العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:23 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة القيامة [ من الآية (20) إلى الآية (40) ]

{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:24 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ (23) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لعباده المخاطبين بهذا القرآن المؤثرين زينة الحياة الدّنيا على الآخرة: ليس الأمر كما تقولون أيّها النّاس من أنّكم لا تبعثون بعد مماتكم، ولا تجازون بأعمالكم، لكنّ الّذي دعاكم إلى قيل ذلك محبّتكم الدّنيا العاجلة، وإيثاركم شهواتها على آجل الآخرة ونعيمها، فأنتم تؤمنون بالعاجلة، وتكذّبون بالآجلة.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلاّ بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة} اختار أكثر النّاس العاجلة، إلاّ من رحم اللّه وعصم). [جامع البيان: 23 / 504-505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 20 - 25.
أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ (كلا بل يحبون العاجلة (20) ويذرون الآخرة) ). [الدر المنثور: 15 / 109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ كلا بل تحبون العاجلة بالتاء وتذرون الآخرة بالتاء). [الدر المنثور: 15 / 109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: (كلا بل يحبون العاجلة (20) ويذرون الآخرة) قال: اختار أكثر الناس العاجلة إلا من رحم الله وعصم). [الدر المنثور: 15 / 109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله: {كلا بل تحبون العاجلة} قال: عجلت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة). [الدر المنثور: 15 / 109]

تفسير قوله تعالى: (وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ (23) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لعباده المخاطبين بهذا القرآن المؤثرين زينة الحياة الدّنيا على الآخرة: ليس الأمر كما تقولون أيّها النّاس من أنّكم لا تبعثون بعد مماتكم، ولا تجازون بأعمالكم، لكنّ الّذي دعاكم إلى قيل ذلك محبّتكم الدّنيا العاجلة، وإيثاركم شهواتها على آجل الآخرة ونعيمها، فأنتم تؤمنون بالعاجلة، وتكذّبون بالآجلة.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلاّ بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة} اختار أكثر النّاس العاجلة، إلاّ من رحم اللّه وعصم). [جامع البيان: 23 / 504-505] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 20 - 25.
أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ (كلا بل يحبون العاجلة (20) ويذرون الآخرة) ). [الدر المنثور: 15 / 109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ كلا بل تحبون العاجلة بالتاء وتذرون الآخرة بالتاء). [الدر المنثور: 15 / 109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: (كلا بل يحبون العاجلة (20) ويذرون الآخرة) قال: اختار أكثر الناس العاجلة إلا من رحم الله وعصم). [الدر المنثور: 15 / 109] (م)

تفسير قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) )

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ {إلى ربّها ناظرةٌ} قال: تنتظر الثّواب من ربّها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 412]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: هي المسرورة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 65]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. يقول تعالى ذكره: وجوهٌ يومئذٍ، يعني يوم القيامة ناضرةٌ: يقول حسنةٌ جميلةٌ من النّعيم؛ يقال من ذلك: نضر وجه فلانٍ: إذا حسن من النّعمة، ونضّر اللّه وجهه: إذا حسّنه كذلك.
واختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم بالّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا المبارك، عن الحسن، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: حسنةٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: نضرة الوجوه: حسنها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: النّاضرة: النّاعمة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: الوجوه الحسنة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: من السّرور والنّعيم والغبطة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّها مسرورةٌ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: مسرورةٌ). [جامع البيان: 23 / 505-506]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى ربها حسنها الله بالنظر إليه وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى ربها عز وجل). [تفسير مجاهد: 708]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الملك بن أبجر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لرجلٌ ينظر في ملكه ألفي سنةٍ يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر في أزواجه وخدمه وسرره، وإنّ أفضل أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في وجه اللّه تعالى كلّ يومٍ مرّتين» ، تابعه إسرائيل بن يونس، عن ثويرٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن يرى في ملكه ألفي سنةٍ، وإنّ أفضلهم منزلةً لمن ينظر في وجه اللّه تعالى كلّ يومٍ مرّتين، ثمّ تلا {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} [القيامة: 22] قال: «البياض والصّفاء» {إلى ربّها ناظرةٌ} [القيامة: 23] قال: «ينظر كلّ يومٍ في وجه اللّه عزّ وجلّ» هذا حديثٌ مفسّرٌ في الرّدّ على المبتدعة، وثوير بن أبي فاختة، وإن لم يخرّجاه فلم ينقم عليه غير التّشيّع "). [المستدرك: 2 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: ناعمة). [الدر المنثور: 15 / 109-110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: يعني حسنها {إلى ربها ناظرة} قال: نظرت إلى الخالق). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد {وجوه يومئذ ناضرة} قال: مسرورة). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح {وجوه يومئذ ناضرة} قال: بهجة لما هي فيه من النعمة). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وجوه يومئذ ناضرة} قال: النضارة البياض والصفاء {إلى ربها ناظرة} قال: ناظرة إلى وجه الله). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة {وجوه يومئذ ناضرة} قال: ناضرة من النعيم {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى الله نظرا). [الدر المنثور: 15 / 110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطنى والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال: النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره). [الدر المنثور: 15 / 111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن {وجوه يومئذ ناضرة} يقول: حسنة {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى الخالق). [الدر المنثور: 15 / 111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: مسرورة {إلى ربها ناظرة} قال: انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل نور أعين جميع خلق الله من الإنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون سترا ما قدر على أن ينظر إلى الشمس والشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر، قال عكرمة: انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه أن نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا). [الدر المنثور: 15 / 111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى وجه ربها). [الدر المنثور: 15 / 111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} قال: ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة). [الدر المنثور: 15 / 111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم، وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أدنى أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: البياض والصفاء {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر كل يوم في وجه الله). [الدر المنثور: 15 / 112]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ {إلى ربّها ناظرةٌ} قال: تنتظر الثّواب من ربّها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 412](م)

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: أخبرني شبابة، عن إسرائيل، عن ثويرٍ، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنةٍ، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوةً وعشيّةً، ثمّ قرأ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ}.
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد روى غير واحدٍ عن إسرائيل، مثل هذا مرفوعًا.
وروى عبد الملك بن أبجر، عن ثويرٍ، عن ابن عمر، قوله ولم يرفعه.
وروى الأشجعيّ، عن سفيان، عن ثويرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله ولم يرفعه، ولا نعلم أحدًا ذكر فيه عن مجاهدٍ، غير الثّوريّ.
حدّثنا بذلك أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبيد الله الأشجعيّ، عن سفيان، ثويرٌ يكنى أبا جهمٍ، وأبو فاختة اسمه: سعيد بن علاقة). [سنن الترمذي: 5 / 288]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرةٌ}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّدٌ يعني ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عطاء بن يزيد اللّيثيّ، عن أبي هريرة، قال: قال النّاس: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هل تضارّون في الشّمس ليس دونها سحابٌ؟»، قالوا: لا، قال: «هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟»، قالوا: لا، يا رسول الله، قال: «فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/320]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {إلى ربّها ناظرةٌ}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: أنّها تنظر إلى ربّها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قالا: حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، قال: حدّثنا الحسين بن واقدٍ، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنظر إلى ربّها نظرًا.
- حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، قال: سمعت أبي يقول: أخبرني الحسين بن واقدٍ، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}، من النّعيم {إلى ربّها ناظرةٌ}.
- قال: أخبرني يزيد النّحويّ، عن عكرمة وإسماعيل بن أبي خالدٍ، وأشياخٍ من أهل الكوفة، قال: تنظر إلى ربّها نظرًا.
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا المبارك، عن الحسن، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: حسنةٌ {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنظر إلى الخالق، وحقّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.
- حدّثني سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا خالد بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا أبو عرفجة، عن عطيّة العوفيّ، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: هم ينظرون إلى اللّه لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره محيطٌ بهم، فذلك قوله: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّها تنتظر الثّواب من ربّها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر منه الثّواب.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر الثّواب من ربّها0
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر الثّواب.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ عن مجاهدٍ {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر الثّواب من ربّها، لا يراه من خلقه شيءٌ.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ}. قال: نضرةٌ من النّعيم {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر رزقه وفضله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: كان أناسٌ يقولون في حديث فيرون ربّهم فقلت لمجاهدٍ: إنّ ناسًا يقولون إنّه يرى، قال: يرى ولا يراه شيءٌ0
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر من ربّها ما أمر لها.
- حدّثني أبو الخطّاب الحسّانيّ، قال: حدّثنا مالك بن سعيرٍ، عن سفيان، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنتظر الثّواب.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن ثويرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قال: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر إلى ملكه وسرره وخدمه مسيرة ألف سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وإنّ أرفع أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر إلى وجه اللّه بكرةً وعشيّةً.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا شيخٌ، عن أبي الصّهباء الموصليّ، قال: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً، من يرى سرره وخدمه وملكه في مسيرة ألف سنةٍ، فيرى أقصاه كما يرى أدناه؛ وإنّ أفضلهم منزلةً، من ينظر إلى وجه اللّه غدوةً وعشيّةً.
وأولى القولين في ذلك عندنا بالصّواب القول الّذي ذكرناه عن الحسن وعكرمة، من أنّ معنى ذلك تنظر إلى خالقها، وبذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني عليّ بن الحسين بن الحرّ، قال؛ حدّثنا مصعب بن المقدام، قال: حدّثنا إسرائيل بن يونس، عن ثويرٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في ملكه ألفي سنةً قال: وإنّ أفضلهم منزلةً لمن ينظر في وجه اللّه كلّ يومٍ مرّتين؛ قال: ثمّ تلا: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربّها ناظرةٌ} قال: بالبياض والصّفاء، قال: {إلى ربّها ناظرةٌ}. قال: تنظر كلّ يومٍ في وجه اللّه عزّ وجلّ). [جامع البيان: 23 / 506-510]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى ربها حسنها الله بالنظر إليه وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى ربها عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/708] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الملك بن أبجر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لرجلٌ ينظر في ملكه ألفي سنةٍ يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر في أزواجه وخدمه وسرره، وإنّ أفضل أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في وجه اللّه تعالى كلّ يومٍ مرّتين» ، تابعه إسرائيل بن يونس، عن ثويرٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن يرى في ملكه ألفي سنةٍ، وإنّ أفضلهم منزلةً لمن ينظر في وجه اللّه تعالى كلّ يومٍ مرّتين، ثمّ تلا {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} [القيامة: 22] قال: «البياض والصّفاء» {إلى ربّها ناظرةٌ} [القيامة: 23] قال: «ينظر كلّ يومٍ في وجه اللّه عزّ وجلّ» هذا حديثٌ مفسّرٌ في الرّدّ على المبتدعة، وثوير بن أبي فاختة، وإن لم يخرّجاه فلم ينقم عليه غير التّشيّع "). [المستدرك: 2 / 553] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وجوه يومئذ ناضرة} قال: النضارة البياض والصفاء {إلى ربها ناظرة} قال: ناظرة إلى وجه الله). [الدر المنثور: 15 / 110] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة {وجوه يومئذ ناضرة} قال: ناضرة من النعيم {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى الله نظرا). [الدر المنثور: 15 / 110] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطنى والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال: النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره). [الدر المنثور: 15 / 111] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن {وجوه يومئذ ناضرة} يقول: حسنة {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى الخالق). [الدر المنثور: 15 / 111] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: مسرورة {إلى ربها ناظرة} قال: انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل نور أعين جميع خلق الله من الإنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون سترا ما قدر على أن ينظر إلى الشمس والشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر، قال عكرمة: انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه أن نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا). [الدر المنثور: 15 / 111] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى وجه ربها). [الدر المنثور: 15 / 111] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} قال: ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة). [الدر المنثور: 15 / 111] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم، وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أدنى أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: البياض والصفاء {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر كل يوم في وجه الله). [الدر المنثور: 15 / 112] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطنى في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال: قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفيه كلابيب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بآثار السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول: يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فأصرف وجهي عن النار فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي: إن أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار ثم يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول: أليس قد زعمت لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزل يدعو فيقول لعلي: إن أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره فيقربه إلى باب الجنة فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول: رب أدخلني الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله عز وجل فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها فإذا دخل فيها قيل له: تمن من كذا فيتمنى ثم يقال له: تمن من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني فيقول: هذا لك ومثله معه، قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة، قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئا من حديثه حتى انتهى إلى قوله: هذا لك ومثله معه، قال أبو سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة: حفظت ومثله معه). [الدر المنثور: 15 / 112-114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطنى في الرؤية عن أبي هريرة قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة قال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب قالوا: لا يا رسول الله قال: فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب قالوا: لا يا رسول الله، قال: فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل كما لا تضارون في رؤيتهما فيلقى العبد فيقول: يا عبدي ألم أكرمك ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول: بلى يا رب، قال: فاليوم أنساك ما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول: ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول: بلى يا رب، قال: أفننت أنك ملاقي قال: لايارب، قال: فاليوم أنساك كما نسيتني، قال: ثم يلقى الثالث فيقول: ما أنت فيقول: أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقال له: ألا نبعث عليك شاهدا فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي قال: فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه وذلك الذي يسخط الله عليه ثم ينادي مناد: ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أولياء الشيطان الشيطان واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا عز وجل وهو ربنا فيقول: علام هؤلاء قيام فيقولون: نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو آتينا ومثيبنا وهذا مقامنا فيقول الله عز وجل: أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال، قال أبو بكر: يا رسول الله إن ذلك العبد لا ترى عليه يدع بابا ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه وقال: والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون منهم). [الدر المنثور: 15 / 115-117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول: هل تعرفون ربكم عز وجل فيقولون: إن عرفنا نفسه عرفناه، فيقول لهم الثانية: هل تعرفون ربكم فيقولون: إن عرفنا نفسه عرفناه.
فتجلى له عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا). [الدر المنثور: 15 / 117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا قال: هل ترون الشمس في قوم لاغيم فيه وترون القمر في ليلة لا غيم فيها قلنا: نعم قال: فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة فيقول عبدي: هل تعرف ذنب كذا وكذا فيقول: ألم تغفر لي فيقول: بمغفرتي صرت إلى هذا). [الدر المنثور: 15 / 117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب). [الدر المنثور: 15 / 117-118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والدارقطني، عن جابر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أن الله ليتجلى للناس عامة وتجلى لأبي بكر خاصة). [الدر المنثور: 15 / 118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيه سحاب قلنا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب قالوا: لا يا رسول الله قال: ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما). [الدر المنثور: 15 / 118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والدارقطني، وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد فإذا أراد الله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول: من أنتم فيقولون: نحن المسلمون فيقول: ما تنتظرون فيقولون: ننتظر ربنا عز وجل، فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون: نعم فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون: نعرفه إنه لا عدل له، فيتجلى لنا ضاحكا ثم يقول: أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا). [الدر المنثور: 15 / 118-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم: ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون: إن لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره، قال: وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون: نعم فيقال لهم: وكيف تعرفونه ولم تروه قالوا: إنه لا شبيه له، قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قول الله عز وجل: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (سورة القلم الآية 42) ويقول الله عز وجل: عبادي ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في النار). [الدر المنثور: 15 / 119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد إلا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر). [الدر المنثور: 15 / 120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال: ليخلون الله عز وجل بكم يوم القيامة واحدا واحدا في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا وأشار إلى شيء قريب). [الدر المنثور: 15 / 120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطنى عن ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقال: يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز وجل). [الدر المنثور: 15 / 120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال: نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: ما تنتظرون فيقولون: ننتظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك فتجلى لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه ويعطي كل إنسان منهم نورا). [الدر المنثور: 15 / 120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتجلى لنا ربنا عز وجل ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقول: ارفعوا رؤوسكم فليس هذا بيوم عبادة). [الدر المنثور: 15 / 120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطنى، عن جابر قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر الصديق خاصة). [الدر المنثور: 15 / 121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني والخطيب عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم اقرأه هذه الآية {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} قال: والله ما نسختها منذ أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون ويحلون ويرفع الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم عز وجل وذلك قوله: عز وجل (لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) (سورة مريم الآية 62) ). [الدر المنثور: 15 / 121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عز وجل فاحدثم عهدا بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر). [الدر المنثور: 15 / 121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني عن أنس قال: بينما نحن حول رسول صلى الله عليه وسلم إذا قال [ إذ قال ]: أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل: ما هذا قال: هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيدا ولأمتك من بعدك، قلت يا جبريل: فما هذه النكتة السوداء قال: هذه الساعة وهي تقوم في يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد، قلت يا جبريل: ولم تدعونه يوم المزيد قال: لأن الله عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسي إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور ثم يأذن لأهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا اطمأنوا فيه جلوسا نبعث الله عز وجل عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الأبيض في وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مكعلون أبناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله عز وجلز فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول: يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجودا فيناديهم عز وجل بصوت: ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم دار الجزاء سلوني ما شئتم فأنا ربكم الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي فهذا محل كرامتي فسلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا وأي خير لم تفعله بنا ألست الذي أعنتنا على سكرات الموت وآنست منا الوحشة في ظلمات القبور وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور ألست أقلتنا عثراتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبت على جسر جهنم أقدامنا ألست الذي ادنيتنا في جوارك وأسمعتنا من لذادة منطقك وتجليت لنا بنورك فاي خير لم تفعله بنا فيعود عز وجل فيناديهم بصوته فيقول: أنا ربكم الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكمن نعمتي فسلوني فيقولون: نسألك رضاك، فيقول: رضاي عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم وأدنيت مني جواركم وأسمعتكم لذاذة منطقي وتجليت لكم بنوري فهذا محل كرامتي فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي مسألتهم ثم يقول عز وجل: سلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، ثم يقول عز وجل: سلوني فيقولون: رضينا ربنا وسلمنا فيزيدههم من مزيد فضلة وكرامته ويزيد زهرة الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر ويكون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة، قال أنس: فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله وما مقدارتفرقهم قال: كقدر الجمعة إلى الجمعة، قال: يحمل عرش ربنا العليون معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لأهل الغرفات فيعودون إلى غرفهم وهم غرفتان زمردتان خضروان وليسوا إلى شيء أشوق منهم إلى ويوم الجمعة لينظروا إلى ربهم وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته، قال أنس: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيني وبينه أحد). [الدر المنثور: 15 / 121-124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والحاكم عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم قال: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال: يا أيها الناس ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله الأتم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا إني مسؤول هل بلغت أل اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسو، قال: فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلنا يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني الفتى فقال: ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله وأشار بيده، قلت وما هن قال: علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم ما في الغد ما أنت طاعم غذا ولا تعلمه وعلم يوم الغيم يشرف عليكم إذا قنطتم مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قريب، قال لقيط: قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم الساعة، قلت يا رسول الله: علمنا ما يعلم الناس وما يعلم صاحبي فإنا في قبيل لا يصدقون تصديقنا من أحد مذحج التي قربوا علينا خثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها، قال: تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك عز وجل يطوف في البلاد وقد خلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء بمهضب من عند العرش ولعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت الأرض عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم لما كان فيه، يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله فقلت يا رسول الله: كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال: أنبئك بمثل ذلك من آلاء الأرض أشرفت عليها وهي مذرة بالية فقلت: لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عنك إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي سرية واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء وعلى أن يجمعهم من نبات الأرض فيخرجون من الأصواء أو من مصارعهم فينظرون إليه وينظر إليهم قلت يا رسول الله: وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه قال: أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة وتريانهما لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه أو ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما، قلت يا رسول الله: فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك بيده غرفة من ماء فينضح قبلكم بها فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحد منه قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة البيضاء وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيظل أحدكم يقول: حس يقول ربك: أو أنه فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها ولعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وقع عليها قرح بطهره من الطرف والبول والأذى ويحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحدا، قلت يا رسول الله: فيم نبصر قال: بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض، قلت يا رسول الله: فما يجزي من حسناتنا وسيئاتنا قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها إلا أن يعفوا ربك قلت يا رسول الله: ما الجنة وما النار قال: لعمر إلهك أما للنار فسبعة أبواب ما منهن باب إلا يسير الراكب فيها سبعين عاما، قلت يا رسول الله: فعلام نطلع من الجنة قال: على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة، قلت يا رسول الله: ولنا فيها أزواج قال: الصالحات للصالحين تلذونهم بمثل لذاتكم في الدنيا ويتلذذ بكم غير أن لا توالد، قال لقيط: فقلت أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه قلت يا رسول الله: علام أبايعك فبسط النّبيّ صلى الله عليه وسلم يده وقال: على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال الشرك وأن لا تشرك بالله شيئا غيره، قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب، فقبض النّبيّ صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن أني مشترط شيئا لا يعطينه، قلت: نحل منها حيث شئنا ولا يجني على أمرئ إلا نفسه، فبسط يده وقال: ذلك لك تحلة حيث شئت ولا يجني عليك إلا نفسك: قال: فانصرفنا وقال لنا: إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الدنيا والآخرة، فقال له كعب: من هم يا رسول الله قال: بنو المنتقف أهل ذلك، فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله: هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتقف لفي النار، قال: فلكأنه وقع من بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممت أن أقول أبوك يا رسول الله، ثم قلت يا رسول الله: وأهلك قال: وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي مشرك فقل أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار، قلت يا رسول الله: ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه وقد كانوا يحسبون أنهم مصلحون قال: ذلك بما قال: بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين). [الدر المنثور: 15 / 124-130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو داود، وابن ماجة عن أبي رزين قال: قلت يا رسول الله: أكلنا يرى ربه يوم القيامة مخليا به قال: نعم، قلت: وما آية ذلك قال: أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به قلت: بلى، قال: فالله أعظم). [الدر المنثور: 15 / 130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: أول من ينظر إلى الله تبارك وتعالى الأعمى). [الدر المنثور: 15 / 130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن موسى بن صالح بن الصباح رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية الله فيقومون بين يديه ثلاثة أصناف فيؤتى برجل من الصنف الأول فيقول: عبدي لماذا عملت فيقول: يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها ونعيمها وما أعددت لأهل طاعتك فيها فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري شوقا إليها، فيقول: عبدي إنما عملت للجنة فأدخلها ومن فضلي عليك أن أعتقك من النار فيدخلها هو ومن معه، ثم يؤتى بالصنف الثاني فيقول: عبدي لما عملت فيقول: يا رب خلقت نارا وخلقت أغلاها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأعدائك ولأهل معصيتك فيها فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري خوفا منها، فيقول: عبدي إنما عملت خوفا من النار فإني أعتقتك من النار ومن فضلي عليك أدخلتك جنتي فيدخل هو ومن معه الجنة ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث فيقول: عبدي لماذا عملت فيقول: ربي حبا لك وشوقا إليك وعزتك لقد أسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقا إليك وحبا لك فيقول الله: عبدي إنما عملت شوقا إلي وحبا لي فيتجلى له الرب فيقول: ها أنا ذا انظر إلي، ثم يقول: فضلي عليك أن أعتقك من النار وأبيحك جنتي وأزيرك ملائكتي وأسلم عليك بنفسي فيدخل هو ومن معه الجنة). [الدر المنثور: 15 / 130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي في الأعمال والصفات عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحكم في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين). [الدر المنثور: 15 / 131-132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن زيد ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهل كل يوم قال: حين تصبح لبيك الله لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك وإليك الله ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين، أسألك اللهم الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، أعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره، اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنت تبعث من في القبور وأشهد أنك أن تكلني إلى نفسي تكلني إلى وهن وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم). [الدر المنثور: 15 / 132-133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: حسنة {إلى ربها ناظرة} قال: تنتظر الثواب من ربها). [الدر المنثور: 15 / 133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إلى ربها ناظرة} قال: تنتظر منه الثواب). [الدر المنثور: 15 / 133]

تفسير قوله تعالى: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى باسرة قال عابسة قال معمر وقال الكلبي الباسرة الكالحة). [تفسير عبد الرزاق: 2/334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ}. يقول تعالى ذكره: ووجوهٌ يومئذٍ متغيّرة الألوان، مسودّةٌ كالحةٌ؛ يقال: بسرت وجهه أبسره بسرًا: إذا فعلت ذلك، وبسر وجهه فهو باسرٍ بين البسور.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {باسرةٌ}. قال: كاشرةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ}. أي: كالحةٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {باسرةٌ}. قال: عابسةٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {باسرةٌ}. قال: عابسةٌ). [جامع البيان: 23 / 510-511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {ووجوه يومئذ باسرة} قال: كالحة قاطبة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأزرق وهو يقول:
صبحنا تميما غداة النسا = رشهباء ملمومة باسرة). [الدر المنثور: 15 / 133-134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه: {ووجوه يومئذ باسرة} قال: كالحة {تظن أن يفعل بها فاقرة} قال: أن يفعل بها شر). [الدر المنثور: 15 / 134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ووجوه يومئذ باسرة} قال: كاشرة {تظن أن يفعل بها فاقرة} قال: داهية). [الدر المنثور: 15 / 134]

تفسير قوله تعالى: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}. يقول تعالى ذكره: تعلم أنّه يفعل بها داهيةٌ؛ والفاقرة: الدّاهية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}. قال: داهيةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}. أي: شرٌّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ}. قال: تظنّ أنّها ستدخل النّار، قال: تلك الفاقرة.
وأصل الفاقرة: الوسم الّذي يفقر به على الأنف). [جامع البيان: 23 / 511-512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ووجوه يومئذ باسرة} قال: كاشرة {تظن أن يفعل بها فاقرة} قال: داهية). [الدر المنثور: 15 / 134] (م)

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إذا بلغت التّراقي (26) وقيل من راقٍ (27) وظنّ أنّه الفراق (28) والتفّت السّاق بالسّاق (29) إلى ربّك يومئذٍ المساق}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ليس الأمر كما يظنّ هؤلاء المشركون من أنّهم لا يعاقبون على شركهم ومعصيتهم ربّهم بل إذا بلغت نفس أحدهم التّراقي عند مماته وحشرج بها.
وقال ابن زيدٍ: التّراقي: نفسه.
- حدّثني بذلك يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {كلاّ إذا بلغت التّراقي} قال: التّراقي: نفسه: {وقيل من راقٍ}. يقول تعالى ذكره: وقال أهله: من راقٍ يرقيه، يشفيه ممّا قد نزل به، وطلبوا له الأطبّاء والمداوين، فلم يغنوا عنه من أمر اللّه الّذي قد نزل به شيئًا). [جامع البيان: 23 / 512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 26 - 40
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إذا بلغت التراقي} قال: الحلقوم). [الدر المنثور: 15 / 134]

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وقيل من راق قال من طبيب). [تفسير عبد الرزاق: 2/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {من راقٍ} فقال بعضهم نحو الّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، {وقيل من راقٍ}. قال: هل من راقٍ يرقي؟.
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سليمان التّيميّ، عن شبيبٍ، عن أبي قلابة، {وقيل من راقٍ}. قال: هل من طبيبٍ شافٍ؟.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران عن سفيان، عن سليمان التّيميّ، عن شبيبٍ، عن أبي قلابة، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سليمان التّيميّ، عن شبيبٍ، عن أبي قلابة، مثله.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن أبي بسطامٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قول اللّه تعالى ذكره: {وقيل من راقٍ}. قال: هو الطّبيب.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في {وقيل من راقٍ}. قال: هل من مداوٍ؟.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وقيل من راقٍ}. أي: التمسوا له الأطبّاء فلم يغنوا عنه من قضاء اللّه شيئًا.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن يزيد في قوله: {وقيل من راقٍ}. قال: أين الأطبّاء، والرّقاة: من يرقيه من الموت؟.
وقال آخرون: بل هذا من قول الملائكة بعضهم لبعضٍ، يقول بعضهم لبعضٍ: من يرقى بنفسه فيصعد بها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، {كلاّ إذا بلغت التّراقي (26) وقيل من راقٍ}. قال: إذا بلغت نفسه تراقيه، قالت الملائكة: من يصعد بها، ملائكة الرّحمة، أو ملائكة العذاب؟.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، في قوله: {وقيل من راقٍ}. قال: بلغني عن أبي قلابة قال: هل من طبيبٍ؟ قال: وبلغني عن أبي الجوزاء أنّه قال: قالت الملائكة بعضهم لبعضٍ: من يرقى: ملائكة الرّحمة، أو ملائكة العذاب؟). [جامع البيان: 23 / 512-514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وقيل من راق} قال: من طبيب شاف). [الدر المنثور: 15 / 134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه {وقيل من راق} قال: التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا {وظن أنه الفراق} قال: استيقن أنه القراق {والتفت الساق بالساق} قال: ماتت ساقاه فلم تحملاه وكان عليهما جوالا). [الدر المنثور: 15 / 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {وقيل من راق} قال: هو الطبيب). [الدر المنثور: 15 / 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {وقيل من راق} قال: من راق يرقي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله). [الدر المنثور: 15 / 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقيل من راق} قيل: تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب {والتفت الساق بالساق} قال: التفت عليه الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 15 / 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أبي العالية في قوله: {وقيل من راق} قال: يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يرقى به). [الدر المنثور: 15 / 136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله: {وقيل من راق} قال: قالت الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب). [الدر المنثور: 15 / 136]

تفسير قوله تعالى: (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وظنّ أنّه الفراق}. يقول تعالى ذكره: وأيقن الّذي قد نزل ذلك به أنّه فراق الدّنيا والأهل والمال والولد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وظنّ أنّه الفراق}. أي: استيقن أنّه الفراق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وظنّ أنّه الفراق}. قال: ليس أحدٌ من خلق اللّه يدفع الموت، ولا ينكره، ولكن لا يدري يموت من ذلك المرض أو من غيره؟ فالظّنّ كما هاهنا هذا). [جامع البيان: 23 / 515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه {وقيل من راق} قال: التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا {وظن أنه الفراق} قال: استيقن أنه القراق {والتفت الساق بالساق} قال: ماتت ساقاه فلم تحملاه وكان عليهما جوالا). [الدر المنثور: 15 / 135] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ: وأيقن أنه الفراق). [الدر المنثور: 15 / 136]

تفسير قوله تعالى: (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن سعيد بن سنان، عن ثابت بن العجلان، عن الضحاك، في قوله: {والتفت الساق بالساق} [سورة القيامة: 29]، قال: اجتمع عليه أمران: الناس يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه.
- وأيضا عن السدي، عن أبي مالك، قال: ساقاه التفتا عند الموت). [الزهد لابن المبارك: 2/691]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والتفت الساق بالساق قال الشدة بالشدة ساق الدنيا بساق الآخرة.
قال معمر وقال الحسن ساقي ابن آدم عند الموت). [تفسير عبد الرزاق: 2/334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: والتفّت شدّة أمر الدّنيا بشدّة أمر الآخرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، {والتفّت السّاق}. قال: الدّنيا بالآخرة شدّةٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. يقول: آخر يومٍ من الدّنيا، وأوّل يومٍ من الآخرة، فتلتقي الشّدّة بالشّدّة، إلاّ من رحم اللّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. يقول: والتفّت الدّنيا بالآخرة، وذلك شأن الدّنيا والآخرة، ألم تسمع أنّه يقول: {إلى ربّك يومئذٍ المساق}؟.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثنا الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: التفّ أمر الدّنيا بأمر الآخرة عند الموت.
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، قال: آخر يومٍ من الدّنيا، وأوّل يومٍ من الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: قال الحسن: ساق الدّنيا بالآخرة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن مجاهدٍ، قال: هو أمر الدّنيا والآخرة عند الموت.
- حدّثني عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أبي سنانٍ الشّيبانيّ، عن ثابتٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: أهل الدّنيا يجهّزون الجسد، وأهل الآخرة يجهّزون الرّوح.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي سنانٍ، عن الضّحّاك، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الضّحّاك، قال: اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: ساق الدّنيا بساق الآخرة.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا عبد الله، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، قال: الدّنيا بالآخرة.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، مثله؛ وزاد: ويقال: التفافهما عند الموت.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، قال: الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، قال: أمر الدّنيا بأمر الآخرة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: أمر الدّنيا بأمر الآخرة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: الشّدّة بالشّدّة، ساق الدّنيا بساق الآخرة.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: سألت إسماعيل بن أبي خالدٍ، فقال: عمل الدّنيا بعمل الآخرة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سلمة، عن الضّحّاك، قال: هما الدّنيا والآخرة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: العلماء يقولون فيه قولين: منهم من يقول: ساق الآخرة بساق الدّنيا.
وقال آخرون: قلّ ميّتٌ يموت إلاّ التفّت إحدى ساقيه بالأخرى.
قال ابن زيدٍ: غير أنّا لا نشكّ أنّها ساق الآخرة، وقرأ: {إلى ربّك يومئذٍ المساق}. قال: لمّا التفّت الآخرة بالدّنيا، كان المساق إلى اللّه، قال: وهو أكثر قول من يقول ذلك.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفّت ساقا الميّت إذا لفّتا في الكفن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا بشير بن المهاجر، عن الحسن، في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: لفّهما في الكفن.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ وابن اليمان، عن بشير بن المهاجر، عن الحسن، قال: هما ساقاك إذا لفّتا في الكفن.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن بشير بن المهاجر، عن الحسن، مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفاف ساقي الميّت عند الموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: ساقا الميّت.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب وعبد الأعلى، قالا: حدّثنا داود، عن عامرٍ قال: التفّت ساقاه عند الموت.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن الشّعبيّ، مثله.
- حدّثني إسحاق بن شاهين، قال: حدّثنا خالدٌ، عن داود، عن عامرٍ، بنحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: عند الموت.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: التفاف ساقيك عند الموت.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}: لفّهما أمر اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: قال الحسن: ساقا ابن آدم عند الموت.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي مالكٍ {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: هما ساقاه إذا ضمّت إحداهما بالأخرى.
- حدّثنا ابن بشّارٍ وابن المثنّى، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال قتادة: أما رأيته إذا ضرب برجله رجله الأخرى؟.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والتفّت السّاق بالسّاق}: ماتت رجلاه فلا يحملانه إلى شيءٍ، فقد كان عليهما جوّالاً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ {والتفّت السّاق بالسّاق} قال: ساقاه عند الموت.
وقال آخرون: عني بذلك يبسهما عند الموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: يبسهما عند الموت.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك: والتفّ أمرٌ بأمرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ قالا: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا ابن أبي خالدٍ، عن أبي عيسى، {والتفّت السّاق بالسّاق}. قال: الأمر بالأمر.
وقال آخرون: بل عني بذلك: والتفّ بلاءٌ ببلاءٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: بلاءٌ ببلاءٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة عندي قول من قال: معنى ذلك والتفّت ساق الدّنيا بساق الآخرة، وذلك شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع؛ والّذي يدلّ على أنّ ذلك تأويله، قوله: {إلى ربّك يومئذٍ المساق} والعرب تقول لكلّ أمرٍ اشتدّ: قد شمّر عن ساقه، وكشف عن ساقه؛ ومنه قول الشّاعر:
فإذا شمّرت لك عن ساقها = فويهًا ربيع ولا تسأم
وعنى بقوله: {التفّت السّاق بالسّاق}: التصقت إحدى الشّدّتين بالأخرى، كما يقال للمرأة إذا التصقت إحدى فخذيها بالأخرى: لفّاء). [جامع البيان: 23 / 515-522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه {وقيل من راق} قال: التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا {وظن أنه الفراق} قال: استيقن أنه القراق {والتفت الساق بالساق} قال: ماتت ساقاه فلم تحملاه وكان عليهما جوالا). [الدر المنثور: 15 / 135] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقيل من راق} قيل: تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب {والتفت الساق بالساق} قال: التفت عليه الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 15 / 135] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {والتفت الساق بالساق} يقول: آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة فتلقى الشدة بالشدة إلا من رحم الله). [الدر المنثور: 15 / 136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {والتفت الساق بالساق} قال: التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت). [الدر المنثور: 15 / 136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {والتفت الساق بالساق} قال: لفت ساق الآخرة بساق الدنيا وذكر قول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله). [الدر المنثور: 15 / 136-137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال: بلاء ببلاء). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال: اجتمع فيه الحياة والموت). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال: تلف ساقاه عند الموت للنزع). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر {والتفت الساق بالساق} قال: التفت ساقاه عند الموت). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال: أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال: الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه). [الدر المنثور: 15 / 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله: {والتفت الساق بالساق} قال: هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان). [الدر المنثور: 15 / 137]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلى ربّك يومئذٍ المساق}. يقول: إلى ربّك يا محمّد يوم التفاف السّاق بالسّاق مساقه). [جامع البيان: 23 / 522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إلى ربك يومئذ المساق} قال: في الآخرة). [الدر المنثور: 15 / 138]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فلم يصدّق بكتاب اللّه، ولم يصلّ له صلاةً، ولكنّه كذّب بكتاب اللّه، وتولّى فأدبر عن طاعة اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فلا صدّق ولا صلّى}: لا صدّق بكتاب اللّه، ولا صلّى للّه {ولكن كذّب وتولّى}: كذّب بكتاب اللّه، وتولّى عن طاعة اللّه). [جامع البيان: 23 / 522-523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا صدق} قال: بكتاب الله {ولا صلى (31) ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى} عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138]

تفسير قوله تعالى: (وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فلم يصدّق بكتاب اللّه، ولم يصلّ له صلاةً، ولكنّه كذّب بكتاب اللّه، وتولّى فأدبر عن طاعة اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فلا صدّق ولا صلّى}: لا صدّق بكتاب اللّه، ولا صلّى للّه {ولكن كذّب وتولّى}: كذّب بكتاب اللّه، وتولّى عن طاعة اللّه). [جامع البيان: 23 / 522-523] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا صدق} قال: بكتاب الله {ولا صلى (31) ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى} عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال: {أولى لك فأولى (34) ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138] (م)

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يتمطى قال يقول يتبختر قال وهو أبو جهل كانت مشيته فأخذ النبي بيده فقال أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى فقال ما تستطيع يا محمد أنت ولا ربك لي شيئا إني لأعز من بين جبليها
قال فلما كان يوم بدر أشرف عليهم فقال لا يعبد الله بعد هذا اليوم أبدا فضرب الله عنقه وقتله شر قتلة). [تفسير عبد الرزاق: 2/334-335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}. يقول تعالى ذكره: ثمّ مضى إلى أهله منصرفًا إليهم، يتبختر في مشيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}. أي: يتبختر.
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن مبشّر بن عبيدٍ، عن زيد بن أسلم، في قوله: {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}. قال: يتبختر، قال: هي مشية بني مخزومٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن موسى بن عبيدة، عن إسماعيل بن أميّة، عن مجاهدٍ، {ذهب إلى أهله يتمطّى}. قال: رأى رجلاً من قريشٍ يمشي، فقال: هكذا كان يمشي كما يمشي هذا، كان يتبختر.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {يتمطّى}. قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشامٍ، كانت مشيته.
وقيل: إنّ هذه الآية نزلت في أبي جهلٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يتمطّى}. قال: أبو جهلٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلا صدّق ولا صلّى ولكن كذّب وتولّى ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}. قال: هذا في أبي جهلٍ متبخترًا.
وإنّما عني بقوله: {يتمطّى} يلوي مطاه تبخترًا، والمطا: هو الظّهر، ومنه الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا مشت أمتي المطيطاء وذلك أن يلقي الرّجل بيديه ويتكفّأ). [جامع البيان: 23 / 523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا صدق} قال: بكتاب الله {ولا صلى (31) ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى} عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يتمطى} قال: يختال). [الدر المنثور: 15 / 138]

تفسير قوله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة قال سألت سعيد بن جبير قوله تعالى أولى لك فأولى قاله محمد لأبي جهل أم نزل به القرآن فقال: قاله النبي ثم نزل به القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/335]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16] ، قال: " كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان ممّا يحرّك به لسانه وشفتيه فيشتدّ عليه، وكان يعرف منه، فأنزل اللّه الآية الّتي في: لا أقسم بيوم القيامة: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به (16) إنّ علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] قال: علينا أن نجمعه في صدرك، {وقرآنه (17) فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه} [القيامة: 17-18] : فإذا أنزلناه فاستمع، {ثمّ إنّ علينا بيانه} [القيامة: 19] : علينا أن نبيّنه بلسانك، قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده اللّه عزّ وجلّ. {أولى لك فأولى} [القيامة: 34] توعّدٌ "). [صحيح البخاري: 6 / 163] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({أولى لك} توعّدٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى} وفسره. بقوله: (توعد) أي: هذا وعيد من الله تعالى على وعيد لأبي جهل، وهي كلمة موضوعة للتهديد والوعيد، وقيل: أولى من المقلوب ويلي من الويل كما يقال: ما أطيبه وأبطيه، ومعنى الآية لأنّه يقول لأبي جهل الويل لك يوم تحيى والويل لك يوم تموت والويل لك يوم تبعث والويل لك يوم تدخل النّار). [عمدة القاري: 19 / 269]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أولى لك فأولى}) [القيامة: 35]. (توعد) وتهديد والكلمة اسم فعل واللام للتبيين أي وليك ما تكره يا أبا جهل وقرب منك، وقوله: فأولى أي فهو أولى بك من غيره وثبت أولى الخ لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 406]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب قوله: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}
قوله: (أولى لك فأولى توعد) أشار به إلى جملة أولى لك، فأولى ثم أولى ذلك، فأولى، وفسرها بقوله توعد، أي: هذا وعيد من الله تعالى على وعيد لأبي جهل، وهي كلمة موضوعة للتهديد، والوعيد، وقيل: أولى مقلوب ويل من الويل كما يقال: ما أطيبه وأيطبه، وعليه فالمعنى كأنه يقول لأبي جهل الويل لك يوم تحيا والويل لك يوم تموت، والويل لك يوم تبعث، والويل لك يوم تدخل النار). [حاشية السندي على البخاري: 3 / 77]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا أبو النّعمان، حدّثنا أبو عوانة، وأخبرنا أبو داود، حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: " قلت لابن عبّاسٍ: {أولى لك فأولى} [القيامة: 34]، قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنزله الله عزّ وجلّ؟ "، قال: قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أنزله الله، اللّفظ لإبراهيم). [السنن الكبرى للنسائي: 10/321]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}. هذا وعيدٌ من اللّه على وعيدٍ لأبي جهلٍ.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}: وعيدٌ على وعيدٍ، كما تسمعون، زعم أنّ هذا أنزل في عدوّ اللّه أبي جهلٍ. ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذ بمجامع ثيابه فقال: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى} فقال عدوّ اللّه أبو جهلٍ: أيوعدني محمّدٌ، واللّه ما تستطيع لي أنت ولا ربّك شيئًا، واللّه لأنا أعزّ من مشى بين جبليها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: أخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بيده، يعني بيد أبي جهلٍ، فقال: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}. فقال: يا محمّد ما تستطيع أنت وربّك فيّ شيئًا، إنّي لأعزّ من بين جبليها؛ فلمّا كان يوم بدرٍ أشرف عليهم فقال: لا يعبد اللّه بعد هذا اليوم، وضرب اللّه عنقه، وقتله شرّ قتلةٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}. قال: قال أبو جهلٍ: إنّ محمّدًا ليوعدني، وأنا أعزّ أهل مكّة والبطحاء، وقرأ {فليدع ناديه سندع الزّبانية كلاّ لا تطعه واسجد واقترب}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، قال: قلت لسعيد بن جبيرٍ: أشيءٌ قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قبل نفسه، أم أمرٌ أمره اللّه به؟ قال: بل قاله من قبل نفسه، ثمّ أنزل اللّه: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}). [جامع البيان: 23 / 524-525]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا عارمٌ، ثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " {أولى لك فأولى} [القيامة: 34] " أشيءٌ قاله رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أو شيءٌ أنزله اللّه؟ قال: «قاله رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أنزله اللّه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 554]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أولى لك فأولى} [القيامة: 34].
- عن سعيد بن جبيرٍ قال: «سألت ابن عبّاسٍ عن قول اللّه - تعالى - {أولى لك فأولى} [القيامة: 34] أشيءٌ قاله رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أم شيءٌ أنزله اللّه؟ قال: قاله رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وأنزله اللّه».
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا صدق} قال: بكتاب الله {ولا صلى (31) ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى} عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال: {أولى لك فأولى (34) ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد والنسائي، وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله: {أولى لك فأولى} أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه أم أمره الله به قال: بلى قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله). [الدر المنثور: 15 / 138-139]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا صدق} قال: بكتاب الله {ولا صلى (31) ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى} عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال: يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال: {أولى لك فأولى (34) ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل). [الدر المنثور: 15 / 138] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أن يترك سدى قال أن يهمل). [تفسير عبد الرزاق: 2/334]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سدًى هملًا وقع هذا مقدّمًا على ما قبله لغير أبي ذرٍّ وقد وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ به وقال أبو عبيدة في قوله سدًى أي لا ينهى ولا يؤمر قالوا أسديت حاجتي أي أهملتها). [فتح الباري: 8 / 681]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن عبّاس سدى هملا ليفجر أمامه سوف أتوب سوف أعمل لا وزر لا حصن
أنبئت عمّن سمع محمّد بن عبد الله المرسي أنا منصور بن عبد المنعم أنا محمّد ابن الفضل أنا أحمد بن الحسين أنا أبو زكريّا بن أبي إسحاق أنا ابن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 36 القيامة {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال هملا
رواه ابن جرير عن المثنى عن أبي صالح). [تغليق التعليق: 4 / 354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: سدًى هملاً
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} (القيامة: 36) أي: هملاً بفتحتين أي: مهملاً). [عمدة القاري: 19 / 268]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ((وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري ({سدّى}) [القيامة: 36] معناه (هملًا) بفتحتين أي مهملًا لا يكلف بالشرائع ولا يجازى). [إرشاد الساري: 7 / 405]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال: لا يؤمر ولا ينهى). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 65]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}. يقول تعالى ذكره: أيظنّ هذا الإنسان الكافر باللّه أن يترك هملاً، أي: لا يؤمر ولا ينهى، ولا يتعبّد بعبادةٍ؟!.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}. يقول: هملاً.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}. قال: لا يؤمر، ولا ينهى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى}. قال: السّدى: الّذي لا يفترض عليه عملٌ ولا يعمل). [جامع البيان: 23 / 526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أن يترك سدى} قال: هملا). [الدر المنثور: 15 / 139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أن يترك سدى} قال: باطلا لا يؤمر ولا ينهى). [الدر المنثور: 15 / 139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أن يترك سدى} قال: أن يهمل وفي قوله: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها: سبحانه وبلى). [الدر المنثور: 15 / 139]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ألم يك هذا المنكر قدرة اللّه على إحيائه من بعد مماته، وإيجاده من بعد فنائه {نطفةً}. يعني: ماءً قليلاً في صلب الرّجل من منيٍّ.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {يمنى} فقرأه عامّة قرأة المدينة والكوفة: (تمنى) بالتّاء، بمعنى: تمنى النّطفة، وقرأ ذلك بعض قرأة مكّة والبصرة: {يمنى} بالياء، بمعنى: يمنى المنيّ.
والصّواب من القول أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 23 / 526-527]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ كان علقةً}. يقول تعالى ذكره: ثمّ كان دمًا من بعد ما كان نطفةً من منيٍّ. { فخلق فسوّى}. يقول تعالى ذكره: وخلقه الله إنسانًا من بعد ما كان نطفةً ثمّ علقةً، ثمّ سوّاه بشرًا سويًّا، ناطقًا سميعًا بصيرًا). [جامع البيان: 23 / 527]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى}. يقول تعالى ذكره: فجعل من هذا الإنسان بعد ما سوّاه خلقًا سويًّا أولادًا له، ذكورًا وإناثًا). [جامع البيان: 23 / 527]

تفسير قوله تعالى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أميّة عن شيخٍ سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: إذا قرأ أحدكم: {والتين والزيتون}، فبلغ آخرها فليقل: بلى، وإذا قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة}، فبلغ آخرها، فليقل: بلى، وإذا قرأ {والمرسلات عرفاً}، فبلغ آخرها: {فبأي حديثٍ بعده يؤمنون}، فليقل: {آمنّا باللّه}). [الجامع في علوم القرآن: 3/17] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة أن رجلا حدثهم قال أمهم رجل يوما فقرأ لا أقسم بيوم القيامة فلما بلغ آخرها قال أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال سبحانك اللهم وبلى فلما انصرف قلنا شيئا سمعناك وقلته من أين أخذته قال سمعت رسول الله يقوله). [تفسير عبد الرزاق: 2/335]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال بلى). [تفسير عبد الرزاق: 2/383] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن إسماعيل بن أمية أن النبي كان إذا قرأ فبأي حديث بعده يؤمنون قال آمنت بالله وبما أنزل وإذا قرأ أليس الله بأحكم الحاكمين قال بلى وإذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال بلى). [تفسير عبد الرزاق: 2/383] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}. يقول تعالى ذكره: أليس الّذي فعل ذلك فخلق هذا الإنسان من نطفةٍ، ثمّ علقةٍ حتّى صيّره إنسانًا سويًّا، له أولادٌ ذكورٌ وإناثٌ، بقادرٍ على أن يحيي الموتى من مماتهم، فيوجدهم كما كانوا من قبل مماتهم. يقول: معلومٌ أنّ الّذي قدر على خلق الإنسان من نطفةٍ من منيٍّ يمنى، حتّى صيّره بشرًا سويًّا، لا يعجزه إحياء ميّتٍ من بعد مماته؛ وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قرأ ذلك قال: بلى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا قرأها قال: سبحانك وبلى). [جامع البيان: 23 / 527-528]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ يزيد بن عياضٍ، عن إسماعيل بن أميّة، عن أبي اليسع، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قرأ {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40] قال: «بلى» وإذا قرأ {أليس اللّه بأحكم الحاكمين} [التين: 8] قال: «بلى» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 554]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40].
- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: «من قرأ {والمرسلات عرفًا -[فبلغ] (فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون} [المرسلات: 1 - 50]، [فليقل آمنّا باللّه] ومن قرأ {والتّين والزّيتون} [التين: 1] فليقل: [بلى] وأنا على ذلك من الشّاهدين، ومن قرأ {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40] فليقل: بلى "، قال إسماعيل: فذهبت أنظر هل حفظ وكان أعرابيًا؟ فقال: يا ابن أخي، أظننت أنّي لم أحفظه؟ لقد حججت ستّين حجّةً، ما منها سنةٌ إلّا أعرف البعير الّذي حججت عليه. قلت: القول في آخر التّين والزّيتون».
رواه أبو داود وغيره.
رواه أحمد، وفيه رجلان لم أعرفهما). [مجمع الزوائد: 7 / 132]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال الحميديّ: ثنا سفيان، ثنا إسماعيل بن أميّة، حدّثني أعرابيٌّ من أهل البادية قال: سمعت أبا هريرة- رضي اللّه عنه- يقول: قال أبو القاسم: "إذا قرأ أحدكم ب "لا أقسم بيوم القيامة" فأتى على آخرها (أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى) فليقل: بلى، وإذا قرأ "والمرسلات عرفًا" فأتى على آخرها (فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون) فليقل: آمنا بالله، وإذا قرأ "والتين والزّيتون" فأتى على آخرها (أليس اللّه بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى- وربّما قال سفيان: بلى، وأنا على ذلك من الشّاهدين".
قال سفيان: قال إسماعيل: "فاستعدت الأعرابيّ الحديث، فقال: يا ابن أخي، أتراني لم أحفظه؟ لقد حججت سبعين حجة، ما منها حجة إلّا وأنا أعرف البعير الّذي حججت عليه".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لجهالة التّابعيّ.
روى أبو داود والتّرمذيّ منه الجملة الأخيرة دون باقيه من طريق سفيان به). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 296-297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أن يترك سدى} قال: أن يهمل وفي قوله: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها: سبحانه وبلى). [الدر المنثور: 15 / 139] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف عن صالح أبي الخليل قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى). قال: "سبحانك اللهم وبلى"). [الدر المنثور: 15 / 139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن البراء عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الآية: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان ربي وبلى). [الدر المنثور: 15 / 139-140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال: سبحانك اللهم وبلى). [الدر المنثور: 15 / 140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته فكان يكثر من قراءة {لا أقسم بيوم القيامة} فإذا قال {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} سمعته يقول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين). [الدر المنثور: 15 / 140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في "سننه" عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال: سبحانك فبلى فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 15 / 140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ منكم (والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فليقل: بلى ومن قرأ (والمرسلات) فبلغ (فبأي حديث بعده يؤمنون) فليقل: آمنا بالله). [الدر المنثور: 15 / 140-141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأت {لا أقسم بيوم القيامة} فبلغت {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فقل: بلى). [الدر المنثور: 15 / 141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن المنذر عن ابن عباس قال: إذا قرأت (سبح اسم ربك الأعلى) فقل: سبحان ربي الأعلى وإذا قرأت {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فقل: سبحانك وبلى). [الدر المنثور: 15 / 141]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:26 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ بل تحبّون العاجلة...}. {وتذرون الآخرة...} رويت عن علي بن أبي طالب، رحمه الله: "بل تحبّون، وتذرون" بالتاء، وقرأها كثير: "بل يحبون" بالياء، والقرآن يأتي على أن يخاطب المنزل عليهم أحيانا، وحينا يجعلون كالغيب، كقوله: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ}). [معاني القرآن: 3/211-212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلا...}: ردع وزجر...، وقال: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} يريد: انته عن أن تعجل به). [تأويل مشكل القرآن: 558]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ...}. مشرقة بالنعيم). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} يقال: نضر الله وجهك وقد نضر وجهك). [مجاز القرآن: 2/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ * إلى ربّها ناظرةٌ} [و] قال: {وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ} أي: حسنةٌ). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} أي مشرقة). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)} نضّرت بنعيم الجنّة والنّظر إلى ربّها.قال اللّه - عزّ وجلّ -: {تعرف في وجوههم نضرة النّعيم (24)}). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلى ربّها ناظرةٌ} يعني -والله أعلم- بالنظر إلى الله إلى ما يأتيهم من نعمه ورزقه. وقد تقول: "و الله ما أنظر إلاّ إلى الله وإليك" أي: انتظر ما عند الله وما عندك). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)} نضّرت بنعيم الجنّة والنّظر إلى ربّها). [معاني القرآن: 5/253](م)

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ...} كالحة). [معاني القرآن: 3/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} أي عابسة مقطّبة). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ووجوه يومئذ باسرة (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرة (25)}
{بَاسِرَةٌ}كريهة مقطبة، قد أيقنت بأن العذاب نازل بها). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بَاسِرَةٌ} أي: كالحة). [ياقوتة الصراط: 544]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاسِرَةٌ} أي عابسة مقطبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاسِرَةٌ}: كالحة). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ...} والفاقرة: الداهية، وقد جاءت أسماء القيامة، والعذاب بمعاني الدواهي وأسمائها). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فاقرةٌ} الفاقرة الداهية وهو الوسم الذي يفقر على الأنف). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاقرة}: داهية). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(الفاقرة): الداهية. يقال: إنها من «فقار الظهر» كأنها تكسره. تقول: فقرت الرجل، إذا كسرت فقاره. كما تقول: رأسته، إذا ضربت رأسه، وبطنته: إذا ضربت بطنه. ويقال: رجل فقير وفقر.
وقال أبو عبيدة: «هو من الوسم الذي يفقر به على الأنف»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {تظنّ أن يفعل بها فاقرة} توقن أن يفعل بها داهية من العذاب). [معاني القرآن: 5/253-254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تظن} أي: تتيقن). [ياقوتة الصراط: 544]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (فاقرة) أي: داهية). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الفَاقِرَة): الداهية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاقِرَةٌ}: داهية). [العمدة في غريب القرآن: 326]
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بلغت التّراقي} صارت النفس من تراقيه). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بلغت التراقي}: واحدها ترقوة). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا إذا بلغت التّراقي} يعني: النفس، أي صارت النفس بين تراقيه). [تفسير غريب القرآن: 500-501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إذا بلغت التّراقي (26)}
{كلّا...} ردع وتنبيه، ومعناه ارتدعوا عما يؤدي إلى العذاب.
وقوله جلّ وعزّ: {إذا بلغت التّراقي} ذكرهم الله بصعوبة أول أيام الآخرة عند بلوغ النّفس التّرقوة). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّرَاقِيَ}: جمع ترقوة). [العمدة في غريب القرآن: 326]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وقيل من راقٍ} من يرقى). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من راق}: أي من يرقى). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وقيل: من راق}؟ أي هل أحد يرقي؟). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقيل من راق (27)} أي من يشفي من هذه الحال، وهذا - واللّه أعلم - يقوله القائل عند البأس، أي من يقدر أن يرقي من الموت.
وقيل في التفسير: {من راق} من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} أي: من يَرْقيها فيشفيها؟.
وقيل: معناه من يرقَى بالروح: أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وظنّ أنّه الفراق (28)} أي وأيقن الذي تبلغ روحه إلى تراقيه أنه مفارق للدنيا). [معاني القرآن: 5/254]

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والتفّت السّاق بالسّاق...} أتاه أول شدة أمر الآخرة، وأشد آخر أمر الدنيا، فذلك قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}، ويقال: التفت ساقاه، كما يقال للمرأة إذا التصقت فخذاها: هي لفّاء). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق} مثل شمرت عن ساقها). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والتفت الساق بالساق}: أي اشتد الأمر.
وقال بعضهم: هما الساقان إذا التفتا عند الموت وفي الكفن.
وقال بعضهم: أمر الدنيا بأمر الآخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 402-403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق}: أتاه أول شدة أمر الآخرة، وأشدّ آخر امر الدنيا.
ويقال: «هو التفاف ساقي الرجل عند السّياق». [و] هو مثل قولهم: «شمّرت عن ساقها»). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق (29)} عند الموت تلتصق السّاق بالسّاق قيل والتفت آخر شدة الدنيا بأول شدّة الآخرة). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} أي الشدّة عند الموت، قيل: هو أول ما يلقى من أمر الآخرة وشدّتها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} لم يصدق في الدنيا ولم يصل، "لا" ها هنا في موضع "لم". قال طرفة:
وأيّ خيسٍ لا أفأنا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما).
[مجاز القرآن: 2/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} وقال: {فلا صدّق ولا صلّى} أي: فلم يصدّق ولم يصلّ. كما تقول "ذهب فلا جاءني ولا جاءك"). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} أي لم يصدق ولم يصل). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لا: تكون بمعنى لم، قال الله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}، أي لم يصدّق ولم يصلّ، وقال الشاعر:
وأيّ خميس لا أفأنا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما؟!
أي لم نفيء نهابه.
وقال آخر:
إنْ تَغفرِ اللهمَّ تَغفرْ جَمَّا = وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا
أي لم يلمَّ بالذُّنوب). [تأويل مشكل القرآن: 548]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا صدّق ولا صلّى (31)} يعنى به أبو جهل بن هشام. وجاء في التفسير إنّ لكل أمّة فرعونا، وإنّ فرعون هذه الأمّة أبو جهل بن هشام). [معاني القرآن: 5/254]

تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يتمطّى...} يتبختر؛ لأن الظهر هو المطا، فيلوى ظهره تبخترا وهذه خاصة في أبي جهل). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يتمطّى} جاء يمشي المطيطا وهو أن يلقى بيديه ويتكفأ). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلى أهله يتمطى}: يتبختر ونرى أن أصلها يتمطط فقلبت كما قلبوا تظنيت). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يتمطّى}: يتبختر. وأصله «يتمطط»، فقلبت الطاء فيه. ياء كما يقال: يتظنّي، وأصله: يتظنّن. ومنه «المشية المطيطاء».
وأصل الطاء في هذا كله: دال: إنما هو: مدّ يده في المشي، إذا تبختر. يقال: مددت ومططت، بمعنى واحد). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33)} معناه بتبختر، مأخوذ من المطا وهو الظهر). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَتَمَطَّى} أي يتبختر، وأصله يتمطّط، فقلبت الطاء ألفاً، كما قيل: يَتَظنَّى أي: يتظنّن، ومنه (المِشْيَة المُطَيْطاء)، وأصل الطاء في هذا كلّه دال، إنّما هو مدّ يده، من التمدّد، يقال: مططت ومددت بمعنى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أولى لك فأولى} توعد). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أولى لك فأولى}: توعد). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أولى لك فأولى (34)} معناه -واللّه أعلم- وليك المكروه يا أبا جهل، والعرب تقول أولى لفلان إذا دعت عليه بالمكروه). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أولى لك فأولى} تهدد ووعيد). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوْلَى لَكَ}: توعد). [العمدة في غريب القرآن: 326]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أولى لك فأولى}: تهدّد ووعيد). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقال: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}، وقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} كلّ هذا يراد به التأكيد للمعنى الذي كرّر به اللفظ.
وقد يقول القائل للرجل: اعجَل اعجل، وللرامي: ارمِ ارم.
وقال الشاعر:
كَمْ نِعْمَةٍ كانت لَكُم كَمْ كَمْ وَكَمْ
وقال الآخر:
هلاَّ سألت جموع كنـ = ـدةَ يوم ولَّوا أينَ أينا
وقال عوف بن الخرع:
وكادت فزارةُ تصلَى بنا = فأولى فزارةُ أولى فزارَا
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحد، فغيّروا منها حرفا، ثم أتبعوها الأولى؛ كقولهم: (عطشان نطشان) كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا. وكذلك قولهم: (حَسَن بَسَن) كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء. و(شيطان لَيْطان) في أشباه له كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 236-237](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أولى أولى: تهدّد ووعيد، قال الله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}، وقال: {فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20]. ثم ابتدأ فقال: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21].
وقال الشاعر لمنهزم:
أُلْفِيَتَا عَيْنَاكَ عِندَ القَفَا = أَوْلَى فَأَوْلَى لَكَ ذَا وَاقِيَهْ).
[تأويل مشكل القرآن: 549]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):
({أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} تهدّد ووعيد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أن يترك سدىً} لا ينهى ولا يؤمر، يقال: أسديت حاجتي تركتها). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أن يترك سدى}: مهملا لا يؤمر ولا ينهي ويقال للجميع كما يقال الواحد). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أن يترك سدىً} أي يهمل: فلا يؤمر، ولا ينهي، ولا يعاقب يقال: أسديت الشيء، إذا أهملته).
[تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أيحسب الإنسان أن يترك سدى (36)} أي أن يترك غير مأمور وغير منهيّ). [معاني القرآن: 5/255]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (سدى) أي: مهملا). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُدًى} لا يُؤمر ولا يُنهى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {مّن مّنيٍّ يمنى...}.بالياء والتاء. من قال: (يمنى) فهو المعنى، وتمنى للنطفة. وكلٌّ صوابٌ، قرأها أصحاب عبد الله بالتاء. وبعض أهل المدينة [أيضا] بالتاء). [معاني القرآن: 3/212-213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم دلهم على البعث بالقدرة على الابتداء فقال: {ألم يك نطفة من منيّ يمنى (37)}وقرئت (تمنى) فمن قرأ (تمنى) فللفظ النطفة. ومن قرأ (يمنى) فللفظ (منيّ).
{ثمّ كان علقة فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39)}). [معاني القرآن: 5/255]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أن يحيي الموتى...} تظهر الياءين، وتكسر الأولى، وتجزم الحاء. وإن كسرت الحاء ونقلت إليها إعراب الياء الأولى التي تليها كان صوابا، كما قال الشاعر:
وكأنها بين النساء سبيكة = تمشي بسدّة بيتها فتعيّ
أراد: فتعيا). [معاني القرآن: 3/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} وقال: {على أن يحيي الموتى} وقال بعضهم {يحي الموتى} فأخفى وجعله بين الإدغام وغير الإدغام، ولا يستقيم أن تكون ههنا مدغما؛ لأن الياء الآخرة ليست تثبت على حال واحد [إذ] تصير ألفا في قولك "يحيا" وتحذف في الجزم فهذا لا يلزمه الإدغام، ولا يكون فيه إلا الإخفاء وهو بين الإدغام وبين البيان). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم قررهم فقال: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40)}). [معاني القرآن: 5/255]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:29 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)}

تفسير قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (
صقلته بقضيب ناضر = من أراك طيب حتى نصع
ويروى: بقضيب طيب من أراك ناضر، وعنى بالقضيب مسواكًا وناضر: ناعم أخضر ريان، قال الله عز وجل: {وجوه يومئذ ناضرة} أي: ناعمة). [شرح المفضليات: 382]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) }

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) }

تفسير قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ظننت وحسبت وخلت ورأيت فإن أن تكون فيها على وجهين على أنها تكون أن التي تنصب الفعل وتكون أن الثقيلة فإذا رفعت قلت قد حسبت أن لا يقول ذاك وأرى أن سيفعل ذاك ولا تدخل هذه السين في الفعل ههنا حتى تكون أنه وقال عز وجل: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} كأنك قلت قد حسبت أنه لا يقول ذاك وإنما حسنت أنه ههنا لأنك قد أثبت هذا في ظنك كما أثبته في علمك وأنك أدخلته في ظنك على أنه ثابتٌ الآن كما كان في العلم ولولا ذلك لم يحسن "أنك" ههنا ولا "أنه" فجرى الظن ههنا مجرى اليقين لأنه نفيه وإن شئت نصبت فجعلتهن بمنزلة خشيت وخفت فتقول ظننت أن لا تفعل ذاك.
ونظير ذلك: {تظن أن يفعل بها فاقرة} و: {إن ظنا أن يقيما حدود الله} فلا إذا دخلت ههنا لم تغير الكلام عن حاله). [الكتاب: 3/166-167] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
تالله لو قذفوا صخرا بفاقرة = إذا لقيل أصابوا الميل واعتدلوا
أصل (الفقر) قطع الأنف، وكل خصلة سوء (فاقرة).
...
الباهلي: (فاقرة) داهية). [شرح أشعار الهذليين: 1/277]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والفصل بين أن خفيفةً. وبين أن المخففة من الثقيلة أن الخفيفة لا تقع ثابتةً، إنما تقع مطلوبةً أو متوقعة؛ نحو أرجو أن تذهب، وأخاف أن تقوم. فإذا وقعت مخففة من الثقيلة وقعت ثابتةٌ على معنى الثقيلة؛ نحو أعلم أن ستقوم، على معنى قولك: أنك ستقوم. ولا يصلح: أرجو أنك ستقوم، لأنه لم يستقر عنده، لأن الثقيلة إنما تدخل على ابتداءٍ مستقر.
فأما ظننت فإن الثقيلة، والخفيفة يجوزان بعدها تقول: طننت أنك منطلق، تخبر أن هذا قد استقر في ظنك؛ كما استقر الأول في علمك.
ويجوز للتشكك أن تقع على الخفيفة، لأنها ترجع إلى معنى أرجو: وأخاف. ومن ذلك قول الله عز وجل: {تظن بأن يفعل بها فاقرةٌ} ). [المقتضب: 1/187]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أن
اعلم أن أن والفعل بمنزلة المصدر. وهي تقع على الأفعال المضارعة فتنصبها، وهي صلاتها. ولا تقع مع الفعل حالاً؛ لأنها لما لم يقع في الحال، ولكن لما يستقبل.
فإن وقعت على الماضي؛ نحو: سرني أن قمت، وساءني أن خرجت كان جيداً. قال الله عز وجل: {وامرأة مؤمنةً أن وهبت نفسها للنبي} أي: لأن كان هذا فيما مضى.
فهذا كله لا يلحق الحال؛ لأن الحال لما أنت فيه.
واعلم أن هذه لا تلحق بعد كل فعل، إنما تلحق إذا كانت لما لم يقع بعد ما يكون توقعاً لا يقيناً؛ لأن اليقين ثابت. وذلك قولك: أرجو أن تقوم يا فتى، وأخاف أن تذهب يا فتى. كما قال: عز وجل: {نخشى أن تصيبنا دائرةٌ}.
ولو قلت: أعلم أن تقوم يا فتى لم يجز؛ لأن هذا شيء ثابت في علمك،فهذا من مواضع أن الثقيلة؛ نحو: أعلم أنك تقوم يا فتى.
وتقول: أظن أنك ستقوم؛ لأنه شيءٌ قد استقر في ظنك؛ كما استقر الآخر في علمك، كما قال الله تبارك اسمه: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}.
فإن قيل: إن يظنون هاهنا يوقنون. فهكذا هو، ولكنها في الثبات في الظن وفي إعمالها على الوجه الآخر. إلا أنها إذا أرد بها العلم لم تكن إلا مثقلة. فإن أريد بها الشك جاز الأمران جميعاً. والتثقيل في الشك أكثر استعمالاً؛ لثباته في الظن كثبات الأخرى في العلم.
فأما الوجه الذي يجوز فيه الخفيفة فإنه متوقع غير ثابت المعرفة. قال الله عز وجل: {تظن أن يفعل بها فاقرةٌ}.
وأما {إن ظنا أن يقيما حدود الله} وقولهم: معناه: أيقنا فإنما هو شيء متوقع، الأغلب فيه ذا، إلا أنه علم ثابت؛ ألا تراه قال: {فظنوا أنهم مواقعوها} لما كان أيقنوا). [المقتضب: 2/29-30] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما الأفعال التي تشترك فيها الخفيفة والثقيلة فما كان من الظن. فأما وقوع الثقيلة فعلى أنه قد استقر في ظنك: كما استقر الأول في علمك. وذلك قولك: ظننت أنك تقوم، وحسبت أنك منطلق. فإذا أدخلت على المحذوفة العوض قلت: حسبت أن سيقومون، وكذلك تقول: ظننت أن لا تقول خيرا، تريد: أنك لا تقول خيرا. وأما النصب فعلى أنه شيء لم يستقر، فقد دخل في باب رجوت وخفت بهذا المعنى. وهذه الآية تقرأ على وجهين: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} و{أن لا تكون فتنةٌ}، فانتصب ما بعد لا وهي عوضٌ؛ كما أوقعت الخفيفة الناصبة بعد ظننت بغير عوض. وذلك قوله عز وجل: {تظن أن يفعل بها فاقرةٌ}، لأن معناها معنى ما لم يستقر. وكذلك: {إن ظنا أن يقيما حدود الله}. وزعم سيبويه أنه يجوز: خفت أن لا تقوم يا فتى، إذا خاف شيئاً كالمستقر عنده، وهذا بعيد. وأجاز أن تقول: ما أعلم إلا أن تقوم، إذا لم يرد علماً واقعا، وكان هذا القول جارياً على باب الإشارة؛ أي: أرى من الرأى؛ وهذا في البعد كالذي ذكرنا قبله. وجملة الباب تدور على ما شرحت لك من التبيين والتوقع. فأما قول الله عز وجل: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم} فإن الوجه فيه الرفع، والمعنى: أنه لا يرجع إليهم قولا؛ لأنه علم واقع. والوجه في قول الشاعر:

أفنى عرائكها وخدد لحمهـا = أن لا تذوق مع الشكائم عودا
الرفع؛ لأنه يريد: إن الذي أفنى عرائكها هذا. فهذا على المنهاج الذي ذكرت لك). [المقتضب: 3/7-8] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ * كَلَّا} قال: الفاقرة: الداهية، من فقرت أنفه، أي حزرت أنفه. وكلا في القرآن كله أي ليس الأمر كما يقولون، الأمر كما أقوله أنا). [مجالس ثعلب: 268]تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب: ما يحذف من أواخر الأسماء في الوقف وهي الياءات
وذلك قولك هذا قاض وهذا غاز وهذا عم تريد العمي أذهبوها في الوقف كما ذهبت في الوصل ولم يريدوا أن تظهر في الوقف كما يظهر ما يثبت في الوصل فهذا الكلام الجيد الأكثر.
وحدثنا أبو الخطاب ويونس أن بعض من يوثق بعربيته من العرب يقول هذا رامي وغازي وعمي أظهروا في الوقف حيث صارت في موضع غير تنوين لأنهم لم يضطروا ههنا إلى مثل ما اضطروا إليه في الوصل من الاستثقال فإذا لم يكن في موضع تنوين فإن البيان أجود في الوقف وذلك قولك هذا القاضي وهذا العمي لأنها ثابتة في الوصل.
ومن العرب من يحذف هذا في الوقف شبهوه بما ليس فيه ألف ولام إذ كانت تذهب الياء في الوصل في التنوين لو لم تكن الألف واللام وفعلوا هذا لأن الياء مع الكسرة تستثقل كما تستثقل الياءات فقد اجتمع الأمران ولم يحذفوا في الوصل في الألف واللام لأنه لم يلحقه في الوصل ما يضطره إلى الحذف كما لحقه وليست فيه ألفٌ ولام وهو التنوين لأنه لا يلتقي ساكنان وكرهوا التحريك لاستثقال ياءٍ فيها كسرةٌ بعد كسرة ولكنهم حذفوا في الوقف في الألف واللام إذ كانت تذهب وليس في الاسم ألف ولام كما حذفوا في الوقف ما ليس فيه ألف ولام إذ لم يضطرهم إلى حذفه ما اضطرهم في الوصل وأما في حال النصب فليس إلا البيان لأنها ثابتة في الوصل فيما
ليست فيه ألفٌ ولامٌ ومع هذا أنه لما تحركت الياء أشبهت غير المعتل وذلك قولك رأيت القاضي وقال الله عز وجل: {كلا إذا بلغت التراقي} وتقول رأيت جواري لأنها ثابتة في الوصل متحركة.
وسألت الخليل عن القاضي في النداء فقال أختار يا قاضي لأنه ليس بمنون كما أختار هذا القاضي. وأما يونس فقال يا قاض وقول يونس أقوى لأنه لما كان من كلامهم أن يحذفوا في غير النداء كانوا في النداء أجدر لأن النداء موضع حذفٍ يحذفون التنوين ويقولون يا حار ويا صاح ويا غلام أقبل. وقالا في مرٍ إذا وقفا هذا مري كرهوا أن يخلوا بالحرف فيجمعوا عليه ذهاب الهمزة والياء فصار عوضاً يريد مفعل من رأيت. وأما الأفعال فلا يحذف منها شيءٌ لأنها لا تذهب في الوصل في حال وذلك لا أقضي وهو يقضي ويغزو ويرمي إلا أنهم قالوا لا أدر في الوقف لأنه كثر في كلامهم فهو شاذٌ كما قالوا لم يك شبهت النون بالياء حيث سكنت ولا يقولون لم يك الرجل لأنها في موضع تحرك فلم يشبه بلا أدر فلا تحذف الياء إلا في لا أدر وما أدر.
وجميع ما لا يحذف في الكلام وما يختار فيه أن لا يحذف يحذف في الفواصل والقوافي. فالفواصل قول الله عز وجل: {والليل إذا يسر} و: {ما كنا نبغ} و: {يوم التناد} و: {الكبير المتعال} ). [الكتاب: 4/183-185]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقال غيره: أراد «الليالي» ثم قدم الياء على اللام. ولما جاءت «الياء» بعد «ألف» همزت، كما قيل: ترقوة، وترائق. يريد: تراقي). [الأيام والليالي: 54]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

تفري اللبان بكفيها ومدرعها = مشقق عن تراقيها رعابيل
...
وواحد التراقي ترقوة وهما ترقوتان عن يمين وشمال، فجمعهما بما حولهما). [شرح ديوان كعب بن زهير: 18]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ * كَلَّا} قال: الفاقرة: الداهية، من فقرت أنفه، أي حزرت أنفه. وكلا في القرآن كله أي ليس الأمر كما يقولون، الأمر كما أقوله أنا). [مجالس ثعلب: 268] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويروى عن غير أبي عبيدة أنه سأله عن قوله جل اسمه: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}، قال: الشدة بالشدة، فسأله عن الشاهد فأنشده:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها = وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا).
[الكامل: 3/1147]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم)).
وهذا الحديث حدثنيه الحجاج بن محمد عن الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، يرفعه.
قال الأصمعي وغيره: المطيطاء التبختر ومد اليدين في المشي والتمطي من ذلك لأنه إذا تمطى مد يديه.
ويروى في تفسير قوله جل وعز: {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} أنه التبختر ويقال للماء الخاثر في أسفل الحوض: المطيطة، لأنه يتمطط يعني يتمدد، وجمعه مطائط.
وقال حميد الأرقط:
خبط النهال سمل المطائط
ومن جعل التمطي من المطيطة فإنه يذهب به مذهب تظنيت من الظن وتقضيت من التقضض، كقول العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
يريد تقضض البازي وكذلك يقال: التمطي يريد التمطط). [غريب الحديث: 1/279-280]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}: أي يتبختر). [مجالس ثعلب: 118]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} أي يمد مطاه، أي ظهره، وهو يتبختر). [مجالس ثعلب: 465]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (وسدى: مهمل لا يرده أنيسٌ). [الأمالي: 2/241]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: أمنى الرجل إمناء، ومنى –يعني بغير ألف- وقال الله عز ذكره: {من مني يمنى}، والمني: الماء الأعظم وهو المصدر أيضا، ومَنَى يَمْنى مَنْيا). [الفرق في اللغة: 79]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن افعاللت من رميت بمنزلة أحييت في الإدغام والبيان والخفاء وهي متحركة، وكذلك افعللت وذلك قولك في افعاللت ارماييت وهو يرمايي وأحب أن يرمايي بمنزلة «أن يُحْيَى الموتى»، وتقول ارماييا فتجريها مجرى أحييا ويحييان، وتقول قد ارموي في هذا المكان كما قلت قد حي فيه وأحي فيه لأن الفتحة لازمة، ولا تقلب الواو ياءً لأنها كواو سوير لا تلزم وهي في موضع مد. وتقول قد ارمايوا كما تقول قد أحيوا وتقول ارمييت في افعللت يرميي كما تقول يحيي وتقول ارمييا كما تقول قد أحييا، ومن قال يحييان فأخفى قال ارمييا فأخفى وتقول قد ارمي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة. ومن قال حيي قال إرميي وقد ارموي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة ومن قال أحيي فيها قال ارمويي فيها إذا أرادها من ارماييت ولا يقلب الواو لأنها مدة وتقول مرماييةٌ ومرمييةٌ فتخفى كما تقول معييةٌ وإن شئت بينت على بيان معييةٌ والمصدر ارمياءً وارمياءً واحيياءً واحيياءً). [الكتاب: 4/402] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب: تصرف الفعل إذا اجتمعت فيه حروف العلة
إذا بنيت الماضي من حييت فقلت: حيي يا فتى فأنت فيه مخير: إن شئت أدغمت، وإن شئت بينت.
تقول: قد حيّ في هذا الموضع، وقد حيي فيه.
أما الإدغام فيجب للزوم الفتحة آخر فَعَلَ، وأنه قد صار بالحركة بمنزلة غير المعتل؛ نحو: ردّ، وكرّ.
وأما ترك الإدغام؛ فلأنها الياء التي تعتل في يحيى، ويحيى، فلا تلزمها حركة؛ ألا ترى أنك تقول: هو يحيى زيدا، ولم يحي، فتجعل محذوفة، كما تحذف الحركة. وكذلك يحيا ونحوه؛ وقد فسرت لك من اتصال الفعل الماضي بالمضارع، وإجرائه عليه في باب أغزيت ونحوه ما يغنى عن إعادته.
ومن قال: حي يا فتى قال للجميع: حيّوا مثل: ردّ، وردّوا، لأنه قد صار بمنزلة الصحيح.
ومن قال: حيى فبين قال: حيوا للجماعة. وذلك؛ لأن الياء إذا انكسر ما قبلها لم تدخلها الضمة، كما لا تقول: هو يقضي، يا فتى، ولا هو قاضيٌ.
وكان أصلها حييوا على وزن علموا، فسكّنت والواو بعدها ساكنة، فحذفت لالتقاء الساكنين.
فمثل الإدغام قراءة بعض الناس {ويحيا من حي عن بينة} وهو أكثر وترك الإدغام: ( من حيى عن بينة ) وقد قرئ - بهما جميعا.
وكذلك قيل في الإدغام:
عيوا بأمرهمو كـمـا = عيّت ببيضتها الحمامه
وقال في ترك الإدغام:
وكنا حسبناهم فـوارس كـهـمـسٍ = حيوا بعد ما ماتوا من الدهر أعصرا
فإذا قلت: هو يَفْعَل لم يجز الإدغام البتّة. وذلك قولك: لن يعيى زيد، ولن يحيى أحد؛ لأن الحركة ليست بلازمة، وإنما تدخل للنصب. وإنما يلزم الإدغام بلزوم الحركة.
وكذلك قول الله عز وجل {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيى الموتى}؛ لا يجوز الإدغام كما ذكرت لك). [المقتضب: 1/317] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:39 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:39 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا بل تحبّون العاجلة رجوع إلى مخاطبة قريش، فرد عليهم وعلى أقوالهم في رد الشريعة بقوله: كلّا ليس ذلك كما تقولون. وإنما أنتم قوم قد غلبتكم الدنيا بشهواتها، فأنتم تحبونها حبا تتركون معه الآخرة والنظر في أمرها. وقرأ الجمهور «تحبون» بالتاء على المخاطبة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحسن ومجاهد والجحدري وقتادة «يحبون» بالياء على ذكر الغائب وكذلك «يذرون»). [المحرر الوجيز: 8/ 477-478]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما ذكر الآخرة أخبر بشيء من حال أهلها بقوله: وجوهٌ رفع بالابتداء وابتداء بالنكرة لأنها تخصصت بقوله يومئذٍ وناضرةٌ خبر وجوهٌ.
وقوله تعالى: إلى ربّها ناظرةٌ جملة هي في موضع خبر بعد خبر، وقال بعض النحويين: ناضرةٌ نعت ل وجوهٌ، وإلى ربّها ناظرةٌ خبر عن وجوهٌ، فعلى هذا كثر تخصص الوجوه فحسن الابتداء بها. وناضرةٌ معناه ناعمة، والنضرة النعمة وجمال البشرة، قال الحسن: وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق، وقوله تعالى: إلى ربّها ناظرةٌ حمل هذه الآية أهل السنة على أنها متضمنة رؤية المؤمنين لله تعالى، وهي رؤية دون محاذاة ولا تكييف ولا تحديد كما هو معلوم، موجود لا يشبه الموجودات كذلك هو لا يشبه المرئيات في شيء، فإنه ليس كمثله شيء لا إله إلا هو، وروى عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حدثتكم عن الدجال أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته»، وقال الحسن: تنظرون إلى الله تعالى بلا إحاطة، وأما المعتزلة الذين ينفون رؤية الله تعالى، فذهبوا في هذه الآية إلى أن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة أو إلى ثوابه أو ملكه، فقدروا مضافا محذوفا، وهذا وجه سائغ في العربية كما تقول، فلان ناظر إليك في كذا، أي إلى صنعك في كذا. والرواية إنما تثبتها بأدلة قاطعة غير هذه الآية، فإذا ثبتت حسن تأويل أهل السنة في هذه الآية وقوي، وذهب بعض المعتزلة في هذه الآية إلى أن قوله إلى ليست بحرف الجر وإنما هي إلى واحد الآلاء فكأنه قال نعمة ربها منتظرة، أو ناظرةٌ من النظر بالعين، ويقال نظرتك بمعنى انتظرتك، ومنه قول الحطيئة: [البسيط]
وقد نظرتكم أبناء عائشة = للخمس طال بها حبسي وتبساسي
والتبساس أن يقال للناقة بس بس لتدر على الحالب، وفسر أبو عبيدة في غريبه هذا البيت على رواية أخرى وهي: طال بها حوزي وتنساسي بالنون وهو السير الشديد فتأمله). [المحرر الوجيز: 8/ 478-480]

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «الباسرة» العابسة المغمومة النفوس. والبسور أشد العبوس، وإنما ذكر تعالى الوجوه لأنه فيها يظهر ما في النفس من سرور أو غم، والمراد أصحاب الوجوه). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: تظنّ أن يفعل إن جعلناه بمعنى توقن فهو لم يقع بعد على ما بيناه وإن جعلنا الظن هنا على غلبته، فذلك محتمل، و «الفاقرة»: المصيبة التي تكسر فقار الإنسان، قال ابن المسيب: هي قاصمة الظهر، وقال أبو عبيدة: هي من فقرت البعير إذا وسمت أنفه بالنار). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا إذا بلغت زجر آخر لقريش وتذكير لهم بموطن من مواطن الهول وأمر الله تعالى الذي لا محيد لبشر عنه وهي حالة الموت والمنازعة التي كتبها الله على كل حيوان، وبلغت يريد النفس، والتّراقي ترقوة وهي عظام أعلى الصدر، ولكل أحد ترقوتان، لكن من حيث هذا الأمر في كثير من جمع، إذ النفس المرادة اسم جنس، والتّراقي هي موازية للحلاقيم، فالأمر كله كناية عن حال الحشرجة ونزاع الموت، يسره الله علينا بمنه). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في معنى قوله تعالى: من راقٍ فقال ابن عباس والضحاك وقتادة وأبو قلابة: معناه من يرقى ويطب ويشفى ونحو هذا مما يتمناه أهل المريض، وقال ابن عباس أيضا وسليمان التيمي ومقاتل وابن سليمان: هذا القول للملائكة: والمعنى من يرقى بروحه، أي يصعد إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ وقرأ حفص عن عاصم بالوقف على من ويبتدئ راقٍ. وأدغم الجمهور، قال أبو علي: لا أعرف وجه قراءة عاصم، وكذلك قرأ «بل ران»). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وظنّ أنّه الفراق يريد وتيقن المريض أنه فراق الأحبة والأهل والمال والحياة، وهذا يقين فيما لم يقع بعد ولذلك استعملت فيه لفظة الظن، وقرأ ابن عباس «أيقن أنه الفراق»، وقال في تفسيره ذهب الظن). [المحرر الوجيز: 8/ 480-481]

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف في معنى قوله والتفّت السّاق بالسّاق، فقال ابن عباس والحسن والربيع بن أنس وإسماعيل بن أبي خالد هذه استعارة لشدة كرب الدنيا في آخر يوم منها وشدة كرب الآخرة في أول يوم منها لأنه بين الحالين قد اختلطا له، وهذا كما تقول شمرت الحرب عن ساق، وعلى بعض التأويلات في قوله تعالى: يوم يكشف عن ساقٍ [القلم: 42] وقال ابن المسيب والحسن: هي حقيقة، والمراد ساق الميت عند تكفينه أي لفهما الكفن. وقال الشعبي وأبو مالك وقتادة: هو التفافهما بشدة المرض لأنه يقبض ويبسط ويركب هذا على هذا، وقال الضحاك: المراد أسوق حاضريه من الإنس والملائكة لأن هؤلاء يجهزون روحه إلى السماء وهولاء بدنه إلى قبره). [المحرر الوجيز: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلى ربّك معناه إلى حكم ربك وعدله، فإما إلى جنة وإما إلى نار، والمساق مصدر من السوق). [المحرر الوجيز: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدىً (36) ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى (40)
قال جمهور المتأولين: هذه الآية كلها إنما نزلت في أبي جهل بن هشام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ثم كادت هذه الآية أن تصرح له في قوله تعالى: يتمطّى فإنها كانت مشية بني مخزوم، وكان أبو جهل يكثر منها، وقوله تعالى: فلا صدّق ولا صلّى تقديره فلم يصدق ولم يصل، وهذا نحو قول الشاعر [طرفة بن العبد]: [الطويل]
فأي خميس فإنا لا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما
وقول الآخر [أبي خيراش الهذلي]: [الرجز]
إن تغفر اللهم تغفر جمّا = وأي عبد لك لا ألمّا
فلا في الآية عاطفة، وصدّق معناه برسالة الله ودينه، وذهب قوم إلى أنه من الصدقة، والأول أصوب). [المحرر الوجيز: 8/ 481-482]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويتمطّى معناه يمشي المطيطى وهي مشية بتبختر قال زيد بن أسلم: كانت مشية بني مخزوم، وهي مأخوذة من المطا وهو الظهر لأنه يتثنى فيها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مشت أمتي المطيطى وخدمتهم الروم وفارس سلط بعضهم على بعض». وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في أبي جهل). [المحرر الوجيز: 8/ 482]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أولى لك وعيد ثان ثم كرر ذلك تأكيدا، والمعنى أولى لك الازدجار والانتهاء وهو مأخوذ من ولى، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجرا، ومنه قوله تعالى: فأولى لهم طاعةٌ [محمد: 20]، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبب أبا جهل يوما في البطحاء وقال له: «إن الله يقول لك أولى لك فأولى»، فنزل القرآن على نحوها. وفي شعر الخنساء: [المتقارب]
سئمت بنفسي كل الهموم = فأولى لنفسي أولى لها). [المحرر الوجيز: 8/ 482-483]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أيحسب توقيف وتوبيخ، وسدىً معناه مهملا لا يؤمر ولا ينهى). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قرر تعالى على أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تؤملت لم ينكر معها جواز البعث من القبور عاقل، وقرأ الجمهور: «ألم يك» بالياء من تحت، وقرأ الحسن: «ألم تك» بالتاء من فوق، و «النطفة»: القطعة من الماء. يقال ذلك للقليل والكثير، و «المني» معروف، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو عمرو بخلاف وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب: «يمنى» بالياء، يراد بذلك المني، ويحتمل أن يكون يمنى من قولك أمنى الرجل، ويحتمل أن يكون من قولك منى الله الخلق، فكأنه قال: من مني تخلق، وقرأ جمهور السبعة والناس. «تمنى» بالتاء، يراد بذلك النطفة، و «تمنى» يحتمل الوجهين اللذين ذكرت). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «العلقة»: القطعة من الدم، لأن الدم هو العلق، وقوله تعالى: فخلق فسوّى معناه فخلق الله منه بشرا مركبا من أشياء مختلفة فسواه شخصا مستقلا، وفي مصحف ابن مسعود «يخلق» بالياء فعلا مستقبلا). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والزّوجين: النوعين، ويحتمل أن يريد المزدوجين من البشر). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى توقيف التوبيخ وإقامة الحجة بقوله: أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى وقرأ الجمهور بفتح الياء الأخيرة من «يحيي»، وقرأ طلحة بن مصرف وسليمان والفياض بن غزوان بسكونها، وهي تنحذف من اللفظ لسكون اللام من الموتى، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وبلى»، ويروى أنه كان يقول: «بلى» فقط). [المحرر الوجيز: 8/ 484]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلا بل تحبّون العاجلة * وتذرون الآخرة} أي: إنّما يحملهم على التّكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله اللّه عزّ وجلّ على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الحقّ والقرآن العظيم: إنّهم إنّما همّتهم إلى الدّار الدّنيا العاجلة، وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} من النّضارة، أي حسنةٌ بهيّة مشرقةٌ مسرورةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلى ربّها ناظرةٌ} أي: تراه عيانًا، كما رواه البخاريّ، رحمه اللّه، في صحيحه: "إنّكم سترون ربّكم عيانا". وقد ثبتت رؤية المؤمنين للّه عزّ وجلّ في الدّار الآخرة في الأحاديث الصّحاح، من طرقٍ متواترةٍ عند أئمّة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها؛ لحديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا" وفي الصّحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ". وفي أفراد مسلمٍ، عن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} [يونس: 26].
وفي أفراد مسلمٍ، عن جابرٍ في حديثه: "إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين يضحك" -يعني في عرصات القيامة- ففي هذه الأحاديث أنّ المؤمنين ينظرون إلى ربّهم عزّ وجلّ في العرصات، وفي روضات الجنّات.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك بن أبجر، حدّثنا ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإنّ أفضلهم منزلةً لينظر إلى وجه اللّه كلّ يومٍ مرّتين".
ورواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: "سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثّوريّ، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، لم يرفعه ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصّحاح والحسان والمسانيد والسّنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرّقًا في مواضع من هذا التّفسير، وباللّه التّوفيق. وهذا بحمد اللّه مجمعٌ عليه بين الصّحابة والتّابعين وسلف هذه الأمّة، كما هو متّفقٌ عليه بين أئمّة الإسلام. وهداة الأنام.
ومن تأوّل ذلك بأنّ المراد بـ {إلى} مفرد الآلاء، وهي النّعم، كما قال الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {إلى ربّها ناظرةٌ} فقال تنتظر الثّواب من ربّها. رواه ابن جريرٍ من غير وجهٍ عن مجاهدٍ. وكذا قال أبو صالحٍ أيضًا -فقد أبعد هذا القائل النّجعة، وأبطل فيما ذهب إليه. وأين هو من قوله تعالى: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؟ [المطفّفين: 15]، قال الشّافعيّ، رحمه اللّه: ما حجب الفجّار إلّا وقد علم أنّ الأبرار يرونه عزّ وجلّ. ثمّ قد تواترت الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما دلّ عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله: {إلى ربّها ناظرةٌ} قال ابن جرير:
حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، حدّثنا آدم، حدّثنا المبارك عن الحسن: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ، {إلى ربّها ناظرةٌ} قال تنظر إلى الخالق، وحقّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279-281]

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} هذه وجوه الفجّار تكون يوم القيامة باسرةٌ. قال قتادة: كالحةٌ. وقال السّدّيّ: تغيّر ألوانها. وقال ابن زيدٍ {باسرةٌ} أي: عابسةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تظنّ} أي: تستيقن، {أن يفعل بها فاقرةٌ} قال مجاهدٌ: داهيةٌ. وقال قتادة: شرٌّ. وقال السّدّيّ: تستيقن أنّها هالكةٌ. وقال ابن زيدٍ: تظنّ أن ستدخل النّار.
وهذا المقام كقوله: {يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوهٌ} [آل عمران: 106] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ * ضاحكةٌ مستبشرةٌ * ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ * ترهقها قترةٌ * أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس: 38 -42] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ خاشعةٌ * عاملةٌ ناصبةٌ * تصلى نارًا حاميةً} إلى قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناعمةٌ لسعيها راضيةٌ في جنّةٍ عاليةٍ} [الغاشية: 2 -10] في أشباه ذلك من الآيات والسّياقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلا إذا بلغت التّراقي (26) وقيل من راقٍ (27) وظنّ أنّه الفراق (28) والتفّت السّاق بالسّاق (29) إلى ربّك يومئذٍ المساق (30) فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدًى (36) ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى (40)}
يخبر تعالى عن حالة الاحتضار وما عنده من الأهوال -ثبّتنا اللّه هنالك بالقول الثّابت- فقال تعالى: {كلا إذا بلغت التّراقي} إن جعلنا {كلا} رداعة فمعناها: لست يا ابن آدم تكذّب هناك بما أخبرت به، بل صار ذلك عندك عيانًا. وإن جعلناها بمعنى (حقًّا) فظاهرٌ، أي: حقًّا إذا بلغت التّراقي، أي: انتزعت روحك من جسدك وبلغت تراقيك، والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي العظام الّتي بين ثغرة النّحر والعاتق، كقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذٍ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين} [الواقعة: 83 -87]. وهكذا قال هاهنا: {كلا إذا بلغت التّراقي} ويذكر هاهنا حديث بسر بن جحاش الّذي تقدّم في سورة "يس". والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي قريبةٌ من الحلقوم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقيل من راقٍ} قال: عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: أي من راقٍ يرقي؟ وكذا قال أبو قلابة: {وقيل من راقٍ} أي: من طبيبٌ شافٍ. وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وابن زيدٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ: {وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ: {وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة.
وبهذا الإسناد، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق} قال: التفّت عليه الدّنيا والآخرة. وكذا قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {والتفّت السّاق بالسّاق} يقول: آخر يومٍ في الدّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخرة، فتلتقي الشّدّة بالشّدّة إلّا من رحم اللّه.
وقال عكرمة: {والتفّت السّاق بالسّاق} الأمر العظيم بالأمر العظيم. وقال مجاهدٌ: بلاءٌ ببلاءٍ. وقال الحسن البصريّ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق} همّا ساقاك إذا التفّتا. وفي روايةٍ عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه، وقد كان عليها جوّالًا. وكذا قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ.
وفي روايةٍ عن الحسن: هو لفّهما في الكفن.
وقال الضّحّاك: {والتفّت السّاق بالسّاق} اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إلى ربّك يومئذٍ المساق} أي: المرجع والمآب، وذلك أنّ الرّوح ترفع إلى السّماوات، فيقول اللّه عزّ وجلّ: ردّوا عبدي إلى الأرض، فإنّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى. كما ورد في حديث البراء الطّويل. وقد قال اللّه تعالى: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرّطون ثمّ ردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} [الأنعام: 61، 62]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى} هذا إخبارٌ عن الكافر الّذي كان في الدّار الدّنيا مكذّبًا للحقّ بقلبه، متولّيًا عن العمل بقالبه، فلا خير فيه باطنًا ولا ظاهرًا، ولهذا قال: {فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى * ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} أي: جذلا. أشرًا بطرا كسلانًا، لا همّة له ولا عمل، كما قال: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين} [المطفّفين:34]. وقال {إنّه كان في أهله مسرورًا * إنّه ظنّ أن لن يحور} أي: يرجع {بلى إنّ ربّه كان به بصيرًا} [الانشقاق:13 -15].
وقال الضّحّاك: عن ابن عبّاسٍ: {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} [أي]. يختال. وقال قتادة، وزيد بن أسلم: يتبختر). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى} وهذا تهديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ منه تعالى للكافر به المتبختر في مشيته، أي: يحقّ لك أن تمشي هكذا وقد كفرت بخالقك وبارئك، كما يقال في مثل هذا على سبيل التّهكّم والتّهديد كقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} [الدّخان:49]. وكقوله: {كلوا وتمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون} [المرسلات:46]، وكقوله {فاعبدوا ما شئتم من دونه} [الزّمر:15]، وكقوله {اعملوا ما شئتم} [فصّلت:40]. إلى غير ذلك.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا عبد الرّحمن -يعني ابن مهديٍّ-عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت سعيد بن جبيرٍ قلت: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي جهلٍ، ثمّ نزل به القرآن.
وقال أبو عبد الرّحمن النّسائيّ: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب. حدّثنا أبو النّعمان، حدّثنا أبو عوانة - (ح) وحدّثنا أبو داود: حدّثنا محمّد بن سليمان. حدّثنا أبو عوانة- عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ أنزله اللّه عزّ وجلّ.
قال ابن أبي حاتمٍ: وحدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن خالدٍ، حدّثنا شعيبٌ عن إسحاق، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى} وعيدٌ على أثر وعيدٍ، كما تسمعون، وزعموا أنّ عدوّ اللّه أبا جهلٍ أخذ نبيّ اللّه بمجامع ثيابه، ثمّ قال: "أولى لك فأولى ثمّ أولى لك فأولى". فقال عدوّ اللّه أبو جهلٍ: أتوعدني يا محمّد؟ واللّه لا تستطيع أنت ولا ربّك شيئًا، وإنّي لأعزّ من مشى بين جبليها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282-283]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى} قال السّدّيّ: يعني: لا يبعث.
وقال مجاهدٌ، والشّافعيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: يعني لا يؤمر ولا ينهى.
والظّاهر أنّ الآية تعمّ الحالين، أي: ليس يترك في هذه الدّنيا مهملًا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدًى لا يبعث، بل هو مأمورٌ منهيٌّ في الدّنيا، محشورٌ إلى اللّه في الدّار الآخرة. والمقصود هنا إثبات المعاد، والرّدّ على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (
والمقصود هنا إثبات المعاد، والرّدّ على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد، ولهذا قال مستدلًّا على الإعادة بالبداءة فقال: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى}؟ أي: أما كان الإنسان نطفةً ضعيفةً من ماءٍ مهينٍ، يمنى يراق من الأصلاب في الأرحام). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى} أي: فصار علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ شكّل ونفخ فيه الرّوح، فصار خلقًا آخر سويًا سليم الأعضاء، ذكرًا أو أنثى بإذن اللّه وتقديره؛ ولهذا قال: {فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} أي: أما هذا الّذي أنشأ هذا الخلق السّويّ من هذه النّطفة الضّعيفة بقادرٍ على أن يعيده كما بدأه؟ وتناول القدرة للإعادة إمّا بطريق الأولى بالنّسبة إلى البداءة، وإمّا مساويةٌ على القولين في قوله: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الروم:27].
والأوّل أشهر كما تقدّم في سورة "الرّوم" بيانه وتقريره، واللّه أعلم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح، حدّثنا شبابة، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن آخر: أنّه كان فوق سطحٍ يقرأ ويرفع صوته بالقرآن، فإذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال: سبحانك اللّهمّ فبلى. فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ذلك. وقال أبو داود، رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجلٌ يصلّي فوق بيته، فكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال سبحانك، فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
تفرّد به أبو داود ولم يسمّ هذا الصّحابيّ، ولا يضرّ ذلك.
وقال أبو داود أيضًا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ، حدّثنا سفيان، حدّثني إسماعيل بن أميّة: سمعت أعرابيًّا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قرأ منكم بالتّين والزّيتون فانتهى إلى آخرها: {أليس اللّه بأحكم الحاكمين}؟ فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشّاهدين. ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ فليقل: بلى. ومن قرأ: {والمرسلات} فبلغ {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ فليقل: آمنّا باللّه".
ورواه أحمد، عن سفيان بن عيينة. ورواه التّرمذيّ عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة. وقد رواه شعبة، عن إسماعيل بن أميّة قال: قلت له: من حدّثك؟ قال رجل صدقٍ، عن أبي هريرة
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأها قال: "سبحانك وبلى".
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ أنّه مرّ بهذه الآية: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟، قال: سبحانك؛ فبلى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283-284]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة