوْنَ} و{تُرْجِي} بغير همز.
وقد مضى الكلام في أرجأتُ وأرجيتُ بالهمز وبغير الهمز، وأنهما لغتان، والمعنى أخرت). [الموضح: 604]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة